مجموعة مينسك.. إطار دولي لم ينزع فتيل الحرب
اجتماع لمجوعة مينسك في فيينا حول قرة باغ (رويترز)
تأسست مجموعة مينسك، التابعة لمنظمة الأمن والتعاون بأوربا في مارس/آذار 1992، لإيجاد حل سلمي للأزمة التي بدأت مع احتلال أرمينيا لإقليم قره باغ ومحافظات أذرية أخرى.
تضم المجموعة 17 عضوا، بينهم تركيا؛ ولكن ترأسها 3 دول فقط، هي فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، ولم تستطع هذه الدول حل الأزمة أو تفعيل قرارات مجلس الأمن، التي تنص على إنهاء الاحتلال الأرميني.
واجهت "مينسك" اتهامات بالانحياز إلى جانب إدارة أرمينيا في نزاع قره باغ؛ بسبب الضغوط التي تمارسها الأقليات الأرمينية في تلك البلدان، خصوصا الولايات المتحدة وفرنسا، كما أن لعبة المصالح والنفوذ والمتغيرات السياسية تعقد عملية حل الأزمة.

اتفاق 10 نوفمبر.. هل ينهي الصراع؟
علييف وبوتين يوقعان اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني عبر دائرة تلفزيونية (وكالة الأنباء الأوروبية)
منذ اندلاع الحرب بين أرمينيا وأذربيجان عام 1988، كانت المعارك تنتهي بهدن هشة واتفاقات غير كاملة، سرعان ما يتم نقضها لتعود المعارك بدون أن تحسم الوضع عسكريا بالإقليم؛ لكن الاتفاق الأخير الذي تم برعاية روسية، وبعد مفاوضات مع الجانب التركي، أفرزته حقائق عسكرية ميدانية جديدة، إذ كان التفوق واضحا للجانب الأذري، الذي حرر مساحات واسعة من الإقليم في معارك خاطفة ووصل إلى تخوم عاصمته ستيباناكيرت، وهو ما بدا واضحا من عدم قدرة أرمينيا على الصمود أو المواجهة العسكرية الطويلة، كما أن دخول تركيا وروسيا على خط الأزمة قد يساهم في جعل هذا الاتفاق ناجزا.
بنود الاتفاق
في خطاب خاص أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه ونظيريه الأرميني والأذري، وقعوا إعلانا مشتركا حول وقف شامل لإطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ برعاية روسية، ووصفه الرئيس علييف بأنه "تاريخي"، وقد جاء بعد مفاوضات شاركت فيها تركيا، وينص الاتفاق على البنود التالية:
-إعلان وقف كامل لإطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل 10 نوفمبر/تشرين الثاني بتوقيت موسكو، وتوقف الجيشين الأذري والأرميني في مواقعهما، وقد تعهدت الأطراف بتبادل أسرى الحرب.
– إعادة أرمينيا منطقة كلبجار إلى أذربيجان بحلول 15 نوفمبر/تشرين الثاني، ومنطقة لاتشين بحلول 1 ديسمبر/كانون الأول 2020، تاركة تحت سيطرتها ممر لاتشين بعرض 5 كيلومترات، مما سيضمن ربط قره باغ بأرمينيا، ولا تنطبق هذه النقطة على مدينة شوشي الإستراتيجية، التي أعلنت باكو تحريرها يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني.
– تقوم أرمينيا بحلول 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بتسليم أذربيجان منطقة آغدام وجزءا من منطقة غازاخ الأذرية التي تحتلها.
– يتم نشر وحدة حفظ سلام روسية قوامها 1960 عسكريا، مع 90 ناقلة جنود مدرعة، و380 قطعة من المعدات الخاصة، على طول خط التماس في قره باغ، وعلى طول ممر لاتشين بالتزامن مع انسحاب الجيش الأرميني.
– حددت مدة بقاء القوات الروسية بـ5 سنوات، مع التجديد التلقائي لفترات إضافية مدتها 5 سنوات، إذا لم يقرر أي من أطراف الاتفاقية الانسحاب منها.
– يتم تحديد خطة خلال السنوات الثلاث المقبلة لبناء طريق مرور جديد على طول ممر لاتشين، لتوفير وضمان الاتصال بين ستيباناكيرت وأرمينيا، مع إعادة نشر وحدة حفظ السلام الروسية لاحقا لحماية هذا الطريق.
– تتعهد أذربيجان بضمان سلامة خطوط النقل على طول ممر لاتشين.
– ضمان عودة النازحين واللاجئين إلى قره باغ والمناطق المحيطة بها، تحت إشراف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
– إلغاء الحظر المفروض على جميع الروابط الاقتصادية والنقل في المنطقة، وقد تعهدت أرمينيا بضمان النقل والتواصل بين المناطق الغربية لأذربيجان وجمهورية ناختشيفان ذاتية الحكم، وسيخضع ذلك لمراقبة حرس الحدود الروسي.

فريق العمل
محررون: زهير حمداني ، عبد الرحمن عياش، محمد العلي
تصميم : فريق الوسائط
مصورون : علي مرتضى ، خليل مبروك، عبد فرحات
( الجزيرة نت )