الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أوكرانيا: روسيا تجهّز 100 ألف جندي لهجوم محتمل في الصيف (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حل "المسألة الشرقية".. دور الكيان الاستيطاني ومصير السيطرة الاستعمارية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 47 )           »          بلينكن يلتقي مجلس الحرب الإسرائيلي ويحذر من الهجوم على رفح (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 44 )           »          مجلس الأمن يصوت اليوم على مشروع قرار أميركي بوقف إطلاق النار في غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


توابت ومتغيرات مبادئ الحرب

قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 20-04-09, 08:37 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي توابت ومتغيرات مبادئ الحرب



 

تتضمن مبادئ الحرب المتعارف عليها بصورة عامة : الهدف، والهجوم، والحشد، والاقتصاد في القوى، والمناورة، ووحدة القيادة، والأمن، والمفاجأة، والمرونة، والروح المعنوية، والشؤون الإدارية، وحرية العمل، والمبادأة، وخفّة الحركة.
وتوفّر هذه المبادئ مرشدًا للقادة يمكن الركون إليه في وضع الخطط واتخاذ القرارات الحاسمة.

وقد ظلّت مبادئ الحرب ثابتة ومطبّقة في الحرب منذ عصر (نابليون) و (كلاوزفيتز) ، ولكن كاتب هذه المقالة يرى أنه قد آن أوان تغييرها، لأن بعضها لا يلائم العمليات العسكرية في العصر الحديث، ويورد أسبابًا منطقية لطرحه، فهل تكون هذه المقترحات بداية لتغيير مبادئ الحرب، أم أنها ستفتح مجالاً للجدل بين القائلين بثباتها، وبين من يزعمون ضرورة تغييرها أو على الأقل تغيير بعضها؟
في النصف الأول من القرن التاسع عشر، طرح الفيلسوف الفرنسي (أوجست كونت) (1798 1857م) فلسفته الوضعية التي تهتم بالظواهر ووقائع التجربة، وترفض التفكير التجريدي أو التأملي فيما يخص الطبيعة النهائية للأشياء.

والوضعية في علم النفس هي اتجاه سلوكي، وتأكيد لدور البيئة، ورفض للعقل والمفاهيم العقلية. وبحسب رؤية (كونت)، فإن تاريخ الفكر الإنساني قد مرَّ بثلاث مراحل، هي: مرحلة اللاهوت التي هيمنت عليها المعتقدات الدينية والخرافات؛ ومرحلة الميتافيزيقا أو ما وراء الطبيعة، والتي سادتها المعتقدات التأملية؛ ومرحلة الفلسفة الوضعية التي تحكّمت فيها الحقائق العلمية.

كان (كونت) يرى إمكانية توسيع الأسلوب العلمي ليتضمن دراسة الإنسان والمجتمع، وسرعان ما تضمنت الدراسة العلمية الحرب، بل وحتى قبل ظهور فلسفة (كونت) الوضعية، نشرت في العقد الأول من القرن التاسع عشر مؤلفات لبعض المنظرين العسكريين مثل: (أنتوني هنري جوميني) (1779 1869م)، تقول: "إن هناك إجماع تام على أنه ليس ثمة فن أو علم أصعب من الحرب، فهذا الفن كما هو حال غيره من الفنون يقوم على مبادئ معيّنة راسخة، وهي بطبيعتها مبادئ ثابتة لا تتغير، ولكن الذي يتغيّر هو تطبيقها فقط". ومن هنا برز الادعاء الرئيس الذي ظلّ ساريًا حتى الآن بأن مبادئ الحرب كغيرها من القوانين ثابتة لا تتغير، وإنما تتفاوت فقط من حيث تطبيقها.
وكان لتحوُّل الفلسفة الوضعية في الفكر العسكري تداعيات أخرى مهمة غيرالادعاء بثبات قوانين الحرب؛ فكافة القوانين العلمية الطبيعية تحصر ادعاءاتها في العالم المادي، انطلاقًا من مقولة مؤداها : "إذا لم يكن بالإمكان قياس شيء ما، أو التعبير عنه بأبعاده الطبيعية (الحيّز، والزمان، والكتلة، والقوة، والاتجاه)، فلا يمكن القول بوجوده بصورة موضوعية في العالم المادي". وينطبق ذلك أيضًا على المفاهيم العسكرية الأساسية كالإرادة، والتحفيز، والروح المعنوية، والشجاعة، وفن القيادة، والموهبة. ولعل جوهر الفلسفة الوضعية فيما يتعلق بمبادئ الحرب هو تقليلها من شأن البعد الإنساني القوى المعنوية الأمر الذي يرفضه (جوميني) في كثير من كتاباته، ويعتبره أمرًا مفرغًا منه وغير قابل للمناقشة.

وعلى النقيض من موقف (جوميني)، فإن المفكّر العسكري (كارل فون كلاوزفيتز) (1780 1831م)، كان يحمل رؤية فكرية لها جذورها في الفلسفة العقلية التقليدية التي وضعها كل من: (سقراط، وأفلاطون، وأرسطو) والتي تقول: إنه عن طريق الاستدلال العقلي الخالص وبغير اللجوء إلى أية مقدمات يمكن الوصول إلى معرفة جوهرية عن طبيعة العالم، وكان (كلاوزفيتز) يرى أن مبادى الحرب هي مدركات حسِّية، أو تعاليم تهذِّب العقل لخوض الحرب، وليست قانونًا ملزمًا يحدِّد طريقة معيّنة للعمل.

وضمن هذا الإطار، كتب في أحد مؤلفاته أن المبادئ "تهدف إلى تزويد المفكّر بإطار عمل يرجع إليه في تحركاته التي تدرّب على القيام بها، أكثر من كونها دليلاً يسترشد به أثناء العمل للطريق الذي ينبغي أن يسلكه". وبهذا كان (كلاوزفيتز) يقف موقفًا معارضًا للفلسفة الوضعية التي تُخضع مبادئ الحرب للتطبيق العلمي؛ ففي كتابه: (في الحرب) أشار إلى استحالة الحصول على تعاليم وضعية، حيث يقول: "ينبغي أن نتذكر أنه من غير الممكن ببساطة بناء نموذج لفن الحرب يمكن استعماله كقالب يعتمد عليه القائد في كافة الأوقات، فكلما اقتضت الضرورة اعتماده على موهبته الفطرية، فسيجد نفسه في موقف يتناقض مع النموذج الذي يتبعه. ومهما كانت براعة القانون، فإن الموقف سيؤدي حتمًا إلى عواقب ألمحنا إليها بالموهبة والعبقرية التي لا تتقيد بالقوانين".

وفي معرض حديثه عمّا إذا كانت الحرب فن أم علم، يقول: إن كل عمل فكري هو فن، فالفن يبدأ حيث يرسم رجل منطقي خطًا، أي عندما تنتهي مقدمات البرهان التي هي نتاج قوة الإرادة والتمييز ليأخذ الحكم مكانها، كما أن آراء الفكر نفسها هي حكم أيضًا، وبالتالي فهي فن. وفي نهاية المطاف، تكون المعارف المكتسبة بواسطة الحواس فنًا أيضًا بدون شك، وفي كلمة واحدة لا يمكن أن نتصوّر كائنًا بشريًا قد وُهب القدرة على المعرفة دون القدرة على الحكم، كما لا يمكن أن نتصور العكس، لذا يتعذّر فصل الفن عن المعرفة فصلاً تامًا، فكلما تجسّدت عناصر الضوء الدقيقة هذه في أشكال العالم الخارجي كلما انفصلت ممالكها؛ ومجال الإبداع والإنتاج هو الفن، وعندما نستهدف البحث والمعرفة يسود العلم.

ويخلص (كلاوزفيتز) إلى قوله: "من الأفضل أن نقول فن الحرب، وليس علم الحرب"، ويميّز بينهما بوضوح قائلاً: "يكمن الفرق الأساس في أن الحرب ليست نشاطًا للإرادة مطبقًا على مادة جامدة كما هو الحال في الفنون الميكانيكية كالبناء، والنجارة، وتوصيل الأنابيب أو مطبقًا على شيء حي، إنما هو سلبي وخاضع بدون مقاومة، كالفكر البشري، والحساسية في الفنون الجميلة، ولكن الحرب نشاط مطبق على شيء يعيش وينفعل، وإخضاعها لقوانين ميكانيكية جامدة يؤدي إلى الوقوع في خطأ جسيم. وانطلاقًا من ذلك فقد ارتكبت خطيئة أدّت إلى تشبيه الحرب بفنون وعلوم أخرى، وهذا ما أتاح المجال لمجموعة من التشبيهات الخاطئة.

وفي الوقت نفسه، فمن الواضح أن النضال المستمر من أجل الحصول على قوانين مشابهة لتلك التي تلائم عالم الأشياء الجامدة يؤدي إلى ارتكاب الخطأ تلو الآخر، وحتى الآن لم تسفر تلك المحاولات عن تحقيق نجاح يُذكر".

وبالتدقيق في التفسيرين السابقين لكلمة (مبادئ) يمكننا الآن معرفة كنههما، ف (كلاوزفيتز) يرى أن المبدأ هو أيضًا قانون للعمل، ولكنه ليس بمعناه الرسمي المحدد، وإنما يمثل فقط روح القانون والإحساس به. وفي الحالات التي يكون فيها تنوّع العالم الحقيقي أكبر من تضمينه في شكل عقيم من القوانين، يتيح تطبيق المبدأ فرصة أكبر لاختيار الأحكام. ولابد هنا من إعمال الفكر لتحديد الحالات التي لا يمكن فيها تطبيق المبادئ، وبذلك تصبح المبادئ بمثابة أداة مساعدة للرجل المسؤول عن العمل.

ولم يغفل (كلاوزفيتز) عن الإشارة إلى أن المبادئ التي يعنيها هي مبادئ فن الحرب، للتأكيد على أن التعرُّف عليها يلزم بالضرورة تطبيقها بإبداع، وينظر (كلاوزفيتز) إلى هذا العمل الخلاّق بوصفه أمرًا جوهريًا في فن الحرب برمته.

 

 


 

   

رد مع اقتباس

قديم 20-04-09, 08:38 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

كيف تشهد مبادئ الحرب تغييرات؟

في الحقيقة لم تشهد مبادئ الحرب تغييرًا حتى كتابة هذه السطور، ولكن هناك شعور بضرورة تغييرها، فقد ظلت مبادئ الحرب على حالها تقريبًا منذ عصر نابليون. والسؤال المطروح هو: كيف إذن يمكن تغييرها؟ فإذا ما شبّهنا فن الحرب بأرقام الرسم على لوحة زيتية، يكون من الضروري تغييرها لتلبية متطلبات المبدع العسكري، فمن وجهة النظر الجمالية أو الإبداعية تتراءى مبادئ الحرب كأرقام على لوحة قماش تساعد في توجيه المبتدئين العسكريين على تعلّم فن الحرب.

ومبادئ الحرب تتغيّر بتغيّر شكل ومضمون الحرب، ولابد من تغييرها إذا ما أُريد لها أن تساهم في تعليم سلك الضباط على أساليب وطرق الحرب الجديدة، ومبادئ الحرب طريقة تعليمية تقدم حلولاً جاهزة لمعضلات عملية في الحرب، ولكنها قد تحدّ من إبداع الرجل العسكري المحنّك أو الخلاّق، فهذا المبدع يعمل وفق لوحة يرسمها لنفسه تحتوي على ألوان إضافية غير تلك الموجودة على لوحة القماش، وفي القرن التاسع عشر ساد اعتقاد واسع بندرة الموهوبين العسكريين، أما في العصر الحالي فقد ابتُكر نظام الأركان العامة لجعل الموهبة العسكرية مسؤولية جماعية.

ووفق مثال اللوحة الزيتية السابق، يصبح القادة والأركان هم من يكتبون الأرقام مع بعضهم البعض، وبتوظيف الأركان العامة لعملية التخطيط التي تقع ضمن نطاق عملهم يصممون ميدان المعركة أو اللوحة الزيتية العسكرية فيرسمونه حركة تلو أخرى وفق العمل العسكري. وهكذا يُعبَّر عن نوايا القائد من خلال
مبادئ الحرب بالتطبيق العملي.

وكما أشار (كلاوزفيتز) لن يقف العدو مكتوف الأيدي كاللوحة السلبية، وإنما هو كائن حي مفعم بالنشاط والإرادة والمقاومة، ولذلك فإن معظم فنون العمل العسكري تشبه قطعة القماش الكبيرة التي يغطي بها الرسام لوحاته وتتناثر عليها الألوان، ولكن نظرًا لأن مبادئ الحرب تُلقّن للجميع فإنها تعمل على تماسك العمل، وغالبًا ما يُفقد هذا التماسك بتغيير مبادئ الحرب فيأخذنا تغييرها على حين غرة.

ويتطلب الفن العسكري وسيلة للتعبير وأخرى للعمل،
الأولى: هي العدو الذي ينشط في مقاومة إرادة الفنان في القيام بأعماله الإبداعية،
والثانية: هي الأدوات التي يستخدمها الفنان العسكري وتتضمن المعدات والتنظيم، فينتج عن تفاعل هاتين الوسيلتين مؤثرات إبداعية، فالرسام لا يستطيع التعبير عن سحابة بيضاء على لوحته إلاّ بالألوان والفرشاة، والقائد العسكري الموهوب في حرب العصابات ومكافحة التمرّد يتجنب المقاومة النشطة.

وعندما تتغير وسيلتا التعبير والعمل، يتغير الفن العسكري تغيُّرًا أساسيًا، فتتغير بذلك مبادئ الحرب، وفي التشبيه السابق، لم تعد الأرقام تتناسب مع اللوحة أو تتناسق معها، فتتغير اللوحة نفسها وتتغير الأدوات التي سوف ترسمها.

وفي فن الحرب أصبح ذلك أمرًا معقّدًا وجدليًا، حيث أصبحت إحدى أداتي التعبير تسعى لمقاومة الوسيلة الأخرى وتصير أكثر فاعلية منها، فقد أصبحت الدبابات وسفن القتال أكثر تدريعًا، وأصبحت المدافع أكثر قوة، والطائرات أكثر سرعة، وأحدثت هذه التحوّلات ثورة في الشؤون العسكرية؛ وقد يتساءل البعض عن أسباب هذه الثورة. ومن الأمور الواضحة للعيان أن تلك الثورة عادة ما تمضي قدمًا لعدة سنوات دون الانتباه إليها، حتى تحدث هزيمة ساحقة فنتلمسها، ومن النماذج المأساوية على ذلك الحرب العالمية الأولى.

فإذا كان بوسعك أن تتخيل مجموعة من المشتغلين بالكيمياء القديمة في العصور الوسطى في مختبر فيزيائي حديث، يمكنك أن تدرك حجم التغييرات الواسعة في المفاهيم التي واجهت الجيوش المتحاربة، فتلك الجيوش التي كانت تتشبث بمبادئ حرب تمت صياغتها منذ عصر نابليون، وتتسلح بأحدث مخرجات التقنية الحديثة التي أفرزتها الثورة الصناعية جعلت من الفن العسكري تعبيرًا لا يمكن تخيّله من المذابح المتبادلة بين الطرفين.

ويُعزى انهيار الجيوش الأوروبية بشكل مباشر لحركتها وفق مبدأ الحشد؛ فحسب ما ورد في كتابات (جوميني)، تحاول الجيوش تحقيق الحسم عن طريق الحشد في ميدان المعركة، ولكن بظهور الحرب الشاملة المزوّدة بأسلحة الثورة الصناعية، أصبح من العسير تطبيق ذلك المبدأ،
فأولاً: تغري قوة الفتك التي تتميز بها الأسلحة الجديدة على التدمير،
وثانيًا: يجعل الحشد الجيوش لقمة سائغة للعدو باكتشافها وتحديد مواقعها،
وثالثاً: يصعب توفير الإمداد والتموين للجيوش كبيرة الحجم لمدة طويلة، بل ويعيق كبر الحجم عمليات المناورة، فلم تكن الحرب العالمية الأولى بمثابة فشل في الخيال فحسب، وإنما فشل في القيادة المؤسسية أيضًا.

وباختصار شديد، ينبغي على قادة المؤسسات الكبرى كالمؤسسة العسكرية أن يقدموا التوجيه والحماية والنظام للقوات العسكرية، فالنظام يغرس الاستقرار المؤسسي بتطبيق الأعراف السائدة وأنماط السلوك وطرق حل المشكلات.

وفي المؤسسة العسكرية تقوم العقيدة العسكرية التي تُعدُّ مبادئ الحرب جزءًا لا يتجزأ منها بهذا الدور البارز، وتحدث الأفكار الجديدة تأثيرًا مضادًا. وتعتبر هذه الأفكار الجديدة كالاقتراح بإجراء تعديلات جديدة على مبادئ الحرب التي أثبتت نجاحًا مجرد بدعة خطيرة، ويؤثر ذلك على المؤسسة العسكرية بثلاث طرق هي: أولاً: يتولّد عن الأفكار الجديدة طرق جديدة في التفكير تؤدي إلى انقسامات فكرية في أوساط الرأي العام الذي كان متماسكًا قبلها؛ وثانيًا: تثير الشكوك حول معتقداتها الراسخة، ويتمخض عن ذلك شعور بعدم الولاء للمؤسسة؛ وثالثًا: أن الأفكار الجديدة تخلق شعورًا بعدم الاستقرار المهني وفقدان الثقة. ولهذه الأسباب مجتمعة، يرفض أعضاء التنظيم إجراء التغيير. فلم يكن القادة الذين زجّوا بقواتهم في تلك المفرمة الحرب العالمية الأولى قبل أكثر من تسعين عامًا أغبياء، وإنما واجهوا مشكلة تتكرر لنا اليوم هي: عدم الإقدام على إجراء التغيير. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه فيما يتعلق بكيفية تغيير مبادئ الحرب يتمحور في الأساس حول: كيف نبادر بذلك التغيير.
مبادئ الحرب كأداة من أدوات التغيير
ينبغي إعادة النظر في مبادئ الحرب في طليعة التحوُّلات العسكرية للقرن الحادي والعشرين، وأقترح التغييرات التالية كنقطة بداية فحسب في مناظرة قادمة:

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 20-04-09, 08:39 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

مبدأ وحدة المجهود:

أشار (كلاوزفيتز) إلى "أن أول أحكام القائد العام، أو رجل الدولة، وأعظمها شأنًا وحسمًا، تكمن في تقديره الصحيح لنوع الحرب التي يقوم بها، لكي لا تؤخذ على غير ما هي عليه حقًا، ولكي لا يجعل منها ما تحظره طبيعة الظروف. هذه إذن أول المسائل الاستراتيجية وأوسعها".

ويعني مبدأ وحدة المجهود أن حل أي مشكلة عسكرية ينبغي أن ينسجم مع الأهداف السياسية، ولا ينبغي المساس بتلك الأهداف عند صياغة الحلول؛ وبعكس ذلك تمامًا، لن تفضي الحلول العسكرية إلى نجاح لو كان بالسياسة خلل أساسًا، لأن الحلول النهائية التي تُصاغ بموجب سياسة ناقصة ستحمل دائمًا بذور فشلها في رحمها.

وكنتيجة طبيعية مستشهدين بقول (كلاوزفيتز) مرة أخرى يمكننا القول إن الحلول السياسية التي تميل نحو النزاع لا ينبغي اعتبارها عملاً حرًا من أعمال النفس، وإنما أداة من أدوات السياسة،؛ وهكذا، فإن كافة الأعمال التي تسترشد بمجموعة من المبادئ تتوحّد من أعلى الهرم القيادي وحتى أدنى المستويات اعسكرية لتحقيق الأهداف الوطنية.
مبدأ تركيز الاستخدام:

يُعرف هذا المبدأ أيضًا باسم الالتفاف، وهو من أهم مبادئ الحرب، وهو مستمد من الطبيعة لتقليل الطاقة والمجهود لأدنى حدٍ ممكن، بدءًا بالمستويات المحلية وحتى العالمية. ويُعدّ الالتزام بهذا المبدأ هو أقصر الطرق إلى حسم الموقف أو الصراع.

ومن النظريات العسكرية التي تقوم على هذا المبدأ (نظرية الاقتراب غير المباشر)، التي صاغها المفكّر العسكري (ليدل هارت)، أما تطبيقاته في التاريخ العسكري، فمنها: عمليات الإنزال في كوريا عام 1950م، وهجوم (هتلر) عبر (غابات الأردينز) عام 1940م، وغيرها من الحالات التي استهدفت تقليل المجهود والخسائر للحد الأدنى عند إنجاز المهام.

وهناك عديد من المشاهد في حياتنا اليومية على تطبيق مبدأ تركيز الاستخدام، حيث نجد أن كافة الوسائل التقنية الحديثة تساعدنا على تطبيقه، كالهواتف، والمصاعد، والجسور، والطائرات، والمدفعية؛ والنتيجة الحتمية لمبدأ الالتفاف هي المناورة؛ فالمناورة هي حركة لاحتلال موقع أو حرمان العدو من حرية الحركة، أو إتاحتها للقوات الصديقة. ومن الواضح أن الالتفاف يتطلب وجود شيء للالتفاف من حوله وأخذ المبادأة بالحركة، ويدل ذلك على وجود قوة مقاومة.
مبدأ مركز الثقل:

مركز الثقل هو "وسيلة حالية لتحقيق غايات مستقبلية"، وهو مصدر قوتنا للمقاومة والحركة، والتعبير الجسدي والمعنوي لإرادتنا الإبداعية ووسيلتنا للعمل والمقاومة والتعبير. ولكي يزدهر الفن العسكري لابد من وجود هذه القوة المقاومة؛ فالنحّات مثلاً يستخدم مِطرقته وإزميله ليشكِّل عمودًا رخاميًا مقاومًا مقاومة سلبية وينحت تمثالاً يعبّر عن إرادته. وفي المعارك تصبح المقاومة الشرسة هي وسيلتنا للتعبير، إلاّ أننا في الوضع المثالي نرغب في وجود خصم سلبي مثل الجنرال (كارل ماك) الذي لم يتحرّك وظلّ جامدًا في مكانه في مدينة (أولم) على نهر (الدانوب) في ألمانيا الغربية عام 1805م أثناء التفاف (نابليون).
مبدأ الهدف:

تُوجَّه كافة الأعمال نحو هدف مشترك، وغالبًا ما يكون ذلك في إطار حلّ لمشكلة ما. ولمبدأ الهدف ثلاث نتائج طبيعية، هي: الغرض ، والتوجيه، والتحفيز، وهذه النتائج تدفع في مجملها القيادة الجسورة نحو نظام المبادئ، وتقوّي من مركز الثِقَل مع إرادة القائد، فالتوجيه يُعدُّ خطًا للعمليات يدفع مركز ثِقلنا نحو هدفه، والغرض يغرس في نفوس القوات روح العزيمة والإصرار والمثابرة، أما التحفيز فيلهب حماس القوات، ويشجعها، ويدفعها نحو العمل. وهذا المبدأ هو الذي يحرّك مركز الثِقل ويبث فيه روح المقاومة.
خاتمة
تعمل مبادئ الحرب على موازنة القيادة المؤسسية، وعلىتنظيم العمل العسكري، وسيؤدي تغيير تلك المبادئ إلى تغيير المؤسسة العسكرية، لذا، لابد من دراسة مستفيضة ومتأنّية قبل إجراء التغييرات عليها، وبعد مناقشتها وفهمها تأتي مرحلة توسيع المفهوم ليشمل مبادئ الصراع، فملامح العمل العسكري في بداية القرن الحادي والعشرين تشير إلى أنه ينطوي على أكثر من مجرد المفهوم الضيق لخوض الحرب .

المراجع:
Army Magazine, July, 2006.
*د. جيمس جيه اسشيدر، بروفيسور العلوم العسكرية بمدرسة الدراسات العسكرية المتقدمة التابعة لكلية القيادة والأركان العامة الأمريكية ب (فورت ليفنورث) بولاية (كنساس).

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 13-06-09, 04:55 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي مبائ الحرب



 

مبادئ الحرب في المدرسة البريطانية والأمريكية

المدرسة العسكرية البريطانية

الطابع التقليدي العام للمدرسة.

المقدمة.
نشأ طابع وتقاليد المدرسة البريطانية، من خاصية انفصال الجزيرة البريطانية عن القارة الأوروبية، مع النقص المزمن في القوى البشرية والموارد الذاتية القومية، ومع الامتداد الإمبراطوري إلى القارات الخمس، كذلك القيم الاجتماعية والمعنوية المحافظة، وقد تبلور ذلك كله فيما يسمى بالتقاليد الجذرية أو البحرية، التي تتمسك بالاقتراب غير المباشر، طبقاً للمفهوم البحري، وبوضع إستراتيجيته على أساس الاقتصاد في القوى، بتوزيع قواتهم ومواردهم على أغراض ملائمة متكاملة على اتساع العالم مع مراعاة المرونة، دائماً في اختيار الأهداف بسبب الإحساس بعدم الأمن، فيما يتعلق بتوفير الموارد والإمكانيات، وإدارة ذلك كله بمزيد من السياسة المحنكة القديرة، مع العسكرية المحافظة الحذرة المتأثرة بشكل مباشر بمطالب السياسة.

الطابع الخاص بمبادئ الحرب.
كانت بريطانيا أسبق دول الغرب إلى اتخاذ وإعلان مبادئ معتمدة، في قواعد خدمة الميدان، وفضلاً عن ذلك، فإن المفكرين العسكريين البريطانيين، "فوللر وليدل هارت"، هما أكثر المفكرين ثورية وتحرراً، إذ قدما مذاهب كثيرة مختلفة ومتطورة في مجال مبادئ الحرب، فضلاً عن ريادتهما وسبقهما إلى الدعوة لأساليب الحرب الميكانيكية، والحرب الخاطفة.

تاريخ ومصادر مبادئ الحرب البريطانية المعتمدة.
صدرت أول قائمة معتمدة، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، في قواعد خدمة الميدان عام 1920م، وقد تبنت أفكاراً أساسية، مع تأثرها "بماكدوجال وتاونسند" وآخرين، ثم طورت فيما بعد بناءاً على أفكار "موريس وليدلهارت ومونتجمري" وغيرهم.

تعليمات الميدان ـ جزء2 ـ العمليات عام (1929م).
ورد فيها ما نصه "تدار الحرب طبقاً لمبادئ نظرية/ بديهية معينة، تعرف بمبادئ الحرب" وهذه المبادئ ذات استخدام عام ومتواصل في الحرب، ومن الممكن تعريفها ولكن أهميتها النسبية وطريقة استخدامها مختلفة ومتفاوتة على الدوام، ويرجع سبب هذا الخلاف والتفاوت في قيمه، وفي استخدام مبادئ الحرب، إلى أن العامل البشري يسود ويهيمن، ويغلب في أثناء الحرب، وهذا العامل البشري هو كمية دائمة الاختلاف والتفاوت. إن مبادئ الحرب يجب أن تحظى بالاعتبار الكامل سواء في تحضير خطة الهجوم أو في تقرير أعمال الوحدة في ميدان القتال.

تعليمات الميدان ـ جزء2 ـ العمليات عام1935م.
من خلال مدخل مختلف مرتبط بصور الحياة والنشاطات اليومية العادية، فتذكر أن أعمال القتال في الميدان تحكمها مبادئ سلوكية فطرية، في مجملها التعاليم الأخلاقية، التي تحكم الحياة اليومية,أن أحوال وظروف السلم والحرب، يتطلب كلاهما نفس صفات الفطنة والإدراك، مع الحكم المتوازن، وأن المبادئ والقواعد، التي يتعلمها ويطبقها القادة في قتالهم عبر التاريخ، غير أن المبادئ لا تشكل في مجموعها قواعد كاملة للنجاح في الحرب، مثلها في ذلك كمثل الحكم الأخلاقية، والتي لا تكفي أن تكون بدورها دليلاً كاملاً لممارسة الحياة، ومن السهل تعلم المبادئ وتفهمها، لكن ذلك وحده لا يكفي، إذ يلزم التدريب عليها وممارستها في السلم والحرب حتى تصير فناً تلقائياً بما يتلاءم مع كل مرحلة من مراحل الحرب.

تعليمات الميدان ـ جزء3 ـ العمليات التشكيلات الكبرى عام 1935م.
يمكن استنتاج أفكار معينة من خبرة الماضي، للتخطيط والإدارة الإستراتيجية، وهذه الأفكار ما تعرف غالباً ويعبر عنها في صيغة مبادئ، ولكن يجب أن يكون من المفهوم جلياً أن المبادئ التي تقود العمل الإستراتيجي أو التكتيكي في الحرب، ليست قوانين كقوانين العلوم الطبيعية، حيث يؤدى التقيد فيها إلى نتائج محتملة، كما أنها ليست قواعد كقواعد المباريات الرياضية، يؤدى انتهاكها إلى عقاب، إنها ببساطة تبين مساراً للعمل، سبق أن نجح في الماضي، وتعمل نذيراً على أن إغفالها يورط في مخاطر أدت كثيراً إلى الفشل، ومع ذلك فأن خططاً كثيرة قد نجحت في الحرب، على الرغم من عدم وضعها، طبقاً لمبادئ الكتب التعليمية، إن هذه المبادئ والطرق، التي تقوم عليها إستراتيجية ناجحة هي في حد ذاتها بسيطة، ولكن العوامل الواجب أخذها في الاعتبار عند استخدامها عديدة ومعقدة.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 13-06-09, 04:59 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي قوائم مبادئ الحرب



 

قوائم مبادئ الحرب المعتمدة البريطانية.


القائمة الأولى.
ظهرت في تعليمات الميدان عام 1920م مشتملة على ثمانية مبادئ، هي:
- الهدف.
- العمل الهجومي.
- الحشد.
- الاقتصاد في القوى.
- الأمن.
- خفة الحركة.
- المفاجأة.
- التعاون.

القائمة الثانية.
ظهرت في طبعة عام 1929م، واقتصرت على سبعة مبادئ فقط، حيث تم استبعاد مبدأ الهدف، الذي أعتبر حسب رأي "موريس"، أنه الجوهر المسيطر على باقي المبادئ.

القائمة الثالثة.
ظهرت في طبعة عام 1935م، وأعيد ضم مبدأ الهدف إلى القائمة، بينما مبدأ التعاون، ومبدأ الاقتصاد في القوى فرعان أو لازمتان لتحقيق مبدأً الحشد، وبذلك اقتصرت القائمة على ستة مبادئ رئيسية فقط.

القائمة الرابعة.
وهي القائمة الحالية، وفيها استبدل بمبدأ خفة الحركة مبدأ المرونة، كما أضيف مبدآ الشؤون الإدارية والروح المعنوية، وصارت مكونة من عشرة مبادئ هي:
- اختيار الهدف والمحافظة عليه.
- العمل الهجومي.
- حشد القوى.
- الاقتصاد في الجهود.
- التعاون.
- الأمن .
- المفاجأة.
- المحافظة على الروح المعنوية.
- الشؤون الإدارية.
- المرونة.

مبادئ تكميلية.
إلى جانب المبادئ الرئيسية المذكورة في القوائم، تحدد قواعد خدمة الميدان مبادئ عامة، لأوجه وصور النشاطات المختلفة مثل:
- الهجوم.
- الدفاع.
- المسير.
- حرب الصحراء.
وتبرز من خلال دراسة المبادئ العامة، حقيقة أن قائمة مبادئ الحرب الرئيسية لا تكفي وحدها لممارسة كل مسائل الحرب، وأنه يلزم إضافة ما يسمى في المراجع المختلفة بمبادئ، ومتطلبات، وقواعد، وقيود، واعتبارات، وشروط، وأسس. وهي، في الواقع، أوسع بكثير مما تحتويه قوائم مبادئ الحرب وأهم.

العقيدة الفكرية البريطانية الخاصة.
ماكدوجال عام 1858م.
استخلص المحللون مبدأين أساسيين من كتابه "نظرية الحرب"، هما:
* مبدأ الكتلة:
الكبيرة أن علم الحرب يمكن تحديده بإيجاز على أنه فن وضع كتلة من القوات أكبر مما يستطيعه العدو، الذي يواجهك في الوقت والمكان المناسبين، وأن تضع كتلة جيشك ضد أجزاء عدوك المشتتة.
* مبدأ الاتجاه:
أن تدير عمليتك بأكثر ما تستطيع ضد خطوط مواصلات عدوك، بدون أن تكشف أو تعرض خطوطك، وأن تعمل دائماً على خطوط داخلية.
تحتوي الصيغة المركبة لهذين المبدأين على مبادئ أخرى أولية، مثل:
- الأمن.
- والمناورة.
- والعمل الهجومي.

كما يتضح أنه يمكن أن يكون للمبدأ الواحد وجهان:
- حشد مع زعزعة حشد العدو.
- ورقابة ذاتية مع تهديد وإخلال وقاية العدو.

فوللرمفكرعبقري و مبدع.
صاحب أوليات عديدة، فهو أبو مبادئ الحرب المعتمدة البريطانية، وهو واضع أول خطة لاستخدام الدبابات في الحرب العالمية الأولى، التي كسرت جمود الحرب، وغيرت طابعها، وهو الداعية الأول للحرب الميكانيكية، وعنه أخذ الألمان أساليب الحرب الخاطفة، وهو صاحب تنبوءات عديدة، تحققت بدقة مدهشة، في الحرب العالمية الثانية، وهو صاحب أول محاولة لاستخدام الأسلوب العلمي في دراسة الحرب، وتحديد واستخدام مبادئ الحرب.

عقيدته الفكرية.
استغرق "فوللر" فترة 13 سنة من عام 1912ـ 1925م في استخراج وتحديد ووضع مبادئ الحرب، تدرج خلالها بصفته مفكراً من مرتبة المحلل إلى القائد المتمرس إلى أن وصل مرتبة الأستاذ، كما أنه انتقل عبر عدة عقائد فكرية، تبدأ بالاستقراء إلى العقيدة التطبيقية، وإلى العقيدة العلمية، ولقد أوضح "فوللر" تلك العقائد في كتابه "أسس علم الحرب"، الذي يعتبر دراسة شبه شاملة عن مبادئ الحرب، ولكل ما يتصل بها.

توصيفه لمبادئ الحرب.
* إن أي إستراتيجية عسكرية، لكي تكون معقولة/ منطقية يجب أن ترتكز على مبادئ الحرب علماً بأن (مبادئ الحرب ليست تعويذة تدفع الشر أو تجلب الحظ السعيد، ولكنها خلاصة مفاهيم وأفكار عامة، وهي، في حد ذاتها، لا تحتوي قوى سحرية)، ومن الحقائق البديهية أن المبدأ ليس وسيلة حرب ولكنه فكرة مستنبطة، عندما تترجم إلى فعل، فإنها تواجه استخدام الوسائل المستعملة.
* ولا يمكن استخدام المبادئ بشكل صحيح إذا لم تكن ظروف وأحوال استخدامها مفهومة ومدروسة، فإن أعاقت الظروف مبدأ ما، فإن باقي المبادئ تتأثر وتعاني.
* إذا لم نستطع المحافظة على اتصالنا ذهنياً وعقلياً بالمتغيرات في العوامل المادية للحرب، "المتغيرات في الأسلحة والحركة والحماية"، فإن إستراتيجياتنا وتكتيكاتنا سيكونان عتيقين ولن يمكننا أن نجسد مبادئ الحرب، عندما يستدعى الأمر استخدامها.

قوائم فوللر.
القائمة الأولى 1912م.
في مجال استعداده الشخصي لخوض الحرب المتوقعة، قام "فوللر" عام 1912م بدراسة رسائل نابليون، ومن خلال هذا المبدأ الاستقرائي استنبط ستة مبادئ، هي:
- الهدف.
- الكتلة الكبيرة.
- الهجوم.
- الأمن.
- المفاجأة.
- الحركة السرعة.

القائمة الثانية 1915م.
نتيجة خبرته في الحرب، أضاف إلى القائمة الأولى، مبدأ:
- الاقتصاد في القوى.
- و التعاون.
ويقول عن هذه المبادئ الثمانية: هذه المبادئ يجب النظر إليها على أنها مجرد فرضيات مستخرجة من حملات نابليون، واختبرت في أحداث الحرب العالمية، وقد أدرجت مبادئ هذه القائمة بشيء من التعديل، في أول قائمة بريطانية معتمدة.

القائمة الثالثة 1923م.
على رغم اقتناع "فوللر" بالقائمة السابقة المستخرجة من حقائق التاريخ، والمختبرة عملياً، على حد قوله، فإنه بمزيد من الدراسة والتأمل، وجد ضرورة وضع نظرية أشمل وأعم، وهو يعرض وجهة نظره كالآتي:
- قوة فكرية، يقوم بها عقل، وتؤدي إلى السيطرة، ويعكسها مبدأ الهدف.
- قوة وقائية، تتطلب وقاية، وتؤدى إلى استقرار، ويعكسها مبدأ الأمن.
- قوة محركة، تتمثل في (حركة)، تؤدى إلى (تعاون)، ويعكسها مبدأ (الهجوم).

يتبع....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 13-06-09, 05:03 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي مكونات النظرية النهائية لعام 1925



 

القائمة الرابعة عام 1925 مكونات النظرية النهائية

تتكون من تسعة مبادئ متساوية القيمة، تتلخص في ثلاث مجموعات، تنبع من قانون واحد "الاقتصاد في القوى":

* مجموعة مبادي السيطرة:
- الاتجاه.
- التصميم.
- خفة الحركة.

* مجموعة مبادئ الضغط:
- الحشد.
- المفاجأة.
- العمل الهجومي.

* مجموعة مبادئ المقاومة:
- التوزيع.
- الثبات.
- الأمن.

تاونسند عام 1920.
استخرج مبادئ الحرب، من إدارته الشخصية للعمليات الحربية، ومن تحليله لأعمال وأقوال نابليون وغيره من المفكرين وتشمل قائمته سبعة مبادئ هي:
- الهدف.
- الكتلة.
- الأمن.
- الاقتصاد في القوى.
- الهجوم.
- السرعة.
- الاتجاه.

موريس عام 1929.
أسهم "موريس" في بيان منهج تحديد منظومة/ قائمة مبادئ الحرب الرسمية، بالقوات المسلحة البريطانية، فلقد وضع موريس كتاب "الإستراتيجية البريطانية" دراسة في استخدام مبادئ الحرب، ونشره في عام 1929م، بهدف بيان وتأكيد انعكاس الظروف البريطانية الخاصة، على طرق تطبيق واستخدام منظومة مبادئ الحرب، التي اشتملت عليها تعليمات الميدان البريطانية في ذلك الوقت، والتي كانت تضم سبعة مبادئ هي:
- الحشد.
- الاقتصاد في القوى.
- المفاجأة.
- خفة الحركة.
- العمل الهجومي.
- التعاون.
- الأمن.

تتداول المراجع العسكرية قائمتين لمبادئ الحرب، من وضع "ليدل هارت"، الأولى استمدها المحللون من كتابه "الطريق إلى كسب الحروب" الصادر عام 1929م، والثانية من كتاب "الطريقة البريطانية في الحرب" الصادر عام 1932م ونذكر مكونات القائمتين عادة في صورة مبادئ أولية بسيطة مختصرة، بدون شرح أو بيان لمفاهيمها، على النحو التالي:

القائمة الأولى.
تتكون من سبعة مبادئ هي :
- اختيار الغرض.
- الاقتصاد في القوى.
- المفاجأة .
- المرونة.
- استغلال النجاح.
- لا تطعن إذا كان عدوك يمكنه تفادى الطعنة.
- لا تعزز الفشل مطلقاً.

القائمة الثانية.
اقتصرت على خمسة مبادئ فقط من القائمة الأولى بعد استبعاد:
- اختيار الغرض.
- الاقتصاد في القوى.

فيلد مارشال مونتجمري.
حدد مونتجمري القائمة العملياتية من مبادئ الحرب، في كتابه "القيادة العليا في الحرب"، الذي نُشر عام 1945م، قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد اشتملت هذه القائمة على ثمانية مبادئ، هي:
- الشؤون الإدارية.
- القوة الجوية.
- الحشد.
- الكتلة.
- التعاون.
- خفة الحركة.
- العمل الهجومي البساطة.
- المفاجأة.

القائمة التاريخية.
حدد مونتجمري القائمة التاريخية من مبادئ الحرب، في كتاب "تاريخ الحرب" الذي نُشر في أواخر الستينات، حيث اشتملت القائمة على سبعة مبادئ هي:
- المفاجأة.
- تركيز الجهود.
- التعاون.
- السيطرة.
- البساطة.
- سرعة العمل.
- المبادأة.


يتبع....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 13-06-09, 05:06 PM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي المدرسة العسكرية الامريكية



 

المدرسة العسكرية الأمريكية.


خصائص الفكر العسكري الأمريكي.
يتمتع الفكر العسكري الأمريكي بحرية تعبير، لا نظير لها، حتى في أعرق ديموقراطيات العالم الغربي، ويمكن للمدنيين والعسكريين الأمريكيين تناول وتداول الشؤون والفنون العسكرية، حتى أدق تفاصيلها عل صفحات الصحف وغيرها من وسائل الإعلان والإعلام.
المصادر العلنية.
والمصادر الأمريكية تكاد تكون المصادر العلنية الوحيدة في العالم، التي تعرض بصورة متكاملة ودقيقة لنظريات:
- الأمن القومي.
- نظريات إدارة الأزمات.
- السيطرة على الصراعات.
- نظريات ومبادئ فن الحرب.
- عقائد وأساليب القتال وغير ذلك مما يعتبر أسراراً محجوبة محظورة، في أغلب دول العالم.
وفيما يتصل بمبادئ الحرب، فإن مختلف أعداد المجلات العسكرية الأمريكية المتخصصة الوفيرة، لا تكاد تخلو من مقالات، عن مختلف أوجه ومفاهيم مبادئ الحرب، قديماً وحديثاً، فضلاً على توفر كتب كثيرة جداً، تتناول مبدأ أو أكثر من مبادئ الحرب.
اقتفأ الأثر.
وعلى رغم أن الفكر العسكري الأمريكي يتسم عموماً بأنه فكر حديث معاصر، فإنه في مجال مبادئ الحرب، يفتقر إلى الأصالة، التي تميز الفكر العسكري العريق، حيث يقتفي المفكرون أثر رواد الفكر العسكري العالمي وأقطابه من أمثال "كلاوزفيتز وفوللر".
وبناءً على ما تقدم، فإن عرض وبحث العقيدة والمناهج الأمريكية الخاصة، سوف يقتصر على إبراز أهم الأفكار لدى أهم المفكرين في الساحة الأمريكية، دون التطرق إلى تفاصيل العقيدة والمناهج الأمريكية، إلا في المناهج، التي تبرز مفاهيم مختلفة جوهرياً عن نظيرها لدى المفكرين البريطانيين والفرنسيين.

كولونيل إدوارد جونستون.

خبرة جونستون العسكرية.
انضم "جونستون" إلى الحرس الوطني الأمريكي، عام 1914م، ثم التحق بالجيش الأمريكي عام 1917م، واشترك في الحرب العالمية الأولى، ومُنح ثلاثة اوسمة.
تخرج "جونستون" منمدرسة القادة والأركان عام 1913، ومن كلية الحرب البحرية عام 1935م، ومن كلية الحرب البرية عام 1936.
عمل "جونستون" في هيئة أركان الجيش الأمريكي، فيما بين عامي 1936-1940 وتقاعد برتبة كولونيل؛ لأسباب صحية، وتوفي عام 1969.

منهج جونستون العلمي.
درس "جونستون" مختلف الآراء والمفاهيم الأمريكية والبريطانية والفرنسية، المتعلقة بمبادئ الحرب، فوجد حالة فوضى فكرية شاملة، تعم ساحة مبادئ الحرب، ورأى "جونستون" أن سبب هذه الحالة هو عدم وجود علم حرب، ينظم المفاهيم، ويوحد الأفكار، ويؤدى إلى نتائج متطابقة، أو على الأقل متقاربة ومتجانسة.
اعتبر "جونستون" أن مناهج "فوللر وليدل هارت" العملية تنطوي على أفكار يمكنه الاستفادة منها في بناء علم حرب.
وفي عام 1934 نُشرت دراسة "جونستون" في مجلة مدرسة القادة والأركان، بعنوان "علم الحرب"، ولم يكن لهذه الدراسة وقت صدورها أثر كبير في الفكر العسكري الأمريكي، وحفظت ضمن محفوظات معهد التاريخ العسكري للجيش الأمريكي.
وفي أعقاب الحرب (الفيتنامية)، استعانت كلية الحرب للجيش الأمريكي بمنهج "جونستون" ضمن مناهج أخرى عديدة من أجل فحص وتدقيق قائمة مبادئ الحرب الأمريكية، في ضوء الدروس المستفادة من الحرب الفيتنامية، وفي عام 1983م أعادت كلية الحرب نشر مقال جونستون "علم الحرب"، في أحد مراجعها الدراسية، التي تستهدف نشر الثقافة العسكرية عن فن الحرب بين العسكريين الأمريكيين.
الوصف العلمي لمبدأ الحرب.
من طبيعة الإنسان أنه يستخدم القواعد والتوجيهات، والمبادئ، والحكم، والأقوال على أنها التوصيف ثابتة غير متغيرة، ويتأكد ذلك بصفة خاصة عندما يكون تحت ضغط وشدة، مثل الخوف، والجوع، والعطش، والإجهاد، أو أي طارئ آخر، ولا شك أن التوتر، والإجهاد، والشدة من الأمور الملازمة للحرب.
ووصف جونستون مبدأ الحرب بأنه:
حقيقة كلية ثابتة لا تتغير، تنظم معرفتنا، وتظهر العلاقة الموجودة بين الحقائق، التي تواجهنا وتمدنا بمرشد ثابت للعمل، تحت ظروف المشقة والتوتر، والتي تسود الحرب، وتوجهنا إلى استخدام الطرق الصحيحة المناسبة للموقف، استخداماً غريزياً تلقائياً.

يتبع....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 13-06-09, 05:10 PM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي جونستون ومبادئ الحرب



 

جونستون ومبادئ الحرب.


بين "جونستون مبادئ الحرب الآتية:
الهدف.
إن الهدف المحدد يتوقف على التأثير المطلوب إحداثه، مع إحاطة هذا التأثير بأكبر ضمانات النجاح وتجنب الفشل، وذلك بمطابقة الأهداف وتناسبها مع الوسائل، والتأكد من أن لدينا الكتلة، وإمكانيات الحركة المأمونة اللازمة لتحقيق الهدف.
الكتلة.
إن اصطلاح الكتلة يعنى كثافة وشدة القوة القتالية، وتتوقف كتلتنا على درجة تفوقها النسبي على كتلة العدو، وتتكون الكتلة من قوة الصدمة، وقوة النيران، وعناصر أخرى مساعدة، مثل الروح المعنوية، والحالة المادية، والتدريب، وفي جميع الأحوال، فإن استخدام الكتلة يعتمد على درجة الأمن المتوافرة لها، فإذا كان أمن الكتلة ضعيفاً، يمكن للعدو أن يوجه ضدها ضربة معجزة، تشل قدراتها.
الحركة.
إن للحركة اتجاهاً يرتبط بهدفها، وإذا لم يكن للهدف قيمة، أو إذا لم نستطع الوصول إلى الهدف، فإن العدو سيتجاهل حركتنا، لذلك فإن الحركة الفعالة، تعتمد على هدفها، وعلى الإمكانيات المادية، وعلى الكتلة، والأمن، وأحوال الطبيعة "المسافة، والعوائق، والرؤية" وإمكانيات الحركة.
الأمن.
يعتمد الأمن على الكتلة، كما تعتمد الكتلة على الأمن، ويعتمد الأمن أيضاً، على مدى التعرض، وعلى أحوال الطبيعة.
السيطرة.
إن اختيار السيطرة هو وحدة الجهد، فهذا هو غرض أي نظام سيطرة، ويتوقف تحقيق السيطرة المُحكمة على توفر:
- وحدة الجهد.
- المواصلات الإشارية.
- الإمكانيات المادية.
- الحالة النفسية.
- التدريب.
الروح المعنوية.

لفتينانت كولونيل تشارلز ديلوبي.

كتاب المناورة في الحرب.
اهتم "ديلوبي" اهتماماً بالغاً بالمناورة، وفي عام 1935م، نشر دراسة خاصة بهذا الميدان، تبنتها مدرسة القادة والأركان الأمريكية، مادة مهمة، تلخص أحد جوانب فلسفة الحرب المستمدة من التاريخ العسكري.
اشتمل كتاب "ديلوبي" على فصل عن أهمية التاريخ العسكري، وفصل آخر عن مبادئ الحرب. وبهذين الفصلين، تعتبر الأوساط العسكرية الرسمية الأمريكية أن كتاب "ديلوبي" هو المرجع الأول عن الأصول التاريخية لمبادئ الحرب الحديثة.
مصدر وأسس تحديد مبادئ الحرب.
يرى "ديلوبي" أن التاريخ العسكري للحروب القديمة والحديثة، هو المصدر الأول لمبادئ الحرب، واشترط أن يتم تحديد هذه المبادئ على الأسس التالية:

الاستمرارية التاريخية.
ينبغي أن يكون مفعول المبدأ مستمراً بصفة دائمة، على مر عصور التاريخ، فإن اختفى مفعول المبدأ في أحد العصور، ينبغي استبعاده كمبدأ حرب أساسي.
الفاعلية.
إن المبادئ الحقيقية، هي التي يؤدى التمسك بها إلى النجاح، بينما يؤدي إغفالها إلى الفشل، وهي التي تًنشئ قواعد ومقاييس ثابتة لفن الحرب.
الثبات والعمومية.
يشترط أن يكون مضمون المبدأ:
- أساسياً وثابتا.
ً- غير قابل للتغيير.
- اوعرضة للاستثناءات.
الصلاحية.
ينبغي أن يكون المبدأ صالحاً للاستخدام في ظروف الحرب الحديثة.

كولونيل جوت كولينز.

خبرة ومكانة كولينز.
"كولينز" كولونيل متقاعد، عمل في مكتبة الكونجرس، بصفة خبير أول في شؤون الدفاع القومي، كما عمل ضمن هيئة التدريس بكلية الحرب القومية، مشرفاً على الدراسات الإستراتيجية العسكرية، ورئيساً لمجموعة بحوث إستراتيجية، وله مؤلفات عديدة في مختلف القضايا العسكرية والقومية.
نشر معهد بحرية الولايات المتحدة كتاب كولينز "الإستراتيجية الكبرى" المبادئ والتطبيقات، في عام 1973م، وفي عام 1983م أعادت كلية الحرب للجيش الأمريكي نشر الفصل الرابع من كتاب كولينز، وهو خاص بمبادئ الحرب.

مبادئ كولينز.

عرض "كولينز" مبادئ الحرب الاثني عشر في قائمته، على النحو التالي:

الغاية.
تستخدم أغلب القوائم اصطلاح الهدف عنواناً لهذا المبدأ، لكن نظراً لأن هذا الاصطلاح مُعرض لبعض اللبس والاضطراب فمن الأفضل أن نستبدل به اصطلاح الغاية، الذي ينطوي ضمنياً على الهدف السياسي، علاوة على الغرض العسكري.
إن الغاية السياسية الحاسمة الممكنة التحقيق، تحدد مهمة إستراتيجية العمليات الحربية، وينبغي أن تتوخى في أي خطة أو نشاط عسكري، تحقيق إنجازات واقعية، وأن تتجنب الأهداف الثانوية، كما ينبغي دعم العمل العسكري وتنسيقه، مع الضغط الاقتصادي والنفسي والسياسي ضد العدو.
المبادأة.
استبعد "كولينز" مبدأ العمل الهجومي من القائمة، وأحل محله مبدأ المبادأة، واعتبر أن الهجوم هو وسيلة لتحقيق المبادأة وحرية العمل، كما أن للدفاع دوره الهام، الذي لا يمكن إغفاله، والذي يهيئ الظروف المناسبة لإحراز المبادأة.
وعلى مستوى الإستراتيجية العليا، يستخدم الهجوم العقلي الفكري ضد العدو، بدرجة تكافئ، في أهميتها وتأثيرها، الهجوم المادي بالقوات المسلحة، من أجل إحراز المبادأة، وفي هذا المستوى تستخدم وسائل الهجوم الدبلوماسي والتقني والحرب النفسية وغيرها من وسائل تعاون القوة المسلحة، على فرض المبادأة في ميادين القتال.
المرونة.
إن المرونة ضرورة لمواجهة المتغيرات المحتم حدوثها في الغايات السياسية، والخطط والإجراءات، وهي توفر حلولاً تبادلية لمختلف المشاكل والمواقف الطارئة، ومن أخطر الأخطاء، أن ُيصر القادة على إتباع نظرية واحدة، وعلى تطبيق إستراتيجية واحدة في مختلف المواقف.
الحشد.
إن حشد الجهود المعنوية والمادية في الوقت والمكان الصحيحين، لتحقيق الهدف، هو أمر لا غنى عنه، لتحقيق مصالح وأهداف الأمن القومي، في السلم والحرب، والتفوق الكمي أو النوعي ليس شرطاً حتمياً لإحراز النجاح، والحشد الصحيح يسمح بظهور نقص في بعض النواحي، طالما أمكن تركيز القوة ضد الضعف، طالما أمكن تحقيق التفوق أخطر على العدائيات الرئيسية الأكثر خطورة.
الاقتصاد.
إن الموارد المعنوية والمادية المتاحة للدولة، ليست مطلقة، لذلك فالحشد من النقاط الهامة التي تتطلب الاقتصاد والمخاطرة في نقاط أخرى، وفي استخدام كل الموارد المتاحة للدولة حتى حدها الأقصى، ومن الحكمة اتباع القول المأثور "يمكنك أن تكسب كثيراً بمجرد أنك لا تخسر.
المناورة.
إن مصطلح المناورة أدق وأشمل من مصطلح خفة الحركة ومن مصطلح الاتجاه، كما أنه ينطوي على الحركة بمختلف صورها واتجاهاتها، والمناورة هي نقيض الركود العقلي والوضع المادي الثابت، وهي وسيلة الانتقال السريع من إستراتيجية إلى أخرى. وكما أن المناورة عسكرية فإنها قد تكون سياسية، واقتصادية، وسيكولوجية، وذلك تبعاً للضغوط الطارئة أو المخططة، وحركة المناورة المخفية والمطبقة بشكل سليم، تسهم مباشرة في توفير حرية العمل، والإفادة من النجاحات وتقليل التعرض.
المفاجأة.
إن المفاجأة المقترنة بالسرية والخداع والجرأة، يمكنها أن تغير توازن القوى، بشكل حاسم، وأن تمهد لانتصارات أضخم بكثير من قدرة القوة المتاحة، وفي الصراعات المعاصرة تجرى ممارسة المفاجأة السياسية، والاقتصادية، والسيكولوجية، والتقنية، في السلم وفي الحرب، علاوة على المفاجأة العسكرية التقليدية.
الاستثمار "استغلال النجاح".
تأثر "كولينز" في هذا المبدأ بمفاهيم "ليدل هارت"، بشكل وضح حيث يقول:
إن مبدأ الاستثمار يزيد القوة الدافعة، ويتيح توسيع وتعزيز المكاسب والإخلال باتزان العدو وإجباره على الدفاع.
الأمن.
إن الأمن يحافظ على القوة، ويقلل من فرص تدخل العدو، ويزيد من حرية العمل، والأمن الصحيح هو ذلك، الذي يحمى الأهداف القومية، والشعب، ومؤسسات وموارد الدولة، والقوات المسلحة من كل الأخطار والمفاجآت الخارجية والداخلية في السلم والحرب.
البساطة.
إن المفاهيم البسيطة والأوامر المحددة الواضحة تقلل من الاضطراب وسوء التقدير، ويمكن اختصار النظريات والإجراءات وتبسيطها في مصطلحات مفهومة، وفي جميع الأحوال من الأفضل إتباع أبسط الحلول.
الوحدة.
فضل "كولينز" مصطلح الوحدة على مصطلحي التنسيق والتعاون، وعلل ذلك بأن مبدأ الوحدة يستهدف إيجاد التماسك والتلاحم بين الغاية، والجهد، والسيطرة، وتوجيه كل طاقات ومصادر القوى المادية والعقلية تجاه الغاية المنشودة، بفضل قوة السلطة والسيطرة المُحكمة، أما التنسيق والتعاون، فإنهما يتوقفان إلى حد كبير على مدى رغبة وإخلاص المشاركين، وعلى مدى التزامهم بالعمل بروح الفريق، وهذه الدوافع الذاتية لا يمكن الاعتماد عليها تماماً؛ لأن الطبيعة البشرية تكون عادة انتهازية نفعية وفردية أنانية.
الروح المعنوية.
إن الحرب صراع إرادات، سواء أكانت حرباً باردة أم ساخنة، فإنها بين الشعوب وليست بين القوى المسلحة وحسب، والروح المعنوية هي مصدر الإرادة القومية والإرادة الفردية، وهي حالة عقلية ونفسية تثبت الشجاعة والأمل، وتتجسد في روح الفريق وحب الوحدة والتصميم والعزيمة، وتنبعث من القيادة والانضباط واحترام الذات والإيمان الراسخ بعدالة الدوافع والأسباب، والجانب الذي يحافظ على طاقةالقوة المعنوية يمكنه التحرك بنجاح حتى النهاية رغم كل العقبات، أما إذا فُقدت الطاقة المعنوية فإن كل الخطط والإجراءات والإمكانيات تصبح عديمة القيمة
يتبع....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 13-06-09, 05:14 PM

  رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي قوائم الحرب المعتمدة فى المدرسة الامريكية



 

قوائم مبادئ الحرب المعتمدة في المدرسة الأمريكية التقليدية.


القائمة الأولى عام 1921.
ظهر أول تصنيف "تقنين" لمبادئ الحرب في قواعد ونظم التدريب عام 1921، بعد عام واحد من ظهور أول قائمة بريطانية، وقد اشتملت على تسعة مبادئ هي:
- الهدف.
- العمل الهجومي.
- الكتلة/ الحشد.
- الاقتصاد في القوى.
- الحركة و المناورة.
- التعاون وحدة القيادة.
- المفاجأة.
- الأمن.
- البساطة.
ومن ذلك يتضح أن القائمة تضم جميع مبادئ القائمة البريطانية، علاوة على مبدأ البساطة، فضلاً عن تميزها بإقران المناورة بالحركة، ووحدة القيادة بالتعاون وقد اختفت هذه القائمة من الطبعات المتتالية من قواعد التدريب ونظم الخدمة ثم أُعد نشرها رسمياً اعتباراً من عام 1936.

القائمة الثانية عام 1936.

أصدرتها كلية أركان الحرب الأمريكية تحت عنوان "مبادئ الإستراتيجية" وتختلف عن القائمة الأولى فيما يلي:
استبدال كلمة "مبدأ" المحددة ذات الدلالة القطعية الجازمة، تعبير "أهمية"، فبدلاً من "مبدأ المفاجأة" مثلاً ظهر "أهمية المفاجأة"، كما أُعيد صياغة الكتلة لتكون حشد/ تركيز الجهود، واسُتبدل بالحركة "المناورة"، خفة الحركة.
تم استبعاد مبدأي الهدف والبساطة، وبذلك تقلصت القائمة إلى سبعة عوامل ذات أهمية هي:
- العمل الهجومي.
- حشد/ تركيز القوة القتالية.
- الاقتصاد في القوى.
- خفة الحركة.
- المفاجأة.
- الأمن.
- التعاون.
تنطبق موضوعات هذه القائمة تماماً على موضوعات القائمة البريطانية الثانية، عام 1929، وتتفق مع مفاهيم وروح القائمة البريطانية الثالثة عام 1935.
تستند كلية القادة والأركان في اختيارها لموضوعات القائمة على الاستمرارية التاريخية لمفهوم الموضوع، فتطرح المفهوم الحديث للعمل الهجومي مثلاً وتتبع استمرارية هذا المفهوم في أقوال المفكرين أمثال فردريك ونابليون وفوش وآخرين.

القائمة الثالثة الحالية.
تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية قائمة مبادئ حرب، لكل فرع من أفرع القوات المسلحة، ترتكز على القائمة المعتمدة الأولى، كالآتي:
قائمة الجيش القوات البرية.
تشمل المبادئ التسعة الأولى:
- الهدف.
- العمل الهجومي.
- الكتلة.
- الاقتصاد في القوى.
- المناورة.
- وحدة القيادة.
- الأمن.
- المفاجأة.
- البساطة.

قائمة القوات البحرية.
تشمل أحد عشر مبدأً، مع خلوها من مبدأ التعاون/ وحدة القيادة، وهي:
الهدف.
العمل الهجومي.
- الحشد.
- الاقتصاد.
- خفة الحركة.
- الأمن.
- المفاجأة.
- البساطة.
وثلاثة مبادئ جديدة هي:
- الروح المعنوية.
- الاستعداد.
- واستثمار النجاح.

قائمة القوات الجوية.

يشمل المبادئ التسعة للقوات البرية مع تغيير صياغة ثلاثة مبادئ:
الحشد بدلاً من الكتلة، وخفة الحركة بدلاً من المناورة، والتعاون بدلاً من وحدة القيادة، وهذا التغيير أنسب لطبيعة استخدام القوات الجوية.

يتبع....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .


التعديل الأخير تم بواسطة المنتصر ; 13-06-09 الساعة 05:22 PM.

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مبائ, مبادئ, ومتغيرات, الحرب, توابت

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع