مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2409 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قســـــم التــاريخ العـســــكــري
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


الحرب الكورية

قســـــم التــاريخ العـســــكــري


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 24-05-09, 06:14 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الحرب الكورية



 

الحرب الكورية

المقدمة0
إنها حرب مفصلية، الحرب الأمريكية الكورية .. مُقحمة في كتب التاريخ بين دراما الحرب العالمية الثانية، وآلام حرب فيتنام.
لكن هذا الصراع كان أفظع كابوس، قتال خانق بين قوات الأمم المتحدة وأمريكا من أقصى الغرب، وكوريا والصين في أقصى الشرق.


كان الشتاء يقتحم .. والحرب تأتي على كل شيء، سوف نرى كوريا تمامًا كما رآها الجنود عن كثب في تلك الحرب الشرسة.
للحرب المليئة بالرعب والغموض والدم، هذه كوريا وأول مواجهة ضارية في تلك الحرب.


في ربيع عام 1950 قبل شهرين فقط من تحول الخلافات القائمة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية إلى حرب مدمرة كوريا
إنه إثبات للشرخ الرهيب الذي سوف يتسبب بتمزق شبه الجزيرة الكورية، التوترات بين الشمال والجنوب التي نشأت منذ بدء الحرب العالمية الثانية، وصلت إلى نقطة الغليان.
كوريا المسماة بأرض الهدوء الصباحي، هي في الواقع أرض قاسية مليئة بالتلال المسننة، يسيطر عليها مناخ متقلب، كما أنها ذات ماضي خضع للتقلبات المتواصلة.

تقع شبه الجزيرة الكورية على بعد ستة آلاف ميل من شرقي الولايات المتحدة الأمريكية، في ركن نائي من شمالي المحيط الهادئ الأسيوي؛ ولأنها تجثم بين روسيا والصين واليابان، فقد كانت كوريا دائمًا تحت سيطرة جيرانها الأقوياء.
عندما شارفت الحرب العالمية الثانية على الانتهاء كان قد مضى عدة عقود على احتلال اليابان لكوريا.


في تموز يوليو عام 1945 تضامن الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين مع الولايات المتحدة الأمريكية بغية طرد اليابانيين من كوريا عن طريق هجوم ذي وجهتين من الشمال والجنوب.
تلاقت الجيوش عند خط العرض ثمانية وثلاثين أي الخط الذي يمر في وسط شبه الجزيرة، وكان الجنود قد اتفقوا أن ينفصلوا هناك بغية احتلال كوريا على طول ذلك الخط، السوفييت سيطروا على نصفها الشمالي والأمريكيون على نصفها الجنوبي وراح كل فريق يؤسس حكومة شكلها وفقًا لصورته الخاصة.

سينج مان راى0

عندما انسحبت تلك الجيوش عام 1947 تركت ورائها نظامين مختلفين في الشمال تولى السلطة قادة متحالفون مع روسيا الشيوعية والصين، أما في الجنوب فقد بزغ متعطش للسلطة متخرج من جامعة "برينستون" يُدعى "سينج مان راي" كل طرف أراد التخلص من الآخر، ازدادت التهديدات .. وارتفع عدد الجواسيس .. وسيطر العنف على طول الحدود.
شبه الجزيرة الصغيرة هذه لم تكن تتسع للطرفين، والسؤال المطروح كان .. من الذي سيبدأ بسفك الدماء ؟
بعد ظهر الخامس والعشرين من حزيران-يونيو عام 1950 تجمعت جيوش كوريا الشمالية عند خط العرض ثمانية وثلاثين بهدف شن هجوم واحد ساحق، مائة وخمسة وثلاثون ألف كوري شمالي حاصروا مجموعة من خفر الحدود الكورية الجنوبية واندفعوا بقوة جنوبًا.
لقد سُحق الكوريون الجنوبيون والمرشدون العسكريون الأمريكيون في القواعد الأمامية على طول الحدود.
الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد حجبت عن كوريا الجنوبية الأسلحة والذخائر الحربية، تفاديًا لاجتياح الشمال ونشوب حرب ضروس، بعد أن هدد بذلك "سينج مان راي" قائد الجنوب، ما كان يردعه فقط هو نقص في الذخائر الحربية.

الاستراتيجية الامريكية0

الإستراتيجية الأمريكية للكبح أعطت عكس النتائج المرجوة، فالجنوب كان عرضة للهجوم، ولم يكن لديه ما يدافع به عن نفسه إزاء دبابات كوريا الشمالية وسلاح المدفعية الثقيل.
في غضون يومين فقط .. سيول عاصمة كوريا الجنوبية، التي تقع على بعد ثلاثين ميلاً من جنوب خط العرض ثمانية وثلاثين وقعت تحت قبضة الشماليين.
العاصمة كانت مخضبة بدماء القتلى، الكوريون الجنوبيون حاولوا الفرار، الطرقات المؤدية إلى الجنوب فوق نهر هان عجت باللاجئين وبعدد كبير من المعدات.
لكن خوفًا من تقدم الشيوعيين أمر الرسميون الجنوبيون بتدمير الجسور، عندما فُجرت الجسور مئات اللاجئين لم يكونوا قد عبروها بعد، معظمهم قد لاقوا حتفهم وآلاف آخرون منعوا من الفرار.

انهيار سيول0

خبر انهيار سيول انتشر بسرعة في كل مكان من الريف، بين عشية وضحاها اخترق الذعر جنوبي شبه الجزيرة.
كوريا الشمالية تمنت أن تغض الولايات المتحدة الطرف وتسمح باحتلال الجنوب، لكن أمريكا أقلقها هذا الهجوم الشمالي، فإن سقطت كوريا الجنوبية بأيدي الشيوعيين .. هل ستكون اليابان هدفهم التالي؟

الرئيس هارى ترومان0

أمر الرئيس هاري ترومان على الفور السلاح الجوي الأمريكي والسلاح البحري بالرد على كوريا الشمالية.
هاري ترومان:

(عملية كهذه تشكل خطرًا حقيقيًّا علينا وعلى أمن جميع الأمم، هذا تحدي مباشر للأمم المستقلة، التي تسعى إلى بناء عالم يعيش فيه المرء بحرية وسلام، إنه تحدي مباشر لنا، وعلينا مواجهته أيضًا بشكل مباشر).

اشتراك الطيران0

الطائرات الأمريكية نفذت الأمر على الفور، وأسقطت ست طائرات حربية كورية شمالية في أول يوم باشرت فيه العمليات، أما السلاح البحري فقد قصف الشاطئ من البحر، لكن الكوريين الشماليين امتلكوا الأرض، وقد اندفعوا عمليًا بشكل تلقائي.
كان هناك تساءل إن كانت ستلجأ الولايات المتحدة الأمريكية إلى استعمال القنبلة الذرية، أما روسيا فكانت قد صنعت قنبلتها الذرية بنجاح في الصيف الفائت، إذًا استعمال القنبلة الذرية الآن سوف يتسبب بخراب كبير، إذا كان جليًا بالنسبة إلى الأمريكيين أنه عليهم خوض هذه المعركة من الخنادق.

الامم المتحدة0

طلب ترومان من الأمم المتحدة أن تخوض معركة بوليسية ضد كوريا الشمالية.
هاري ترومان:
(على الأمم المتحدة العمل الفوري لقمع الكوريين الشماليين، والتجاوب الفوري من قبل الشعوب المستقلة في جميع أنحاء العالم، سيقف كمعلم في مسيرة البشر الطويلة التي تهدف للبحث على حكم قانوني فيما بين الأمم).

الجيش الامريكى0

جيش الولايات المتحدة سيكون العمود الفقري للعملية، لكنه كان ضعيفًا جدًا في عام 1950 ميزانيته كانت عشر ما كانت عليه عام 1945، وجنود القتال في الشرق الأقصى كانوا قليلين وبعيدين، أما القوة المتبقية فكانت على بعد آلاف الأميال تدعم قوات الناتو في حملتهم ضد دول حلف وارسو في أوروبا الشرقية.
"دوجلاس ماك آرثر" القائد الأعلى للقوات المسلحة في الشرق الأقصى والجنرال البارز في الحرب العالمية الثانية، سوف يواجه تحديًا كبيرًا كقائد للعمليات، والخبرة العسكرية الكبيرة التي حملها، ستُختبر في كوريا.

تاس فورت سميث0

"تاس فورت سميث" كانت أول فرقة عسكرية تصل إلى الجبهة، تقاريرها أكدت أن مخاطر كثيرة كانت بانتظار الجيش الأمريكي.
في أوائل تموز-يوليو اصطدمت الفرقة العسكرية بطابور من الكوريين الشماليين على بعد عشرين ميلاً من جنوب سيول، اختبأت الفرقة العسكرية في التلال حتى أصبح الكوريون الشماليون فيما بينها، ثم أطلقت العنان لكل ما تملكه من قوة.
لكن الدبابات الكورية الشمالية لم تُقهر، دُمر أربع منها فقط، أما الثلاث والثلاثون الأخرى فاستمرت في التقدم مخترقة موقع الفرقة العسكرية، لأول مرة في الحرب اُحتجز الأمريكيون.
لقد بدا جليًا أن هذه لم تكن معركة بوليسية بل كانت حربًا مهلكة، وما لم يصل الدعم بسرعة سوف تكون حربًا قصيرة جدًا، جنود من جيش الولايات المتحدة الثامن وصلوا من اليابان بعد بضعة أسابيع، لكنهم كانوا يحاولون إيقاف فيضان بواسطة أيديهم.
الكوريون الشماليون كانوا يندفعون بقوة جنوبًا نحو "بوسان"، وجنود الأمم المتحدة خشوا أن يتم دفعهم إلى البحر.

الاستراتيجية الامريكية الثانية0

الإستراتيجية الأمريكية الأولى قضت حفر الخنادق على طول الجبهة ومحاصرة العدو، لكن ما حصل هو أن الكوريين الشماليين ساروا من حولها وحاصروا الجنوب الأمريكيين من الخلف، ووحدة تلو الوحدة احتجزت في أرض كوريا.
في العشرين من تموز-يوليو ما كان هناك سوى ركن صغير من كوريا الجنوبية لم يتم احتلاله بعد، الأمم المتحدة كانت تخسر السباق.
على طول نهر "النالتونج" كتيبة واحدة من قوات الأمم المتحدة كان عليها أن تغطي مساحة مائة وخمسين ملعب كرة قدم؛ لذا أول شيء كان عليهم فعله هو إرسال المزيد من الجنوب لسد النقص العددي.
وفي غضون ستة أسابيع فقط هؤلاء الذين جاءوا إلى مهمة رسمية انتقلوا للقتال على خطوط النار، وعلى إثر ذلك آلاف منهم أصيبوا بانهيار عصبي.

الجيش الثامن0

الجنرال "ويلتون ووكر" هو القائد الميداني للجيش الثامن، الذي كان تحت القيادة المباشرة للجنرال "ماك آرثر".
لقد كان ووكر قائد فيلق باتون في الحرب العالمية الثانية، وقد عُرف بأنه قائد صارم جدًا.
في التاسع والعشرين من تموز-يوليو أصدر أمرًا يقول: (قاوم أو مت).
قال لأتباعه: إذا رأيتكم مجددًا هنا فمن الأفضل أن أجدكم في توابيت.
أينما اتجه جنود ووكر كانوا عرضة للخطر، كان عليهم استعمال أسلحتهم النارية لإبعاد الخطر عنهم.
انتشر جنود من البحرية الأمريكية على طول الشاطئ الجنوبي الغربي من المحيط، نجحوا في زعزعة خط الكوريين الشماليين مدمرين مركباته وخطوط تموينه.
لكن نحو شمال الموقع كان يتم تمزيق كتيبة عسكرية من سلاح المدفعية، الكوريون الشماليون نزلوا بدباباتهم من التلال وشنوا هجومًا مركزًا على الأمريكيين، لكن هذه الكتيبة خسرت كل معداتها ومائة وستين جنديًا، وقد لُقبت أرض القتال بالوادي الدموي.
إلى مسافة أبعد نحو أعلى النهر عثر الكوريون على ثغرة في الخط الأمريكي، وعبروا نهر "نالتونج"، واستولوا بسهولة على تلة "يونين" .. التلة تنحدر جنوبًا نحو "بوسان"، وما لم يتراجع الكوريون الشماليون بسرعة إلى الوراء سيسقط المحيط بأسره.
لمدة أسبوعين صُعدت المعركة أكثر فأكثر، نفس التلال رُبحت وفُقدت عشرات المرات، وانهمرت الغارات الجوية على الكوريين الشماليين.

المتطوعين الزنوج0

في نهاية الأمر تمكن الأمريكيون من استرجاع النهر وتراجع الكوريون الشماليون لمداواة جراحهم، لأول مرة ينجح الأمريكيون.
في منتصف آب-أغسطس كانت الأمم المتحدة قد جندت عددًا كافيًا، وبدأت الوحدات العسكرية تصل من أمم متنوعة كـفرنسا - تركيا - تايلاند - أثيوبيا - بريطانيا - كندا - أستراليا - ونيوزيلندا كانت أيضًا من المساهمين المهمين، معظم هؤلاء الرجال كانوا يافعين جدًا لخوض غمار الحرب، لكنهم كانوا متلهفين لترك بصماتهم على أرض القتال الجديدة هذه.
مع ذلك عدد قليل منهم أدرك حقائق الحرب القاسية التي كانت بانتظارهم، الجنود حاولوا إبداء الثقة بالنفس وهم ينزلون من المراكب.
كان فيما بين الوفود الجديدة آلاف المتطوعين الزنوج وبخلاف أسلافهم في الحروب السابقة، أدوا خدمتهم العسكرية ضمن وحدات مختلطة، وحاربوا جنبًا إلى جنب مع جنود من العرق الأبيض للمرة الأولى.
معظم الشعب العسكرية مارست العزل العنصري، لكن في هذه الحرب قُبل الزنوج نظرًا للحاجة لأعداد كبيرة.

الهجوم الاخير0

في الأول من أيلول-سبتمبر من 1950 توجهت جميع الأنظار نحو الكوريين الشماليين الذين شنوا هجومًا أخيرًا حول جدار المحيط، لكن مع رجال مرهقين وذخائر غير كافية، لم يتمكن الكوريون الشماليون من الصمود، الآن بدءوا يخسرون السباق.
في هذا الوقت قوات الأمم المتحدة وجدت الفرصة سانحة للرد على هجمات الكوريين الشماليين.

مرفأ انشوان0

لعدة أسابيع راقب الجنرال "ماك آرثر" مرفأ "إنشون" بغية أن ينفذ ضربة مضادة، كان هذا المرفأ الأقرب إلى سيول، ومركزًا أساسيًّا للتجهيز والنقل، لكنه كان محفوفًا بالعوائق الطبيعية كالفارق ما بين حركة المد العالية والمنخفضة، التي بلغت ثلاثة وثلاثين قدمًا، وهذه أعلى نسبة في العالم.
وما جعل المسائل أسوأ هو أن الطيران المنخفض للسلاح الجوي كشف أن الجزر في المرفأ كانت تخضع لحراسة مشددة من قبل الكوريين الشماليين، المخاطر كانت كبيرة، والقادة البحريون لم يحبذوا هذه الخطة، لكن ماك آرثر أرسل برقية إلى قادة أركان الحرب المتحدين في السادس من أيلول-سبتمبر تقول: (إني أجد أن العملية معقولة جدًا، وأعتبر أن نسبة نجاحها عالية، كما أني أجد فيها الأمل لانتزاع المبادرة، وبذلك نحصل على فرصة كبيرة، لتسديد ضربة قاضية).

الهزيمة المعنوية0

فسارت "إنشون" بالنسبة للكوريين الشماليين تعتبر هزيمة نفسية كبيرة، أما بالنسبة إلى قوات الأمم المتحدة فإن السيطرة على "إنشون" ستمنحهم دفعًا معنويًا كبيرًا، كما أن المرفأ سيكون رأس جسر ساحلي آمن، يشنون من خلاله هجمات على مهبط الطائرات في "كيمبو" وعلى سيول التي تقع على بعد خمسة وعشرين ميلاً، لكن العملية تطلبت فرقًا برمائية للهبوط على شاطئ صغير وتسلق سور بحري وشن هجوم مباشر على المدينة، لذا أنشأ "ماك آرثر" الفيلق العاشر لينفذ العملية.
فرق عسكرية من الجيش والسلاح البحري استحضرت من ساحة القتال في "بوسان" لتشارك في العملية، وبينما أبحر الجنود إلى "إنشون" عبروا عما كان بانتظارهم.

استراتيجية الغزو0

إستراتيجية الغزو كانت معقدة بقدر هدفها، مرفأ "إنشون" كان ضحلاً جدًا عند المد المنخفض مما كان يحول دون دخول السفن الكبيرة إليه، لذا قرر "ماك آرثر" أن يبدأ بالهجوم على مرحلتين متزامنتين مع حركة المد العالية.
"وين ميدو" الجزيرة الأساسية التي تقع عند مدخل المرفأ ستُهاجم مع أول مد مرتفع صباحًا، أما الهجوم الأبرز فسيتم مع المد الثاني ليلاً.
قبل خمسة أيام من تنفيذ العملية الطائرات غطت "وين ميدو" بالقذائف، وقبل يومين من ذلك كانت السفن الحربية قد انضمت إلى ساحة القتال، وهكذا في صباح الخامس عشر من أيلول-سبتمبر عام 1950 اخترق الفيلق العاشر "وين ميدو" المحروقة.
لقد تم القبض على الكوريين الشماليين وهم يؤدون مهمة الحراسة، بعد أن سجل حوالي ثلاثمائة وعشرين إصابة في صفوفهم، أما الأمريكيون فقد أصيب منهم عشرين رجلاً ولم يُسجل سقوط قتلى بين صفوفهم، لإحدى عشرة ساعة، انتظر جنود الفيلق العاشر تراجع مياه البحر، وبينما كانوا يستريحون مائتان وثلاثون طائرة توجهت نحو "إنشون" وبدأت بتدمير المدينة.
.
الفيلق العاشر0


مع حلول الليل أطلق الفيلق العاشر العنان لهجومه الأساسي، لقد كان مقررًا أن تنزل القوات عند الشاطئ الأحمر قرب قلب المدينة، والشاطئ الأزرق جنوبًا.
القصف الجوي والبحري الثقيل أخلى الطريق أمامها، وفعلاً نجحت جميع سفن الإنزال بالوصول إلى الشاطئ، أنزلت الدبابات والمعدات الثقيلة، جنود المشاة استعدوا لدخول المدينة سيرًا على الأقدام.
لقد حُصن الشاطئ الأحمر في غضون ساعة ونصف، ودخل الجنود شوارع المدينة.
في الصباح التالي وُصل الشاطئ الأحمر بالشاطئ الأزرق واكتملت العملية، لقد نُفذ الغزو بدقة ولم يُقتل سوى عشرين جنديًا من قوات الأمم المتحدة.

غزو انشوان0

رهان "ماك آرثر" تحول إلى نجاح باهر وما كان أحد مبتهجًا أكثر منه، لكن سرعان ما اتجهت أفكاره نحو الجائزة الحقيقية التي كانت تكمن تمامًا وراء الأفق.
غزو مدينة "إنشون" ما كان متوقعًا قط، ومعظم جنود الجيش الأحمر كانوا يحاربون في منطقة محيط البوسان على بعد مائة وثلاثين ميلاً جنوبًا.
الجنود الكوريون الشماليون في الجنوب لم يبلغوا عن هزيمتهم في "إنشون"، لقد حاربوا لمدة أسبوع بعد سقوط إنشون غافلين عن الخطر الذي كان ينتظرهم هناك، لكن عندما بدأ ينتشر الخبر توجهوا شمالاً على الفور.
في هذه الأثناء سار جنود الفيلق العاشر من "إنشون" نحو الشمالي الشرقي متجهين إلى سيول، لقد كانت خطتهم السيطرة على المفاصل الإستراتيجية في البلاد.

كيمبو0

أول أهدافهم الداخلية كان مهبط الطائرات في "كيمبو" كونه مهبط الطائرات الأساسي الأقرب لسيول، فقد كانت قيمته الإستراتيجية كبيرة جدًا، لقد سقطت "كيمبو" في الثامن عشر من أيلول-سبتمبر.
وفي غضون يومين طائرات الأسطول الأمريكي كانت تشن غارات جوية على سيول من هناك، لقد لعبت كيمبو دورًا أساسيًّا في احتلال المدينة.
كان لدى الفيلق العاشر خطة ذات ثلاثة فروع، الفرقة البحرية الخامسة سوف تعبر نهر هان، الذي يمتد في شمال كيمبو، ثم تتجه شرقًا وتهاجم جناح الجيش الغربي للمدينة.
في هذه الأثناء الفرقة الأولى تستولي على ضواحي الجنوبية لسيول، ثم تنضم إلى الفرقة الخامسة لمهاجمة الناحية الغربية للمدينة، وأخيرًا شعبة الجيش السابعة تترك محيط البوسان، لتوقف إمدادات الكوريين الشماليين من الجهة الشرقية.
جنود البحرية عبروا نهر هان بحسب الخطة، لكنهم لاقوا مقاومة شديدة في التلال التي تقع غرب سيول.
وقعت معركة عنيفة بين الطرفين .. الكوريون الشماليون حفروا خنادق عميقة والتصقوا بالتلال كالغراء، قذائف الدبابات والطائرات تساقطت كالمطر على الكوريين الشماليين لثلاثة أيام، حتى قاذفات اللهب لم تتمكن من إرخاء قبضتهم، لقد قاتل الطرفان بكل ما لديهما من قوة، لكن على تلة فاصلة تعرف بالتلة ستة وستين سدد جنود البحرية ضربتهم النهائية الحاسمة.
أُخرج الكوريون الشماليون من خنادقهم، عندما انجلى الدخان تبين أن ثلاثة وثلاثين رجلاً فقط نجوا من سرية جنود البحرية المؤلفة من مائتين وستة رجال.

سوان0

وفي جنوبي غربي المدينة كانت كتيبة المشاة السابعة تستكشف ممرًا متقدمة نحو الشمال كقطار بخاري، وفي الثاني والعشرين من أيلول-سبتمبر استطاعت أن تهزم كتيبة تابعة للكوريين الشماليين، واستولت على مهبط أخر للطائرات في سوان، يقع على بعد عشرين ميلاً من جنوبي غربي سيول.
عند الرابع والعشرين من أيلول-سبتمبر كان جنود الأمم المتحدة قد سيطروا على المناطق المرتفعة المحيطة بالعاصمة.
في اليوم التالي أخلى الكوريون الشماليون المدينة، الجنود الأمريكيون نزلوا من التلال مبتهجين بالنصر.
سيول المركز الاقتصادي والثقافي لكوريا أصبحت بأيدي الأمريكيين.

الاحتفال بالنصر0

في التاسع والعشرين من أيلول-سبتمبر عام 1950 وصل القادة إلى سيول للاحتفال بالنصر، فقد أرادت الأمم المتحدة أن يعرف العالم بأسره أنها أجادت في تنفيذ عمليتها البوليسية، لكن طلقات القناصين كانت تُسمع عن بعد خلال الاحتفال، دليلاً على وجود الكوريين الشماليين وإن خلف الأفق.

خرق للاعراف0

في أيلول-سبتمبر عام 1950 بدأت الأمور تسير في صالح الأمم المتحدة، الجيش الثامن كان يندفع نحو الشمال بسرعة، تذكر بمسيرة فيلق "باتون" عبر فرنسا بعد غزو النورماندي.
هدفه الأول كان الوصول إلى خط العرض ثمانية وثلاثين حيث بدأت الحرب، بغية استرداد التخوم القديمة لكوريا الجنوبية، فرق عسكرية من الكوريين الجنوبيين قادوا العملية، وبلغ الجنود خط العرض في الأول من تشرين الأول-أكتوبر، وقد استمروا في التقدم مباشرة نحو كوريا الشمالية.
بعد أسبوع قوات الأمم المتحدة وقفت بقلق عند خط العرض منتظرة صدور الأوامر، لكن في واشنطن كان أمام المسئولين خيارات صعبة، هل كان يجدر بقوات الأمم المتحدة أن تتابع مسيرتها إلى تراب كوريا الشمالية، أم أن ذلك يتجاوز صلاحيات العملية البوليسية، ما كان هناك إجابات سهلة.

دخول الصين0

القادة الأمريكيون سمعوا إشاعات تقول إن الصين تنقل أعداد كبيرة من الجنود شمالاً إلى "منشوريا"، الصينيون استاءوا من تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في شئون المنطقة، وخشوا أن يتدفق الأمريكيون إلى "منشوريا".
تقارير الاستخبارات قدرت أن حوالي أربعمائة وخمسين ألف جندي صيني كانوا يختبئون وراء نهر "يالو" متأهبين للمعركة.
الحرب الكورية لم تؤثر على الحياة اليومية في أمريكا كما فعلت الحروب السابقة، فكان هناك سيارة في كل مرآب ومطاعم توصل الطلبات إلى السيارات في كل بلدة.
أما سكان كوريا الجنوبية فتابعوا حياتهم التي سارت بالأسلوب الذي كان متبع قبل الحرب، وبينما تعافى الكوريون من دمار الشهور الأربعة السابقة، انتظروا بقلق قائدهم العدواني " سيج مان راي" كي ينفذ وعده القديم ويوحد شبه الجزيرة.
بدأت تُفتح الطرقات، الطريق المؤدية إلى "بيونج يانج" عاصمة كوريا الشمالية، كانت سالكة، ووحدات الأمم المتحدة سابقت بعضها البعض لعبور هذا المسلك، لقد حاول الكوريون الشماليون تأسيس خط دفاعي قوي حول عاصمتهم، لكنهم عجزوا عن الوقوف في وجه قوات الأمم المتحدة.

اسقاط النظام0

الجيش الثامن وجد نفسه عند مداخل بيونج يانج بعد عشرة أيام من عبوره خط العرض برؤيته الطريق المفتوحة التي امتدت أمامه.
الجيش الثامن انطلق شمالاً وغربًا من بيونج يانج لإسقاط النظام الشمالي، وبينما عبر نهر "تشونج شون" آخر حاجز بري أساسي في كوريا الشمالية رجح أنه سينتصر عند الجهة الأخرى.
لكن ما وجده فعليًا كان قدرًا كبيرًا يشتمل على مائة قتيل أمريكي، يبدو أن مقاومة الكوريين الشماليين كانت شرسة جدًا.
في الرابع والعشرين من تشرين الأول-أكتوبر أمر الجنرال "ماك آرثر" رجاله أن يسيروا مباشرة إلى نهر يالو، فقد أراد أن يحرز انتصارًا حاسمًا، بينما آلاف الصينيين قد تسللوا إلى التلال الشديدة الانحدار.

الكمين الصينى0

في الخامس والعشرين من تشرين الأول-أكتوبر ثبتت المخاوف الصامتة لقوات الأمم المتحدة، الصينيون الذين كانوا يتجمعون بهدوء بين قوات الأمم المتحدة ونهر يالو أعلنوا فجأة عن وجودهم.
في الجبال المركزية آلاف من جنود الأمم المتحدة وقعوا في مكمن فرقة عسكرية صينية كبيرة، كتائب عسكرية بأسرها قُبض عليها أثناء تأدية مهمة الحراسة، الإنزالات الجوية كانت الدعم الوحيد المتوافر أمام جنود الأمم المتحدة، لقد حاربوا بيأس في كل الاتجاهات محاولين الخروج من المعركة أحياء، لكن معظمهم فشل.

المجزرة0

وبينما انتشر خبر المجزرة فيما بين الجنود، معنوياتهم التي كانت عالية جدًا قبل الحادثة ببضع ساعات انهارت سريعًا.
قيادة الشرق الأقصى التي كانت تستعد للاحتفال بالنصر لم تصدق أنها كانت تواجه هجومًا صينيًا شاملاً، التقارير التي أُرسلت إلى واشنطن زعمت أن الهجوم صدر عن قوة صغيرة تعاون دفاع نهر "يالو"، ولا شيء أكثر من ذلك.
لكن الجنرال ووكر شعر بالقلق، فأمر جميع الوحدات العسكرية حتى تلك التي كانت بعيدة عن الهجوم بالتوجه إلى نهر "تشونج شون" بغية إعادة تقييم الوضع.
لقد انتهى الهجوم على نحو مفاجئ تمامًا، كما بدأ الصينيون تراجعوا نحو التلال وترقبوا.
طوال شهر تشرين الثاني-نوفمبر طائرات المراقبة الأمريكية حاولت تحديد عدد الصينيين الذين كانوا في المنطقة، وقد كشفت الإحصاءات عن حوالي سبعين ألف صيني عدد ممكن ضبطه، لكن اتضح أن الطائرات غفلت عن إحصاء مائتين وخمسين ألف صيني إضافي.
الصينيون كانوا ماهرون بإخفاء أنفسهم، فقد كانوا يلزمون مكانهم طوال النهار مختبئين تحت خوذات مغطاة بالعشب، بالنسبة إلى الطائرات الأماكن المحتلة بكثافة بدت كمناظر طبيعية فارغة.
معظم أيام شهر تشرين الثاني-نوفمبر مرت بهدوء..
مطمئنًا جراء الهدوء السائد في المنطقة أمر الجنرال "ماك آرثر" جنوده بالتقدم الحذر في الرابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر، في الغرب أمر الجيش الثامن بالتوجه إلى نهر "يالو" بغية تشكيل جبهة موحدة، أملاً بمنع أي كتيبة منفردة من الوقوع في مكمن صيني على حين غرة.
وفي الشرق أمر الفيلق العاشر بتنفيذ تقدم أساسي إلى بحيرة "شوسا"، اليوم الأول من الهجوم كان مشجعًا، ثم فجأة في الخامس والعشرين من تشرين الثاني- نوفمبر انقلبت الحرب رأسًا على عقب.

الثغرة0

كشف الصينيون ثغرة غير حصينة بين الجيش الثامن والفيلق العاشر في الجبال المركزية، وشنوا عليهم هجومًا شرسًا.
خط الأمم المتحدة بأسره انشق إلى قسمين، وبعد ثلاثة أيام من الهجوم المجدد وجدت قوات الأمم المتحدة نفسها في انسحاب كامل، خطوط ومعنويات قوات الأمم المتحدة قضي عليها تمامًا، ومع الهجوم أتى شتاء كوريا الشمالية، إنه شتاء شرس قاس استمد منه أهل البلاد قوة وصلابة0

 

 


 

   

رد مع اقتباس

قديم 25-05-09, 04:43 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

نشكرك على المشاركة ولكن الموضوع مكرر ... هناك مشاركة سابقة بنفس الموضوع بإمكانك اضافة اي معلومات لديك على هذا الرابط http://albasalh.com/vb/showthread.php?t=338

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 25-05-09, 05:10 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

اشكرك اخى الباسل على الملاحظة 0000 حدث خطا فنى اثنا المشاركة وسوف اقوم بتصحيح 0 او عدم التكرار مستفبلا0

 

 


   

رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحرب, الكورية

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع