مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 31 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2434 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 70 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 66 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الدراســات والبـحوث والقانون > قســــم البـــــحوث باللغة العربية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


معركة ميدوي

قســــم البـــــحوث باللغة العربية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 18-02-11, 11:15 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي معركة ميدوي



 

معركة ميدوي


المقدمة

1 أثبت لنا التاريخ أن الأحـداث والمعارك البحرية القديمة منها والمعاصرة بصرف النظر عن أسبابها أو غاياتها أو نتائجها ومدى أهمية السيطرة والسيـادة على البحـار والمحيطات ، حيث كانت اليابان وأمريكا ذات قدرات بحرية هائلة ومتقدمة على العديد من دول العالم نظراً لما يملكانه من أساطيل بحرية مختلفة وعدد كبير من حاملات الطائرات والغواصات وقد دخلا هذان البلدان في عدة معارك بحرية مختلفة ومؤثرة فيما بينهما وأن أغلب هذه المعارك حدثت في المحيط الهادي وبالتحديد في جنوب وشرق القارة الأسيوية ومن أشهر هذه الأحداث هي معركة (ميدوي).

2. يمكن اعتبار جزيرة (ميدوي) لأهميتها في السيطرة على الملاحة في مياه المحيط الهادي الشاسعة، مشابهة لأهمية منطقة (جبل طارق) المسيطرة على مدخل البحر الأبيض المتوسط من اتجاه المحيط الأطلسي، وبالرغم من عدم وجود السكان فيها أصلاً (عدا الطيور البحرية) وكونها جزيرة جرداء قاحلة لا تحوي غير الأشواك الحادة كنبات وحيد ينبت فيها، ولا موارد طبيعية أو معدنية فيها، فإنها تمثل موقعاً سوقياً في منطقة المحيط الهادي من حيث سيطرتها على جميع خطوط المواصلات البحرية السائدة في ذلك المحيط.

3. وفـي 26 مـايـو 1942م غـادرت السفن اليـابانية مرفأ هاشيراجيما باتجاه ميدوي بقيادة نـائـب الأدميـرال ناجـومـا بـهدف الإستيلاء على الجزيرة وحيث بدأ زحف الأسطول الياباني إلى "مـيـدوى" وكأنه تكـرار لرحلـة "بيـرل هـاربـور"،فالعبـور كـان قـاسياً نظراً لحالة البحر الشديدة وهـبـوب الريــاح القـويـة، والأمطـار الغزيرة، والأمـواج المتلاطمة التي تجتاح أبدان الطرادات والمدمرات ، وفي 2يونيو (حزيران) 1942م توغل الأسطول الياباني في جو سيئ تكسوه غيوم منخفضة وضباب كثيف تحت سماء متلبدة بالغيوم وغدت الرؤية ضعيفة لدرجة أن الاهتداء إلى ناقلات البترول بات صعباً، فعزفوا عن عملية التزود بالوقود خوفاً من التصادم، حيث فقد التناسق فيما بينهم وفشل مخطط الإستخبارات اليابانية.

القصد

6. أن القصد من هذه الدراسة هو إلقاء الضوء على المعركة البحرية الشهيرة ميدوي وإستعراض الدروس المستفادة منها.

نبذة تاريخية

7. إن جزيرة ميدوى هي عبارة عن جزيرة صغيرة (نقطة في وسط المحيط الهادي) ولم تعنــى بأي إهتمام عبر التاريخ وذلك لصغر حجمها ولكن مع تطور البحريات خصوصا في المنطقة المحيطة بالجزيرة بدأ لها تاريخ حديث وأستراتيجي هام يتمثل في الآتي :
أ . في عام 1869م خصصت أمريكا مبلغ50 ألف دولار لتعميق وشق ممر ملا حي للسفن بين جزيرة ساند وجزيرة أيسترن. وتم وضع الأسلاك وإنشاء محطة تلغراف فيها. وتم تعيين أفراداً من مشاة الأسطول لحراسة وحماية المحطة. وفي عام 1903م أمر الرئيس الأمريكي روزفلت بوضع ميدوي تحت سيطرة ادارة البحرية الأمريكية .
ب. منذ عـام 1920م عينت بحرية الولايات المتحدة الأمريكية ناقلة وقود في ميناء ويلز لتموين المدمرات.
جـ . في عام 1934م أعلنت اليابان عدم تجديد معاهدة البحرية المؤقتة بينها وبين أمريكا والفقرات الخاصة بالدفاع المضاد ودرست البحرية الأمريكية مدى امكان استخدام ميدوي كقاعدة للطائرات المائية.
د . في عام 1935م بدأت شركة الخطوط الجوية الأمريكية في إستخدام جزيرة ساند كميناء جوي لخطوطها العابرة للباسيفيك.فبنت منزلقات للطائرات المائية ومبان جديدة وفندقا صغيرا على ضفة البحيرة وقد طارت الى ميدوي بعض الطائرات المائية البحرية من هونولولو ومار ينس وأحتلت جزيرة ساند أثناء مشكلة الأسطول في عام 1935م كأجراء سلمي لتهديد اليابان.وفي نفس الوقت بدأ مهندسو جيش الولايات المتحدة في حفر قناة للسفن بين الجزيرتين والتي استخدمت لأول مرة بواسطة كاسحة الالغام سوان عام 1940م .

و . في عام 1941م أصبحت ساند مليئة بمئات العمال كما زودت بكتيبة دفاعية من قوات مشاة الأسطول وجهزت بسرب كبير للطائرات المائية وبميناء إصطناعى وبخزانات للوقود وبالعديد من المباني الاخرى كما تم إنشاء ممر للطائرات الارضية طولة 5300 قدما في استرن ايرلاند كمابلغت قيمة الا نشاءات والمشروعات المستقبلية حوالي 250 مليون دولار.

الأسباب

10 من الجانب الياباني. في عام 1942م قرر اليابانيون السيطرة على القاعدة الجوية ميدوي التي تنطلق منها الطائرات الأمريكية لمراقبة المنطقة البحرية الشاسعة في المحيط الهادي والإيقاع بالأسطول الأمريكي الذي اعتقد فيه القائد ياماموتو بأنه اضعف من الأسطول الياباني.، واضعاً بذلك بعداً استراتيجياً في حالة تحقيق سيطرة اليابانيون علي ميدوي ستكون نقطة إنطلاق لغزو جزر هاواي ، وبإمكان القوة اليابانية (إذا ما إحتلّتها) أن تبقي القاعدة الأمريكية في (بيرل هاربور) تحت تهديد الضربات الجوية والغزو لتهديد الأمن القومي الأمريكي،

12. الجانب الأمريكي . ترى أمريكا أن اليابان أصبحت فعلا تشكل خطراً كبيراً على مصالحها القومية وكذلك تعاظم نفوذها وقوتها العسكرية ، وإحتلالها للعديد من دول شرق وجنوب القارة الأسيوية وتهديدها للقواعد الأمريكية المنتشرة هناك بخلاف الضغط البريطاني والهولندي على أمريكا لوقف إمدادات النفط لليابان وكذلك مواجهتها ووقف زحفها العسكري.

مميزات العمليات وأثرها على الطرفين

13. أضخم معركة تتقابل فيها الطائرات المحمولة على حاملات . حاملات الطائرات، ذلك السلاح السوقي العظيم، الذي اهتمت به الدول الكبرى منذ وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وطورته وأدخلت العديد منه في خدمة قواتها البحرية، وثبتت جدارته وأهميته بشكل خاص منذ بدأ الحرب العالمية الثانية سواء في مياه الساحة الأوروبية أو المحيط الهادي، واستخدمته القيادة اليابانية بجدارة وثقل كبيرين منذ ضربة (بيرل هاربر) والعمليات المتعددة التي نفذتها في المحيطين الهادي والهندي، لم تتقابل طائراتها المحمولة فيما بينها بالمئات حتى هذه المعركة (موضوع بحثنا)، ففي (ميدوي) تقابلت سبع حاملات منها، أربع لليابانيين وثلاث للأمريكيين، تحمل بمجموعها (460) طائرة مختلفة الأنواع (مقاتلة/ قاصفة خفيفة/ هجومية/ قاذفة للطوربيد)،

14. الاستخبارات . ركزت هيئات الاستخبارات اليابانية جل اهتمامها بجزيرة (ميدوي) وقاعدتها الجوية والبحرية ومنشآتها الحيوية المختلفة، فتوفرت لديها معلومات دقيقة عن كل شيء فيها، واعتبرتها كافية لخوض معركة لاحتلال الجزيرة.. أما قطع البحرية الأمريكية التي يفترض وجودها شرق (ميدوي) وفي (بيرل هاربر) فلم تعر لها اهتماماً، وبذلك أخطأت خطئأً قاتلاً، أما الاستخبارات الأمريكية، فقد استفادت من أخطائها السابقة، وخاصة في معركة (بيرل هاربر) فتوقعت هجوم اليابانيين وتابعت تحركاتهم منذ أواسط شهر مايو/ آيار، وفتحت أجهزة المراقبة والتنصت اللاسلكية وراقبت وتتبعت وحلت الشفرة وحللتها ومحصتها، فسهلت بذلك على القائد (الأميرال نيميتز) تقديره للموقف ووضعه للخطة ، وكان ضباط استخبارات القيادة الأمريكية في (بيرل هاربر) غاية في الذكاء عندما حيرهم الحرفان (أ. ف) اللذان يشيران إلى الموقع الذي يستهدفه الأسطول الياباني حتى مساء يوم 31 مايو/ آيار، حين أوعز إلى قيادة (ميدوي) لأبراق رسالة مفتوحة تذكر عطل وتوقف أجهزة تكرير مياه البحر في الجزيرة، حتى كانت نشرة الاستخبارات للأسطول الياباني الصادرة في صباح اليوم التالي تشير إلى أن (أ. ف) تفتقر إلى المياه العذبة، وبذلك كشف اليابانيون وجهة هجومهم الأكيدة. وهكذا تبقى الاستخبارات عيوناً لكل قائد يبتغي خوض معركة ناجحة.

14. التقدير المتقن للموقف . بوجود استخبارات تتقن عملها وتقدم للقائد معلومات تفصيلية عن العدو، فإنه يستطيع (إن كان قديراً) تقدير الموقف بشكل متقن، فما دام الأسطول الياباني المتوجه نحو (ميدوي) بالذات مقسماً إلى ثلاثة أجزاء تتقدمها القوة الضاربة التي تحوي أربع حاملات للطائرات كسلاح رئيسي تعقبها قوة تحوي على سفن إنزال محملة بالجنود.. إذن فالإنزال تسبقه ضربة جوية بالطائرات على منشآت (ميدوي).. ولو حرمت القيادة اليابانية من حاملات الطائرات، فإن خطة الإنزال سوف يصعب، أو يستحيل تنفيذها، إذن ينبغي أن تكون الغاية الأساسية في المعركة المتوقعة هي تدمير حاملات الطائرات إنها بحق تقدير متقن للموقف أجاده الأميرال (نيميتز)،

15. التدابير الاحترازية والاستحضارات . كانت تدابير الأمريكيين الاحترازية واستحضاراتهم غاية في الإتقان، فسواحل (ميدوي) حصنوها وزرعوا الألغام مختلفة الأنواع ونصبوا الأسلاك الشائكة ووزعوا أسلحة الإسناد وقاذفات اللهب فيها، وتابعوا تحركات الأسطول الياباني ووجهته. كل تلك التدابير والاستحضارات جعلت القيادة الأمريكية على بينة مما تعمل وما سوف تعمل.

17. المباغتة . إن المباغتة مبدأ من أهم مبادئ الحرب العشرة، والتي إذا ما حصل عليها أي طرف فسيضع الطرف الآخر في موقف ذهول يمكن استغلاله لإيقاع أكبر الخسائر به. فالمباغتة بالنسبة لليابانيين في هذه المعركة كانت مفقودة، فتحركاتهم منذ انطلاقهم من موانئهم كانت مرصودة ومتتبعة ورسائلهم اللاسلكية كانت تسترق ووجهة هجومهم الأكيدة قد كشفت، ورصدت طائراتهم قبل وصولها إلى الهدف بما لا يقل عن ثلث ساعة. أما الأمريكيون فإنهم آمنوا مباغتة تعبوية خلال سير المعركة، من جراء عدم تعريض حاملات طائراتهم للرصد الياباني مطلقاً وإبقائها بعيدة بمئات الكيلومترات عن (ميدوي)، حين زجوا بطائراتهم المحمولة فوقها من أقصى مدى لها، فبينما وصلت طائراتهم إلى المنطقة التي كانت حاملات الطائرات اليابانية مفتوحة فيها لم تستطع أية طائرات يابانية الوصول إلى الحاملات الأمريكية إلا لأخذ الثأر بعد تدمير ثلاث منها خلال خمس دقائق.

18. توخي الغاية . ويعني أن يتوخى أي طرف محارب غاية معينة لتحقيقها بتضحيات تكلف الأمة كثيراً عادة، فكل حرب لها غاية معينة تتفرع منها غايات ثانوية خلال مراحلها ومعاركها كافة يصب كلها في الغاية الرئيسية من الحرب. فماذا كانت غاية اليابانيين في هذه الحملة لقد حدد الأميرال (ياماموتو) لنفسه الغاية الرئيسية من الحملة بـ (استدراج الأسطول الأمريكي إلى المعركة وإبادته واحتلال جزيرة "ميدوي") إن اليابانيين حشدوا لتأمينها أكبر أسطول عرفه التأريخ حتى حينه، ولكن الأمريكيين بدورهم حشدوا أسطولاً مقارباً ووضعوا خطة غاية في الإتقان، وبينما اعتمد (ناكومو) على ثقل قوته الضاربة متناسياً الغاية الرئيسية، اعتمد الأمريكيون على الحركة والمناورة وتحشيد حاملات القائد الأمريكي (الأميرال نيميتز) ووضع نصب عينيه تدمير حاملات الطائرات اليابانية كغاية رئيسية للمعركة،

19. طعم للعدو . ضمن الخطوط الرئيسية التي أقرها القائد الأمريكي (الأميرال تيميتيز) كانت عبارة عن عدم ممانعة من تعرض الطائرات القديمة في ميدوي لضربة جوية كمرحلة أولى، في حين اعتبر القائد الياباني (الأميرال ياماموتو) أن أهم منشأة عسكرية في الجزيرة هي ثلاث مدارج متقاطعة والتي يعتمد عليها في حركة الطائرات الأمريكية المتحشدة في تلك الجزيرة والتي ينغبي اعتبارها الهدف الأول والأهم الذي ينبغي على القوة الضاربة اليابانية تدميره أو شله تمهيداً للإنزال. لقد أصبحت المدارج المذكورة والطائرات الجاثمة في ساحات مطاراتها شبيهة بالطعم الذي يستخمه الصياد لاستدراج صيده، وبعد ضرب المدارج وعودة طائراته إلى حاملاتها وتم إعدادها للضربة الثانية لم يضع في حساباته غير إكمال تدمير منشآت الجزيرة، لذا فإنه تمادى وربما أصابه الغرور بسبب استطاعته تدمير جميع الطائرات المعادية في (ميدوي) التي أصبحت فعلاً بمثابة طعم الصياد لقوته الضاربة.

20. التحشد (حشد القوة) . ويعني حشد القوة المقبولة في الزمان والمكان المناسبين للتأثير على الخصم. ففي الوقت الذي لا نستصغر اليابانيين لمجرد خسارتهم في هذه المعركة، إذ أنهم حشدوا قوة هائلة اعتبرت (كما ذكرنا) أضخم أسطول عرفه التأريخ حتى ذلك الوقت يضم عشرات القطع البحرية الضخمة المسلحة تسليحاً ثقيلاً يديرها أفضل مقاتلي العالم كفاءة ومعنويات وثقة بالنفس والقيادة. وإذا ما قارناها مع الأسطول الأمريكي المقابل لتفوقت عليه بشكل ملحوظ، ولكن تحركاتها كانت مكشوفة، أما الجانب الآخر لم يكن للأمريكيين غير حاملة طائرات واحدة على بعد (200-250) كيلومتراً إلى الشرق من (ميدوي) بينما كانت حاملتاها الأخريان قد تحركتا في منتصف الليل تمامامن بيرل هاربرً، حتى الساعه السابعه ، إذن فإن القوة الأمريكية المقبولة (الممثلة بحاملات الطائرات) كانت قد حضرت في الوقت والمكان المناسبين لتؤثر على العدو بعد ثلاث ساعات تقريباً من بدء المعركة، بالرغم من صغرها النسبي تجاه القوة اليابانية.

21. خطة متقنة خلال المعركة . يتم تقدير الموقف ووضع الخطة العامة لأية معركة قبل حدوثها أو عند توقعها، استناداً إلى جملة عوامل تشمل دراسة المنطقة المتوقعة وقوة العدو بشكل رئيسي وتؤمن الاستخبارات تفاصيلها ولكن تقدير الموقف وتحسين الخطة وتنسيقها أو تطويرها لا يتوقف مع بدء المعركة، بل أن سيولاً من المعلومات تتدفق إلى قيادة الطرفين وفي الساعة 0613 من يوم 4 يونيو حزيران كانت الطائرات اليابانية الأولى قد أنزلت ضربتها على (ميدوي)، في نفس الوقت الذي جلس قائد القوة الضاربة الأمريكية (الأميرال فرانك فليتشر) مع هيئة ركنه يناقش ويقدر الموقف ليتوصل إلى أن اللحظة المناسبة لمهاجمة العدو هي عندما يكون فيها أكثر تعرضاً للإصابة وربما تكون الفرصة الأكثر قبولاً عندما تهبط الطائرات اليابانية على أسطح حاملاتها حين يكون وقودها وعتادها قد نفذ وتكون حينئذ غير جاهزة لا للإقلاع الفوري ولا القتال الجوي، وأن المعروف عن (الأميرال ناكومو) من خلال التجارب التي اجتازها في المعارك السابقة أنه يجازف بجميع طائراته في وقت واحد، لذا فإن حاملاته كافة ينبغي مهاجمتها في وقت واحد وفعلاً نفذ (نيمتيز) ذلك فانتصر الأمريكيون.

22. الأمن . ، ويعني أن تضع كل قيادة تقدير موقف قبل أو خلال المعركة أو تضع خطة وتنفذها نصب عينيها أن يكون الأشخاص المهمين ضمن تسلسل القيادة (القائد الأعلى والقادة والآمرين المرؤوسين) والمعلومات ذات الأهمية وكذلك القطعات المنفذة بصورة عامة في مأمن من العدو.. ففي هذه المعركة انفتحت القوة الضاربة للأميرال (ناكومو) على بعد حوالي (200) كيلومتراً إلى الغرب من (ميدوي) وظلت ثابتة في أماكنها ساعات طويلة، وبالرغم من أن مواقعها أصبحت مكشوفة بشكل مؤكد فإن الأميرال المذكور أبقاها ثابتة بعد أن لاحظ وقوع هجمات متتالية على قطعها منذ الصباح، ذلك كان خطأه الأول، أما الثاني فبعد أن عادت طائراته جميعاً من ضرب (ميدوي) كان الواجب البديهي عليه أن يأمر بإعادة تجهيز عدد من أسراب طائراته المقاتلة بكل سرعة وإطلاقها في الجو لتأمين غطاء جوي في سماء قوته الضاربة لاعتراض أية طائرة أمريكية تتقرب نحوها،. وثمة خطأ ثالث اقترفه الأميرال المخضرم، فعندما أبلغته قيادتا حاملتي الطائرات (سوريو وهيريو) إن طائراتهما جاهزة للإقلاع بالساعة 1005، فإنه قرر شن الهجوم بجميع طائراته المتواجدة على حاملاتها الأربع في آن واحد، وظل ينتظر الخبر النهائي من الحاملتين الأخريين (كاغا وآكاغي) حتى الساعة 1020، وحين أصدر أوامره بالإقلاع لم يصبح في الجو إلا عدد قليل من طائرات (زيرو) المقاتلة متوجهة نحو (ميدوي)، حتى وقعت الكارثة الكبرى بالساعة 1025.. فلو كان قد أمر بإقلاع طائرات (سوريو وهيريو) بالساعة 1005 لكانت عشرات الطائرات في الجو خلال (20) دقيقة سبقت هجوم الطائرات الأمريكية. ، وبذلك خسرت اليابان سلاحاً سوقياً لا يمكن تعويضه إلا خلال سنين عديدة، ومال ميزان القوى لصالح الأمريكيين. كل ذلك بسبب عدم تطبيق مبدأ الأمن، وأيضاً نعود إلى العبارة المؤثرة والحكمة العظيمة (إذا كان عدوك فأراً فأحسبه أسداً).

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 18-02-11, 11:20 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مقارنة القوى

28. يتألف الأسطول الياباني في معركة ميدوي البحرية من 11 مدمرة و 8 حاملات طائرات و 22 سفينة عبارة (جوالة) و65 طراداً بالإضافة إلى 700 طائرة وهذه القوات موزعة على النحو التالي:
أ . قوة مقاتلة مؤلفة من 4 حاملات طائرات بقيادة ناكومو.
ب. قوة احتلال بقيادة نائب الأدميرال كوندو.
جـ . قوة منطقة اليوشين بقيادة الأدميرال بوشيروا هوزوغايا.
د . أسطول الغواصات بقيادة الأدميرال كوماتسو.
هـ . القوة الرئيسية بقيادة قائد البحرية الإمبراطورية الأدميرال ايزوروكو ياماموتو.

29. القوات الأمريكية. أما قوات البحرية الأمريكية التي كانت بقيادة الأدميرال نيميتز لصد هجوم الأسطول اليابني على جزر ميدوي في المحيط الهادي فتتألف من الآتي:
أ . الأسطول السادس عشر بقيادة الأدميرال سبروبانس والمؤلف من حاملتي الطائرات انتريرايزو هورنت و6 سفن جوالة و9 طرادات و 19 غواصة.
ب‌. الأسطول السابع عشر ومكون من الحاملة (يورك تاون). وسفينتين مقاتلتين و 6 قاذفات بقيادة الأدميرال فليتشر.

سير المعركة

33. في الساعة 0245 4 يونيو 1942 كانت كل قطعة بحرية يابانية في موقعها المحدد لها ضمن خطة الانفتاح ،وأطلقت الموجة الأولى من الطائرات في الساعة 0430، وبعد (15) دقيقة كانت (108) طائرة تحلق على بعد (240) كيلومتراً إلى الغرب من (ميدوي) وبنفس الوقت أقلعت (7) طائرات جو/ مائية لاستطلاع عمق وأجنحة العدو، وفي الساعة 0552 لاحظ مشغلو الرادارات الأمريكيون وجود مجموعات من الطائرات على بعد (150) كيلومتراً غرب الجزيرة، فانطلقت (26) طائرة أمريكية من مدارج (ميدوي) فوراً، ولكن عندما اشتبكت مع طائرات (زيرو) المقاتلة اليابانية، احترقت (17) منها خلال (14) دقيقة، وعادت الـ (9) الباقية إلى القاعدة بينها طائرتان فقط غير مصابتين، وفي الساعة 0613 قصفت الموجات الولى من أسراب الطائرات اليابانية قاعدة (ميدوي) الجوية، وتلتها أسراب أخرى لتدمير المنشآت الحيوية للقاعدة، وفي الساعة 0710 حددت طائرات الاستطلاع الجو/ مائية الأمريكية مواقع حاملات الطائرات اليابانية ، فتوجهت (10) طائرات هجومية إليها، أسقطت منها (7) وأصابت طائرة ثامنة.. وبالساعة 0755 اقتربت (16) طائرة أمريكية أخرى من الحاملات، دمرت (8) منها في الجو دون أن تستطيع الثماني الأخرى إصابة أي هدف. بعد ذلك مباشرة حلّقت تشكيلة مؤلفة من (15) قاصفة أمريكية ضخمة (ب-17) على ارتفاع عالٍ فوق الحاملات اليابانية استطاعت من إلقاء كامل حمولتها من القنابل الثقيلة على أهدافها، فتصاعدت من البحر مياه هائلة، فاستبشر الطيارون الأمريكيون وأخبروا قاعدة (ميدوي) بأنهم أصابوا أسطول العدو.

34. نتائج المعارك الأولى . في الساعة 0825 يوم 4 يونيو ، لم تكن أية قطعة بحرية يابانية أصيبت، بالوقت الذي دمرت فيه معظم الطائرات الأمريكية في قاعدة ميدوي الجوية أو أصيبت أو تضررت سواء من جراء قصف اليابانيين لأرض المطار أو من خلال المعارك الجوية العنيفة.. في حين لم يُشرك الأميرال (ناكومو) أكثر من ثلث طائرات قوته الضاربة، وعندما قدر الموقف أبرق إلى قائده الأعلى (الأميرال ياماموتو) الرسالة التأريخية (لقد أصبحنا سادة الجو في المحيط الهادي)، حيث كان على قناعة تامة بأن الطائرات الموجودة في قاعدة (ميدوي) هي التي يمتلكها الأمريكيون فقط.

35. تحركات الأسطول الأمريكي . في الساعة 0702 وصلتا حاملتا الطائرات (هورنيت وانتربرايز) إلى بعد (250) كيلومتراً من (ميدوي) وأصبحتا بأمرة (الأدميرال فليتشر) وفي الساعة 0806 كانت (119) طائرة متنوعة قد شكلت مجموعات قتالية متوجهة إلى (ميدوي).. وبالساعة 0838 أطلقت الحاملة (بورك تاون) (41) طائرة متنوعة أخرى ليصبح المجموع (160) طائرة محلقة في الجو. واستطاعت البعض منها التقرب إلى حاملات الطائرات اليابانية في ثلاث غارات دون أن تستطيع إصابة أي منها إلا إنه في الساعة 1000 يوم 4 يونيو حزيران لم تكن أية قطعة بحرية ضمن الأسطول الياباني قد أصيبت، ولكن الأميرال (ناكومو) كان قد أدرك بعد تقديره لعدد الطائرات التي ظهرت في سماء المعركة إن أمامه حاملتي طائرات معاديتين على الأقل، ولكنه استبشر خيراً وتفاءل لكون موقفهما قد أصبح مفجعاً بعد استنفادهما لقواهما في غارات رئيسية ثلاث غير مجدية، تكبدت طائراتها خسائر جسيمة..

37. المفاجأة الكبرى وكارثة الدقائق الخمس . بالساعة 1005 كانت الطائرات اليابانية قد أصبحت جاهزة على متن حاملتي الطائرات (سوريو وهيرويو)بعد الضربة الأولى، إلا أن الأميرال (ناكومو) كان قد قرر شن الهجوم بجميع طائرات الموجودة على الحاملات الأربع في آن واحد... فظل ينتظر الخبر النهائي من الحاملتين الأخريين (كاغا وآكاغي).. وفي الساعة 1020 أصدر أوامره بالإقلاع ، ولكن في تلك اللحظة الحرجة أطلقت مكبرات الصوت إنذاراً بقدوم طائرات أمريكية كانت في مجموعات كبيرة من طائرات (دانتلس) الهجومية الأمريكية متجهة نحو حاملات الطائرات اليابانية، وفي خلال خمس دقائق فقط (بين الساعة 1024 وحتى 1029) استطاعت إصابة ثلاث منها (كاغا، أكاغي، سوريو) بالقنابل في أمكان حساسة أدت إلى اشتعال النيران فيها واحتراق طائراتها وانفجار مستودعاتها شيئاً فشيئاً. فكانت خمس دقائق من صباح يوم 4 يونيو حزيران 1942م كافية لتحويل النصر الياباني الكبير الذي رفرف رايته منذ الفجر وحتى الساعة 1024 إلى كارثة غيرت ميزان القوى البحري في المحيط الهادي لصالح الولايات المتحدة،

38. اليابانيون يحاولون الثأر . أصاب الذهول والانهيار شخص الأميرال (ناكومو) عندما شاهد أعمدة الدخان تتصاعد من حاملات طائراته الثلاث في وقت واحد، وتم تعيين الأميرال (ياماكوشي) قائد الحاملة (هيريو) بدلاً منه، فقدّر أن لديه من البوارج والمدمرات ما تكفي لمواصلة القتال إضافة لحاملة الطائرات الضخمة، فخطط فوراً للثأر، ففي الساعة 1330 من نفس اليوم انطلقت (48) طائرة متنوعة من سطح الحاملة المذكورة، وفي الساعة 1435 كانت حاملة الطائرات الأمريكية (يورك تاون) قد أصيبت بأربع إصابات مباشرة واحترقت، ولكن كانت المقاتلات (زيرو) قد أبيدت سواء بأسلحة م ط أو أثناء القتال الجوي مع الطائرات الأمريكية.

39. الأمريكيون ينهون معركة (ميدوي) . بقيت لدى الأمريكيين حاملتا طائرات، ولكن على متنها ما مجموعه (24) طائرة هجومية فقط، وهي كل ما سلمت من مجموع (210) طائرة متنوعة، ففي الساعة 1700 أصدر الأدميرال (فليتشر) بإطلاقها نحو الحاملة اليابانية (هيريو) التي كان عليها أن تدافع عن نفسها بمدفعيتها فقط حيث لم تبق لديها (كما ذكرنا) أية طائرة مقاتلة، ولكن المدفعية بدون طائرات لم تكن فعالة بدرجة كافية تستطيع منع اقتراب طائرات هجومية من الحاملة التي أصيبت بالساعة 1803 بأربع قنابل مؤججة فيها النيران، في حين أبرق (فليتشر) إلى قائده الأعلى (نيميتز) تقرير النصر النهائي: (لقد غدوت سيّد الجو في المحيط الهادي).

40. الجميع يعود إلى اليابان . عقد الأميرال (ياماماتو) اجتماعاً مع هيئة ركنه ليلة 4/5/ يونيو حزيران، فكان من رأي الأكثرية متابعة العمليات وشن هجوم بري كاسح على جزيرة (ميدوي)، وبحري واسع على الأسطول الأمريكي "مهما كلّف الأمر) وأن ينقض الأسطول الياباني ببوارجه ومدمراته على الأمريكيين ويحطمهم ثأراً لفقدان السيطرة على الجو، ولكن القائد الياباني ذا الخبرة العريقة والإدراك الواسع فـي شؤون الحرب والحياة، كان يدرك أكثر من الضباط الشبان إن السفن العائمة تعتبر عاجزة إذا ما أصبـحـت تحت رحمة الطائرات المعادية، وإن ما تقترحه هيئة الأركان سيؤول إلى خسائر أكبر وإلى مزيد من الضعف الذي يحل باليابان، سيما وإنما على طريق حرب طويلة مع الأعداء، وإن شجاعة القائد تكمن فـــي اتخـاذه لقــرارات صائبة بعد تقدير للموقف وليس في مجرد المجازفة وتقبل الخسائر، ففي الساعة 0200 يوم 5 يونيو حزيران 1942 أصدر الأميرال (ياماموتو) قراره: "الجميع يعود إلى اليابان".

نتئاج المعركة

41. تعتبر معركة (ميدوي) التي دارت في المنطقة المسماة باسم جزيرة (ميدوي) نفسها خلال نهار واحد من يوم 4 يونيو حزيران 1942 معركة فاصلة حاسمة غيرت وجه تأريخ الحرب في المحيط الهادي، أوسع محيطات العالم السبعة، بين أسطولين ضخمين عدداً وعدة، وتمخضت نتائجها في تغيير ميزان القوى الجوي/ البحري خلال سنتي الحرب التي تواصلت بين اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية، وانتهت هذه الحرب البحرية الشهيرة في التأريخ فقد خسر اليابانيون فيها 3500 رجل و 4 حاملة طائرات وسفينة مقاتلة و 332 طائرة ونسبة عالية جداً من أمهر وأجدر الطيارين، أما الأمريكيون فقد خسروا 307 رجل وحاملة طائرات واحدة 220 طائرة لكنهم بدأوا يشعرون بالاعتزاز إذ أن معركة ميدوي غيرت من مسار الحرب في المحيط الهادي.

الدروس المستفادة

42. هناك العديد من الدروس التي يمكن الاستفادة منها والمتمثلة في العديد من الأمور والقرارات والإجراءات التي ساهمت كثيرا في تغيير مجريات المعركة ونذكر بعضا منها:
أ. كانت القوات اليابانية تشن أكثر من حرب في مناطق بعيدة ومختلفة وفي نفس الوقت أشتبكت مع القوات الأمريكية في ميدوي ويعتبر ذلك تشتيت للجهد.
ب. أخطأ قائد الأسطول الياباني (ناكومو) عدة أخطاء من أهمها عدم الإلتزام بالوقت المتفق علية مع قائد حاملات الطائرات الأخرى وإطلاق طائراته للإغارة على ميدوي قبل الوقت المتفق عليه لأكثر من عشرون دقيقة .
جـ.. قدرة الأمريكيين على فك رموز الشيفرة اليابانية وتحليلها جيداً ومعرفة نواياهم ومعرفة التشكيلات اليابانية وتوقيتاتهم .
د. كانت جميع التحركات والاتصالات اليابانية مكشوفة من قبل الأمريكيين والذي كان له الأثر السلبي على المباغتة التي كان ينوي اليابانيين شنها ضد الأمريكيين.
هـ. ركزت الإستخبارات اليابانية على جزيرة ميدوي فقط وتجاهلت القوات الأمريكية الأخرى المنتشرة في المحيط وما هو مدى سرعة استجابتها.
و. الخلط لدى اليابانيين بين الغايات والأهداف والأولويات في معركة ميدوي هل هو تدمير الأسطول الأمريكي هناك أو إحتلال الجزيرة والسيطرة عليها؟
ز. عدم تغيير خطط وتكتيكات القتال اليابانية المتبعة مما ساعد الأمريكيين في اختيار الفرص المناسبة لهم ومهاجمة اليابانيين وتكبيدهم خسائر كبيرة.
ح. إن معرفة المنطقة وحالة الطقس كان سبب لكبير في تفوق الأمريكيين.

ط.كان سبب تفوق الأمريكيين على اليابانيين هو معرفتهم بالمنطقة وحالة الطقس فيها مما جعلهم يتصنتون على كل بث من السفن .وكان ذلك من صالحهم.

الخلاصة

44. من خلال ما تم استعراضه نستخلص ما هو مدى أهمية البحار والمحيطات لدى العالم وكيف كان التسابق المحموم بين الجميع كلا حسب إمكانياته وقدراته لتأمين سيطرة فعالة ومؤثرة على أعالي البحار ، والمتمثل في بناء وامتلاك قوات بحرية مؤهلة ، وتأمين عدة قواعد وموانئ يمكن من خلالها تأمين السيطرة ، والانتشار السريع ، وتنفيذ جميع المخططات والاستراتيجيات المختلفة .

45. معركة ( ميدوي ) تعتبر من المعارك الفاصلة في التاريخ العسكري بشكل خاص ، ففي صباح يوم 4 يونيو حزيران 1942م كانت القوات اليابانية تتمتع بتفوق جوي وبحري كبير في المحيط الهادي مؤمنة لنفسها حرية الحركة الكاملة في المحيط ، عندما مالت إحدى كفتي الميزان لصالح أمريكا في خمس دقائق نهاراً ذلك اليوم وكانت القوات اليابانية اقرب من أي وقت لتحقيق النصر الكبير والنهائي والقضاء على أهم القواعد الأمريكية في المحيط الباسيفيكي إلا إن ذلك لم يحصل واستطاع الأمريكيين تدمير وإغراق جزء كبير من القوات اليابانية وانسحاب ما تبقى من الأسطول الياباني بعيدا عن مسرح العمليات باتجاه اليابان مخلفين ورآهم العديد من الخسائر والقتلى وكان ذلك بسبب ضعف الإستخبارات التي أدت إلىضياع الإستراتيجية اليابانية في المنعرجات، فقد تبين أنها غير صالحة لتركيز الجهود الذي قوم عليه جوهر الفن العسكري، فلم تكن حملة الجزر في الواقع سوى إضعاف للمخطط الرئيسي ألا وهو إحتلال ميدوي. كما أصيب الجانب الأمريكي أيضا بالعديد من الأضرار والخسائر .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع