مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 21 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2417 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قســــــم التـــدريب العسكري
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


المباريات الحربية ودورها في تطوير الاستراتيجيات والتكتيك

قســــــم التـــدريب العسكري


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 20-08-10, 11:22 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي المباريات الحربية ودورها في تطوير الاستراتيجيات والتكتيك



 

المباريات الحربية ودورها في تطوير الاستراتيجيات والتكتيك

قبيل الخوض في مسألة (المباريات الحربية) أو (نظم المحاكاة العسكرية)، لابد لنا من أخذ فكرة موجزة عن (التدريب العسكري)، حيث تعرّفه الموسوعة العسكرية بأنه: (إعداد الأفراد والأركانات والقادة للقيام بالأعمال القتالية الفردية أو الأعمال القتالية ضمن الوحدة أو القطعة أو التشكيل؛ بقصد إعداد القوات للقيام بمهامها القتالية كقوة متماسكة تتعاون فيها مختلف الصنوف ومختلف القوات لتحقيق الحد الأقصى من النتائج في المعركة أو العملية الحربية).

والذي يهمنا في موضوع التدريب العسكري أنه ينطبق أيضاً على المستويات القيادية التي تكتسب خلال التدريب نوعاً من المنهج الفكري يسمح لها بالتقاط المعلومات واتخاذ القرارات وإصدار الأوامر الصحيحة في أحلك ساعات المعركة، ومن المؤكد أن التدريب العسكري الذي تلتحق به المباريات الحربية كإحدى وسائله الحديثة هو المكمّل الضروري للتعليم العسكري النظري، لأنه يعطي الهيكل النظري مادة يعمل بها وعليها ويقلب المعرفة إلى إتقان عمل وخبرة .

أولاً: تقنية التـدريـب الحديث وأنواع المبـاريات الحربـية

تُعرّف تقنية التدريب بأنها تلك المنظومة التي تجمع الأدوات والخبرات والأساليب، وتجعل من الممكن تدريب العاملين في أي مجال من الأنشطة البشرية بطريقة اقتصادية وجيدة ومريحة وسريعة، للوصول بالمتدرب إلى المستويات المطلوبة من الكفاءة والإنتاجية وجودة الأداء، مع تحقيق الوفرة في الوقت والجهد والتكاليف. ويتطلب استخدام تقنية التدريب الحديثة تطبيق مجموعة كبيرة من العلوم الحديثة، مثل: نظم المعلومات والحاسبات الآلية، سواء أكانت مكونات مرئية (Hardware)، أو مكونات غير مرئية (Software)، ونظم الخبرة والذكاء الاصطناعي وتحليل وتصميم النظم وهندسة الاتصالات، وعلم الأداء الأمثل وبحوث العمليات، وعلم النفس التربوي، ونظريات التعليم، وعلم قياس الذكاء والاستعداد الفردي، وطب الأعصاب والهندسة الطبية وإدارة الأعمال . وقد أدى التقدم السريع في جميع تلك المجالات إلى تعدد وتقدم طرق ووسائل التدريب.

تحتل نظم المحاكاة العسكرية مكاناً متقدماً بين وسائل التدريب، والآن أصبح هناك شركات متخصصة في إنتاج تلك النظم ووسائل ومواد التدريب المتطورة تعمل بالتعاون مع شركات إنتاج نظم الأسلحة، تتنوع أجهزة المحاكاة المستخدمة في التدريب، وتغطي جميع مراحل التدريب، ابتداءً من تدريس العلوم النظرية، مروراً بأجهزة التدريب الفردي لاستخدام المعدات أو السلاح وإطلاق النيران، وحتي التدريب الجماعي على معركة الأسلحة المشتركة، حيث يتم تدريب جميع القادة والجنود على اختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم، مثلها في ذلك مثل أي نشاط بشري يمكن فيه ممارسة أنشطة الحرب في بيئة مسيطرة عليها مع تحقيق درجة مناسبة من الدقة، ويؤيد الاستخدام الواسع للمناورات الميدانية في مختلف أنحاء العالم تلك النظرة.

لاشك أن استخدام القوات الحقيقية والمركبات والأدوات الأخرى للحرب مكلِّف، حتى لو كان لأغراض غير قتالية، هذا بالإضافة إلى وجود مشاكل من مختلف الوجوه، اتجهت دول كثيرة إلى تجسيم ومحاكاة النشاطات الحربية، حيث تتيح الحاسبات الآلية بناء بيئة صناعية تحاكي مسارح العمليات يمكن فيها أن يقوم القادة وأركان قيادتهم باختبار جدوى استراتيجياتهم وتكتيكاتهم، كما يمكن للجنود وأفراد التخصصات المختلفة ممارسة مهامهم وبدون الخروج إلى الميدان؛ فليس المقصود بتقليل نفقات التدريب ـــ وعلى سبيل المثال ــــ أن يطلق الجندي عدداً أقل من طلقات الذخيرة على تدريبات وإجراءات لا تحتاج إلى مثل تلك الذخيرة، ولكن بعد أن ينهي تدريبه على نظم المحاكاة يقوم بالتدرب بإطلاق الذخيرة الحيّة. وحالياً، عندما تقوم القوات المسلحة بمناورات تدريبية باستخدام الذخيرة الحيّة، أو حتي عند تنفيذ تلك المناورات باستخدام نظم الليزر، أو محكمين بشريين بدلاً من الذخيرة الحقيقية، فإنها غالباً ما تتعرّض لاحتجاجات جماعات أنصار البيئة والهيئات الخاصة بتطبيق القوانين.

يقول المتخصصون في شؤون التدريب: إن التدريبات الميدانية تدمّر البيئة، كما أن المساحات المتوفرة لإجراء مثل تلك التدريبات أصبحت محدودة، وخصوصاً في الدول الأوروبية. وقبل ذلك وبعده فإن تلك التدريبات أصبحت مكلّفة للغاية، حيث يلزم نقل تلك القوات إلى ميدان التدريب، وتوفير مطالب الإعاشة، بالإضافة إلى ما يتم استهلاكه من ذخائر وأسلحة. وفي الوقت نفسه، فإن النفقات التي، وإن كانت تبدو كبيرة في أول الأمر عند استخدام المحاكاة، إلاّ أنها تعتبر رصيداً مخزوناً يكفي لعدة سنوات، وذلك لأنه من الممكن تكرار التدريب مرات ومرات، كما أنه من الممكن القيام بمختلف المواقف القتالية، وذلك بالإضافة إلى التحكُّم في اللوجستيات. وأهم من ذلك القدرة على إدخال عناصر ومواقف أثناء التدريب من الصعب إدخالها في المناورات الحيّة، وعلى سبيل المثال إدخال عنصر المساندة الجوية القريبة بالنيران.

يرد المتخصصون على الذين ينتقدون التدريب باستخدام نظم المحاكاة، باعتبارها لا تحقِّق الواقعية في التدريب، بأنه بالإضافة إلى أن هناك مواقف تكتيكية لا يمكن التدريب عليها إلاّ باستخدام نظم المحاكاة، فإن التدريب الحقيقي قد يؤدي إلى نتائج خادعة لأنه يتم تحت قيود واشتراطات أمنية غير واقعية.

في الواقع يمكن إجراء المباريات الحربية المنفصلة بحيث تكون حيّة، وفي الوقت نفسه يتم فيها استخدام المحاكاة. ويوجد ثلاثة أنواع من المباريات الحربية، وهي:
1. المحاكاة الحيّة: حيث يتم استغلال الجنود والمركبات والطائرات العمودية أثناء المناورات، وتجرى بدرجة أكثر واقعية في الميدان.
2. المحاكاة المخططة أو المنظّمة: وفيها يقوم القادة المشتركون في المباراة الحربية باستخدام برامج خاصة للحاسب الآلي تجسِّم وتتابع القوات هيكلية ومركبات ... إلى غير ذلك من العناصر المشتركة في المباريات الحربية.
3. المحاكاة التقديرية: وفيها يكون العاملون المدمجون في نظام التدريب جزءاً من القوات المنتشرة في المباراة الحربية، ومن المحتمل أن يكونوا في مكان بعيد عن مركز المباراة الحربية.
وفي حالة نشر مجموعات عمليات حقيقية كجزء من مناورة حيّة، فإنه يمكن ربطها ـــ وعلى سبيل المثال ـــ بمجموعتين يتم محاكاتهما وذلك لتوفير الشعور لدى طاقم القيادة بأن قوات أكبر تقوم بإجراء المناورة.

يمكن للمستخدمين أن يقوموا بدراسة ما جرى صحيحاً وما جرى خاطئاً، ويمكن أيضاً أن يتم إيقاف المباراة الحربية ليوم وأن يبدأ المشتركون في اليوم التالي بمتابعة نشاطهم من حيث توقفوا؛ فعلى سبيل المثال، كان الجيش الكندي عادة يستخدم المحاكاة المخططة فقط لتنفيذ تدريب مراكز القيادة، ولكنه في الفترة الأخيرة أدخل المحاكاة التقديرية في التدريبات، نظراً لأنه يتم تغذية مراكز القيادة من مصادر الاستخبارات، حتي يتمكن القادة من تشغيل معدات هيكلية، وذلك مثل الطيار الموجود في جهاز محاكاة للطائرة F-18، أو شخص يقوم بتشغيل بديل لطائرة كطائرة بدون طيار تحاكي طيران الطائرة.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 20-08-10, 11:26 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

ثانياً: تطـور تنفيـذ المباريـات الحربيـة بعـد استخـدام الحاسـب الآلي

يمكن القول إن المباريات الحربية بصورة أو أخرى، تعتبر قديمة قِدَم الحرب نفسها، مثلها في ذلك مثل لعبة الشطرنج، حيث تم استخدام المباريات الحربية بواسطة العسكريين الألمان في القرن الثامن عشر، وكان يتم استخدام قطع ولوحات يتم التدرب عليها، وذلك بالرغم من أن اللوحات المستخدمة كانت تحتوي على آلاف المربعات، ويتم استخدام مئات من القطع. وقد بدأ استخدام الحاسبات الآلية في المباريات الحربية في فترة الخمسينيات، فعلى سبيل المثال، قامت القوات البحرية الأمريكية في عام 1958م بتطوير نظام كان يتم فيه استخدام هيكل رئيس لحاسب آلي، وذلك لتتبع المباراة وحساب النتائج.

بالنسبة للأفرع الرئيسة للقوات المسلحة في مختلف دول العالم، كان إجراء المباريات الحربية يتم قبل استخدام الحاسب الآلي، حيث كانت أطقم القيادة تقوم بالاتصالات مع نظرائها باستخدام أجهزة اللاسلكي، فكان يتم استخدام ما يسمى بقائمة الأحداث الرئيسة، لتتبع ما يتم في توقيته المحدد بالقائمة، حيث يتم إرسال الرسائل أو الأوامر الخاصة بالتنفيذ أو تمام القيام بالمهمة أو الصعوبات التي تواجه التنفيذ 00 إلى غير ذلك من أحداث، وكان يتم استخدام لوحات ورقية طويلة، موضحاً بها الإجراءات وما يتم تنفيذه وما لا يتم تنفيذه، وحولها أفراد على أطراف الخطوط الهاتفية يقومون بإرسال المعلومات، ثم تم تطوير تلك اللوحة إلى خريطة وحولها أفراد يقومون بالعمل، مثل تحريك مكعبات أو تحريك قوارب من مكانها إلى مكان آخر، كان يحدث عادة في مثل تلك المباريات وجود كثير من الآراء بخصوص من رمى أولاً ومن شاهد الآخر أولاً.

ويتم حالياً ــ كهدف رئيس للمباريات الحربية ــ دراسة تطوير تلك المباريات، بحيث تحقق القدرة على إرسال البيانات من خلال شبكة ، مع القيام بتجربة ربط نظم القيادة والسيطرة والحاسبات والاتصالات والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وذلك لفهم كيف ستعمل التنظيمات المختلفة، وكيف ستعمل نظم الأسلحة معاً.

ويتم إجراء تلك الدراسة، ليس بواسطة القيادات العسكرية المسؤولة عن التدريب فقط، ولكن بواسطة الشركات التي توفّر تلك التقنيات للجهات العسكرية. ونتيجة لتلك الجهود ظهر ما يشبه تجسيم رواية أدبية على مسرح يمكن أن يطلق عليه (معمل المعركة)، حيث تم بناء منشآت يتم تشغيلها بواسطة الشركات الصناعية، ويتم فيها إرسال البيانات المختلفة عبر شبكة للاتصالات، ويمكن تكاملها مع نظام القيادة والسيطرة والحاسبات والاتصالات والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، والقيام بالدراسة المطلوبة. وفي هذا الاتجاه، قامت شركات أمريكية متخصصة بتطوير شبكة تكامل دراسة الصراعات الحربية، والتي لها منشآت في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، باستغلال تشغيل مختلف المنصات، وأجهزة الاستشعار، والأسلحة، وبرامج القيادة والسيطرة معاً، وذلك لأغراض تطوير برامج للمباريات الحربية تناسب العمليات الحربية لعملائها، وتقوم تلك الشبكة بإجرء المحاكاة نفسها التي يستخدمها العسكريون.

من المعروف أن الكثير من الأفراد الذين ليس لهم أي اتصال بالنواحي العسكرية يقومون بممارسة هواية التدريب على المباريات الحربية على الحاسبات الآلية، ولكن من البدهي أن توجد اختلافات بين المباريات الحربية الاستراتيجية التي يتم بيعها تجارياً وتلك المباريات التي يتم استخدامها في مراكز القيادة، أو أي تدريبات عسكرية أخرى، ويكمن أحد تلك الفروق في أن المباريات الحربية المخططة التجارية تقوم بأعمال أكثر من نظيرتها العسكرية، لأنها لا تتلقى الأوامر من أطقم القيادة، على سبيل المثال: إذا نظرنا إلى إحدى تلك النظم النمطية التجارية التي يتعامل معها المدنيون، فإنها تتكون من عدد من الحاسبات الآلية قد يصل إلى (25) أو (30) حاسوباً شخصياً، ويمكن أن يصل العدد إلى (70) أو (80) حاسوباً شخصياً في الشبكة، ويقوم كل حاسب بالتعامل مع شركة واحدة ومع الأسلحة الموجودة بتلك الشركة، كما يقوم الحاسب الآلي الشخصي التجاري بتجسيم جميع مراحل القتال، وبذلك يمكن للشخص أن يطلب مهاجمة أحد الأعداء، وعندئذٍ تتم جميع الخطوات آلياً.

ثالثاً: اشتراك الأنـواع الرئيسـة للقـوات المسلحـة لدولـة أو عـدة دول

معظم مراحل المباريات الحربية مصممة حالياً لخدمة نوع رئيس واحد من أنواع القوات المسلحة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية ـــ على سبيل المثال ـــ نجد أن المباريات الحربية السنوية التي يتم إجراؤها بواسطة الأنواع الرئيسة (الجيش، والقوات الجوية، والقوات البحرية، وقوات مشاة البحرية) منفصلة، ولا يوجد إلاّ اتصال محدود بالأنواع الأخرى، ناهيك عن الأنواع الرئيسة للدول الأخرى، وتقوم القيادة المشتركة للقوات الأمريكية بالعمل على رعاية التدريب بالمحاكاة، بحيث تشترك فيه الأنواع الرئيسة للقوات المسلحة بدرجة أكبر مما هو متاح حالياً، وذلك بالمشاركة عن قرب في المباريات التي تقوم بها الأنواع الرئيسة منفصلة، ومثال ذلك المباراة الحربية التي أطلق عليها (يونيفيد كويست 03)، حيث اشتركت فيها القوات المشتركة مع قيادة التدريب والمذهب القتالي للجيش الأمريكي في دراسة كيفية قيام الأنواع الرئيسة المختلفة بتنفيذ العمليات المشتركة بصورة أكثر فعالية وأكثر تداخلاً، واشترك في تلك المباراة نحو (600) فرد يمثّلون الجيش والقوات البحرية، والقوات الجوية، وقوات مشاة البحرية، وقوات حرس الحدود، بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئات الحكومية وغير الحكومية. مثل تلك المباراة، وقبلها المباراة التي أُطلق عليها (ميلينيوم تشالنج 02) … وغيرهما من المباريات الحربية، يتم فيها دراسة مواقف تكتيكية خاصة، مثل القيام بالهجوم داخل منطقة سكنية، أو مسائل استراتيجية أوسع، مثل: نشر القوات في مساحة جغرافية كبيرة كمنطقة الشرق الأوسط، لدراسة مواقف تكتيكية محددة تقوم قيادة القوات المشتركة الأمريكية باستخدام نظام محاكاة الصراع التكتيكي المشترك، الذي تم تطويره بواسطة شركة أمريكية.

خلال التدريب بالمحاكاة على مستوى مسرح العمليات، فإن المناورات التكتيكية التي تقوم بها الأنواع الرئيسة المختلفة باستخدام نظام محاكاة الصراع التكتيكي المشترك Jcats، أو أي برنامج محاكاة آخر يمكن ربطهما معاً. كان أول تطبيق لهذا النوع من المحاكاة هو النظام الذي طوّرته القيادة المشتركة للقوات الأمريكية USJCOM) باستخدام المحاكاة على مستوي مسرح العمليات JTLS، والذي هو نموذج لحرب الخليج الثانية في عام 1991م أو مايُطلق عليها (عاصفة الصحراء).

بالنسبة إلى الربط بين نظم المحاكاة التي تتيح للمشتركين في المباريات الحربية والمستخدمين الآخرين لهذه النظم التدريب على القتال ضمن قوات للتحالف، فإن تلك القدرة غير متوفرة حالياً وفي طريقها للتطوير. ويتم حالياً تمويل أحد تلك المشروعات الخاصة بالمحاكاة المشتركة، فقد تم تخصيص مبلغ (7،17) مليون دولار أمريكي له، وتشترك فيه (13) دولة أوروبية، ويهدف هذا المشروع إلى وضع مواصفات لاتصال أجهزة المحاكاة التقديرية خلال أوروبا، وقامت شركة CAE بتطوير النظام GESL، لتدريب القيادة والأركان ويستخدمه الجيش الأيرلندي وعدد من الدول الأخرى، ويقول المسؤولون في تلك الشركة إن هذا النظام لا يتم استخدامه حالياً بواسطة عدة دول للتدريب المشترك على العمليات بالرغم من أن هذا النظام يحقق تلك القدرة، وقامت الشركة بإجراء بيانات عملية عليه باستخدام شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) العادية.

رابعاً: وجـوب أن تعكس المباريات الحربيـة طبيعـة العمليات العسكرية الواقعية

يجب أن تعكس المباريات الحربية طبيعة العمليات العسكرية الحالية؛ فعلى سبيل المثال تقوم القوات المشتركة الأمريكية بتحليل خبرات الحرب المكتسبة من الحرب في أفغانستان والعراق، وتحاول أن تدخلها في المباريات الحربية، ويجب أن توضّح المحاكاة للمشتركين جميع الأخطار والمسائل التي قد تظهر فجأة أثناء العمليات غير الحربية، وذلك كما حدث في الصراع الحالي في العراق، حيث بدأت الحرب ـــ وإلى حدٍ كبير ـــ كحرب بين جانبين لهما حدود واضحة، ثم تطوّرت بعد ذلك إلى قتال داخل المدن بين أطراف كثيرة، حيث اختلطت الأطراف المدنية داخل العمليات العسكرية، التي كانت في معظمها مهام حفظ سلام حول العالم ابتداء من (سيراليون) إلى (جزر سولومون)، وهو ما يتطلب من الجندي العادي أن يتكيّف مع التطورات المختلفة.
لقد تعرَّضت القوات الأمريكية في العراق إلى مواقف مختلفة شملت: التظاهرات، والانتفاضات، وأعمال النهب، والحرب المدنية، ولذلك يجب أن تشمل المحاكاة جميع أنواع تلك المواقف. ويختلف ميدان القتال الحالي عن ميدان القتال المفتوح والواضح أثناء فترة الحرب الباردة، الذي كان استخدام الحاسب الآلي لمحاكاته مناسباً له، حيث كانت القواعد التي يتم تطبيقها في هذا الميدان الأخير قواعد معروفة تعتمد على أن من يرى أولاً هو من يطلق النار أولاً، ثم بعد ذلك يتم حساب احتمال التدمير. لقد أصبح الموقف الآن أكثر تعقيداً ويلزم تحديد القوات على أساس العمل داخل هذا الميدان المعقد، والذي يميل إلى أن يكون مشابهاً للقتال داخل الميدان المفتوح ويحتاج لموارد وتقنيات تختلف عن تلك التي يحتاجها ميدان القتال المغلق.


من بين العوامل التي يلزم أخذها في الحسبان عند محاكاة العمليات العسكرية تحت الظروف المتنوعة تنوعاً كبيراً، والتي يجب أن تتماشى معها تلك العمليات: أن العدو الذي قد تتم مواجهته لا يمكن التنبؤ بقدراته، ويجب أن تعكس المباريات الحربية هذا العامل الهام بوضوح. يقول الأمريكيون إن خبرتهم في لبنان توضّح أنهم بعد انتشارهم هناك عدة سنوات، فإن بعض الأحزاب والجماعات التي كانت معهم أصبحت ضدهم، ولذلك فلا يمكن تخطيط المباريات الحربية على أساس الأبيض والأسود، أي قوات حليفة يتم تلوينها باللون الأحمر، وقوات معادية يتم تلوينها باللون الأزرق، بل يجب أن تشمل المباراة الحربية عدداً من الجماعات المختلفة، ويجب أن تسمح تلك المباراة بتغيير موقف بعض أو كل تلك الجماعات من صديقة إلى معادية كلما تقدمت العمليات الحربية. يقول المسؤول في شركة SAE التي طوّرت نظام المحاكاة GESI، إن هذا النظام كان يحتوي على جماعتين متحاربتين (أحمر وأزرق)، وتم تطويره بحيث يسمح بمحاكاة حتى (8) جماعات مختلفة.

بالإضافة إلى ما سبق، فإن المباريات الحربية على المستويات الأعلى، التي هي مستويات استراتيجية أعلى، قد لا تحتاج إلى عمل نماذج على الحاسب الآلي، أو لا تحتاج إلى محاكاة على الإطلاق، وهذا يعكس المباريات الحربية على المستوى التعبوي أو التكتيكي، كما هو في حالة المباريات الحربية لمراكز القيادة، حيث يتم فيها محاكاة إرسال القوات إلى هنا أو هناك، أو استخدام قدرات المراقبة والاستطلاع، أو التي تحاكي تأمين قاعدة جوية أو منشأة هامة … إلى غير ذلك من النشاطات التعبوية أو التكتيكية.

على سبيل المثال، في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية NDU الموجودة في واشنطن، حيث يكون الدارسون من الذين خدموا لمدة (18 ـــ 22) عاماً، في هيئات الخدمة الاتحادية، والذين يقومون بدراسة استخدام عناصر القوة الدبلوماسية، والعسكرية، والاقتصادية ... إلى غير ذلك من أدوات القوة لمساندة تحقيق الأهداف القومية، فإن المباريات الحربية تكون في المقام الأول تعليمية وتعتمد على مايُسمَّى بالحلقات الدراسية، حيث يجلس الدارسون حول مائدة بدلاً من الجلوس أمام شاشات أجهزة الحاسب الآلي.

يقول رئيس مركز المباريات الحربية الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية NDU: إن الموضوعات قد تدور حول أحد دول جزر الكاريبي التي توجد بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية خلافات خطيرة، حيث يقوم الدارسون بدراسة كيفية إجبار تلك الدولة على تغيير موقفها باستخدام أي من عناصر القوة المتاحة، فعلى سبيل المثال، يمكن دراسة تأثير العنصر الثقافي، حيث يتم ما يمكن أن يُقال عليه (القصف الثقافي) بواسطة الموسيقى، والأدب، والثقافة الأمريكية، أو يمكن دراسة احتمال استخدام القوة العسكرية عن طريق قصفها وغزوها، أو باستخدام عنصر القوة الاقتصادية بواسطة استخدام الحصار الاقتصادي، أو قد يتم دراسة الربط بين تلك العوامل جميعها.
ولكن كيف يتم معرفة أن أحد تلك العناصر أو جميعها ستحقق النتائج المرجوة منها؟
في مثل تلك المباريات الحربية، يتم استدعاء الخبراء ـــ مثل الجنرال المتقاعد (أنتوني زيني)، الذي كان قائداً لفيلق مشاة البحرية الأمريكية، أو السفير المتقاعد (روبرت أوكلي) ـــ للعمل كمحكمين للمباريات الحربية، وهل القرارات التي تم اتخاذها ستكون مقبولة أم لا؟

وعندما يكون الهدف من المباريات الحربية هو مجرد إثارة النقاش حول مزايا سياسية استراتيجية أوسع وإجراءات عسكرية، فعادة ما تكون نتيجة المناقشة مقبولة. وفي حالة المباريات الحربية على المستوى التعبوي أو التكتيكي، فإن قدرة الحسابات الآلية على حساب نتائج الأحداث (مثل حساب احتمال إصابة الهدف بصاروخ موجّه، أو حساب احتمال وصول رتل من المشاة أو الإمدادات إلى منطقة في الوقت المحدد لتقديم المساندة لمجموعة عمليات ...) تكون أفضل وقريبة على الواقع.

يقول المتخصصون إنه قبل استخدام الحاسب الآلي، فإن تجسيم المواقف التي تتم في المباريات الحربية التي تشمل أفراداً محكّمين كانت تؤدي إلي متاهات نتيجة للمناقشات التي تتم حول نتائج تلك المباريات، حيث ـــ أحياناً وليس في جميع الحالات ـــ تتصارع الآراء فتجد من يقول إنه بناء على خبرتي السابقة، فإن ذلك هو الذي سيحدث، ولكن عند استخدام نظام للمحاكاة فإن درجة قبول النتائج لدى الدارسين تكون غالباً مرتفعة أكثر من مثيلتها التي تجري باستخدام المحكّمين.

خامساً: المباريات الحربية تساعد على التنبؤ بالمواقف القتالية المستقبلية

تكمن فائدة التقنية في أنها عامل أكثر من مهم لتحقق القدرة على إجراء المباريات الحربية، التي تجسّم المواقف والمحاكاة، لإعطاء المشتركين فكرة عمّا سيحدث في المستقبل أثناء التدريب في مراكز القيادة والتدريبات الأخري، ويمكن القول ـــ حالياً ـــ إنه من النادر أن تتم الأعمال العسكرية الحقيقية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية أو القوى العسكرية الأخرى بدون إجراء نوع ما من التدريب عليها باستخدام المباريات الحربية التي تسبقها.

يمكن النظر حالياً إلى تجسيم الأعمال العسكرية على أنه مباراة رياضية كاملة عندما يتم تطوير الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية، ومن الممكن أن يعكس هذا التجسيم التدريبات الميدانية الحيّة. يقول المتخصصون إنه لا يوجد فعلياً مجال من مجالات الحرب الحديثة لا يمكن محاكاته بدرجة عالية من الواقعية، خصوصاً وأن كثيراً من تلك المجالات والنشاطات تستخدم نظم الحاسبات الآلية ابتداء من نظم القيادة والسيطرة إلى نظم الأسلحة.
ويضيف هؤلاء المتخصصون أنه بمرور الزمن، وعندما يذهب العسكريون إلى المعركة التي تم تدريبهم على نماذج لمحاكاتها تصور جميع مراحلها، ربما يكونون غير متأكدين تماماً مما سيحدث، ولكنهم يدركون على الأقل النتائج المحتملة لهذه المعركة، وبالرغم من ذلك، يوجد من يعارض استخدام المباريات الحربية في التدريب، ويقول إنه ما لم يتم التدريب الفعلي في ميدان حقيقي حيث يتم شم رائحة البارود ... وغير ذلك مما سيحدث فعلياً في ميدان القتال، فإنه لن يتم تدريب حقيقي للقوات.


من الأشياء الهامة التي يلزم الإشارة إليها، أن نظام محاكاة الصراع التكتيكي المشترك JCATS، قد تم استخدامه لتجهيز الجنود الأمريكيين للقتال داخل مدينة (بغداد) أثناء ما يُطلق عليه عملية (حرية العراق) في أوائل عام 2003م، يقول أحد الضباط الأمريكيين في إدارة المحاكاة التابعة للجيش الأمريكي في أوروبا في تقرير له: إن الإجراءات التكتيكية التي تم تطويرها أثناء المحاكاة، ربما تكون سبباً أساسياً في أن قوات التحالف قد تمكّنت من احتلال بغداد نسبياً بسهولة، وبدون القتال داخل المدن لفترة طويلة ـــ كما تم توقعه في تلك المباراة الحربية ـــ حيث استخدمت المحاكاة في قيادة التدريب للجيش السابع الأمريكي، إلى جانب نظام محاكاة الصراع التكتيكي المشترك مولداً تصويرياً للمناظر الحقيقية، وهو نظام تصويري للعرض ثلاثي الأبعاد يقوم بتجسيم الأفراد وقطع المعدات، بالإضافة إلى الأرضيات والحجرات داخل المباني.

وطبقاً لما أفاد به أحد القادة الأمريكيين، بدأ تجميع المعلومات لبناء محاكاة واقعية في ربيع عام 2002م، حيث وفّرت الوكالة القومية للتصوير وعمل الخرائط ـــ بالإضافة إلى مصادر أخرى ـــ المعلومات اللازمة لعمل الخرائط، بما فيها المزروعات والهيئات الطبيعية والصناعية بارتفاعاتها الحقيقية والأنهار، لإنشاء صورة عامة لميدان القتال، وأثناء التدريب قامت قوة بتمثيل العدو، حيث لعبت دور القوات العراقية التي من المحتمل أن تواجه الفرقة المدرعة الأولى، وبذلك كانت هناك فرصة أن تدقق هذه الفرقة إجراءاتها التكتيكية، قامت الفرقة الأولى بإجراء ثلاثة تدريبات تحاكي معارك على مستوى اللواء ضد القوات التي تمثّل العدو.
ونظراً لأن نظم القيادة والسيطرة والحاسبات والاتصالات والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الموجودة في القطع البحرية وفي مراكز قيادة القوات البرية، أو في داخل مراكز عمليات القوات الجوية، من السهل ربطها مع بعضها أثناء المحاكاة، فإن أطقم القيادة القائمة بالتدريب يمكنهم أن يستخدموا نظم القيادة والسيطرة نفسها للتدريب كما يفعلون أثناء العمليات الحقيقية. وعلى سبيل المثال، تم استخدام نسخة معدلة من نظم المهمة لشركة (لوكهيد مارتن)، وهو نظام إدارة المعركة على مستوى مسرح العمليات، وذلك في نهاية عام 2002م، في تجربة هجوم بواسطة القوات الجوية، كما تم استخدام نظام القيادة والسيطرة والحاسبات والاتصالات والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في محاكاة مماثلة. ويعتمد الاتجاه الجديد للتدريب على استخدام نظم القيادة والسيطرة والحاسبات والاتصالات والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع كوسيلة محمية وعضوية لتجسيم ميدان القتال لأغراض المحاكاة. وقد تم تنفيذ ذلك في القطع البحرية، حيث يمكن أثناء وجود القطعة البحرية في الميناء وعندما تكون مجهزة بطاقمها بالكامل إجراء التدريب باستخدام المحاكاة وبدون الاضطرار إلى الانتقال إلى مكان آخر.

لا يتم استخدام المباريات الحربية فقط عندما يكون العسكريون موجودين في الخدمة، بل يمكن القول إن كثيراً من الضباط وصف الضباط أصبح لديهم ولع بالمباريات الحربية، حيث يقوم الكثير منهم بالإنفاق من جيوبهم الخاصة على شراء المباريات الحربية التجارية، يقول المتخصصون: بدأت أكثر المباريات الحربية التجارية شهرة وهي: (ذاهب إلى الجيش)، كوسيلة للتأهيل أساساً، ولكن نظراً لواقعيتها، فقد اعتبرت ضمنياً شيئاً كأداة للتدريب أو على الأقل مفكرة للتكتيكيات للجنود يتم استخدامها كوسيلة للترقية في الجيش الأمريكي.

يضيف هؤلاء المتخصصون أن كثيراً من المباريات الحربية بدأت كمنتجات تجارية، ثم تم بعد ذلك تكييفها لتناسب الاستخدام المتخصص، وعادة ما يتم تحويل المباريات الحربية غير المحظورة، التي تستقي معلوماتها من مصادر المعلومات العلنية، إلى مباريات حربية سريّة، وذلك بإضافة معلومات عسكرية سرية، مثل: مدى الأسلحة، والمعلومات الخاصة بعلم الإحصاء، ونظرية الاحتمالات ... وغيرها من معلومات عسكرية متخصصة.

وبغض النظر عن أصل المباريات الحربية، فإن كثيراً من المستخدمين العسكريين ـــ أياً كان موقعهم في سلسلة القيادة العسكرية ـــ يقومون عادة باستخدام المباريات الحربية كوسيلة للترفيه. يقول أحد المتخصصين إنه تكلم مع قائد سرية في الجيش الأمريكي كان موجوداً أثناء معركة كربلاء، وأن هذا الضابط أخبره بأنه سعيد لوجوده هناك، وذلك لأنه قام بإجراء مباراة حربية مشابهة لتلك المعركة سبع مرات، وتم قتله في جميع المباريات! ?

المراجع

1. العقيد الركن/ أكرم ديري، الموسوعة العسكرية، الجزء الأول، الطبعة الأولى، 1977م، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، ص 264.
2. العماد الأول (م)/ مصطفى طلاس، كتاب الاستراتيجية السياسية والعسكرية، الجزء الأول، الطبعة الأولى، 1991م، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق، سوريا، ص 176.
3. اللواء د. محمد نصر الخطيب، مجلة مركز الدراسات الاستراتيجية، كانون الأول عام 2006م، مقالة: «المباريات الحربية»، مأخوذ من الإنترنت، مترجم عن اللغة انجليزية، ص 17.
4. العماد/ حسن توركماني، كتاب: (الحرب وفن الحرب)، بحث غزوالعراق عام 2003، الطبعة الأولى، عام 2006، دار الأولى للنشر والتوزيع، دمشق، سوريا.
5. العميد الركن (م)/ إبراهيم إسماعيل كاخيا، مقالة: (النظريات القتالية من المعركة الحديثة المشتركة إلى الحرب اللاتماسية)، مجلة الدفاع العربي اللبنانية، العدد (11) أغسطس عام 2007، بيروت، لبنان، ص 48.


المصدر : مجلة الملك خالد العسكرية

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 29-08-10, 07:02 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الحرب الافتراضية وسيناريوهات محاكاة الواقع



 

الحرب الافتراضية وسيناريوهات محاكاة الواقع

يعتبر مصطلح «الحرب التخيلية» (virtual reality) أو «الحرب الافتراضية» واحداً من المصطلحات المتفرعة من مصطلح «الواقع التخيلي» أو «الافتراضي» الذي كثر الحديث عنه خلال الفترة الأخيرة، ويقصد به البيئة الاصطناعية التي تنشأ عبر الكومبيوتر وأجهزة تكنولوجيا المعلومات الأخرى وأدواتها. تمارس في «الحرب الافتراضية» الأفعال والسلوكيات والخبرات بصورة أقرب ما تكون إلى ما يجري على أرض الواقع، مثل البيئات الافتراضية، التي تستخدم في التدريب على الطيران، أو الملاحة البحرية، وغيرها من السيناريوهات.

نظرية الحرب الافتراضية

ليس «للحرب الافتراضية» وجود مادي ملموس على أرض الواقع، لكنها تحاكي هذا الواقع تماماً، وهي حرب بلا دماء لكونها صراعاً بين الموجات والالكترونيات والبرمجيات فقط، وجنودها يعملون من لوحات المفاتيح وأزرار الكومبيوتر. وميادين القتال فيها هي الأسلاك والفضاء الالكتروني، وربما الهواء، وأسلحتها فيروسات الكمبيوتر، والنبضات الالكترونية، أو إشارات الليزر، وطلقات معلوماتية معدة بشكل يمكن أن تحدث تدميراً جوهرياً في بعض مظاهر البنية الأساسية للعدو. بدأت الدول المتقدمة التركيز على التدريب بالواقع الافتراضي، من خلال شبكة من المشبهات (Simulators)، تتناغم مع بعضها في مباريات حربية (war games) تعرض على الشاشات بصورة مجسمة.

وعلى الرغم من أن معظم ميزانيات الانفاق العسكري بدأت في التقلص، إلا أن الميزانيات الخاصة بتطوير تكنولوجيات الواقع الافتراضي ما زالت في تزايد مستمر، لأنها أصبحت ذات استخدام مؤثر وفعال في مجال التدريب العسكري، والسبب الرئيس في ذلك ليس فقط إمكان التدريب الواقعي، ولكن أيضاً تنسيق التعاون بين الأسلحة المختلفة والمشتركة. أصبحت السيناريوهات المحتملة للعمل العسكري مختلفة، وأخذت بالاعتبار، أكثر من أي وقت مضى، عامل المفاجأة والتصدي لأوضاع غير مقررة، مثل أحداث أفغانستان والعراق، والاستعدادات الاميركية القائمة لضرب ايران... فالنزاعات لم تعد كما كانت خلال الحرب الباردة، مع عدو واحد محدد الهوية، وبالتالي فإن احتمالات المواجهات المتعددة انعكست على تعددية في أوجه التدريب وأساليب المحاكاة الممكنة للأوضاع القتالية المفترضة، وأصبح التدريب المتقدم يستند إلى النوع، في مجال التعويض عن الكم العددي، إضافة إلى التقنيات الأكثر تطوراً، في مجال التعويض عن التجهيز المكثف.

تطور تكنولوجيا الواقع الافتراضي

تعتمد تكنولوجيا الواقع الافتراضي على التطور في علوم الالكترونيات والكومبيوتر والاتصالات ونظم المعلومات والبرمجيات والذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) والنظم الخبيرة (Expert Systems)، وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا يمكن اعتبارها من تكنولوجيا مشبهات التدريب الحديثة، إلا أن الفكرة الأولية لها بدأت منذ أكثر من نصف قرن. فبواسطة تكنولوجيا الواقع الافتراضي يستطيع المقاتل المتدرب أن يدخل إلى موقع الأحداث في أي منطقة محلية أو دولية من المنتظر أن تكون مسرحاً لإحدى العمليات العسكرية، وعلى الفور يبدأ الحوار بين المتدرب والكومبيوتر حول كيفية التصرف في الموقف، الذي تم تحديده بواسطة البرامج، ومعالجة ما يدور من أحداث، واتخاذ القرارات التي يرى أنها مناسبة للموقف، واستنباط النتائج، والقيام بتحليلها، واكتساب الخبرة العملية التفاعلية (interactive).

ويمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا المتقدمة باستخدام شبكة من المعلومات والبرامج المختلفة، لتدريب الأفراد على المهام القتالية شتى مثل تدريب طواقم الطائرات والقطع البحرية والمدرعات والقوات البرية، ووحدات التأمين الفني، وتنسيق التعاون بينهم، فمراكز المعلومات تقوم باستقبال البيانات الخاصة بالظروف القتالية بسرعة، حيث تظهر جميع القوات الصديقة والمعادية في مواقعها، مع ما تمتلكه من أنواع مختلفة من الأسلحة، وما يقدم لها من معونات جوية أو بحرية على شاشة العرض، ويقوم المتدرب بدراسة الموقف التكتيكي، ومن خلال ذلك يتخذ القرار الذي يراه مناسباً، وتجرى بعد ذلك تحليلات النتائج التي ترتبت على هذا القرار. ويكمن طموح العديد من القوات المسلحة، خصوصاً في الدول المتقدمة في ربط مراكز القيادة الجديدة بنظم تديرها آلات الكومبيوتر في الدبابات الحديثة والطائرات والسفن، كي تتيح إرسال المعلومات حول «الانترنت التكتيكية» (Tactical Internet). ومع تحقيق هذا الطموح، أصبحت هناك حاجة إلى نظم تدريب حديثة للاستفادة من هذه التكنولوجيا الجديدة، ما يجعل التفريق بين التدريب والعمليات الحقيقية عملاً صعب التحديد بصورة متزايدة.

التكنولوجيا وثورة المعلومات

يشير الخبراء إلى أنه مع الزيادة في سرعة العمليات الحربية المستقبلية وتعقيدها، وأجوائها المتباينة، فإن الجهاز العصبي المركزي للفرد يصبح أقل تكيفاً للتعامل مع معطياتها، في الوقت المناسب، من حيث دراسة وتفهم المهمة، ودراسة الأرض والمناخ، واتخاذ القرار، وتنسيق التعاون، وما إلى ذلك من إجراءات تنظيم المعارك، ولذلك فإن التجارب الفعلية أظهرت أن العنصر البشري أصبح ضعيفاً في مواجهة متطلبات حروب القرن الحالي وسماتها، إلا إذا تم تدعيمه بتكنولوجيا حديثة، غاية في الذكاء، للتعامل مع الأسلحة الذكية، ونظم التسليح المتطورة، التي تستدعي التعامل معها بنظم أكثر تطوراً وتقدماً. وقد تم إعطاء أهمية متزايدة لهذه المسألة، وبالتالي أخذت الموازنات المخصصة لأغراض التدريب على الواقع الافتراضي تتزايد بصورة ملحوظة على الرغم من التراجع العام في الموازنات الدفاعية، وقد أدى ذلك أيضاً إلى تطوير أجهزة محاكاة بالغة الفعالية. وإذ يشير الخبراء الى أهمية أجهزة الكمبيوتر العملاقة التي تضيف قدرات جديدة إلى منظومات الأسلحة، فإن ثورة المعلومات تؤدي أيضاً دوراً أساسياً في تصميم هذه الأسلحة وفي تدريب الجنود والقادة، فتكنولوجيا المحاكاة تقوم بإحداث ثورة في الطريقة التي يقوم بها المهندسون بتصميم الأسلحة الجديدة واختبارها. وتكنولوجيا المحاكاة هذه نفسها يمكن أن تستخدم على نطاق يزداد اتساعاً على المنظومات العسكرية، وهذه المحاكاة تقلل من تكاليف التطوير ووقته، وتضمن أن يكون أول نموذج يتم تصنيعه أقرب إلى التصميم النهائي.

تسعى القوات المسلحة إلى محاكاة الواقع الفعلي من خلال تدريبات ومناورات ميدانية، وهي تقضي معظم وقتها في التخطيط للعمليات وليس في تنفيذها، وثمة عنصر أساسي في نجاحها في القتال، هو مدى الواقعية التي تستطيع بها أن تتدرب في وقت السلم، علماً أن المحاكاة الكمبيوترية لا تستطيع أبداً أن تحل محل التدريب الميداني، أو أن تبدد ضباب الحرب بصورة كاملة.

أميركا وواقع الحرب الافتراضية

انطلاقاً من المتغيرات الدولية، والتي تنامت كثيراً بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 والهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في الولايات المتحدة الأميركية وإعلان الحرب على الإرهاب، برزت أهمية تكنولوجيا التدريب بالواقع الافتراضي بهدف تحقيق أعلى درجات الاستعداد القتالي للقوات المسلحة الأميركية، والوصول بها إلى مستويات متقدمة في الأداء، وتنفيذ المهام العسكرية على مسارح عمليات لم يتم التعامل معها من قبل، لتحقيق الأهداف المخطط لها. فرضت تكنولوجيا «الواقع الافتراضي» نفسها في القوات المسلحة الأميركية، ورصد الكونغرس الأميركي ميزانيات ضخمة لتطويرها وتحديثها بصفة مستمرة، خصوصاً عندما وجدت أميركا نفسها مضطرة إلى إيفاد قواتها المسلحة إلى خارج أراضيها في مهام قتالية، لتحقق أهدافاً محددة، في ظروف مختلفة، وفي دول لم يتدرب جنودها من قبل، مع ما يعنيه ذلك من تباين في الأحداث والمناخ وطبيعة البشر وعاداتهم وسلوكهم وثقافاتهم. لذلك أجرت القوات المسلحة الأميركية خلال العامين الأخيرين، واحدة من أوسع وأكثر التدريبات العسكرية تعقيداً من نوعها، فقد كان هناك آلاف من الجنود الأميركيين، بعضهم مسلح بأجهزة كومبيوتر يدوية وهم يحاربون في معارك وهمية في أنحاء البلاد، في محاولتهم لتقليد ومحاكاة العمليات العسكرية الرئيسة التي يمكن أن تحدث في المستقبل القريب.

وفي نظرة خاطفة على الكيفية التي ستكون فيها العمليات العسكرية، قام القادة العسكريون بتنسيق معارك وهمية من خلال الكومبيوتر المحمول، الذي تم توصيله بالقيادات الاقليمية الأخرى في 26 منطقة، وذلك عبر شبكة النظام الفضائي السري على الانترنت، وتقديم صورة عامة للعملية العسكرية. ولهذا الكومبيوتر القدرة على استقبال معلومات النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) المتصل بالأقمار الصناعية، وفي هذه الأثناء يقوم مظليون مع الوحدة 82 المنقولة جواً بالهبوط ليلاً، مجهزين بأدوات وأجهزة يدوية رقمية دقيقة، لا تحدد مكانهم بالضبط وحسب، بل أيضاً تساعدهم على تبادل المعلومات مع القيادة العامة، التي تبعد مئات الأميال حيث يستخدم فيها جنود المشاة التكنولوجيا الجديدة، ويستطيع القائد العسكري مشاهدة الجنود اضافة الى مواقع الأعداء وأهدافهم، في الوقت الحقيقي، كما تظهر الأشعة التي ترسلها طائرات التجسس من دون طيار فوق ميدان المعركة، وبامكانه أيضاً مشاهدة الصور والمعلومات نفسها على جهازه المحمول. هدف هذه التمارين تجربة التكنولوجيا والاجراءات الجديدة، التي ستسمح للقادة بوضع الخطط وأخذ مبادرات العمليات العسكرية الهامة بسرعة.

ولهذا عمدت الشركات المصنعة الى تطوير نظم الحرب التخيلية، ابتداءً بالكمبيوتر، وانتهاءً بنظم المشبهات، لأن «المهنية» المتزايدة للقوات المسلحة تتطلب إعداداً مناسباً ومتقدماً لأغراض التدريب، مع الاستفادة من أحدث التقنيات المتوافرة في هذا المجال، ولذلك تتوافر حالياً المشبهات في كل مجالات النشاط العسكري، فمنها مشبهات التدريب على المهارات الأساسية للمقاتلين، ومشبهات التدريب في قمرة الطائرة، وكذلك مشبهات التدريب على قيادة الدبابة، والتدريب على متن السفينة وغرف المحركات، وعلى الأسلحة الثقيلة والأسلحة الخفيفة، وعلى إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات أو المضادة للطائرات، بما يسمح للجنود بالمحافظة على القدرات ورفع مستويات مهاراتهم وخبراتهم، لأن جميع هذه الأنظمة جعلت من الصورة والخيال واقعاً حياً، حيث ان متطلبات التدريب اتخذت خطوات اكثر واقعية من خلال مشبهات تمثل نظم أسلحة شبه واقعية تشكل ميادين أو أجواء قتالية افتراضية كبيرة، اضافة الى مستشعرات ليزرية لتحديد الهوية والتمييز بين الصديق والعدو.

المراجع:
- مجلة الكلية العسكرية المصرية.
- مجلة «جند عمان» .
- الدفاع الوقائي والأمن الجديد - الاستراتيجية الاميركية، دراسة وليم بيري، الواشنطن بوست .

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع