مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 6 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2404 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قســـــم الحــركات والأحزاب والمليشـــيات العســـــــكرية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال

قســـــم الحــركات والأحزاب والمليشـــيات العســـــــكرية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 04-09-10, 09:22 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال



 

اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال

الدولة: الصومال التاريخ: 1/1/1900

نوع الحركة: جهاد

النشأة
دولة الصومال

شخصيات قيادية
الشيخ شريف شيخ أحمد

المحاور.
ما بين صعود المحاكم الإسلامية إلى الحكم، وزحف الاحتلال الأمريكي الإثيوبي للصومال كان ثمة حلم طالما راود الشعب الصومالي وكان وشيك التحقق، الاستقرار والأمان، ذلك الحلم الذي كان على وشك التحقق بالفعل على يد المحاكم الإسلامية التي جلبت لمحة خاطفة من الأمن، فلأول مرة قضى الصوماليين عيد فطر آمن دون قتل ودمار، لكن سرعان ما اطفأ المحتل الأمريكي وعميلته بالوكالة شمعة الحلم.
المقدمة.
على مدار ستة عشر عاماً متصلة وبعد سقوط نظام "سياد بري" على يد أمراء حرب مدعومين من الخارج، غرقت الصومال في حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف، وأشاعت الرعب والدمار والفوضى في كافة الأنحاء بحيث لم تعد هناك مؤسسات دولة أصلاً، ولم يعرف الصوماليون يوماً واحداً من الاستقرار والإحساس بالأمان، نتيجة الحرب التي قادها "أمراء حرب" فاسدون يسعون لتحقيق مطامعهم الشخصية دون أية اعتبارات.

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 04-09-10, 09:26 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

بزوغ الأمل الصومالي.
ذلك هو المناخ الذي ظهر فيه "اتحاد المحاكم الإسلامية"، ففي عام 1991، عقب سقوط حكومة "سياد بري" بالصومال وانتشار حالة الفوضى، حاول العالم الأزهري الصومالي الشيخ "محمد معلم حسن" إنشاء محكمة شرعية بمنطقة "طورطيجلي" جنوب مقديشو بالتعاون مع شيوخ القبائل للفصل بين المتخاصمين بالاحتكام إلى الشريعة، غير أن الجنرال الراحل محمد فارح عيديد – الذي كان يسيطر على جنوب العاصمة آنذاك – أحبط هذه المحاولة، لأنه اعتبرها محاولة لإضعافه.

وفي بداية عام 1994 جرت ثاني محاولة فردية لتأسيس محكمة شرعية على أسس عشائرية بالشطر الشمالي من العاصمة، وعين الشيخ علي محمود "طيري" رئيساً لها، حيث استطاعت بسط نفوذها على أجزاء واسعة من شمال العاصمة مستعينة بالميليشيات التي كونتها والتي جاء أغلبها من العشائر التي تفتقد للأمن، ونجحت المحاكم بالفعل في فرض النظام بعدما نفذت أحكام رادعة من الرجم إلي القصاص والإعدام.
وفي عام 1996 بدأت المحاكم تظهر بقوة كنظام قضائي نجح في نشر الاستقرار في بعض المناطق.

صنيعة الشعب المسلم.
ويروج الإعلام الغربي لمقولة أن قوات المحاكم الإسلامية هي صنيعة رجال الأعمال والمستثمرين الصوماليين، لكن يبطل هذا الزعم التزام هذه القوات وغالبية الشعب الصومالي بالدين وقناعتهم بالفكرة الإسلامية وضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، ولولا تلك القناعات ما كتب النجاح لهذه القوات في حربها ضد قرابة عشرة فصائل من أمراء الحرب السابقين، ولا رسخت أقدامها في الصومال، وكما ذكرنا فإن المحاكم الإسلامية نشأت نشأة دينية في البداية واستمرت تحارب لبقائها وتوسع نفوذها، وعندما رأي رجال الأعمال والمستثمرين تغلغل نفوذها ونجاحها في تحقيق الاستقرار في المناطق التي سيطرت عليها، وبدون مقابل من "الإتاوات" التي كانوا يدفعونها سابقاً لأمراء الحرب بدءوا يمولون هذه المحاكم سعياً للاستقرار.

عقبات.
في عام 1997 ظهرت المحاكم الإسلامية في مقديشو لأول مرة، وكانت أشبه بوزارتي عدل وداخلية، وذلك بعد فشل مبادرات فردية لإقامة محاكم بمناطق متفرقة في عامي 1991 و1994 ، بحيث كونت هذه المحاكم التي تستند إلى قاعدة الشريعة الإسلامية ميليشيات في كل قبيلة بالعاصمة لتقوم بدور وزارة الداخلية حيث نفذت عمليات مشتركة لإرساء الأمن في محاولة للقضاء على حالة الفوضى التي شهدتها البلاد في غضون الحرب الأهلية، وهو ما أكسبها نفوذاً ومصداقية كبيرة لدى الصوماليين.

بيد أن زعيم الحرب القوي آنذاك "علي مهدي محمد" دخل في صراع مع المحاكم وتمكن من القضاء علي نفوذها المتنامي في كافة الأنحاء الصومالية وحبسها في الإطار المحلي فقط عبر تفكيك أجهزتها القضائية والتنفيذية "القوات العسكرية"، مستعيناً بدعم الحكومة الإثيوبية المعروفة بولائها لواشنطن، ولكن المحاكم ظلت موجودة ضمناً داخل كل قبيلة علي المستوي المحلي لحل الخلافات بين أبنائها، قبل أن تعود وتنتشر تدريجياً مرة أخري.

ومع بداية عام 2004 خرجت المحاكم الإسلامية مرة أخرى للساحة السياسية، حيث بدأت ظهورها في مواقع التردي الأمني في العاصمة "مقديشو" بعد ضعف حكومة "صلاد"، فأنشئت في العاصمة الصومالية وحدها 10 محاكم إسلامية.

وما لبثت المحاكم أن أعلنت توحدها في عام 2005 ليظهر "اتحاد المحاكم الإسلامية" حيث انضمت كل المحاكم إلى ذلك الكيان الجديد، وتم انتخاب الشيخ "شريف شيخ أحمد" – الذي كان يرأس إحدى المحاكم – رئيساً لعموم اتحاد المحاكم، وأصبحت أجهزتها الأمنية والقضائية موحدة في إطار هذا الكيان.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 04-09-10, 09:34 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

وكلاء أمريكا واختطاف الحلم الصومالي.
تصاعدت المخاوف الأمريكية نتيجة صعود المحاكم الإسلامية فلجأت الإدارة الأمريكية إلى التحالف مع عدد من أمراء الحرب الصوماليين وشكلت في 18-2-2006 ما اسمته "التحالف من أجل إعادة السلام ومكافحة الإرهاب" بدعم كامل من وكالة الاستخبارات الأمريكية كان يهدف في البداية لاغتيال بعض قيادات المحاكم، وهو ما أدى لنشوب صراع علني بين أمراء الحرب والمحاكم الإسلامية.

وتمكنت المحاكم الإسلامية من هزيمة أمراء الحرب في وقت قصير لم يتجاوز أربعة أشهر، سيطروا خلالها على العاصمة مقديشو بعد فرار أمراء الحرب واستسلام مليشياتهم مع أسلحتها المختلفة.

بعد فشل تحالفها وهزيمته على يد المحاكم لجأت واشنطن لحليفتها الرئيسية في القرن الإفريقي إثيوبيا، وجرى الترتيب للغزو الإثيوبي بالوكالة عن أمريكا للصومال.

وهكذا احتلت "إثيوبيا" الصومال بدعم أمريكي كامل وتدخل عسكري لاحق، مما دعا المحاكم لاتخاذ خطوة الانسحاب التكتيكي، لتطرح رؤيتها القادمة للصراع من خلال استراتيجية "حرب العصابات" التي أثبتت نجاحاً في نموذج المقاومة العراقية التي أفشلت المشروع الأمريكي في المنطقة، وبالمثل المقاومة في أفغانستان.

الصومال في ظل المحاكم الإسلامية.
كانت نقطة القوة الأبرز للمحاكم هي التأييد الشعبي الجارف لها ولحكمها، الذي جاء نتيجة انطلاقها من مرجعية إسلامية مرحب بها بين فئات الشعب الصومالي المسلم، تلك المرجعية التي كانت سبباً رئيساً كذلك في اجتماع القبائل بكافة نزاعاتها وأطيافها، إضافة إلى تاريخ قيادات المحاكم الناصع الخالي من شبهة الخوض في دماء الشعب أثناء الحرب الأهلية أو التعاون مع الأنظمة الفاسدة التي تعاقبت على حكم الصومال.

احتلت أمريكا وعميلتها إثيوبيا الصومال تحت مزاعم إيواء إرهابيين ينتمون "للقاعدة" ويهددون استقرار القرن الإفريقي وأمن الصومال ذاتها وينحدر بالبلاد إلى هوة مخيفة من الاستبداد والقمع على يد "الإسلاميين المتشددين" كما أسموهم.

تلك المزاعم التي تولى باحثين وصحفيين غربيين الرد عليها وكشف كذبها، بل وقدموا شهادات بحق المحاكم الإسلامية.
الصحفيان "جوناثان لانداي" و"شاشانك بنجالى" في تحليل مطول نشراه في 22 ديسمبر، نقلا عن أحد كبار مسئولي المخابرات الأمريكية – لم يصرح باسمه بالطبع – قوله: "ليس هناك أي دليل يثبت أن للقاعدة أي دور في القتال في الصومال، ولا يوجد أي دليل يثبت أن المحاكم والقاعدة يعملان معاً".

وتكتب "ينكيت" المحررة الدبلوماسية لصحيفة "الإيندبندنت" البريطانية في 8 ديسمبر الماضي تحليلاً مطولاً فندت فيه الادعاءات الأمريكية بعلاقة المحاكم الإسلامية بجماعات إرهابية، وقالت: "المحاكم الإسلامية هي حركة صومالية بحتة، تضم الكثيرين من المعتدلين الذين استغلوا شعبيتهم لإقرار الأمن والنظام".

ولعل من أهم هذه الشهادات شهادة الكاتب والصحفي "مارتن فليتشر" الذي يعمل بصحيفة "تايمز" البريطانية حيث كتب في 29 ديسمبر يقول التالي: "كنت من الصحفيين القلائل الذين زاروا مقديشيو مؤخراً.. والذي أثار دهشتي ولفت نظري بقوة هو الهوة الشاسعة بين رأي أمريكا وما تقوله عن المحاكم الاسلامية، ورأي الشعب الصومالي نفسه، فبالنسبة إلى واشنطن، يعتبر اتحاد المحاكم طالبان أخرى، ومجرد أتباع لتنظيم القاعدة يريدون تحويل الصومال إلى ملجأ للإرهابيين.. ولكن الصوماليين الذين قابلتهم رحبوا بالمحاكم الإسلامية لأنهم قضوا على أمراء الحرب الذين حولوا البلاد إلى أشلاء وجحيم على امتداد أكثر من 15 عاماً من الحرب الأهلية، لأول مرة في عمر جيل بأكمله كان بمقدور الصوماليين أن يسيروا في الشوارع بأمان، والصوماليون الذين سبق وهربوا من العنف كانوا قد بدأوا في العودة من الخارج".

ويضيف الكاتب والصحفي "مارتن فليتشر" أنه سأل مثقفاً صومالياً يدير منظمة للإغاثة الإنسانية عما إذا كان يخشى من التوجه الديني للمحاكم ومن أن يصبحوا بمثابة "بوليس ديني" فقال له: "حتى لو فعلوا هذا، فإنهم سيظلون أفضل بكثير جداً من أمراء الحرب الذين كانوا يقومون بعمليات إبادة منظمة".

وعاد نفس الكاتب ليؤكد شهادته مرة أخرى للرد على الذين رحبوا بالغزو والقضاء على المحاكم، فكتب مقالاً بتاريخ 10 يناير الحالي عنوانه "الإسلاميون كانوا أمل الصومال الوحيد".

الصومال مستنقع الفشل الأمريكي.
تشهد الصومال – في تلك الأيام – فصلاً جديداً من فصول الاستعمار الغربي وما يمكن أن نسميه الاستعمار بالوكالة... فالعميلة الإثيوبية التي اجتاحت الصومال المسلمة بدعم كامل من الولايات المتحدة، اختطفت مجدداً حلم الاستقرار والأمن الذي حلم به الصوماليين كثيراً، وكان أوشك أن يتحقق.

الأهمية الاستراتيجية للصومال:
الصومال دولة مسلمة تقع شرق قارة إفريقيا وتحديداً في منطقة القرن الإفريقي، يحدها خليج عدن والمحيط الهندي شرقاً، وإثيوبيا غرباً، وجيبوتي من الشمال الغربي، وكينيا من الجنوب الغربي.

ترجع أهمية الصومال إلى أسباب عدة جعلت منها مطمعاً للغرب وحلفائه من جيرانها، فالصومال تملك موقعاً استراتيجياً وجغرافياً هاماً، فهي تشرف على مساحة واسعة من المحيط الهندي، وترتبط بطرق التجارة الدولية من مضيق باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن، كما أن لها ذات الأهمية بالنسبة لقناة السويس ومن ثم إنتاج ونقل وتجارة النفط العربي.

تلك على الأقل مطامع الغرب الظاهرة في الصومال، وهي مطامع مشتركة لها في كل دول إفريقيا، لكن يبقى تفرد الصومال أن شعبها هو الشعب الأفريقي الوحيد الموحد إثنياً وعرقياً ودينياً، حيث كل الصوماليين من المسلمين السنة، ومذهبهم شافعي وكانت الصومال من بواكير المناطق التي وصلها المد الإسلامي، وظلت تحت الحكم الإسلامي قروناً طويلة.

من هنا جاءت خشية الغرب وأعوانه من المد الإسلامي الصومالي الذي بدأت نهوضه من جديد بقدوم المحاكم الإسلامية إلى الحكم في الصومال، والخوف من تصدير التجربة إلى باقي دول القارة الإفريقية الغنية بالثروات، والتي بدأت تعلن ضجرها من عصر الاستعمار الذي طال.

الصومال فصل من التاريخ الاستعماري لإفريقيا:
دولة الصومال تمثل أحد فصول التاريخ الاستعماري الغربي الطويل للقرن الإفريقي.

يعود التاريخ الاستعماري لمنطقة القرن الأفريقي إلى القرن التاسع عشر حينما بدأ الفرنسيون والإيطاليون محاولاتهم للسيطرة على أجزاء من هذه المنطقة المهمة من القارة الأقريقية فأسست بريطانيا محمية لها هناك عام 1887م.

وفي العام التالي وقعت اتفاقية مع فرنسا تم بموجبها تحديد المناطق التابعة لهما.

ولم تتخلف إيطاليا عن الركب فاتخذت لنفسها محمية صغيرة عام 1889 ثم ضمت إليها في عام 1925 منطقة جبل لاند من كينيا ولم تتوقف عند هذا الحد بل وسعت سيطرتها عام 1936 لتشمل المناطق الصومالية المتاخمة لإثيوبيا المعروفة بأوغادين.

وبعد هزيمة الإيطاليين في الحرب العالمية الثانية تم ضم كل هذه المناطق إلى بريطانيا وسميت الصومال ومنحت حكما ذاتيا عام 1956م ثم نالت استقلالها عام 1960 وقدرت مساحتها آنذاك بـ350 ألف كم2.

لكن قبلها وفي العام 1954 كان الاحتلال البريطاني قد سلم إقليم "أوغادين" الصومالي إلى إثيوبيا الدولة الحدودية مع الصومال وكان ذلك على غير رغبة أهل الإقليم مما أدى لنشوب صراعات متواصلة.

أمريكا في الصومال فشل متوالي!
لم يرفع المنظار الاستعماري الأمريكي والغربي عامة عن الصومال، لكن بدأ تدخل الولايات المتحدة في الصومال بشكل مباشر منذ عام 1992 من خلال ما يسمى بعملية "إعادة الأمل" التي أطلقتها في ديسمبر 1992 بزعم مساعدة ضحايا المجاعة وإعادة السلام في الصومال، غير أنها سرعان ما انسحبت لما لاقته من مقاومة شرسة من الصوماليين.

وفي مايو 1993 شارك الجنود الأميركيين - إلى جانب جنسيات أخرى – في مهمة تولت الأمم المتحدة قيادتها أطلق عليها "عملية الأمم المتحدة في الصومال unosom إلا أن المهمة لم تكن سوى غطاءاً لقوات الاحتلال الأمريكية في عميلة اختراق جديدة للأراضي الصومالية، غير أن العملية – كسابقتها الأميركية – منيت بفشل ذريع حيث قتل 151 جنديا أممياً، بينما قتل 30 جندياً من الجنود الأميركيين في جنوب "مقديشيو"، ثم جاءت الهزيمة الأكبر للقوات الأمريكية المحتلة في الصومال، ففي الثالث من أكتوبر من نفس العام قامت قوات الجنرال "عيديد" بإسقاط مروحيتان أميركيتان وقتل 18 جندياً أمريكياً وإصابة 84 جندياً آخرين، بل وسحلت جثث بعضهم في شوارع "مقديشو" وتناقلت وسائل الإعلام تلك المشاهد التي كانت السبب الرئيس في إعلان الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" سحب قواته ومغادرة آخر جندي أميركي الصومال في نهاية مارس 1994.

ومن ثم فقد اختارت واشنطن على مدى عقد من الزمان أن تنأى بنفسها عن مستنقعات الصومال التي تكررت هزائمها فيها.


نشأة المحاكم بداية طريق الاستقرار:
في عام 1991، عقب سقوط حكومة سياد بري بالصومال وانتشار حالة من الفوضى، حاول العالم الأزهري الصومالي الشيخ محمد معلم حسن إنشاء محكمة شرعية بمنطقة "طورطيجلي" جنوب مقديشو بالتعاون مع شيوخ القبائل للفصل بين المتخاصمين بالاحتكام إلى الشريعة، غير أن الجنرال الراحل محمد فارح عيديد - الذي كان يسيطر على جنوب العاصمة آنذاك، وخلفه ابنه حسين عيديد وزير الداخلية بالحكومة الفيدرالية الحالية- أحبط هذه المحاولة، لأنه اعتبرها محاولة لإضعافه.

وفي بداية عام 1994 جرت ثاني محاولة فردية لتأسيس محكمة شرعية على أسس عشائرية بالشطر الشمالي من العاصمة، وعين الشيخ علي محمود طيري رئيسا لها، حيث استطاعت بسط نفوذها على أجزاء واسعة من شمال العاصمة مستعينة بالميليشيات التي كونتها والتي جاء أغلبها من العشائر التي تفتقد للأمن، ونجحت المحاكم بالفعل في فرض النظام بعدما نفذت أحكام رادعة من الرجم إلي القصاص والإعدام.

وفي عام 1996 بدأت المحاكم تظهر بقوة كنظام قضائي استحدثه رجال الأعمال في العاصمة وبتمويل منهم، بالتنسيق مع رؤساء العشائر علي خلفية مطلب تأمين مصالحهم الاقتصادية وتوفير السلع والخدمات للشعب الصومالي من جانب، والسعي نحو فرض الأمن والنظام من جانب آخر ، وفي عام 1997 ظهرت المحاكم الإسلامية في مقديشو لأول مرة، وكانت أشبه بوزارتي عدل وداخلية، وذلك بعد فشل مبادرات فردية لإقامة محاكم بمناطق متفرقة في عامي 1991 و1994 ، بحيث كونت هذه المحاكم التي تستند إلى قاعدة الشريعة الإسلامية ميليشيات في كل قبيلة بالعاصمة لتقوم بدور وزارة الداخلية حيث نفذت عمليات مشتركة لإرساء الأمن في محاولة للقضاء على حالة الفوضى التي كان يشعلها أمراء الحرب باستمرار لأسباب تتعلق بأطماعهم الشخصية، وهو ما أكسبها نفوذا ومصداقية كبيرة لدى الصوماليين.
ورغم مواجهتها الكثير من العقبات التي أدت لانحسار نفوذها عن طريق تفكيك أجهزتها القضائية والتنفيذية من قِبل زعيم الحرب القوي آنذاك "علي مهدي محمد" بدعم إثيوبي، وحصر دورها في حل المشكلات بين أبناء القبائل المختلفة، إلا أنها سرعان ما عادت للصعود نتيجة تصاعد أعمال العنف والفوضى عام 2001 ، فعادت قوات المحاكم لتلعب دورا عسكريا لفرض النظام ، ونجحت في تنفيذ عمليات مشتركة شاركت فيها الميليشيات التابعة لها في كل قبيلة بالعاصمة، حتى وصل نفوذها إلى جنوب مقديشو.

ومع استمرار الصراع بين أمراء الحرب وعدم اعترافهم بحكومة الرئيس صلاد حسن الانتقالية التي تمخضت عن قمة جيبوتي وتفشي الفوضى عقب سقوط هذه الحكومة مرة أخري ، تم في عام 2005 تأسيس "المجلس الأعلى لاتحاد المحاكم الإسلامية" بمقديشو، وانتخب الزعيم الشاب الشيخ شريف شيخ أحمد رئيسا له ، بحيث أصبحت العاصمة مقديشو تضم ما لا يقل عن 11 محكمة شرعية تنتمي إلى تحالف معروف باسم المجلس الأعلى للمحاكم الشرعية بالصومال.

وهكذا نجحت المحاكم بإرادة صلبة منطلقة من مبادئ الشريعة الإسلامية من القضاء على الفوضى والاضطراب، والحد من بطش أمراء الحرب الفاسدين، وفرض جو من الأمن والاستقرار تنفس معه الصوماليين الصعداء لأول مرة منذ قرابة 15 عاماً.

الاحتلال الأمريكي – الإثيوبي.. اختطاف الحلم الصومالي:
ومع بداية عام 2006 وباتباع تكتيك جديد في محاربة قوات المحاكم الإسلامية التي أرست الاستقرار في البلاد، سعت "واشنطن" لتقديم كافة أشكال الدعم لتحالف من أمراء الحرب في الصومال الذي أنشئته في 18-2-2006 بعضوية أعضاء حرب فاسدين يكرههم الشعب الصومالي لتاريخهم القذر وكان للمحاكم دور بارز في دحرهم وكف أيديهم عن البلاد، وكان الغرض من التحالف مواجهة صعود المحاكم الإسلامية، التي أحكمت سيطرتها بالفعل على العاصمة مقديشو في يونيو 2006 مما أدى إلى تغيير في التكتيك الأمريكي في الصومال فتحولت من دعم أمراء الحرب – المتقاتلين فيما بينهم – بعد فشلهم، إلى تقديم دعماً استخباراتياً – تحول إلى دعم عسكري مباشر فيما بعد – للقوات الإثيوبية التي اجتاحت الصومال مع قوات الحكومة الانتقالية الموالية لأمريكا واحتلت العاصمة مقديشو، توازياً مع انسحاب "تكتيكي" أعلنت عنه قوات المحاكم الإسلامية التي قررت تغيير استراتيجيتها القتالية إلى "حرب عصابات" طويلة الأمد تهدف إلى سحب تحالف المحتلين إلى المستنقع الصومالي، مستلهمة تجارب حركات المقاومة الإسلامية الناجحة في العراق وقبلها أفغانستان والشيشان.

وفي الثامن من يناير 2007 جاء التدخل الثاني الصريح والمباشر لقوات الاحتلال الأمريكية في النزاع حيث قامت بقصف جوي لما زعمت أنه قواعد لقوات المحاكم الإسلامية، وأسفر القصف الجوي عن سقوط كثير من المدنيين القتلى.
ويقول المحللون أن الغارات الأميركية الأخيرة أكدت أن أميركا كانت توفر الغطاء الجوي للعدوان الاثيوبي على الصومال، وهو العامل الأهم الذي مكن الجيش الاثيوبي من احتلال الأراضي الصومالية خلال الفترة الماضية.

ويضيف المحللون أن هذه الغارات تفسر مبادرة قوات المحاكم الى الانحياز نحو الأحراش الجنوبية وهي الخطوة التي أفشلت المصيدة التي أعدتها لها أميركا وإثيوبيا والتي كانت تستهدف محاصرة قوات المحاكم عن طريق ضغط بري إثيوبي يعززه غطاء جوي وبحري أميركي.
الخلاصة.
سيناريوهات المستقبل:
في قراءة لاستراتيجية المحاكم الإسلامية في المرحلة المقبلة من الصراع ضد قوات الاحتلال الأمريكية والإثيوبية يؤكد المحللون العسكريون اتخاذ قوات المحاكم عدة خطوات استراتيجية كان أهمها قيام مجاهدي المحاكم – الذين فضلوا الخروج من المدن الكبرى بأقل الخسائر – بإعادة تنظيم الصفوف استعداداً لبدء مرحلة جديدة في الصراع مستخدمة أسلوب "حرب العصابات" يبدأ من أطراف المدن ليطال العاصمة "مقديشيو" نفسها.

وفي قراءة أكثر دقة لاحتمالات الوجود الإثيوبي وتفوقه على الأراضي الصومالية، يعدد الخبراء نقاط ضعف قوات الاحتلال الإثيوبية، حيث هي بداية تقاتل على أرض غير أرضها، بالإضافة للكراهية التقليدية من قِبل الشعب الصومالي العائد لأسباب عقائدية وتاريخية.

إضافة إلى دور الاستراتيجية التي اتبعتها قوات المحاكم وهي "حرب العصابات" والتي وصفها أغلب المحللين "بالخطوة الصائبة" حيث تركز على إرهاق قوات الاحتلال الإثيوبية عن طريق نشر الحرب على نطاق واسع وفي نقاط متفرقة مشتتة تستنزف قوة الاحتلال الإثيوبي.

على جانب آخر يأتي ضعف الحكومة الانتقالية ذاتها، نتيجة انحسار شعبيتها بسبب رئيسي هو استعانتها بالقوات الإثيوبية العدو التقليدي للصومال من جهة، وتفككها الداخلي وانقسامها على نفسها من جهة أخرى، وبهذا تتحول الحكومة ورجالها إلى عبء جديد يضاف إلى كاهل القوات الإثيوبية ويزيد من إرباكها.

كذلك يُشار إلى دور إريتري محتمل، فإريتريا التي تخوض صراعاً قديماً وطويلاً مع إثيوبيا لن ترضى عن نصر إثيوبي منفرد في الصومال، وقد تسعى للتدخل – حفاظاً على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة – لإضعاف وجود القوات الإثيوبية بشكل غير مباشر في الغالب.

لكن يبقى الدور الأكبر منوط بالشعب الصومالي المسلم، الذي يستمد روح الجهاد وحب الاستشهاد في سبيل الله في حربه ضد الاحتلال وارتباطه العقدي – في أصله – بالمحاكم الإسلامية.

أمريكا إذن ووكيلتها إثيوبا قد انزلقتا إلى المستنقع الصومالي، حيث لم تتعظا فيما يبدو بتجاربهما السابقة، وهما في انتظار فشل قريب وحتمى لا شك.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع