![]() |
أميركا تدعم مليشيات معادية لطالبان
أميركا تدعم مليشيات معادية لطالبان قالت صحيفة نيويورك تايمز اليوم إن مسؤولين أميركيين وأفغانا شرعوا في مساعدة عدد من أفراد مليشيات معادية لحركة طالبان ممن بادروا على نحو مستقل بحمل السلاح في وجهها في مناطق عدة من أفغانستان. وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة "أشاعت الأمل بحدوث تمرد قبلي على نطاق كبير ضد طالبان". وقد شجَع ظهور هذه المليشيات الذي باغت بعض القادة في كابل, المسؤولين الأميركيين والأفغان على الانكباب على التخطيط لقيام جماعات مسلحة مماثلة في معقل طالبان بالمناطق الجنوبية والغربية من أفغانستان. وأعرب هؤلاء المسؤولون عن أملهم في أن تستقطب الخطة التي أطلق عليها اسم "مبادرة الدفاع عن المجتمع" الآلاف من الرجال المسلحين لحماية مناطقهم من مقاتلي طالبان بحسب الصحيفة. وفي الشأن ذاته لكن في اتجاه مواز, كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما منخرطة في مباحثات قطعت شوطا متقدما مع حلفائها بمنظمة حلف شمال الاطلسى للتنسيق معه قبل الإعلان عن إستراتيجية جديدة للحرب في أفغانستان. ويأمل المسؤولون الأميركيون أن تتضمن الإستراتيجية المرتقبة التزاما من الحلفاء الأوروبيين بإيفاد عدة ألوف من الجنود الإضافيين إلى أفغانستان. ووفقا للتقديرات الأميركية والأوروبية فإن أعداد الجنود الإضافيين الذين سترسلهم دول الناتو يتراوح ما بين ثلاثة آلف وسبعة آلاف. وستنضم تلك الأعداد إلى القوات الإضافية التي يدرس أوباما إرسالها. http://www.aljazeera.net/mritems/ima...53746_1_23.jpgهل في الأفق أمل ينبئ بنهاية الحرب (رويترز-أرشيف) مواقف متباينة من جانبها, ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس أوباما يواجه انقساما في الرأي بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة الذين يتبنيان مواقف متباينة مع اقتراب موعد إصدار قراره بشأن إستراتيجيته الجديدة في أفغانستان. وتوحي تصريحاته الأخيرة بشأن الموضوع على أنه يحاول توفيق تلك المواقف لتتلاءم مع إستراتيجية حربية يمكن معها تحقيق النجاح والحيلولة دون اتساع أمدها. وقالت الصحيفة إن تلك هي المعضلة التي يواجهها أوباما إذ رمى عندما كان مرشحا للرئاسة بثقله خلف حرب أفغانستان معارضا في الوقت نفسه الحرب في العراق. وأشارت إلى أن الحوار المطول داخل الإدارة الأميركية حول السياسة تجاه أفغانستان خرج عن نطاق السيطرة مع دنو موعد القرار وذلك بالتسريبات والتسريبات المضادة المؤذية. ومع أن أوباما لا يزال في مطلع ولايته الرئاسية إلا أن مركزه السياسي محفوف بمخاطر تتمثل في أن ما يحظى به من تأييد داخل حزبه الديمقراطي سيضمحل إذا ما أقدم على الالتزام بإرسال أعداد كبيرة من الجنود إلى أفغانستان. أما إذا لم يدعم طلب القادة العسكريين بزيادة القوات فإنه بذلك سيجلب على نفسه انتقاد الجمهوريين بأنه يفتقر للعزيمة المطلوبة من القائد الأعلى للقوات المسلحة. تحالف واستخفاف واعترفت صحيفة بريطانية بتفوق مقاتلي طالبان على قوات التحالف. فقد ذكرت صحيفة ذي إندبندنت أن طالبان -التي قالت إنها مدعومة بأموال المخدرات- لها اليد الطولى على قوات الناتو في الحرب الدائرة حاليا. وكشفت أن الهجمات على قوات التحالف في أفغانستان تسجل مستويات قياسية وأنها تهدد بإخراج جهود إعادة بناء الدولة التي تمزقها الحرب من مسارها. وأردفت القول إن تلك الهجمات وتزامنها مع تحالف وصفته الصحيفة بغير المقدس بين تجار المخدرات من طالبان ومسؤولين حكوميين "فاسدين" تستخف بمساعي قوات التحالف للحد من تصدير الهيروين إلى الخارج. |
حركة طالبان.. النشأة والإمارة http://www.aljazeera.net/mritems/ima..._50161_1_6.jpg صاروخ أرض جو أثناء عرض عسكري لحركة طالبان في كابل في أغسطس/ آب الماضي بمناسبة الاحتفال بالعيد الـ 72 لاستقلال أفغانستانمن هي طالبان؟ وما أهدافها؟ وما العوامل الداخلية والخارجية التي ساعدت على نشوئها وتطورها؟ وكيف بسطت نفوذها على معظم الأراضي الأفغانية؟ وما طبيعة علاقاتها بدول الجوار مثل باكستان وإيران وروسيا؟.. هذه الأسئلة وغيرها نحاول إلقاء الضوء عليها في هذا التقرير. نشأت الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة باسم طالبان (جمع كلمة طالب في لغة البشتو) في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر مجاهد، حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994. الانتماء العرقي ينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 38% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة. الانتماء الفكري طالبان حركة إسلامية سنية تعتنق المذهب الحنفي، وتعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه. وقد تعلم أفراد الحركة في المدارس الدينية الديوبندية (نسبة إلى قرية ديوبند في الهند) وتأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم. حيث ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة. يتدرج الطالب في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وفي الأخير يقضي الطالب عاما يتخصص فيه في دراسة علوم الحديث وتسمى "دورة الحديث"، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان" وهو كل من يدخل المدرسة ويبدأ في التحصيل العلمي، ثم "ملا" وهو الذي قطع شوطا في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث ووضعت على رأسه العمامة وحصل على إجازة في التدريس. الصفات النفسية لأفراد الحركة يتميز أفراد الحركة بعدة صفات نفسية أهمها العناد والصلابة وتحمل المشاق شأنهم في ذلك شأن الأفغان عموما وسكان ولاية قندهار التي نشأت حركتهم بها على وجه الخصوص. ولعل في المسابقة الشعبية المشهورة في ولاية قندهار والتي يطلق عليها "إطفاء الجمر" ما يعطي إشارة على ذلك، فالمسابقة تتلخص في حمل اللاعبين لجمر مشتعل بأيديهم لمدة طويلة حتى تنطفئ، ويكون الفائز في هذه المسابقة هو من لا يتحرك أو يتأوه. كما يتميز أفراد هذه الحركة بالقدرة على تحمل الخشونة وشظف العيش، واحترامهم لعلماء الدين، إضافة إلى الإخلاص لفكرتهم والعمل الجاد على تنفيذها، والبساطة التي تميز حياتهم. العوامل الداخلية والخارجية لبروز الحركة ساعد على سرعة انتشار الحركة وإقبال الأفغان عليها في العديد من الولايات وبالأخص الجنوبية والشرقية عدة عوامل داخلية وخارجية منها: أولا: العوامل الداخلية http://www.aljazeera.net/mritems/ima..._55089_1_4.jpg اغتيال أحمد شاه مسعود 2- الفوضى وانعدام النظامقائد تحالف الشمال المناوئ لحركة طالبان على أيدي عناصر يشتبه في انتمائها إلى طالبان1- الحروب الأهلية كان للحروب الأهلية الطاحنة التي نشبت بين فصائل المعارضة الأفغانية بسبب الصراع على السلطة وإيمان كل طرف بأنه الأحق بالحكم والتي أوقعت عددا كبيرا من الخسائر البشرية بلغ أكثر من 40 ألفا إضافة إلى خسائر مادية أخرى جسيمة، ولم ينجح الوسطاء الدوليون في وضع حد لهذه الحروب، وكان لذلك دور مهم في إقبال قطاعات كبيرة من الأفغان على حركة طالبان التي رأوا فيها وسيلة لتخليص أفغانستان من ويلات تلك الحروب وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد. دبت الفوضى في الجسد الأفغاني بعد دحر قوات الاحتلال السوفياتي، وانقسمت أفغانستان بين الجماعات والفرق المتصارعة، وأصبحت وحدة البلاد مهددة نتيجة لذلك، ولم يكن أمام السكان قوة موحدة تجبرهم على احترام القوانين والتقيد بالقرارات الصادرة. فإبان ظهور الحركة كانت حكومة رباني ومسعود تسيطر على سبع ولايات فقط في شمال ووسط أفغانستان، بينما يسيطر القائد الشيوعي السابق رشيد دوستم على ست ولايات في الشمال، وكانت "شورى ننجرهار" تحكم ثلاث ولايات في الشرق، وإدارة إسماعيل خان تتحكم في غرب أفغانستان، إضافة إلى العديد من الولايات التي كانت دون أي نوع من الإدارة، فكانت حركة طالبان أملا للشعب الأفغاني في المحافظة على وحدة البلاد ومنع انشطارها الداخلي. 3- الفساد الأخلاقي فقد استشرى الفساد نتيجة لرواسب الحقبة الشيوعية التي عاشتها أفغانستان وتحكم القائد الشيوعي رشيد دوستم في بعض الولايات والفوضى الإدارية التي جعلت من الصعوبة على جهة معينة محاربة الرذائل التي انتشرت في المجتمع الأفغاني المحافظ بطبيعته، وهو ما جعل من حركة طلاب المدارس الدينية (طالبان) -والتي أخذت على عاتقها محاربة مثل هذه المظاهر- تلقى صدى طيبا في نفوس الأفغان. 4- الاضطرابات الأمنية وقد عانت أفغانستان كثيرا من انفلات الوضع الأمني الذي تمثل في اختطاف السيارات وبالأخص التابعة للمؤسسات الإغاثية وأعمال السلب والاشتباكات المسلحة التي كانت تقع بين المجموعات المسلحة داخل الأماكن المزدحمة مما كان يسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى. كما نتج عن ذلك ابتزاز الأموال وفرض أنواع من الإتاوات، لذلك رغب الناس في أية سلطة تعيد الأمن وتفرض الاستقرار وتمنع هذه الانتهاكات مما مهد الطريق أمام طالبان الذين استطاعوا التعامل بفاعلية مع هذا الأمر حتى تخلصت أفغانستان من آثاره. 5- طبقة أثرياء الحرب وهي طبقة ظهرت عليها علامات الثراء السريع بعد انتهاء الحرب الأفغانية السوفياتية بسبب الاتجار بالمعادن والأحجار الكريمة والأسلحة والذخيرة وأكوام الحديد الخردة التي خلفتها الحرب إضافة إلى تحكم بعض ذوي المناصب في الأموال الناتجة عن الجمارك والضرائب الحدودية، فأصبح هناك طبقة ثرية وسط شعب يعتبر من أفقر شعوب العالم مما أوجد مشاعر من الحنق على هؤلاء، وقد رغبوا بأن تخلصهم طالبان منهم وتعمل على إعادة توزيع الثروة في البلاد بطريقة عادلة. ثانيا: العوامل الخارجية http://www.aljazeera.net/mritems/ima..._48429_1_4.jpg أحد مسؤولي حركة طالبان يعرض الإنجيل الذي صادرته الحركة من عدد من موظفي الإغاثة الغربيين الذين قامت الحركة باحتجازهم بتهمة تنصير المسلمين في أفغانستانأما العوامل الخارجية فقد تضافر العديد منها في وقت واحد على المستوى الدولي والإقليمي وهيأت المجال أمام حركة طالبان. أهداف الحركة1- باكستان فباكستان تسعى إلى التعاون مع حكومة صديقة في أفغانستان لتسهيل عمليات التبادل التجاري بينها وبين جمهوريات آسيا الوسطى، ولم تجد بغيتها في حكومة رباني ومسعود التي اتهمتها بالتعاون مع الهند، وحاولت الإطاحة بتلك الحكومة عن طريق حكمتيار ودوستم لكنها فشلت في ذلك، فلما ظهرت طالبان سارعت باكستان إلى دعهما والتعاون معها. 2- الولايات المتحدة أما الولايات المتحدة الأميركية فقد تقاطعت مصالحها مع مصالح طالبان فلم تمانع من ظهورها في بداية الأمر ثم سرعان ما اختلفت المصالح بعد ذلك فانقلب الوضع وأصبحت من ألد أعدائها. ففي البداية رغبت الولايات المتحدة الأميركية في ضرب الأصولية الأفغانية بأصولية أشد منها حتى تخلو الساحة لجماعة أصولية واحدة تستطيع تطويعها في فلك السياسية الأميركية بعد ذلك، ورغبت واشنطن كذلك في تشديد الحصار على النفوذ الإيراني ومنعه من التوغل تجاه الشرق وبخاصة في جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين التي تحوي أكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم بعد الخليج العربي. لذلك لم تمانع الولايات المتحدة ولم تقف حجر عثرة أمام تقدم طالبان. أعلنت طالبان على لسان الناطق الرسمي باسمها الملا عبد المنان نيازي يوم 3/11/1994 بعد أن استولوا على مديرية سبين بولدك أن هدف حركتهم هو استعادة الأمن والاستقرار وجمع الأسلحة من جميع الأطراف إضافة إلى إزالة مراكز جمع الإتاوات من الطرق العامة التي سلبت الناس أموالهم وانتهكت أعراضهم. لكن بعد أن استولت الحركة على عدد من الولايات ولقيت قبولا مبدئيا لدى قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحرب الأهلية، طورت الحركة من أهدافها ليصبح هدفها هو إقامة حكومة إسلامية كما صرح بذلك الملا محمد عمر في كلمته التي ألقاها أمام العلماء في قندهار يوم 4/4/1996. وقد نشرت الحركة أهدافها على النحو التالي:
كثرت التحليلات التي تناولت الجهات الخارجية التي كانت وراء إنشاء حركة طالبان وبروزها على مسرح الأحداث، بعضها ينسبها إلى المخابرات الباكستانية والبعض الآخر ينسبها إلى المخابرات الأميركية إبان الحرب الأفغانية السوفياتية، وهي تنفي عن نفسها كل ذلك وتحكي على لسان مؤسسها الملا محمد عمر كيف نشأت وتطورت. والذين ينسبون قيام الحركة إلى باكستان يستندون إلى الجولة التي قاك بها وزير الداخلية الباكستاني آنذاك الجنرال نصير الله بابر في جنوب وغرب أفغانستان في أكتوبر/تشرين أول 1994 حيث التقى فيها بالقادة والمسؤولين في ولايتي قندهار -معقل الحركة- وهيرات، وأرسل قافلة إغاثية مكونة من 30 حافلة تحت قيادة كولونيل من المخابرات الباكستانية واستطاعت طالبان إنقاذها بعد أن حاولت جماعة جيلاني بزعامة منصور آغا اعتراضها، وبرز اسم طالبان في الإعلام العالمي منذ ذلك اليوم الذي كان يتابع أنباء الاستيلاء على تلك القافلة. لكن من الثابت أن حركة طالبان كانت قد بدأت نشاطها قبل ذلك بأربعة أشهر على الأقل، وجاء ظهورها متواكبا مع رغبة باكستان في الحصول على تأييد حركة شعبية بمثل حجم طالبان التي بدأت تكسب تأييد الشعب الأفغاني يوما بعد يوم. http://www.aljazeera.net/mritems/ima..._41858_1_3.jpg المولوي فضل الرحمن أمير جمعية علماء الإسلام في باكستانويرى آخرون أن المولوي فضل الرحمن أمير جمعية علماء الإسلام في باكستان والذي كان يرأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الباكستاني في حكومة بينظير بوتو هو الذي طرح فكرة إنشاء حركة طالبان واستشار في ذلك برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف وقد وافقا على إنشائها على اعتبار أنها ستوجه ضربة قوية لقوات حكمتيار عدوهما اللدود حينذاك. ويرى بعض المحللين أن المولوي فضل الرحمن لم يكن بالشخصية المؤثرة فيما كان يجري في أفغانستان ولم يكن في استطاعته إنشاء حركة مثل طالبان. أما الملا محمد عمر مؤسس الحركة فيقول إن الفكرة نبعت في ذهنه بعد أن فكر في الفساد المستشري في ولاية قندهار حيث كان يتلقى علومه الدينية ورأى أنه لا بد من وضع حد لهذا الفساد الذي أشاع الفوضى والإخلال بالأمن في ربوع البلاد، ودعا بعض طلاب المدارس الدينية فوافقوا على العمل للقضاء على هذا الفساد وبايعوه أميرا لهم. وفي 3/4/1996 اجتمع 1500 من علماء أفغانستان من مناطق مختلفة وبايعوه أميرا على البلاد. الاستيلاء على الحكم حققت قوات طالبان مكاسب عسكرية سريعة واستطاعت أن تهزم القيادات العسكرية ذات الخبرة الواسعة بفنون القتال أثناء الحرب الأفغانية السوفياتية، والسبب في ذلك يرجع إلى قوة الدافع الديني المحرك لهؤلاء الطلاب والذين أفتى لهم علماؤهم بأن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله، وبسبب التعاطف الشعبي الذي لاقوه رغبة في التخلص من الاضطرابات الأمنية وحالة الفوضى التي كانت تعيشها أفغانستان. وكانت مراحل الاستيلاء على السلطة على النحو التالي: http://www.aljazeera.net/mritems/ima...56709_1_10.jpg خارطة أفغانستان توضح الأماكن التي تسيطر عليها حركة طالبان والتي تسيطر عليها المعارضة الشمالية
مكتب محمد عمر أمير المؤمنين بجماعة طالبانلا تتمتع حركة طالبان بتنظيم قوي، فليس عندها هيكل إداري واضح ولا لوائح تنظم شؤونها الداخلية وبرامجها، ولا برامج لتربية أعضائها، ولا حتى بطاقات عضوية توزع على الأعضاء لتسجيلهم. ويقول طالبان إنهم ليسوا حزبا مثل الأحزاب الأخرى فلا يهتمون بالنظام الإداري التنظيمي، بل يريدون أن يخدموا الشعب كله عن طريق تفعيل الدوائر الحكومية. ومع ذلك فإن لهم هيكلا شبه تنظيمي يتمثل في: أمير المؤمنين وهو الملا محمد عمر مجاهد ويتمتع بصلاحيات واسعة، اختاره طالبان أميرا لهم في أغسطس/آب 1994، وبايعه 1500 عالم من علماء أفغانستان عام 1996 أميرا للبلاد ولقبوه بأمير المؤمنين، وله حقوق شرعية فلا تجوز مخالفة أمره، كما لا يجوز عزله إلا إذا خالف التعليمات الدينية، أو عجز عن القيام بمسؤولياته، ويبقى في منصبه حتى الموت. المجلس الحاكم المؤقت عين الملا محمد عمر مجلسا لإدارة الأمور في كابل لفترة مؤقتة بعد سقوطها بيد طالبان في 27/9/1997، ويعمل هذا المجلس تحت إشرافه مباشرة، ويتكون من شتة أشخاص كان يرأسهم الملا محمد رباني قبل وفاته، ثم خلفه الملا محمد حسن. مجلس الشورى المركزي للحركة ليس لهذا المجلس عدد ثابت وأعضاء معينون، وإن كانت الحركة في بداية تشكيله قد أعلنت أنه يضم 70 عضوا برئاسة الملا محمد حسن رحماني والي قندهار. مجلس الشورى العالي لحركة طالبان تعتبر كل القيادات المعروفة داخل الحركة أعضاء في هذا المجلس، ولا يوجد أعضاء محددون له، ومن أشهر أعضائه محمد حسن رحماني ونور الدين الترابي وإحسان الله إحسان وسيد محمد حقاني ويار محمد ووكيل أحمد متوكل. مجلس الوزراء يتكون هذا المجلس من القائمين بأعمال الوزراء، ويعقد جلساته أسبوعيا باستمرار، ومعظمهم من الشباب، وقلما يبقى أحد من أعضاء المجلس في منصبه إذ يتغيرون باستمرار. وقد أصدر الملا محمد عمر قرارا بدمج العديد من الوزارات خفضا للنفقات. دار الإفتاء المركزي ويضم عددا من العلماء لاستفتائهم في الأمور الشرعية، ومقره قندهار الموطن الأصلي لحركة طالبان ومقر إقامة أمير المؤمنين الملا محمد عمر. ويرأس هذا المجلس المولوي نور محمد ثاقب. ومن علمائه المشهورين المولوي عبد العلي الديوبندي، والعالم الباكستاني شير علي شاه والمولوي نظام الدين شامزي. مجالس الشورى في الولايات منح الملا محمد عمر صلاحيات واسعة للولاة، وقد شكل كل وال مجلس شورى له تناقش فيه الأمور المتعلقة بإدارة حكومة الولاية وحركة طالبان. القيادات العسكرية تعتمد طالبان في صراعها مع المعارضة الشمالية على العديد من القادة العسكريين من أشهرهم الملا عبيد الله وزير الدفاع، والمولوي جلال الدين حقاني القائد المعروف في ولاية بكتيا، والحاج محمد نعيم كوتشي من ولاية لوجر. طريقة اتخاذ القرار بالرغم من مجالس الشورى الكثيرة التي أنشأتها الحركة إلا أنها تؤمن بأن الشورى معلمة وليست ملزمة، فالقرارات المهمة يتخذها الملا محمد عمر بالاستئناس بآراء أهل الشورى، وله الحرية الكاملة في الأخذ بآراء مجلس الشورى أو رفضه. عوامل التماسك الداخلي في حركة طالبان ليس لحركة طالبان لائحة داخلية تنظم شؤونها، ولا يوجد لديها نظام للعضوية ومع ذلك فهي حركة متماسكة من الداخل، ويرجع ذلك إلى الخلفية الفكرية الموحدة لعناصرها إذ إن معظمهم تخرج في مدارس دينية واحدة تنتمي إلى المدارس الديوبندية التي تعارض التيارات الفكرية التجديدية. كما أنهم مخلصون لفكرتهم ومقتنعون بها ويعتبرون العمل من أجلها جهاد في سبيل الله. ويتمتع أمير الحركة بنوع من السيطرة الروحية على الأفراد الذين يعتبرون مخالفته معصية شرعية، وكان لعدم وجود شخصيات محورية ذات نفوذ قوي في الحركة أثر في استقرارها الداخلي، وساعد في ذلك أيضا قيام الحركة بعقوبات فورية للمخالفين وتغيير مستمر في المناصب حتى لا تتشكل جيوب داخلية في الحركة أو مراكز قوى، كما أنهم لا يقبلون أفراد الأحزاب الأفغانية الأخرى وبالأخص في المناصب الكبيرة ومراكز اتخاذ القرار. الفكر السياسي للحركة ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس لله. ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولة الإسلامية. وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولى منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتي ما يخالف الدين. والشورى كما تؤمن بها الحركة معلمة فقط وليست ملزمة، وتهتم الحركة اهتماما كبيرا بالمظهر الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال بإطلاق اللحى ولبس العمامة وتمنع إطالة الشعر وتحرم الموسيقى والغناء والصور وتمنع عمل المرأة خارج بيتها ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها "تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية وهي نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس". الموقف من الدول المجاورة يتفاوت موقف حركة طالبان من الدول المجاورة، فبالنسبة لإيران تميزت العلاقة بينهما بالتوتر الشديد، فالحركة تتهم إيران بالعمل على تصدير المذهب الشيعي إلى أفغانستان ودعم أحزاب المعارضة، بينما تتهمها إيران باضطهاد الأقلية الشيعية الموجودة هناك. أما بالنسبة للموقف من الهند وروسيا وبعض دول آسيا الوسطى فإن هذه الدول لا تخفي قلقها تجاه طالبان وتعمل على دعم المعارضة، فالهند ترى أن طالبان تشكل عمقا إستراتيجيا لباكستان وتفتح أمامها أسواق آسيا الوسطى، بينما تخاف روسيا وحلفاؤها في آسيا الوسطى من نفوذ حركة طالبان والإسلام المتشدد، وطالبان بدورها لا تخفي عداءها لهذه الدول. وبالنسبة لباكستان فقد كانت الحركة تنظر إليها على أنها أقرب الدول إليها وأكثرها صداقة لها، حتى أعلنت إسلام آباد موافقتها على التعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد أفغانستان عقب تفجيرات نيويورك وواشطن في 11/9/2001. منجزات الحركة والمآخذ عليها بالنسبة للأفغان حركة طالبان شأنها شأن بقية أنظمة الحكم حققت بعض الإيجابيات ولكنها في الوقت نفسه تعاني من بعض السلبيات. أولا: المنجزات
ومثل يوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 يوما فاصلا في تاريخ حركة طالبان، ففي ذلك اليوم وقعت في نيويورك وواشنطن بالولايات المتحدة الأميركية انفجارات شديدة أدت إلى مقتل ما يزيد عن ستة آلاف شخص اتهم فيها تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن، واعتبرت الولايات المتحدة أفغانستان وحركة طالبان هدفا أوليا لانتقامها بعد أن رفضت الحركة تسليم بن لادن لعدم تقديم الأدلة التي تثبت تورطه، ولا يعرف حتى الآن المصير الذي ستؤول إليه الحركة في ظل الرغبة الأميركية الجامحة بالانتقام. ــــــــــ المصدر: 1- طالبان من حلم الملا إلى إمارة المؤمنين، مولوي حفيظ الله حقاني، معهد الدراسات السياسية، إسلام آباد، باكستان، الطبعة الأولى 1997 |
حلف شمال الأطلسي الناتو http://www.aljazeera.net/mritems/ima...13201_1_25.jpgالتأسيس أسس حلف شمال الأطلسي أو حلف الناتو عام 1949 بناء على معاهدة شمال الأطلسي التي تم التوقيع عليها في واشنطن في العام نفسه. واتخذ من بروكسل عاصمة بلجيكا مقرا لقيادته. وكان دور الحلف في فترة التأسيس تولي مهمة الدفاع عن أوروبا الغربية ضد الاتحاد السوفياتي والدول المشكلة لحلف وارسو آنذاك في سياق الحرب الباردة. وتساهم كل الدول الأعضاء في الحلف بنصيب من القوى والمعدات العسكرية. الدول الأعضاء يتشكل حلف الناتو من 28 دولة بينها دول كانت مؤسسة للحلف، ودول انضمت إليه في ما بعد. وقد ضم في فترة تأسيسه عام 1949 الولايات المتحدة -التي تمتلك القوة العسكرية الأكبر داخل الحلف بالمقارنة مع باقي الدول الأخرى- وفرنسا وبلجيكا وكندا والدانمارك وآيسلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والبرتغال وإنجلترا. وفي عام 1952 انضمت إليه تركيا واليونان التي انسحبت منه في الفترة ما بين عامي 1974 و1980. ثم انضمت ألمانيا الغربية سابقا كذلك عام 1955 ومرة أخرى عام 1990 بعد اتحادها مع ألمانيا الشرقية. وعرف عام 1982 انضمام إسبانيا ثم سنة 1999 التشيك والمجر وبولندا. وفي عام 2004 انضمت بلغاريا وإستونيا ولاتفيا ولتوانيا ورومانيا ثم سلوفاكيا وسلوفينيا. وكانت تلك من أكبر عمليات الانضمام في تاريخ الحلف. وفي يناير 2009 انضمت كل من كرواتيا وألبانيا إلى الحلف ليصبح عدد أعضائه 28 عضوا. وتستمر دول أخرى في مسار المفاوضات بشأن الانضمام إلى الحلف مثل مقدونيا وجورجيا وأوكرانيا. ودعا الحلف دولا أخرى مثل البوسنة والهرسك وصربيا والجبل الأسود في قمة لاتفيا عام 2006 أيضا إلى التعاون معه بشكل رسمي. مناطق تدخل الناتو
مبادرات الحلف وقد أعلن الحلف عن عدد من المبادرات، من أهمها مبادرة الشراكة من أجل السلام سنة 1994 تحت مسمى دعم العلاقة مع البلدان التي تقع على أطراف الحلف الأطلسي، مثل البوسنة وصربيا والجبل الأسود، والتعاون معها. وكذلك توقيع اتفاق تأسيسي لمجلس الناتو روسيا المشترك الدائم عام 1997 لمنح روسيا دورا استشاريا في مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك. ومع بداية الصراع في كوسوفو علقت روسيا كافة علاقاتها مع الناتو، ليتم تفعيل مجلس الناتو روسيا بشكل رسمي عام 2002. وأيضا مبادرة إسطنبول للتعاون -التي أعلنت عنها قمة الحلف عام 2004- الداعية إلى ما سمته التعاون مع دول الشرق الأوسط لتعزيز الاستقرار ودعم السلام في المنطقة. |
الساعة الآن 07:17 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir