مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 21 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2417 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قســـــم التــاريخ العـســــكــري
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


نابليون وغزو روسيا

قســـــم التــاريخ العـســــكــري


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 25-08-10, 10:29 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي نابليون وغزو روسيا



 

نابليون وغزو روسيا


عــام

خاض الفرنسيون العديد من المعارك ، وكان لهم ابداعا كبيرا في مجال فن الحرب ولهم امجاد عسكرية كبيرة نتيجة ا لانتصارات الحربية والعمليات قتالية التي خاضوها ، ففرنسا لم تعرف الهدوء ولا الاستقرار ولا السلم منذُ أقدم العصور وحتى الأزمنة الحديثة ، فكانت كلما فرغت من حرب وجدت نفسها أمام حرب جديدة ، وكان مسرح هذه الحروب على الأغلب فوق أرض القارة الأوروبية أو حتى على أرض فرنسا ذاتها ولم يكن لفرنسا خياراً في ذلك لأن موقعها الجيواستراتيجي في أقصى طرف القارة فرض عليها التوجه نحو جوارها من الأقوام والشعوب لإقامة علاقات معهم أتسمت بالتناوب ما بين السلم والحرب 0

كانت فرنسا هي الطرف الرئيسي في كل حروب القارة الأوروبية وأهمها حرب المنافسة والوراثة بينها وبين إنجلترا التي بدأت بين ملك فرنسا فليب وملك إنجلترا إدوارد الثالث للفترة من ( 1337-1453م) ، ثم جاءت حرب الثلاثين عاماً ( 1618-1648) الحرب الدينية الثانية بين الكاثوليك والبروتستانت ودخلت فرنسا فيها ضد ال هيسبورغ لتوسيع حدودها على حساب إسبانيا ، ثم تجددت الحرب لتحمل إسم حرب الوراثة الإسبانية من (1700-1713 ) التي خسرت فيها فرنسا ما يزيد عـن 60 ألف قتيل وتلاها حرب الوراثة النمساوية ما بين ( 1740- 1748) (1)التي لم تحقق أي مكاسب لفرنسا ثم حرب السبع سنوات التي جردت فرنسا من ممتلكاتها فيما وراء البحار 0

تفجرت الثورة الفرنسية وانتهت حروب الملوك وبدأت حروب الشعوب لقلب موازين القوى في أوروبا ونشر مبادئ الثورة وخاضت لأجلها فرنسا حروباً متصلة بدأت من إيطاليا ومصر وإجتياح روسيا وإنتهت بتقدم جيوش الحلفاء إلى أبواب مدينة باريس وكانت خسائرها ونتائجها كارثية على فرنسا0

نظراً لإتساع مسارح الحرب وتعدد جبهات القتال وكثرة الغزوات والحملات سيتم بحث (حملة روسيا 1810- 1812) (1) بشمولية من خلال التركيز على الموقف الدولي والاقليمي الذي كان سائدا والسياسات والاستراتيجيات التي اعتمدها نابليون في حروبه بشكل عام وغزوه لروسيا بشكل خاص .

كان الموقف الدولي السائد في تلك الفترة يتميز بالانقسام والضعف ، فقد كان يحكم النمسا عائلة هيسبورغ وكانت تشكل قطباً مركزياً لشعوب الإمبراطورية الرومانية المقدسة ، اما ايطاليا فكانت مقسمة إلى عدد من الدول الصغيرة فدولة البيامون في الشمال الغربي تتبع لفرنسا بينما إحتفظت النمسا بدولة لمبارديا وبدوقية مانتو وسيطرت إسبانيا على جنوا والبندقية ، والدولة العثمانية كانت مشغولة بشؤونها الداخلية واهتماماتها بالمحافظة على أملاك الإمبراطورية ، وكانت كل من النمسا وروسيا وبريطانيا قد عقدت حلفا ثلاثيا في أعقاب حملات نابليون على النمسا وإيطاليا (2) ، والمانيا كانت مقسمة الى عدة دول تتبع بروسيا وفرنسا والنمسا وقد تأثر الموقف الاقليمي في تلك الفترة بعدة عوامل من ضمنها هزيمة الأسطول الفرنسي في معركة الطرف الأغر عام 1805 من قبل الأسطول البريطاني ، وإحتلال نابليون للدويلات البابوية عام 1809 ونفي البابا 0وإحتلال نابليون للبرتغال وإسبانيا عام 1807 وإجبار ملك إسبانيا على التنازل عن العرش وتعيين شقيقه جوزيف بدلا ً منه 0

القصد دراسة وتحليل نابليون وغزو روسيا من حيث تطور الاحداث والحملات النابليونية واحداث غزو روسيا ونتائجها وابراز الدروس المستفادة منها بما يخدم اهداف هذه الدراسة 0
وصف مسرح/ منطقة العمليات

الوصف العام للارض (2).
أ. ينحصر مسرح العمليات ما بين نهر الفستولا غرباً ومدينة موسكو شرقاً ومن نهر الفولغا شمالاً وحتى القرم جنوباً ويبلغ طوله من الشرق الى الغرب حوالي 2000كم من الشرق الى الغرب وحوالي 2100 كلم من الشمال الى الجنوب .

ب. يتميز المسرح بسهوله الواسعة المنبسطة التي تغطي المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية التي يتخللها العديد من السبخات والمستنقعات وتنتشر خلاله التلال الصغيرة والمرتفعات المتدرجة في الارتفاع من 1000- 1900 متر عن سطح البحر وأهمها مرتفعات روسيا البيضاء ومرتفعات الفورتيز.

جـ. يشق المسرح العديد من الأنهار أهمها الفستولا والدينير والبوق ونيمين ودمنة وجميعها صالحة للملاحة .
د. تنتشر في مسرح العمليات العديد من المدن والقرى المأهولـة وأهمهــا ( بطرسبرغ ، موسكو ، سمولنسك ، يورينيو ، كالوكا ، كوفنو ، وبرست ),

اثر طبيعة الارض على عمليات الطرفين .
أ. تشكل القمم الجبلية التي يصل ارتفاعها الى حوالي 1900 متر مواقع سيطرة ورمي جيدة وتشكل مواقع دفاعية جيدة للروس ، اما بالنسبة للفرنسيين فهي تحد من حركتهم وتطيل خطوط مواصلاتهم بسبب اضطرارهم للالتفاف حولها .

ب. الأنهار المتوفرة في المنطقة تشكل موانع طبيعية يمكن استغلالها في العمليات العسكرية وخصوصا من قبل الجيش الروسي الذي كان في حالة الدفاع اما بالنسبة للفرنسيين فقد شكلت الأنهار موانع طبيعية امام قواتهم وتطلب اجتيازها جهد هندسي كبير .

جـ. خطوط المواصلات تتمثل بالطرق البرية المعبدة والترابية التي كانت عبارة عن مسالك وممرات تتحدد الحركة عليها بسبب ضيقها ، ووعورتها اما السكك الحديدية فهي عبارة عن شبكة من الخطوط اهمها خط ليننغراد – مينسك - موسكو .

المناخ 0
أ. مناخ المنطقة بارد جدا تتراوح معدلات درجات الحرارة ما دون الصفر المئوي شتاءاً وحتى 20 درجة مئوية صيفاً ، تهطل الأمطار في معظم أيام السنة وتتراوح ما بين 600 – 800 ملم سنوياً ويكثر فيها الضباب ويتكون الجليد في ساعات الصباح الباكر ، وتسقط فيها الثلوج في فصل الشتاء مما يؤدي إلى حدوث فيضانات الأنهر وزيادة السبخات تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي وتسجل الذروة في انخفاضها خلال شهر كانون الثاني مع تساقط الأمطار والثلوج بكميات كبيرة أما في الصيف فيسودها المناخ المعتدل الرطب المائل للبرودة مع تساقط الأمطار أحياناً 0

ب. اثر الطقس على الطرفين .
(1) تتحدد الحركة في فصل الشتاء إلا من خلال الطـــرق والممرات مما يؤثر على العمليات العسكرية .
يحد تشكل الضباب في فترات الصباح الباكر والمساء من مدى الرؤيا مما يحد من حركة القطعان العسكرية ومن استخدام القوات الجوية.

(2) نظرا لان العمليات قد بدأت في شهر حزيران من عام 1912 وكان الفصل صيفا، فقد كانت الأرض جافة والجداول خفيفة مما أمن سهولة الحركة لكافة القطعات العسكرية الفرنسية وذلك ما جعلها تتوغل في العمق الروسي في سرعة قياسية.

التحليل
اثر طببعة الارض على العمليات .
أ. كلما اتجهنا الى الداخل الروسي وخاصة في المنطقة الواقعة بين نهر الفستولا غرباً ومدينة موسكو شرقاً تبدأ المنطقة بالانفتاح وتؤمن قابلية حركة جيدة لجميع أنواع القطعات وذلك لوجود السهول الواسعة المنبسطة.

ب. يتخلل المنطقة السهلية العديد من السبخات والمستنقعات والتلال الصغيرة ويخترقها عدد من الانهار مثل نهر الفستولا والدينير والبوق ونيمين ودمنة وجميعها صالحة للملاحة واجتيازها يتطلب جهد هندسي او استخدام الجسور المقامة على الانهر والتي تشكل خطرا على القوات التي ترغب باجتيازها وذلك لان المدافع يلجأ في اغلب الاحيان الى تدمير الجسور او تلغيمها وجعلها مصيدة للقوات المهاجمة .

جـ. الطيات الأرضية في ضواحي موسكو ونظرا لوجهود التلال والاودية والغابات تؤمن التخفية للقوات المدافعة وتعيق حركة القوات المهاجمة .

هـ. تعتبر المدن ذات كثافة سكانية عالية وتساعد على عمليات الدفاع ولا تناسب العمليات التعرضية ، و يمكن استخدام الغارات الجوية والقصف المدفعي لإجبارها على الاستسلام ، .

اثر المناخ على العمليات العسكرية .
أ. نظرا لغزارة الامطار وتساقط الثلوج بكثافة تتجمد الانهار وتصبح قابلية الحركة صعبة وذلك يتطلب تجهيزات ومعدات خاصة لاستخدامها اما في فصل الربيع فتذوب الثلوج مما يشكل طبقه طينية تعيق الحركة والمناورة

ب. الضباب الكثيف يتشكل صباحا وتقل مدى الرؤية الى ما دون 900م مما يؤثر على حركة القطعات العسكرية .

جـ. استغلال طبيعة الارض في الدفاع يجعل مهمة القوات المهاجمة صعبة نظرا لانها تشكل عوامل قوة للمدافعين ويجعل من الصعب جدا اختراق خطوطهم الدفاعية في حال تم استغلال طبيعة الارض بشكل جيد ، اما بالنسبة للطقس ونظرا لان الروس كانوا معتادين على طبيعة المناخ وقريبين من خطوط مواصلاتهم وقواعد امدادهم اللوجستي فان حالة الطقس كانت في صالحهم .

د. طبيعة المناخ تتطلب تزويد قوات الطرفين بمعدات والبسة خاصة تساعد الجند على تحمل طقس روسيا القاسي وخاصة في فصل الشتاء .

هـ. في حال استخدام الارض واختيار خطوط دفاعية مناسبة فان ذلك يمكن القوات الروسية من الصمود في وجه التفوق النوعي والكمي الذي كان يتمتع به الفرنسيين في بداية الحملة .

ز. يختلف تأثير الأرض على حركة القطعات حسب المناخ إذ تتحدد الحركة في فصل الشتاء وأمطار الخريف إلا من خلال الطرق والممرات وتعتبر مناسبة للقوات الآلية والمدرعة صيفاً ، ونظرا لان توقيت بدء الحملة الفرنسية قد كان في شهر حزيران الذي يعتبر من افضل وانسب اشهر السنة للعمليات العسكرية فلم تواجه القوات الفرنسية خلال زحفها الى اعماق الاراضي الروسية أي مشكلة ناتجة عن المناخ او فيضانات الانهار التي تتميز بالفيضان في فصل الشتاء ،ولم تبدأ مشاكلها الحقيقية الا بعد دخول فصل الشتاء بكل ما يحمله من امطاروثلوج وبرد قارص كان سببا رئيسيا في فشل معظم العمليات العسكرية الفرنسية التي تمت في فصل الشتاء .

الوضع العام لأطراف الصراع في حملة روسيا 0
أ0 فرنسا 0
(1) حطمت الثورة الفرنسية بمبادئها وأفكارها المؤسسات القديمة ، وتخلصت من النظام الملكي نتيجة لعجزه عن
تحقيق الإصلاحات المطلوبة 0
(2) بعد عودة نابليون إلى فرنسا من مصر وجد البلاد غارقة في الإضطراب السياسي والفوضى الإدارية فقام بإنقلاب " برومير " (2) 0
(3) عقد نابليون معاهدة " إميان " حتى يتمكن من إعادة التنظيم الشامل للمجتمع والجيش ، ومجابهة الأزمة
الاقتصادية ، وبناء إقتصاد قوي يدعم المجهود الحربي لتحقيق أحلامه وطموحاته في إقامة إمبراطورية تنافس
إمبراطوريات الشرق 0
(4) تنامي شعور الإعتزاز بالوطن بعد الانتصارات التي حققها نابليون في السنوات الأخيرة 0
(5) إهتمام نابليون في تحديث وتطوير الصناعات العسكرية كالبنادق والمدافع والمعدات التي تهم الجيش الفرنسي
(6) القوى البشرية والتعبئة العامة والتسليح وبناء القوة 0 بدأت الحاجة ماسة لحشد القوى الضخمة وتأمين الوسائل القتالية لها بعد أن تفجرت الثورة الفرنسية وانتهاء حروب الملوك لتبدأ حروب الشعوب ، وبناء عليه تمت الإجراءات التالية فيما يخص حشد القوى والتسليح وبناء القوة وهي :

( أ ) أصدر مجلس التوفيق الذي يحكم فرنسا مرسوماً بإجراء التجنيد العام فكان إصدار هذا المرسوم بمثابة نقطة تحول حاسمة في تنظيم الجيش الفرنسي وجاء في المرسوم " يعتبر الفرنسيون من هذه اللحظة مصادرين بصفة دائمة " وسيذهب الشبان للقتال ، ويصنع الرجال المتزوجون الأسلحة والمعدات ، وتصنع النساء الخيام والملابس ، وسينقل المسنون إلى الميادين العامة لتأجيج شجاعة المقاتلين والدعوة إلى وحدة الجمهورية 0

(ب) تمكنت فرنسا من خلال إعلان التعبئة والتجنيد تأليف جيش نهاية عام 1793 قوامه (650) ألف مقاتل مع تزويده بكافة الأسلحة الضرورية التي يحتاجها 0
(جـ) بذلت جهود كبيرة لإنشاء وتطوير القوة البحرية بعد أن أدركت فرنسا حاجتها الماسة لأسطول بحري قوي يكون مكملاً للقوات البرية التي تمتلكها 0
( د ) إستخدمت أساليب القمع الشاملة في الجبهة الداخلية للقضاء على جميع الفتن التي تواجه الثورة ومبادئها 0
(هـ) أدرك نابليون حاجة الجيش الفرنسي للتغيير في الإستراتيجية العسكرية والتنظيم ولذلك عمل ما يلي :

( أ أ ) تنظيم الجيش إلى فيالق وفرق مستقلة تحوي مزيجاً من أسلحة الإسناد والخدمات 0
(ب ب) إنشاء رئاسة أركان فعالة 0
(ج ج) إنشاء مدرسة لتدريب المدفعية والهندسة 0
(د د ) تبني إسلوب تجميع وميسر جديد 0
(7) الإستعداد الإقتصادي للحرب 0 الإقتصاد الفرنسي في الفترة من عام 1789 ولغاية 1815 وقدرته على دعم حرب واسعة النطاق قد مرت بعدة مراحل منها (1) :
( أ ) أحدث إنهيار النظام القديم والاضطرابات التي أعقبته فتوراً في النشاط الاقتصادي لفترة من الزمن 0
(ب) الحماس الشعبي الذي هتف للثورة وتطويع المصادر القومية لمواجهة أعداء فرنسا أدى إلى زيادة كبيرة في إنتاج المعدات العسكرية وإنتاج الحديد والمنسوجات 0
(جـ) ساهمت إصلاحات نابليون القانونية والإدارية على أزدهار أفاق التحديث 0
( د ) الحصار الذي فرضه نابليون على بريطانيا أثر بنفس الدرجة على الاقتصاد الفرنسي ، فقد أحكمت البحرية البريطانية على غلق قطاع فرنسا الأطلسي الذي هو الأسرع نمواً في القرن الثامن عشر 0
(هـ) رغم أن مجئ الحكومة القنصلية والإمبراطورية قد أعادت لفرنسا كثيراً من ملامح النظام الملكي مثل ، الاعتماد على المصارف الأهلية فإن تلك العودة لم تحد من النمو الاقتصادي الذي أستمد ديمومته من الزيادة السكانية ومن حوافز أخرى منها الإنفاق الحكومي وقانون حماية التعريفات بالإضافة لقدوم التكنولوجيا الحديثة 0
( و ) أعتمدت حملات نابليون المتعددة في تمويلها إلى درجة كبيرة من إيرادات النهب سواء داخلياً بمصادرة وبيع أملاك من أطلق عليهم أعداء الثورة أو خارجياً بإحتلال الدول المجاورة وفرض تعويضات الحرب عليهم نقداً أو عيناً 0
( 8 ) كانت اهداف نابليون من حروبه في غرب اوروبا وفي روسيا ما يلي (1):
(أ) السيطرة الشاملة على قارة أوروبا وتطويعها وتحويلها إلى إمبراطورية مستديمة (1) 0
(ب) تبني السياسة الابتلاعية والاندماجية وإقامة جمهوريات جاهزة مشربة بالعقائديات الثورية على الحدود بين فرنسا والدول ذات الأنظمة الملكية المجاورة 0
(جـ) الاستيلاء على الدويلات الإيطالية وتقويض السلطة البابوية 0
( د ) مواجهة التهديدات الخارجية وسحقها والقضاء عليها 0
(هـ) اكتساب الحلفاء والتحالف مع الدول الأخرى وتأمين حياد بعضها لتحقيق المصالح الوطنية الفرنسية وبسط الهيمنة والسيطرة على أوروبا 0
( و ) التنافس الاستعماري مع بريطانيا والتسابق في البحث عن حلفاء جدد 0
(ز) فرض الشروط النابليونية على روسيا والسيطرة على شبه الجزيرة الايبيرية لخنق التجارة البريطانية واحتكاراتها 0
(ح) اللجوء للمعاهدات كوسيلة للخداع وكسب الوقت لتحصين الموقف الداخلي وتوطيد الحكم واعداد وتجهيز الجيش القادر على تحقيق الأهداف الوطنية 0
(ط) استمر في زيادة القوة العسكرية خلال عام 1811 م في شمال ألمانيا وفرض على بروسيا حلفاً هجومياً دفاعياً لمنعها من الانضمام إلى الروس في الصراع المقبل .

جـ0 الموقف الروسي0
(1) كانت روسيا تتجه الى التحديث الا ان ملامح التخلف بقيت ظاهرة وخاصة الفقر وتدني الدخل الفردي و رداءة وسائل الاتصالات وقساوة المناخ وكذلك التخلف التكنولوجي والتعليمي ، اما من الناحية العسكرية فقد كان الاستقرار النسبي الذي شهده التنظيم العسكري الاوروبي وتكتيكه في القرن الثامن عشر قد هيأ روسيا بفضل الخبرة الاجنبية لان تلحق بركب البلدان الاقل مصادرا ومن ثم التفوق عليها(1) .
(2) الاقتصاد الروسي كان ضعيفا نتيجة المشاكل الداخلية ونقص الأموال 0
(3) المناخ السياسي في العلاقات الروسية الفرنسية لم يكتب لها الاستقرار للأسباب التالية :
( أ ) عدم وفاء نابليون بوعوده في معاهدة ( تيلست ) بمساعدة روسيا على التوسع على حساب الدولة العثمانية 0
(ب) أطماع روسيا في منطقة البلقان وفلندا0
(جـ) الخلاف المستمر مع فرنسا حول المسألة البولندية 0
(4) الوضع الاقتصادي المتردي إنعكس على القوات المسلحة الروسية من حيث الإعداد والتجهيز 0
(5) إستمرار الصراعات الحدودية مع الدولة العثمانية 0

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 25-08-10, 10:37 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

موقف الطرفين
الاهداف العامة من الحرب .
أ. اهداف فرنسا .
(1) كان الخلاف المباشر بين الطرفين قد دار حول مصالحهما في بولندا وكان هدف نابليون الرئيس من خوض هذه الحرب هو اقناع قيصر روسيا الاسكندر الاول بالتفاوض .
(2) بعد ان اخترقت القوات الفرنسية الحدود الروسية ودون ان يصل الى أي حل مع القيصر قرر نابليون احتلال موسكو وتدمير الجيش الروسي .
ب. اهداف روسيا . كانت اهداف روسيا تتمثل بما يلي :
(1) كسر حاجز العزلة الذي فرضه نابليون بين أوروبا وروسيا والتخلص من الحصار القاري المفروض على بريطانيا لما ألحقه من أذى على الاقتصاد الروسي.
(2) نفور الشعب الروسي من سياسات وهيمنة نابليون على أوروبا بالإضافة إلى تحقيق الأطماع الروسية في البلقان .
(3) استخدم الروس استراتيجية عسكرية دفاعية ولتجنب خوض معارك حاسمة والتراجع والانسحاب ومبادلة الأرض بالوقت لتوريط القوات الفرنسية في العمق الروسي والقيام بالتعرض الاستراتيجي المعاكس في الفرصة المناسبة (1) 0


حجم القوات المسلحة للطرفين .
أ. فرنسا .
(1) حجم القوات . إعتمدت فرنسا نظام تجنيد الجماهير وكان قادرة على تجنيد وكان جيشها يزيد على مليون جندي 0
(2) التسليح(1) .

(أ) البنادق . اضافة الى حشد القوة واعادة التنظيم عمل الفرنسين على زيادة اعداد حملة البنادق ، وعملوا على تطوير البندقيةrifleفزادوا من سرعتها وتقليل الفترة اللازمة لملء الطلقات وكان عدد حملة البنادق في الجيش الفرنسي يصل الى ثلاثمائة الف .
(ب) المدفعية . عمل الفرنسيين على تسليح جيشهم بالمدفعية الثقيلة والخفيفه وبلغ عدد المدافع في الجيش الفرنسي ما يقارب 250 قطعة مدفعية متوسطة وثقيلة .

4 ) البحرية . كان البحرية الفرنسية متواضعة الحجم والامكانيات وخاصة اذا ما قورنت بالبحرية البريطانية ، وقد بذلت فرنسا جهودا كبيرة لانشاء بحرية جديدة للقيام بعمليات بحرية توازي في عملها العمليات البرية ، خاصة بعد ان ادرك نابليون حاجته الماسة لاسطول بحري قوي ينافس به القوة البحرية البريطانية .

(5) الاستخبارات . اهتمت القيادة الفرنسية بعنصر الاستخبارات وذلك لتأمين إستمرار تدفق البيانات والمعلومات المختلفة التي تمكن الدولة من المعرفة المسبقة بالأحداث وإجراء التقديرات السليمة للمواقف المختلفة ، كما اولت اهتماما كبيرا بعمليات الإستطلاع لمعرفة مسرح العمليات وتحديد نوايا العدو لوضع الخطط المضادة في الزمان والمكان المناسبين .

(7) التنظيم . كان التنظيم الاستراتيجي يعتمد على تنظيم الجيش الى فرق مستقلة دائمة وتقسيمه الى وحدات تتألف كل منها من مجموعة كاملة قادرة على العمل بشكل مستقل وتتعاون ضد هدف مشترك .
(8) وحدات المشاة . تم تطوير وحدات المشاة الخفيفة الفرنسية كون هؤلاء المناوشون كانوا جزءا من كل كتيبة وكان دورهم حماية الوحدة عند المناورة بين المعارك وفي المعركة نفسها وكانوا يتقدمون الرتل لاختبار خطوط العدو ، وكانت اساليب تلك الوحدات مرنة اذ كانت تستخدم الستار استخداما كاملا وتندفع في ميدان المعركة لتربك العدو .

ب. روسيا .
(1) حجم القوات . كان من المفروض ان تسمح الطاقة البشرية الروسية بتعبئة جيوش كبيرة ورغم ذلك فلم يكن لدى روسيا في عام 1812 كقوة فاعلة محاربة سوى 174 الف جندي وذلك على الرغم من ان حجم القوات الروسية المعلن كان يبلغ 600 الف مقاتل

(1) التسليح .
(أ) كان الجيش الروسي مزودا ببندقية براون وكان عدد حملة البنادق يصل حوالي 100 الف رجل .
(ب) المدفعية . تم تسليح الكتائب بالمدفعية الثقيلة والخفيفة التي تجمع في سرايا مدفعية وكان يطلق على المدافع الثقيلة اسم (حصون) وكان لدى الروس حوالي 20 الف مدفع .

(2) التنظيم .
(أ) اعتمد الجش الروسي التشكيل المنظم وكان لحملة البنادق فعالية كبيرة كما كان يستخدم الخيالة بتعبئة التعرض ( التصادم) في ميدان القتال ، والقيام بدور المشاة الراكبين الذين يستعملون خيولهم للانتقال الى منطقة القتال وهناك يقاتلون راجلين ،
(ب) من مهام الخيالة الحماية والمناوشة والاستطلاع اذ كانت مهمتها الابلاغ عن تحركات العدو والطرق الملائمة ومنه المخاضات والممرات الجبلية وكان فرسان القوزاق ينفذون واجبات الخيالة المتوسطة والخفيفة معها ويقطعنون مسافات طويلة في مناطق وعرة .

حجم وتاليف القوات المشاركة في الحرب .
أ. فرنسا .

(1) حجم القوات(1) . وصل تعداد جيش نابليون 510 الآف جندي ،وكان لدى هذا الجيش اعداد كبيرة من الالة العسكرية التي تمثلت بالبنادق والمدفعية والتي تمكن القوات الفرنسية من خوض الحرب الشاملة ضد الجيش الروسي .

(2) التأليف . كان تأليف الجيش الفرنسي بقيادة نابليون كما يلي:
(أ) جيش الوسط بقيادة نابليون وكان تعداده حوالي 430 الف جندي.
(ب) الجناح الايمن كان يتألف من 40 الف جندي نمساوي بقيادة شفارتسينبيرغ .
(جـ) الجناح الايسر كان حوالي 40 الف جندي بقيادة مكدونالد .
ب. روسيا .
(1) حجم القوات(1) . كان حجم القوات الروسية التي شاركت في الحرب حوالي 210 الاف جندي .
(1) التأليف . واجه الجيوش الفرنسية جيشان روسيان رئيسيان وكما يلي :
(أ) الجيش الاول بقياد باركلي وكان يضم 127 الف رجل. (ب) الجيش الثاني بقيادة بيوتر باغراشيون يتمركز بين فلنا ومستنقعات بريبيت . والى الجنوب منه قوة تضم حوالي 43 الف جندي روسي بقيادة الجنرال تورماسوف . جـ. مقارنة القوى .
النسبة الجيش الروسي الجيش الفرنسي الصنف
2.3 :1 150.000 350.000 مشاة
2.6 : 1 60.000 160.000 فرسان
2.5 : 1 100.000 250.000 حملة البنادق من مجموع الجيش
3 : 1 150 450 قطع المدفعية

خطط الطرفين
فرنسا .
أ. بُنيت إستراتيجية نابليون العسكرية في تخطيطه وخلال كافة حملاته على العديد من الأمور التي كان لا بد لتوفرها في شخصيته القيادية سواءً على الصعيد القيادي أو الإداري وقد شملت ما يلـي(1) :

(1) الثقة المطلقة بالنفس والجند 0
(2) القدرة على التصور والإدراك لنوايا الخصم 0
ب. لقد آمن نابليون أيضاً وفي كافة حملاته بأنه لن يتم إحراز أي نصر عسكري على الخصم إلا من خلال التخطيط الدقيق الشامل والمدرك لكافة جوانب ومجريات الأمور حيث ركز على ما يلي (2):
(1) التفوق العددي 0
(2) توفر المعلومات الاستخبارية 0
(3) التقدير الصحيح والحفاظ على الهدف 0
(4) التوقيت الدقيق والمسير السريع سمح بإيقاع الهزيمة بخصومة بالتجزئة.
(5) العمل المستمر على إيجاد طرق ووسائل بديلة 0
(6) الدراسة المستفيضة لطبوغرافية الأرض 0
(7) العدوانية والهجومية والتي كانت من أبزر سمات حروبه 0
(8) بناء الخطط بشكل دائم على المناورة إضافة إلى قوة الصدمة العددية وقطع طرق مواصلات العدو مع قواعدها 0
(9) المهارة العالية في الإدارة واللوجستيك 0

جـ. في حملته على روسيا تبنى نابليون الخطة التالية :
(1) التعرض الشامل على القوات الروسية والاشتباك مع الجيشين الأول والثاني وإستخدام إستراتيجية التطويق والإبادة .
(2) التعامل مع كل جيش بشكل منفرد معتمدا على إستراتيجية التقرب غير المباشر لإحتلال موسكو على مراحل.

د. اتجاهات الهجوم .
(1) الجهد الرئيسي وحجم القوات . كان الجهد الرئيس ينصب على تدمير واختراق الدفاعات الروسية والوصول الى مركز الثقل موسكو واحتلاله .
(2) اتجاهات الهجوم والمقتربات.
(أ) تقرر ان يتحرك الجيش الكبير وتعداده حوالي 420 الف رجل بقيادة نابليون في الوسط
(ب) كان 40 الف جندي نمساوي بقيادة شفارتسينبيرغ يحمون الجناح الايمن لقوات الغزو الفرنسي .
(جـ) على الجناح الايسر كان جيش بقيادة مكدونالد يضم عددا مشابها من الافراد .
(3) الاسناد الناري والاداري المخصص للعملية . لم يكن يتوفر للقوات الفرنسية أي اسناد جوي وذلك لعدم وجود طائرات حربية في ذلك الوقت ، لذلك تم الاعتماد في تامين الاسناد الناري للقطعات على المدفعية التي ترافق الجيش في تقدمه ، اما الاسناد الاداري فقد اعتمد الجيش الفرنسي على مصادر امداداته الذاتية في بداية الحملة وبعد ذلك اصبح الاعتماد بشكل رئيسي على المصادر المحلية خاصة بعد ان تعذر وصول الامدادات الى الجبهة من نقاط الامداد التي كان نابليون قد اقامها على الحدود الالمانية الروسية .
روسيا (1).

أ. استخدم الروس استراتيجية عسكرية دفاعية وتجنب خوض معارك حاسمة والتراجع والانسحاب ومبادلة الأرض بالوقت لتوريط القوات الفرنسية في العمق الروسي والقيام بالتعرض الاستراتيجي المعاكس في الفرصة المناسبة
ب. اتجاهات الهجوم .
(1) الجهد الرئيسي وحجم القوات . كان الجهد الرئيسي مركز على الدفاع عن الاراضي الروسية ، وتدمير الجيش الفرنسي وذلك بجره الى عمق الاراضي الروسية .
(2) اتجاهات الهجوم والمقتربات. واجه الجيش الفرنسي جيشان روسيان رئيسيان يضم احدهما 127 الف رجل بقيادة باركلي دو تولي والاخر يضم اربعين الف رجل بقيادة بيوثر باغراشيون نحو الجنوب بين فلنا ومستنقعات بربيت والى الجنوب منها كانت قوة تضم 43 الف جندي روسي بقيادة الجنرال توزماسوف ،
(3) الاسناد الناري والاداري المخصص للعملية . اعتمدت القوات الروسية خلال عملياتها على الاسناد الناري باستخدام البنادق والمدفعية اما الاسناد الاداري فكان يتم بالاعتماد بشكل رئيسي على المصادر المحلية المتوفرة .

سير العمليات
التحركات الابتدائية للطرفين . بدأت التحركات الابتدائية للطرفين كما يلي (1):
أ. بدأت حملة الجيش الفرنسي الكبيرة على روسيا في حزيران 1812 وكانت هذه الحملة هي بداية النهاية لاحلام الامبراطور التوسعية .
ب. عبر نابليون نهر نيمين في 24 حزيران 1812 وتراجعت قوات باركلي امامه دون خطة مسبقة .
جـ. اندفع جيش نابليون من نهر نيمين في نهاية شهر حزيران عام ووصلت قواته الى (فيتزل) التي تقع في منتصف المسافة بين موسكو والنيمين والتي تبلغ 500 ميل عندها قرر نابليون اعادة تنظيم قواته لمواصلة التقدم .
د. استمر نابليون بالتقدم حيث اغراه انسحاب القوات الروسية امامه .
هـ. صمم الروس على القتال وتسليم القيادة الى كوتزوف بدلا من بارلكي واحتلوا مواقع دفاعية على حافتي نهر برودين في ايلول عام 1812 .
د. بدأت المعركة العنيفة وتمكن نابليون من الوصول الى موسكو بعد ان خسر ما يزيد على 40 الف مقاتل .
هـ. دخل نابليون موسكو فوجدها خالية من السكان ولم يجد بها أي من المسؤولين واتخذ من الكرملين قصرا لقيادته وظن انه وصل الى ذروة النصر.

و. كانت خطة الروس تعتمد على سياسة الارض المحروقة فقد اتلفوا كل ما يمكن ان يفيد العدو واشعلوا النار في المواد التموينية وكان لذلك اكبر الاثر على القوات الفرنسية بحيث لم يتمكن من البقاء لمدة طويلة داخل الاراضي الروسية دون اعادة تزويده .

ز. وردت معلومات لنابليون ان الشعب مستاء من هذه الحرب وفي شهر تشرين اول عام 1812 قرر نابليون الانسحاب واختار طريق العودة عبر طريق الذهاب بسبب النقص الكبير في المواد التموينية لكن القوات الروسية اغلقت الطريق مما اجبر نابليون على سلوك طريق آخر غير صالح لعمليات التزويد والادامة .
ح. تعرض الجيش خلال الانسحاب للكثير من الامراض وظروف الطقس البارد وما ان وصل الى نهر نيمين في طريق العودة حتى كانت خسائرة اكثر من 17 الف قتيل من مجموع الجيش حيث قرر نابليون العودة الى فرنسا والدفاع عن امبراطوريته .

المرحلة الاولى .
أ. عبر نابليون نهر نيمين في 24 حزيران 1812 وتراجع باركلي امامه بسبب التردد وليس لسياسة او خطة مقررة مسبقا .
ب. استطاع باركلي الانضمام الى باغراشيون قرب سمولنسك في 3 آب 1812 .
جـ. اتخذت القوات الروسية موقفا دفاعيا في 17 آب الا انهم واصلوا الانسحاب بعد ذلك .
د. حل كوتوزوف محل باركلي في 29 آب وواصل القائد الجديد الانسحاب مطبقا سياسة معتمدة يتم من خلالها اغراء القوات الفرنسية بالتوغل داخل روسيا .
هـ. خاضت القوات الروسية بقيادة كوتوروف معركة بورودنيو الدفاعية نتيجة ضغط القيصر ومستشاريه الا انه لم يتمكن من الصمود نتيجة قوة المدفعية الفرنسية وتركيزها على ثقل قاته مما ادى الى تكبيده خسائرة فادحة بلغت عشرات الالاف من القتلى كما قتل من القوات الفرنسية حوالي 40 الف رجل فقرر كوتوروف في 7 ايلول مواصلة الانسحاب .

المرحلة الثانية .
أ. دخل نابليون موسكو في 14 ايلول ووجدها خالية من سكانها والنيران تشتغل فيها واتخذ من الكرملين قصرا لقيادته وظن انه وصل الى ذروة النصر وان القيصر سيطلب الصلح وقدم عدة عروض للقيصر من خلال رسل ووسطاء الا انه لم يتلقى أي رد من القيصر .
ب. كانت خطة الروس تعتمد على سياسة الارض المحروقة فقد اتلفوا كل ما يمكن ان يفيد العدو واشعلوا النار في المواد التموينية وكان لذلك اكبر الاثر على القوات الفرنسية بحيث لم تتمكن من البقاء لمدة طويلة داخل الاراضي الروسية دون اعادة تزويد .

المرحلة الثالثة .
أ. نتيجة نقص الغذاء في العاصمة الروسية وقطع خطوط نابليون التموينية من قبل قوات الانصار واقتراب فصل الشتاء شرع نابليون في الانسحاب من موسكو في 19 تشرين الاول نحو الجنوب الغربي ضد قوات كوتوزوف الذي ابتعد عن القوات الفرنسية بعد ان صد المحاولات الفرنسية في مالويار وسلافتس في 24 تشرين الاول .
ب. اضطر نابليون الىالتوجه شمالا مرة اخرى ليستخدم الطريق الذي تقدم منه نحو موسكو وعندما وصلت القوات الفرنسية الرئيسية الى سمولنسك في 12 تشرين الثاني كانت قد بدأت تتفكك غير ان نابليون استطاع ان يحشد وحدات فعالة صد القوات الروسية في كراسنوي في 16-17 تشرين الثاني وتمكن نابليون بقيادته البارعة من سحب الجزء الرئيس من الوحدات المقاتلة الباقية من عبو نهر بيرزينا في 26-28 تشرين رغم ضغط روسي شديد ، وقد فقد نابليون في هذه المنطقة حوالي 20 الف قتيل في عملية العبور ، وتوفي نصف من استطاع وصول الضفة الغربية للنهر في المرحلة اللاحقة في الانسحاب على طريق فيلنا.
جـ. وردت معلومات لنابليون ان الشعب مستاء من هذه الحرب وفي 5 كانون اول قرر نابليون ترك جيشه وتوجه الى باريس ليعالج المشاكل الداخلية وجم قات جديدة وسلم القيادة الى مورا .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 25-08-10, 10:48 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

التحليل

المعلومات .
أ. فرنسا.
(1) أوجد نابليون عدد كبير من الدعاة ونشرهم في أوروبا للترويج للأفكار الثورية وزرع الفتن والانشقاق في صفوف أعدائه وبذل جهودا كبيرة في زرع الشقاق بين الروس وحلفائهم الغربيين بهدف الاستفراد بكل طرف على حدة
(2) العمل على تأمين إستمرار تدفق البيانات والمعلومات المختلفة التي تمكنه من المعرفة المسبقة بالأحداث
وإجراء التقديرات السليمة للمواقف المختلفة 0
(3) أولى إهتماماً كبيراً في عمليات الإستطلاع لمعرفة مسرح العمليات وتحديد نوايا العدو لوضع الخطط المضادة في الزمان والمكان المناسبين 0
(4) فشل نابليون في الحصول على معلومات تفيد بخطة الروس التي كانت تعتمد على اغرائه للتواغل في العمق ، ويمكن ان يكون سبب ذلك الروس لم يكونوا في البداية قد وضع مثل هذه الخطة وانها قد جائت مع تطور العمليات .

ب. روسيا . عملت على مراقبة تحركات نابليون وتوجهاته وإستعداداته العسكرية من خلال العملاء ، كما وعملت على دعم وتشجيع المقاومة الشعبية في المناطق التي تم إحتلالها للقيام بحرب العصابات ضد القوات الفرنسية 0

الحماية . العمل على تجزئة الأرتال الطويلة التي كانت مستخدمة إلى أرتال فرقية منظمة إشتملت على جميع صنوف الأسلحة مما ساعد في سهولة عملية الحشد قبل المعركة و أثنائها اما بالنسبة للقوات الروسية فلم تقم بعمليات تعرضية الا في نهاية الحرب معتمدة في ذلك على تشتت الجيش الفرنسي وضعفه 0

الادارة .
أ. عمل لفترة طويلة على الاستعداد اللوجستي الدقيق حيث أقيمت مستودعات ضخمة قرب الحدود الروسية وكان يهدف أيضاً من وراء ذلك من تحقيق السرعة والقوة الساحقة التي تحول دون اكتمال التدابير الدفاعية الروسية.

ب. الاعتماد على المصادر المحلية في المناطق التي تم احتلالها ً والاعتماد على الإمداد اللوجستي الذاتي أحياناً أخرى 0
جـ. كان نابليون يعمل دوماً على تأمين التفوق العددي لجيوشه ولا يبالي في نسب الخسائر المحتملة أو الفعلية 0

المناورة .
أ. إعتمد أربعة مبادئ للفن العسكري وهي حشد القوة ، الفعالية ، والنشاط، والمفاجأة العملياتية والاستراتيجية والسرية .
ب. التعرض الشامل على القوات الروسية والاشتباك مع الجيشين الأول والثاني وإستخدام إستراتيجية التطويق والإبادة والتعامل مع كل جيش بشكل منفرد معتمدا على إستراتيجية التقرب غير المباشر لإحتلال موسكو على مراحل (معارك بوردينو ، سمولنك ، لينومسك ) 0
جـ. التقرب غير المباشر بمناورة الإلتفاف للتطويق والإبادة للمواقع الدفاعية الروسية 0
د. تحقيق ميزة أو موقف إستراتيجي من خلال المناورة كوسيلة لتدمير قوات العدو 0(1)
هـ. المناورة الكبيرة على المؤخرات والمناورة الالتفافية المنتهية بمعركة على الجناح والمناورة على الخطوط الداخلية وتتويج هذه المناورة بمعركة على موقع مركزي 0

قوة النار . التركيز على استخدام ميزات المدفعية بكثافة على نقطة حساسة في قوات العدو يتم اختيارها بعناية وإحداث خلل في توازنه لاستغلالها والاندفاع من خلالها لحسم المعركة.
القيادة . القادة الفرنسيين وهيئات الركن لم يكن لها أي دور تساهم من خلاله في التخطيط للحملة ولم يسند إليها أية مشاركة في بناء القرار ولم تتلقى التوجيهات وما عليها إلا الطاعة وتنفيذ الأوامر الموجهة إليها ، وكذلك الامر بالنسبة للجيش الروسي الذي كان يتلقىاوامره من القيصر .

الجهد الرئيسي .
أ. الفرنسيين .
(1) إحراز التفوق من خلال عزل الجيشين الروسيين الأول والثاني وتدميرها على مرحلتين بمناورة إلتفاف كبيرة بقوة ضاربة لتطويق الجيش الأول وسحقه وبعد إحراز النجاح في هذه المرحلة يتم البدء بتطبيق نفس الاسلوب المناورة لتدمير الجيش الثاني 0
ب. الروسية 0 التراجع المنظم والمتوازن وعدم إجراء أي إشتباك حاسم مع القوات الفرنسية لتشتيتها في العمق الروسي وإطالة طرق إمداداتها والقيام بعمليات التعرض الإستراتيجي المعاكس في الفرصة المناسبة 0

السرعة .
أ. الإيمان المطلق بالعمليات التعرضية وعدم اتاحة الفرصة للعدو للتحصن في مواقع دفاعية 0
ب. إستخدام السرعة لتحقيق المفاجئة الإستراتيجية 0
جـ. مهاجمة الجناح الأقرب إلى خط مواصلات العدو لتحقيق السرعة في الهجوم 0
د. وصل تعداد الجيش الفرنسي الى حوالي 510 الآف جندي وهو جيش كبير وقد اراده نابليون بهذا الحجم بهدف الإشتباك بأسرع وقت مع الجيوش الروسية القليلة العدد والنجاح في تدميرها على إنفراد ، كما عمل لفترة طويلة على الاستعداد اللوجستي الدقيق حيث أقيمت مستودعات ضخمة قرب الحدود الروسية وكان يهدف أيضاً من وراء ذلك من تحقيق السرعة والقوة الساحقة التي تحول دون اكتمال التدابير الدفاعية الروسية .

التزامن . فرضت العوامل الجغرافية العديد من المعاضل الاستراتيجية على سياسة نابليون التوسعية ، وكان لهذه العوامل أثرها الواضح في فشل حملته على روسيا وكذلك عدم إلمامه التام بعوامل الطقس في هذه المناطق مما أثر سلباً على أداء قطاعاته العسكرية وفشلها في تحقيق أهدافها وبذلك فان تزامن عمليات نابليون لم يكن موفقا سواء في اختيار التوقيت او في اسلوب الهجوم وحجمه حيث نلاحظ ان اندفاع نابليون وتوغله في العمق الروسي ادى الى تشتيت قواته وذلك ناتج عن الهجوم على منطقة واسعة 0

يتبين لنا من مراجعة خطط نابليون وسير عملياته انه قد اضطر الى توزيع قواته في صفوف طويلة تقريبا وفرض على نفسه استراتيجية هجوم مباشر تجاه خط دفاع العدو ، وعلى الرغم من استخدامه المناورة والقيام بحركة دائرية لضرب الجيش الروسي الا ان هجومه وتوغله في روسيا كان مباشرا اكثر من اللازم خاصة وان الروس كانوا قد انتهجوا استراتيجية تحاشي الدخول في معركة مباشرة أي انهم استخدموا استراتيجية مماطلة وتمييع الموقف وتأجيل المواجهة الى ان يحين الوقت المناسب لها ، وذلك جعل توغل نابليون في روسيا بعد عدة ضربات ومعارك واختراقات بلا جدوى اذ ان المعارك تقاس بنتائجها ، وقد لعب الطقس الذي كان بانتظار نابليون دوار هاما واساسيا في هزيمة نابليون بعد توغله في العمق الروسي ، كما ان تجنب الروس الدخول معه في معركة مباشرة جعله في حالة انتظار دائم وذلك اثر على معنويات جيشه وجعله يتخذ قرار الانسحاب الذي شكل هزيمة كبيرة قضت على آمال نابليون وطموحاته وكان لهذا القرار الذي كان لا بد منه اثر في افول نجم نابليون وهزيمته وانتهاء امبراطوريته .

مبادىء الحرب التي طبقت والتي لم تطبق
مبادىء الحرب التي طبقت.
أ. الحشد . حشد نابليون في المانيا جيشا وصل تعداده 510 الآف جندي كما اقام نقاط للاسناد اللوجستي علىالحدود الروسية .
ب. التقرب غير المباشر. اعتمد نابليون في معاركة في روسيا المناورة والالتفاف والتطويق ومن ثم ابادة المواقع الدفاعية الروسية .
جـ. نقطة الحسم . كان الجيش الفرنسي يركز على الخصم في نقطة الحسم بالمفاجأة العملياتيه وتركيز النيران 0
د. الاسناد اللوجستي . اعتمدت القوات الفرنسية على المصادر المحلية في المناطق التي تم احتلالها وفي بداية الحملة تم الاعتماد على الإمداد اللوجستي الذاتي 0
هـ. المناورة . كان الجيش الفرنسي يقوم بالمناورة الكبيرة على المؤخرات والمناورة الالتفافية المنتهية بمعركة على الجناح .
و. المناورة على الخطوط الداخلية . عملت القوات الفرنسية على المناورة على الخطوط الداخلية وتتويج هذه المناورة بمعركة على موقع مركزي .
ز. استراتيجية الارض المحروقة . استخدم الروس استراتيجية الارض المحروقة حيث قاموا بإحراق المدن والانسحاب المنظم ومطاردة الفرنسيين والاستيلاء على قوافل التموين والإمداد .
ح. حرب الانصار . استخدم الروس حرب الانصار للقيام بهجمات متواصلة على الفرنسيين وعلى قوافل امدادهم وذلك اوقع خسائر فادحة بالفرنسيين وحقق معهم التوازن الاستراتيجي بعد ان كانوامتفوقين في بداية الحرب على الروس من حيث العدد والامكانيات ونتيجة لذلك تحول الروس من الدفاع الى إلى التعرض الاستراتيجي والقضاء على جحافل نابليون وإبادتها 0

مبادىء الحرب التي لم تطبق .
أ. الدفاع الثابت . لم يلجأ الروس الى الدفاع الثابت بل كانوا في انسحاب متواصل والقوات الفرنسية تطاردهم وكان هدف الروس هو جر الفرنسيين الى العمق .
ب. الهجوم المباشر . تجنب الروس الدخول في معارك وشن هجمات مباشرة على الفرنسيين وبدلا من ذلك قاموا بشن هجمات غير مباشرة على الفرنسيين تمثلت بحرب الانصار وجره الفرنسين الى العمق وذلك ادى الى استنزاف قوتهم وبالتالي اضعف قواهم ووسائلهم .
د. الاقتصاد بالجهد . قام نابليون بشن هجومه بكامل قوته دون أي اقتصاد بالجهد وذلك ادى الى تكبد القوات الفرنسية خسائر الكبيرة بنتيجة للمعارك المحدودة على طول طريق التقدم .
هـ. الادامة . تأمين الادامة وتأمين الحماية لها كان من اهم المبادىء التي كان يجب على نابليون ان يحسب حسابها الا انه لم يتمكن من توفير الاسناد الاداري لقواته في العمق الروسي نتيجة سببين الاول طول خطوط المواصلات بعد ان توغل في العمق الروسي دون ان يتزامن ذلك مع تنظيم محكم للاسناد اللوجستي لادامة القوات والسبب الثاني عدم تأمين الحماية لقوافل التموين القليلة وتعرضها لهجمات الانصار.

نتائج المعركة
الاهداف العسكرية والسياسية الاقتصادية .
أ. فرنسا . فشل نابليون في تحقيق اهدافه العسكرية او السياسية وكانت هذه الحرب هزيمة كاملة ادت الى ابادت معظم الجيش الفرنسي الذي انسحب دون تحقيق اية نتجة .

ب. روسيا . استطاعت روسيا وعلى الرغم من الاصابات الفادحة التي منيت بها ان تحقق اهدافها العسكرية والسياسية اذ تمكنت من خلال الخطة التي استخدمتها والتي اعتمدت على قطع خطوط مواصلات نابليون اغراءه على التوغل في عمق الاراضي الروسية مما ادى الى هزيمته وابادة جيشه نتيجة العوامل التي تجمعت ضدة وتمثلت بالقوات الروسية وعوامل الطقس ونقص المؤونه .

خسائر الطرفين(1) .
أ. فرنسا . تكبدت فرنسا في هذه الحرب خسائر فادحة في الارواح والمعدات اذ بلغ عدد القتلى حوالي 300 الف ، وخمسون الف جريح ، كما خسر الجيش الفرنسي كافة قطع المدفعية التي كانت بحوزته حيث دمر قسما منها وتم التخلي عن بقية قطع المدفعية اثناء عملية الانسحاب .

ب. روسيا . بلغت عدد قتلى الروس مدنيين وعسكريين حوالي ربع مليون قتيل، اما عدد الجرحى فبلغ حوالي 150 الف جريح ، وتم تكبيد الروس خسائر فادحة في الممتلكات وذلك نتجية استخدام الروس سياسة الارض المحروقة اثناء انسحابهم لجر الجيش الفرنسي الى مواقع التقتيل المناسبة في العمق الروسي .

اسباب النجاح والفشل .
أ. اسباب الفشل الجيش الفرنسي .
(1) قد تمثل فشل هذه الحملة في تبني الروس لإستراتيجية هجومية ضاربة وتوغل الجيش الفرنسي في عمق الأراضي الروسية حيث تشتت قواته وتشعبت خطوط مواصلاته0
(2) عدم قدرة نابليون تعويض خسائر نظرا لبعد خطوط مواصلاته.
(3) تعزى أسباب عدم إنتصار نابليون في بعض المعارك للتقصير في الاستطلاع والتخطيط الخاطئ وعدم احتفاظه بالاحتياط المناسب 0
(3) لقد تمثل فشل هذه الحملة أيضاً في تبني الفرنسيين لإستراتيجية هجومية ضاربة وتوغل الجيش الفرنسي في عمق الأراضي الروسية مما نتج عن ذلك :
(أ) تشتت قواته.
(ب) تشعب خطوط مواصلاته .
(جـ) عدم القدرة على تأمين الاسناد اللوجستي لقواته نتيجة طول خطوط المواصلات .
(د) حرب الانصار التي كانت تقوم بهاالقوات الروسية وتوقع بالقوات الفرنسية خسائر فادحة وتعمل ايضا على قطع خطوط مواصلاتها.

ب. اسباب نجاح الجيش الروسي .
(1) قرب خطوط مواصلاتها وقدرتها على تعويض الخسائر بسرعة عالية .
(2) جر القوات الفرنسية الى العمق الروسي .
(03) استغلال عامل الطقس .
(4) استغلال بعد خطوط مواصلات نابليون .
(5) تجنب المعارك المباشرة مع جيش نابليون الا في حالة الضرورة.
(6) الانسحاب من موسكو واتباع استراتيجية الارض المحروقة .
تأثير نتائج المعركة على الطرفين ادت نتائج هذه المعركة الى تشجيع دولا اخرى على الانقلاب على نابليون فقد انضمت بروسيا الى روسيا وشرجت جيوشهما في اوائل عام 1813 في شن حملة ضخمة بدأت بمعركة لونسين في 2 ايار 1813 وانتهت بمعركة لا يبرغ في تشرين الاول من نفس العام ، وكانت من نتيجة هذه الحرب دخول جيوش الحلفاء الى فرنسا ونفي نابليون الا انه تمكن من الهرب من منفاه وشكل جيشا خاض به معركة واترلو التي هزم بها وكانت نهاية احلامه ونهاية الامبراطورية النابليونية الى الابد .

الدروس المستفادة
من دراسة حملة نابليون على روسيا والاطلاع على استراتيجيات نابليون العسكرية بشكل عام نستخلص الدروس التالية :

أ. المفاهيم القتالية . أن أساليب نابليون ومفاهيمه في شؤون الحرب يمكن استخلاصها من ملف إنجازاته فيلاحظ أنه تحاشى النمطية المألوفة وحاول أن يطور خططه في كل حملة ومعركة بشكل لا يتمكن فيه عدوه من معرفة ما يتوقعه من نابليون، وكانت نظرياته المبنية على أساس مبادئ بسيطة وأنماط عامة من مفاهيمه الاستراتيجية ، وأساليبه كان بالإمكان تمييزها نتيجة استخلاصها من العديد من حملاته التي سبقت حملة روسيا 0
ب. الحشد . حشد قوات متفوقة في ساحة المعركة في مكان الهجوم الحاسم0
جـ. الاستخبارات . بناء الخطط العملياتية على معلومات واستخبارات ودراسات مؤكدة 0
د. استخدام المدفعية . التركيز على استخدام ميزات المدفعية بكثافة على نقطة حساسة في قوات العدو يتم اختيارها بعناية وإحداث خلل في توازنه لاستغلالها والاندفاع من خلالها لحسم المعركة 0
هـ. التعرض . التعرض الحاسم والسريع بإستغلال التفوق العددي بتثبيت الجيش النمساوي الأول على نهر اويج وإختراق نهر الراين لمهاجمة الجيش النمساوي الثاني في منطقة نهر الدانوب والوصول إلى مركز الثقل الإستراتيجي فينا (معركة اوسترلينز 1805)0
و. التفوق . إحراز التفوق من خلال عزل الجيشين الروسيين الأول والثاني وتدميرها على مرحلتين بمناورة إلتفاف كبيرة بقوة ضاربة لتطويق الجيش الأول وسحقه وبعد إحراز النجاح في هذه المرحلة يتم البدء بتطبيق نفس الاسلوب المناورة لتدمير الجيش الثاني .
ز. الانسحاب . التراجع المنظم والمتوازن وعدم إجراء أي إشتباك حاسم مع القوات الفرنسية لتشتيتها في العمق الروسي وإطالة طرق إمداداتها والقيام بعمليات التعرض الإستراتيجي المعاكس في الفرصة المناسبة 0
ح0 الحروب الدفاعية . لقد أدرك نابليون أنه لا يستطيع مواجهة القوات العسكرية للدول المتحالفة ضده ، لهذا وضع استراتيجيته على أساس عدم السماح لقوات أعدائه بالتجمع وضرب كل قوة بمعزل عن القوات الأخرى ، وهكذا خاض معركة ( بينا ) ضد بروسيا وأنتصر فيها عام 1806 ثم خاض معركة فريدلاند سنة 1807 وأنتصر فيها على روسيا كما قام بعدة اجراءات سواء بعقد اتفاقيات او باحتلال دول اوروبية اخرى لتحييدها وذلك مامهد له الطريق الى روسيا التي اعتبرها عملية سهلة سيكون النصر فيهاحليفا له الا انه لم يضعفي حسابه عوامل الطقس ومساحة روسيا الجغرافيا وخطوط المواصلات والحاجة الى الاسناد اللوجستي المتواصل عبر خطوط مواصلات طويلة بالنسبة له 0
ط0 الجبهة الوطنية . أرتكز نابليون على جبهة داخلية قوية ومؤيدة له بعد الانتصارات التي أحرزها في بداية عهده 0 وقد أدت إلى تنامي الشعور الوطني والاعتزاز بالشخصية الوطنية 0

ي0 العوامل الجغرافية .
(1) فرضت العوامل الجغرافية العديد من المعاضل الاستراتيجية على سياسة نابليون التوسعية ، وكان لهذه العوامل أثرها الواضح في فشل حملته على روسيا ، وكذلك عدم إلمامه التام بعوامل الطقس في هذه المناطق مما أثر سلباً على أداء قطاعاته العسكرية وفشلها في تحقيق أهدافها 0
(2) ان اتساع مسرح العمليات الروسي ادى الى تشتيت جهد القوات الفرنسية وفي نفس الوقت ساعد على حرية عملها و تطبيق اشكالا عديدة من اشكال المناورة الاستراتيجية الا ان هذه المناورة لم تكن محسوبة النتائج .
(2) استطاعت القوات الروسية الاستفادة من العمق الاستراتيجي وجر قوات نابليون الى عمق الاراضي الروسية وذلك شكل مناطق تقتيل مناسبة ادت الى ايقاع خسائر فادحة بجيش نابليون اثناء انسحابه .
ح. الشؤون الادارية. طبيعة الطقس في روسيا كانت تستلزم ان يكون الجيش الفرنسي مجهزات بتجهيزات خاصة تساعدة في مجابهة عوامل الطقس المختلفة وذلك كان له أثر على كفاءة الجندي الالماني ومعنوياته.

الخلاصة
ان نابليون القائد العسكري الذي استقى من جيبير الخبير العسكري المعروف المرونة والحركة كعاملين اساسيين في كل معركة وتهديد مؤخرة العدو بصورة دائمة وتركيز نيران المدفعية في نقطة حساسة من جبهة العدو لفتح ثغرة فيها لاخلال التوازن الدفاعي لدى العدو وطبقها في جميع معاركه مما كان لها الأثر الكبير في تحقيق انتصاراته اما في معركة روسيا فقد تملكه الغرور والاستهانة بقوة الخصم بالطبيعة الجغرافية للارض وطبيعة المناخ مما ادى الى هزيمته

لقد خطط نابليون للهجوم على روسيا وذلك على الرغم من نصائح مستشاريه له بالاخطار الجسيمة التي يمكن ان يتعرض لها الجيش الفرنسي نتيجة لمثل هذه الحرب ، واستمر في زيادة القوة العسكرية خلال عام 1811 م في شمال ألمانيا وفرض على بروسيا حلفاً هجومياً دفاعياً لمنعها من الانضمام إلى الروس في الصراع المقبل حيث وصل تعداد جيشه 510 الآف جندي و كان هدف نابليون من ذلك الإشتباك بأسرع وقت مع الجيوش الروسية القليلة العدد والنجاح في تدميرها على إنفراد ، كما عمل لفترة طويلة على الاستعداد اللوجستي الدقيق حيث أقيمت مستودعات ضخمة قرب الحدود الروسية وكان يهدف أيضاً من وراء ذلك من تحقيق السرعة والقوة الساحقة التي تحول دون اكتمال التدابير الدفاعية الروسية ، لقد تمثل فشل هذه الحملة أيضاً في تبني الروس لإستراتيجية هجومية ضاربة وتوغل الجيش الفرنسي في عمق الأراضي الروسية حيث تشتت قواته وتشعبت خطوط مواصلاته 0

يعتبر في مقدمة الاسباب التي ادت الى هزيمة نابليون في روسيا تهوره وعدم معرفته بجنوده ومدى تحملهم للصقيع وعدم معرفته بتعبئة الجيش الروسي .

المراجع :
قائمة المراجع
01 بسام العسلي ، نابليون بونابرت ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر .
02 العقيد محمد أسد الله صفا ، نابليون بونابرت ( دار النقاش للطباعة والنشر ) 0
03 روجر باركنسن ، ترجمة سميح عبدالرحيم ، موسوعة الحرب الحديثة ، دار المأمون ، بغداد ، الجزء الثاني 1990 .
05 العقيد محمد أسد الله صفا ، أعلام الحرب نابليون 0
06 فوزي عبيدات ، النظام العسكري في عهد محمد علي ، الطبعة الأولى 99 .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع