http://vb.arablocale.net/images/bismillah_01.gif
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وأشجعهم



أما بعد فهذه دعوة الى الخوف


هيا بنا نخاف


بالطبع العنوان فيه غرابة أسطورية


لكنه أتى بعد دقة وتصويب على أثرها لم يروق لي النوم فقد أسهرتني هذه الفكرة لغرابتها في الطرح وجديدها في الأهداف رغم أن الكل عندما يقرأها سوف يؤمن بها إيماناً مطلق ويقيناً مطبق


فبحكم أنني رجل قد اطلعت على الكثير من الأمور معاينة وممارسة وحتى سماعاً وكذلك فكراً


فقد جمعت العلوم من كافة المصادر ولا أقصد بذلك عامة العلوم وأشملها ولكن ما بنيت عليه فكرتي هذه التي عصرتها لكم من شتى المصادر كما ذكرت لكم آنفاً


للوهلة الأولى عندما نتكلم عن الخوف تبادر في أذهاننا نحن معشر الرجال أن هذا من العيوب والنقصان والهون والخسران بالطبع هذا الشعور يراود الجميع حتى أجبن الناس وأخذلهم


لكن هناك خوفاً لابد منه


فقد يقول قائل ما هو هذا الخوف الذي لابد منه ولابد من وجوده


أقول إن الخوف عندي وفي فلسفتي الخاصة


هو....


خوفاً نتقرب به إلى الله..


وهو أن يكون خوفنا الأول من الله


في السر والعلن



نخافه حتى لا نعصيه


وذلك في ما أمرنا به ونهانا عنه يجب علينا أن نتبعه



نخافه حتى يرضى عنا


هذا النوع من الخوف هو تقرب معنوي نتقرب به الى الله


أي نقصر أنفسنا عن التفكير فيما لا يرضي الله لا نهم بمعصية فضلاًً عن أن نقترفها



نخافه حتى لا يكون أهون الناظرين الينا


عندما نغلق الأبواب وليس لأحد قدرة علا أن يرانا فيما نحن عليه من معاصي نتذكر أن الذي خلق السمع والأبصار وقدر الليل والنهار وأجرى الماء في الأنهار وأرسى الجبال وأنبت الأشجار لا تخفى عليه خافية


وذلك تجنباً لغضبه وسخطه علينا



خوفاً نحمي به أنفسنا


بالطبع هذا هو الخوف الذي لابد منه


نحمي به أنفسنا صحياً أمنياً وثقافياً



صحياً : نتجنب ما هو ضار كالتدخين


والخمور ولحم الخنزير وغيرها كثير فالكل منا لا تخفى عليه أضرار ما ذكرت لذا أن نخاف من ذلك أمر لابد منه...


أمنياً : بالطبع من أكثر الأشياء التي تستدعينا الى الخوف الفعلي هي الأمور الأمنية


فكما قال الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه


[ 60سنة تحت جور سلطان جائر ولا ليلة واحدة بلا أمن ]


أو كما قال


لذلك قد قرأت الكثير من الكتب العسكرية وبعض المصادر الأمنية تبين لي أن الهاجس الأمني أهم ما يجب أن يتحلى به القائد الناجح فهذا القائد لابد أن يخالطه الشعور بالخوف حتى يتقي الله فيمن جعلهم الله على عاتقه من أفراد


لذا يجب على القائد الناجح أن يفكر ألف مرة قبل أن يقدم علا مهام أمني أو عمل عسكري


ليتمكن من العمل علا أقل الخسائر البشرية والمادية وهذا أحد أسباب الإنتصار الفعلية


قد يقول قائل نحن مدنيون وما دخلنا بذلك ؟


أقول نعم لكننا بشر لابد أن نتحلى بأكبر قدر من الخوف والهاجس الأمني فعندما أتكلم عن الخوف ليس لكي لا أتقدم خطوة الا الأمام ولكن لكي أعرف ما قد سيواجهني من مفاجئات وعقبات أمنية وهي علا ما أعتقد كثيرة جداً في زمننا هذا


لذا علينا جميعاً أن نتصرف وكأننا في معركة فمعركتنا أشد ضراوة من معارك الحروب لأننا نواجه الحياة بشتى ظروفها وتعقيداتها أما معارك الحروب فالعدو واحد والنتائج محسومة لصالح الذي استعد لهذه المعركة من كل أوجهها المتعارف عليها عسكرياً وأمنياً



ثقافياً: هذه الصفة من الخوف يبدوا أنها غريبة جداً حتى أنا أستغربها وأنا الذي سأكتب تفاصيلها


نعم هناك خوفاً يسمى الخوف الثقافي


لأننا كل يوم نتلقى من العلوم جديدها ومن الثقافة مستجداتها


فخوفنا من كل جديد يتحدد في طرق تلقينا لمحتواه


فعلا سبيل المثال عندما نقرأ لمن أقلامهم مشبوهة بذلك نحن قد تملكنا ثقافة سلبية


الخوف منها واجب فقد نكون بذلك انتهجنا أساليب بهيمية وعملنا بمعتقدات شيطانية


لذا عندما نهم باقتناء كتاب وولوج موقع أو مشاهدة قناة وسماع خبر


لابد من الهاجس الأمني في ذلك


للنجوا نحن أولاً وينجوا من علا محيطنا وحتى بلدنا وكذلك عالمنا






خوفاً نجعله أحد أركان النجاح


هذا نوع من أنواع الخوف قد لا نجيد أدائه


فالخوف الذي يكون عامل من عومل النجاح


ركن أساسي للنجاح فتوقع أصعب الأمور وسيئها أمر حتمي


حتى لا نتساهل ولا نستاهل هذا النجاح


الذي ظفرنا به ونلناه




في الأخير أتمنى للجميع الخوف


وأرجوا من الجميع العمل به



تأليف / عبدالله الغني عن ما سوى الله / أحمد النعمان



حقوق النقل ممنوعة دون موافقة الكاتب