مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 6 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2404 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


الملف النووي الإيراني على طريق المواجهة

قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 17-04-09, 07:21 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العميد الطيار
•¦ جندي ¦•

إحصائية العضو





العميد الطيار غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الملف النووي الإيراني على طريق المواجهة



 

بداية التقرير

بلوغ طهران مرحلة امتلاك القدرات العسكرية النووية سيفيض عن حدود إيران، ويدشّن مرحلة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط والعالم، وفي هذه الحالة سوف تتغير موازين القوى في المنطقة بصورة جدية، كما ستتغير أيضًا التوازنات الداخلية للنظام السياسي الإيراني، بما يعزز من اندفاعه في اتجاه جواره الإقليمي الذي يشكّل بحكم منطق الأمور والمصالح جوارًا عالميًا، ففي تقدير الغرب أن القدرات النووية العسكرية حال امتلاكها ستكون قدرات نووية مدعومة بتأثير عميق على موازين القوى الدولية بسبب تحكمها في الطاقة، فإيران حال امتلاكها القدرات النووية من وجهة نظر الغرب سوف تتمكن بشدة من التأثير في المحددات الأساسية لصعود أو هبوط القوى الكبرى، حيث تلعب منابع المواد الأولية (الطاقة) دورًا في منظومة هذه المحددات.
وبمثل ماكان أول شهور العام الماضي غير عادي، حيث تم فض الأختام التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول بعض جوانب البرنامج النووي الإيراني، لم يكن آخر شهور العام نفسه عاديًا، فقد تم خلال شهر ديسمبر صدور القرار (1737) عن مجلس الأمن الدولي، وقضى بفرض عقوبات على إيران.

فرض العقوبات الدولية:


فرض مجلس الأمن للمرة الأولى عقوبات على إيران بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حيث يأمرها بالامتثال إلزامًا لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما فيها تعليق تخصيب اليورانيوم، وينذر القرار رقم (1737) الصادر في 23-12-2006م بأن مجلس الأمن سينظر في إجراءات عقابية إضافية ملائمة في قرارلاحق إذا كان ذلك ضرويًا في حال رفض إيران الانصياع لهذا القرار، ويعدها برفع العقوبات عنها إذا امتثلت، ويمهلها ستين يومًا، إلى حين موعد تلقيه تقرير مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تنفيذها مطالب التعليق الكامل والمستمر لجميع النشاطات ذات العلاقة بتخصيب اليورانيوم، وتضمن القرار لائحة أشخاص معنويين وطبيعيين إيرانيين تم تجميد موجوداتهم، وأصولهم المالية، ومراقبة محدودة لتحركاتهم في الخارج، وفيما يلي النقاط الرئيسة الواردة في مشروع القرار(21):
عملاً بالمادة (41) من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي (تنص على فرض عقوبات لا تتضمن استخدام القوة)، فإن مجلس الأمن الدولي يقرر:
أن على إيران وقف كافة أنشطتها النووية الحسّاسة على الفور، كتخصيب اليورانيوم، وإعادة المعالجة، بما في ذلك البحوث والتطوير، بطريقة تمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التحقق من هذا الوقف، وكذلك وقف أي عمل على مشاريع مرتبطة بالمفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل.
أن على كافة الدول الأعضاء منع تقديم أي مساعدة لإيران، أو تأهيل تقني، أو مساعدة مالية واستثثمارات وخدمات مالية، أو أي تحويل لمواد أو خدمات متصلة بهذا البرنامج.
أن على كافة الدول الأعضاء توخي اليقظة المتعلقة بدخول، أو مرور أشخاص على أراضيها يعتبرون متورطين في البرامج النووية والصواريخ البالستية لإيران، وعلى الدول إبلاغ لجنة من مجلس الأمن بدخول أو مرور أشخاص وردت أسماؤهم في ملحق هذا القرار.
أن على كافة الدول الأعضاء أن تجمّد على الفور الأموال، والأرصدة المالية، والموارد الاقتصادية الأخرى الموجودة على أراضيها، أو يشرف عليها أشخاص أو مؤسسات لهم صلات أو مشتركون مباشرة بالبرامج النووية والصواريخ البالستية لإيران.
أن على كافة الدول الأعضاء توخي اليقظة، ومنع التعليم والتأهيل المتخصص للرعايا الإيرانيين على أراضيها، أو من قِبل رعايها، في مواد يمكن أن تساهم في البرامج النووية الحساسة، أو الصواريخ البالستية لإيران.
يُطلب تقرير من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال (60) يومًا لمعرفة هل امتثلت إيران لمندرجاته؟
يعرب عن استعداده، طبقًا لمضمون هذا التقرير، لإعادة النظر في هذه التدابير، تمهيدًا لتعليقها أو إنهائها، بمقدار ما تكون إيران قد علقت أنشطتها للتخصيب، أو نفذت بالكامل التزاماتها حيال قرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يعرب عن استعداده، إذا لم يحترم القرار، لتبني تدابير أخرى بموجب المادة (41)، لكنه يشير إلى أن هذه التدابير تتطلب قرارًا جديدًا.

 

 


 

   

رد مع اقتباس

قديم 17-04-09, 07:22 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العميد الطيار
•¦ جندي ¦•

إحصائية العضو





العميد الطيار غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

حسابات إيرانية وتغير المواقف:


راهنت إيران كثيرًا على تصويت روسيا والصين ضد أي عقوبات تسعى الولايات المتحدة لحصد موافقة أعضاء مجلس الأمن الدولي عليها، واستند هذا الرهان إلى أن روسيا والصين من أهم الشركاء التجاريين لإيران، إلاّ أن حساباتها كانت خاطئة وكأنها لم تستفد شيئًا من الدرس العراقي قبل الغزو، فموقف الدولتين روسيا والصين المتعاطف مع سياسة طهران النووية ومن قبلها المتعاطف مع (صدام حسين) قبل الغزو لا ينبع من اعتبارات أخلاقية، أو موضوعية، قدر انطلاقه من اعتبارات مصلحية وحسابات استراتيجية واقتصادية، وهو الأمر الذي يفسّر التحوّل الذي طرأ على موقف موسكو والصين مؤخرًا تجاه طهران. فحسابات ومصالح روسيا التي تجعلها حريصة على استمرار التعاون مع إيران لم تعد كافية لتستمر موسكو في الدفاع عنها، والتصدي للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وبخاصة بعد أن التزمت واشنطن الصمت تجاه جرائم روسيا في الشيشان، وسماحها لبعض شركات النفط الروسية بالعودة إلى العراق، كما أن روسيا تشعر بخيبة أمل تجاه رفض إيران اقتراحها بأن يتم تخصيب اليورانيوم بالمشاركة بينهما فوق الأراضي الروسية، والذي كان من الممكن أن يؤدي تنفيذه إلى طمأنة المجتمع الدولي بشأن نوايا إيران السلمية.
وهذا الرفض حرم روسيا من الحصول على موقف قوي تجاه الغرب من خلال كونها ستصبح المتحكم في المشروع النووي الإيراني، كما أن للصين حساباتها الاستراتيجية أيضًا، وهو ما اتضح جليًا عندما أصدرمجلس الأمن قرارًا بفرض عقوبات على كوريا الشمالية، حيث اكتفت فقط بالامتناع عن التصويت، رغم أن العلاقات الاقتصادية والتاريخية بين (بكين وبيونج يانج) أقوى مما هي عليه مع إيران عشرات المرات، ويرجع ذلك إلى أن هناك ورقة تستغلها واشنطن جيدًا ضد الصين، هي ورقة (تايوان)، ولذلك تتراجع الصين في أغلب الأحيان أمام ضغوط واشنطن حتى تظل مسألة استقلال (تايوان) عن بكين تحت السطح، هذا بالإضافة إلى أن بكين سعت بقوة مؤخرًا لاستئناف المحادثات السداسية الخاصة بأزمة الملف النووي الكوري الشمالي بوصفها المتضررة الأولى من فرض عقوبات عليها، نظرًا لأنها الممول الأساسي والمصدر الرئيس للمساعدات الغذائية والنفطية لكوريا الشمالية؛ وبالفعل وافقت واشنطن على تقديم تنازلات لاستئناف تلك المباحثات مقابل موافقة الصين على فرض عقوبات على إيران(22). وكان التحول في مواقف الدولتين قد ظهر مبكرًا بانضمام الصين إلى روسيا بالموافقة على فرض عقوبات ضد طهران، حيث أعلن وزير الخارجية الروسية في 6-9-2006م أن روسيا تفكر في دعم فرض عقوبات اقتصادية ودولية على إيران، بسبب رفضها وقف أنشطتها النووية المثيرة للجدل، وذلك استنادًا إلى موقف بلاده بعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، أو التكنولوجيا المرتبطة بذلك، ومن جانبه دعا الوزير الصيني (فين جيابو) إيران إلى التعاون مع الهيئات الدولية المتخصصة بالطاقة النووية، وطالب الإيرانيين بتفهم قلق المجتمع الدولي إزاء ملفها النووي، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد مبدئيًا موافقة الصين على فرض عقوبات ضد إيران(23).
وعلى الرغم من هذا التحول الذي آل إليه كل من الموقفين الروسي والصيني، فمن الصعب تصور أن إيران قد فوجئت بصدور القرار الدولي (1737)، بفرض عقوبات عليها، فمنذ أغسطس 2006م وإيران تتوقع صدور مثل هذا القرار مع انتهاء المدة التي وافقت عليها مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، (مجموعة 5 + 1)، فقد انقضت المهلة الزمنية من دون استجابة إيران لوقف تخصيب اليورانيوم مقابل حزمة الحوافز الاقتصادية والتقنية الأمنية في 31 أغسطس 2006م، ولكن ربما تكون المفاجأة في أمرين : الأول : هو الإجماع الدولي على فرض العقوبات، والأمر الآخر: توقيت إصدار القرار، حيث تزامن مع تطور مهم وخطير كان يمكن أن يؤدي إلى تريث الأمريكيين إلى حد ما في الدفع بهذا القرار، فقد تم قبل صدور القرار بعدة أيام الإفصاح مرتين عن امتلاك إسرائيل أسلحة نووية، الأولى على لسان وزير الدفاع الأمريكي الجديد، والأخرى على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو أمر له أكثر من مغزى، فقد تكون الولايات المتحدة قد رتبت مع إسرائيل خطة فرض إسرائيل كقوة نووية بحكم الواقع من خلال صفقة تقضي بضم كل من الهند، وباكستان، وإسرائيل إلى النادي النووي، ومن ثم إهدار كل الجهود العربية والإيرانية والدولية الرامية إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، وربما يكون المغزى من إصدار القرار في هذا التوقيت هو ضغط إسرائيل على الدول الكبرى في مجلس الأمن لإصداره لحرمان إيران من امتلاك القدرة على إنتاجه أسلحة نووية، وإلاّ فإنها أي إسرائيل سوف تتولى القيام بهذه المهمة بمعرفتها(24).


القرار على الصعيد العملي والرد الإيراني


يرى جانب من المحللين أن القرار لن يغير شيئًا على الصعيد الدولي، رغم أن له بعض الآثار في المناخ النفسي والسياق القانوني للجهود النووية الإيرانية، فالقرار أفضل من لا شيء، إذ هو يعني الكثير في ذاته، لكنه يمكن أن يكون تمهيدًا لخطوات لاحقة، خصوصًا وأنه رفع مستوى البرنامج الإيراني إلى مستوى الأزمة الدولية، بمعنى أنه أحاط البرنامج بمناخ نفسي يبعده عن كونه مشروعًا مدنيًا تقوم به دولة ما. ومما يعزز من هذا الأثر النفسي، صدوره استنادًا إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مما يعني تحويل النص إلى قانون ملزم دوليًا، أما الجانب المتعلق بالعقوبات فلقد جاء ضعيفًا في محتواه، إذ إن هناك خطرًا على تصدير المواد الثنائية الاستخدام، إلاّ أن القرار ترك لكل دولة حق الحكم بنفسها على المواد التي ستصدر إلى إيران، وتقوم بإخطار مجلس الأمن بالمواد ذات الاستخدام المزدوج التي تصدرها بالفعل من دون الالتزام بقائمة محددة لهذه المواد، أو استشارة هيئة تتبع الأمم المتحدة قبل التصدير. أما استهداف الأشخاص ال (12)، والمؤسسات ال (10) فإن المستهدف هو مفاعل (آراك) للماء الثقيل، ومعمل التخصيب في (ناتانز)، وعدد من الأماكن التي وزعت بها أجهزة الطرد المركزي، فالحظر يشمل ثلاثة مواقع محددة، ويشمل: المواد ذات الصلة بالتخصيب، وإعادة التشغيل، والاستخدام أو الأنشطة ذات الصلة بالماء الثقيل، وقد استثنى النص بصورة مباشرة أنشطة وتجهيزات الماء الخفيف، أو استخدام اليورانيوم المنخفض التخصيب في دورات وقود مجهزة بالفعل، أي مستوردة بأكملها، وهو ما يخص مفاعل (بوشهر) الذي يبنيه الروس، فهذا النص أدرج بناء على إصرارهم، كما أن الممنوعات الواردة في الشق الأول من المواد المحظور تصديرها وردت جميعًا في نصوص أخرى، مثل : اتفاقيات حظر الانتشار، وفي لائحة مجموعة التجهيزات النووية، بل في اتفاقية حظر الانتشار ذاتها، لذلك فإن القرار لم يضف شيئًا لم يكن موجودًا أصلاً في القانون الدولي، ومن ثم فهو قرار اعتمد على ما يمكن التوصّل إليه في ظل معارضة روسيا والصين، وليس على ما يمكن أن يؤثر(25).
ورغم أن العقوبات جاءت جزئية ومخففة، نتيجة إصرار روسيا على ألاّ تطال إجراءات مهمة أخرى مثل منع سفر المسؤولين الإيرانيين العاملين في مجال البرامج النووية، أو فرض حظر على صادرات النفط الإيراني، ومفاعل (بوشهر)، إضافة إلى أن النص القوي داخل المجلس ترك الباب مواربًا ولم يقطع الطريق تمامًا أمام الجهود المبذولة لتسوية هذه الأزمة دبلوماسيًا، إلاّ أن رد الفعل الإيراني اتسم بالتشدد، حيث رفضت إيران القرار واعتبرته "غير شرعي وخارج سلطة مجلس الأمن"(26)، فيما دعا الرئيس الإيراني دول الغرب إلى التعايش مع إيران كدولة نووية(27)، كما أعلنت إيران عن بدء تشغيل ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم(28)، والإسراع بعملية التخصيب، وصوّت مجلس الشعب الإيراني على قرار يلزم الحكومة بإعادة النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية(29)، وفي الوقت الذي أكّدت فيه الخارجية الإيرانية على لسان متحدثها أن الوكالة لا ينبغي أن تنتظر من إيران الإبقاء على مستوى التعاون نفسه معها بعد فرض العقوبات عليها(30). وهكذا، أعلنت إيران رفضها لوقف أنشطة التخصيب، لكنها لم تطرد المفتشين الدوليين، ولم تنسحب من اتفاقية حظر الانتشار النووي، ولم توقف تصدير النفط، فقد رأت أن القرار لا يعني الكثير في حد ذاته.
ومع ذلك، فمن الطبيعي أن تعمل القيادة الإيرانية على استحداث أساليب دبلوماسية جديدة لمواجهة المرحلة القادمة، بحيث لا يصدر قرار يوسّع نطا ق العقوبات، فربما تكون الولايات المتحدة وروسيا قد اتفقتا على استبعاد جهات وهيئات عسكرية إيرانية في هذه المرحلة، وتركها للقرار التالي، وهذا التوجه الإيراني هو ما يمكن استنتاجه من تصريحات المسؤولين الإيرانيين، فقد أكّد رئيس البرلمان الإيراني على أن أي تحرك متسرع في الرد

على القرار لن يكون في صالح إيران، كما شدّد نائب وزير الخارجية الإيراني بأن بلاده لا تنوي الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي(31)، كما أنه لا يمكن لإيران استخدام ورقة النفط، نظرًا لما يمكن أن يسفر عنه استخدام هذه الورقة من احتمالات سلبية على الاقتصاد الإيراني من ناحية، وعلى حجم التأييد الذي تحظى به لدى دول العالم النامي التي سوف تتأثر بزيادة أسعار النفط حال حظر تصديره من ناحية أخرى.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 17-04-09, 07:23 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
العميد الطيار
•¦ جندي ¦•

إحصائية العضو





العميد الطيار غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مرحلة جديدة من المواجهة


تبدو الخيارات الإيرانية صعبة في ظل مشاركة روسيا والصين في التصويت على القرار، ومحاولة استهداف الداخل الإيراني من خلال إشعال صراعات داخلية حول سياسة الحكومة، فإيران لا تستطيع الاستجابة لقرار مجلس الأمن، فالملف النووي الإيراني يمثّل إحدى أهم الأولويات في السياسة الخارجية الإيرانية، ويتقدم على كافة المصالح الوطنية، وفي الوقت نفسه لن تتهور القيادة الإيرانية باتخاذ قرار يفضي إلى الانسحاب من عضوية الوكالة، أو من معاهدة الحد من الانتشار النووي، فإيران في معركة من أجل كسب الوقت، لذلك فسوف تسعى للابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤدي إلى رفع حدة التوتر بينها وبين الدول الغربية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها سوف تسعى إلى إرسال إشارات جيدة حول دورها الفاعل في الملفات الإقليمية من فلسطين، مرورًا بإيران، وصولاً للعراق، وفي الوقت نفسه استمرارها في الاعتماد على القدرات الذاتية من دون التأثر كثيرًا بقرار المقاطعة، خصوصًا وأن الولايات المتحدة سبق وطبّقت عقوبات اقتصادية على إيران منذ عام 1979م، في محاولة منها أن تتخلى إيران عن سياستها، وأن يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى تغيير النظام، غير أن تلك العقوبات وبكل وضوح لم تنجح، بل إنه في الوقت الذي انشغلت فيه واشنطن بإحكام الخناق على إيران، أصبح الإيرانيون أكثر تأييداً لزعمائهم، وأكثر قدرة على الاعتماد على الذات.
فمن الواضح أن إيران اختارت خيار المضي في برنامجها النووي، وبالتالي لن تلتزم بالقرارالدولي، وكان هذا واضحًا وفقًا لما أعلنته إيران بعد صدور القرارمباشرة، ومن ثم فإن التقرير الذي سيرفعه مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع نهاية الأجل المضروب سيأتي معبرًا عن عدم رضاه بالتزام إيران ببنود القرار، وبالتالي على مجلس الأمن أن يجتمع للنظر في وضع إجراءات جديدة للتعامل مع هذه القضية. ونظرًا لأن القرار (1737) قد صدر وفقًا للمادة (41) من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، فإن نوعية العقوبات التي ستفرض من جديد على إيران في حالة عدم التزامها بالقرار، ستكون ذات طابع غير عسكري، حيث إن هذه المادة لا تتحدث عن الاستخدام العسكري لفرض عقوبات من مجلس الأمن، وإنما تتحدث عن إجراءات مندرجة في نطاق العقوبات دون استخدام عسكري، ولكن هذا لا يعني أن مجلس الأمن لا يستطيع أن يلجأ إلى استخدام القوة العسكرية لتنفيذ قراره، فقد حددت المادة (42) من الفصل السابع للميثاق بأنه: إذ قرر مجلس الأمن اعتبار أن الإجراءات التي جاءت بها المادة (41) ستكون غير كافية، أو أنها أثبتت عدم كفايتها، عندها يمكن أن يقوم مجلس الأمن بالقيام بتحرك عسكري جوي بحري، أو باستخدام القوة البرية إذا ما اعتبر ذلك ضروريًا من أجل المحافظة أو إعادة تحقيق السلم والأمن الدوليين، فالخياران الاقتصادي والعسكري مطروحان أمام المجلس، للنظر فيهما في حالة عدم التزام إيران بتنفيذ القرار (1737)، وإن كان القرار العسكري بعيد المنال، إلاّ أنه موجود ولا يمكن تجاهله، وبذلك فإن قضية الملف النووي الإيراني أصبحت في مرحلة جديدة من مراحل المواجهة


الهوامش:


1. سمير زكي البسيوني، كيف تدير إيران علاقاتها مع القوى الكبرى؟ مجلة السياسة الدولية، العدد (165)، يوليو 2006م، ص 112.
2. لمزيد من التفاصيل عن هذه المتغيرات، انظر: محمد السعيد إدريس، المستحيل في الأزمة النووية الأمريكية الإيرانية، صحيفة الأهرام، العدد (43675)، 5-7-2006م.
3. تفاصيل بنود العرض الأوروبي (حزمة الحوافز)، صحيفة الحياة، العدد (15777)، 15-6-2006م.
4. أبرز نقاط العرض الأوروبي، صحيفة الأهرام، العدد (43630)، 21-5-2006م.
5. مصطفى عبدالعزيز مرسي، "مكاسب إيرانية أمريكية من صفقة الحوافز"، صحيفة الحياة، العدد (15793)، 1-7-2006م.
6. ترحيب إيراني، صحيفة الأهرام، العدد (43657)، 17-6-2006م.
7. محمد السعيد إدريس، "سولانا والصفقة (اللغز) مع إيران"، صحيفة الحياة، العدد (15772)، 10-6-2006م.
8. إيران ترد على العرض الدولي بمبادرة جديدة للتفاوض، صحيفة الأهرام، العدد (43724)، 23-8-2006م.
9. طهران تمارس سياسة الدائرة المغلقة، صحيفة الأهرام، العدد (43724)، 23-8-2006م.
10. الرد الإيراني على المقترحات الغربية، صحيفة الرياض، العدد (13939)، 23-8-2006م.
11. ماذا بعد الرد الإيراني على سسلة الحوافز، وما هي الخيارات المتاحة؟ حسام سويلم، مختارات إيرانية، العدد (75)، أكتوبر 2006م.
12. المرجع السابق.
13. سمير زكي البسيوني، كيف تدير إيران علاقاتها مع الدول الكبرى، مجلة السياسة الدولية، العدد (165)، يوليو 2006م، ص 112.
14. أشرف كشك، التحالفات الإقليمية لإيران تتجاوز الأيديولوجيا، مجلة السياسة الدولية، العدد (165)، يوليو 2006، ص 116.
15. الدبلوماسية والقوة، مجلة نيوزويك العربية، العدد (293)، 24-1-2006م.
16. صحيفة الحياة، العدد (15647)، 5-2-2006م.
17. نص قرار مجلس الأمن لإنذار إيران، صحيفة الحياة، العدد (15824)، 1-8-2006م.
18. المصدر السابق.
19. محمد عباس ناجي، "الملف النووي الإيراني، مرحلة تقريب المسافات"، مجلة السياسة الدولية، العدد (166)، أكتوبر 2006م، ص 176.
20. طهران تختبر صواريخ جديدة مع تفاقم الأزمة النووية، صحيفة الجزيرة، العدد (12249)، 4-4-2006م، رسائل المناورة الإيرانية الأخيرة، صحيفة الأهرام، العدد (43729)، 28-8-2006م، عرض عضلات ساخن استهدف ترويع أمريكا، مجلة الحوادث، 14-4-2006م.
21. صحيفة عكاظ، العدد (14729)، 24-12-2006م.
22. بهاء مصطفى، "بعد زمن العقوبات هل اقترب السيناريو الأسوأ"، http//as.moheet.com.
23. وانظر أيضًا: واشنطن تضغط لفرض عقوبات وطهران تتهمها بتسميم المفاوضات، صحيفة الحياة، العدد (15869)، 15-9-2006م، والصين تنضم لروسيا بالموافقة على فرض عقوبات ضد طهران، صحيفة الأهرام، العدد (43740)، 8، 9-2006م.
24. محمد السعيد إدريس، "إيران وفرض العقوبات، الخيار الكوري هو الحل"، صحيفة الأهرام، العدد (43856)، 2-1-2007م.
25. http//www.al-sharg.com..
26. صحيفة الجزيرة، العدد (12505)، 24-12-2006م.
27. صحيفة الحياة، العدد (15970)، 25-12-2006م.
28. المصدر السابق.
29. البرلمان الإيراني يمنح الحكومة شيكًا على بياض، صحيفة الحياة، العدد (15973)، 28-12-2006م.
30. طهران تلوّح بخفض التعاون مع الأمم المتحدة، صحيفة الحياة، العدد (15969)، 24-12-2006م.
31. الخيارات النووية الإيرانية بعد قرار العقوبات الدولية، صحيفة الرأي، 29-12-2006 www.alray.cc.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 17-04-09, 07:24 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

بارك الله فيك معلومات مهمة

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 17-04-09, 07:26 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

مشكور أخي العميد الطيار على المعلومات المفيدة

 

 


   

رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الألف, المواجهة, النووي, الإيراني, طريق

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع