كاتب أميركي: فزع الأميركيين المفرط من منطاد التجسس الصيني خطير وغير مبرر

البنتاغون أعلن أن مقاتلة من طراز إف-22 أسقطت المنطاد الصيني (رويترز)
7/2/2023
انتقد كاتب أميركي حالة الذعر والخوف التي انتابت الولايات المتحدة جراء تحليق منطاد تجسس صيني فوق أراضيها.
وقال ماكس بوت -وهو كاتب عمود بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post)- إن ردة الفعل المفرطة من جانب الأميركيين حول الحادثة كانت خطيرة وغير مبررة.
ورغم أن انتهاك المنطاد المجال الجوي الأميركي عمل غير مقبول فإنه لم يشكل أي تهديد حقيقي، بل من غير المحتمل أن يكون قد جمع أي معلومات استخباراتية لا تستطيع أقمار التجسس الصينية جمعها، وفق الكاتب في مقال له بالصحيفة نفسها.
ومع ذلك فإن بوت يزعم أن أميركا انتصرت بعد إسقاطها المنطاد مستخدمة في ذلك أحدث منظومات الأسلحة تقدما، واصفا -في الوقت نفسه- المنطاد بأنه أحد أنظمة المراقبة الأكثر بدائية في الصين.
ويضيف أنه ليس قلقا بشأن منطاد التجسس، إلا أن ما يقلقه هو رد الفعل "الهستيري المفرط" من جانب العديد من الأميركيين على الحادثة.
وطرح بوت عدة تساؤلات بشأن رد الفعل المفترض للرئيس الأميركي جو بايدن في تلك الحالة، وهل كان يجب أن يشن ضربة نووية ضد الصين انتقاما؟
وانتقد الكاتب أعضاء الحزب الجمهوري على تعاملهم مع الموضوع، قائلا إنه لم يكن لديهم أي بدائل واضحة، لكن ذلك لم يمنعهم من "الهيجان المفرط". وضرب مثلا على ذلك بتصريح السيناتور الجمهوري ماركو روبيو بأن الصين أرسلت المنطاد لإظهار أن "الولايات المتحدة كانت ذات يوم قوة عظمى جرى إضعافها، وهي الآن في انحدار".
ذعر غير مبرر
وبحسب المقال، فإن رد الفعل الأميركي كان مبالغا فيه لدرجة أن بايدن شعر بأنه مضطر لتأجيل زيارة وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى الصين، وهو ما وصفه الكاتب بأنه تصرف سيئ للغاية، "لأن الهوس بمنطاد التجسس يؤكد الحاجة إلى إنشاء خطوط اتصالات أفضل مع بكين لمنع التوترات بين الولايات المتحدة والصين من الخروج عن نطاق السيطرة".
وتجلى ذلك الهوس في تصريحات رئيس قيادة النقل الجوي الجنرال مايكل أ. مينيهان، الذي توقع -في مذكرة إلى مرؤوسيه بعد أيام قليلة من الحادثة- نشوب حرب بين بلاده والصين في غضون عامين.
وتعليقا على ذلك، شدد بوت في مقاله على ضرورة أن يتمالك مينيهان وكل من يعتقد أن الحرب وشيكة أعصابهم.
وعدّد الكاتب الجوانب التي تتفوق فيها الولايات المتحدة على الصين وتجعلها أقوى في الواقع بمقاييس القوة الصلبة أو الناعمة. واستند في ذلك على التقييم السنوي فيما يتعلق بموازين القوى في آسيا الذي يصدره معهد لوي الأسترالي (Lowy Institute).
وجاء في ذلك التقييم أن الولايات المتحدة لا تزال في المركز الأول عالميا قبل الصين، حيث حازت على قصب السبق في مجالات مثل الموارد المستقبلية، والمرونة، والشبكات الدفاعية، والتأثير الثقافي، والقدرة العسكرية.
وخلص مقال واشنطن بوست إلى أن الصين لم تحقق على ما يبدو أي شيء من تحليق منطادها سوى إثارة قلق الأميركيين. ومع ذلك، أعرب الكاتب عن اعتقاده بأن القلق الصحي بشأن القوة المتنامية للصين له ما يبرره، "لكن ليس هناك ما يبرر حالة الذعر والقلق".
المصدر : واشنطن بوست