..[ البســـالة ]..

..[ البســـالة ].. (https://www.albasalh.com/vb/index.php)
-   قســــــم الدراســـــات والتـقـاريــر (https://www.albasalh.com/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   اليمن ومؤامرة تفتيت الأوصال (https://www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=2354)

قيد الارض 04-10-09 10:11 AM

اليمن ومؤامرة تفتيت الأوصال
 
اليمن ومؤامرة تفتيت الأوصال



كتبه/ علي صلاح


لليمن وشعبه منزلة خاصة في قلوب المسلمين منذ أن قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم "الإيمان يماني والحكمة يمانية"، كما أن لموقع اليمن الجغرافي الذي يعد بوابة العالم العربي على البحر الأحمر أهمية استراتيجية خاصة للمنطقة وأمنها الإقليمي، وفي هذا الوقت الذي تشهد البلاد صراعا في الشمال والجنوب يزداد القلق على المستقبل الذي قد تشهده في ظل ظروف إقليمية وعالمية مضطربة، ومخططات سرية وأخرى علنية يتم العمل عليها لإعادة ترتيب المنطقة لخدمة مصالح أطراف داخلية وخارجية.
نظرة للأوضاع الداخلية:
تعاني اليمن كعدد غير قليل من البلاد العربية من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة وهو الأمر الذي يعد تربة خصبة لحركات التمرد لتنمو وتترعرع ، كما يساعد على مد الخارج أيديه للعبث واستغلال الأوضاع لمصالحه الخاصة

تعاني اليمن كعدد غير قليل من البلاد العربية من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة وهو الأمر الذي يعد تربة خصبة لحركات التمرد لتنمو وتترعرع ، كما يساعد على مد الخارج أيديه للعبث واستغلال الأوضاع لمصالحه الخاصة مستندا لهذه المشاكل التي تنمو دون وضع حلول حقيقية لها وهو أمر يرجع لنظام الحكم الذي يتجاهل الأزمات التي يواجهها المجتمع ويركز على بقائه في السلطة ويهتم فقط بالنواحي الأمنية...لقد زادت معدلات البطالة في اليمن وانهارت المرافق العامة مع دخول السلطة في صراع مع عناصر تنظيم القاعدة في البلاد مما أثّر على ميزانيتها ورغم أن هذه الحرب كانت بأوامر أمريكية إلا أن المساعدات التي وعدت بها واشنطن لم يتم الوفاء بها..لطبيعة اليمن القبلية فقد حاولت كل قبيلة الدفاع عن مصالحها بطريقتها ومن ذلك استخدام سلاح خطف الأجانب للضغط على الحكومة لتلبية مطالبها، إلا أن الأوضاع ظلت تزداد سوءا مع بروز الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على معظم دول المنطقة بما فيها الدول الغنية.
أزمة الجنوب:
المجتمع اليمني الذي تمثل القبيلة أحد ركائزه، عنده حساسية واضحة تجاه بعض الممارسات الحكومية في توزيع المناصب

المجتمع اليمني الذي تمثل القبيلة أحد ركائزه، عنده حساسية واضحة تجاه بعض الممارسات الحكومية في توزيع المناصب ومنذ حرب 1994 والتي سميت بحرب الوحدة وهناك شكاوى من الجنوبيين بشأن التهميش في المناصب العليا وبأن الحكومة تتوجس خيفة من أبناء الجنوب..لقد كان الاتحاد بين الشمال والجنوب عام 1990 أملا كبيرا لكل أبناء اليمن سعيا وراء حياة أفضل لكن المسيطرين على مقاليد الأمور في الجنوب من بقايا الشيوعية أرادوا فرض سطوتهم على عموم البلاد بعد أن عصفت بهم الأزمات عقب انهيار المعسكر الشرقي وعندما فشلوا في ذلك عن طريق الوحدة أعلنوا الانفصال مما دعا حكومة الشمال لشن حرب على الجنوب لإعادة الوحدة حيث تمكنت من هزيمة الانفصاليين وفر زعماءهم للخارج، ومنذ ذلك الوقت لم يسمع لهم صوتا حتى بدأت الأحداث تتداعى في الجنوب والشمال خرجوا من بياتهم للحديث مروجين للانفصال من جديد.
الأيادي الخفية:
اندلعت التظاهرات في الجنوب في وقت كان الشمال يشهد تمردا مسلحا ضد الحكومة وقد تطورت الأحداث في الجنوب من المطالبة بإصلاح الأحوال المعيشية بشكل سلمي إلى المطالبة بالانفصال والدخول في اشتباكات مسلحة مع قوات الأمن

من حق الجنوبيين الشكوى والحديث عن الأوضاع السلبية التي تشهدها بلادهم والمطالبة بالإصلاح والتنمية ومن حقهم المطالبة بمشاريع خدمية تعينهم على صعوبات الحياة، ولكن ما حدث يثير الريبة فقد اندلعت التظاهرات في الجنوب في وقت كان الشمال يشهد تمردا مسلحا ضد الحكومة وقد تطورت الأحداث في الجنوب من المطالبة بإصلاح الأحوال المعيشية بشكل سلمي إلى المطالبة بالانفصال والدخول في اشتباكات مسلحة مع قوات الأمن، وذلك بعد أن ركبت عناصر من القيادات الجنوبية السابقة الموجة ثم تبعتها القيادات السياسية الهاربة في الخارج والتي لم تكتف بالمطالبة بالانفصال بل ووصفت الحكومة اليمنيه بأنها حكومة احتلال وطالبت المجتمع الدولي والدول العربية بالتدخل ووصل بها الأمر أن طالبت بتدخل إيران لدعم مطالب الجنوب، كما جاء على لسان الرئيس اليمني السابق للجنوب علي سالم البيض وهو ما يكشف عن مخطط لتفتيت البلاد دون النظر لخطورة ما سيترتب على ذلك على أمن المواطن اليمني والعربي.
الأوضاع في الشمال:
في نفس الوقت الذي يطالب فيه بعض الجنوبيين بالانفصال عن الحكومة المركزية، يطالب المتمردون الحوثيون بإقامة دولة شيعية على غرار طهران ويقاتلون الحكومة منذ سنوات طويلة

في نفس الوقت الذي يطالب فيه بعض الجنوبيين بالانفصال عن الحكومة المركزية، يطالب المتمردون الحوثيون بإقامة دولة شيعية على غرار طهران ويقاتلون الحكومة منذ سنوات طويلة، وقد تجددت الاشتباكات رغم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقت سابق بوساطة قطرية، إلا أن المتمردين أعادوا الكرة وبدأوا في مهاجمة الحكومة والعناصر الموالية لها بل وشنوا هجمات على المدنيين بدعوى مناصرتهم للحكومة، وقد أدت المواجهات الأخيرة إلى نزوح مئات الآلاف من المواطنين من محافظة صعدة التي تشهد معظم الاشتباكات..لقد أثار مواصلة المتمردين الحوثيين للقتال طوال هذه المدة تساؤلات كثيرة حول الجهات الداعمة لهم خصوصا مع الدعوات التي انطلقت من حزب الله اللبناني ومن النظام الإيراني سواءا بالوساطة أو بتهدئة الوضع، والحملة التي تشنها الأجهزة الإعلامية التابعة لإيران ضد الحكومة اليمنية والترويج لانتهاكات ترتكبها ضد الحوثيين الشيعة.
إيران والعرب وجها لوجه:
أعلن العرب مؤازرتهم للحكومة اليمنية ضد التمرد الحوثي ولكن ما زال الدور العربي الداعم دون المستوى المطلوب

لقد أعاد التمرد الحوثي للأذهان وقت أن كانت إيران تشن حربها الغاشمة على العراق ووقف العرب أمام الهجمة الشيعية التي كانت تستهدف المنطقة، وعطلت بغداد الكثير من أهداف هذه الهجمة ولكن الآن وبعد أن سقطت بغداد في أيدي الاحتلال ومواليه من الحكومة الشيعية أصبح الطريق في رأيها مفتوحا أمام مواصلة هجمتها التي تسميها أحيانا "تصدير الثورة" ..لقد أعلن العرب مؤازرتهم للحكومة اليمنية ضد التمرد الحوثي ولكن ما زال الدور العربي الداعم دون المستوى المطلوب، ومازال وضع القتال لا يدعو للارتياح مع ورود معلومات عن تدفق أسلحة وعتاد حديث على المتمردين وصعوبة القتال في المناطق الجبلية التي يتحصن فيها المتمردون.
تحالف الشر:
الأوضاع في اليمن والسودان تسير بنفس الكيفية إلى حد كبير وكل هذا في وقت يجري الحديث فيه عن إعادة ترتيب المنطقة واحتمال تقسيم بعض البلدان وإعطاء الاستقلال لبعض المناطق

لقد فتحت تصريحات البيض عن طلب الدعم من إيران وتصاعد الأحداث في الجنوب الباب لتكهنات عن تحالف بين المتمردين في الشمال والجنوب للضغط على الحكومة من أجل وصول كل طرف لأهدافه التي ليس من بينها مصالح المواطن اليمني الذي ترك بيته وتشرد في العراء، وهو ما يذكرنا بما يحدث في السودان من تمرد بدارفور ومماحكات الجنوب بشأن تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة مع الحكومة وارتياح الجنوبيين لمطالبة المحكمة الجنائية باعتقال الرئيس السوداني..إن الأوضاع في اليمن والسودان تسير بنفس الكيفية إلى حد كبير وكل هذا في وقت يجري الحديث فيه عن إعادة ترتيب المنطقة واحتمال تقسيم بعض البلدان وإعطاء الاستقلال لبعض المناطق التي "تثير الاضطراب" وهو كلام مطاطي قد يؤدي إلى إشعال حروب أهلية لا يعرف مداها إلا الله ولن يستفيد منها إلا الأعداء المتربصين بالداخل والخارج ومافيا السلاح العالمية التي ترتبط بعلاقات واسعة مع حكومات الدول الكبرى.
ماذا بعد اليمن والسودان؟
المدقق في طبيعة مجريات الأمور يجد أن هناك الكثير من الدول في المنطقة تثار فيها نزاعات طائفية وعرقية من آن لآخر وأن هذه النزاعات تهدأ حينا وتشتعل حينا دون مبررات منطقية

المدقق في طبيعة مجريات الأمور يجد أن هناك الكثير من الدول في المنطقة تثار فيها نزاعات طائفية وعرقية من آن لآخر وأن هذه النزاعات تهدأ حينا وتشتعل حينا دون مبررات منطقية ولعل من أبرز الأمثلة قضيتي النوبة والأقباط في مصر وهي دولة محورية في المنطقة ولم تشهد من قبل أحداث عنيفة من هذا النوع ولكننا نرى الآن كلاما كثيرا من مؤسسات غربية أو محلية تتلقى دعما غربيا عن هاتين القضيتين وعن اضطهاد الحكومة للأقباط ولأهل النوبة وغير ذلك من الكلام الذي يصب في خانة التهييج والإثارة خصوصا مع احتضان هذه الهيئات لأشخاص مشبوهين ووضعهم في مصاف القيادات المناضلة التي تطالب بحقوق طائفتها أو قوميتها.


الساعة الآن 05:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir