التسلح فى جنوب شرق آسيا

[المنتصر]

التسلّح في جنوب شرق آسيا

المقدمة.
دخلت روسيا، على نحو فجائي، أسواق المنطقة، إلا أن الولايات المتحدة أبت أن تترك مواقعها التقليدية لمصلحة الروس، الذين أثار حضورهم،من جهة أخرى، حفيظة حلفائهم الصينيين.

اندونيسيا.

ذهبت إندونيسيا بعيداً في إعادة تسليح قواتها الجوية، اعتماداً على السلاح الروسي، بعد أن وفرت لها موسكو قروضاً ميسرة لهذا الغرض.

ماليزيا.

أما ماليزيا، فبدت وكأنها استعجلت الذهاب إلى الروس لتحديث قوتها الجوية، لتعود البحث في إمكانية اللجوء مجدداً إلى الشركات الغربية، التي أخبرتها بأن صفقتها مع موسكو يصعب الرهان عليها.

تايلاند.

في المقابل، بدت تايلاند في منتصف الطريق، بين الاستجابة لإغراء "التسهيلات" الروسية، وبين المحافظة على خصوصية روابطها الأمنية والعسكرية مع الولايات المتحدة.

سنغافورة.

أما سنغافورة، فقد حسمت أمرها بالبقاء حيث هي. وقررت إعادة بناء قوتها الجوية استناداً إلى السلاح الأميركي.

فيتنام.

وفي الصورة المقابلة، قررت فيتنام تحديث سلاحها الجوي، بإحلال أسلحة روسية بدل الأسلحة السوفياتية، التي ظلت تقليدياً تشكل بنيتها التسليحية.

وفي جديد التطوّرات، قالت مجلة "جينز ديفينس ويكلي" أن شركة "لوكهيد مارتين" الأميركية، وشركة "باي سيستمز" البريطانية، كثفتا محاولاتهما لبيع طائرات مقاتلة إلى ماليزيا، معتبرتين أن صفقة مقاتلات "سوخوي" الروسية إلى الجيش الماليزي قد تعثرت من الناحية التقنية.

وكان متحدث باسم شركة "سوخوي" قد أعلن في مطلع حزيران يونيو الجاري أن شركته سلمت ماليزيا 12 مقاتلة من طراز "سو-30 م ك م"، من أصل 18 مقاتلة تعاقدت على شرائها في العام 2003 ، بقيمة إجمالية تصل إلى 920 مليون دولار.

ويتوجب على شركة سوخوي، بموجب الاتفاقية، تطوير هذه المقاتلات بعد أن يتسلمها الجانب الماليزي.وقد تم مبدئياً تطوير اثنتين من المقاتلات ال12 ، وبدأ اختبارهما في ماليزيا، على أن تستكمل الاختبارات في نهاية حزيران يونيو الجاري.

ووفقاً ل "جينز ديفينس ويكلي"، فان الهدف من تطوير هذه المقاتلات هو تحقيق التوافق بين المعدات الروسية ومعدات غربية الصنع، من الممكن وضعها فيها.

ومن جهتها، تحركت إندونيسيا، في السنوات الأخيرة، بخطى حثيثة لتطوير سلاحها الجوي، معتمدة، بصفة أساسية، على صفقات مع روسيا، التي أضحت أكبر مجهز للجيش الإندونيسي.

وحسب مؤشرات العام 2008، فقد بلغت ميزانية الدفاع الإندونيسية أربعة مليارات و740 مليون دولار أميركي، صعوداً من مليار وثلاثمائة مليون دولار في العام 2004.

وقد عقدت جاكرتا، في السادس من أيلول سبتمبر 2007، اتفاقية مع موسكو، يقدم بموجبها الجانب الروسي قرضاً بقيمة مليار دولار للحكومة الإندونيسية، يخصص لشراء أسلحة وتقنيات عسكرية روسية.وقالت جاكرتا بأنها سوف تشري بهذا القرض ست طائرات "سوخوي"، وغواصتين روسيتين من طراز "كيلو"، و9 مروحيات روسية مختلفة الأنواع، وذلك في الفترة الممتدة حتى العام 2010.

وسبق أن اشترت إندونيسيا مقاتلتين من طراز "سو-27 س ك" ، ومقاتلتين من طراز "سو-30 م ك".

وفي السادس من آب أغسطس الماضي، تسلمت جاكرتا ست مروحيات متعددة المهام، من طراز "مي – 17 – ب 5"، التي تعتبر أحد الأصناف المطوّرة للمروحية "مي 17".

وفي مكان آخر من الإقليم، أُعلن في منتصف أيار مايو الماضي بأن وزارة الدفاع الفيتنامية تعاقدت على شراء 12 مقاتلة من طراز "سو-30 م ك 2". على أن يبدأ تسليم هذه المقاتلات بحلول عام 2010. وتصل القيمة الإجمالية لهذه المقاتلات أكثر من خمسمائة مليون دولار، من دون الأسلحة المرفقة.أما قيمة الصواريخ والمعدات الخاصة بها، فتقدر هي الأخرى بمئات ملايين الدولارات.

كذلك، تجري فيتنام مفاوضات مع روسيا لاستيراد ست غواصات، تصل قيمتها الإجمالية إلى نحو 1.8 مليار دولار.

ويمتلك الجيش الفيتنامي الكثير من الأسلحة السوفياتية الصنع، بما في ذلك 140 مقاتلة من طراز "ميغ-21-بيس"، و53 مقاتلة من طراز "سو-22 م 3/م 4".

كذلك حصلت فيتنام من روسيا، في تسعينيات القرن الماضي، على 12 مقاتلة من طراز "سو-27 س ك/أو ب ك". وحصلت في العام 2004 على 4 مقاتلات من طراز "سو-30 م ك ك". تايلاند من جهتها أبدت رغبتها في اقتناء بعض أنظمة راجمات الصواريخ الروسية، إلا أنها ظلت مترددة حيال عقد أية صفقة كبيرة مع الروس، خشية أن ينعكس ذلك سلباً على تحالفها الوثيق مع واشنطن.

وكان قائد القوات الأميركية ( السابق) في المحيط الهادئ، الأميرال بول هستر، قد انتقد التقارير التي تحدثت عن احتمال شراء بانكوك طائرات حربية روسية. وقال هستر: "لا مانع بأن تسلم روسيا منتجاتها إلى الصين كرفيق شيوعي سابق.أما بالنسبة لتايلاند فإنها جزء من الأسرة الديمقراطية، والمنطقة التكنولوجية الأميركية".

سنغافورة من ناحيتها حسمت أمرها بشراء 12 طائرة مقاتلة من طراز( f-15sg ).وبحثت لاحقاً في صفقات جديدة.

الخلاصة.
تمضي سنغافورة في ذلك على خطى كوريا الجنوبية، التي جددت بالكامل، قبل أكثر من عامين، أسطولها من المقاتلات الجوية، إلى جانب تطويرها سلاح مدرعاتها ومدفعيتها، من خلال صفقات كبيرة عقدتها مع واشنطن. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت كلاً من تايلاند والفلبين حلفاءً من الدرجة الأولى، وأبرمت اتفاقية تحالف إستراتيجي مع سنغافورا. وقام البنتاغون بنشر قدرات عسكرية جديدة في الإقليم، تتضمن غواصات مهاجمة، ومُدمرات صاروخية، وقنابل بعيدة المدى. ونقلت الولايات المتحدة، منذ العام 1992، مقر قيادة الخدمات الخلفية للأسطول السابع إلى قاعدة بحرية في سنغافورا، لتعزز بذلك من فرص مراقبتها لخطوط الملاحة الحيوية في جنوب شرقي آسيا، وخاصة في مضيق ملقا الاستراتيجي.