![]() |
السودان: 100 يوم من الصراع الدامي
100 يوم من الصراع الدامي https://www.aljazeera.net/wp-content...380&quality=8025/7/2023 ينبغي إدانة أي تعد يحدث على المدنيين لأي سبب كان (الأناضول)وإن الصراع مبدؤه كلام، بيان الجيش بخصوص مروي، وحشود الخرطوم الغريبة، تلاه صباح السبت انفجار الأوضاع، والطريف أن لا أحد يعلم حتى الآن من صاحب الطلقة الأولى، هناك مصالح متشابكة لأطراف كثيرة تريد الصراع، وترغب فيه، ولأسباب مختلفة، لكن الأمر أفلت من العقال، واندلعت الاشتباكات. سيلام الكثيرون، وسيتحمل الكثيرون وزر آلام النزوح، وما يجري، لكن بلا شك فإن الشرخ المجتمعي هو الجانب الأسوأ، والذي إن لم يتدارك بصناعة السلام، وإستراتيجياتها على الوجه الصحيح، فسيواجه السودان انقساما عميقا، فكيف ستبرر للضحايا ما حدث لهم، وكيف ستقنعهم بالعودة لحياة طبيعية، وهم يتهمون ذلك المكون أو تلك القبيلة، أو أبناء تلك المنطقة بأنهم كذا وكذا. إن آفاق صناعة السلام ينبغي أن تبدأ من هذه اللحظة الراهنة التي يشتبك فيها الطرفان بالرصاصكم هو صعب اجتراح حلول لمصالحة وطنية، ومجتمعية في الوقت ذاته، فإشكالية المجتمع السوداني أنه تأرجح بين التكوين القبلي، والمدينة، ومجتمعها، وللأسف فإن حالة التأرجح هذه تصنع في كثير من الحالات تشوهات تجمع أسوأ ما في الريف، وأسوأ ما في المدينة، فكيف الحال والدولة غائبة منذ وقت وليس اليوم؟ إن آفاق صناعة السلام ينبغي أن تبدأ من هذه اللحظة الراهنة التي يشتبك فيها الطرفان بالرصاص، فينبغي ابتداء تحييد أكبر قدر ممكن من النعرات القبلية والعنصرية، والابتعاد عنها، وإدانة أي تعد يحدث على المدنيين لأي سبب كان، حتى لو كانوا أنصار النظام السابق، فالعدالة ينبغي أن تأخذ مجراها. وينبغي في الوقت ذاته، صيانة الصورة الذهنية لكل قبائل وأعراق السودان، والتعجيل بإنجاز دراسات ميدانية بين النازحين تكشف عن تصوراتهم عن الآخرين، ومحاولة ترميم هذه الصورة، إضافة للشروع الفوري في التثقيف السياسي لجميع المكونات بمعنى المواطنة، والبرامج المستقبلية التي يجب الشروع فيها لتنمية المجتمعات بصورة واضحة، وفي الوقت نفسه تحقيق الحراك الاجتماعي اللازم لتنمية الريف والمدن. لن يحكمنا طلع الزقوم، ونعيب البوم، وشذاذ الآفاق، وبقايا التتر، لن ننهزم أمام جشعهم، وتدميرهم لموروثنا، وعاداتنا، وعبثهم المريع بديننايلعب الخطاب الديني في هذا المجال دورا حاسما، لكن الخطاب الديني يحتاج هنا لتجسيره مع الأعراف المحلية، فينبغي استقطاب القيادات الدينية المحلية للقيام بهذا الدور، فجلب رجل من أهل المدينة ليعظ أهل الريف، بغير فهم لمشاكلهم لن يؤدي إلا إلى سماع جزئي، وإعراض كلي، وكما في الفقه لا يجوز للمفتي أن يفتي إلا من عرف أعراف وعادات من يفتي بينهم في كلامهم وفعالهم، وعاداتهم. ما يحتاجه السودان ليس الوقوف المطول على أطلال ليس من الضروري أن تعود، فليعد الإنسان، وليتم ترميمه قيميا، وسلوكيا، وأخلاقيا، ثم لتعد الأطلال فمن اليسير عودها. وحتى ذلك لن يحكمنا طلع الزقوم، ونعيب البوم، وشذاذ الآفاق، وبقايا التتر، لن ننهزم أمام جشعهم، وتدميرهم لموروثنا، وعاداتنا، وعبثهم المريع بديننا، لن تهزمنا تعاويذهم، وتمائمهم، لن تنضم رطانتهم الغريبة لقائمة لهجاتنا العريقة، ولن يفلحوا في الاندساس بين قبائلنا الأصلية، ولو انتسبوا لجنيد أو جهينة، فالعبرة بالأعراف والقيم والسلوك، فنحن نعرف من ينتمي لنا، ومن ينتمي لغيرنا، وعلى الباغي تدور الدوائر. https://www.aljazeera.net/wp-content...C96&quality=80 مختار خواجة مهتم إجمالا بالفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية وخاصة الجوانب الأخلاقية والقيمية. |
الساعة الآن 07:17 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir