"الحقيبة النووية".. حاملة رموز سرية ترافق الرؤساء

"الحقيبة النووية" الأميركية تحتوي رموزا ومفاتيح يحتاجها الرئيس إذا قرر شنّ ضربة نووية (رويترز)
والزر النووي هو رمز حاسوبي تمتلكه السلطة (رئيس الدولة أو المؤسسة العسكرية) بالدول التي لديها أسلحة نووية، وهو بهذا المعنى لا يوجد زر نووي يمكن أن يضغط عليه أي رئيس دولة فيحدث الهجوم النووي على دولة معادية.
"الحقيبة النووية"
في الولايات المتحدة الأميركية هناك ما تعرف بالحقيبة النووية أو "كرة القدم النووية"، وهي عبارة عن حقيبة تزن عشرين كيلوغراما ملفوفة بالجلد الأسود، تحتوي الرموز والمفاتيح التي يحتاجها رئيس الدولة إذا قرر شن ضربة نووية، وترافق الرئيس في حله وترحاله.
وأطلق الأميركيون اسم "كرة القدم النووية" نسبة لأول خطة سرية للحرب النووية، وبرزت أهمية الحقيبة بعد
أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وظهرت لأول مرة يوم 10 مايو/أيار 1963، وتم تحديثها دوريا من قبل جهات عسكرية أميركية.
وتسمى الرموز الموجودة في الحقيبة النووية الأميركية بـ"رموز الذهب" ويتم توفيرها من قبل وكالة الأمن القومي، وتطبع على بطاقة بلاستيكية بحجم بطاقة الائتمان تسمى "بسكويت"، لأن البطاقة ملفوفة في فيلم مبهم، تبدو مثل مغلفات البسكويت، وهذه البطاقة "بسكويت" يمكن للرؤساء حملها خارج الحقيبة النووية.
ويتناوب على حمل "الحقيبة النووية" التي تحتوي على عناصر غاية في السرية خمسة جنود أميركيين تلقوا تدريبا خاصا، ويلازمون الرئيس أينما حلّ في الداخل والخارج، في الجو والبحر، وفي المصعد والفندق وغيرها من الأماكن.
ورغم أن القانون الأميركي يمنح الرئيس صلاحية حصرية في شن ضربة نووية، فإن إعطاء الأمر بذلك يحتاج من الناحية القانونية إلى سلسلة إجراءات يتعين على الرئيس اتخاذها، تتمثل في الاتصال بمركز عمليات وزراة الدفاع (
بنتاغون)، وقراءة رموز تحديد الهوية للتأكد من أنه هو الذي يعطي هذا الأمر، وهي الرموز التي تبقى في البطاقة.
وقبل تسليم مهامه لخلفه، يضع الرئيس المنتهية ولايته مفتاح تشغيل النووي على المكتب الرئاسي في مجلد مغلف بالشمع ويمنع على الجميع لمسه قبل الرئيس الذي يجلس في كرسي
البيت الأبيض.
قصص "بسكويت"
للرؤساء الأميركيين قصص وروايات مع بطاقة "بسكويت"، ففي عام 1981، أثناء محاولة اغتيال الرئيس
رونالد ريغان في مارس/آذار 1981، لم يتمكن الشخص الذي كان يحمل "الحقيبة النووية" من الصعود إلى سيارة الإسعاف التي حملت الرئيس إلى المستشفى، ليتم العثور لاحقا على بطاقة "بسكويت" في حذاء الرئيس الذي كان ملقيا على الأرض في غرفة العمليات.