![]() |
الجمعيات والأحزاب السياسية بالقدس في العهد العثماني
الجمعيات والأحزاب السياسية بالقدس في العهد العثماني جمعية الإخاء العربي بالأستانة (1908)https://www.aljazeera.net/wp-content...513&quality=80 مدينة الأستانة التركية احتضنت عددا من الكيانات السياسية الفلسطينية (شترستوك) 13/9/2025 في فترة الحكم العثماني للبلدان العربية، نشأت جمعيات وأحزاب كان هدفها تعزيز القومية وإحياء اللغة العربية، واتخذت تلك الجمعيات من العمل الثقافي والاجتماعي وأحيانا الاقتصادي غطاء للأعمال السياسية، التي كان من الصعب المجاهرة بها خلال تلك الحقبة. تباينت أهداف وأساليب تلك الجمعيات، فبعضها سعى إلى الانفصال الكامل عن الدولة العثمانية، بينما حاول البعض الآخر إصلاح سياسات العثمانيين تجاه العرب، كما كان هناك من أراد الحفاظ على الانتماء للخلافة العثمانية مع ضمان المساواة الدستورية الحقيقية بين الأتراك والعرب. وكان المقدسيون جزءا أصيلا من هذه التكتلات السياسية، إذ لم تكن هناك جمعية واحدة تخلو من وجود عضو مقدسي على الأقل بين مؤسسيها أو أعضائها البارزين، وهناك جمعيات أسست فروعا في القدس وأخرى كانت القدس بمنزلة المركز الرئيسي لنفوذها. وفي ما يلي تعريف ببعض تلك الجمعيات والأحزاب التي كانت ناشطة في القدس خلال تلك الفترة: أسس الجمعية عام 1908 كبار الموظفين العرب في الأستانة (إسطنبول)، عاصمة الدولة العثمانية، وكان هدفها الرئيسي الحفاظ على الدستور، وتحسين الأوضاع في المقاطعات العربية على أساس المساواة الحقيقية، وتعزيز التعليم باللغة العربية. https://www.aljazeera.net/wp-content...513&quality=80انضم إلى الجمعية الطلاب العرب في الأستانة، وعقدت أول اجتماع علني لها في الخامس من أغسطس/آب 1908، ودعت فيه إلى تأسيس فروع لها في المدن العربية، فأسس شكري الحسيني (أحد أبرز مطلقيها) فرعا لها في القدس، وكلف إسماعيل الحسيني بتشكيل هذا الفرع. عُقد أول اجتماع لفرع الجمعية في منزل موسى الخالدي، وانتُخبت فيه أول هيئة إدارية مكونة من 15 عضوا، من بينهم خليل العيسى ونخلة زريق وفيضي العلمي وخليل السكاكيني. جمعية الإخاء العربي تأسست عام 1908 في مدينة الأستانة التي صار اسمها إسطنبول (غيتي) مارس الفرع المقدسي للجمعية دورا نشطا، إذ كان يضم نخبة من المفكرين والسياسيين، وفتح أبواب الحوار حول قضايا العرب في الإمبراطورية العثمانية، كما نظم ندوات ثقافية وجمع تبرعات لصالح أعمال الجمعية في الأستانة. المنتدى الأدبي بالأستانة (1909)أنشأت الجمعية ناديا وجريدة باسمها، واستقبلت النواب العرب عند وصولهم إلى العاصمة العثمانية، وتحول هذا الاستقبال إلى مظاهرة عربية في شوارع المدينة. ونتيجة لهذا النشاط أغلقت السلطات الاتحادية النادي وفروع الجمعية وجريدتها، مما أدى إلى إنهاء نشاط الجمعية التي لم تستمر أكثر من عام واحد. تأسس المنتدى لأهداف ثقافية وعلمية، وكان يرأسه عبد الكريم الخليل، وهو محام وصحفي بارز من بيروت، ومن أوائل القوميين العرب الذين نشطوا ضمن النخبة العثمانية. الكتلة النيابية العربية بالأستانة (1911)ضم المنتدى أعضاء جمعية الإخاء وأنصارها، وكذلك النواب العرب، ولاحقا بدأت تتكشف مراميه السياسية، خاصة بعد إعدام عدد من أعضائه عام 1915 بتهمة التآمر ضد الدولة العثمانية، في ما عُرف بــ"شهداء 6 أيار"، ومنهم عبد الكريم الخليل، وشكري العسلي، وعبد الحميد الزهراوي. كان من أهم أعمال المنتدى إيقاظ الحس العربي القومي، وفي السنة الثانية لإنشائه انبثقت عنه منظمة الشبيبة العربية، التي هدفت إلى "الوصول إلى الاستقلال العربي عن طريق العلم والأخلاق". وانتشرت فروع المنتدى في العراق والشام، وانتسب إليه فلسطينيون، بينهم جميل الحسيني وعاصم بسيسو. أُغلق المنتدى قسرا عام 1915 بعدما لاحق حاكم سوريا العثماني جمال باشا أعضاءه وأعدم بعضهم، وهو الذي اشتهر بقمع الحركات القومية. ضمت الكتلة نوابا من مختلف البلاد العربية، وكان هدفها إثبات الوجود العربي والدفاع عن حقوق العرب داخل البرلمان العثماني. https://www.aljazeera.net/wp-content...513&quality=80وكان من أبرز أعضائها عبد الحميد الزهراوي وشكري العسلي وشفيق المؤيد ورشدي الشمعة وسليم سلام وروحي الخالدي وسعيد الحسيني، وهما من مدينة القدس. وعن هذا التكتل كتب المؤرخ عزة دروزة قائلا "إن النواب سجلوا بهذا تطورا في الحركة العربية على المسرح السياسي الرسمي، أدى إلى تقوية مكانتهم، وقد تصدى هؤلاء النواب لنواب أتراك من الاتحاديين". عبد الحميد الزهراوي أحد أبرز أعضاء الكتلة النيابية العربية داخل البرلمان العثماني (موقع التاريخ السوري المعاصر) الجمعية القحطانية بالأستانة (1909) كانت الجمعية تهدف إلى تحويل المملكة العثمانية إلى إمبراطورية تركية عربية، على أساس دستوري ذي برلمان وحكومة، تكون اللغة الرسمية فيها هي العربية إلى جانب التركية. جمعية العلم الأخضر بالأستانة (1912)انتشرت في 5 عواصم عربية، وكان من بين أعضائها الأمير عادل أرسلان من لبنان، وسليم الجزائري من دمشق، وعلي المصري من طرابلس وجورج أنطونيوس والدكتور علي النشاشيبي، وكلاهما من القدس. اتسمت الجمعية بسرّيتها وسعت إلى إقامة كيان عربي داخل الدولة العثمانية، لكن نشاطها بقي محدودا نظرا للمراقبة الشديدة من السلطات الاتحادية. هدفت الجمعية إلى تقوية الروابط الوطنية بين الطلاب العرب في المدارس العليا، وتوجيه النهوض القوي بالأمة العربية. جمعية العهد بالأستانة (1913)أسسها 3 فلسطينيين، هم عاصم بسيسو من قطاع غزة، ومصطفى الحسيني وشكري غوشة وهما من القدس. أصدرت الجمعية مجلة "لسان العرب" التي عُرفت بمواقفها القومية، ثم أُبدلت لاحقا باسم "المنتدى الأدبي". وكان نشاط الجمعية مركّزا في إسطنبول، مع ارتباطات محدودة في القدس عبر أعضائها الذين تواصلوا مع الطلبة الفلسطينيين في الجامعات العثمانية. أنشئت جمعية العهد قبل الحرب العالمية الأولى، وكانت من أقوى الجمعيات العربية العسكرية السرية في تلك المرحلة. تنظيمات أخرى ذات صلةأسسها العقيد عزيز علي، الذي كان في السابق عضوا في جمعية الاتحاد والترقي التركيةقبل أن يستقيل منها، وانضم إليه عدد من الضباط العرب، من أبرزهم سليم الجزائري الدمشقي وياسين وطه الهاشمي من العراق ونوري السعيد وكذلك علي النشاشيبي من القدس. ووُصفت الجمعية بـ"العسكرية"، لأن غالبية أعضائها كانوا ضباطا في الجيش العثماني، وقد استثمروا مواقعهم العسكرية في التسلل إلى بنية الجيش بهدف التخطيط لاستقلال داخلي للعرب عن الإدارة العثمانية المركزية. وكان لعلي النشاشيبي دور تنظيمي مهم في التنسيق بين فرعي الجمعية في إسطنبول وسوريا، بينما كان سليم الجزائري من الشخصيات البارزة في الحركة القومية ذات الطابع العسكري. أما ياسين وطه الهاشمي، فقد أصبحا لاحقا من كبار قادة العراق وتوليا منصب رئاسة الوزراء، كما برز نوري السعيد، الذي كان ضابط استخبارات، بصفته شخصية محورية في تاريخ العراق السياسي الحديث. وكانت الجمعية تهدف إلى تحقيق الاستقلال الداخلي للبلاد العربية ضمن إطار الدولة العثمانية، مع الحفاظ على الخلافة الإسلامية بيد العثمانيين. إلى جانب الجمعيات السابقة تأسست أيضا الجمعية العربية الفتاة في العاصمة الفرنسية باريس عام 1909، وهي جمعية سرية قومية نادت بالوحدة والاستقلال، وانضوى تحتها شباب عرب من سوريا ولبنان وفلسطين. كما برز حزب اللامركزية الإدارية في العاصمة المصرية القاهرة عام 1913، الذي ضم سياسيين ومثقفين عربا، ودعا إلى منح صلاحيات ذاتية للمناطق العربية ضمن الدولة العثمانية دون الدعوة للانفصال. بعد نهاية الحكم العثماني، شهدت فلسطين ميلاد الجمعيات الإسلامية المسيحية، والتي كانت من أوائل التكتلات السياسية الوطنية. تأسست هذه الجمعيات في القدس ويافا وحيفا ونابلس بين عامي 1918 و1920، وأصدرت بيانات تعارض وعد بلفور وتطالب بالاستقلال، وشكلت النواة للمؤتمرات الوطنية الفلسطينية، وأبرزها مؤتمر القدس عام 1919، الذي هدف إلى إعلان رفض وعد بلفور، والمطالبة باستقلال فلسطين ضمن وحدة الأراضي العربية، وتمثيل العرب الفلسطينيين في المحافل الدولية. وتأسس حزب الاستقلال الفلسطيني عام 1932، وكان من أبرز الأحزاب السياسية المطالبة بالتحرر من الاحتلال البريطاني، كما تأسس حزب الإصلاح عام 1935 بقيادة المقدسي حسين الخالدي، وركز على رفض المشروع الصهيوني وتنمية روح المقاومة المدنية. المصدر: مواقع إلكترونية + الجزيرة نت |
الساعة الآن 12:50 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir