مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2415 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قســم العــقيدة / والإســـتراتيجية العســـكرية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


السياسة الدولية بعد الحرب الباردة

قســم العــقيدة / والإســـتراتيجية العســـكرية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 30-05-09, 05:34 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي السياسة الدولية بعد الحرب الباردة



 


السياسة الدولية قبل الحرب الباردة

لقد حددت معاهدة وستفاليا للسلام عام 1648 (بعد ثلاثين عاما من الحروب ) التغيرات الأساسية فى العلاقات الدولية الحديثة: وتشكل قاعدتها الدول ذات السيادة الكاملة والتى واصلت تفاعلاتها على المسرح الدولى على أساس مبادئ المصالح القومية .ومنذ ذلك الحين أصبحت الدول،ولمدة طويلة ، الفاعل الوحيد على مسرح العلاقات الدولية0 وبعد معاهدة التراخت للسلام (1713 -1714 ) ومعاهدة نيشتاد (1721) كان الفاعل الرئيسي للشئون الدولية فى أوروبا ولحوالى مائتى عام، خمس قوى عظمى فقط وهى إنجلترا،فرنسا،بروسيا(ألمانيا بعد ذلك)، مملكة هابسبورج (النمسا) وأخيرا روسيا0 وقد أسس كونجرس فيينا(1815 ) الحلف المقدس اوالمحفل الأوروبىالمكون من بريطانيا العظمى، فرنسا، النمسا وبروسيا وروسيا. وقد أخذوا على عاتقهم مسئولية وحق التدخل فى الشئون الداخلية للدول الصغرى.وقد ميز سير هارولد نيكلسون خمسة مبادئ أساسية للدبلوماسية القديمة:

أولا: كانت أوروبا تعتبر أهم قارة. وكانت أفريقيا وآسيا مجالا للتوسع الاستعمارى والتجارى والدينى .


ثانيا: كانت القوى العظمى أكثر أهميه من القوى الصغرى لأن نطاق مصالحهم كان أكبر،ومسئولياتهم أعظم ،وأولا وقبل كل شئ لأن لديهم مالا وأسلحة أكثر.


ثالثا: تضطلع القوى العظمى بمسئولية جماعية عن سلوك القوى الصغرى وعن توطيد السلام بينهم . وكان مبدأ التدخل، سواء كان ذلك فى كريت أو الصين يمثل فكرة قبولة عموما .


رابعا: تأسيس إدارة دبلوماسية محترفة فى كل دولة أوروبية على غرار نموذج مماثل نوعا ما .


خامسا: مبدأ المفاوضات السرية والمتواصلة .
وباستخدام حق التدخل،أخمدت القوى الكبرى الثورات التحررية فى إيطاليا(1820)،أسبانيا(1823)،الانتفاضة فى ولاية فالاكيا الرومانية ضد السيطرة التركية(1821 )، كما أخمدوا أيضا ثورات ما بين عامى (1830-1848 ) فى العديد من الدول الأوروبية الصغرى. وعلى الرغم من ذلك ، وكما لاحظ المؤرخ الأسبانى كلاوديو سانشيز البورنوز فإن جهود الحلف المقدس لمنع انتصار النظام البرلمانى التحررى فى أوروبا أصبحت عديمة الجدوى أخيرا.

وبعد الحرب العالمية الأولى استمر وجود بعض الاتجاهات الأولية فى السياسة الدولية: مثل الاتجاه للتوسع الاستعمارى،المنافسة التجارية القوية والتطور السريع فى وسائل الاتصال.وقد أحدث الوجود النشط للولايات المتحدة الأمريكية تغيرات هامة: أبرز سيرهارولدنيكلسون إن الأمريكيين يمتلكون موارد أكثر مما امتلكته أية قوى عظمى أخرى .أنا أعلم ذلك وبالرغم من انهم يظهرون احتقارهم لدرس التاريخ،ولكنهم وياللعجب سريعو الاستيعاب لتجارب الآخرين.كما أعتقد أن مبادئ الدبلوماسية الجادة الثابتة بطبيعتها ستنتصر أخيرا وستحدث الهدوء بعد الاضطراب والفوضى التى سببها الانتقال من الدبلوماسية القديمة إلى الجديدة.

لقد لعبت عصبة الأمم دورا هاما فى التطورات الدولية.لقد أنشئت المنظمة فى يناير من عام 1920على أيدى الحلفاء بدعم قوى من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالرغم من فشل الكونجرس الأمريكى فى التصديق على معاهدة فرساى المتضمنة ميثاق العصبة.وكان أحد أهم أهداف العصبة هو منع العدوان والحفاظ على الوضع القائم الذى أوجدته معاهدات السلام.وقد تطور نشاط دبلوماسى متعدد الأطراف من داخل العصبة والذى ساعد على استقرار بعض النزاعات الدولية الصغيرة.وقد كان لغياب الولايات المتحدة تأثير مضعف للعصبة.وكما لاحظ وزير خارجية رومانيا نيكولاى تيتوليسكو،الذى ترأس العصبة لمدة عامين متتاليين، إن لعصبة الأمم العديد من نقاط الضعف.ومن ضمن هذه النقاط كما يبرزها الدبلوماسي الرومانى حقيقة أن أزمات عصبة الأمم لابد أن تربط بحقيقة أن العصبة فقدت السلطة الضروريةداخل حرمهالعقاب منتهكى القانون الدولى. بل أكثر من ذلك،ركز نيكولاى تيتوليسكو:على أن العصبة لابد أن تتخذ فعلا فوريا لكى لا تصبح مجرد أكاديمية أخلاقية، أو رابطة للخبراء ، لعلها تصبح قادرة على إنجاز مهمتها الأساسية كمؤسسة سياسية وهى منع الحروب. وكان الدبلوماسى الرومانى البارز يلمح الى الاعتداء الايطالى على أثيوبيا،الاعتداء اليابانى على منشوريا وإلى تنصل المانيا من معاهدة فرساى .
ان السلوك العدوانى للقوى العظمى الجماعية، خاصة ألمانيا والاتحاد السوفيتى والذى عبر عن نفسه فى اتفاقيه مولوتوف ـ ريبنتروب التى يقسم بروتوكولها السرى مناطق النفوذ فى وسط أوروبا والبلقان والذى أدى إلى العدوان ضد بولندا (سبتمبر1939)، واحتلال الأقاليم الرومانية ـ بيساربيا وشمال بوكوفينا-(28 يونيو1940 ). أيضا أمر فيينا بين ألمانيا وإيطاليا(30 أغسطس1940) والذى بمقتضاه احتلت المجر ترانسلفانيا.وبهذا لجأت القوى العظمى إلى الاعتداء الواضح والصريح على الدول الصغرى والذى أدى بدوره إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.

مرحلة الحرب الباردة

سريعا بعد الحرب العالمية الثانية أقرت القوى العظمى تقسيم مناطق للنفوذ بينهم.وقد بدأت سلسلة المفاوضات على مناطق النفوذ والتى أطلق عليها تعبيرا أكثر رقة وهو المناطق الأوروبية الآمنة فعليا فى ديسمبر1941 بالاجتماع بين ستالين ووزير خارجية بريطانيا ايدن.وقبل أسبوع من قمة يالتا فى الحادى عشر من يناير1945 قدمت وزارة خارجية الاتحاد السوفيتى عرضا سريا مفصلا عن المستقبل والأساس المتوقع للتعاون السوفيتى البريطانى تجاه الدول الآتية :إن مناطق الأمنالسوفيتية لابد أن تتضمن فنلندا،النرويج،السويد،بولندا،المجر،تشيكوسلوفاكيا،ر ومانيا،يوغوسلافيا، بلغاريا و أخيرا تركيا.أما مناطقالأمنالبريطانية فتتضمن هولندا،بلجيكا،فرنسا،أسبانيا،البرتغال واليونان .وقد توقعت وزارة الخارجية السوفيتية مطالب بريطانية أكبر حيث ستكون الدول الأوروبية الست هدفا للمساومة والاتفاق.ولذلك،وكما حدث فى الماضى،كانت الدول الصغرى تبدو للدول الكبرى هدفا للمساومة والسيطرة.
وبعد تكوين حلف شمال الأطلنطى عام1949و حلف وارسو، حدد النظام العالمى، وهو نظام القوتين العظميين أو النظام العالمى ثنائى القطبية.وفعليا، وبجانب القطبين، فقد وجد قطب ثالث وهوحركة عدم الانحياز.ومع بدايات الخمسينيات، عكست الحكمة الرسمية فى كل من موسكو وواشنطن تطابقا ملحوظا فى مجموعة من المفاهيم السياسية الجغرافية.وافترض فى العاصمتين أن يكون ذلك واضحا من نتائج الحروب السابقة،والتطور التكنولوجى والصراع الأيديولوجى اللذان امتزجا ليكون للعالم قطبان متنافران- الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى-وتدور الأمم فى فلك أحد القطبين أو الآخر على أساس الموقع والأيديولوجيا، مع انحصار المنافسة بين القطبين على المناطق الجغرافية ما بين وسط أوروبا حواف الأراضى الأوروآسيوية الهامة الممتدة من الشرق الأوسط إلى جنوب شرق آسيا.

وفى مايو1972، اتفقت القوتان العظميان على الإصرار المشترك على أنه فى العصر النووى لا بديل عن إدارة علاقاتهما المتبادلة على أساس التعايش السلمى. وقد علقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى أهمية كبرى على منع تطور المواقف التى تؤدى الى تفاقم خطير في علاقتيهما.وبناء عليه سيبذلان قصارى جهديهما لمنع نشوب حرب ذرية ومعترفين تبادليا بمناطق نفوذ كل منهما.وقد تعهد كل من الرئيس نيكسون والسكرتير العام بريجينيف فى قمتهم المنعقدة قى واشنطن عام 1973على عدم تهديد أو استخدام القوة ضد الطرف الآخر أو ضد حلفاء الطرف الآخر أو ضد بلدان أخرى فى الظروف التى قد تعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.

إن تأكيد التعايش السلمي بين الكتلتين العسكريتين ـ السياسيتين جعل الظروف مواتيه للتعدى على نظام التكتلات، وقد أظهرت رومانيا هذا الاتجاه مع بداية الستينيات .ففى عام1964 ، تبنت قيادة الحزب الشيوعى قرارا يعلن حق رومانيا فى الاستقلال الوطنى وفى السيادة.وقد استطاعت رومانيا ضرب المبادئ الأساسية المنظمة للكتلة السوفيتية دون اللجوء إلى نظام قهرى.وقد وضح الانحراف الرومانى فىعدة ميادين سياسية مثل لجان التخطيط الحربى لحلف وارسو ، والعديد من المنتديات الأوروبية، ومفاوضات نزع السلاح فى منظمة الأمم المتحدة، وقد وضح الموقف المستقل جليا فى مراحل التحضير لمؤتمر الأمن والتعاون الأوروبى .وقد كانت رومانيا من أبرز المدافعين فى مؤتمر الشرق والغرب للأمن والتعاون فى أوروبا،وفى مفاوضات تبادل تخفيض القوات فى أوروبا.وقد دعت بإصرار فى تلك المنتديات إلى إجراءات من شأنها تقليص دور القوى العظمى وزيادة وزن القوى الصغرى. وقد لوحظ الوضع المستقل لرومانيا أثناء التحضير للمؤتمر بواسطة عضو فىالوفد الأسبانى، الذى قال:لقد غطت استراتيجيتها فى جنيف كلا من شكل ومضمون المؤتمر.وقد انعكس هذا الاتجاه على الكثير من صفحات القانون النهائى:فى إجراءات تقوية الأمن،فى فصل المتابعة،فى المبدأ التاسع للتعاون بين الدول،فى بعض مقاطع السلة الثالثة، لقد كانت مشاركة فعالة ومثمرة.ويميز سيرجيفرى سيمون عدة مجموعات انفصالية عن الخط الأيديولوجى السوفيتى:مثل جمهورية الصين الشعبية،البانيا (التى تحالفت مع جمهورية الصين الشعبية مع نهايه عام1961 )،يوغوسلافيا ورومانيا، والتى حددت مجريات الأحداث التى تتضمن ليس فقط انحرافا جوهريا عن التفكير السوفيتى الذى يقود مجلس التعاون الاقتصادى المتبادل،لكن أيضا ضد الإجراءات والمعايير الروسية.

وبالرغم من أن النظام العالمى أثناء الحرب الباردة كان ثنائى القطبية، إلا أنه كان يوجد قطب آخر لا يقل أهمية عن القوتين العسكريتين السياسيتين،ألا وهو حركة عدم الانحياز.وقد عرفت حركة عدم الانحياز منذ إنشائها فى سبتمبر1961، ومنذ أول مؤتمر تطورا سريعا. فمن خمس وعشرين دولة مشاركة فى مؤتمر بلجراد وصل عدد الدول المشاركة إلى أكثر من مائة دولة فى الثمانينيات.وقد حضرت عدة دول أخرى المؤتمرات كمراقبين أو كضيوف.والسمة الرئيسية لحركة دول عدم الانحياز هى معارضتها لتقسيم العالم الى قوتين عسكريتين - سياسيتين ومقاومتها للضغوط لانضمام أعضائها إلى واحدة من تلك القوتين.وقد
لعبت حركة دول عدم الانحياز دورا إيجابيا وفعالا فى الأمم المتحدة وأسهمت فى تخفيف حدة التوتر فى العالم.كما أسهمت فى نجاح مؤتمر الأمن والتعاون فى أوروبا.لقد تصدت لتقسيم العالم إلى مناطق نفوذ وسيطرة كما أسهمت إسهاما جوهريا فى تعريف القانون والمعايير الدولية علاوة على تطبيقاتها الموجهة إلى جعل العلاقات الدولية علاقات ديمقراطية.وبذلك مالت حركة دول عدم الانحياز إلى التطلع إلى تأسيس نظام عالمى جديد يرتكز على الاحترام والثقة المتبادلة بين الدول. وعلى الرغم من ذلك، كانت توجد نزاعات وحتى صراعات بين بعض بلدان الحركة، وكان يوجد نظام ديكتاتورى فى بعض هذه الدول لكن هذه المشاكل لم يكن لها تأثير خطير على جوهر الحركة ودورها الرئيسى فى العلاقات الدولية.

الخاتمة

يمكن القول أنه خلال الحرب الباردة، كان المعلم الرئيسى للموقف الدولى والمصدر الأساسى لخطر المواجهة العالمية هو مناطق النفوذ والصراع على تدعيم أو إعادة توزيع تلك المناطق. وكانت سيادة الدول الصغرى تحدد تبعا لقرار من الزعماء الأقوياء لمناطق النفوذ والسيطرة ، ويعتبر مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبى نقطة إيجابية.أما الوثيقة التى أقرت عام1975، فقد عملت كأداة للتفاوض والتغلب على نظام القطبين،وكأداة للبحث عن سبل لعالم أفضل مبنى على الاحترام الكامل لاستقلال وسيادة كل الدول وعلى إقامة حقوق الإنسان والحريات الأساسية وأيضا على نبذ القوة أو أي نوع من أنواع القسر و إقامة علاقات ديمقراطية بين الدول الأوروبية .وقد سعت حركة دول عدم الانحياز إلى نفس الهدف، ولكن على نطاق أوسع.


ما بعد الحرب الباردة

حدثت تغيرات هائلة بعد انتهاء الحرب الباردة، أولا: تفكك الولايات الفيدرالية الاشتراكية السابقة: الاتحاد السوفيتى ،تشيكوسلوفاكيا وجمهورية يوغوسلافيا. وقد نفذ انفصال الجمهوريات المتحدة السابقة للاتحاد السوفيتى وتشيكوسلوفاكيا سلميا نوعا ما بالرغم من اندلاع بعض الصراعات العرقية المتداخلة وأنواع أخرى من الصراعات فى بعض الجمهوريات السوفيتية السابقة. وقد حدثت أخطر عمليات التفكك فى يوغوسلافيا السابقة، وذلك نتيجة لكل من التناقضات الداخلية بين الجمهوريات والمقاطعات المتمتعة بالحكم الذاتى (فى صربيا)، علاوة على تدخل عوامل خارجية ممثلة للمجتمع الدولى ولكن بدون تفويض من مجلس الأمن الممثل الحقيقى للمجتمع الدولى .ولتبرير التدخل العسكرى ضد جمهورية يوغوسلافيا الفيدرالية، فإن ما يطلق عليه المجتمع الدولى، أى الناتو، قد أطلق حملة دعائية كاملة من جانب واحد ضد الإجراءات التى اتخذتها السلطات اليوغوسلافية للدفاع عن وحدة البلد الإقليمية ضد الأفعال العنيفة للانفصاليين الألبان والجماعات المسلحة غير الشرعية فىكوسوفو. وهكذا، اتهمت بلجراد باعتماد سياسة تطهير عرقى بعيدة المدى دون الأخذ فى الاعتبار التطهير العرقى الذى قام به الانفصاليون الألبان و الذى أجبر ربعمائة ألف صربى على ترك الإقليم فى الفترة ما بين 1945- 1995، وهذا وفقا لما أعلنته الحكومة اليوغوسلافية فى 20 مارس1995. وقد كتب الدبلوماسى الأمريكى ميهارى كارب - عضو فى قسم الشئون السياسية لهيئة أركان الناتو الدولية - يقوللقد حدث تغيير فى طريقة التفكير فى الأمن أخيرا، ان معادلة التكامل الإقليمى الذى يساوى الأمن قد تكون سارية المفعول أثناء الحرب الباردة ، لكن من الواضح انه لا يمكن تطبيقها اليوم. وتتعارض مثل هذه المقولة مع قرار مجلس الأمن رقم 1244 لعام 1999،لكنها بالتأكيد تعكس النية الحقيقية لتدخل حلف شمال الأطلنطى العسكرى ضد يوغوسلافيا.وقد كتب أيضا :انه فى كوسوفو قد تلاقت قيمنا مع مصالحنا، لكن ماهو نوع المصالح الأمنية للولايات المتحدة الأمريكية والناتو فى كوسوفو؟

و من أجل تبرير الاعتداء على جمهورية يوغوسلافيا الفيدرالية فقد أضطر حلف شمال الأطلنطى لتطبيق استراتيجية رسمية جديدة فى قمة واشنطن فى أبريل من عام1999.حتى أنه فى الجزء الأول من البند السادس قيل:إن الهدف الأساسى والدائم لحلف شمال الأطلنطى ،و الذى أعلن فى معاهدة واشنطن،هو حماية حرية و أمن جميع الأعضاء بالوسائل السياسية والعسكرية.وفى الاستراتيجية التى أحكم صنعها فىعام1991،البند السادس عشر،فقد تلا تلك الفقرة الكلمات الآتية:وفقاً لمبادئ ميثاق مجلس الأمن.وهذا الحذف لتلك الفقرة فى الإستراتيجية الجديدة يعكس الاتجاه لتحاشى مجلس الأمن. وبالرغم من أن ميثاق الأمم المتحدة قد ذكر فى فقرات أخرى من الاستراتيجية الجديدة (البندان العاشر والحادىعشر)، لكن البند 29يكفل تفعيل القدرات العسكرية تحت قيد الظروف المتوقعة والتى تعتبر أيضا الأساس لقدرة الحلفاء على الإسهام فى منع الصراع و إدارة الأزمات خلال عمليات الاستجابة للأزمات. ويعرف البند الخامس لمعاهدة واشنطن الصفة الدفاعية للحلف، ويضع خطا تحتالحق الفردى و الجماعىللدفاع عن النفس و التى أقرها البند51 فى ميثاق الأمم المتحدة. وبذلك، فان استراتيجية الناتو الجديدة تحتوى على غموض بخصوص الالتزام والاعتراف بمبادئ ونصوص ميثاق الأمم المتحدة ممهدة السبيل للتعدى على هذه النماذج المعترف بها عموما وعلى مبادئ السلوك فى العلاقات الدولية .


أن سيادة جمهورية يوغوسلافيا الفيدرالية تم التعدى عليها بوحشية.وقد حافظ موظفو حلف شمال الأطلنطى على اتصالات رسمية مع الجماعات الألبانية المسلحة غير الشرعية فى كوسوفو.وفيما يختص بهذه الاتصالات فقد ربط عدد الصنداى تايمز فى12مارس حقيقة اعتراف عملاء المخابرات الأمريكية بأنهم ساعدوا فىإعداد جيش تحرير كوسوفو قبل ضرب الناتو ليوغوسلافيا.وقد استغل موظفو المخابرات الأمريكية وقف إطلاق النار فى كوسوفو1998_1999فى تطوير الصلات مع جيش تحرير كوسوفو و إعطائه كتيبات تدريب عسكرية أمريكية، بالإضافة إلى إسداء النصيحة فى كيفية قتال الجيش اليوغوسلافى والبوليس الصربى. وهكذا، فإن النظام العالمى الجديد بعد الحرب الباردة لا يختلف جوهريا عن سابقة .فما زالت القوة تلعب دورها القيادى فى العلاقات الدولية بالإضافة إلى الصراع على مناطق النفوذ.وكما كتب ريتشارد ماينز:سيصبح العالم أكثر استرخاء على أساس نظام عالمى يرتكز على مناطق النفوذ التقليدية لو كانت بعض القوى العظمى ديمقراطية أو تتجه نحو الديمقراطية،بشرط أن توافق القوى المسيطرة فى كل منطقه على أن تمارس سلطاتها تبعا لبعض الأعراف الدولية.

وتبعا لتلك النظرية، فإن مناطق النفوذ تلك ستمتلك أسلوبا رحيما. وتبنى المحللون السياسيون الروس مثل هذا الاتجاه.ففى دراسة أصدرها مركز الدراسات السياسية فى معهد الدراسات الدولية والسياسية فى الأكاديمية الروسية للعلوم ، يبرز أ.م.ميجرانيان أن المساحات السياسية الطبيعية للاتحاد السوفيتى السابق هى مجال مصالح حيوى لروسيا.


ولم يعرف العالم أبدا مجالات نفوذا أو مصالح رحيمة .فإن تقسيم العالم أو إعادة توزيع مناطق النفوذ ظل دائما نتيجة لمساومات القوى العظمى على حساب القوى الصغرى والمتوسطة،أو حتى نتيجة للقوة العسكرية كما يظهر فى حالة يوغوسلافيا السابقة .وسيصبح الاستقرار والسلام والأمن الدائمان حقيقة فعلية عندما تبدأ القوى الكبرى الديمقراطية وتلك التى تتجه أو تسير فى الطريق إلى بداية ديمقراطية فى سلوك مسلك ديمقراطى فى العلاقات الدوليه، وفى احترام حقوق كل دولة سواء كانت صغيرة،متوسطة الحجم أو كبيرة فى الاستقلال ، السيادة وفى اختيار الطريق لتأكيد أو لتوطيد أمنها. ففى مثل هذه الظروف فقط ، يمكن تطبيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية أو الأقليات الأخرى. لكن تحت التهديد والعقوبات والسيطرة الأجنبية لن توجد ديمقراطية أو حقوق للإنسان. لذلك،


المصدر : مواقع الالكترونية

 

 


 

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الباردة, الحرب, الدولية, السياسة

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع