..[ البســـالة ]..

..[ البســـالة ].. (https://www.albasalh.com/vb/index.php)
-   قســـــم التــاريخ العـســــكــري (https://www.albasalh.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   معركة دنكرك (https://www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=5196)

الباسل 14-09-12 06:47 PM

معركة دنكرك
 
معركة فرنسا حملة شنتها قوات دول المحور ألمانياوإيطاليا على قوات دول الحلفاء فرنساوبريطانياوهولنداوبلجيكاولوكسمبورغ في الحرب العالمية الثانية ما بين 10 مايو إلى 25 يونيو عام 1940، وانتهت بهزيمة الحلفاء واحتلال فرنسا والدول المنخفضة.

بعد انتهاء عملية غزو بولندا في أكتوبر 1939، بدأ الألمان ينقلون قواتهم تدريجياً إلى الجبهة الغربية، وبدؤوا في إعداد الخطط للهجوم، وكانت الخطة الأساسية هي خطة شليفن التي أقرها عسكري ألماني توفي قبل الحرب العالمية الأولى، وطبقت في تلك الحرب ولم تحقق نجاحاً (لأسباب عديدة لا تتعلق بالضرورة بعيب في الخطة)، وكان القائد الألماني إريش فون مانشتاين رئيس أركان مجموعة الجيوش أ، (التي يقودها القائد غيرد فون رونتشتيت) ينتقد هذه الخطة واقترح خطة بديلة تجعل الهجوم الرئيسي (مهمة المجموعة أ) يكون عبر غابة الأردين (لوكسمبورغ وجنوب بلجيكا)بينما يكون الهجوم الثانوي (مهمة مجوعة الجيوش ب التي يقودها القائد فيدور فون بوك) يكون شمال كما هذه المجموعة (هولندا، وبلجيكا)، وقد عارض فون بوك هذه الخطة (التي تجعل من هجومه هجوماً ثانوياً) متسائلاً كيف يمكن للقوات الألمانية التقدم لمسافة 300 كم من دون أن يعترضها طيران الحلفاء، وعموماً لم تتحمس القيادة الألمانية العليا لخطة مانشتاين (التي ساعده في إعدادها القائد هاينز جوديريان) إلاّ بعد أن سقطت طائرة ألمانية في بلجيكا، في 10 يناير 1940، تحمل وصفاً للخطة القديمة، فتم تبني خطة مانشتاين بصفة نهائية.
مع ذلك كانت الخطة مانشتاين شأنها شأن خطة شليفن لها عيب أخلاقي يتمثل في مهاجمة الدول المحايدة خصوصاً بلجيكا، لكن لم يكن ذلك يشكل هاجساً إلا للقائد فيلهلم ريتر فون ليب قائد مجموعة الجيوش جـ، الذي يواجه الحدود الألمانية الفرنسية، لكن المهم هنا أنها لم تشكل هاجساً للزعيم الألماني أدولف هتلر صاحب الأمر والنهي في الدولة.
كانت مجموعة رونتشتيت، المكلفة بالقيام بالهجوم الرئيسي عبرالأردين، تحوي ثلاث فيالق مدرعة (موزعة على سبع فرق) يقودها كل من خبير الدبابات جوديريان، وهانز جورج راينهارت Rheinhardt، وهيرمان هوت Hoth.
في المقابل لم يكن الفرنسيون، وعلى رأسهم قائد قوات الحلفاء الفرنسي موريس غاملان، من السذاجة بحيث يعتقدون أن الألمان سيتركون الدول المحايدة، ويهاجمون فرنسا من الحدود الألمانية الفرنسية حيث يواجههم خط ماجينو، لكن غاملين كان يعتقد أن الألمان سيعيدون تنفيذ خطة شليفن (وهو ما كاد أن يتحقق)، ولذلك وضع الحلفاء خطة اسمها ديل Dyle Plan وهي تسعى إلى صد هجوم الألمان الرئيسي عبر الدول المحايدة، وكان هناك عائق سياسي لهذه الخطة وهو أن تلك الدول لن تسمح لفرنسا، وبريطانيا باستعمال أراضيها ضد ألمانيا، وذلك لأنها دول محايدة. لم يتوقع أحد أن الألمان سيجعلون هجومهم عبر غابة الأردين (والتي هي في نظرهم مانع طبيعي ضد الغزو) هو الهجوم الرئيسي، باستثناء ضابط فرنسي واحد، لم يعره أحد اهتماماً.

الباسل 14-09-12 06:50 PM

ميزان القوى

كان لدى الألمان 2600 دبابة في حين أن البريطانيون والفرنسيون وحدهم لديهم 3600 دبابة. لكن في المقابل كان لدى الألمان 2750 طائرة مقابل 1690 للفرنسيين والبريطانيين

بدء الهجوم

بدأ الهجوم الألماني يوم 10 مايو 1940، بإنزال بالمظلات على هولندا، وبلجيكا قامت به كل من الفرقة الجوية السابعة بقيادة كورت شتودنت، وفرقة المشاة 22 بقيادة شبونيك Sponeck، ويدعمهم الأسطول الجوي الثاني بقيادة ألبرت كسلرنغ، وبالرغم من ردة الفعل السريعة التي قام بها الحلفاء، كان التفوق من نصيب الألمان، ففي يوم 14 مايو أعلن الهولنديون الاستسلام.

في المقابل بدأت مجموعة رونتشتيت اختراق غابة الأردين، والاتجاه إلى نهر الموز Meuse، وحققت مهمتها بنجاح، ونجحت في الفصل بين قوات الحلفاء، الذين حاولوا القيام بهجوم فرنسي (يقوده شارل ديغول)، يومي 17 و 19 مايو، وهجوم بريطاني. لكن الحلفاء فشلوا في إعادة اللحمة لقواتهم، وفي يوم 20 مايو كان فيلق جوديريان قد وصل مدينة نويل Noyelles على الشاطئ، فصارت الفصل بين قوات الحلفاء كاملاً.
حاول رئيس الوزراء الفرنسي بول رينو إنقاذ الوضع المتدهور، فاتصل في 17 مايو بالقائد ماكسيم ويغان Weygand (الذي كان في سوريا) وعينه القائد العام لقوات الحلفاء محل غاملين، فوصل ويغان يوم 19 مايو، ولكن لم يكن لديه عصىً سحرية لتغيير الوضع.

الباسل 14-09-12 06:54 PM

دنكرك
استمرضغط الألمان على قوات الحلفاء في المحاصرة في الشمال، وفي يوم 28 مايو استسلم البلجيكيون بعد مقاومة كبيرة. ورأى رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، الذي استلم الحكم يوم 10 مايو 1940، أن الحل الأفضل هو إجلاء القوات حتى لا تتعرض للأسر، وكان أقصى ما يطمح له هو إخراج 20,000 جندي.

لكن الحلفاء التقطوا إشارة لاسلكية تخص مجموعة الجيوش أ التي يقودها رونتشتيت تقضي بإيقاف الهجوم، وهناك خلاف حول ما إذا كان هتلر أو رونتشتيت هو صاحب هذا الأمر، لكنه كان على أية حال الفرصة الذهبية للحلفاء لإنقاذ قواتهم، وبحلول الرابع من يونيو كانوا قد تمكنوا من إجلاء أكثر من 338,000 جندي. لكن لم يكن جنود الجيش الفرنسي الأول لهم نفس الحظ حيث حوصروا في مدينة ليل Lille.

استسلام فرنسا

عندما اتضح للزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني أن الألمان قد حسموا الحرب لصالحهم، أعلن الحرب على بريطانيا، وفرنسا في 10 يونيو، ومع ذلك لم تحقق جيوشه إنجازاً يفخر به.
في يوم 14 يونيو دخل الألمان باريس، ولم تستمر المقاومة الفرنسية بعد ذلك طويلاً، إذ استقال رئيس الوزراء رينو في 16 يونيو، وخلفه في الحكومة القائد الشهير فيليب بيتان، بطل الحرب العالمية الأولى، ووقعت حكومته اتفاقية الهدنة في 22 يونيو في غابة كومبين في نفس العربة التي وقع فيها الألمان الهدنة عام 1918، وفي يوم 24 يونيو وقعوا الهدنة مع الإيطاليين، وتوقف إطلاق النار فجر اليوم التالي.

ما بعد النصر

كلف الألمان هذا النصر (حسب القيادة العليا الألمانية) 27,074 قتيلاً، و111,034 جريحاً، و18,384مفقوداً، فيما خسر الإيطاليون 631 قتيلاً، 2,631 جريحاً، و616 مفقوداً.
في المقابل خسر الفرنسيون أكثر من 92,000 قتيل، و250,000 جريح. لكن خسارتهم الكبرى كانت حرية وطنهم، فتزعم ديغول حركة المقاومة من المنفى.
بالنسبة لهتلر لم يكن هذا ثاراً من هزيمة الحرب العالمية الأولى فقط، لكنه كان أيضاً تحييدأ للجبهة الخلفية، وصار الآن حراً في أن ينفذ مشروعه التوسعي نحو الشرق أي نحو الاتحاد السوفيتي.


الساعة الآن 11:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir