مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 6 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2404 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح المعرفـــة > قســــم الشـــخصيــات العســــكريــة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


اللواء الركن/ محمود شيت خطاب( 1919 - 1998 م )

قســــم الشـــخصيــات العســــكريــة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 24-09-09, 08:57 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي اللواء الركن/ محمود شيت خطاب( 1919 - 1998 م )



 

محمود شيت خطاب (1919 - 1998 م)

ولد بمدينة الموصل، ونشأ نشأة إسلامية ملتزمة، هو رجل عسكري، درس العسكرية في العراق وبريطانيا، وشارك في حرب عام 1948م، وتلقد مناصب وزارية عدة، وشارك في عضوية لجان عربية وإسلامية عديدة، وله العديد من المؤلفات العسكرية واللغوية والفكرية.

1. حياته
ونشأ خطاب في أسرة تعمل في التجارة، وقد كفلته جدته التي كان لها دور الكبير في زرع مبادئ الإسلام في نفسه منذ صغره. ودرس في حلقات الكتاتيب في المساجد فتعلم التجويد والكتابة ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، رغب بعد تخرجه بدراسة الحقوق، ولكن القدر قاده للالتحاق الكلية العسكرية عام 1937م، وتخرج منها برتبة ملازم في سلاح الفرسان،

ويقال بأن آمر السرية وجه إليه بضعة اسئلة حين انضم إلى مجموعته: أتشرب الخمر؟ أتلعب القمار؟ أتلهو مع النساء؟ ولما نفى خطاب كل ذلك، أجاب آمر السرية: إن انضمامك إلى سريتي نكبة علي!.

أرسل خطاب في دورة إلي بريطانيا لمدة سنتين فتم ترفيعه إلى رتبة لواء أركان حرب. شارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941م، واعتقل أيام عبد الكريم قاسم وناله تعذيب شديد وأصابته كسور كثيرة. عمل في سلك التدريس في الكليات العسكرية في العراق ومصر، وكان من فراسته ودقة دراسته للعدو الصهيوني، أنه حدد اليوم الذي تعتزم فيه إسرائيل أن تضرب ضربتها وهو يوم 5 حزيران 1967م، ونشر هذا التوقع في جريدة "العرب" الصادرة في بغداد يوم 1 حزيران 1967م، حتى أن المؤلف الإسرائيلي صاحب كتاب "الحرب بين العرب وإسرائيل" أثنى على عبقرية شيت خطاب ووصفه بأنه أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي، لكن لا يوجد من يستفيد منه.

اختير خطاب رئيسا للجنة توحيد المصطلحات العسكرية في الجيوش العربية، فدعا لوضع معجم عسكري موحد، وصدر المعجم في أربعة أجزاء، بثلاث لغات هي : العربية والإنجليزية والفرنسية. كما ألف كتاب "المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم"، وقد شارك في عضوية كثير من المجامع العلمية واللغوية والمؤسسات الإسلامية وتولى عددا من الحقائب الوزارية، فكان:

ـ عضو المجمع العلمي العراقي.

ـ عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

ـ رئيس لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية في جامعة الدول العربية.

ـ عضوا مؤسسا لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.

ـ عضوا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد بمكة المكرمة.

ـ وتقلد مناصب وزارية لعدة مرات.

وهو إلى جانب ذلك يكتب الشعر، وله فيه إسهام طيب، وإن كان مقلا فيه.

زار الكويت أواخر سنة 1969م وألقى سلسلة من المحاضرات منها "إرادة القتال" وعبر عن قناعته بأن الحكومات العربية غير جادة في محاربة إسرائيل، وتحدث عن الاضطهاد الذي يمارس ضد الشعوب، وتصرف الحكام في مقدرات البلاد وفق أهوائهم ونزواتهم، وابتعادهم عن التعبئة الإيمانية للجنود، فكانت الأغاني الوطنية القومية هي زاد الجنود، وصور الزعيم والممثلين والممثلات والمغنين والمغنيات هي سلاحهم، من هنا كانت الهزيمة الكبرى وضياع المقدسات، وانتهاك الحرمات. في وجهة نظره.


2. مؤلفاته
له أكثر من مائة وعشرين كتابا منها:

الرسول القائد ( صلى الله عليه وسلم )
الوجيز في العسكرية الإسرائيلية
حقيقة إسرائيل
دراسات في الوحدة العسكرية العربية
أهداف إسرائيل التوسعية في البلاد العربية
طريق النصر في معركة الثأر
الأيام الحاسمة قبل معركة المصير وبعدها
بين العقيدة والقيادة
الإسلام والنصر
عدالة السماء
تدابير القدر
تاريخ جيش النبي صلى الله عليه وسلم
دروس عسكرية في السيرة النبوية
غزوة بدر الكبرى
العسكرية العربية الإسلامية
المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم
الصديق القائد
الفاروق القائد
عمرو بن العاص
خالد بن الوليد المخزومي
قادة فتح المغرب العربي
قادة فتح مصر
القتال في الإسلام
جيش النبي صلى الله عليه وسلم
العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة
التصور الصهيوني للتفتيت الطائفي
التدريب الفردي ليلا
القضايا الإدارية في الميدان
تعريف المصطلحات العسكرية وتوحيدها
المجمع العسكري الموحد
الشورى في المواثيق والمعاهدات النبوية
ومضات من نور المصطفى
قادة فتح الجزيرة
قادة فتح فارس
إرادة القتال في الجهاد الإسلامي
الشورى العسكرية النبوية
قادة النبي صلى الله عليه وسلم
قادة فتح السند وأفغانستان
قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر
قادة الفتح الإسلامي في بلاد أرمينيا
سفراء النبي صلى الله عليه وسلم
عقبة بن نافع الفهري
قادة فتح بلاد الشام
قادة فتح بلاد الروم
قادة فتح بلاد الأندلس
الرسالة العسكرية للمسجد
دروس في الكتمان
أسباب انتصار الرسول القائد، صلى الله عليه وسلم
التوجيه المعنوي للحرب
الرقيب العتيد
اليوم الموعود
أقباس روحانية
نفحات روحانية
السفارات النبوية
أسرار الحرب العالمية الثانية
الأمثال العسكرية في كتاب "مجمع الأمثال"
أهمية توحيد المصطلحات العسكرية.

وله عدد كبير من الأبحاث والمقالات المنشورة في معظم الصحف والمجلات العربية والإسلامية.

3. مقتطفات من شعره
قال في رثاء جدته :

أجهدت نفسك فاستريحي قليلا ... قد كان عبئك في الحياة ثقيلا

نزلت عليك مصائب الدنيا ولو ... نزلت على جبل لخر مهــيلا

وجد القنوط إلى الرجال سبيله ... وإليك لم يجد القنوط سبيــلا

ولرب فرد في سمو فعالــــــه ... وعلوه خلقا يعادل جيــــــــلا

معركة جنين وقال بعد استرداد قواته لمدينة جنين من الصهاينة، وقبل انصراف قواته إلى العراق بعد الهدنة:

هذي قبور الخالدين وقد قضوا ... شهداء حتى ينقذوا الأوطانا

المخلصون تسربلوا بقبورهم ... والخائنون تسنموا البنيانــــا

لا تعذلوا جيش العراق وأهله ... بلواكم ليست سوى بلوانـا

أجنين يا بلـد الكرام تـجلـدي ... ما ضاع حق ضرجته دمانا

4. من أقواله
"لما ذهبت للدراسة في الكلية العسكرية بلندن، سألني عميد الكلية: لماذا قدمت؟

قلت : لتجديد معلوماتي العسكرية، ولتلقي أي جديد في العلم.

فعقب العميد علي كلامي : بل قدمت لتتعلم مغازلة الفتيات.

فكظمت غيظي وقلت في نفسي: إن هذا لا يلقي كلامه جزافا وإنما يحكم علي بما شاهده في سواي. ولما ذهبت إلى السكن المخصص لي، وجدت فراشا وفتاة تعمل على ترتيب غرفة نومي، فأنتظرت في البهو دون أن أعيرها أهتماما، حتى إذا خرجت تسألني:

هل لديك توجيهات؟

قلت : شيء واحد هو أن تحضري لأداء مهمتك حين لا أكون موجودا".

ويروي أيضا فيقول:

"بعد تخرجي ضابطا سنة 1937 م، كان من تقاليد الجيش أن تولم وليمة للضباط الجدد، وشهدت الحفلة مع زملائي، فجاء قائد الكتيبة وقد ملأ كأسا من الخمر، وأمرني أن أبدأ حياتي بشرب الخمر، وكان الليل قد أرخى سدوله، وكانت السماء صافية تتلألأ فيها النجوم، وكان قائد الكتيبة برتبة عقيد يحمل على كتفيه رتبته العسكرية وهي بحساب النجوم اثنتا عشرة نجمة، فقلت له:

إني أطيعك في أوامرك العسكرية، وأطيع الله في أوامره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنك تحمل على كتفيك اثنتي عشرة نجمة، فانظر إلى سماء الله لترى كم تحمل من النجوم.

فبهت القائد وردد : السماء.. السماء.. نجوم السماء!

ومضى غضبان أسفا، وشعرت بأن موقفي هذا ليس مصاولة بيني وبين القائد، ولكنها مباراة بين إرادة بشرا، وبين إرادة الله خالق البشر".

ويقول : "إن الدعوة التي تبناها المبشرون وعملاء الاستعمار وأذنابهم في إبعاد الدين الإسلامي عن الحياة، دعوة مريبة، هدفها إبعاد العرب عن الناحية المعنوية في حياتهم فالعرب جسم الإسلام وروحه، ولا بقاء للجسم بدون روح.

إن قوى هائلة تعمل على تحطيم هذا الجيل، وتفتيت قدراته وكانت قبل مقصورة على العدو الخارجي، أما اليوم فقد وجدت لها مرتكزات، لا تحصى في الداخل وإن ارتباط مستقبل هذا الجيل صعودا أو هبوطا بمدى التزامه هداية الإسلام، أو إعراضه عنه.

إن المسلمين اليوم في حاجة ماسة إلى قادة كخالد والمثنى وغيرهم إلا أن حاجتهم إلى العلماء العاملين أمس وأشد.

هناك أزمة ثقة بين الشيوخ والشباب.. ومرد ذلك إلى فقدان عنصر القدوة الصالحة في معظم الذين يعدون في الشيوخ ويظنون أن كل ما عليهم هو أن يحسنوا عرض الموعظة السطحية ولو كان سلوكهم الشخصي أبعد ما يكون عما يدعون إليه."

5. مواقفه:

كان للواء الركن محمود خطاب موقف مجيد في الدفاع عن اللغة العربية، ومحاربة الدعوة إلى اللهجة العامية الدارجة، والشعر الحر وأن الشعر الموزون المقفى هو من دعائم اللغة العربية، كما حارب الدعوة لكتابة العربية بالأحرف اللاتينية، ورحب بالجانب العلمي من الحضارة الغربية، ورفض ما عداه من المبادئ والأخلاق والعادات والسلوك الغربي الذي أنحدر إلى الحضيض في العلاقات الجنسية والإباحية وغيرها من المبادئ المادية وما تتركه من آثار على إنسانية الإنسان وروحه وسلوكه. وقد كانت الصهيونية أعدى أعدائه، ومحور تفكيره وهمومه، وكان يرى أن العلاج لها هو الجهاد، فإسرائيل لا تفهم غير لغة القوة وهي الطريق لتحرير فلسطين، وسحق إسرائيل العنصرية.

وأن الإسلام هو الحل لسائر القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية للأمة الإسلامية، ونحن أمة أعزنا الله بالإسلام، فإذا طلبنا العزة بغيره أذلنا الله، وأن الوحدة قدر والقدر أقوى من البشر، ويجب العمل للوحدة من أجل العزة والمجد، ومن أجل القضاء على إسرائيل.

6. قالوا عنه

يقول الدكتور يوسف إبراهيم السلوم:

"زرته بالمستشفى العسكري بالرياض عام 1410هـ قبل وبعد العملية التي أجريت له في القلب، ولمست منه الشجاعة الأدبية والإيمان القوي، والرضاء بالقدر، وصبره على الآلام، مع كبر سنه، ورغم ذلك كانت حقيبته لا تخلو من بعض المؤلفات الجديدة له، وتفضل مشكورا بإهدائي بعض النسخ منها، كان يتحدث مع زواره بروح عالية، فازددت تعلقا به، ومحاولة معرفة المزيد من سيرته و حياته، وكنت أتابع ما يصدر له من كتب ومؤلفات وبحوث ومقالات، فأجد فيها المعين لي في حياتي العسكرية لتأصيل العلوم والثقافة العسكرية حتى أصبحت مدرسة متميزة".

ويقول الأديب عبد الله الطنطاوي:

"عاش اللواء خطاب عصرا متفجرا من أعنف العصور، وكان نصيب العراق كبيرا من الحرائق والمعاول بعد فلسطين الذبيحة وكان اللواء خطاب شاهد القرن على تلك الكوارث والمآسي التي اجتاحت العراق والشعوب العربية والإسلامية، فكان ميلاد إسرائيل، ثم شهد هزيمة الأنظمة العربية في حرب حزيران/يونيو سنة 1967 م.

عاش محمود شيت خطاب عصره بكل ما فيه، وناله الكثير مما فيه وعاه بعقله وذكاء قلبه، وأسهم في إطفاء بعض الحرائق."

7. تكريمه
وفي حفل تكريمه ألقى الشاعر وليد الأعظمي هذه القصيدة :

اليوم أنشد في تكريم " محمود " شعرا يعبر عن حب وتمجـــــيد

أشدو به بين أهل الفضل مبتهجا ولا ابتهاجي في عرس وفي عيد

هذا سروري لم أنعم به زمنــــا مما أكابد من هم وتســـــهـيــــــد

موكل بهموم الناس أحملهــــــا وقرا على كاهلي المكسور أو جيدي

8. وفاته

في صباح اليوم الثالث عشر من شهر ديسمبر سنة 1998 م كان اللواء خطاب يجلس على كرسي عتيق تحت درج منزله، وجاءت ابنته تودعه قبل أن تغادر المنزل إلى الجامعة، طلب منها أن تجلس إلى جانبه لتقرأ سورة يس فجلست وجاءت زوجته وجلست وقرأت البنت سورة يس، وكان يقرأ معها، فأحس بجفاف في حلقه بعد الانتهاء من قراءة السورة، فطلب من زوجته أن تأتيه بكاس من الشراب، وأسرعت الزوجة إلى المطبخ وهي تسمع زوجها يردد : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله. وكررها مرارا ثم سكت، وأبنته تنظر إليه وتردد معه شهادة الحق، فأسرعت زوجته إليه لتراه كالنائم، قد أسلم الروح لبارئها. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 05-10-09, 04:17 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

بارك الله على الموضوع

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 08-10-09, 08:18 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ألمريقب
•¦ جندي ¦•

إحصائية العضو




ألمريقب غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

عندما يبدأ الإنسان خطوة لابد أن يتقن التخطيط لها وأن يختارها بعناية
فقد أتخذت قرار البداية معكم بتخطيط دقيق وقرار أعتبره حكيم
وذلك بأن أسطر أحرفي الأولى بالرد على هذا الموضوع الذي لا تقل المواضيع الأخرى عنه من حيث الأهمية ولكن بالنسبة لي أنا فردي هنا بالتحديد يعني لي الكثير لأن اللواء الركن خطاب يعني لي الكثير فقد نهلت من كتبه الكثير من المعلومات العسكرية والخبرات الاستراتيجية
ألف ألف شكر لك أخي الكريم الباسل ليس والله لشيئ ولكن لطرحك هذا الموضوع الذي تحدثت فيه عن علم من أعلاد حماة الدين وحراس العقيدة

أشكر الجميع ودمتم

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 09-10-09, 06:37 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البواسل
مشرف قسم العقيدة / والإستراتيجية العسكرية

الصورة الرمزية البواسل

إحصائية العضو





البواسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

بارك الله فيك أخي العزيز وحياك الله في منتدى البسالة وفي إنتظار مشاركاتك القيمة

 

 


البواسل

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

   

رد مع اقتباس

قديم 09-10-09, 06:43 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
البواسل
مشرف قسم العقيدة / والإستراتيجية العسكرية

الصورة الرمزية البواسل

إحصائية العضو





البواسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

بعد معركة جنين و بعد استرداد قواته لمدينة جنين من الصهاينة،
وقبل أنصراف قواته إلى العراق بعد الهدنة:


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اللواء الركن محمود شيت خطاب
يرحمه الله رحمةً واسعة


هذي قبور الخالدين وقد قضوا ... شهداء حتى ينقذوا الأوطانا
المخلصون تسربلوا بقبورهم ... والخائنون تسنموا البنيانا
لا تعذلوا جيش العراق وأهله ... بلواكم ليست سوى بلوانا
أجنين يا بلد الكرام تجلدي ... ما ضاع حق ضرجته دمانا

 

 


البواسل

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

   

رد مع اقتباس

قديم 09-10-09, 07:16 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

وثائق ومعلومات تنشر لأول مرة
المؤرخ اللواء محمود شيت خطاب.. يُنصف فلسطين ورجالاتها


نشرت هذه الحلقات الست في جريدة الوطن القطرية
ابتداء من يوم 21/5 وحتى 27/5/2007

نبيل خالد الأغا - الدوحة


ا
لحلقة الاولى 1/6

أعتذر بداية عن استعمال ضمير المتكلم في هذه المقالة، لكنني أدعم هذا الاستعمال الاجباري بمقولة أستاذنا المؤرخ الراحل اكرم زعيتر: "إن من يكتب يومياته او مذكراته يعنى بما اتصل به شخصيا، من أحداث مشاهدة او اسهاما او تعليقا فلا تثريب عليه في الحديث عن دوره وهواجسه لأن ذلك لزام محتوم بكل يوميات او مذكرات خاصة وفي اجتهادي ان حجب بعض الثناء باصطناع التواضع او اغفاله دفعا لشبهة التمدح هو ادنى الى .الجحود وان في اثباته تحدثا بنعمة الاخاء وعرفانا للجميل"


***
ارتبطت منذ وقت مبكر من حياتي بشخصية عربية فكرية وعسكرية مرموقة وفاعلة وبرغم فارق السن بيننا الذي وصل الى ثلاثة عقود تقريبا الا ان ذلك الفارق كان دافعا ذاتيا وحافزا قويا لمزيد من التواصل والتآخي بيني وبينه.

كنت انظر اليه نظرة تلميذ متيم بأستاذه، أقرأ كتبه ومقالاته بنهم وشغف واتحدث بفخر واعتزاز عن علاقتي بصاحب هذه الشخصية الجذابة والمتعددة الخصال والمواهب
وكان الاستاذ من جانبه يعاملني معاملة الاب الحنون لابنه الودود يشجعني ويبارك خطواتي الايجابية ويدعو الله تبارك وتعالى ان يشملني ببركته ويسدد بالتوفيق خطوتي
هذه تماما صورة مصغرة عن العلاقة الحميمة التي ربطتني بالمؤرخ المعروف والعسكري الفذ اللواء الركن محمود شيت خطاب أحد اشهر أعلام التاريخ والثقافة العربية والاسلامية في القرن العشرين

اضاءة على شخصية اللواء خطاب

وقبيل ان اخوض في تفاصيل ومعطيات هذه العلاقة اود الاشارة والاشادة بمناقب وعطاءات اللواء خطاب الذي ولد في مدينة الموصل "ذات الربيعين" في عام 1919م، وحصل على اجازة الماجستير في كلية الأركان ببغداد عام 1947، إضافة إلى دبلوم الدراسات العسكرية العليا بدرجة ممتاز، وإحرازه الترتيب الأول على نحو مائة ضابط في دورة كلية الضباط الأقدمين في لندن عام 1955 ومن جنسيات مختلفة، وهي واحدة من أربع وعشرين دورة تدريبية عسكرية شهدها في العراق وبريطانيا وشمال افريقيا.

وشارك اللواء خطاب في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد القوات البريطانية في العراق عام 1941، وتطوع للقتال في فلسطين عام 1948 وبقي في مدينة جنين الفلسطينية الباسلة أكثر من عام ثم عاد إلى العراق بعد إعلان الهدنة بين اسرائيل والدول العربية التي خاضت الحرب معها

وخلال حكم عبدالكريم قاسم في العراق اعتقل اللواء خطاب عام 1959 بسبب معارضته للحكم الشيوعي آنذاك وتم الافراج عنه بعد اعتلال صحته من آثار التعذيب الوحشي الذي تعرض له، وعندما تولى المشير عبدالسلام عارف الحكم في العراق أعاد له اعتباره وعينه في منصب وزاري لم يمكث فيه طويلا بالنظر لزهده في المناصب كلها فاستقال وتفرغ للعلم والتأليف

وفي عام 1968 تولى في القاهرة منصب رئيس لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية بإشراف جامعة الدول العربية، وفي عام 1974 عاد إلى العراق ومكث فيها بقية حياته، وواجه أثناءها شتى صنوف القهر المادي والمعنوي لأنه لم يكن على وفاق البتة مع نظام الحكم البعثي في العراق، وظل على تلك الحال البئيسة حتى توفاه الله تعالى في اليوم الثالث عشر من شهر ديسمبر عام 1998 بعد أن عاش نحو ثمانين عاما.

وقد تميزت حياته بعطاء ثر، ونتاج فكري غزير، وأسهم بجهد وافر في إثراء الحركة الثقافية والعلمية في العراق والوطن العربي، وألف المجلدات الضخمة غير المسبوقة في التاريخ العسكري العربي والإسلامي، والمعجم في المصطلحات العربية والإسلامية ورئيس لجنة القرآن الكريم بالأزهر الشريف، وعضو المجامع العلمية ببغداد ودمشق والقاهرة وعمان ورئيس لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية.

وبحسب ما أشارت إليه المصادر الموثوقة فإن للواء خطاب أكثر من أربعمائة كتاب وبحث بين منشور ومخطوط، وقد أعيدت طباعة بعض كتبه مرات ومرات، وهناك مجموعات من الكتب المخطوطة التي لم تطبع في حياته، وأتمنى بهذه المناسبة، بل وأناشد من يهمهم الأمر من كرام العرب سواء أكانوا من ذوي الجاه أو من ذوي السلطان أو من كليهما معا ان يهبوا وينهضوا باحتواء تلك المخطوطات وطباعتها ليتسنى الاستفادة منها، هذا على اعتبار انها مازالت موجودة، ولم تتعرض للضياع وللنهب الذي يتعرض له عراقنا الحبيب في هذا الزمن التعيس.

بداية المودة

بالنظر لإعجابي وتقديري للقائد الشهير عبدالقادر الحسيني رائد الكفاح المسلح في
فلسطين فقد كنت أطمح لتأليف كتاب عنه، فبرغم شهرته الفائقة إلا أن المكتبة العربية حتى عام 1968 كانت تفتقر لمثل ذلك الكتاب، وكنت يومئذ حديث التخرج في جامعة القاهرة ولتحقيق ذلك الطموح الذي كان يموج في صدري اعتمرت عائلة الشهيد الحسيني التي كانت تقيم يؤمئذ اقامة دائمة في القاهرة وتحديدا في ضاحية مصر الجديدة. فأشارت عليّ زوجة المجاهدة وجيهة الحسيني (أم موسى) وابنته السيدة هيفاء الاتصال باللواء الركن محمود شيت خطاب لأنه يملك الكثير من المعلومات العسكرية عن الشهيد عبدالقادر بالنظر لمشاركته في حرب فلسطين عام 1948 ضمن القوات العراقية في منطقة المثلث. ولم يتسن لي حينئذ الالتقاء بأبناء الشهيد لأن الابن الاكبر الدكتور موسى كان يعمل طبيبا في شركة "آرامكو" العملاقة بالسعودية. كما ان نجليه فيصل وغازي - الاثنان من مواليد بغداد - كانا خارج مصر ايضا، لكنني التقيتهم جميعا فيما بعد وتوطدت صلتي الاخوية بهم وحصلت منهم على معلومات وصور وثائقية مهمة.

ويشهد الله تعالى انني فرحت ساعتئذ فرحا غامرا لسببين اثنين: اولهما انني سأحصل من اللواء خطاب على معلومات حية وصادقة، وثانيهما لأنني سأتشرف بمعرفة شخصية عربية مميزة قرأت عنها الكثير، وتعلمت منها الكثير، وظهرت على شاشة ذاكرتي على الفور اسماء بعض كتبه التي شدتني اليها خاصة كتابه المميز "الرسول القائد" وايضا كتاب "قادة النبي" وهاتفته على الفور


فرحب بلقائي وفرح كثيرا حينما اخبرته عن طبيعة مهمتي، واتفقنا على ساعة مسائية معينة فالتقيته في بيته بمصر الجديدة. وتهيبت من لقائه وأوجدت في نفسي تبريرا نفسيا لذلك التهيب، فتساءلت في سري: أين انت ايها الشاب الفلسطيني السائر على باب الله المدعو نبيل خالد الاغا من المفكر المجاهد العملاق اللواء الركن محمود شيت خطاب؟

ورسمت في مخيلتي ابعاد ذلك اللقاء المرتقب المسكون بالقلق ولفتت انتباهي كلمة "شيت" التي تتوسط اسمه الكامل والتي ربما تكون اسما لوالده ما معناها؟و ربما تكون لهجة عراقية ولكن لم لا تكون كلمة عربية فصيحة؟
وبحثت عنها في" المعجم الوسيط "فاذا الشيت تعني ضربا من النسيج الخفيف المنقوش المصنوع من القطن

وذهبت في الموعد المحدد وخلال اللحظات الاولى للقاء تبخرت والى الابد سحائب القلق والرهبة التي داهمتني لتحل محلها واحات السكينة والطمأنينة والالفة لقد اسرني بتواضعه ووقاره وزهده
حاولت في البداية اطراء ما قرأت من مؤلفاته فلمست فيه ازورارا واعراضا عن اطراءاتي معتمدا على عدم تحبيذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمثل هذا النوع من المديح وبلباقته ادار دفة الموضوع وحولها الى الحديث عن بطولة الشهيد عبدالقادر الحسيني وافاض في شرح شخصيته العسكرية الفذة وفي جهاد شعب فلسطين وتحدث بحميمية لافتة عما لمسه شخصيا من بطولة ذلك الشعب خلال وجوده في مدينة جنين باعتباره كان الحاكم العسكري العراقي فيها خلال عام 1948 وهم جزء من اهل فلسطين الذين افتقدوا لمثل هذه الشهادة الممهورة في سجل التاريخ والتي تكاد لا تجد لها صدى مسموعا في ظل المؤامرة الكبرى التي لم تستهدف فقط اضاعة فلسطين وتشريد شعبها بل التشكيك في مصداقية هذا الشعب في دفاعه عن حقوقه المشروعة ولكن ستبقى شهادة المؤرخ المنصف محمود شيت خطاب وامثاله من المؤرخين الصادقين اوسمة مجد وفخار تزين هامات الفلسطينيين على مدى التاريخ

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس

قديم 09-10-09, 07:20 PM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

2/6

ورد ضمن شهادة اللواء محمود شيت خطاب عن الشهيد عبد القادر الحسيني قوله خلال الاحتفال المهيب الذي جرى أمام النصب التذكاري لشهداء العراق عند مثلث جنين - نابلس - قباطيا تمجيده لبطولة جنين وأهلها:

أجنين إنك قد شهدت جهادنا وعلمت كيف تساقطت قتلانا
أجنين لا أنسى البطولة حية لبنيك حتى أرتدي الأكفانا
أجنين بلد الكرام تجلدي ما مات ثأر ضرجته دمانا
لا تعذلوا جيش العراق وأهله بلواكم ليست سوى بلوانا
ان السنان يكون عند مكبل بالقيد في رجليه ليس سنانا

واختتم الشاعر الفارس قصيدته بقوله:
المخلصون تسربوا بقبورهم والخائنون تسنموا البنيانا
ان الخلود لمن يموت مجاهدا ليس الخلود لمن يعيش جبانا
هذا جزء من شهادته شعرا اما شهادته النثرية فقد ورد جزء منها في كتاب "جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن" لمؤلفه المرحوم صالح مسعود بويصير وزير الخارجية الليبية التي كان يستقلها الذي استشهد فيما بعد اثر اسقاط الطائرة المدنية الليبية التي كان يستقلها من قبل سلاح الجو الاسرائيلي ابان احتلال اسرائيل لشبه جزيرة سيناء بداية عقد السبعينيات، وقد سجلت جانبا مما سمعته من اللواء خطاب شخصيا في كتاب "مدائن فلسطين: دراسات ومشاهدات" الذي صدر عام 1993 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت وقد أوردت شهادات اللواء خطاب في معرض حديثي عن "مدينة جنين .. الماء والخضرة والوجه الحسن" ولا أرى بأسا من "

ايراد بضعة اسطر مما ورد على لسانه:
"وإني لأشهد بأن الفلسطينيين كانوا جنودا بكل ما في الجندية من معاني الضبط والنظام والتضحية والفداء، وكانوا ملء العين قدرا وجلالا وبطولة وشجاعة، وقد اتاحت لي الظروف ان اتولى منصب الحاكم العسكري لمدينة جنين، بالاضافة إلى منصبي ضابط ركن، جحافل اللواء العراقي الرابع، فأصبح اتصالي مباشرا بأهل المدينة، والنازحين إليها من منطقة حيفا من الفلسطينيين المدنيين.

كما ان اهل جنين يرعون العراقيين رعاية لا توصف، بيوتهم مفتوحة للجميع، يتلقونهم فيها بالاحضان، ويغدقون عليهم من كرمهم وأريحيتهم فكانوا بحق أهلهم بعد أهلهم"

الشهيد الحي عبد القادر الحسيني

لقد كان للمعلومات الجيدة التي استقيتها من فقيدنا الراحل وكذا توجيهاته وتشجيعه الاثر الطيب في صدور الكتاب المرتجى عام 1980 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت بعنوان قضية فلسطين في سيرة بطل "الشهيد الحي عبد القادر الحسيني"، والذي كان باكورة مؤلفاتي واستغرق تأليفه وجمع مادته الوثائقية النادرة من القدس والقاهرة ودمشق وبغداد وعمان والدوحة نحو عشر سنوات، ولقد كان لأخي وصديقي الناقد العروبي المعروف رجاء النقاش فضل كبير في طباعة الكتاب ونشره بواسطة المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت حيث كانت تربطه علاقة ود حميم مع مدير المؤسسة ومؤسسها الشهيد عبدالوهاب الكيالي وأخيه الاستاذ ماهر مدير المؤسسة حاليا.

جدير بالذكر أنني أثناء إعداد مادة الكتاب طرقت أبواب المكتبات الرسمية في العواصم الآنفة ونفضت طبقات الغبار المتراكمة على الكتب والدوريات المتعلقة بالموضوع إضافة الى اتصالي الشخصي المباشر وغير المباشر عبر الرسائل المتبادلة بشخصيات معينة كان لها دور جهادي فاعل أو دور معلوماتي مهم ومن أبرزهم الفضلاء الذين أحسبهم اليوم ينعمون بالنعيم المقيم مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا: الحاج محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين الاكبر ورئيس الهيئة العربية العليا لفلسطين (ابن أخته الشهيد عبد القادر الحسيني) المجاهد الدكتور قاسم الريماوي، المجاهد كامل عريقات (رئيس مجلس النواب الأردني فيما بعد) القائد الاردني المجاهد عبدالله التل، المجاهد بهجت أبو غربية، المجاهد حلمي أحمد الاغا، المجاهد عبد الرحمن علي شحدة (من قرية لفتا) المجاهد صبحي ياسين، الشاعرة أسمى طوبي، الاستاذ محمد رفيق اللبابيدي (أحد زملاء الشهيد عبد القادر الحسيني أثناء دراستهما في الجامعة الاميركية بالقاهرة) وكذلك الحاج رشاد الشوا رئيس بلدية غزة الاسبق وزميل الشهيد بالجامعة الأميركية والاستاذ محمود الشريف صاحب "الدستور" الأردنية، والمحامي اميل الغوري وغيرهم
هذا اضافة الى وزارة الإعلام العراقية الممثلة في شخصية السيد عامر رشيد السامرائي حيث أمدتني بأسماء بعض الشخصيات العراقية التي كانت مقربة من الشهيد الحسيني أثناء إقامته في بغداد مع عائلته وهم الفضلاء عبدالله عبد المجيد، طالب مشتاق، عبد المحسن شنشل، الذين وافوني بمعلومات غاية في أهميتها.

واهتبل هذه الفرصة لأوصل رسالة ائتمنتني عليها المجاهدة الصابرة المرحومة السيدة وجيهة الحسيني (أم موسى) حيث قالت لي: يا بني . ناشدتك الله إذا ما تحدثت في كتابك عن فترة اقامتنا في العراق فلا تنس أن تذكر أهل العراق بكل خير فهم والله العظيم أهل شهامة ومروءة وكرم، وقد أغرقونا بأفضالهم، وأدعو الله تعالى أن يثيبهم عنا خير الثواب وأجزله.

وهأنذا قد بلغت الرسالة للمرة الثانية يا أم موسى فلتهنأ نفسك ولتقرّ عينك.

وعودة ثانية الى الكتاب المطبوع حيث وصلتني عدة نسخ منه عن طريق أخي الاستاذ رجاء فبادرت بإهدائه النسخة الأولى اعترافا بفضله في طباعة ونشر الكتاب بينما أهديت نسخة أخرى الى اللواء خطاب وطلبت منه في حال إعجابه بالكتاب أن يتكرم بكتابة مقدمة الطبعة الثانية لأن الطبعة الأولى صدرت دون مقدمة بل مجرد إهداء (الى الفارس المغوار الذي سيغرس لواء التحرير على ربوة القسطل اليه والى كل فارس صدوق أهدي سيرة القائد الباسل عبد القادر الحسيني).

وفور تسلمه الكتاب بادر بكتابة الرد التالي الذي أنقله حرفيا عن الرسالة الاصلية والتي تضمنت شكره لي مرتين أولاهما على ارسال الهدية (الثمينة) والثانية على كتابتي عن الشهيد عبد القادر كما تضمنت تأكيده على وعده السابق بكتابة مقدمة الطبعة الثانية في حال عزمي على إعادة الطبع (عزمت مرارا على إعادة طبعه لكن الضغوط الحياتية حالت دون تحقيق ذلك) وكذلك اشارته الى وجود بعض الاخطاء المطبعية واللغوية الطفيفة.

الوثيقة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأعز الاستاذ نبيل خالد الاغا - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلمت رسالتكم الكريمة المؤرخة في 8 رمضان 1400 مع نسخة من كتابكم القيم: الشهيد الحي عبدالقادر الحسيني عليه رحمة الله
واشكركم مرتين: على هديتكم الثمينة اولا وعلى كتابتكم عن هذا الشهيد، فقد تكاسل غيرك عن الوفاء بحقوق امثاله الابطال، وبعد مدة من الزمن يدخلون في طي النسيان، فلا يعرفهم احد، وينساهم الناس، فجزاكم الله خير الجزاء
ولا ازال عند وعدي في كتابة المقدمة فاذا عزمت على اعادة طبعه فأخبرني حتى اقوم بقسط من واجبي تجاه البطل الشهيد وتجاه الكاتب الوفي
ولقد رضيت عن الكتاب بصورة عامة واعتقد انكم لاحظتم الاخطاء المطبعية وهي واضحة جدا وهنات الكتاب اللغوية طفيفة يمكن تداركها وما عدا ذلك فالامر سائر على احسن حال في التبويب والترقيم وحشد المعلومات.
وعدني المسؤول عن الصحافة في سفارة قطر هنا ان يبعث لي مجلة الدوحة ولكنه لم يف بوعده فسكت عن المطالبة بها ووجودك فيها ضمان لها وسند
سلامي على الاهل والاصدقاء رعاكم الله ووفقكم
العنوان
العراق- بغداد- اليرموك
أخوكم
محمود شيت خطاب

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس

قديم 09-10-09, 07:23 PM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

3/6

.. ومضت الأيام وشاءت ارادة الله تبارك وتعالى ان تشهد الدوحة انعقاد المؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النبوية بمناسبة بداية القرن الهجري الخامس عشر، وكنت يومئذ اشغل منصب سكرتير تحرير مجلة الدوحة الثقافية الشهرية، فسعيت للقاء اخي الأكرم محمود شيت خطاب الذي شارك في أعمال المؤتمر وقدم بحثا مهما بعنوان "تاريخ جيش النبي صلى الله عليه وسلم"

وقد اكتسبت فرصة وجوده في الدوحة وسعدت بلقائه مرات عديدة وأجريت معه حوارا صحفيا مسهبا تم نشره في عدد شهر ابريل 1980 بمجلة الدوحة ذاتها.

وردا على أحد الأسئلة أجاب بقوله: إن من واجب العرب ان يدرسوا تاريخ الحروب ليأخذوا منها العظات والعبر، وعلى العرب ان ينتجوا السلاح النووي ليصاولوا به العدو الصهيوني دفاعا عن انفسهم وحقوقهم واستنقاذا لأرضهم وعرضهم وإلا فسيصبحون لاجئين اليوم أو غدا، اني أنذر فهل من سميع مجيب أم على قلوب أقفالها؟

وحتى ندرك مدى مصداقية رؤية اللواء خطاب علينا مراقبة ما حدث من محن للوطن العربي بعد ادلائه بآرائه تلك،
وكنت قد اتفقت معه للمساهمة بكتابة مقال شهري تركت له حرية اختيار موضوعه حسب الاتجاه العام للمجلة فبرَّ بوعده.

الوثيقة الثانية
تتضمن هذه الوثيقة عدة نقاط مهمة هي: اخباري بأن اللواء خطاب كتب مقدمة الطبعة الثانية فعلا وبعثها لي.
- اطراؤه لي شخصيا واعتباري ولده يفرح بلقائي ويسر كثيرا بمقالاتي التي كنت انشرها بصورة مستمرة تحت عنوان "وجه مدينة من فلسطين" ويعتبرها "مقالات من اعصاب لا من كلمات تهز من يقرؤها هزا."
- تأكيده على مواصلة الكتابة إلى مجلة الدوحة (مختارا البحوث التي توقظ العرب وتطلعهم على الواقع لا المقالات التي تسليهم وتدغدغ أحلامهم.)
- عبر عن فرحه بتولي الاستاذ رجاء النقاش رئاسة تحرير المجلة، ووصفه بأنه "طيب جدا، وأسلوبه واضح، وفي مقالاته حياة، وسينجح في مهمته بإذن الله"
- وجه لي دعوة لزيارة العراق وأحل ضيفا على (أخي) أو (عمي) في (داري) ببغداد"
وهذا هو النص الحرفي للوثيقة الثانية:
الوثيقة الثانية
21 ربيع الآخر 1401
26 فبراير
1981

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأعز الاستاذ نبيل رعاه الله وحماه
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تسلمت رسالتكم أمس، بعد ان امضت في تطوافها بالبريد شهرا كاملا، فسرّنى ان تكونوا مع الأهل على أحسن حال والحمد لله.
لقد كتبت مقدمة كتابكم: الشهيد الحيّ عبد القادر الحسيني عليه رحمة الله، وبعثت بها إليكم، وأعتقد أنها وصلت إليكم، وأرجو أن تكون قد أعجبتكم، فقد كان المرحوم صديقي، وكان أهله أصدقائي من بعده، وطالما زرتهم في دارهم بمصر الجديدة، أما أنت فأعتبرك ولدى وأفرح بلقائك وأسر كثيرا بمقالاتك وبخاصة الفلسطينية منها، فهي مقالات من أعصاب لا من كلمات تهز من يقرؤها هزا.

وسأواصل الكتابة إلى المجلة، مختارا البحوث التي توقظ العرب وتطلعهم على الواقع لا المقالات التي تسليهم وتدغدغ احلامهم، والتوفيق والتسديد من الله عز وجل
ولم اطلع على مقالاتي المنشورة، لأن وصول المجلة إلى الباعة غير منتظم، فأرجو ان تبعثوا لي بنسختين من كل عدد فيه مقال لي ابتداء من أول ما نشر عندكم، وسأكون لكم شاكرا
وقد فرحت بتولي الاستاذ رجاء النقاش رئاسة تحرير المجلة، فهو طيب جدا، وأسلوبه واضح، وفي مقالاته حياة، وسينجح في مهمته، بإذن الله، أرجو ان تبلغوه تحياتي وتقديري
سلامي على أهلك وأولادك ومن حولك ومن تحب، وأرجو إخباري بوصول مقدمة كتابكم إليكم، وإخباري بما تريد، وياحبذا لو قدمت العراق وحللت ضيفا على أخيك أو عمك في دارك ببغداد، وهاتفي 0551496 للاتصال بي متى شئت
والسلام علكيم ورحمة الله وبركاته.
بغداد - اليرموك
محمود شيت خطاب

الوثيقة الأكثر أهمية
هذه الوثيقة هي محور الرحى، والعمود الفقري لهذا الموضوع برمته، ولا مندوحة من ابراز بعض الحقائق قبل الإبحار في أعماق الوثيقة حسب الاتفاق الأخوي الذي تم بيني وبين اللواء الركن محمود شيت خطاب فقد تعهد بكتابة مقدمة الطبعة الثانية من كتاب "الشهيد الحي عبد القادر الحسيني"
وبرغم صدور الطبعة الثانية .. الا ان المقدمة " أو الوثيقة" لم تنشر فيها!! ولا أمتلك تفسيرا لذلك الا باعتباره إرادة الهية بحتة ورب سائل يقول: ولماذا؟
وبنفس المنطق أجيب بأن ارادة الله تعالى شاءت ان يطبع الكتاب عام 1986 في شمال فلسطين المحتلة منذ عام 1948 وتحديدا في مدينة عكا وليس في عمق العاصمة اللبنانية بيروت كما حدث عند صدور الطبعة الأولى عام 1980 ولكن كيف حدث ذلك؟
برغم مرور أكثر من ربع قرن على صدور طبعة بيروت الا ان الطبعة البيروتية الثانية لم يكتب لها الصدور حتى كتابة هذه السطور في شهر مايو 2007م اقرر هذه الحقيقة بداية ومضيفا إليها حقيقة ثانية بأن ما من كتاب صدر عن الشهيد عبد القادر الحسيني بعد ذلك إلا واعتمد مؤلفه على كتابي كمصدر اساسي لتوثيق كتابه حتى ان احد الباحثين ذكر اسمي تحديدا أو اسم كتابي ثلاثا وعشرين مرة في متن كتابه عدا المرات التي غفل فيها عن ذكر أي من الاثنين.

كما ان "الموسوعة الفلسطينية" التي صدرت في دمشق عام 1984م وضعت اسمي واسم كتابي "قضية فلسطين في سيرة بطل الشهيد الحي عبد القادر الحسيني" أول مرجع رجعت إليه في كتابة معلوماتها عن عبد القادر الحسيني، و"المرجع" الثاني مجلة "شؤون فلسطينية" والثالث والأخير مجلة "العربي" الكويتية، وذلك في المجلد الثالث من الموسوعة وتحديدا في الصفحة رقم مائة وسبعين.
أقول هذا من باب التقرير والاعتزاز ليس إلا
ولكن .. لماذا تم طبع الكتاب في عكا الحبيبة تحديدا؟


 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس

قديم 09-10-09, 07:26 PM

  رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

4/6

في عام 1984 اعتمرت العاصمة الأردنية قادما اليها من الدوحة وذلك دأبي صيف كل عام. وكنت قد وعدت شاعرة فلسطين النابغة فدوى طوقان أن أزورها في بيت شقيقتها حنان بجبل الحسين لتنسيق مساهمتها الادبية في مجلة الدوحة بناء على اتفاق مسبق مع الاستاذ رجاء النقاش

واستقبلتني استقبالا محفوفا بكل مظاهر التقدير والترحيب وأهدتني نسخة من ديوان أخيها الشاعر الاشهر ابراهيم عبد الفتاح طوقان الذي طبع يومئذ حديثا في عمان وكتبت عليه إهداء رقيقا هذا نصه: هدية إلى الأخ العزيز الاستاذ نبيل الأغا، ذكرى أول لقاء في عمان مع كل الاعزاز والمودة. فدوى طوقان 24 أغسطس 1984

ونقلت لي أثناء الزيارة تحيات الاستاذ يعقوب حجازي صاحب ومدير "مكتبة الأسوار الكبرى" في عكا ورغبته في اصدار الطبعة الثانية من كتاب "الشهيد الحي عبد القادر الحسيني" معتذرا سلفا - في حال موافقتي - عن تقديم أي مبلغ مادي مقابل ذلك!!

حقيقة شعرت باعتزاز وفرح غامرين من جراء ذلك الخبر المبهج، فإن مجرد وصول الكتاب الى ذلك الجزء الغالي من فلسطيننا يعتبر مكسبا وطنيا مشرفا، فوافقت على الفور مع رجاء التكرم بتزويدي بعدة نسخ من الكتاب في حال صدوره، وقد تم ذلك فعلا

وصدر الكتاب في طبعته الثانية بعد عدة شهور من الاتفاق الشفوي، وهكذا لم يقدر لهذه المقدمة - الوثيقة - أن ترى النور ولأن ما تضمنته من شهادات ومعلومات صادرة عن مؤرخ اسلامي عسكري له وزنه ومكانته في الوطن العربي فلا بد أن ترى النور ليطلع عليها القراء ويغتني بها المختصون في دراساتهم وبحوثهم عوضا عن بقائها حبيسة الادراج والملفات
فما أهم العناصر التي تضمنتها المقدمة/ الوثيقة؟

أولا: شاب فلسطيني زاره في شقته المتواضعة بمصر الجديدة في ليلة من ليالي عام 1970 وحدثه بأنه يعمل منذ سنوات في تأليف كتاب عن الشهيد عبد القادر الحسيني ولاحظ اندفاعا وحماسا لدى الشاب وعبر اللواء الخطابي عن فرحه بهذا المشروع المثمر.

ثانيا: التاريخ العربي يعج بصنوف كثيرة من الأبطال من أمثال الحسيني وذكر أن نسبة الشهداء ثمانون بالمائة من مجموع الصحابة الكرام.

ثالثا: رجع الى التاريخ الحديث الذي نكب فيه العرب والمسلمون بالاستعمار، وكان من خططه إسدال الستار على البطولة الحركية في تاريخنا المجيد.
وأشاد اللواء خطاب ببطولة الفلسطينيين الذين ما هانوا ولا استكانوا وتذرعوا بالصبر الجميل.

رابعا: مضت السنون دون اتصال بين الاثنين وأثناء انعقاد مؤتمر السيرة والسنة في الدوحة (الذي شارك فيه اللواء خطاب) فوجىء بالشاب الفلسطيني يزوره ويخبره بأن الكتاب سيصدر قريبا، وبعد فترة وجيزة وصله الكتاب فعلا وهزه الفرح بصدوره هزا عنيفا وعكف على قراءته واطلاع أصدقائه في بغداد عليه.
خامسا: تحدث عن الكتاب القيم الذي لا يخلو من الأخطاء المطبعية واللغوية القليلة جدا

وتحدث عن صاحب السيرة الشهيد عبدالقادر الحسيني أثناء فترة وجوده في بغداد عام 1938، والذي مازال أصدقاؤه وتلاميذه يذكرونه بفائق التقدير والاحترام، فقد علمهم الإخلاص كما علمهم العلم، وحضر أثناء ذلك دورة لضباط الاحتياط فأصبح ضابطا واستطاع أن يُكَوِّن جماعة ضخمة من العراقيين المتحمسين الذين شاركوا فيما بعد في مواقع مختلفة في العراق وفلسطين
سادسا: إنصافا للتاريخ ولأقدار الرجال العرب والمسلمين المجاهدين قال: إن البطل عبدالقادر الحسيني كان حسنة من حسنات مفتي فلسطين الأكبر الحاج أمين الحسيني، فقد كان الحسيني الكبير يرعى الحسيني الصغير رعاية لا حدود لها.

وشهد اللواء خطاب شهادة تاريخية من واجب المؤرخين الذين يتناولون شخصية الحاج أمين الحسيني ان يدونوها في صلب شخصيته اعترافا بفضله، وكذلك بالنسبة للمؤرخين الذين يؤرخون لثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الانجليز (عام 1941) (1)، وورد قوله حرفيا "لقد عرفت الحاج أمين الحسيني عن كثب حين كنت ضابطا صغيرا في ثورة رشيد عالي الكيلاني، ولمست صلته العارمة بالفرسان الأربعة وبرشيد عالي الكيلاني، وأستطيع أن أؤكد أن الحسيني الكبير كان روح الثورة العراقية، ودماغها المفكر، وكان قادتها يأخذون بتوجيهاته وينفذونها فورا، ويحتفلون بها أيما احتفال."

وتحدث بعد ذلك عن الخلاف الذي نشب بين الرجلين أثناء وجودهما في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، وقرر اللواء خطاب بعد حديثه معهما عن أسباب ذلك الخلاف أنه "اختلاف الرأي الذي يراد به البناء، لا اختلاف المبادئ الذي يراد به الهدم."
وتحدث بعدئذ بإسهاب عن شخصية الحاج أمين الحسيني، خاصة بعد سقوط القدس في السادس من يونيو عام 1967، وزيارته له بمقر إقامته بلبنان، وثباته على مبادئه وعدم تزحزحه عنها حتى ذهب إلى جوار ربه.

ثم عرج على "أشباه الرجال" الذين يتطاولون على الحسيني الكبير ليغطوا عيوبهم، وليشاركوا في تحطيم الشخصيات العربية الإسلامية خدمة للمستعمر لكنهم فشلوا

سابعا: تحدث بإسهاب ومدح باستفاضة شخصية المؤلف، نختصرها بقوله جزاه الله خيرا "وبكلمات معدودات فإن نبيل خالد الأغا هو العربي الأصيل، المسلم الحق، المجاهد الصادق، يعيش لخدمة هذه المثل العليا، ولولاها لما كان لحياته قيمة ولا معنى"
ثامنا: لنتأمل نصوص الوثيقة/المقدمة، ونتدبرها ببصر وببصيرة وهذا نصها الحرفي:

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة كتاب الشهيد عبدالقادر الحسيني
اللواء الركن: محمود شيت خطاب
-1-
في ليلة من ليالي سنة 1390هـ (1970) زارني شاب فلسطيني في شقتي المتواضعة التي تقع بمصر الجديدة بالقاهرة وحدثني بأنه يعمل منذ سنوات في تأليف كتاب عن الشهيد عبدالقادر الحسيني. ولمست في الشاب الزائر حماسة واندفاعا وصدقا وايمانا وعزما وتصميما ففرحت بلقائه أعمق الفرح وبمشروعه المثمر اعظم السرور. وسر فرحي بلقاء هذا الشاب ما لمسته فيه من حيوية متدفقة وجَدَتْ لها متنفسا في التأليف وعهدي لداته في شغل شاغل عما يفيد بما لا يجدي ولا يفيد.
وسر فرحتي بمشروعه المثمر ان الامة العربية انجبت ابطالا في هذا العصر وفي كل عصر فلم يقابلوا من بني جنسهم بما يستحقون من اكبار وتقدير وكان نصيب اكثرهم العقوق والنسيان. وتكريم الابطال في حياتهم وبعد موتهم لا يقتصر نفعه على اشخاص الابطال بل يشمل الشباب بخاصة ومختلف افراد الشعب. فإن هذا التكريم يشجع الآخرين على اقتفاء آثار الأبطال عملا وتضحية وفداء. أما اذا تنكرت الشعوب لأبطالها فاقرأ على تلك الشعوب السلام.
-2-
والتاريخ العربي الاسلامي يعج بصنوف كثيرة من الابطال يندر ان نجد امثالهم كَمَّا ونوعا في سائر التواريخ لمختلف الامم القديمة والحديثة.
وكان العربي قبل الاسلام يفخر بخصلتين: الشجاعة والكرم، والذين يدرسون كتب الانساب العربية يجدون ان اغلب العرب ماتوا بحد السيوف ولم يموتوا على فراشهم وكان شعارهم: النار ولا العار.
وجاء الاسلام فنظم هذه الشجاعة فجعل الشهادة من اجل العقيدة ولم يبق الموت من اجل حماية الذمِّار.
والكتب التي سجلت سير صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كطبقات ابن سعد وأسد الغابة والاصابة والاستيعاب تشير الى أن كل خمسة من الصحابة الكرام استشهد منهم أربعة اي ان نسبة الشهداء ثمانون بالمائة من مجموع الصحابة عليهم رضوان الله، فلا تسأل كيف تم الفتح الاسلامي بهذه السرعة المذهلة، فالفتح الذي اذهل العالم تحقق بالشهداء لا بالكلام
ولا أعرف عقيدة من عقائد السماء والارض كرمت الشهداء كما كرمهم الاسلام في إسباغ مبدأ الحياة الدائمة المستمرة عليهم: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون" "الآية الكريمة من سورة آل عمران 3-169

هامش: استمرت الثورة التي حملت اسم قائدها رشيد عالي الكيلاني نحو شهرين، ساعد الألمان خلالها الثوار العراقيين وكانت تهدف لتحرير العراق من الاحتلال البريطاني، بدأت الثورة في 2 إبريل (نيسان) 1941 وتسلم الكيلاني السلطة، لكن الانجليز تدخلوا عسكريا وأسقطوا حكومته في 30/5/1941م.

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس

قديم 09-10-09, 07:28 PM

  رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

5/6

فيما يلي نواصل نص المقدمة/ الوثيقة التي سطرها اللواء محمود شيت خطاب

نُكب العرب المسلمون بالاستعمار في أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي فكان من خططه الخبيثة اسدال الستار على البطولة الحركية في تاريخنا المجيد وشاع الفراغ في عقول الناشئين وكل فراغ لا يبقى فراغا بل يملأ بالحق أو بالباطل فملأ المستعمر هذا ا لفراغ بأسماء غريبة على قومنا بعيدة عن ديننا وأصبح العربي والمسلم يعرف عن نابليون اكثر مما يعرف عن خالد بن الوليد!

ومضى المستعمر يعمل عمله التخريبي في العقول والنفوس العربية والاسلامية فإذا بالمسلم العربي يهمل ابطال امته وعقيدته ويستورد ابطالا من جنس آخر وعقيدة أخرى والمذهل حقا أن الابطال المستوردين هم الذين استعمروا بلاده وامتهنوا أمته وعادوا عقيدته وحاولوا ذبحها بغير سكين

وجاء حين من الدهر على المخلصين من العرب والمسلمين يتساءلون فيه :أما لهذا الليل من آخر وفي أية ساعة من الليل نحن؟

وطالما تساءلوا: ما ذنب هذا البطل العربي المسلم؟ ألأنه عربي ولأنه مسلم يقابل بمثل هذا التنكر والاهمال، أهي جريمة أن يكون المرء عربيا أصيلا ومسلما حقا؟

وإذا كان هذان العيبان يغمران كل عربي مسلم بحجاب من الدخان الكثيف فإن أهل فلسطين جمعوا ثلاثة عيوب: أن يكون عربيا أصيلا ومسلما حقا ، وفلسطينيا مجاهدا!

ويالله لأهل فلسطين المجاهدين، فقد تكسرت في أجسادهم النصال على النصال فما هانوا ولا استكانوا وتذرعوا بالصبر الجميل.

ــ 4 ــ

وكأنني كنت في حلم لذيذ حين زارني ذلك الشاب الفلسطيني قبل عدة سنوات، فقد مضى خياله عن عيني ولكن حديثه بقي يراودني بعد حين، وكانت أمنيتي أن أعرف هل أنجز الشاب ما وعد أم أن وعده في طريق التنفيذ.
وسألت عنه كل من أعرف من آل الحسيني الكرام ومن المعنيين بالشؤون الفلسطينية فكنت أسمع أخباره السارة تارة وأخباره المثبطة تارة أخرى.

وفي مؤتمر السيرة النبوية الذي عقد في الدوحة بقطر جاءني الخبر اليقين فقد رن جرس الهاتف في غرفتي فإذا بالمتكلم فلسطيني يريد زيارتي فما كاد يستقر في مكانه إلا وبدأته بالسؤال عن المؤلف والكتاب وكم كان سروري هائلا حين علمت أنه المؤلف وأن الكتاب سيصدر قريبا

ولم أفرح لشيء فرحي بهذا الخبر اليقين الا عندما فرحت حين تسلمت الكتاب فقد هزني الفرح هزا عنيفا وعكفت على قراءته فور تسلمه ونسيت ما أنا بصدده من قراءة وتأليف بل لم أسمع صوت تلك التي في بيتي تذكرني بموعد الغداء.

وتوقف الزمن بالنسبة لي حتى فرغت من قراءة الكتاب

وشغلني الكتاب أياما لا يحدثني أحد في الهاتف الا وذكرته له وبشرته بصدوره وما زارني من أحد إلا واقتصر حديثي عن الكتاب وقد استعاره مني عدد كبير من الاصدقاء قبل أن يصل الى المكتبات وما زال يطوف بين القراء من الاصدقاء.

وقلت لنفسي: لقد بزغ الفجر الصادق بعد ليل طويل وسيسفر الصبح قريبا إن شاء الله

لقد نال عربي اصيل ومسلم حق وفلسطيني مجاهد حقه وهذا أول الغيث الذي سينهمر بإذن الله

ــ 5 ــ

ولا بد أن أتكلم قليلا عن الكتاب أولا وعن المؤلف ثانيا والكتاب قيم للغاية في مبناه وفي معناه، فمبناه جيد التبويب حسن الاخراج لا يخلو من الاخطاء المطبعية واللغوية ولكنها قليلة جدا لا تقلل من شأن الكتاب وقيمته.

وأما معناه فجليل حقا لأنه يتحدث عن شهيد (الشهيد عبد القادر الحسيني) جاد بروحه الطاهرة من أجل الدفاع عن الارض المقدسة واستشهد مقبلا غير مدبر فاستحق اعجاب العدو والصديق على حد سواء.وقد كان المرحوم يتمنى الشهادة ويبذل أقصى جهده لينالها فحقق الله له أمله في الاستشهاد.

وكان وجوده في العراق منذ أواخر سنة 1357 هـ (1938 م) فرصة لإعجاب العراقيين به قائدا وإنسانا، ولا يزال تلاميذه وزملاؤه يذكرونه بفائق التقدير والاعجاب فقد كان يدرِّس الرياضيات في مدرسة التفيُّض الاهلية وفي الكلية العسكرية وكانت ساعة الدرس خمسين دقيقة يقضي خمس عشرة دقيقة منها في تعليم الرياضيات ويقضي خمسا وثلاثين دقيقة في الحديث عن فلسطين وأهمية الدفاع عنها والاستشهاد في سبيلها وكثيرا ما كان يبكي ويُبكي طلابه وهو البطل الذي لا تبكيه الاحداث ولا تهزه النكبات كأن الشاعر أراده بقوله:

لا تقولي أفيبكي رجل يملأ الأعين قدرا وجلالا

حكمة الجبار فينا جعلت من صروف الدهر ما يُبكي الرجالا

وطلابه لا ينسونه أبدا فقد علمهم الاخلاص كما علمهم العلم ولم يهمل واجبه العلمي على حديثه الفلسطيني بل كان متميزا في القسمين ولكنه لم يقتصر على واجبه التعليمي بل كان يدرب الفلسطينيين الذين يتسللون الى العراق ويجري تدريبهم في منطقة «ابي غريب» التي تقع بين بغداد والفلوجة وكانت في حينه قليلة السكان بعيدة عن الانظار وكان الفرسان الاربعة الشهداء: صلاح الدين الصباغ، ومحمود سلمان، وفهمي سعيد، وكامل شبيب، يجمعون العتاد اقتصادا من الرمي السنوي ويسلمونه في ابي غريب للشهيد عبد القادر الحسيني الذي يُسرِّبه بطريقته الخاصة الى المجاهدين الفلسطينيين.

وشهد في الكلية العسكرية العراقية دورة لضباط الاحتياط مدتها ستة أشهر تلقى خلالها المعلومات المركزة في الناحيتين العملية والنظرية فنجح في هذه الدورة بتفوق على أقرانه وأصبح ضابطا في الجيش.

ويومها كان شابا في ريعان الشباب فاستطاع ان يكون له جماعة ضخمة من العراقيين الذين توسم فيهم الاخلاص والحماسة، منهم الطالب في مدرسة التفيُّض وفي الكلية العسكرية ومنهم المعلم في المدرسة والكلية ومنهم الزميل المشارك في الحرص على الدفاع عن فلسطين ومنهم الجار في الكرادة الشرقية والاعظمية ببغداد وفي مدينة زاخو والعمارة وقد أثر في اصدقائه تأثيرا حاسما فاستشهد منهم في ثورة مارس سنة 1941 في العراق وفي معركة استعادة جنين سنة 1948 وفي مقاومة انحراف الحكم في العراق خلال سنة 1959م حتى ثورة 14 رمضان 1963م فكان من اصدقائه وطلابه من اقتحم الاذاعة واستولى عليها.

والخلاصة أن أكثرية اصدقائه وطلابه فازوا بالشهادة وأقلهم حظا من فاز بالسجون والمعتقلات ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

لقد كان الشهيد البطل معلم الشهداء واستاذهم، والاخلاص ينتقل بالعدوى من نفس الى نفس وقد انتقل اخلاصه الفذ الى نفوس طلابه وأصدقائه فأنار قلوبهم بنور من نور الله الذي لا يقل ولا ينطفىء. أما بطولته في ثورة رشيد عالي الكيلاني عليها رحمة الله فحدِّث عن البحر ولا حرج ، فقد كان يقود رجاله من الامام يقول لهم «اتبعوني ولا يقودهم من الخلف» وكان القدوة لرجاله ولولا قدر الله لاستشهد مرات في تلك الثورة الميمونة، ولكن النفس لا تموت الا اذا استوفت اجلها والآجال بيد الله سبحانه وتعالى.

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس

قديم 09-10-09, 07:31 PM

  رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

6/6

فيما يلي نستكمل نشر المقدمة، الوثيقة التي سجلها اللواء محمود شيت خطاب:

انصافا للتاريخ ولأقدار الرجال العرب المسلمين المجاهدين الذين كثيرا ما يغمط العرب والمسلمون حقوقهم تطمينا لرغبات اعداء العرب والمسلمين. وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا، فإني اذكر ان البطل عبدالقادر الحسيني كان حسنة من حسنات مفتي فلسطين الاكبر الحاج امين الحسيني، فقد كان الحسيني الكبير يرعى الحسيني الصغير رعاية لا حدود لها، ويعتبره اقرب المقربين الى قلبه ونفسه معا، لا لأنه قريب القرابة منه، ولكنه كان صديقه الروحي الذي يعتمد عليه ويثق به. والقرابة دم والصداقة روح. وشتان ما بين صلة الدم وصلة الروح، فكيف اذا اجتمعت الصلتان القرابة والصداقة؟!

لقد عرفت الحاج امين الحسيني عن كثب حين كنت ضابطا صغيرا في ثورة رشيد عالي الكيلاني. ولمست صلته العارضة بالفرسان الاربعة وبرشيد عالي الكيلاني. واستطيع ان اؤكد بأن الحسيني الكبير كان روح الثورة العراقية، ودماغها المفكر، وكان قادتها يأخذون بتوجيهاته وينفذونها فورا، ويحتفلون بها ايما احتفال..وبعد اخفاق تلك الثورة هاجر الحسيني الكبير مع قادتها الى ايران، ولجأ الى المانيا لا حبا بالالمان ولكن كرها للانجليز الذين احتلوا فلسطين وباعوها بثمن بخس للصهاينة، ولم يتركوها الا على انقاض اهلها العرب بعد ان اصبح للصهاينة في الارض المقدسة كيان ودولة وعلم!

ولم يباغت الحسيني الكبير بما حل بالارض المقدسة فقد كان عليه رحمة الله يتوقع كل ما حدث وكأنه يقرأ عن ظهر قلب في كتاب مفتوح.

ودار الزمن دورته حتى جاءت سنة 1385هـ (1965) فعرفت الحسيني الكبير زميلا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة وفي المؤتمرات الاسلامية شرقا وغربا، كما عرفته صديقا صدوقا اسعى اليه في لبنان وفي كل مكان يستقر فيه، وأشهد أنني لم أر بحياتي شخصية عربية إسلامية كشخصية الحسيني الكبير في إخلاصه وحبه لوطنه فلسطين وللبلاد العربية كافة وللمسلمين جميعا، واستعداده للتضحية بروحه وبما يملك في هذه الحياة الفانية دفاعا عن أرضه وعقيدته وأمته.

وقد سمعت أن خلافا بين الحسيني الكبير وبين المرحوم رشيد عالي الكيلاني نشب لما كانا في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية فسألت كل واحد منهما على انفراد: ما أسباب هذا الخلاف؟، فأثنى كل واحد منهما على أخيه ثناء عاطرا، بما هو أهله، وفهمت منهما أن الخلاف لم يكن على المبدأ، ولكن كان على الأسلوب، ولكل واحد منهما اجتهاده، فلا يعرف أحد بما لا يعرف بعد اليوم، فمن المستحيل ان يختلف بطلان من ألمع أبطال الأمة العربية المسلمة على أمور تافهة، بل كان اختلافهما لمصلحة العرب والمسلمين واختلاف أمتي رحمة، كما قال عليه الصلاة والسلام، وهو اختلاف الرأي الذي يُراد به البناء، لا اختلاف المبادئ الذي يراد به الهدم.

ولما سقطت القدس بيد الصهاينة يوم 6 يونيو من سنة 1967 عزيت نفسي سلفا بالحسيني الكبير، فهرعت إلى المنصورية بلبنان، ويومها كان مريضا، فعلمت أن أهله كتموا عنه الفاجعة القاصمة، ولكن الأمر أكبر من أن يُكتم، فمازال يردد: سقطت القدس، في صوت هو حشرجة الموت، وتنهمر عيونه بالدموع السخان حتى فارق الحياة شهيدا من شهداء القدس التي كانت أعز عليه من روحه ومن أهله وماله وكل عزيز، وما هجر فلسطين وعاش بعيدا عن أحب أرض الله إلى نفسه، وما لجأ إلى العراق وكان الحاضر لثورة رشيد عالي الكيلاني، وما لجأ إلى إيران وإلى ألمانيا وايطاليا والى مصر والسعودية ولبنان ثم مات غريبا مثقلا بالهموم الا كرها للانجليز وحبا لوطنه واخلاصا لعقيدته وايمانا بقضية فلسطين. وأشهد انه لو اراد ان ينصب ملكا على فلسطين على ان يلين ولو قليلا للمستعمر لأصبح ملكا من اعظم ملوك العرب فقد عرض عليه الانجليز هذا المنصب الرفيع وعرضوا عليه الاموال الطائلة فما خضع ولا استكان بل اصر على مبادئه حتى ذهب الى جوار ربه!

وعشنا حتى رأينا اشباه الرجال من اصحاب البيوت الزجاجية والماضي الاسود يتطاولون على الحسيني الكبير ليغطوا عيوبهم بالتطاول عليه وليشاركوا في تحطيم الشخصيات العربية الاسلامية خدمة للمستعمر ولكنهم لم يغطوا عيوبهم بما قالوا ولا قدروا على تحطيم شخصية الحسيني الكبير المجاهدة المخلصة بل كشفوا عمالتهم لاعداء العرب والمسلمين فماتوا وهم على قيد الحياة
انهم عملاء اغبياء ولو كانوا على شيء من الذكاء لما تطاولوا الى القمم السامقة وبقوا بواديهم السحيق والمستعمر يستغل الخيانة ولكنه لا يشرف الخونة.
-7-
ونعود الى المؤلف الذي زارني شابا في مصر قبل سنوات فوجدته في قطر قد اصبح رجلا والحمد لله
وليس كتابه عن الشهيد البطل عبد القادر الحسيني عليه رحمة الله الا دليلا على صدقه مجاهدا بالاضافة الى صدقة مؤلفا.
ولست أشك في أنه بدأ بالشهيد الحسيني ويثني بالشهيد عز الدين القسام، ويثلث بالشهيد حسن سلامة، ويربع بالشهيد عبد الرحيم محمود ويخمس ويسدس حتى يأذن الله بالانطلاق لإنقاذ فلسطين وحينذاك سيطلق القلم الى الابد ليعود الى البندقية ما بقي حيا حتى يحكم الله بالحق وهو خير الحاكمين..وبكلمات معدودات فإن نبيل خالد الاغا هو العربي الاصيل، المسلم الحق المجاهد الصادق، يعيش لخدمة هذه المثل العليا، ولولاها لما كان لحياته قيمة ولا معنى.

والذين قرأوا كتابه: الشهيد الحي عبدالقادر الحسيني قد يحسبون انه ألفه في بضعة ايام او بضعة شهور كما يفعل المؤلفون المرتزقة الذين يهمهم أن يضعوا اسماءهم الكريمة على الكتب وكفى....
انه أمضى أكثر من عشر سنين في اعداد مواد الكتاب واتصل بكثير من الشخصيات وسافر الى كثير من البلاد وأذاب نفسه حسرات في كل كلمة وكل جملة وصفحة وفصل من محتويات الكتاب

وعاش يفكر به قبل إعداد كتابه وفي خلال اعداده وبعد إكماله ولا يزال يفكر بأنه مقصر في تقييم الحسيني الشهيد، وكأنه يكلمه معتذرا: معذرة اليك ايها الشهيد، فما وفيتك حقك!.
ان نبيلا يعرف قدر نفسه ويعرف مسؤوليته تجاه عقيدته وأمته ووطنه ويعرف قيمة الشهيد الذي اذا نساه الناس فلن ينساه رب الناس، لهذا فهو يحاسب نفسه قبل ان يحاسبه غيره وقد اشتدّ على نفسه، وعنّف كثيرا.

وأقول له عن الصديق الشهيد وعن عائلته الصغيرة الصديقة وعن آل الحسيني الاصدقاء انك احسنت صنعا، فجزاك الله عن الشهيد البطل أعظم الجزاء
وأمل الجميع فيك بغير حدود أن تؤلف عن الشهداء الآخرين وعن ابي الشهداء الحاج أمين الحسيني، والله معك يرعاك وأنت في القلب كاتبا ومجاهدا، وحسبنا الله ونعم الوكيل
اللواء الركن محمود شيت خطّاب (توقيع).
***
لماذا بكى اللواء خطاب؟!

تتضمن السيرة الذاتية المضمخة بعبير الرجولة والنخوة للواء محمود شيت خطاب - طيب الله ذكراه - انه التحق بالجيش العراقي عام 1937 وهو في الثامنة عشرة من عمره، وتدرج في ترقياته العسكرية حتى وصل إلى رتبة "لواء ركن". وهذا يدل على أنه كان من الرواد الأوائل الذين ساهموا في تأسيس وبناء الجيش العراقي وبث روح البطولة والبسالة في أفراده.

والمقربون من شخصية هذا العملاق يعرفون مدى رهافة حسه، ورقيق شعوره، ودماثة خلقه، ولذلك فلا عجب ان تعتري الدهشة وجوه القراء اذا علموا بأنه كان يبكي حينما تفيض مشاعره، وتغلي مراجل الغضب في قلبه وكيانه، وجدت ذلك مرات عديدة من ضمنها يوم أن ضاقت به السبل، وسدت في وجهه الأبواب، فاضطر أن يعرض مكتبته الثمينة للبيع بأبخس الاثمان، وكذلك عندما تسلم من شخص ما شيكا بمبلغ عشرة آلاف دولار أميركي بعثها اليه جواد قطري شهم عندما بلغه تردي حالته المادية حسب ما رواه لي أخي الداعية الكريم الشيخ طايس الجميلي، جزاه الله وأمثاله خير الجزاء.

اما المرة الثالثة التي أبكت اللواء خطاب فقد رواها الأستاذ المؤرخ عبد الله الطنطاوي وذلك في صلب كتابه عن محمود شيت خطاب ويقول انه التقى باللواء الركن في منزله ببغداد بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 التي ادت يومها الى تدمير الجيش العراقي، واذلال اميركا واليهود للنظام وللشعب العراقي.

ويقول المؤرخ الطنطاوي: قال لي ودموعه السخينة تحرق وجنتيه هل رأيت أشلاء جيشنا يا عبدالله؟ هل سمعت بالانسحاب الكيفي أمام لؤم اميركا المتوحشة؟ وطيرانها المتغول؟ هل هذا هو المصير الذي كنا نعدّ جيش العراق له؟ هل خلق جيش العراق ليكون طعاما لجنازير الدبابات والصواريخ؟

:ثم أنشد باكيا والله بنشيج يقطع القلوب
لم يبقَ شيءُ من الدُّنيا بأيدينا: إلاَّ بقيّة دَمْعٍ في مآقينا
لقد اكرم الله تبارك وتعالى اللواء خطاب فقبضه اليه عام 1998 قبل ان ترمد عيناه برؤية القوات الاميركية الباغية تدنس بغداد في التاسع من ابريل 2003 وتدمر جحافل الجيش العراقي الذي اسسه اللواء خطاب وإخوانه من الاماجد ليكون ذخرا للعراق وسندا للأمة العربية والاسلامية.

هذا هو محمود شيت خطاب الذي ارتقى بخلقه وعبقريته الى مصاف الابطال الافذاذ المتوجين بغار المجد والخلود، وسلام الله عليك يامحمود يوم ولدت ويوم مت، ويوم يبعثك الحي القيوم
.

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع