مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 20 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2415 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الدراســات والبـحوث والقانون > قســــم البـــــحوث باللغة العربية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


معركة بيرل هاربور

قســــم البـــــحوث باللغة العربية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 18-02-11, 10:55 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي معركة بيرل هاربور



 

معركة بيرل هاربور


المقدمـة

1. المعارك الحربية التي جرت على مر العصور بعضها يمر في هدوء فلا يكاد المرء يشعر به والبعض الآخر يقيم الدنيا ويقعدها لأنه يترك بصمات ثقيلة لا تنسى ومن هنا يمكن اعتبارها معارك غيرت وجه التاريخ، ونتعرض هنا لمعركة هامة من هذا النوع الذي أشرنا إليه حيث جرت المعركة في مستهل الحرب العالمية الثانية تحديداً في شهر نوفمبر 1941م ونتج عنها تدمير الأسطول الأمريكي في قاعدة بيرل هاربور بالمحيط الهادي في وقت كانت فيه الجيوش النازية تسجل انتصاراتها الخاطفة المبهرة في مسارح الحرب الأوروبية والصحراوية، وهو الأمر الذي شجع اليابان على انتهاج سبيل الحرب، ساعدها على ذلك حاجتها الماسة إلى العديد من الخامات والمواد الأولية الحيوية في وقت وضعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية العديد من القيود على تصدير هذه المواد فيما بين عامي 1940م إلى1941م، وردت اليابان على ذلك رداً خشناً حينما أنزلت جيشاً مؤلفاً من خمسين ألف رجل في الهند الصينية، وبادرت بإعلانها محمية يابانية ضاربة عرض الحائط باعتراضات وإحتجاجات الحلفاء والولايات المتحدة الأمريكية.

2. ولم تلبث الأحداث أن تدافعت في اتجاه الحرب بعد أن تعذر التوفيق بين الدولتين عن طريق المفاوضات وذلك نتيجة لإصرار واشنطن على رفض المطالب اليابانية، وفي ذات الوقت كانت المؤسسة العسكرية اليابانية قد وضعت خطة محكمة لشن حرب خاطفة قصيرة ضد الولايات المتحدة بغية تحقيق أهدافها الإقتصادية والسياسية تضمنت هذه الخطة تنفيذ غارة جوية مفاجئة مركزة بغية تدمير الأسطول الأمريكي في القاعدة البحرية الأمريكية بيرل هاربور بحيث تضمن لليابان السيطرة والسيادة في المحيط الهادي.

3. تعتبر معركة بيرل هاربور واحدة من أهم معارك الحرب العالمية الثانية، فهي المعركة التـي أشعلـت نار الحـرب بين الولايات المتحـدة الأمريكية واليابان في السابع من ديسمبر (1941م) والتي فقدت فيها الولايات المتحدة معظم أسطول الباسيفيك وأكثر من ألفي وأربعمائة قتيل بينما لم تفقد اليابان سوى تسعة وعشرين طائرة وخمسة وخمسين قتيلاً، ويعتقد الكثيرون أن الولايات المتحدة قد خدعت أو أنها قد أخذت على غرة حينما فاجأتها اليابان بالهجوم على أكبر قاعدة بحرية لها في الباسيفيك إلا أن المراقبين لأحداث الصراع بين الولايات المتحدة واليابان يختلفون معهم في ذلك فقد فكر بعض القادة البحرية الأمريكية في إحتمال وقوع مثل هذا الهجوم قبل ذلك بتسع سنوات.

القصد

4. هو التعرف على سير معركة من المعارك التي غيرت وجه التاريخ وهي معركة بيرل هاربر التي دارت بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان عام 1948م، واستخلاص الدروس المستفادة من هذه المعركة.

لمحة تاريخية

5. برزت اليابان كقوة في منطقة جنوب آسيا وأصبحت راغبة في التوسع والسيطرة على النواحي الإقتصادية والسياسية والعسكرية على مناطق واسعة من القارة الآسيوية ليوفر لها حاجتها المتزايدة من المواد الخام، حيث قامت في 24 أغسطس 1941م بإحتلال الهند الصينية بموافقة سلطات حكومة مينشي الفرنسية مما حدا ببريطانيا والتي كان لها العديد من المستعمرات في تلك المنطقة بمحاولات لإقناع أمريكا بالدخول في الحرب، وبعد إلحاح من بريطانيا إستجابت أمريكا للطلب البريطاني لكون السيطرة اليابانية في منطقة جنوب آسيا تؤثر مباشرة على المصالح الأمريكية وخطوط ملاحة سفنها وطائراتها بالمنطقة، فقررت الدخول في حرب غير عسكرية وذلك بوضع قيود إقتصادية على اليابان اعتباراً من شهر أغسطس 1941م تتمثل في الآتي:
أ. تجميد الأموال والممتلكات اليابانية في أمريكا.
ب. إغلاق المواني الأمريكية أمام السفن اليابانية.
جـ . منع بيع وتصدير البترول ومنتجاته إلى اليابان.
د. يتطلب رفع القيود المذكورة القيام الانسحاب الياباني التام من الهند الصينية.


أسباب المعركة

6. الإقتصادية . بتطبيق الولايات المتحدة للقيود التي فرضتها وخاصة فيما يتعلق بمنع تصدير البترول، فقد أثر ذلك تأثيراً شديداً على المجهود الحربي الياباني وأجبر اليابان على الإعتماد على ما لديها من نفط مخزن وتخصيصه للعمليات البحرية والجوية فقط وهكذا بدأت الحرب الإقتصادية السياسية بين البلدين.

7. العمل الدبلوماسي . نتيجة لتطبيق أمريكا الحظر الإقتصادي الفوري المفروض على اليابان فقد وجدت اليابان نفسها مضطرة إما لسحب قواتها من الأراضي الشاسعة الهامة والتي كلفتها الكثير من التضحيات والأموال، أو القيام بعمليات عسكرية جديدة لإحتلال الجزر الأندونيسية الغنية بالنفط، أما أمريكا ونتيجة لتأثير اليابان من القيود التي فرضتها عليها فقد اعتقدت بأن اليابان تستعد لخوض حرب ضدها ولغرض كسب الوقت ولمحاولة يابانية جدية لتفادي الدخول في حرب مباشرة مع أمريكا فقد وصل في أوائل سبتمبر 1941م إلى واشنطن وفد ياباني رفيع المستوى للتفاوض بشأن نقطتين جوهريتين هما:
أ. رفع حظر تصدير النفط إلى اليابان.
ب. توقف أمريكا عن تصدير الأسلحة والإمدادات إلى حكومة الصين

8. بالمقابل طالبت أمريكا اليابان بعدة شروط أهمها سحب قواتها من كافة الأراضي التي تحتلها، ونتيجة لذلك تعثرت المفاوضات، واتضح للمفاوضين اليابانيين أنهم وصلوا إلى طريق مسدود وأن إعلان الحرب على أمريكا أمر لابد منه للأسباب التالية:
أ. لم تكن أمريكا قد إستعدت وأنجزت استحضاراتها للاشتراك بحرب واسعة.
ب. أن بريطانيا الحليف الرئيسي لأمريكا تعاني من وضع قواتها المسلحة ضد ألمانيا وإيطاليا في شمال أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وبحر الشمال.
جـ . إنشغال الاتحاد السوفييتي بحرب ضد ألمانيا المتوغلة في أراضيه من الغرب إلى الشرق مما يضمن ذلك عدم دخولهم في حرب ضد اليابان.

9. نتيجـة فشل المفاوضات . قررت اليابان على أثر فشل المفاوضات مع أمريكا شن حرب عليها وتدمير قواتها البحرية المتواجدة في جنوب شرق آسيا ووضعت نصب عينيها الاستيلاء على جزر الفلبين وأندونيسيا للاستفادة من تلك الجزر للسيطرة على المناطق الأخرى في المحيط الهادي من ناحية ومن ثرواتها الإقتصادية وخاصة النفط لدعم آلتها العسكرية من ناحية أخرى كما كانت تعد بكل سرعة وسرية تفاصيل عملية جريئة تتمثل في تسديد ضربة قاصمةومباغتة لكبرىالقواعد البحرية الأمريكية فيالمحيط الهادي قاعدة (pearl harbor بيرل هاربر) أو ميناء اللؤلؤ تحت إشراف الأميرال البحري (ايزوروكي ياماماتو).

10. في نوفمبر عام 1941م كانت المفاوضات التي بدأت بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان بشأن الحظر الإقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على اليابان تتجه نحو طريق مسدود، ولذا وافقت هيئة الأركان العامة اليابانية على خطة الأميرال (ياماماتو) لضرب القاعدة البحرية الأمريكية بيرل هاربر عن طريق الجو، بهدف تدمير القوا ت الأمريكية البرية والبحرية والجوية الموجودة في هذه المنطقة.

الأطراف المتنازعة

11. الولايات المتحدة الأمريكية واليابان .

مميزات منطقة العمليات

12. تقع ميناء أو قاعدة (بيرل هاربور) على بعد ثلاثة مائة وتسعين ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من سـان فرانسيسكو، على الساحل الغربي للولايات المتحـدة الأمريكية، وتبعد عن اليابان قرابة خمسة آلاف وستمائة كيلومتراً وتعتبر القاعدة الرئيسية للأسطول الأمريكي في المحيط الهادي والمعتبرة في مأمن من أي هجوم ياباني كما أنها خارج مدى أي قاذفة قنابل يابانية أو غير يابانية وتبعد نحو 15 كيلو متر عن هونولولو وتضم خمسة مطارات حربية، ويتميز الميناء بمياه ضحلة غير عميقة إلا أنها تتيح الرسو للسفن الكبيرة ويقع وسطها تانك فارم وهي غابة من خزانات البترول المخصصة لتموين أسطول الباسفيك.

الإعداد والتخطيط للمعركة


13. الإجراءات التي سبقت خطة الهجوم . طبقت القيادة العسكرية اليابانية عملية أطلقت عليها اسم (هاواي) مجموعة من الإجراءات منذ شهر نوفمبر 1941م وجرت الاستعدادات النشطة للهجوم تحت ستار المفاوضات الثنائية التي كانت تدور بين الطرفين دون نجاح في مدينة واشنطن، حيث تأكد للقيادة البحرية اليابانية أمية توجيه الضربة الجوية المفاجئة لبيرل هاربور عندما قامت الولايات المتحدة بحشد قوة كبيرة من أسطولها البحري هناك خلال شهر مايو 1940م لتكون بمثابة القوة الرادعة لليابان في سياستها التوسعية في جنوب وشرق آسيا وجزر المحيط الهادي كما زادت قناعة ياماماتو في مدى صلاحية حاملات الطائرات للقيام بهذه المهمة أثر نجاح الهجوم الذي شنته القوات الجوية البريطانية من فوق حاملة الطائرات على القاعدة البحرية الإيطالية في 11 نوفمبر 1940م ومن الإجراءات التي قام بها اليابانيون قبل إعداد الخطة لضرب القاعدة الأمريكية ما يلي:
أ. إعداد خريطة للقاعدة البحرية بيرل هاربور في مكان إقامة الأميرال ياماماتو بسفينة القيادة البارجة ناجاتو والتي كانت تحمل باستمرار المعلومات عن القاعدة المذكورة، وفقاً لتقارير المخابرات.
ب. التأكد من عدد ونوعيات السفن الحربية الموجودة في بيرل هاربور وطبيعة الدفاعات البحرية والجوية.
جـ . التعرف على عمق المياه داخل وخارج الميناء وسرعة التيار و ظروف المناخ والتضاريس في الجزيرة.
د. إجراء التدريبات اللازمة، حيث إختار قائد البحرية الياباني خليج ياباني في الجزيرة اليابانية يشبه خليج بيرل هاربور لإجراءات التدريبات الدقيقة لطياري حاملات الطائرات الذين لم يعرفوا الهدف الحقيقي من تدريباتهم إلا عشية الإبحار إلى بيرل هاربور.
هـ . تم تصميم قنابل خاصة خارقة للدروع لتحملها القاذفات التي تقصف البوارج والطائرات من ارتفاعات عالية نسبياً، كما تم تصميم طوربيدات خاصة لقاذفات الطوربيد التي ستهاجم البوارج الراسية على بعد حوالي 500 متر من شاطئ خليج بيرل هرابور الذي لا يزيد عمق الماء فيه عن 40 قدماً تكون قادرة على الطفو السريع عقب الاصطدام بالماء عند إسقاطها من الطائرات.
و. إجراء تدريبات لطياري قاذفات الطوربيد على إصابة نماذج للبوارج الأمريكية بنماذج غير متفجرة من هذه الطوربيدات ومن مسافة 500 متر تقريباً الأمر الذي يتطلب إطلاقها من ارتفاعات منخفضة للغاية وبسرعة بطيئة للطائرة.
ز. تم تدريب طياري القاذفات على إصابة سفن تسير بطريقة موجهة بسرعة كبيرة حتى تتحقق نسبة الإصابة المباشرة في هذه الحالة 50% وتدريب طياري الطائرات المنخفضة على إصابة الطائرات الأرضية في المطارات وقد أجاد الجميع الإقلاع من فوق ظهر الحاملات.

خطة الهجوم الأول والثاني الذي نفذه اليابانيون على قاعدة بيرل هاربور

14. وضع الخطة والإعداد للهجوم . حتى يصل اليابانيون إلى تحقيق هدفهم كان لابد من وضع خطة مقيدة ومحدودة فقد تعودوا خلال الحرب الأوروبية التي أشعلتها ألمانيا النازية على إمكانية تحقيق الانتصارات السريعة وبأقل خسارة ممكنة، ووضعت الخطة على أساس منع القوات الأمريكية بالقيام بأي محاولة لأن ذلك من شأنه أن يكبد القوات الأمريكية الخسارة في الأرواح البشرية والمعدات العسكرية وبالتالي فإن الهجوم على القاعدة بيرل هاربور من الممكن أن يرغم الأمريكيين على الدخول في المفاوضات السلمية وبالتالي تستطيع اليابان تقوية مجالها الجوي وتوسيعه في الشرق الآسيوي، وفي 8 مارس 1941م أصدر الرئيس الأمريكي قانون الإعارة والتأجير الذي قامت بمقتضاه الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال أسلحة دون مقابل إلى كل دولة مشتركة في الحرب ضد دول المحور (ألمانيا، اليابان وإيطاليا) وبناء على ذلك بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في إرسال الأسلحة إلى الصين ابتداء من 15 أبريل 1941م الأمر الذي أدى إلى احتدام التناقض بينها وبين اليابان وبعد شهرين فقط أوقفت الولايات المتحدة تصدير البترول من موانئ الأطلسي والخليج العربي إلى جميع الدول باستثناء بريطانيا وأمريكا اللاتينية، وفي 3 يوليو 1941م استدعت اليابان حوالي مليون جندي ياباني إلى الخدمة فكان رد الرئيس الأمريكي على ذلك بأن أصدر قراراً بتجميد الأموال والممتلكات اليابانية في الولايات المتحدة وإغلاق الموانئ الأمريكية في وجه السفن اليابانية، وتحريم بيع البترول الأمريكي ومنتجاته إلى اليابان وقام أيضاً بمطالبة اليابان بالانسحاب من الهند الصينية والصين مقابل رفع هذه القيود.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 18-02-11, 10:57 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 


سير المعركة

15. كيف تمت عملية بيرل هاربور عام 1941م . في 5 نوفمبر 1941م أصدر (ياماماتو) أمره الأول الخاص بالعملية إلى الأميرال (ناجومو) قائد القوة البحرية المكلفة بتنفيذها، التي تألفـت من 31 سفينة تضم 6 حامـلات طائرات وبارجتين وطرادين ثقيلين وطراد خفيف و9 مدمرة و3 غواصات و9 سفن إمداد وتموين، وفي 22 نوفمبر تجمعت القوة سراً في خليـج (تانكان) بإحـدى (جـزر كوريل) المنعزلة اليابانية الواقعة على بعد نحو 1600 كيلـو متر إلى الشمال من طوكيو استعداداً لتلقي الأمر الأخير بالإبحار إلى أقرب جزر هاواي، وفي 25 نوفمبر 1941م أصدر ياماماتو أمره إلى ناجومو بالإبحار لتنفيذ العملية، وفي اليوم التالي بدأت القوة رحلتها وفي صمت لاسلكي تام، وفي الوقت نفسه كان هناك إرسال لاسلكي مزيف يظهر لأجهزة التنصت الأمريكية أن حركة لاسلكي البحرية العادية للأسطول الياباني تسير كما هي، ولذلك اعتقدت المخابرات الأمريكية أن حاملات الطائرات اليابانية موجودة في قواعدها الأصلية طوال فترة رحلتها السرية نحو (بيرل هاربر) وطوال هذا كله كان الوفد الياباني لا يزال يتفاوض في واشنطن من أجل التوصل إلى حل سلمي يرضي مطامع الإمبريالية اليابانية، ولذا كان هناك اتفاق مسبق بين ياماماتو وناجومو على شفرة معينة تعني الاستمرار في العملية أو إلغاؤها.

16. في فجر يوم 2 ديسمبر 1941م تلقى ناجومو في عرض المحيط الهادي رسالة لاسلكية من ياماماتو (إصعد جبل نيتاكا) وكانت تعني تنفيذ العملية على بيرل هاربور وأرسلت في الوقت نفسه رسائل بالشفرة على سفير اليابان في واشنطن وكذلك سفرائها في جنوب شرق آسيا وقنصلها في هونولولو كي يقوموا بإحراق أوراقهم السرية، وفي 15 ديسمبر 1941م أرسل أحد جواسيس اليابان في جزيرة أوهايو رسالة بالشفرة اللاسلكية على طوكيو تفيد بعدم وجود أي حاملة طائرات أمريكية في بيرل هاربور وكان ياماماتو يتوقع وجود ثلاث أو أربع حاملات طائرات أمريكية هناك، ورغم هذا فقد استمرت قوة ناجومو في إقترابها من بيرل هاربور لأنه أصبح من المتعذر العدول عن الهجوم خاصة وأن البوارج الأمريكية كانت لا تزال راسية هناك.

17. قبيل فجر 7 ديسمبر 1941م وصلت القوة إلى نقطة تبعد نحو 368 كيلو متر إلى الشمال من بيرل هاربور دون أن تعترضها أي سفينة أو طائرة أمريكية للاستطلاع، ومن هناك بدأت الموجة الأولى من الطائرات إقلاعها من فوق سطح حاملات الطائرات الست في الساعة السادسة صباحاً وفي خلال 15 دقيقة كانت القوة الجوية المؤلفة من 181 طائرة قد أقلعت في طريقها نحو بيرل هاربور بقيادة الضـابط الطيار المسؤول عن القوة الجوية المشتركـة فـي العمليـة ويدعى فوشيدا، وكانت تضم 42 طائـرة مقاتلة و48 قاذفة قنابل و51 قاذفة منقضة و40 قاذفة طوربيد، وفي حوالي السادسة وخمس وأربعين دقيقة التقطت إحدى محطات الرادار الأمريكية الخمس المتحركة أجهزة كانت لا تزال في مرحلة أولية من التطور حركة الطائرات اليابانية وهي لا تزال على مسافة 208 كم من بيرل هاربور وابلغ الجنديان اللذان كانا يعملان عليها ما شاهداه على شاشة الرادار من إقتراب مجموعة كبيرة من الطائرات إلى الملازم الموجود في مقر قيادة الإنذار الجوي تلفونياً، إلا أنه إعتقد أن هذه الطائرات أما أن تكون إحدى دوريات الطيران الأمريكي العادي أو تكون مجموعة القاذفات الأمريكية ذات الأربعة محركات طراز (ب-17) القادمة من (كاليفورنيا) لتعزيز قوة الإستطلاع الجوي بالجزيرة، وبالفعل كانت 12 قاذفة من هذا النوع تقترب من الجزيرة وقتئذ من جهة الشمال الشرقي. وهكذا أفلتت آخر فرصة للقوة البحرية الأمريكية في تجنب المفاجأة اليابانية التي قدر لها أن تتحقق بصورة كاملة، إذ بدأت الطائرات اليابانية هجومها على ميناء (بيرل هاربر) في تمام الساعة 7.55 صباحاً.
هجوم الطائرات اليابانية على السفن والمدمرات الراسية في بيرل هاربور

18. قبل أن يبدأ فوشيدا هجومه مباشرة أرسل إشارة لاسلكية إلى قيادته يقول فيها تورا، تورا، تورا، وهي كلمات تعني النمر، النمر، النمر، وترمز إلى تحقيق المفاجأة الكاملة، وإستمر هجوم الموجه الأولى لمدة نصف ساعة، وهي التي لعبت فيه قاذفات الطوربيد الدور الحاسم ضد السفن الحربية الرئيسية الراسية في الميناء، كما هاجمت الطائرات المنقضة والمقاتلات أيضاً بعد أن أدركت عدم وجود أي إعتراض جوي أمريكي نتيجة تحقق المفاجأة على المطارات الموجودة في الجزيرة ودمرت العديد من طائراتها المصطفة بجانب بعضها، وصفت الطائرات على هذا النحو لتسهيل حراستها ضد أي عمليات تخريب برية كانت تتوقعها من عملاء اليابان في الجزيرة، ثم وصلت الموجة الثانية من الطائرات اليابانية في الساعة الثامنة وخمسين دقيقة وكانت تضم 170 طائرة من بينها 80 طائرة منقضة و 36 طائرة مقاتلة والباقي من قاذفات القنابل، وقد واجهت هذه الموجة مقاومة أرضية مضادة للطائـرات أكثر فاعلية من تلك التي واجهتها طائرات الموجة الأولى، ولذلك بلغت خسائرها 20 طائرة 14 طائرة منقضة و6 مقاتلات مقابل 9 طائرات فقدت في الموجة الأولى التي حققت المفاجأة الكاملة واشتركت المقاتلات في مهاجمة الطائرات التي كانت على الأرض برشاشاتها وقام اثنان من طياريها أصيبت طائراتهما بالانقضاض فوق حظائر الطائرات والاصطدام بها بطريقة انتحارية سجلت أول العمليات الانتحارية اليابانية التي استخدمت بعد ذلك في مراحل الحرب المتقدمة.

19. في حوالي الساعة 9.45 بدأت الطائرات اليابانية في العودة إلى حاملاتها الرابضة على مسافة 320 كم تقريباً إلى الشمال من بيرل هاربور مخلفة ورائها سحباً عالية من الدخان الأسود الكثيف المتصاعد من حرائق ومنشآت الميناء والمطارات ونتج عن الهجوم غرق خمس بوارج أمكن إصلاح ثلاث منها فيما بعد، وإصابة ثلاث بوارج أخرى بأضرار شديدة جعلتها غير صالحة لفترة طويلة، وإصابة ثلاثة طرادات بأضرار شديدة أمكن إصلاحها فيما بعد وإغراق مدمرتين وإصابة مدمرتين آخريتين بأضرار شديدة أمكن إصلاحها فيما بعد وإغراق سفينة بث الغـام أمكن تعـويمها فيما بعد وإصابة سفينتين أخريتين بأضرار شديدة إحداهما سفينـة تموين والأخرى سفينـة إصلاح وصيانة أمكن إصلاحهما فيما بعد هذا فضلاً عن تدميـر 8 طائـرات وإعطاب 159 طائرة أخرى وقتل نتيجة لذلك الهجوم 2335 مـن العسكـريين الأمريكيين في البحرية والجيش والطيران بالإضافة إلى 9 من المدنيين، وجرح 1178 آخرين.

20. فقدت القوة الجوية اليابانية 29 طائرة منها 6 مقاتلات و15 قاذفة منقضة و5 قاذفات طوربيد" كما أغرقت 5 غواصات جيب وغواصة كبيرة فشل هجوم الغواصات تماماً ولقد عادت الطائرات اليابانية كلها إلى الحاملات حوالي الساعة 1300 ظهراً، وعرض فورشيدا على ناجومـو معـاودة الهجوم مرة أخرى على بيرل هاربر قبل الرحيل لاستكمال إغراق 72 سفينة من مختلف الأنواع كانت لا تزال موجودة هناك، وخاصة أن الطيران الأمريكي قد دمر على الأرض، إذ لم تقع خلال الهجمات الجوية إلا ثلاث مقاتلات أمريكية فقط، ولكن ناجومو خشي معاودة الهجوم وآثر العودة السريعة بأسطول خاص وإن عدم وجود حاملات الطائرات الأمريكية في بيرل هاربر كان يثير مخاوفه من حيث احتمال مطاردتها له إذا كانت قريبة منه، كانت إحدى الحاملات تحت الإصلاح في الولايات المتحدة وحاملة أخرى تنقل طائراتها إلى جزيرة هاواي وثالثة كانت عائدة إلى بيرل هاربر من جزيرة (واك) كما كانت توجد 3 حاملات أخرى في الأطلسي، ولذلك استدارت القوة البحرية اليابانية عائدة في حوالي الواحدة والنصف ظهراً ووصلت إلى اليابان سالمة في الفترة ما بين 24-26 ديسمبر 1941م.

21. في الساعة العاشرة والنصف بتوقيت جزر هاواي، أي حوالي الرابعة فجراً بتوقيت واشنطن، سلم السفير الياباني في واشنطن إلى وزارة الخارجية الأمريكية قرار إمبراطور اليابان بإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية، وإثر بدء هجوم بيرل هاربر بدأت القوات اليابانية هجمات جوية وبرية وبرمائية في أماكن أخرى في جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادي هوجمت تايلاند، الملايو، جزر الفلبين، غوام، وهونغ كونغ.
منظر عام لبيرل هاربور أثناء القصف الياباني

نتائج الهجوم ورد الفعل الأمريكي

22. نتائج الهجوم . إن الهجوم المفاجئ على القاعدة الأمريكية في ميناء بيرل هاربر الحق بالأمريكيين أفدح خسارة عسكرية في تاريخهم ونال من هيبتهم ومرغت سمعتهم بالوحل ولم يقتصـر الإنتصـار الياباني في هذا الهجوم على الخسارة الأمريكية بل تجاوزه ليحقق سيطرة

آثار الدمار على بعض القطع البحرية الأمريكية الموجودة في بيرل هاربور

كاملة على المنطقة في شرق آسيا وقد أسفر هذا الهجوم عن نتائج وآثار على مختلف الأصعدة سواءً السياسية أو العسكرية أو الإجتماعية أو غيرها والتي يمكن تلخيصها في الآتي:
أ. على الصعيد العسكري . إن الضربة المفاجئة والموجعة في نفس الوقت ألحقت خسارة كبيرة بالقوة الأمريكية المتواجدة هناك فكانت خسائرهم كالتالي:
(1) تدمير 21 سفينة حربية منها 5 بوارج أمكن إصلاح ثلاثة منها كما أصابوا 3 بوارج أخرى بأضرار شديدة جعلتها غير صالحة لفترة طويلة، إغراق مدمرتين وإصابة مدمرتين أخريتين بأضرار شديدة، إغراق سفينة بث ألغام أمكن إصلاحها فيما بعد وإصابة سفينتين أخريتين بأضرار شديدة إحداهما سفينة تموين والأخرى صلاح وصيانة.
(2) تم تدمير وإعطاب ما يقارب 328 طائرة حربية.
3) بلغ عدد القتلـى 2343 قتيلاً، 1172جريحاً أما المفقودين فقد كانوا 960 مفقوداً أما القوة المغيرة اليابانية فقد خسرت 29 طائرة حربية وبلغ عدد القتلى 55 رجلاً وخسرت غواصة واحدة وبعض غواصات الجيب 5 غواصات، وبالرغم من أن الانتصار الذي سجله اليابانيون في هذا الهجوم إلا أنه لم يكن إنتصاراً كاملاً حيث أن حاملات الطائرات ومعظم الطرادات لم تكن في الميناء بالصدفة بل كانت في عرض البحر والتي كان لها دور بعد ستة أشهر حيث إستطاعت أن تزلزل الأسطول الياباني في بحر المرجان وفي مداوي بعد أن إنضم إليها بعض قطع أسطول المحيط الأطلنطي، كما أن الغارة لم تنجح في تدمير المؤسسات العسكرية القائمة فوق أرض بيرل هاربور ولم تصب بالضرر البالغ مستودعات الأمريكيين ودباباتهم أو ورش الإصلاح التي لو دمرت لأرغمت الأسطول الهادي بالانسحاب إلى الشواطئ الغربية للولايات المتحدة، كما أن توقع الأمريكيين بالاعتداءات اليابانية أدى إلى إتخاذ الإجراءات التي اقتصرت على إصدار الأوامر إلى الأميرال كيميل قائد الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي في 28 نوفمبر 1941م بإغراق أي غواصة تكتشف تحت الماء قرب الميناء وهذا سبب فشل الغواصات اليابانية في تحقيق أي إنتصار من جانبهم.
ب. على الصعيد الجغرافي وتغيير موازين القوى في شرق آسيا. هيمنت القوات اليابانية بعد ضرب بيرل هاربر وهزيمة القوات الأمريكية هناك على دول شرق آسيا فقد تابع اليابانيون هجماتهم بالسرعة والفعالية على دول شرق آسيا وأصبحت في غضون عدة أشهر سيدة بحار الباسفيك تتجول بحرية تامة وتمارس سيادة مطلقة ابتداءً من مداوي حتى شواطئ الصين وابتداءً من الأيوشين جهة استراليا بالإضافة إلى قسم كبير في مياه المحيط الهندي وبات من المؤكد رسم خارطة جديدة في الشرق الأقصى تبين نفوذ وهيمنة الإمبراطورية اليابانية وهذا ما كانت تريده اليابان وتحكم به وترغب في أن يعترف الغرب ولاسيما الولايات المتحدة بنظامها الآسيوي الجديد وبدأت تضع يدها على الموارد الإستراتيجية التي كانت بحاجة إليها من بترول ومطاط وقصدير ومنغنيز وكروم والتي تساعدها في القيام بأي عمليات حربية واسعة وكسرت الطوق التي كانت تفرضه عليها الولايات المتحدة قبل هجومها على بيرل هاربر.
جـ. على الصعيد السياسي . أدى الهجوم الياباني على بيرل هاربور إلى إرغام الولايات المتحدة إلى الدخول في الحرب العالمية الثانية بجانب الحلفاء ضد دول المحور وجذبتها من ترددها وعزلتها الجغرافية لتخرج إلى مجال السياسة الدولية بقوة والذي سبب دخولها الحرب إلى إحداث تغييرات جذرية في التوازنات بشكل عام، وكان يسعى وراء دخولها الحرب الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت الذي كان على قناعة تامة بأن هتلر لن ينتهي إلا إذا دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب فقد أحدث الهجوم العنيف والخسائر الكبيرة ذهول الشعب الأمريكي وغضبه ودفعه إلى الرغبة بالانتقام فأصبح الشعب الأمريكي مهيئاً لدخول الحرب بل طالب بذلك وبذلك توفرت لدى الرئيس روزفلت الظروف السياسية للتغلب على معارضيه أنصار العزلة في الكونجرس والدخول طرفاً في الحرب، كما أسعد خبر هجوم اليابان على بيرل هاربور رئيس وزراء بريطانيا تشرشل الذي كان يرغب في دخول أمريكا الحرب إلى صفه والذي كان في وضع صعب وبقدر ما أسعده الخبر بقدر ما أغضب الزعيم النازي هتلر الذي أصيب بنوبة هائلة والذي كان يريد أن تبقى أمريكا على الحياد.

23. رد الفعل الأمريكي . ارتكب اليابانيون خطيئة نفسية فقد أساءوا تقدير روح القتال عند الأمريكيين فظنوا أن انتصاراتهم هذه ستدخل اليأس في نفوس الشعب الأمريكي ولكن الحقيقة أن القوات الأمريكية استردت أنفاسها واستعادت وعيها حتى كان الرد الفعلي الأمريكي السياسي سريعاً فأعلنت الحرب على قوات المحور الثلاث بعد مناقشة قصيرة في الكونجرس وبتأييد كامل من الشعب الأمريكي أما الرد العسكري فلم يأتي فوراً فبعد شهرين نظمت البحرية الأمريكية عملية ارتداد على اليابانيين فقد بادرت وحدات مشتركة إلى إبادة جزر مارشال وجليبير وأغارت قاذفات أمريكية على جزيرة ويك. وفي 4 مارس 1942م تمت غارة أخرى على جزر ماركوس التي تبعد 1500 كم من طوكيو وفي 10 مارس أغارت طائرات منطلقة من حاملات الطائرات على القواعد اليابانية في لاي وسلامودا في غينيا الجديدة أغرقت سفينة جوالة خفيفة وكاسحة ألغام ثم سفينة شاح إضافة إلى ذلك فقد كان الأمريكيون يعدون مفاجأة أخرى شديدة للعدو فقد بدأت أمريكا ضرب اليابان نفسها في 18 أبريل للمرة الأولى فقد تم توجيه حاملتي الطائرات انتزربرايز وهورنت إلى منطقة تبعد ألف كم عن طوكيو فقد كانت هذه الغارة عملية رمزية دون ريب ولكنها كشفت عن الإمكانيات الفنية الكامنة في تصميم الأمريكيين على متابعة النضال حتى النصر واستطاعت هذه الغارة أن تعيد للأمريكيين ثقتهم بأنفسهم وتحدث الدهشة والخيبة في نفوس اليابانيين واستمرت الغارات بشكل دائم ولكن ذلك لم يكن يكفي فقد كانت الرغبة في الانتقام بعد ضربة بيرل هاربر هي السيطرة على الشعب والقيادة الأمريكية فكانت مجزرة هيروشيما وناجازاكي النووية التي ارتكبها الأمريكيون في اليابان تحت ذريعة بيرل هاربر وكانت خطة الرئيس الأمريكي روزفلت تقضي باستدراج قسم كبير في البحرية اليابانية إلى عمق المحيط الهادي لإلقاء درس نووي عليها يقنع اليابان بالانسحاب من الحرب إلى جانب هتلر وبذلك يكون قد حيد اليابان مهزومة من جهة وإفقاد هتلر حليفاً أساسياً من جهة أخرى غير أن الرئيس روزفلت مات قبل الوقت المحدد لضرب الأسطول الياباني ولكن خلفه الرئيس هاري ترومان كان أشد انتقاماً من سلفه والذي لم يكن يتردد لحظة أمام الخيار النووي الذي قال بعد عشية مجزرة المجازر هيروشيما بأننا نحقق الثأر الأمريكي الذي طال انتظاره بيرل هاربور وبالرغم من فظاعة المجزرة لم يتردد لحظة في تكرارها مرة أخرى وبعد أربعة أيام على مدينة ناجازاكي وأحدثت القنبلتان دماراً وخراباً واسعاً أدى إلى مصرع مئات الألوف من اليابانيين وما زالت تعاني من آثارها حتى الآن.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 18-02-11, 11:01 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الدروس المستفادة من عملية بيرل هاربر

24. كان للهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربر العديد من التأثيرات السياسية والعسكرية التي أدت فيما بعد إلى تحول كبير في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وأدت إلى جرها إلى أن تصبح طرف في الحرب العالمية الثانية كما أنها أدت إلى مراجعة دقيقة وتفصيلية لمستوى أداء القوات المسلحة واعتبرت أمريكا أن تلك الواقعة كانت درس قاسي وفي نفس الوقت مفيد للبدء في تحديث معداتها وإعادة بناء ترسانتها الحربية بما يتلاءم والظروف السياسية والعسكرية المستجدة على الساحة الدولية، كما أن الهجوم على القاعدة الأمريكية الضخمة نتج عنه عدد من الدروس المستفادة التي ما زالت تدرس حتى الآن في العديد من الأكاديميات والمعاهد العسكرية المتخصصة ومن تلك الدروس ما يلي:
أ. الإقتصـاد من أسبـاب الحـروب. كان للحظر الإقتصـادي وبالأخص النفطي على اليابان أثر كبير فقد أدى إلى شل حركة الآلة اليابانية وجعلها تقف على عدة خيارات صعبة ومنها سحب قواتها من الصين التي إحتلتها أو البحث عن مصـدر بديل للطاقة أو العمل على إحتلال مناطق يتوفر فيها النفط مثل أندونيسيا القريبة من اليابان أو الانصياع للشروط الأمريكية والدخول في مفاوضات تعتبر نتائجها محسوبة مقدماً وهنا يتضح أهمية العامل الاقتصادي وما يمكن أن يسببه من صدامات عسكرية.
ب. أهمية إبلاغ الأوامر والتبليغات الحربية بوسائل مأمونة . إعتمدت اليابان في إيصال التعليمات والأوامر الخاصة بالهجوم عن طريق الوسائل اليدوية وتم ضبط الإرتباك وذلك تحاشياً لاستخدام وسائل الاتصالات اللاسلكية التي يمكن التقاطها من قبل القوات المعادية وبالتالي عامل المفاجأة.
جـ. أهمية المباغتة في الحروب . إستطاع اليابانيون مباغتة القوات الأمريكية باتخاذ عدد من الإجراءات أهمها ضربهم أبعد القوات الأمريكية التي كان الأمريكيون يعتبرونها في مأمن من أي هجوم ثم باعتماد إجراءات سرية صارمة في أساليب الاتصالات وحشد القوات وكذلك اختيارهم للوقت المناسب في تنفيذ الهجوم حيث تم التنفيذ في يوم العطلة الأسبوعية.
د. تأثير الضربة المجزأة يضاعف الخسائر . قام اليابانيون بتجزئة ضربتهم الجوية إلى قسمين فبعد أن قامت الطائرات اليابانية بضرب الميناء واستطاعت تدمير عدد كبير من الطائرات الجاثمة في القاعدة وإحراق السفن وإعادة الضربة بعدها بـ 45 دقيقة أدى إلى مضاعفة الخسائر.
هـ. أهمية توزيع المعلومات الاستخبارية في الوقت المناسب وللجهات المستفيدة . حذرت القيادة الأمريكية العليا جميع القواعد التابعة لها في المحيط الهندي وأوصتها باتباع الحذر من أي هجمات معادية ولكن نظراً لقناعة الأميرال كيميل باستحالة ضرب قاعدته من قبل اليابانيين البعد الكبير من مصادر التهديد بأنه لم يتم إيصال المعلومات إلى الوحدات المرؤوسة مما أدى إلى نجاح اليابانيين في مهاجمة الميناء وتحقيق عنصر المفاجأة.
و. أهمية توحيد القيادة ووضوح الهدف للساسة العسكريين . شاركت القيادة العسكرية اليابانية في وضع خطة الهجوم واتحدت بينهم الرؤية للأهداف المطلوب تحقيقها وكان لذلك أثر كبير في نجاح الهجوم ومن أهم القادة السياسيين والعسكريين الذين شاركوا في وضع الخطط للهجوم والتنفيذ:
(1) رئيس الوزراء الياباني (توجو).
(2) الأدميرال البحري (ناكومو).
(3) الأدميرال البحري (ياماموتو) وقد سيطرة أفكار الشخصية باعتباره القائد العام للبحرية اليابانية على مجريات العمليات الحربية خلال الحرب العالمية الثانية التي شاركت فيها اليابان وكان يركز على أن تكون حاملات الطائرات لها الأولوية في بناء الأسطول وكان لديه قناعة تامة بأن اليابان يجب أن تحارب أمريكا وأنها ستظفر بذلك خلال الستة الأشهر الأولى وبالتالي ستتمكن من فرض شروطها على الولايات المتحدة الأمريكية وقد تمتع هذا القائد بكثير من الاحترام في العالم بعد نجاح العملية مما جعل أساليبه العسكرية التي نفذها تدرس في كثير من المؤسسات الأكاديميات العسكرية.

الاستنتاجات

25. خطط اليابانيون لهذا الهجوم تخطيطاً جيداً ونفذوه بكفاءة عالية حيث حققوا المفاجأة كاملة على القوات الأمريكية في بيرل هاربور، فقد تجمعت القوة المكلّفة بالمهمة في سرية تامة، وتم اختيار الوقت المناسب للاقتراب ليلاً، كما تم اختيار توقيت الضربة في الصباح الباكر، بالإضافة إلى إجراء العديد من خطط الخداع الاستراتيجي والتعبوي.

26. أما القوات الأمريكية فقد فشلت في اتخاذ الإجراءات المناسبة للاستطلاع البحري والجوي، حتـى عندما التقطت الرادارات الأرضية الأمريكية الأهداف اليابانية الجوية المقتربة لم تعط لذلك الأهمية المناسبة وتم تحليل المعلومات بطريقة خاطئة، إضافة إلى ذلك فقد كان هناك قصور شديد في إجراء التأمين المناسب للطائرات والقطع البحرية في الميناء وأخيراً كانت حالة الاسترخاء الكاملة للقوات الأمريكية في بيرل هاربور أحد الأسباب الرئيسية التي لم تؤثر فقط على اكتشاف الهجوم الياباني في الوقت المناسب، ولكن لم تستطع أيضاً أن تواجه فعالياته حتى خلال موجة الهجوم الثانية التي جاءت بعدما يقرب من ساعة من موجة الهجوم الأولى.

الخلاصة

27. يمكننا اعتبار بيرل هاربر بمثابة معركة فاصلة غيرت وجه التاريخ حيث تركزت أهم آثارها المباشرة في تخلي الولايات المتحدة عن موقف الحياد الذي كانت قد اتخذته منذ نشوب الحرب العالمية الثانية قبل ذلك بعامين، ومن هنا فإنها بعد بيرل هاربور في (1941م) ألقت بكل ثقلها إلى جانب الحلفاء في القتال ضد جيوش المحور المطوقة، ولا شك أن إنضمام عجلة الحرب الأمريكية بكل ثقلها إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية كان له أعظم الأثر في إعادة التوازن إلى جبهة الحلفاء التي تمكنت بعدها لا قبلها من الصمود لضربات الجيوش النازية الساحقة المتتالية، ثم إتخاذ موقف الهجوم الذي حقق النصر الكبير للحلفاء في النهاية، ولنا أن نطلق لخيالنا العنان لنتصور الموقف العسكري الخطير الذي كان على بريطانيا وحلفائها مواجهته إذا بقيت الولايات المتحدة الأمريكية على الحياد إذن لتغير وجه التاريخ.

28. ويؤكد لنا الهجوم الجوي المركز على القاعدة البحرية الأمريكية في بيرل هاربر ونتائجه المأساوية، ذلك التأثير الصاعق للمفاجأة والخطأ في تقدير النوايا في آن واحد حيث كانت كل الشواهد والأدلة تؤكد لواشنطن أن اليابان بعد فشل المفاوضات قد أدرجت على جدول أعمالها سلسلة من العمليات الحربية للقضاء على القوة البحرية الأمريكية في المحيط الهادي وبخاصة بعد تعاظم نفوذ المؤسسة العسكرية اليابانية المتعطشة للحرب، وكانت هذه الأهداف تتضمن إحتلال جزيرة هونج كونج وماليزيا والفلبين وقصف القاعدة البحرية في بيرل هاربر بغية تدمير القوات الضخمة الموجودة بها، ولكن وعلى الرغم من هذا فقد فشل الأمريكيون فشلاً ذريعاً في التوصل إلى تحديد تلك الأولويات التي كانت المؤسسات العسكرية اليابانية قد انتهت بالفعل من ترتيبها.

29. كانت خسارة الولايات المتحدة الأمريكية فادحة فقد نتج عن الغارة اليابانية تدمير البوارج الثمانية وجميع الطرادات والمدمرات التي كانت ترسو بالقاعدة، والقواعد الجوية الست في الجزر المحيطة بما فيها من طائرات حيث ارتفعت أصوات الشعب الأمريكي تنادي بالثأر وتساءل الكثيرون ألم يكن بالإمكان إكتشاف نوايا اليابان وتجنب الكارثة، ألم يدرك القادة الأمريكيون أن العالم في حرب منذ ثلاث سنوات وأنه كان يجب عليهم اليقظة والحذر، وأعلنت بعدها الولايات المتحدة الحرب.

30. هكذا يبدو واضحاً أن اليابانيين قد اعدوا لتنفيذ الإغارة إعداداً جيداً سواءً بالنسبة للمعدات أو التدريب وكان لديهم الإصرار على التنفيذ، لذا فإن استغلال الأمريكيين لأي فرصة من الفرص السانحة حتى ولو كانت توفر خمس عشرة ساعة ما كان ليجول دون وقوع الكارثة إذا لم تكن البوارج والطرادات والمدمرات الأمريكية قد خرجت إلى عرض البحر لاعتراض الأسطول الياباني في غياب الحاملات الأمريكية وإلا لأدى الأمر إلى إغراق هذه الوحدات ووقـوع أفدح الخسـائر في الأرواح والمعدات بين الجانب الأمريكي وكل ما في الأمر أن نجاح الأمريكيين في إستغلال أي من الفرص السابقة كان سيؤدي إلى رفع درجة استعدادات الدفاعات الساحلية والجوية عن القاعدة، مما كان سيؤدي بالتالي إلى زيادة الخسائر بين الجانب الياباني.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع