أطلقوا عليه منذ أعلنوا امس، وفاة أبيه لقب «الخليفة الكبير»، وهذا سيكون لقبه الرسمي طوال مدة حكمه التي لا أحد يعرف كم ستطول، لأن كيم جونغ آون، وهو أصغر 3 أبناء للزعيم الكوري الشمالي الراحل، مازال شاباً عمره 27 عاماً، وسيتولى قيادة جيش متسلح بالقنابل النووية، ويعتبرونه خامس الجيوش في العالم.
ولد في 8 يناير 1984 ودرس الانكليزية حتى 1998 في «معهد بيرن الدولي» في سويسرا تحت اسم مستعار، ويتولى في كوريا رئاسة الحزب الشيوعي الحاكم، وهو الحزب الوحيد في بلاد جائعة دائماً وسكانها يزيدون على 24 مليون نسمة.
وهناك تقارير عنه يصفونها بذات مصداقية عالية وتؤكد أنه مريض بالسكري وبارتفاع الضغط، كما كان والده الراحل كيم جونغ ايل، والذي تميّز عنه بأنه كان مريضاً بالقلب أيضاً، فبنوبة قلبية قضى وهو داخل القطار السبت «وجاءت نتيجة الجهد والإرهاق والتعب من العمل المتواصل في خدمة البلاد»، حسب ما ذكروا امس، في بيان نعيه الهستيري.
كما أوردت تقارير أخرى، وعن مصادر موثوقة أيضاً، أن أقرباء لكيم جونغ أون خططوا بمعرفته في يناير 2009 للتخلص من أخيه غير الشقيق، كيم جونغ نام، وهو الابن البكر للزعيم الراحل من زوجته الرسمية «وكان ذلك بعد قرار اتخذه الزعيم الراحل بنقل الخلافة لابنه الأصغر».
خططوا «لافتعال حادث ما لكيم جونغ نام الذي كان يكثر من الكلام في الخارج» لكن الصين حذرتهم من القيام بأي عملية على أراضها، باعتبار أن كيم البالغ عمره 39 عاماً، يقيم في شكل دائم في مقاطعة ماكاو في الصين منذ فقد حظوته لدى والده بعد ترحيله من اليابان التي اعتقلته وهو يحاول دخول البلاد في 2001 بجواز سفر دومينيكي مزور.
وفي الصين أصبح كيم جونغ نام صديقاً مقرباً من أبناء عدد من كبار القادة الصينيين، خصوصاً من مجموعة معروفة هناك باسم «الأمراء الصغار» المتنعمين بالازدهار الاقتصادي الجديد، ومنذ ذلك العام وتلك المحاولة والابن البكر للزعيم الكوري الشمالي الراحل لم يعد أبداً الى كوريا، وطواه النسيان.
و«الخليفة الكبير» هو ابن عشيقة كانت لأبيه الراحل، واسمها كو يونغ هي، وأبصرت النور لأبوين كوريي الأصل في 1953 في طوكيو، وانتقلت منتصف الستينات الى بيونغ يانغ، حيث كانت راقصة باليه في فرقة للأوبرا، وبعدها تفرغت للعيش مع الزعيم الكوري وأنجبت له ولدين، هما «الخليفة الكبير» وشقيقه كيم جونغ شول، البالغ من العمر بين 24 و25 عاماً.
يذكرون عنها أيضاً أنها اعتلت بمرض، لم تكشف التقارير نوعيته، وأمضت وقتاً طويلاً للعلاج في باريس، وهناك توفيت قبل 7 سنوات، وجرى لها تأبين وجنازة أسطورية في بيونغ يانغ، وأطلقوا عليها الألقاب المتنوعة، وأهمها «السيدة المخلصة والوفية لقائدنا العزيز» وهو اللقب الرسمي للزعيم الراحل. أما «الرئيس» فهو اللقب الدائم والرسمي لوالده الراحل الشهير كيم ايل سونغ.
وإضافة الى منصب رئيس الحزب الشيوعي، فإن كيم جونغ أون عسكري برتبة «داييغ انغ» في الجيش، أي جنرال.
ويصفونه بالـ «خجول» مع من يتعرف اليهم للمرة الأولى، وبأنه معجب بلاعب كرة السلة الأميركي مايكل جوردان، كما وباللاعب كوبي بين براينت «والتقط معه صورة» لكن من غير المعروف أين تم التقاطها.
وأخيراً فإن «الخليفة العظيم» الذي مازال شاباً وقابضاً على عدد غير معروف من القنابل النووية، مولع بالكمبيوتر الى حد الهوس، حسب ما تذكر التقارير، ودرس علم الكمبيوتر في كوريا بعد عودته من سويسرا. أما شقيقه الأصغر منه، فلا معلومات عنه بالمرة سوى اسمه وعمره المشكوك فيه أيضاً، الى درجة يتصورون معها أنه غير موجود.
«الجيل الثالث» من عائلة كيم يستعد لحكم كوريا الشمالية
يبدو أن عائلة كيم الحاكمة استعدت للجيل الثالث من حكام البلاد بعدما فرضت سيطرتها على كوريا الشمالية البلد الفقير لأكثر من 60 عاما.
كيم ايل سونغ: وتطلق عليه آلة الدعاية في بيونغ يانغ لقب "الزعيم العظيم" وهو كيم الأول وولد لأب مزارع في عام 1912.
عام 1931، انضم إلى الحزب الشيوعي الصيني وقاد وحدة من رجال حرب العصابات في منشوريا ضد قوات الاحتلال الياباني. وعندما سيطرت القوات السوفياتية على شبه الجزيرة الكورية الشمالية في أكتوبر عام 1945، أصبح كيم رجل ستالين على الأرض.
وأعلنت جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية عام 1948 وأصبح أول رئيس للوزراء. ويعتقد إلى حد كبير بأنه وراء نشوب حرب السنوات الثلاثة مع كوريا الجنوبية في عام 1950 ، بمباركة ضمنية من الكرملين. وحكم كيم الدولة الانعزالية بقبضة من حديد حتى وفاته في عام 1994 . وهو لا يزال يستحوذ على الاحترام الديني تقريبا باعتباره "الوالد العزيز الكبير" وبعد وفاته حمل لقب "الرئيس الأبدي".
كيم جونغ ايل: هو كيم الثاني الذي توفي السبت والذي تم إعداده بدقة لخلافة والده.
ولد عام 1941 أو 1942 في معسكر تدريب سوفياتي في خباروفسك في شرق روسيا وفقا للسجلات السوفياتية.
لكن الصيغة الرسمية للدعاية في بيونغ يانغ ذكرت أن "القائد العزيز" شهد أول ضوء نهار في معسكر للمقاومة خلال الاحتلال الياباني عند سفح جبل بايكدو المقدس في كوريا الشمالية قرب الحدود الصينية حاليا. وحافظ حكمه على أسلوب الطغيان وعبادة الشخصية التي أسسها والده.
وشهد عهده انهيارا شاملا لاقتصاد كوريا الشمالية واستثمر في شكل كبير في التكنولوجيا العسكرية حتى رغم أزمات نقص الغذاء الحادة في البلاد.
وتصوره وسائل الإعلام الغربية بأنه محب للترف ويتجرع الخمور بنهم ومغرم بأطايب الطعام والنساء الجميلات. وهو أب لأربعة أبناء على الأقل من نساء مختلفات.
كيم جونغ أون: هو أصغر أبناء كيم جونغ ايل الثلاثة المعروفين والذي تم إعداده في السنوات الأخيرة كوريث واضح له في السلطة. ويعتقد أنه في أواخر العشرينات من العمر، وهو حاليا يتولى منصبا متوسط المستوى في لجنة الدفاع الوطني المؤثرة. ويتولى منصب يعادل رتبة جنرال يحمل أربعة نجوم منذ عام 2010. ووجه والده تعليمات إلى المؤسسات المهمة في البلاد بحلف يمين الولاء لكيم الأصغر العام الماضي وفقا للتقارير الإعلامية
المصدر: القوة الثالثة + بى بى سى + سى ان ان .