مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2424 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 68 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الدراســات والبـحوث والقانون > قســـــم الكـتب العســــكريــة والسياســــــــية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


اثر التطور التكنولوجي على الإرهاب

قســـــم الكـتب العســــكريــة والسياســــــــية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 18-07-09, 08:14 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي اثر التطور التكنولوجي على الإرهاب



 

أثر التطور التكنولوجي على الإرهاب

تأليف : زكريا حسن أبو دامس
عرض: يوسف كامل خطاب

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



تقديم

تستقطب ظاهرة الإرهاب اهتمام الشعوب والحكومات في كل دول العالم، نظراً لما لها من آثار وخيمة على أمن المواطنين واستقرارهم، وعلى الإمكانات الاقتصادية والهيبة السياسية للدولة في محيطيها الإقليمي والدولي؛ وتتجلى مظاهر هذا الاهتمام فيما تعدّه الجهات الرسمية بالدولة من خطط استراتيجية وتكتيكية لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه، كما تتجلى في اهتمام المراكز العلمية والمنابر الإعلامية بتناول تلك الظاهرة عبر البحوث والدراسات، والبرامج واللقاءات لتجلية أبعادها وآثارها وتبيان ما يستخدم فيها من وسائل وأساليب وأدوات، وما يستحدثه الإرهابيون في هذا الشأن، مستغلين ما تفرزه التقنية الحديثة (التكنولوجيا) من أفكار وآليات في مختلف المجالات، وبخاصة في مجالي: الاتصالات والمواصلات، والأسلحة والمتفجرات.


والكتاب الذي بين أيدينا هو إحدى الدراسات العلمية التي تناولت ظاهرة الإرهاب، لتبرز أثر التطور التكنولوجي عليها، إذ هو في الأصل رسالة علمية لنيل درجة الماجستير من قسم العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، وهو بعنوان: (أثر التطور التكنولوجي على الإرهاب) من تأليف: زكريا حسن أبو دامس.

عرض الكتاب

صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى عام 1426ه-2005م عن دار (عالم الكتب الحديث) ودار (جدار للكتاب العالمي) للنشر والتوزيع بالأردن، في (140) صفحة من القطع المتوسط.
ابتدر المؤلف كتابه بمقدمة أوضح فيها أن ظاهرة الإرهاب أصبحت الشغل الشاغل للعالم، لما تسببه من قلق متزايد للشعوب والحكومات، ومن زيادة في الإنفاق، وتوتر في العلاقات السياسية؛ وأن التكنولوجيا أصبحت من الوسائل الداعمة للعمل الإرهابي، المساهمة في زيادة ديناميته وسهولة انتشاره وتعاظم أثره؛ ورغم ذلك فإن المؤلفات التي

تناولت العلاقة بين التكنولوجيا والإرهاب لم تزل قليلة، وهذا ما حدا بالمؤلف لدراسة هذا الموضوع وإلقاء الضوء على أبعاده وجوانبه.


وكما هو متبع في الرسائل العلمية، فقد أعقب المؤلف المقدمة ببعض الإجراءات المنهجية، كتحديد مشكلة البحث، ووضع الفروض العلمية لها، وعرض الدراسات السابقة، وأبعاد الدراسة ومحدداتها الزمانية والمكانية، وأهدافها، ومنهاجها.
وقد قسّم المؤلف كتابه إلى أربعة فصول رئيسة، اشتمل كل فصل منها على عدة مباحث، عالج في كل مبحث منها مسألة من المسائل المتعلقة بموضوع الكتاب، وذلك على النحو التالي:


الفصل الأول: (تعريف الإرهاب)

خصص المؤلف (المبحث الأول) من هذا الفصل لتعريف الإرهاب (لغوياً) كما جاء في معاجم اللغة العربية التي أكّدت على اعتماد التخويف وبث الرعب كأسلوب للعمل الإرهابي وكما ورد في بعض اللغات الأخرى (كالإنجليزية والفرنسية) التي أشارت معاجمها الحديثة حيث لم يرد هذا اللفظ في معاجمها القديمة إلى الربط بين المعنى اللغوي للإرهاب وبين استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية.

في (المبحث الثاني) تعرّض المؤلف إلى المعنى الاصطلاحي للإرهاب، فأشار إلى أن المتخصصين لم يتفقوا على تعريف محدد وقاطع له، لما يتميز به من تطور ودينامية، ولأنه يتغير ويتلون باختلاف الزمان والمكان، ولأن مفهوم الإرهاب يتداخل ويتشابه مع بعض المفاهيم الأخرى. وقد استدل في هذا الصدد بما واجهته (اللجنة الفرعية المنبثقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة) الخاصة بتعريف (الإرهاب الدولي) من صعوبات في الاتفاق على تعريف محدد يقبله جميع الدول الأعضاء، لحرص بعض الوفود على أن يميّز التعريف المقترح بين (إرهاب الدولة) و (إرهاب الأفراد)، وأن يُستثنى من التعريف (نضال حركات التحرر الوطني)، باعتباره عملاً مشروعاً وفق ميثاق الأمم المتحدة ؛ فيما حرصت وفود أخرى (أمريكا، وفرنسا، وفنزويلا) على أن يختص التعريف بإرهاب الأفراد، لا إرهاب الدولة، وألاّ يستثنى نضال حركات التحرر الوطني الذي يستخدم العنف من التعريف، بل يجب اعتباره عملاً إرهابياً!

وقد استعرض المؤلف في هذا المبحث تعريف الإرهاب كما ورد في الموسوعات والقواميس الخاصة بالسياسة والعلاقات الدولية العربية منها وغير العربية وكلها تؤكد على أن الإرهاب هو: استخدام للعنف بصور متعددة للتخويف ونشر الرعب والفزع ، من أجل تحقيق أهداف سياسية للأفراد أو الجماعات أو الدول التي تمارسه.

كما استعرض جهود الأمم المتحدة لتحديد مفهوم (الإرهاب الدولي) وأسباب انتشاره وتدابير مكافحته ومنعه؛ مشيراً إلى أن فشل الأمم المتحدة في وضع تعريف محدد للإرهاب كما ذكرنا آنفاً لم يمنعها من إدانته بجميع أشكاله، ومن تسجيل تلك الإدانة في بعض المواثيق والمعاهدات الدولية (معاهدة جنيف 1977م و 1949م)، كما أنها أشرفت على العديد من الاتفاقات والمؤتمرات الدولية التي تتعلق بالجرائم المرتبطة بالإرهاب، حيث أودع لدى أمانتها (11) اتفاقية حتى عقد التسعينيات من القرن الماضي؛ وقد أورد المؤلف في كتابه مضامين بعض تلك الاتفاقيات.

بعد ذلك أورد المؤلف عدداً من التعاريف التي وضعها بعض المتخصصين ورجال القانون للإرهاب، ملخصاً ما تضمنته من عناصر رئيسة. وقد أسهم المؤلف في هذا السياق بوضع تعريف للإرهاب ينص على أنه: "أسلوب مدروس ومخطط له، يستخدم العنف والتهديد به، ليعرّض بشكل واسع الأرواح والحريات للخطر الشديد بنيّة نشر الرعب والفزع العام، يتبعه إما أفراد أو جماعات أو دول ، للسيطرة والضغط على جهات معينة (أفراد، جماعات، دول) لتحقيق أهداف محددة سياسية أو اجتماعية غير مشروعة؛ ويكتسب الصفة السياسية إذا مسّ بشكل مباشر أو غير مباشر كياناً سياسياً أو العلاقات السياسية الدولية".

وقد اختتم المؤلف هذا المبحث ببيان مفهوم الإرهاب في الشريعة الإسلامية، فأشار إلى أن القرآن الكريم قد استخدم لفظ الإرهاب بمعنى الخشية والرهبة والخشوع، كما استخدمه بمعنى (الرادع العسكري) للأعداء بإفزاعهم وتخويفهم وإلقاء الرعب في قلوبهم، ولكن دون الاعتداء على الآخرين، وذلك في قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَاسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"؛ أما الإرهاب المبني على التخويف والإرهاب الجمعي والخروج عن طاعة الحاكم، فهو محرّم شرعاً ، لما يتضمنه من بغي وطغيان وظلم وعدوان وخيانة وغدر وقتل وسرقة. وقد صوّر القرآن الكريم الإرهابي تصويرًا دقيقًا في قوله تعالى: "وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الفَسَادَ".

أما (المبحث الثالث) فقد تتبع فيه المؤلف (علاقة مفهوم الإرهاب بالمفاهيم الأخرى)، موضحًا ما بينه وبين تلك المفاهيم من تقارب في الأساليب والأهداف والوسائل وما بينهما من فروق، فتعرّض في هذا الصدد لبيان: الفرق بين الإرهاب والعنف السياسي؛ والفرق بين الإرهاب والجريمة العادية؛ والفرق بين الإرهاب والجريمة المنظّمة؛ والفرق بين الإرهاب والجرائم السياسية؛ والفرق بين الإرهاب وحرب العصابات؛ والفرق بين الإرهاب والتطرّف؛ والفرق بين الإرهاب كجريمة دولية والجرائم الدولية الأخرى.
وفي (المبحث الرابع) ناقش المؤلف مسألة (الإرهاب والمقاومة الشعبية المسلحة من أجل تقرير المصير)، فتناول أولاً (إرهاب الدولة) مشيراً إلى الجدل الدائر حول وجوده أو عدم وجوده، وهل هو عدوان أم إرهاب، سواء مارسته الدولة بنفسها أو بواسطة جماعات تعمل باسمها في الداخل والخارج؛ وذكر المؤلف أن الغالبية من رجال القانون تؤكّد وجود إرهاب الدولة، إلاّ أنها قد اختلفت في تعريفه

وتحديد صوره؛ وأورد بعض التعاريف والصور التي تظهر إرهاب الدولة، مشيرًا إلى أنها تستخدم الوسائل التكنولوجية الحديثة في إرهابها، وذلك في عمليات: التجسس والتنصت على المكالمات ووسائل الاتصال؛ والتصوير الجوي الدقيق؛ والتفجير عن بعد بواسطة الصوت (تفجير الهواتف المحمولة)؛ والصواريخ الموجهة من الجو للاغتيالات؛ واستخدام الحزم الضوئية والموجات الصوتية والمواد القاتلة الغامضة في الأذن والأنف ... إلي غير ذلك من العمليات التي تتم عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة.

وأعقب المؤلف حديثه عن (إرهاب الدولة) بالحديث عن (المقاومة الشعبية المسلحة من أجل تقرير المصير)، مؤكدًا أنها لا تعدّ إرهابًا لأنها تتم بدوافع وطنية محضة، ومن ثم فهي حق مشروع للشعوب المستعمرة ضد عدو أجنبي محتل فرض وجوده بالقوة العسكرية على أرض الوطن واستقلاله وسيادته، وتعدّى على حقه في تقرير مصيره؛ ولذلك أقرّت الأمم المتحدة هذا الحق، ودافعت عن حركات التحرر، وأكّدت حق جميع الشعوب الخاضعة لأنظمة استعمارية أو عنصرية في الكفاح من أجل التحرر والاستقلال.
وقد أوضح المؤلف مظاهر الاختلاف بين المقاومة الشعبية والإرهاب، واستنكر تشدُّد الولايات المتحدة والدول الغربية تجاه المقاومات الشعبية المسلحة واعتبار ما تقوم به ضد المستعمر إرهابًا، موضحًا أنه تشدد يتناقض مع قرارات الأمم المتحدة، ومع التراث الفكري الغربي ذاته الذي أسس لمقاومة الطغيان ورفع شعارت: الحرية، والعدالة، والمساواة، فضلاً عن تعارضه مع الشريعة الإسلامية التي أقرّت حق المقاومة ودفع الاعتداء.

في (المبحث الخامس) والأخير من هذا الفصل استعرض المؤلف (آثار الإرهاب ومخاطره على المجتمعات والدول)، نظرًا لما يترتب عليه من: إزهاق للأرواح البريئة، وإضرار بالممتلكات والمنشآت العامة والخاصة، وتعطيل الأنشطة الاقتصادية للدولة كالسياحة والاستثمار وتوتير العلاقات السياسية بين الدول، وانعدام الأمن وانتشار الخوف، وزعزعة الثقة بين الشعوب وحكوماتها، وزيادة الإنفاق للحد من مخاطره، وعلاج ما يسببه من خسائر مادية وبشرية.
الفصل الثاني: (التكنولوجيا)

اشتمل هذا الفصل على مبحثين: (المبحث الأول) وقد خصصه المؤلف ل (تعريف التكنولوجيا) مشيراً إلى أن هذا المصطلح يتسع ليشمل "كل الفنون العملية، والمهارات والمعارف والأساليب التي

تهدف إلي صنع، واستعمال، والحصول على أشياء مفيدة؛ فهي تقنيات ووسائل تؤدي إلى تحقيق أغراض محددة، كما أنها تقاليد حضارية طوّرتها الجماعات البشرية لتتعامل مع البيئة الفيزيائية والبيولوجية، بما فيها جسم الإنسان" ؛ وعليه ، فإن (التكنولوجيا) تتضمن جانبًا (ماديًا) يتمثل بالآلة نفسها وما يتعلق بها من إنشاءات هندسية وتفاصيل فنية خاصة بتكوينها وصيانتها والاستخدام الميكانيكي لها؛ وآخر (استخداميًا) يتمثل بعملية تسييرها واستخدامها طبقًا لتخطيط محدد وقرارات تتخذ لتنظيم وتسيير عملية الإنتاج لتحقيق هدف محدد المعالم.

وقد أورد المؤلف عدداً من التعاريف المتداولة لمصطلح (التكنولوجيا)، ومنها: أنها "التطبيق العملي لثمرات العلم وابتكار أفضل الطرق لاستعمالها"، أو أنها "مجموعة المعارف والأساليب المتاحة واللازمة للإنتاج والتنمية في كل عصر من العصور"؛ أو أنها كما عرّفها المؤلف نفسه : "الأدوات والأجهزة والآلات التي يصنعها الإنسان، والعلوم التطبيقية بمختلف مجالاتها، والمهارات المستخدمة، وطرق التنظيم والتخطيط المعتمدة على المعرفة المكتسبة والخبرة المستخدمة في تحقيق الإنسان لحاجاته، بتعامله مع بيئته المحيطة في ظل نظام اجتماعي واقتصادي معين".
أما مفهوم (تكنولوجيا الإرهاب) فيشتمل على جانب (مادي) يتمثل بالمواد والأدوات والتجهيزات والوسائل التي يستخدمها الإرهابي أو يصنعها؛ وجانب آخر (عقلي) يتمثل بالمعارف والخبرات والأساليب اللازمة لتعامل الإرهابي مع بيئته المحيطة، ولاستخدامه أو تصنيعه للجانب المادي من التكنولوجيا.

في (المبحث الثاني) من هذا الفصل، تتبع المؤلف (التطورات التكنولوجية في القرن العشرين) مبتدءاً بتكنولوجيا السلم في مجالي: الاتصالات والموصلات، فاستعرض أبرز المنجزات التكنولوجية في المجال الأول (الاتصالات) ممثلة ب : الراديو والتلفزيون، والرسائل المكتوبة، والاتصال عبر الأقمار الاصطناعية، والحاسوب (الكمبيوتر) بأجياله المتعددة، وشبكة الاتصالات العالمية (الإنترنت)، مشيراً إلى نشأة كل منجزٍ منها، وخطوات تطويره، والجهات التي أسهمت في هذا التطوير إلى أن أصبح المنجز على ما هو عليه الآن. كما استعرض أبرز المنجزات التكنولوجية في المجال الثاني (المواصلات)، البرية منها والبحرية والجوية، موضحًا نشأتها الأولى، وما أدخل عليها من تطوير حتى وصلت إلى وضعها الراهن.

ثم تطرّق المؤلف فيما بعد إلى تكنولوجيا الأسلحة، فتناول:

الأسلحة الخفيفة، والمتفجرات، وأسلحة الدمار الشامل بأنواعها: الكيميائية والبيولوجية والنووية؛ فأشار في كل نوع منها إلى: بدء اكتشافه، وإنتاجه، واستخدامه، وما أدخل عليه من تطوير، وما ترتب على استخدامه من خسائر بشرية ومادية، وخصوصًا أسلحة الدمار الشامل.
الفصل الثالث: (التكنولوجيا والإرهاب)

ناقش المؤلف في هذا الفصل عبر خمسة مباحث العلاقة بين التكنولوجيا والإرهاب؛ فأوضح في (المبحث الأول) المقصود ب: (تكنولوجيا الإرهاب) بجانبيها: (المادي)، المتمثل بالمواد والأدوات والتجهيزات والوسائل التي يستخدمها الإرهابي أو يصنعها؛ و (العقلي) المتمثل بالمعارف والخبرات والمهارات والأساليب اللازمة لتعامل الإرهابي مع بيئته المحيطة، ولاستخدامه أو تصنيعه للجانب المادي من تكنولوجيا الإرهاب. وقد أومأ المؤلف في هذا الصدد إلى المراحل والعمليات التي تقوم بها المجموعة الإرهابية باعتبارها أبرز الملامح النظرية لتكنولوجيا الإرهاب.

أما (المبحث الثاني): (تكنولوجيا النقل والاتصال والإرهاب)، فأوضح فيه أن تكنولوجيا الاتصالات الحديثة قد حدّت من تأثير المسافة والزمن، بل ألغت هذا التأثير تقريبًا، ومن ثم أصبح من السهل انتقال المعلومات والأفكار والاتجاهات في زمن قياسي إلى أبعد مكان ممكن، وهي مميزات استغلها الإرهابيون في تحسين الاتصال بين بعضهم البعض بهدف تدفق الدعم، والتنسيق مع الأتباع، والوصول إلى جمهور ضخم من المانحين المحتملين، وتجنيد أعضاء جدد فوق رقعة جغرافية ضخمة.

ويُعدّ الحاسب الآلي (الكمبيوتر) وشبكة الاتصالات العالمية (الإنترنت) من أكثر وسائل الاتصال التي يحرص الإرهابيون على استخدامها لممارسة جرائمهم، لما يحققونه عبرهما من مميزات، منها: عدم وضوح جرائمهم، وصعوبة الكشف عن الأساليب الإجرامية التي اتبعت، وصعوبة الحصول على أدلة مادية لوقوعها، وسهولة اقتناص الفرص لارتكاب هذه الجرائم، وصعوبة تحديد هوية مرتكبي تلك الجرائم أو إخضاعهم لقانون دولة ما، خصوصًا عندما يتواجد الإرهابيون في أماكن بعيدة تتعدى الحواجز السياسية والجغرافية.

وتندرج الجرائم التي ترتكب بواسطة الكمبيوتر والانترنت تحت مسمى: (الجرائم الإلكترونية)، وهي عديدة ومتنوعة، وقد أوررد المؤلف نماذج لها، وتوقّع أن يعتمد عليها الإرهابيون بشكل أكبر في المستقبل، نظراً لما تقدمه لهم من إمكانات؛ ولذلك يجب متابعة هذا النوع الجديد

من (الإرهاب الإلكتروني)، والذي عرّفه المؤلف بأنه: "الفعل غير المشروع أو التهديد به، الذي يستخدم شبكات الحاسوب والإنترنت أو يستهدفها، بغية إلحاق الضرر الجسيم بالمصالح العامة، مما يترتب عليه قلق عام ورعب، تمهيداً للتأثير على جهات معينة".
تطرّق المؤلف بعد ذلك إلى (الإعلام والإرهاب) فأوضح أن وسائل الإعلام الجماهيرية تعدّ سلاحاً ذا حدّين، أحدهما (سلبي)، حيث إنها قد تكون سبيلاً لنشر الرعب والخوف على الملأ من خلال تغطيتها غير الواعية للعمليات الإرهابية وآثارها، محققة بذلك للإرهابيين هدفين هامين: (الأول): إثارة الرأي العام ولفت انتباهه إلى وجود ظاهرة الإرهاب، وإلى أن الإرهابي صاحب قضية يجب الاعتراف والاهتمام بها ومعالجتها، و (الثاني): الحصول على الشرعية الدولية لما يطالب به الإرهابيون؛ ولهذا يحرص الإرهابيون على تنفيذ عمليات مثيرة من حيث الأسلوب، أو حجم الخسائر، أو مكان وزمان وقوعها ليكون ذلك مدعاة لجذب الإعلاميين، الباحثين دائمًا وفقًا لطبيعة عملهم عن الأخبار المثيرة والهامة بالنسبة لأكبر عدد ممكن من الجماهير.
أما الحد الآخر (الإيجابي) لسلاح الإعلام فيتمثل بالتغطية الواعية لقضايا الإرهابيين وعملياتهم، وفق أسلوب توعوي ينفّر الرأي العام من تلك الأعمال الإجرامية، ويبرز بشاعة مرتكبيها وعدائهم للمجتمع، وسعيهم إلى التدمير والتخريب وإثارة الخوف والفزع والقلق بين الناس؛ وبذلك يكون الإعلام سلاحًا ماضياً ضد الإرهابيين.

أما عن تأثير (تكنولوجيا النقل) على الإرهاب، فتظهر في استخدام الإرهابيين لتلك الوسائل في القيام بعملياتهم، مستفيدين مما تحققه من سرعة التنقل بين مكان وآخر داخل الدولة أو بين دولة وأخرى؛ أو من خلال تلغيم بعض تلك الوسائل (كالسيارات) وتفجيرها عن بعد في التجمعات البشرية، أو من خلال خطف تلك الوسائل بمن عليها من الركاب (كالطائرات والسفن) واحتجاز ركابها والتهديد بقتلهم إذا لم تنفذ مطالبهم، أو من خلال تفجير تلك الوسائل بمن عليها من ركاب للضغط على الحكومات ونزع ثقة المواطنين فيها؛ وقد أورد المؤلف نماذج للعمليات الإرهابية التي استخدمت فيها وسائل النقل.

في (المبحث الثالث) من هذا الفصل: (تكنولوجيا الأسلحة والإرهاب)، تعرّض المؤلف لأنواع الأسلحة التي يستخدمها الإرهابيون في عملياتهم، فبدأ بالأسلحة الفردية والمتفجرات، وثنى بأسلحة الدمار الشامل، ملقيًا الضوء على مكونات كل سلاح، وبداية استخدامه في الأعمال الإرهابية، والصورة التي يكون عليها عند الاستخدام، والأسلوب الذي يستخدم به كل سلاح منها، والأهداف التي يوجّه إليها، وأسباب استخدامه، والآثار التي يتركها وخصوصًا الأسلحة الكيميائية والبيولوجية على الإنسان والطبيعة.

وقد عرض المؤلف نماذج لاستخدام الإرهابيين للمتفجرات وللأسلحة الكيميائية والبيولوجية في بعض العمليات؛ ولفت إلى تزايد احتمال وقوع الأسلحة النووية أو النفايات النووية في أيدي الإرهابيين؛ ومن ثم استخدامهم لها، وذلك عن طريق سرقتها لاستحالة صنعهم لها أو عن طريق قيامهم بنسف النفايات النووية أثناء نقلها؛ ما يؤدي إلى انتشارها وبعثرتها محدثة التلوث الإشعاعي، أو عن طريق تخريبهم للمفاعلات النووية المملوكة للدولة، ما يؤدي إلى انطلاق المواد المشعة، وهذا هو الخطر الأكثر والأيسر حدوثًا، وخصوصًا مع توفّر الظروف المهيِّئة لذلك.
وفي (المبحث الرابع) من هذا الفصل: (مصادر تزويد الإرهابيين بالتكنولوجيا الداعمة)، أومأ المؤلف إلى بعض المصادر التي يحصل منها الإرهابيون على التكنولوجيا اللازمة، ومنها:

دعم وتمويل بعض الأفراد والدول للإرهابيين، سواء بالأسلحة والمعدات، أو الرواتب، أو المأوى والمكان الملائم للتدريب، أو تسهيل الانتقال، أو بث الدعاية اللازمة للعمليات الإرهابية.
قيام الجماعات الإرهابية بالهجوم على مخازن الأسلحة المملوكة للدولة، أو بعض أفراد الدوريات والحراسات التابعة للسلطة، والسطو على الأسلحة والمتفجرات والذخائر.

تصنيع بعض المتفجرات والأسلحة أو شراؤها من أسواق الاتجار غير المشروع في الأسلحة عبر العديد من دول العالم.
في (المبحث الخامس) والأخير من هذا الفصل: (التكنولوجيا كأداة لمقاومة العمليات الإرهابية)، أبان المؤلف عن كيفية استخدام التكنولوجيا لمواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن ذلك يتحقق عبر استخدام التكنولوجيا بشقيها: (المعنوي) المتمثل باستخدام الإنسان للأفكار التنظيمية والأسلوب العلمي للمواجهة، وذلك من خلال:

الاعتماد على الملاحظة المنظمة والهادفة، وجمع البيانات وتحليلها، ووضع الفرضيات الواقعية المناسبة والتأكد من صحتها؛ و (المادي) المتمثل بالآليات والأدوات الخاصة بالكشف عن الأسلحة المخفية، وعن عمليات التزوير، وتكثيف عمليات المراقبة عبر الكاميرات الموزعة في الأماكن المستهدفة بالعمليات الإرهابية (كالمطارات، ومحطات السكك الحديدية، والمؤسسات العامة)؛ والاستفادة مما يحويه الحاسب الآلي والانترنت من معلومات وبيانات،

وتبادلها الفوري والسريع بين الجهات المعنية سواء داخل الدولة الواحدة، أو بين الدول وبعضها البعض لتسهيل الكشف السريع عن تحركات وأنشطة أية جماعة إرهابية، لإبطالها والقبض عليها.
ويشير المؤلف في هذا الصدد إلى ضرورة قيام الدول المتقدمة بتسهيل انتقال التكنولوجيا إلى دول العالم الثالث لتحقيق التواصل والتكامل الفعّال فيما بينها.

وتلعب وسائل الإعلام الجماهيرية دورًا رئيسًا وهامًا في مجال مقاومة العمليات الإرهابية، وذلك من خلال التوعية اللازمة ضد الإرهاب، والجريمة والانحراف، وتجريم مرتكبي العمليات الإرهابية، و بيان مخاطر أعمالهم وآثارها المدمرة، والتوعية لما يجب اتخاذه عند تنفيذ الإرهابيين لبعض العمليات، وخصوصًا عندما يستخدمون فيها أسلحة كيميائية أو بيولوجية؛ وهو عمل يتطلب تعاون وسائل الإعلام مع العديد من مؤسسات الدولة لتحقيق الأهداف المرجوة.
الفصل الرابع: (النتائج والتوصيات)

طرح المؤلف في هذا الفصل الأخير مجموعة من (النتائج) التي توصّل إليها من خلال دراسته، ثم أعقبها بعدّة (توصيات) توجه ببعضها إلى المهتمين بالشأن الأكاديمي، ووجه بعضها الآخر إلى متخذي القرار الدولي، ثم اختتم كتابه بمسرد للمراجع التي اعتمد عليها في إعداد دراسته.

تقويم الكتاب

لاشك أن الكتاب الذي عرضناه آنفًا يعدّ من الكتب الهامة، نظرًا لخطورة وجدّة الموضوع الذي يتناوله، فبمثل ما استخدم الإنسان المنجزات التكنولوجية لتحقيق الرفاهية والاستقرار والازدهار، استخدمها بعض بني البشر للتخريب والدمار ونشر الرعب والخوف بين الناس، وقد أسهم الكتاب الذي بين أيدينا في تزويد القارئ بكثير مما يحتاج إليه من معلومات في هذا الشأن، ومن هنا تأتي أهميته الموضوعية، التي طرحها المؤلف بمنهج علمي دقيق بحثًا وتأليفًا ما يجعل من الكتاب مرجعًا علميًا معتبرًا للدارسين والباحثين

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الإرهاب, التطور, التكنولوجي

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع