مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 25 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2421 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


تطور في الحرب عبر التاريخ ( تطبيق الفن العملياتي أثناء التخطيط )

قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 25-08-10, 09:06 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي تطور في الحرب عبر التاريخ ( تطبيق الفن العملياتي أثناء التخطيط )



 

تطور في الحرب عبر التاريخ
تطبيق الفن العملياتي أثناء التخطيط

بعدما أدركنا مدى أهمية ممارسة وتطبيق الفن العملياتي أثناء التخطيط والتنفيذ للحرب المشتركة الحديثة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف نبدأ تطبق هذا الفن عندما نخطط؟
الإجابة على هذا السؤال بسيطة لكن تطبيقها يعتمد على عدة عوامل رئيسية، وهي: أولاً: توفر العلم والمعرفة والخبرة اللازمة للعمل على مثل هذه المستويات من الحرب، ثانياً: لتطبيق الفن العملياتيأثناء التخطيط العملياتي يلزمنا التمعن في النقاط التالية واعتبارها كدليل عام ورئيسي يوضح النقاط الأساسية اللازم اتباعها أثناء التخطيط للفن العملياتي، وهي تتلخص في الآتي:

- فهم الغاية أو الغرض النهائي من العملية المحدد من القيادة العليا.
- تحديد ما هو مطلوب عمله في المسرح، والذي بدوره يحقق الغاية الاستراتيجية المنشودة.
- الفهم التام للتوجيهات والإرشادات الصادرة من القيادات العليا.
- معرفة الموارد المتوفرة للعملية، وهل هي كافية أو تحتاج لدعم أو إِضافات؟.
- معرفة القيود المفروضة والمحيطة بالعملية. (سياسية، اقتصادية، اجتماعية، عسكرية...الخ).
- تحديد تسلسل وتوقيتات المراحل والنشاطات العسكرية اللازمة للقيام بالعمليات المطلوبة.
- ترجمة المطلوب والغاية والإشادات والتوجيهات إلى أهداف عملياتية واضحة ممكن تحقيقها (مراكز الثقل )، حيث تقود إلى تحقيق الغاية أو الغرض النهائي من العملية ككل.
- تحديد كيفية استخدام وتخصيص الموارد المتوفرة أثناء تسلسل مراحل العملية.
- وضع خطة حملة مشتركة أو عملية مشتركة موجهة إِلى الأهداف العسكرية العملياتية (مراكز الثقل)، موضحاً بها أيضاً تنظيم القوات، وتسلسل وتوقيتات مراحل العمليات.
- تحديد مهام وواجبات القوات المختلفة في كل مرحلة، وتوضيح العلاقات بين القوات، مع مراعاة الدقة في مزامنة استخدام القوات، واستخدام كل قوة بالكم والنوع اللازمين في المكان والزمان المناسبين والحاسمين.
- التأكد من تغطية الخطة المشتركة لجميع ما هو متوقع من أعمال ونشاطات عسكرية قبل العمليات، وأثناءها وبعدها.
- توفير الدعم والإسناد اللازمين طيلة فترة العمليات المشتركة بشكل يتناسب مع مراحل التنفيذ.

الحملات المشتركة والفن العملياتي

قبل أن نتطرق إِلى مدى العلاقة بين الحملات العسكرية أو الحملات المشتركة وبين الفن العملياتي، أرى من المستحسن في البداية أن نسترجع تعريف ومفهوم المستوى العملياتيللحرب الذي يمارس فيه الفن العملياتي، والذي سبق أن تطرقنا له، حيث نص تعريف المستوى العملياتي للحرب بشكل عام على أنه (ذلك المستوى من الحرب الذي يخطط فيه للحملات أو العمليات العسكرية الكبيرة لتحقيق أهداف استراتيجية في مسرح أو منطقة العمليات). من هذا التعريف أعتقد أنه لا حاجة لشرح مدى العلاقة بين الفن العملياتي والحملات العسكرية، لأن التعريف بكل وضوح يبين أن الحملات العسكرية أو المشتركة هي قلب الفن العملياتي، ولا وجود لهذا الفن بدون حملة أو عملية مشتركة تظهره على أرض الواقع.

والآن بعدما عرفنا أن الحملة هي وسيلة ممارسة وتطبيق الفن العملياتي، يجب علينا أن نعرف أيضاً ما هو معنى ومفهوم الحملة العسكرية قبل أن نستخدمها كوسيلة لممارسة الفن العملياتيوخوض المستوى العملياتي للحرب، فقد عُرفت الحملة العسكرية أو (المشتركة) بأنها عبارة عن (سلسلة من العمليات الرئيسية المترابطة التي تنظم النشاطات التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية لتحقيق أهداف استراتجية وعملياتية) .

من هذا التعريف والتعريف السابق للمستوى العملياتي للحرب يتضح لنا أن خطة الحملة العسكرية هي وعاء الفن العملياتي، لأنها تخفي بين طياتها كيفية تنفيذ هذه العمليات المتتابعة وتوقيتاتها والغرض من كل منها، وكيفية تنسيق الأعمال وتحديد الأدوار والواجبات في كل مرحلة من مراحل الحملة الرئيسية حتى تحقيق الهدف النهائي، والأهم من هذا كله هو أن الحملة تلعب دوراً أبعد مما نتصوره وهو مزامنة الأعمال والنشاطات العسكرية فيما بينها بشكل دقيق، بالإضافة إِلى مزامنة العمليات العسكرية ككل مع أدوات القوة الوطنية الأخرى (السياسة، الاقتصادية..الخ).

من هذا يتضح لنا مدى أهمية الحملة المشتركة وأهمية التخطيط لها على مختلف مستويات الحرب، لكن النقطة التي يجب الإِشارة إِليها هنا هي: أن التخطيط للحملات المشتركة يماثل التخطيط للعمليات المشتركة، والاختلاف بينهما يظهر في أن التخطيط للحملات يتميز فقط بأنه تخطيط لعدة مراحل وعمليات متتابعة ومترابطة موجهة لتحقيق هدف استراتيجي، بينما الأنواع الأخرى من التخطيط تتركز على عملية واحدة فقط، ولهذا السبب أيضاً نجد أن العمليات المشتركة عادة تنفذ في مناطق عمليات مشتركة محدودة بينما الحملات المشتركة تنفذ على مستوى مسرح أو مسارح عمليات وأحياناً قد تغطي مسرح حرب.

والآن السؤال الذي يتبادر إِلى أذهاننا هو: كيفية التخطيط للحملات العسكرية أو المشتركة؟

الإجابة على هذا السؤال بسيطة جداً، وهي: باتباع إِجراءات التخطيط للحملات، التي قد تختلف عن غيرها من إجراءات التخطيط في بعض النقاط الجوهرية، وعلى سبيل المثال وليس الحصر: المهمة في التخطيط للحملات تستخلص من التوجيهات الاستراتيجية وتتركز على تحقيق هدف استراتيجي، بالإضافة إِلى ذلك أثناء التخطيط على مستوى الحملات يجب أن تراعى القيود التي تفرضها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، كذلك من أبرز الاختلافات أيضاً بين التخطيط للحملات وغيرها من أنواع التخطيط: أن خطة الحملة المشتركة تتركز على مركز ثقل الخصم الذي يعتبر أقصر طريق لإحراز النصر.

والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه الآن، هو كيف نركز على مركز ثقل الخصم؟

الإِجابة أيضاً بسيطة جداً، وهي من خلال وضع (فكرة عملية استراتيجية) محكمة تتناسب مع مراحل الحملة أو العمليات الرئيسية المساندة للحملة، مثل (حشد القوات، وتحريك القوات، وإِسناد القوات، وإِعادة القوات... الخ)، بحيث توضح هذه الفكرة كيفية حشد ومزامنة القوات المناسبة واللازمة في الأماكن والأوقات الصحيحة على النقاط الحاسمة في المسرح، التي بدورها تضمن القضاء على مركز أو مراكز ثقل العدو وتحقيق الهدف الاستراتيجي، مع مراعاة الحرص على تحقيق الهدف الاستراتيجي المنشود قبل وصول القوات المشتركة إِلى نقطة الذروة لقوتها، كما بالإمكان ومن الضروري التخطيط لتنفيذ فكرة العملية على مراحل لتواخي الدقة المطلوبة في تحقيق الأهداف المرسومة وتوفير القيادة والسيطرة اللازمة على القوات والأهداف، كما أن تقسيم العملية إِلى مراحل يساعد على التحول من عملية أخرى بطريقة أكثر دقة، وكذلك يساعد على التبديل بين القوات وإعادة تنظيمها، ويساعد أيضاً على السيطرة على أي أحداث غير متوقعة أو اختلافات في توقيعات تنفيذ الحملة ككل.
وأخيراً ينتهي التخطيط للحملة بالنتيجة المطلوبة وهي: خطة حملة متكاملة تصبح كدليل أساسي لجميع الخطط المساندة لها.

وبنهاية موضوعنا عن خطط الحملة المشتركة، أرغب أن أتطرق إِلى بعض النقاط الهامة التي تستخدم كدليل أثناء التخطيط للحملات، التي تعتبر في نفس الوقت كقواعد وأسس وشروط لخطط للحملات ، ومن أبرزها:
أولاً: يجب أن توفر خطة الحملة أفكار عملياتية استراتيجية مع فكرة إِسنادها اللازمة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية على مستوى المسرح.
ثانياً: يجب أن توضح خطة الحملة توقيتات القرارات المتتابعة لتنفيذ الحملة.
ثالثاً: يجب أن تحقق خطة الحملة وحدة المجهود لمختلف القوات.
رابعاً: دمج الأفكار الاستراتيجية مع الأهداف العملياتية.

وبالاضافة إِلى ذلك يجب أن توضح خطة الحملة مراكز ثقل العدو الاستراتيجية والعملياتية ثم كيفية القضاء عليها، وكيفية تسلسل العمليات لتحقيق ذلك، كما يجب أن توضح خطة الحملة أيضاً تنظيم القوات المشتركة للقتال والعلاقات القيادية فيما بينها، كما يجب أن تشتمل خطة الحملة على التوجيهات الاستراتيجية، ونقطة التركيز العملياتي لإِحراز النصر، وواجبات القيادات المرؤوسة، والأهداف، وجميع النشاطات العسكرية المتوقعة التي ستتبع نهاية العمليات بما فيها خطة إِعادة القوات إِلى مواقعها الأساسية.



 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 25-08-10, 09:15 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مراكز الثقل ودليل تحديدها والتعامل معها


مركز الثقل مصطلح هام في الفن العملياتي، ويعتبر أحد أعمدة الفن العملياتي الأساسية، وعنصراً أساسياً في وضع وإِعداد الخطط العملياتية، ويعتبر المفتاح الأساسي لنجاح الخطط والحملات المشتركة، ومع أن هذا المصطلح ظهر إِلى الوجود حديثاً وبالتحديد مع تبني الأفكار والفنون العملياتية الحديثة إِلا أنه في الحقيقة قديم في أساسه ومعناه ومفهومه، ولم تقل أهميته في الماضي عنها في الحاضر، ولكنه اختفى وعاد إِلى الظهور بوضوح مرة أخرى، ومن الأمثلة على قدم وأهمية هذا المصطلح:


تعريفه الذي ذكره كارل فون كلاوزفتز في القرن التاسع عشر والذي لم يتغير معناه ومفهومه حتى تاريخ اليوم، حيث عرفه بقوله:(مركز الثقل هو محور كل قوة والتحركات التي يرتكز عليها كل شيء، وهي النقطة التي يجب أن توجه إِليها كل طاقاتنا لكي نضمن النجاح) ،كما ذكر أيضاً مدى أهمية مركز الثقل في قوله:(الواجب الأول في التخطيط للحرب هو تحديد مراكز ثقل العدو، وإِذا أمكن تمحيصها حتى الوصول إِلى مركز ثقل واحد) .


لكن المشكلة التي تواجه المخططين للحروب المشتركة ليست في تعريف وأهميتة مركز الثقل، بل في تحديده بدقة حتى يتركز التخطيط والتنفيذ حوله لضمان نجاح الحملة أو العملية المشتركة وحسم الموقف بأبسط وأقرب الطرق وبأقل التكاليف، لكن ما يزيد الأمر صعوبة هو:

أولاً: تعدد مراكز الثقل مما يفرض علينا وضع أولويات لها.
ثانياً: تغير مراكز الثقل من فترة إِلى أخرى حسب تغير المواقف مما يفرض ضرورة متابعتها باستمرار.

ولتسهيل التعامل معها والقضاء عليها، سنحاول طرح بعض النقاط والعوامل التي قد تساعدنا على القيام بذلك، والتي نستطيع أن نستخدمها أيضاً كدليل عام للتعامل مع مراكز الثقل أثناء التخطيط والتنفيذ للحرب المشتركة، وتتلخص هذه النقاط في الآتي:
- مركز الثقل يمثل مصدر قوة الخصم ووسيلة تحقيقة لأهدافه العملياتية.
- مركز الثقل هو حلقة الوصل بين الأهداف الاستراتيجية واستخدام القوات العسكرية.
- نقاط القوة والضعف للخصم لا تعتبر دائماً مراكز الثقل، ولكنها قد تستخدم كطريقة للقضاء على مراكز الثقل الفعلية.
- لكل مستوى من المستويات الحرب مراكز ثقل خاصة به.
- الغايات الاستراتيجية تظهر مراكز الثقل الاستراتيجي، وهي التي تساعد على ترجمة هذه الغايات إِلى أهداف عملياتية ومراكز الثقل الخاصة بها.
- مراكز الثقل العملياتية تربط بين الأهداف الاستراتيجية والأهداف العملياتية.
- مراكز الثقل العملياتية هي التي تحدد أساسات اختيار الأهداف التكتيكية ومراكز ثقلها.
تعدد مراكز الثقل على كل مستوى من مستويات الحرب.

تغير مراكز الثقل من موقف لآخر وفقاً لتغير الغايات والأهداف العملياتية.
المعرفة التامة للخصم وقدارته، وإمكاناته ونقاط قوته، ونقاط ضعفه، وعقيدته، كلها وسائل أساسية لتحديد مراكز ثقله.

الفن الاستراتيجي


بعد بحثنا للفن العملياتي، وإدراكنا لمدى أهميته البالغة في الحروب الحديثة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة، وبعد أن تعرفنا على إطار هذا الفن ومتطلباته وما يحيط به، نحتاج الآن إلى أن نواصل مسيرتنا من هذه النقطة باتجاه قمة الهرم الاستراتيجي، ولكي نقوم بهذه المسيرة حتى خط النهاية الذي تكتمل فيه بقية الصورة للعلم العسكري العالي التي نبحث عنه، نحتاج إلى التزود ببعض العلوم التي تمكننا من استيعاب وفهم وترجمة هذه الصورة الكاملة، ومن هذه العلوم التي نحتاجها: معرفة فن آخر من الفنون العسكرية العالية التي تمثل قمة الهرم لمختلف مستويات الحرب من المنظور العسكري، وهو (الفن الاستراتيجي).


ونظراً لأهميته لنا كعسكريين سنبحثه من المنظور العسكري فقط، وكبداية نستطيع أن نعرّف الفن الاستراتيجي بأنه (هو التحديد الدقيق للأهداف الوطنية وطرق ووسائل تحقيقها، والتنسيق والتنفيذ لذلك في سبيل تعزيز وحماية المصالح الوطنية) .

من هذا التعريف يتضح لنا أن مفهوم الفن الاستراتيجي ينحصر في إيجاد علاقة بين القوة العسكرية وبين أدوات القوة الوطنية الأخرى في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية المرسومة، وهذا يعني لنا أيضاً بوضوح أن هذا المستوى من الفن ينطلق من القيادات السياسية العليا المسئولة عن وضع الاستراتيجية الوطنية للدولة بما فيها تحديد كيفية استخدام أدوات القوة الوطنية المختلفة في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية وحماية المصالح الوطنية.

لكن الجزء الذي يهم العسكريين من هذا الفن هو أنه دليلهم للقيام بمسئولياتهم الاستراتيجية تجاة القيادة العليا في الدولة، وذلك على محورين رئيسيين:
الأول: هو تقديم التوصيات السليمة للقيادة العليا من ناحية استخدام القوة العسكرية كأداة قوة وطنية،
والثاني: إِعداد الاستراتيجية العسكرية الوطنية بشكل دقيق بناءً على الاستراتيجية الوطنية.

لهذا يلزم العسكريين على هذا المستوى أن يدركوا ويعرفوا تماماً معنى ومفهوم الفن الاستراتيجي وما يحيط به، مع مراعاة أنه كلما اتسع إِطار التقدم التقني في مختلف المجالات وخاصة في المجال العسكري وكلما تطورت وسائل استخدام وتبادل المعلومات... زاد تداخل فنون الحرب مع بعضها وتقلصت الحدود فيما بينها، مما قد يدفع أحياناً الى دمجها عمداً مع بعضها في سبيل استخدام القوة العسكرية كأدة قوة وطنية واحدة بشكل متزامن ومنسق مع أدوات القوة الوطنية الأخرى، وعلى سبيل المثال: نجد أحياناً توفر نظام سلاح معين على المستوى التكتيكي يستطيع أن يقوم بدور فعال وحاسم على المستوى الاستراتيجي.

من هذا المنطلق قد تتداخل حدود مستويات الحرب إِلى درجة كبيرة وبشكل متعمد لتظهر على المستوى الوطني كأدة قوة وطنية واحدة تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المحددة. لهذا يجب على العسكريين العمل عن قرب مع القيادات السياسية لكي تتمكن القيادات السياسية من استخدام القوة العسكرية كأداة قوة وطنية بطريقة فعالة وحاسمة لتحقيق الأهداف الوطنية ورعاية وحماية مصالح الدولة، مع ملاحظة أن هذه الأعمال والنشاطات على مختلف المستويات وفيما بينها يجب أن تتم في وقت السلم ووقت الحرب ولكن بدرجات متفاوتة حسب متطلبات الظروف والمواقف.

ومن أهم النقاط التي يجب أن نراعيها أيضاً عند العمل على المستوى الاستراتيجي وبالقرب من القيادات العليا، هو أن نكون مؤهلين وملمين بكل ما يدور حول مفهوم الفن الاستراتيجي، إِضافة إِلى حتراف الفن العملياتي، والتكتيك، والسبب لضرورة هذا العلم والمعرفة لكل من يعمل ضمن هذه الحدود هو أن أي شخص يعمل على المستوى الاستراتيجي نجده يزاول نشاطاته في اتجاهين في وقت واحد، حيث يقدم التوصيات للقيادات العليا حول استخدام القوة العسكرية كأداة قوة وطنية، وفي نفس الوقت يخطط على المستوى العملياتي لكيفية تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرسومة وترجمة هذه الخطط إِلى نشاطات عسكرية فعلية على المستوى العملياتي، وما هو مطلوب على المستوى التكتيكي.

لهذا يجب على هذا النوع من القيادات أن يكون لديهم الإلمام التام بالعلوم والفنون العسكرية على مختلف المستويات (استراتيجية، وعملياتية، وتكتيكية)، وفي نفس الوقت أن يكونوا محترفين في مهنتهم بشكل يؤهلهم لممارسة وتطبيق هذه العلوم والفنون تجاه تحقيق الأهداف الوطنية، وقادرين على العمل في عدة اتجاهات وعلى مختلف المستويات في وقت واحد.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع