..[ البســـالة ]..

..[ البســـالة ].. (https://www.albasalh.com/vb/index.php)
-   قســـــــــــــم الثقافة الإقتصادية (https://www.albasalh.com/vb/forumdisplay.php?f=87)
-   -   البريطانيون نادمون على "بريكست".. هل تعود لندن إلى الاتحاد الأوروبي؟ (https://www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=11436)

الباسل 20-02-23 09:06 AM

البريطانيون نادمون على "بريكست".. هل تعود لندن إلى الاتحاد الأوروبي؟
 
البريطانيون نادمون على "بريكست".. هل تعود لندن إلى الاتحاد الأوروبي؟

https://www.aljazeera.net/wp-content...513&quality=80
لم ينس البريطانيون قرارهم بالانفصال ومآلاته طيلة الأعوام القليلة الماضية، وأعادوا مراجعة القرار الذي صوَّتوا لصالحه فيما عُرِف بـ"بريكست" (Brexit). (الأناضول)


20/2/2023
"يؤيد ثلثا البريطانيين الآن الاستفتاء على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من جديد في المستقبل".
كان هذا هو العنوان الذي وضعته صحيفة "الإندِبِنْدِنْت" البريطانية على واحد من أبرز موضوعاتها في أول أيام العام الحالي 2023. فقد أظهر استطلاع للرأي أن 65% من المشاركين أيَّدوا إجراء استفتاء جديد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مرة أخرى، بعد أن كانت نسبة مؤيدي إجراء استفتاء جديد في الوقت نفسه من العام الماضي 55%. وكشف الاستطلاع أن أقل من ربع البريطانيين الآن معارضون لإجراء استفتاء جديد بعد أن مثَّلوا 32% في بداية العام الماضي.

منذ خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي والسوق الأوروبية المُوَحَّدة، وتوقُّفها عن تطبيق قواعده في آخر ليلة من عام 2020، لم ينس البريطانيون قرارهم بالانفصال ومآلاته طيلة الأعوام القليلة الماضية، وأعادوا مراجعة القرار الذي صوَّتوا لصالحه فيما عُرِف بـ"بريكست" (Brexit). وكلما أجرَت مؤسسة استطلاعا جديدا اكتشفت معه أن عدد البريطانيين النادمين على "بريكست" قد ازداد، حتى إن أحدهم أضاف كلمة جديدة (Bregret) على موقع قاموس "كولينز" للغة الإنجليزية، في إشارة إلى ظاهرة الندم البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وذلك بإضافة حرف (B)، أول أحرف كلمة "بريكست" (Brexit) إلى كلمة (Regret) الإنجليزية التي تعني الندم.

كان "بوريس جونسون"، رئيس الوزراء البريطاني السابق، قد صرَّح بعد الخروج من الاتحاد أن "بريطانيا الآن تملك حريتها في يدها"، لكن بعد مرور بضع سنوات، يبدو أن رأي العديد من البريطانيين في تلك الحرية التي طلبوها سابقا قد صار سلبيا. وإذا أخذنا متوسِّطا لكل استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن 57% من البريطانيين اليوم سيصوتون للعودة إلى الاتحاد الأوروبي إذا أُجري استفتاء ثانٍ. ويشير استطلاع أجرته مؤسسة "ساڤانتا" لصالح صحيفة "الإندِبِنْدِنْت" إلى أن أغلب البريطانيين يرون أن "بريكست" هو السبب في تدهور اقتصادهم وتضاؤل قدرتهم على التأثير خارجيا والتحكُّم في حدود بلادهم، رغم أن التحكُّم في الحدود تحديدا كان إحدى المزايا التي بشَّر بها مؤيدو "بريكست" آنذاك. أما الشيء الذي يختلف عليه البريطانيون اليوم فليس إجراء استفتاء جديد من عدمه، وإنما توقيت إجرائه، إذ يرى 22% أن يُجرى الاستفتاء هذا العام، في حين يريد 24% أن يُجرى الاستفتاء في غضون السنوات الخمس المقبلة.

إمبراطورية غابت عنها الشمس

https://www.aljazeera.net/wp-content...513&quality=80

أصبحت بريطانيا أحد أفقر بلاد أوروبا الغربية، وهي تعيش موجات غير مسبوقة من الإضرابات، وتحاول الحكومة أن تخطط لتنظيم قوانين تُحجِّم بها هذه الاضطرابات العُمَّالية. (رويترز)


في شهر فبراير/شباط الجاري نشر صندوق النقد الدولي توقعاته لهذا العام، ورسم صورة مُظلِمة للاقتصاد البريطاني، الذي توقَّع الصندوق أن يكون الاقتصاد الوحيد من بين الاقتصادات الكبرى في العالم الذي سيدخل حالة ركود في عام 2023، كما توقَّع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي البريطاني بنسبة 0.6%، في الوقت الذي سينمو فيه الناتج المحلي الإجمالي في بقية الاقتصادات المتقدمة في أوروبا.

علاوة على ذلك، كان الاقتصاد البريطاني هو الاقتصاد الأوروبي الوحيد الذي لم يَعُد إلى حجمه الذي كان عليه قبل وباء "كوفيد-19″، بالتزامن مع ارتفاع معدّل التضخم فيه إلى أكثر من 10%، وهو أعلى مستوى تضخُّم في البلاد منذ 40 عاما. ويأتي هذا في الوقت الذي تمتَّعت فيه اقتصادات منطقة اليورو بـ"مرونة مدهشة" في مواجهة تداعيات الحرب الأوكرانية، بحسب "بيير أوليفييه غورينشاس"، كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي. ولم يشر صندوق النقد الدولي في تقريره إلى "بريكست" باعتباره السبب الرئيسي في وصول البلاد إلى هذه الحال مقارنة بأقرانها في أوروبا، ومع ذلك فإن العديد من المُحلِّلين الاقتصاديين يشيرون إليه باعتباره السبب الرئيسي.

ورغم أن السياسيين الذين حشدوا الناس للتصويت من أجل الخروج من الاتحاد ما زالوا يؤكدون أن هذا يُمثِّل مصلحة البلاد على المدى الطويل، فإن الأرقام الحالية لا تنصفهم. فقد توصَّل باحثون في كلية لندن للاقتصاد (LSE) إلى أن "بريكست" أضاف 210 جنيهات إسترلينية إلى متوسط فاتورة المواد الغذائية المنزلية للأسرة البريطانية الواحدة بسبب البيروقراطية والإجراءات الجديدة على التجارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، يُضاف إلى ذلك أن الناتج المحلي الإجمالي أمكن أن يصبح في وضع أفضل كثيرا لو أن بريطانيا بقيت في الاتحاد. وبحسب أرقام غرف التجارة البريطانية مع نهاية عام 2022، فإن 77% من الشركات المستطلع رأيها (1168 شركة معظمها صغير ومتوسط الحجم) أجابت بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي لم يساعدها على النمو بسبب اللوائح التجارية الجديدة.

وقد صرَّح "جوناثان هاسكل"، العضو الخارجي في لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، بأن "بريكست" كلَّف الاقتصاد البريطاني 29 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل 1000 جنيه إسترليني لكل أسرة بريطانية. وكانت بريطانيا قد شهدت طفرة تجارية بين عامي 2012-2016 وقتما كانت عضوا في الاتحاد، ولكن بعد ذلك توقَّف الاستثمار في الأعمال التجارية عن النمو حتى بات الأقل بين مجموعة الدول السبع الكُبرى (G7). وبحسب الصحافي الاقتصادي "جون سبرينغفورد"، الخبير بمركز الإصلاح الأوروبي الذي يتتبَّع تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد على الاقتصاد، فإن الإيرادات الضريبية للسنة التي انتهت في يونيو/حزيران 2022 كانت أقل بمقدار 40 مليار جنيه إسترليني مقارنة بما كان عليه الحال قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذ تعاني البلاد من عجز تجاري هيكلي وأزمة نمو عميقة.
https://www.aljazeera.net/wp-content...513&quality=80

تشهد بريطانيا أزمة سَكَن متفجرة، إذ باتت ملكية المنازل بالنسبة للشباب حلما بعيد المنال إن لم يرثوا منزلا عن عائلاتهم (رويترز)


إذا ما خرجنا بالعدسة قليلا بعيدا عن الأرقام وتصريحات الخبراء الاقتصاديين، وسلَّطناها على ما يعيشه المواطن البريطاني العادي، فسنجد أن الواقع يترجم ما تقوله الأرقام. فقد أصبحت بريطانيا أحد أفقر بلاد أوروبا الغربية، وهي تعيش موجات غير مسبوقة من الإضرابات، وتحاول الحكومة أن تخطط لتنظيم قوانين تُحجِّم بها هذه الاضطرابات العُمَّالية. ففي بداية فبراير/شباط الحالي، شهدت بريطانيا أكبر إضراب عمالي منذ 10 سنوات، الذي شاركت فيه 4 نقابات للمطالبة برفع الرواتب، في حين أكَّدت الحكومة منذ أشهر أنها لا تمتلك الأموال الكافية لتلبية كل تلك المطالب.

على جانب آخر، تعاني بريطانيا الآن من مستوى مرتفع جدا من انعدام المساواة بين الطبقات بالمقارنة مع بقية الدول المتقدمة، وفقا لـ"أمانة المساواة" (Equality Trust). فوفقا لإحصائيات عام 2022، انخفض دخل أفقر 14 مليون شخص في بريطانيا بنسبة 7.5%، بينما ارتفع دخل الخُمْس الأغنى من السكان بنسبة 7.8%. كما تشهد بريطانيا أزمة سَكَن متفجرة، إذ باتت ملكية المنازل بالنسبة للشباب حلما بعيد المنال إن لم يرثوا منزلا عن عائلاتهم، وهي أقل دولة متقدمة في حجم خدمات الرعاية الاجتماعية. ويبلغ متوسط الأجور الحقيقية في بريطانيا الآن أقل مما كان عليه قبل 18 عاما، ما يعني أن اللحظة الحالية استثنائية في سوئها، ولم تعش بريطانيا مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية.
يُشار إلى "بريكست" بالبنان من قِبَل العديد من الخبراء الاقتصاديين، وحتى من قِبَل المواطن البريطاني العادي نفسه، عند الحديث عن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. ويلخص الصحافي سبرينغفورد بقوله: "عندما تفرض حواجز على التجارة والاستثمار والهجرة مع أكبر شريك تجاري، وهو الاتحاد الأوروبي، سيكون لديك حتما تداعيات كبيرة على التجارة والاستثمار والناتج المحلي الإجمالي". وبسبب إعادة فرض الضوابط الجمركية في أعقاب "بريكست"، فَقَدَت بريطانيا 15% من تجارتها، وتعطَّلت سلاسل التوريد وتباطأ الاستثمار ونقصت العمالة بشدة، وبالأخص في القطاع الصحي.

هل يعود رجل أوروبا المريض إلى الاتحاد؟

https://www.aljazeera.net/wp-content...513&quality=80

بريطانيا باتت محصورة في الاعتماد على الولايات المتحدة سياسيا، وفي المقابل، فإن انضمامها من جديد إلى الاتحاد الأوروبي سيُقَوِّي الاتحاد بوضوح. في الصورة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (يسار) ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس. (Getty)
"كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مثالا مذهِلا لقدرة بريطانيا على إيذاء نفسها سياسيا بشكل لم يحدث له مثيل منذ حرب السويس عام 1956".
جافين إسلر، الصحافي والمُقدِّم التلفزيوني بشبكة الإذاعة البريطانية (BBC)

مع بداية شهر فبراير/شباط الحالي، صرَّح "ميشيل بارنييه"، رئيس فريق العمل الخاص بالعلاقات مع بريطانيا في المفوضية الأوروبية، بأن الباب "لا يزال مفتوحا" أمام بريطانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في أي وقت. وفي هذا الصدد تقول الأكاديمية "دانييلا هوبر"، الأستاذة المساعدة في قسم العلوم السياسية بجامعة روما، في حديث لها مع "ميدان"، إن بريطانيا باتت محصورة في الاعتماد على الولايات المتحدة سياسيا، وفي المقابل، فإن انضمامها من جديد إلى الاتحاد الأوروبي سيُقَوِّي الاتحاد بوضوح. وقد رأى البريطانيون تماسُك السوق الأوروبية وتسهيل القروض الضخمة لأعضائها كي تتعافى أثناء الوباء ثم الحرب الأوكرانية، ولذا، يرغب كثيرون اليوم في إعادة الاستفتاء. وبدوره لا يُمانع الاتحاد الأوروبي في عودة الرجل المريض اقتصاديا وصاحب الجيش القوي في الوقت ذاته.

بيد أن ثمَّة عنصرا مهما في المعادلة يمنع من السير في هذا الاتجاه، وهو الطبقة السياسية الحاكمة في بريطانيا. فرغم أن بوصلة الحكومة البريطانية بدأت تتجه بقوة نحو تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في الأيام الأخيرة، حتى إن رئيس الوزراء "ريشي سوناك" طلب سِرًّا من كبار وزرائه ومساعديه العمل على خطط لتعزيز علاقات لندن مع الاتحاد الأوروبي في مجالات الاقتصاد والدفاع والهجرة، كما التقى سِرًّا مسؤولين من حزبَيْ "المحافظين" و"العُمَّال" (الحزبين الأكبر في البلاد) كي يتشاوروا حول كيفية التقارب مع الاتحاد الأوروبي، فقد أكَّدت أوراق الاجتماع أن العودة للاتحاد الأوروبي لم تكن على جدول الأعمال، وأن الحديث انصَب حول كيفية جَعْل الخروج من الاتحاد فعَّالا وأقل ضررا بالتقارب مع أوروبا، حيث يظل رأي المسؤولين البريطانيين أن الخروج هو الخيار الصحيح على المدى الطويل.

تجدُر الإشارة إلى أن رئيس وزراء بريطانيا الحالي وزعيم حزب المحافظين "ريشي سوناك" كان واحدا من أغنى نواب البرلمان قبل تقلُّده المنصب، وهو صاحب خطة يمينية واضحة ترى أن تخفيض الدين العام أهم من معالجة أزمة انعدام المساواة بين الطبقات أو تحسين الظروف المعيشية للأسر البريطانية في أسرع وقت أو تعزيز الإنفاق على التعليم والخدمات الاجتماعية. ولذا، يُعبِّر سوناك عن اتجاه يرى مصلحته في إغفال الحديث عن "بريكست" وتسبُّبِه فيما تعانيه بريطانيا اليوم، لا سيما مع ما يُمثِّله ذلك الاعتراف من ضربة للحزب صاحب فكرة الاستفتاء على الخروج في المقام الأول.
https://www.aljazeera.net/wp-content...513&quality=80

الزيادة الكبيرة بين صفوف المؤيدين البريطانيين للعودة، وبالأخص بين الأجيال الجديدة، لربما تؤثر على خطاب السياسيين واختياراتهم نفسها. (الأناضول)


أما حزب العُمَّال، المرشح بقوة للفوز في الاستحقاق الانتخابي القادم حسب استطلاعات الرأي، فيتحاشى الحديث عن "بريكست" باعتباره خطيئة كي لا يخسر أصوات المؤيدين للانفصال رغم أنها تتناقص مع الأيام. ويعطي حزب العُمَّال على أقصى تقدير إيحاءات خجولة بأنه سيجعل الانفصال ناجحا على العكس من خصمه المحافظ، خاصة أن الحزب تعهَّد سابقا بأن يُتِم انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. وقد قال "جان زيلونكا"، أستاذ السياسة بجامعة أكسفورد، إن حزب العُمَّال المعارض الذي شن في السابق حملة على "بريكست" عام 2016، عارض بعد ذلك العودة إلى السوق المُوَحَّدة أو الاتحاد الجمركي الأوروبي.

غير أن سوناك والمحافظين يحتاجون إلى تقوية العلاقات مع أوروبا لأسباب براغماتية، فالاتحاد أهم وأقرب شركاء بريطانيا التجاريين، وخاصة في ظل فشل المحاولات البريطانية حتى الآن لعَقْد اتفاقات تجارية ذات نتائج ملموسة مع دول أخرى. ولذلك، يحاول سوناك تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، لا سيما أن المحافظين، وخصوصا أولئك الذين حشدوا الناس من أجل "بريكست"، لديهم هدف واضح هو ألا يُنظَر إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بوصفِه فشلا على المدى الطويل أدَّى بالبلاد إلى كارثة، ما يجعلهم مضطرين للاعتراف البراغماتي بضرورة تدعيم الشراكة مع الاتحاد.

في تصريحاتها لـ"ميدان"، ترى دانييلا هوبر أن عودة بريطانيا إلى الاتحاد قد تحدث على المدى الطويل رغم صعوبة توقعها في الوقت الحالي، لكن بريطانيا ستكون مرتبطة تماما بالاتحاد الأوروبي لا سيما في مسائل السياسة الخارجية، وهو اتجاه تعزَّز بالفعل بالتزامن مع الهجوم الروسي على أوكرانيا. ويوجد هنا أمر مهم يتناساه البعض عند الحديث عن احتمالية عودة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وهو أن الزيادة الكبيرة بين صفوف المؤيدين البريطانيين للعودة، وبالأخص بين الأجيال الجديدة، لربما تؤثر على خطاب السياسيين واختياراتهم نفسها. ولعل الاستطلاعات الجديدة يكون لها معنى آخر وفاعلية في تشكيل المشهد إذا ما صعد حزب العُمَّال من جديد إلى سُدَّة الحُكم في بريطانيا.
رغم أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من جديد لن يحل بعصا سحرية الأزمة البريطانية، حيث إن أزمة بريطانيا هيكلية ولها جذور سابقة على "بريكست"، فإن عودة لندن من جديد للاتحاد ستمثِّل مكسبا تاريخيا لكلا الطرفين. فقد خفتت بشدة الأصوات الأوروبية التي طالما نادت بالانفصال عن الاتحاد في مختلف دول القارة بفعل الوباء وتبعات الحرب الأوكرانية، وثبت لقوى سياسية عديدة أهمية الرابطة الأوروبية. ولو استطاعت بريطانيا أن تستفيق من كبوتها وهي خارج الاتحاد، فسيُعيد ذلك كل الأصوات الانفصالية داخل أوروبا إلى حيويتها السابقة، وسيعود الاتحاد مرة أخرى محلًّا للتساؤل والشك. أما عودة لندن الآن، ثم تعافيها وهي داخل الاتحاد، فلا شك يُرسل رسالة إلى الجميع مفادها أنه لا عِوَض عن الرابطة الأوروبية لأبناء القارة حتى بالنسبة إلى دولة كُبرى بحجم بريطانيا.


المصدر : الجزيرة نت -
محمد عزت


الساعة الآن 10:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir