..[ البســـالة ]..

..[ البســـالة ].. (https://www.albasalh.com/vb/index.php)
-   قســــــم الدراســـــات والتـقـاريــر (https://www.albasalh.com/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   تقرير خطير : أربعون مليون طن من النفايات الالكترونية تنتج سنويا في العالم. (https://www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=4224)

المنتصر 05-05-11 07:05 PM

تقرير خطير : أربعون مليون طن من النفايات الالكترونية تنتج سنويا في العالم.
 
أربعون مليون طن من النفايات الالكترونية تنتج سنويا في العالم..



من يعلم أنّ لبنان من بين دول العالم الثالث سوف يدفع الثمن باهظاً من وراء التكنولوجيا التي تحتوي على ملوثات كثيرة، ناهيك عن ضعف القدرة في التعامل مع هذا النوع من النفايات الالكترونية التي غدت مشكلة بارزة حتى في الدول المتقدمة وذلك لوجود خليط مركب من العناصر والمعادن السامة التي تحويها والتي يتطلب فصلها تكنولوجيا حديثة وإمكانيات مادية هائلة لمعالجتها والتي تراوح مكانها خصوصاً أن آخر خبر تطلعنا عليه الدراسات العالمية ان الصناعات الإلكترونية تزيد من نسبة الإجهاض ثلاث مرات عند

http://www.thirdpower.org/image.php?...NettSuppel.jpg

النساء، عدا الإصابة بمرض السرطان فضلا عن تلوث المياه الجوفية؟
جاء ذلك بعدما حذر خبراء دوليون من ازدياد أربعين مليون طن من النفايات الالكترونية تنتج كل سنة حول العالم، أي ان هذا النمو السريع على نحو 500 في المائة في بعض البلدان خلال السنين العشر المقبلة، قد خلق مشاكل صحية وبيئية تصعب معالجتها نتيجة إعادة تدويرها بشكل غير سليم أو عندما تتحلل لاحتواء الكثير منها على مواد سامة.

وهنا تكر سبحة الاسئلة: اين تذهب الادوات الالكترونية القديمة عند التخلص منها؟ وماذا عن الضغط على الشركات الكبرى التي تصنع الأجهزة الإلكترونية، اقله لتوفير بدائل أقل ضررا من المواد السامة المستخدمة؟ للأسف لا احد يعلم حسب المعلومات بعدما اثبت ان مصير ملايين الاطنان من النفايات الالكترونية في لبنان يبقى مجهولا مثل ما هو الحال في الصين.

كما وأن نتائج دراسة قامت بها جمعية بيئتنا بينت أن كمية المواد اللازمة مثلا لإنتاج جهاز خلوي واحد هي أكبر بـ 700 مرة من وزنه، في حين تبلغ المواد الأولية التي تدخل في تصنيع سيارة ضعفي وزنها فقط إلا أن التحدي الأكبر هو عدم وجود مستوى وعي كافٍ بين كثير من المواطنين حتى في لبنان حول موضوع التخلص السليم منها والمخاطر المتعلقة بها خصوصا وان زيادة استهلاك الالكترونيات فاقت 30% في السنوات الأخيرة مما زاد من الأعباء على البيئة وبالتالي زيادة نسبة النفايات.

فمن منّا لا يخزن نفايات إلكترونية وكهربائية في منزله، من أجهزة الكومبيوتر، إلى معدات الصوت والفيديو والتلفاز وأجهزة الخلوي التي أصبحت نفايات بسبب التطور التكنولوجي غير المسبوق، الذي لا يمكن عزله عن النمط الاستهلاكي المفرط الذي تغذيه الشركات التي لا تهدف إلا إلى الربح السريع، ودائماً على حساب جيوبنا وقدرتنا الشرائية، وصحتنا وبيئتنا.

http://www.elnashra.com/images/Image...lectronic2.jpg

الف مادة سامة!
هذه الصناعات الالكترونية تطورت وأخذت بأسعارها المنخفضة في متناول غالبية فئات المجتمع ولكن مع تطور العلوم أخذ الناس بالاستغناء عن الالكترونيات بفترات أقصر، حتى غدت نفايات تحتوي على أكثر من ألف مادة سامة تضر بالإنسان والبيئة، مثل المذيبات المكلورة والبوليفينيل كلورايد والمعادن الثقيلة كالزرنيخ والكادميوم والكروم والنحاس والرصاص والمواد البلاستيكية والغازات التي تسبب خللا في النمو وأمراضا في القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي وهشاشة في العظام والجلد. كما وأن النفايات الإلكترونية الناتجة عن إتلاف أجهزة الهواتف النقالة، تدخل في تركيبها بعض المواد السامة والثقيلة كالرصاص والكاديوم والزنك والزئبق والمواد المقاومة للحرارة، التي تتسرب إلى التربة، وتحدث انبعاثات خطرة لغاز الديوكسين عند إحراق الأجهزة، وهذا ما يهدد الحياة بشكل عام.

الديوكسين و السرطان
ومن اخبر بهذه الحقائق الا هؤلاء العاملين بين النفايات الذين يعملون بها حيث قال احدهم انه يعيش بين أكوام النفايات الالكترونية، يجمع المعادن التي يبيعها بالوزن لتصبح مصدرا لرزقه من دون أن يكترث لأضرارها الصحية التي بات يعرف جزءا منها حيث يعاني صداعا شديدا وسعالا قويا وضيق في التنفس وطفح جلدي وهي باتت جزءا من معاناته فاذ به يحمل يومياعلى كتفه كيسا كبيرا مليئا بالنفايات الالكترونية معتادا على الرائحة الكريهة المنبعثة من هناك ومؤكدا أنه يبيع مخلفات المعادن الخردة بأسعار جيدة لبعض المشاغل والمصانع الصغيرة لكنه لا يدري بان إحراقها يساهم في زيادة انبعاثات غاز الديوكسين حسب ما أكدته الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) بأنه يؤثرايضا في الهرمونات البشرية وعمل الكرموسومات ويضعف الغدد الصماء مسببة لعديد من المشاكل الطبية كالضعف في الجهازي التناسلي و المناعي.

وهكذا اضحت معدلات النفايات الالكترونية الاسرع والاكثر نموا حيث ان الاسعار الرخيصة لتلك المنتجات جعلت المستهلكين امام واقع مفاده ان استبدال الالكترونيات بات افضل اقتصاديا من تصليحها، وفي المقابل فان انخفاض اسعارها يعني بالضرورة انخفاض مستوى الجودة وبالتالي انحسار مدة صلاحيتها في حين دخلت المنتجات الالكترونية في لعبة التخلص من القديم منها عبر الرمي في النفايات في الكثير من البلدان المتقدمة، وهكذا فان كميات تلك النفايات الالكترونية قد ازدادت بمعدلات هائلة والحلول مازالت بعيدة عن حجم وواقع المشلكة. و في السياق نفسه على الرغم من ان الاتحاد الاوروبي يعد الاكثر صرامة في هذا المجال، فان ما يقارب ال75 % من نفاياته الالكترونية مازالت مجهولة المصير بالمقارنة مع 8.7 مليون طن من النفايات الالكترونية المنتجة سنويا، فان 6.6 مليون طن منها لا يعاد تدويرها بينما في الولايات المتحدة نجد التشريعات المختصة بالنفايات الالكترونية قليلة جداحيث يعاد تدوير ما يقل عن 20 % فقط من تلك النفايات و تتوزع هذه النسبة على 10 % للحواسيب و14 % للاجهزة التلفاز على نحو مثير للريبة. كما ان الانتقال الحتمي نحو اجهزة التلفاز الرقمية سوف يؤدي الى ازدياد مريب ومخيف للنفايات المكونة من اجهزة التلفاز القديمة فضلا عن انه من بين ال 20% من النفايات الالكترونية المجمعة يتم تصديره الى خارج البلاد.

http://www.elnashra.com/images/Image...lectronic3.jpg

هويتها و خطورتها
هناك قطاعان رئيسيان ينتجان نفايات إلكترونية هما الشركات والمؤسسات الكبيرة والأفراد والشركات الصغيرة وقد تبين أن 65 ٪ من مستخدمي الحاسوب يخزنون النفايات المتعلقة به في المنزل فيما يعمل 7% على إعادة بيعها، إضافة إلى أن 9% منهم يرمون أي مخلفات تصدر منه مع النفايات المنزلية دون فرزها، كما أن 19% يهبونها لآخرين ..
اذ تتوزع النسبة المتبقية من النفايات الالكترونية الغير مدورة على شكل التالي:
- التخزين: ففي اغلب الاحيان، تخزن الالكترونيات القديمة في المنازل. ولكن هذا لا يشكل حلا اذ انه يؤخر اليوم الذي يتم فيه عادة التخلص منه بشكل نهائي كما يؤدي الى تقليل من فرص اعادة استخدامها بفعالية.
- طمر النفايات، الحرق اي عندما تختلط الالكترونية مع النفايات المنزلية اذ من المرجح دائما ان ينتهي بها الامر في مطامر النفايات او في محارقها. وفي كلتا الحالتين فانها تحدث تلوثا" في البيئة.
- اعادة الاستخدام والتصدير: يتم تصدير الكثير من الحواسيب والهواتف القديمة الى البلدان النامية لاعادة استخدامها او اعادة تدويرها.مما يتم تدوير الجزء الاكبر منها بطريقة غير سليمة في ساحات الخردة و يؤدي ذلك الى حدوث تلوث على نطاق واسع.
و في هذا الاطار في عام 2006، تمّ شحن اكثر من مليار هاتف محمول الى جميع انحاء العالم..اما في سوق الحواسيب، فان الشركات العملاقة في ذلك المجال لا تفعل الكثير ايضا حيث تتم اعادة التدوير ل 9 % من تلك الحواسيب القديمة فقط. في حين يبقى اكثر من 90% منها خارج هذه الحلقة. و في آب من هذا العام سعت شركات الكترونيات كبرى الى بذل الجهود للتخلص التدريجي من المواد الكيميائية السامة، وتحسين برامج إعادة التدوير وكلتهما هامتين جدا لمعالجة النفايات الالكترونية. اذ اقدمت على خطوات كبيرة لتحسين منتجاتها واعادة التدوير منذ بدء العمل بالترتيب. لكن لم تنجح أي شركة حتى الآن في تقديم مجموعة كاملة من منتجات خالية من المواد الكيميائية السامة، بالاضافة الى اتاحة المجال امام استعادة المجانية للمنتجات القديمة (takeback)، عوضا عن وضع خطط استراتيجية لاعادة التدوير حسب ما ذكرته منظمة غرين بيس.

http://www.elnashra.com/images/Image...lectronic4.jpg

لعبة الارقام و ضعف التشريعات
عادة ما تنتهي هذه النفايات إما في أماكن تجميع خردة أو أماكن للطمر التي تفتقر لتدابير بيئية سليمة وان بعض جامعي هذه الخردوات يقومون بحرق النفايات الإلكترونية لجمع النحاس من الأسلاك مما تزيد من تفاقم المشاكل البيئية لانه بكل بساطة لا يوجد في لبنان أي سياسة أو تشريع واضح للتخلص منها.وان شركات إدارة النفايات الصلبة العاملة غير مؤهلة لمعالجة النفايات الإلكترونية لأنها ليست ضمن عقدها حتى تبقى هذه النفايات تغزو شوارعنا وتلوث سمائنا وهوائنا الى ان يتم سّن التشريعات للحد من انتشارها والاستفادة من مكوناتها من خلال إعادة التدوير يقابلها تشريعات عالمية مهتمة قليلة جدا حول هذا الموضوع، بحيث يعاد تدوير ما يقل عن 20% من النفايات.

وفي هذا السياق اقامت جمعية بيئتنا حملة لـتدوير النفايات الإلكترونية تهدف إلى تجميع المعدات وإرسالها إلى معامل متخصصة في أوروبا كون عملية تدويرها متقدمة واحترافية ، و ايضا نشر الثقافة البيئية في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للوصول فيما بعد إلى اعتماد تكنولوجيا بيئية سليمة لإدارة النفايات الصلبة كما وسعت الجمعية على إرسال المستهلكين أجهزة الكومبيوتر وغيرها من النفايات الإلكترونية إلى مراكز التجميع، حيث تمّ تفكيكها بطريقة سليمة، وقسمت كل وحدة إلى مواد أساسية كالبلاستيك والمعادن الثقيلة والزجاج. وهذه المواد بدورها خضعت للفرز وارسلت إلى إعادة التدوير في مختلف قطاعات الصناعة بعدما تبين أن 90 في المائة من اللبنانيين يستخدمون الإلكترونيات وعلى رأسها الألعاب والكومبيوتر تتراوح أعمارهم بين 18 و28 سنة و أن 65 في المائة من اللبنانيين يعمدون إلى تخزين الأدوات الإلكترونية وتركها في المنازل، و9 في المائة يرمونها مع النفايات الأخرى و7 في المائة منهم يبيعونها. كما و سعت الجمعية الى تقديم مشروع مرسوم إلى وزارة البيئة حول كيفية إدارة النفايات الإلكترونية التي تصنف خطرة لاحتوائها على أكثر من 1000 نوع من السموم لإعادة تدويرها في لبنان بعدما أصبحت معدلات النفايات الإلكترونية الأسرع والأكثر نموا،
خصوصا أن الأسعار المتدنية للمعدات الالكترونية جعلت المستهلكين يفضلون استبدالها بدلا من تصليحها .

http://www.elnashra.com/images/Image...lectronic5.jpg

البيئة حلول بلا حلّ
ان الحل الواضح هو في قيام الشركات الالكترونية الكبرى بالغاء المواد الكيميائية السامة من منتجاتهم وتحسين برامج اعادة التدوير لان الهواتف القديمة لا يعاود تدويرها الا جزء ضئيل منها بالمقابل نجد وزارة البيئة لا تزال تخزّن في مستودعاتها كمية كبيرة من الحواسيب المنتهية الصلاحية، من دون أن تجد سبيلاً للتخلص منها وانها لا تزال تفتقر إلى مسح دقيق للنفايات الإلكترونية في لبنان ولكنها في المقابل سعت إلى إقرار خطة شاملة تعمد إلى فرز هذه النفايات من المصدر والتخلص منها بطريقة سليمة بعد الاستفادة من جميع المواد التي يمكن أن يعاد تدويرها والتعاطي مع هذا النوع من النفايات يبدأ من فكرة التخفيف من إنتاجها عبر عدم الانصياع للداعيات التجارية التي تحفز على الاستهلاك غير الواعي، إضافة إلى ضرورة عدم رمي الإلكترونيات التي لم تعد تستخدمه بل التفكير بوسيلة لتقديمها إلى فئات محتاجة إليها.

تقريروتحقيق وترجمة: سوزان برباري
القوة الثالثة .


الساعة الآن 02:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir