عرض مشاركة واحدة

قديم 20-04-21, 02:13 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي تاريخ التراويح.. عطلت إقامتها الأزمات وأعدم الفاطميون مصليها وكان الشافعي يؤديها ببيته وتولى الصبيان إمامتها بالحرم المكي



 

تاريخ التراويح.. عطلت إقامتها الأزمات وأعدم الفاطميون مصليها وكان الشافعي يؤديها ببيته وتولى الصبيان إمامتها بالحرم المكي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

19/4/2021

في ظروف استثنائية ما زلت تعمّ العالم بصورة لم تعهدها البشرية؛ يصوم المسلمون رمضانهم للعام الثاني بفرحة غامرة مشوبة بأسى بالغ: فرحة بمقدمه وهو ربيع أرواحهم ومزكّي نفوسهم، وأسى لما حيل بينهم وبينه من تلاقٍ للمؤمنين -باختلاف طبقاتهم أعمارا وأقدارا- ‏طوال لياليه المباركة في رحاب التراويح بمساجدهم العامرة بالإيمان، بعد أن عطلت الصلاةَ فيها -بمعظم بلاد المسلمين- إجراءاتُ مكافحة جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) بسلالاته المختلفة.
وفي هذا المقال؛ سنقدم نبذة تاريخية عن هذه الشعيرة المحببة إلى القلوب المؤمنة في شهر ‏القرآن، فنروي باختصار كيف ‏بدأت منذ فجر الإسلام، ونرى بعض ما اعتراها تاريخيا من مسحات اجتماعية كادت تخرجها من حيز ‏العبادات (الدين) إلى دائرة العادات ‏‏(التدين)، ونكشف جانبا من تأثرها بتاريخ المسلمين ومؤثراته المختلفة عقديا وفقهيا ‏وسياسيا ‏واجتماعيا، وكيف تعطلت أحيانا بعوامل مختلفة، ثم نعرض لذكر مشاهير من أعلام جمْعها أئمةً ومأمومين. ‏وسنكتشف -أثناء ذلك كله- أن كثيرا من ‏ممارساتنا المقترنة بهذه الشعيرة العظيمة لم تكن وليدة اليوم، بل ورثناها جيلاً عن جيل منذ حقب متطاولة.


مبادرة عُمَرية

يلخِّص لنا العلامة ابن المِـبْرد الحنبلي (ت 909هـ/1503م) -في كتابه ‘محض الصواب‘- أصلَ نشأة صلاة التراويح في الإسلام ‏بقوله: "لا يتوهَّمْ متوهِّمٌ أن التراويح من وضع عمر (بن الخطاب ت 23هـ/645م) -رضي الله عنه- ولا أنه أول من وضعها، بل كانت ‏موضوعة من زمن النبي ﷺ، ولكن عمر.. أول من جمع الناس على قارئ واحد فيها، ‏فإنهم كانوا يصلون لأنفسهم فجمعهم على قارئ واحد…، وسُمِّيت ‘التراويح‘ [بهذا الاسم] لأنهم ‏يستريحون فيها بعد كلّ أربع".
وقبل ابن المِـبْرد بستة قرون؛ حدد لنا الإمام الطبري (ت 310هـ/922م) تاريخ صدور أمْر عمر بجمع ‏الناس لصلاة التراويح فقال -في تاريخه- إنه كان في سنة 14هـ/636م "وكتب بذلك إلى البلدان وأمرهم به".


وقد ‏خصص عمر قارئا للصلاة بالرجال وآخر للنساء؛ لكن يبدو أن أمهات المؤمنين لم يكنّ –نظرا لمكانتهن الخاصة- يشهدن تراويح النساء العامة، كما يُفهم ذلك من الأثر القائل إن "ذَكْوان (أبا عمْرو ت 63هـ/684م) مولى [السيدة أم المؤمنين] عائشة (ت 58هـ/679م) -رضي الله عنها- كان يؤمُّها في… صلاة التراويح [وهو يقرأ] في المصحف"؛ كما في رواية الإمام أبي القاسم الأصبهاني الملقب بقوام السُّنة (ت 535هـ/1140م) في ‘سِيَر السلف الصالحين‘.
وحفظت لنا كتب الفقه والتاريخ والتراجم ‏أسماء القُرّاء الذين كلفهم عمر -في أوقات مختلفة- القيام بهذه المهمة؛ فذكرت من قُرّاء الرجال: ‏أبيّ بن كعب الأنصاري (ت 22هـ/644م) الذي "كان يصلي بهم عشرين ركعة ثم يوتر بثلاث، وكان يخفف القراءة بقدر ما زاد من الركعات"؛ وفقا لابن تيمية (ت 728هـ/1328م) في ‘مجموع الفتاوى‘.
ومن قُرّاء الرجال كذلك معاذ بن الحارث ‏الأنصاري (ت 63هـ/684م). وأما قُرَّاء النساء فهم: تميم بن أوس الداري (ت 40هـ/661م) الذي ورد أيضا أنه صلاها بالرجال، وكذلك سليمان ابن ‏أبي حَثْمَة القرشي (ت بعد 43هـ/664م)، وعمرو بن حُرَيث المخزومي (ت 85هـ/705م).
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أوليات وآراء

ومن الأوّليات المتعلقة بتاريخ التراويح استحداث استدارة الصفوف حول الكعبة؛ فأبو عُبيد البكري الأندلسي (ت 487هـ/1094م) يروي -في ‘المسالك والممالك‘- عن الإمام سفيان بن عيينة (ت 198هـ/814م) أن "أول من أدار الصفوف حول الكعبة عند قيام رمضان [والي مكة الأموي] خالد بن عبد الله القَسْري (ت 120هـ/739م)، وكان الناس يقومون في أعلى (= بداية) المسجد؛ [فـ]ـأمر.. الأئمةَ أن يتقدموا ويصلّوا خلف المقام، وأدار الصفوف حول الكعبة".
وقد استقرّ حكم التراويح الفقهي -عند علماء أهل السُّنة- على أنها "سُنّة" لا "فَرْض"، وساقوها مثالا نموذجيا على "البدعة الحسنة" شرعا عند القائلين بها منهم؛ لكن بعض هؤلاء العلماء ذهب إلى أنه "لا يجوز ‏تركها في المساجد… لكونها [صارت] شعارا [للمسلمين]، فتلحق بفرائض الكفايات أو السُّنن ‏التي صارت شعارا… كصلاة العيد"؛ وفقا لخلاصة فقهية قررها الإمام تاج الدين السبكي (ت 771هـ/1370م) في ‘طبقات الشافعية‘.
كما استحب العلماء -حسب الإمام أبي بكر البيهقي (ت 458هـ/1067م) في ‘شُعَب الإيمان‘- أن "يُزاد في شهر رمضان في أنوار ‏المساجد" بتعليق المصابيح فيها؛ قائلين أيضا إن "أول من فعله عمر بن الخطاب لما جمع الناس في ‏التراويح"؛ طبقا لمؤرخ المدينة المنورة نور الدين السمهودي (ت 911هـ/1505م) في ‘وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى‘.

وفي ذلك روَى الإمام النووي (ت 676هـ/1277م) -في ‘تهذيب الأسماء واللغات‘- أن علي بن أبي طالب (ت 40هـ/661م) رضي الله عنه "مرّ على المساجد في رمضان وفيها القناديل تـُزْهِر، فقال: نوّر الله على عمر قبره كما نور علينا ‏مساجدنا"!!
ومع أن جماهير المسلمين ساروا على نهج الصحابة في إقامة شعيرة التراويح في رمضان؛ فإنه ‏ظهرت آراء أنكرت شرعيتها باعتبارها "بدعة ‏عُمَرية"؛ كما ترى طوائف الشيعة باستثناء بعض أئمة الزيدية. ونسب المقريزي (ت 845هـ/1441م) -في ‘المواعظ والاعتبار‘- إلى ‏الفرقة النَّظـّامية من المعتزلة قولها إنه ‏‏"لا تجوز صلاة التراويح".‏
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أئمة مشاهير
تنوعت الطبقات والفئات الاجتماعية التي جاء منها أئمة التراويح عبر حقب التاريخ الإسلامي؛ فكان منهم أساطين العلماء والقراء الكبار، ‏ومشاهير الرحالة والتجار، وحتى السلاطين بل و‏الفراشون العاملون في المساجد. فقد تولى إمامتها "شيخ ‏المفسرين" الإمام الطبري، و"شيخ المقرئين" في ‏عصره أبو بكر ابن مجاهد ‏البغدادي (ت 324هـ/936م)، و"شيخ الواعظين" الإمام ابن الجوزي (ت 597هـ/1201م).
ويحكي الخطيب البغدادي (ت 463هـ/1072م) -في ‘تاريخ بغداد‘- أن ابن مجاهد هذا استمع ليلة إلى صوت معاصره وبلديِّه الطبري -وهو يؤم ‏‏الناس في التراويح بمسجده ببغداد- فقال لأحد طلابه: "ما ظننت أن الله تعالى خلق بشرا يُحسن [أن] يقرأ هذه ‏القراءة"!!‏
ويذكر الإمام ابن عساكر (ت 571هـ/1175م) -في ‘تاريخ دمشق‘- أن شيخه المقرئ أبا الفتح الأنصاري المقدسي (ت ‏‏539هـ/1144م) كان "يصلي التراويح في ‏مسجد علي بن الحسن" بدمشق.
وهذا أبو جعفر ابن الفَنَكي ‏الشافعي القرطبي (ت 596هـ/1200م) "كان الناس يتزاحمون على الصلاة ‏خلفه التماسا لبركته ‏واستماعا لحسن صوته، وحين مجاورته بمكة.. كان أحدَ المتناوبين في قراءة التراويح ‏برمضان…، ‏وقراءتُه تُرِقُّ الجماداتِ خشوعًا"؛ حسب ابن جبير الكناني الأندلسي (ت 614هـ/1217م) في رحلته.‏

ومن أئمة التراويح الذين كان لهم شأن في التاريخ العلمي الإسلامي: شيخُ الإسلام ابن تيمية الحراني؛ فقد قال تلميذه ‏المؤرخ ابن الوردي المعري الكِندي (ت 749هـ/1348م) ‏‎‎أثناء ترجمته له في تاريخه: ‏‏"وصليتُ خلفه التراويح في رمضان فرأيت على قراءته ‏خشوعا، ورأيت على صلاته رقة ‏حاشية تأخذ بمجامع القلوب".‏

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تنوُّع لافت

وكان من أئمتها أيضا الفقيه الرحالة الشهير المقدسي البشاري (ت 380هـ/991م)؛ فقد حدثنا -في رحلته- عن زيارته لليمن فقال ‏إن أهل عدن "يختمون في ‏رمضان في الصلاة ثم يدعون ويركعون، وصليتُ بهم التراويح ‏بعدن فدعوت بعد السلام فتعجبوا ‏من ذلك"!!

ويبدو أن بعض أئمة التراويح كانوا من فئة العلماء التجار مثل أبي علي ‏الهلالي الحوراني المقرئ التاجر ‏(ت 546هـ/1151م)، والتاجر المكي الكبير الخواجا جمال الدين ابن الشيخ علي الجيلاني (ت ‏‏824هـ/1421م) ‏الذي "حفظ القرآن الكريم وصلى به التراويح فى مقام الحنفية [بالحرم المكي] سنة ست عشرة ‏وثمانمئة". ومن أئمتها الفرّاشين ‏أحمد بن عبد الله الدُّوري المكي (ت 819هـ/1416م) "الفراش بالحرم الشريف [بمكة]، وكان يصلي بالناس صلاة التراويح في ‏رمضان".‏
ومن الأمراء العلماء الذين احتفظ لنا التاريخ بذكرهم في سجلّ أئمة التراويح: السلطان عالَمْكير أورَنْكْزيب (ت 1118هـ/1706م) الذي حكم الهند 50 سنة، وُصف خلالها بأنه "وليس له فى عصره من الملوك نظير فى حسن السيرة"؛ وفقا لمعاصره المؤرخ المحبِّي الدمشقي (ت 1111هـ/1699م) في ‘خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر‘. ويضيف أن أورَنْكْزيب كان "مع سعة سلطانه يأكل فى شهر رمضان رغيفا من خبز الشعير من كسب يمينه، ويصلى بالناس التراويح، وله نِعَمٌ بارَّةٌ وخيرات دارَّةٌ جدا".
ومن أغرب قصص مشاهير "أئمتها" ما أورده المؤرخ صلاح الدين الصفدي (ت 764هـ/1363م) من ‏أن الحبر اليهودي الكبير ‏موسى بن ميمون (ت 601هـ/1204م) القرطبي "أسلم بالمغرب [مُكْرَهاً أيامَ دولة الموحدين] وحفظ ‏القرآن واشتغل بالفقه؛ ولما قدم [بحراً إلى فلسطين سنة 560هـ/1165م] من ‏الغرب صلى بمَن في المركب التراويح ‏في شهر رمضان" حين أدركهم أثناء رحلتهم.
ثم سرعان ما انتقل ابن ميمون هذا من فلسطين إلى مصر، وعندما اطمأنّ به المُقام فيها عاد إلى ديانته الأصلية وصار "رئيساً على اليهود" ‏فيها وقاضيا لقضاتهم سنة 573هـ/1177م، وذلك أيام ‏سلطنة صلاح الدين الأيوبي (ت 589هـ/1193م).‏
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مهارة وإتقان
ومن نماذج أئمة التراويح المهرة الذين اعتادوا ختم القرآن فيها في ليلة واحدة ونحوها؛ قاضي القضاة بدمشق أبو الحسن عماد الدين الطَّرَسُوسي الحنفي (ت 748هـ/1347م) الذي "كان يحفظ القرآن في أقل مدة، حتى إنه صلى به التراويح في ثلاث ساعات وثلثيْ ساعة بحضور جماعة من الأعيان"؛ وفقا لمحيي الدين القرشي (ت 775هـ/1373م) في ‘الجواهر المُضِيَّة في طبقات الحنفية‘. ومع أن مفهوم "الساعة" عند الأقدمين مختلف -في مقداره الزمني- عن مفهومه اليوم؛ فإن احتمال مبالغة المؤرخين في قِصَر وقت الختمات يظل واردا.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس