منذ الهجوم الأميركي النووي على هيروشيما وناجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية دخلت الحرب فيما سُميّ بالعصر النووي وفرض اكتشاف هذا السلاح المدمر تغييرا شاملا في كل مجالات السياسة والعسكرية بجميع مستوياتها وظهرت مفاهيم مثل الاستراتيجية النووية، وقوة الردع، وتوازن الرعب. وبالرغم من أن هذا السلاح لم يستعمل مرة ثانية في الحرب الفعلية بعد ذلك إلا إنه يمثل الخوف المنتظر، وربما يكون السبب الوحيد لعدم الاستعمال هو امتلاك الدول الكبرى له؛ مما يجعل احتمالات الحرب فيما بينها شبه معدومة إلا في إطار الحرب غير المباشرة عبر وكلاء، أو حروب بين أجهزة الاستخبارات، وصراعات ومكائد اقتصادية وسياسية.
والآن ونحن في عصر بداية خروج الأمة المسلمة من هيمنة واحتلال القوى الاستعمارية الأجنبية ووكلائها المحليين يمثل بالطبع الهاجس النووي قلقًا لدى الثوار والشعوب وبالرغم من أنه احتمال بعيد الحدوث في الأوقات الحالية. ولا سبب يدعو للقلق من ذلك؛ إلا إنه في المستقبل لابد من وضع احتمالية مواجهة أسلحة الدمار الشامل في حال نجاح الثوار خصوصا في الأماكن الحساسة من العالم الإسلامي.
ونحن لسنا بصدد تقييم احتمالات حدوث ذلك الآن ولكننا نطرح أهم عنصري تفوق من الناحية العسكرية للقوى الكبرى وهما التفوق الجوي والسلاح النووي وقد تناولنا في بحث كامل ومفصل الاستراتيجية المطلوبة في مواجهة التفوق الجوي للقوى المعادية وفي هذا المقال سنحاول أن نذكر عناصر مواجهة أسلحة الدمار الشامل وفائدة هذه الخطط والملامح – التي يتم تبنيها من كل الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا – هو الآتي:
- أولًا: محاولة تقليل الخسائر البشرية الناتجة عن الهجوم بأسلحة الدمار الشامل
- ثانيًا: الحفاظ على الروح المعنوية والقتالية لاستكمال الحرب
- ثالثًا: الحفاظ على القدرة العسكرية وقدرة المقاومة
ولابد من معرفة أن أهم وأبلغ طريق للوقاية من أسلحة الدمار الشامل هو بامتلاك أسلحة الدمار الشامل والقدرة على استعمالها بلا تردد.
وهذا هو السبيل القاطع للحماية بالرغم من الدعاية الضخمة للقوى الكبرى والمنظمات والجهود التي تبذل لمنع امتلاك شعوبنا لهذه الأسلحة تحت دعاوي تحذيرية من الانتقام أو ترغيبية مثل الحفاظ على السلم العالمي. وهذه الدعاوى كلها مضمونها واحد يا أيُّها الشعوب والأمم المقهورة رجاءً ابقوا عبيدا لنا طائعين أذلاء تخدموننا بلا نهاية ونقتلكم بكل ابتسامة ورجاء موتوا في صمت واحترقوا بلا ضوضاء من أجل السيد الأمريكي والغربي وخدمه من خونة بني جلدتنا.
لذا نعيد ونذكِّر باستمرار بدور الثوار والمتعلمين والدارسين منهم بالأخص في السعي لتعلم تقنيات وعلوم هذه الأسلحة؛ لكي تتمكن الأمة من مواجهة وردع عدوها بفعالية في مراحل المواجهة القادمة تباعا. ويمكن مراجعة جزء بناء قوة الردع ضمن دراسة معضلة الجو لمزيد من التفاصيل حول أسلحة الدمار الشامل ومكوناتها وكيفية عملها وتقنياتها المختلفة
لا تختلف الموجة الانفجارية عن أي انفجار تقليدي آخر سوى في فارق قوة التفجير وقد بلغت قوة انفجار قنبلة الولد الصغير التي ألقيت على هيروشيما 15 كيلو طن بمعنى أنها توازي قوة انفجار 15 ألف طن من متفجرات تي إن تي وقد بلغ نصف قطر دائرة تأثير الموجة الانفجارية القاتلة لهذه القنبلة حوالي 1.6 كم أو حوالي الميل تقريبا ويصل تأثيرها لمسافة 2 كم في زمن قدره ثانيتين من حدوث الانفجار.
الإشعاع الحراري
يتولد مع انفجار القنبلة النووية كرة لهب وحرارة كبيرة جدا بلغ محيطها في قنبلة هيروشيما حوالي 3.2 كم والنظر مباشرة للوميض الحراري قد يسبب العمى المؤقت على مسافات أكثر من 1 كم ولا تختلف عن التعرض لأي مصدر حراراي آخر وتسبب الحروق بمختلف درجاتها تبعا للملابس التي يرتديها الشخص ودرجة الحماية له أثناء التعرض للحرارة ويضعف التأثير الحراري أو ينعدم عند استخدام أبسط طرق الوقاية مثل جدار أو غيره كما سنرى لاحقا.
الأشعة النافذة
وهي أشعة جاما والنيوترونات المتولدة من الانفجار وقد بلغ طول شعاعها القاتل في قنبلة هيروشيما حوالي 1.3 كم ويظل تأثيرها في منطقة الانفجار لمدة حوالي 15 ثانية وتأثير هذه الأشعة على البشر يسبب ما يسمى المرض الإشعاعي وتأثيرها على منطقة الانفجار والبيئة وهو التأثير الذي يبقى لعقود يسمى التلوث الإشعاعي.
المرض الإشعاعي: وهو المرض الناتج من التعرض للإشعاعات النووية وتتوقف درجته على جرعة الإشعاع التي تعرض لها الجسم
- عند التعرض لإشعاع جرعته أقل من 100 رونتجن لا يمرض الجسم فالغالب
- عند التعرض لجرعة من 100 ل 200 رونتجن يمرض مرض خفيف
- عند التعرض لجرعة من 200 ل 300 رونتجن يمرض مرض متوسط
- عند التعرض لجرعة أكثر من 300 رونتجن يمرض مرض شديد
- عند التعرض لجرعة من 2000 ل 10000 رونتجن يموت الشخص في خلال زمن قدره دقيقة إلى 24 ساعة نتيجة تدمير الجهاز العصبي المركزي
التلوث الإشعاعي: وهو الغبار النووي والبقايا النووية التي تدمر الحياة والبيئة في موقع الانفجار لعقود وربما يحمل الغبار الذري والسحب الذرية لمواقع أبعد حسب الأحوال الجوية.
ولا ننسى أيضا التذكير بالدور الفردي في نشر الثقافة والمعلومات التي تمكن من الوقاية من هذه الأسلحة بين جميع المسلمين مع اتخاذ الإجراءات الفردية من كل شخص منا كلا على حسب استطاعته. ويتعاون الناس فيما بينهم فيما يمكن مثل عمل ملاجئ مناسبة داخل كل بناية وشارع وحي بالتشارك بين جميع الأفراد فلا يمكن ترك أو إهمال إجراءات الحماية لو تقاعس المسئولون عن ذلك بل يحاول كلٌ منا القيام بما يستطيع على أي مستوى ممكن من مستوى الفرد والمجتمع الصغير إلى مستوى الدولة والأمة.