واشنطن ترحب بعدم نية القوات الإثيوبية التوغل في إقليم تيغراي وتدعو للدخول في مفاوضات

الحكومة الإثيوبية أعلنت أنها لن تتوغل في إقليم تيغراي بعد سيطرتها على إقليمي عفر وأمهرة (الأوروبية)
24/12/2021
رحبت وزارة الخارجية الأميركية بما قالت إنها تقارير تفيد بأن قوات الحكومة الإثيوبية لن تتوغل في إقليم تيغراي، ودعت أديس أبابا لوقف الغارات الجوية، وإريتريا لسحب قواتها من إثيوبيا.
وطالبت الخارجية الأميركية أطراف النزاع في إثيوبيا بوقف الأعمال العدائية ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والدخول في مفاوضات، مشيرة إلى أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في إثيوبيا.
في غضون ذلك، أعلن برلمان أمهرة تقليص ساعات حظر التجوال بكافة أرجاء الإقليم، واستئنافَ العمل بالمؤسسات الحكومية، وعودة الموظفين لمباشرة مهامهم ابتداء من اليوم الجمعة.
وقال رئيس مكتب الاتصال الحكومي بأمهرة إن القرار جاء بناء على التقييمات التي أجراها البرلمان، والتي خلَصت إلى تحسن الأوضاع الأمنية في الإقليم بعد أيام من استعادة القوات الحكومية السيطرة عليه.
اكتمال المرحلة الأولى
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية ليجيس تولو إن المرحلة الأولى من المواجهات العسكرية شمال البلاد انتهت بتحقيق أهدافها بنجاح، بعد استعادة إقليمي عفر وأمهرة من جبهة تحرير تيغراي. وأكد أن القوات الحكومية ستبقى في مواقعها منعاً لتكرار الأزمة السابقة.
وأضاف تولو أن "حملة الوحدة الوطنية" التي أطلقها رئيس الوزراء آبي أحمد قد اكتملت مرحلتها الأولى وقد حققت أهدافها بنجاح، حيث تمت استعادة إقليمي عفر وأمهرة، كما تم إلغاء أي تهديد قد يمثله من وصفهم بـ "الارهابيين" مستقبلا على إثيوبيا، وأشار أن القوات الحكومية ستبقى في مواقعها حتى إشعار آخر.
بدوره، أعلن مسؤول بالحكومة، أمس الخميس، أن قوات بلاده لن تتوغل في عمق منطقة تيغراي، حيث يخوض متمردون قتالا ضد الحكومة المركزية منذ أكثر من عام.
وقال رئيس جهاز الاتصالات ليجيسي تولو إنه صدرت للقوات أوامر بالتمركز في المناطق التي استولت عليها من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، ولكنها لن تتقدم أكثر. وأضاف أن العملية الأحدث من جانب الحكومة قد انتهت، ولكن بعض العمليات ربما تستمر في منطقة أوروميا والمناطق الحدودية بين منطقتي تيغراي وأمهرة.
من جانب آخر، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن مبعوث واشنطن إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان أثار، خلال زياراته الأخيرة إلى الإمارات وتركيا، ما نقلته التقارير بشأن استخدام إثيوبيا طائرات مسيرة، وما يصاحب ذلك من خطر إلحاق الضرر بالمدنيين.
وقال المتحدث للجزيرة إن فيلتمان أكد أن واشنطن أوضحت لجميع أطراف الصراع الإثيوبي أن الوقت حان للضغط من أجل المفاوضات، وإنهاء الحرب.
جبهة تيغراي
وأعلنت جبهة تحرير تيغراي -الاثنين الماضي- أنها انسحبت من جميع المناطق التي سيطرت عليها في إقليمي عفر وأمهرة (شمالي إثيوبيا) وعبرت عن استعدادها للتفاوض لوضع حد للحرب التي اندلعت قبل عام.
وجاء في بيان مكتوب، بثه تلفزيون جبهة تيغراي، أن التوغل في تلك المناطق لم يكن بهدف السيطرة عليها، بقدر ما كان لإضعاف قوات العدو، حسب وصف البيان.
وأضاف أن انسحاب قوات الجبهة من تلك المناطق يهدف إلى إتاحة فرصة للشروع في المفاوضات. وشدد البيان على موقف جبهة تيغراي في أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السياسية، وأنها مستعدة لحلها عبر التفاوض، كما ناشد المجتمع الدولي ممارسة الضغط اللازم على حكومة إثيوبيا بهذا الصدد.
ويأتي هذا الإعلان بعد تأكيد حكومة آبي أحمد أنها استعادت آخر المدن التي كانت لا تزال تحت سيطرة جبهة تيغراي في إقليم أمهرة، وخاصة مدينتي ولديا ولاليبيلا.
وأواخر الشهر الماضي، توجه رئيس الوزراء إلى جبهات القتال، بعدما باتت جبهة تيغراي والفصائل المتحالفة منها على مسافة 220 كيلومترا شمال العاصمة أديس أبابا.
وبعد كر وفر، أعلن المتحدث باسم الحكومة -السبت الماضي- استعادة الجيش السيطرة على كامل إقليم أمهرة.
واندلعت الحرب في إثيوبيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 حين أطلق رئيس الوزراء عملية عسكرية ردا على هجوم شنه مسلحو جبهة تيغراي على معسكرات للجيش في مدينة ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي.
وتسببت المعارك في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليوني شخص ودفع مئات الآلاف إلى حافة المجاعة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وتبادل طرفا الحرب اتهامات بارتكاب مذابح على أساس عرقي.
المصدر : الجزيرة + وكالات