ولد محمد جواد ظريف عام 1960 في
طهران عاصمة
إيران، ونشأ في أسرة تجارية ثرية ومتدينة.
لم تكن عائلته داعمة
للثورة الإيرانية، فقد كان والده معارضا لحكم رجال الدين حتى وفاته عام 1984.
تأثرت نشأته بأفكار جمعية "حجتيه"، وهي مجموعة دينية سرية كانت تعارض الشيوعية والبهائية، لكن دون دعم للثورة السياسية الفورية.
تلقى جواد ظريف تعليمه في مدرسة العلوي، وهي مؤسسة تعليمية خاصة تهدف إلى إعداد نخبة دينية لمواجهة التأثيرات العلمانية في إيران أثناء عهد
الشاه محمد رضا بهلوي.
وفي سن الـ17 سافر إلى
الولايات المتحدة بمساعدة صديق لوالده دون أن يؤدي الخدمة العسكرية، وبدأ دراسته في جامعة درو التحضيرية، ثم انتقل إلى جامعة
سان فرانسيسكوعام 1977 لمتابعة دراسته في العلاقات الدولية.
واصل ظريف تعليمه العالي، وحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة سان فرانسيسكو، ولاحقا استكمل دراسته الأكاديمية ونال درجة الدكتوراه في القانون الدولي والسياسة من كلية جوزيف كوربل للدراسات الدولية بجامعة دنفر عام 1988.
تركزت دراسته على القضايا القانونية والسياسية الدولية، مما ساهم في تشكيل مسيرته المهنية والدبلوماسية لاحقا.
تبنّى جواد ظريف مبادئ الثورة عندما انضم إلى الجمعية الإسلامية الطلابية أثناء إقامته في الولايات المتحدة، حيث التقى بشقيق
أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان رئيس
إيرانفي الفترة بين عامي 1989 و1997، إضافة إلى عدد من المسؤولين في الجمهورية الإسلامية.
وفي 1980 وإثر قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة بعد احتجاز رهائن في السفارة الأميركية بطهران، كُلف ظريف بإغلاق القنصلية الإيرانية في سان فرانسيسكو بوصفه مستشارا فيها.
كان لظريف دور بارز في محطات مهمة من تاريخ بلاده، وشارك في جميع جولات المفاوضات الدولية التي خاضتها الجمهورية الإسلامية منذ أواخر ثمانينيات القرن الـ20، وقد أكسبته خبرته الدبلوماسية الطويلة قدرة عالية على التعامل مع المفاوضات متعددة الأطراف.
في عام 1988 كان ظريف ضمن الفريق التفاوضي بقيادة روحاني، وقد كُلف بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أثناء
الحرب العراقية الإيرانية، وكان له دور في المفاوضات التي جرت في تسعينيات القرن الـ20 للإفراج عن الرهائن في
لبنان.
تمكن ظريف من إقناع القيادة الإيرانية بتقديم الدعم للولايات المتحدة في مواجهة
حركة طالبان و
تنظيم القاعدة في
أفغانستان عقب
هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في أميركا.
وفي عام 2003 كان إلى جانب روحاني مجددا عندما تولى منصب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، ووافق الأخير على تعليق
تخصيب اليورانيوم وتعزيز المراقبة الدولية
للمواقع النووية الإيرانية، وهو الاتفاق الذي انتقده الرئيس السابق
محمود أحمدي نجاد بعد وصوله إلى الحكم عام 2005، وأعاد إطلاق البرنامج النووي الإيراني.
دفعت إقامة ظريف الطويلة في الولايات المتحدة المعسكر المحافظ في إيران إلى معاداته ومهاجمة ما وصفته بـ"عصابة نيويورك" التي تضم "دبلوماسيين ليبراليين وموالين لأميركا"، حسب تعبيرهم.
بعد أن أقاله أحمدي نجاد عام 2007، انضم جواد ظريف إلى مركز الأبحاث الإستراتيجية الذي كان يترأسه حسن روحاني، ومع وصول روحاني إلى رئاسة الجمهورية في أغسطس/آب 2013، اختاره لتولي حقيبة الخارجية -وذلك بفضل مهاراته الخطابية وإتقانه اللغة الإنجليزية- ودعمت تعيينه غالبية نواب البرلمان، الذي كان يهيمن عليه المحافظون.
تميزت فترة عمل ظريف وزيرا للخارجية (2013-2021) بدوره المحوري في التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني، وأثبت قدرته على التعامل مع القوى العالمية مع حماية مصالح إيران الإستراتيجية.