مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 25 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2421 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


القوة الذكية في الفكر الأمريكي

قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 11-11-09, 04:28 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي القوة الذكية في الفكر الأمريكي



 

القوة الذكية في الفكر الأمريكي

د. شريف علي محمد

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شعار النازية على العلم الأمريكيالمقصود بالقوة الذكية هي تلك القوة التي تجمع ما بين القوتين: الناعمة، والخشنة؛ فبالقوة الناعمة يمكن تحقيق الأهداف المرجوة عن طريق الترغيب والجذب، لا الإكراه أو الشراء. وتشمل الموارد التي تتألف منها القوة الناعمة لدولة ما: ثقافتها القادرة على جذب الآخرين، وقيمها، حين لا تشوهها الانحرافات والسلوكيات الملتوية، فضلاً عن سياساتها الرشيدة.

وفي أمريكا، مثّلت عبارة (القوة الذكية) إضافة إلى كتاب المصطلحات الدبلوماسية في أعقاب غزو العراق عام 2003م، لكن لا جديد في ذلك، لأن مهمة الدبلوماسيين كانت تنحصر دائماً في استخدام عبارات مهذبة وجذّابة في الحديث، كي يحققوا بها ما يريدونه، فإذا لم يتمكنوا من تحقيق غاياتهم من خلال الكلام، فإنهم لا يتورعون عن اختلاق المشكلات من أجل تحقيقها.

وللتوفيق بين القوة الناعمة والقوة الخشنة، يمكن اللجوء إلى القوة الذكية، أي الربط بين التسامح والشدة؛ فبالقوة الناعمة تكون أمريكا قادرة على ما تريد عن طريق الإغراء بدلاً من القسر، وبالعلاقة مع الحلفاء، والمساعدات الاقتصادية، والتبادل الثقافي مع الدول الأخرى، وخلق رأي عام مواتٍ لها، والاعتماد على الشرعية وخلق المصداقية بالخارج. وقد ارتبط بذلك بروز التعبير عن العامل الثقافي، ونشر الثقافة الأمريكية، ودعم التحالف مع الأوروبيين، والاعتماد على المعتدلين، مع (التلويح الدائم) بإمكان استعمال القوة.

ولقد قال الرئيس الأمريكي (أوباما) في خطاب تنصيبه: "إن قوتنا تنمو من خلال استخدامنا الحصيف لها، وإن منشأ أمننا هو عدالة هدفنا وحسن قدوتنا وكبح جماحنا". وقبل أسبوع واحد من التنصيب، قالت وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) أثناء جلسة استماع الكونجرس التي عقدت للمصادقة على توليها لمنصبها الجديد: "ليس في وسع أمريكا الانفراد بحل أكثر المعضلات العالمية ضغطاً، وليس في مستطاع العالم حل المعضلات نفسها بعيداً عن الدور الأمريكي، وهذا ما يلزمنا باستخدام مايسمى بالقوة الذكية المؤلفة من مجموعة من الأدوات التي لاتزال رهن تصرفنا".

صحيح أن الرئيس (أوباما) تولى مهامه في ظروف دولية مضطربة، صعبة المراس، شهدت فيها سمعة أمريكا وصورتها تراجعاً دولياً خطيراً، ولكن، لنذكر أن ظروفاً مماثلة كانت قد سادت في عام 1970م أثناء حرب فيتنام، استقطبت فيها أمريكا كراهية الجزء الغالب من العالم، لكن مع مرور الزمن وتغير السياسات، تمكّنت أمريكا من تحسين صورتها، واستعادة دور قوتها الناعمة، وهذا ما يمكن تكراره ثانية في ظل الإدارة الجديدة.
ويأمل الرئيس الأمريكي (أوباما) في فتح صفحة جديدة مع العالم، وذلك بعد أن تضرّرت صورة الولايات المتحدة في الخارج كثيراً بسبب سياسات الرئيس (جورج بوش الابن)، التي اعتمدت على عسكرة السياسة الخارجية، عبر اعتمادها على الخيار العسكري بدلاً من القوة الناعمة في معالجة الأزمات على الصعيد الدولي.
وتشير استطلاعات الرأي العام العالمي إلى تراجع خطير لقوة أمريكا وقدرتها على جذب الشعوب في كل من أوروبا وأمريكا اللاتينية، وبخاصة شعوب العالم الإسلامي، ولما كان سهلاً على أية دولة أن تغيّر سياساتها أكثر من أن تغيّر ثقافتها، فإن في وسع (أوباما) أن ينتهج من السياسات ما يساعده على استعادة بعض ما خسرته أمريكا من قوتها الناعمة.

يجدر بالذكر أن وزير الدفاع الأمريكي (روبرت جيتس) قد أجاد الحديث عن ضرورة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للقوة الناعمة، إن أرادت حقاً خدمة مصالحها القومية. وربما تتخذ القوة الناعمة هذه أشكالاً شتى، إلاّ أنها تعني بالدرجة الأولى استخدام الثقافة والقيم والأفكار، لاجتذاب الشعوب الأخرى، وكسب قلوبها وعقولها، بدلاً من قهرها بواسطة القوة العسكرية والتهديدات الاقتصادية.
وعقب نهاية الحرب الباردة مباشرة، كانت الولايات المتحدة قد دمّرت ترسانة قوتها الناعمة، مما يلزمها الآن بإعادة بنائها من الصفر تقريباً، وعلى سبيل المثال، تشير استطلاعات الرأي العام في منطقة الشرق الأوسط، إلى انعدام الثقة في نوايا أمريكا تجاه دول المنطقة، بينما يسيطر القلق من أن تكون واشنطن عازمة على فرض هيبتها العسكرية عليها.

وفي معرض بحث هذه القضية، صدرت دراستان في الفترة الأخيرة، الأولى: عن مركز السياسة العالمية بعنوان: (تغيير المسار: مقترحات تغيير تسليح السياسة الخارجية الأمريكية)، تتناول كيفية تحويل دفة السياسة الخارجية وتخليصها من الطابع الهجومي الذي طغى عليها، أما الثانية: فهي صادرة عن الأكاديمية الأمريكية للدبلوماسية بعنوان: (ميزانية الشؤون الخارجية للمستقبل إصلاح خدمة مجوّفة).

والتوصيات التي خرجت بها الدراستان تتشابه إلى حدٍ كبير، فكلتاهما تحذّر من مخاطر عدم الالتفات إلى الوسائل الدبلوماسية الأمريكية، وتنبّه لضرورة تفعيل الدور الدبلوماسي للولايات المتحدة عبر وزارة الخارجية الأمريكية، والدبلوماسية العامة، والمساعدات الاقتصادية، وعمليات إعادة البناء، وعمليات التدريب.
ونتيجة للانخفاض في الميزانية الدبلوماسية، تراجعت الحركة الدبلوماسية الأمريكية وبرامج الدعم والمساعدات الخارجية التي تقود قاطرة السياسة الخارجية بشكل كبير، وأصبحت تعاني من نقص خطير في الكوادر البشرية، والنشاط القنصلي، وبرامج التنمية، والدبلوماسية العامة، بعد أن وضع البيت الأبيض البنتاجون على رأس سلّم صناعة القرار المتعلق بشؤون الأمن القومي الأمريكي، وهو ما اعترف به وزير الدفاع الأمريكي في خطاب له في نوفمبر 2007م، من أن تمويل برامج الشؤون الخارجية غير العسكرية لايزال ضئيلاً، مقارنة بحجم الإنفاق على الجيش الأمريكي، وقال إنه من الضروري زيادة الميزانيات المخصصة للأدوات المدنية للأمن القومي.

وكان لتلك السياسة التي تعتمد بصورة أكبر على القوة العسكرية على حساب العمل الدبلوماسي كثير من الآثار السلبية التي لم تقتصر على تراجع مكانة وصورة الولايات المتحدة عالمياً، فكثيرون خارج واشنطن ينظرون إلى الولايات المتحدة على أنها قوة لا تقيم وزناً للقانون الدولي بعد أن كانت نموذجاً رائداً للعالم أجمع في الحرية، هذا فضلاً عن الخسائر على الداخل الأمريكي، لاسيما الاقتصادية، ناهيك عن البشرية؛ فخلال فترتي الرئيس (بوش) زادت ميزانية الدفاع بصورة تقترب من المستوى الذي كانت عليه إبان الحرب العالمية الثانية.
كما أضرّت هذه السياسة التي تقوم على مبدأ الهجوم وليس الدفاع بالمصالح القومية الأمريكية، حيث غرق الجيش الأمريكي في المستنقع العراقي، ولم ينعم الأمريكيون بالأمن المفترض أن يشعروا به، كما أعلن أقطاب المحافظين الجدد الذين تبنّوا النهج العسكري والقوة على الصعيد الخارجي.

ولا تقتصر آثار عسكرة السياسة الخارجية على الصعيد الخارجي فقط، بل كان لها جملة من الآثار على الداخل الأمريكي، لاسيما القطاع الاقتصادي الذي يحمل كثيراً من أعباء تلك السياسة القائمة على العسكرة.
ولهذا، أوصت الدراسات الرئيس الأمريكي الجديد باعتماد سياسة خارجية عالمية تقوض دور وزارة الدفاع، وتبدأ هذه السياسة بسحب القوات الأمريكية من العراق، والاعتماد على أجهزة المخابرات وأجهزة فرض القانون لمواجهة الأخطار الإرهابية، وتحويل الإمكانات العسكرية من العمليات القتالية إلى عمليات حفظ الأمن والاستقرار.

وتقترح الدراسة على وزير الدفاع خفض ميزانية البنتاجون بنسبة (20%) على مدار السنوات الأربع القادمة، والتي يمكن اقتطاعها من الميزانية المخصصة للحرب الأمريكية في العراق، وبرامج الصواريخ الباليستية الدفاعية، وتقليل دور البنتاجون القيادي في الحرب على الإرهاب، فضلاً عن الاستعانة بقوة قتالية صغيرة الحجم لمواجهة أية أخطار مستقبلية.

وفي مقابل ذلك، تدعو الدراسة إلى إعادة بناء وزارة الخارجية، وذلك عن طريق زيادة أعداد الدبلوماسيين في الخارج، والاهتمام بمهارات الكادر الدبلوماسي، والتوسّع في عمليات تدريبهم وإكسابهم لغات مختلفة، ومضاعفة ميزانيات مساعدات التنمية لمكافحة الفقر، والاهتمام بالدبلوماسية العامة.

وتشير الدراسة إلى أن ميزانية الخارجية تقلّصت كثيراً في تسعينيات القرن الماضي، مستشهدة بذلك بتوقّف الوكالة الأمريكية للإعلام، المهتمة بشؤون الدبلوماسية العامة، وخفض أعداد الموظفين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بسبب نقص التمويل، وذلك طوال العقود الثلاثة الماضية، حيث انخفضت من (4300) موظف عام 1975م إلى (2200) عام 2007م.
ولكن الدراسة تشير إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كانت تحظى بوجود أكبر في الخارج إبان الحرب الباردة مما هي عليه اليوم؛ فالقائمون على الوكالة يشكّلون أحد الأذرع القوية للقوة الناعمة التي تملكها الإدارة الأمريكية، فوكالة التنمية هي الوجه الأكثر وضوحاً لواشنطن في عديد من دول العالم، ويمتد تأثيرها إلى داخل المجتمع المدني الذي تتفاعل معه يومياً، فيما يميل السفراء والملحقون العسكريون التابعون لوزارتي الخارجية والدفاع، إلى البقاء في عواصم العالم.

وعلى الرغم من أن ميزانية وزارة الخارجية زادت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، إلاّ أن معظم هذه الزيادات ذهبت لتدعم وزارة الدفاع في حرب العراق، والحرب على الإرهاب، حتى أن الميزانية المطلوبة للخارجية للعام 2007 2008 2007 2008 م كانت (36) مليار دولار فقط، وهي أقل من الميزانية التي تخصصها وزارة الدفاع لبرنامج الرعاية الصحية للجنود.
ولهذا، توصي الدراسة التي وضعها (14) دبلوماسياً سابقاً في الأكاديمية الأمريكية للدبلوماسية بالإسراع في إعادة بناء الكادر الدبلوماسي الأمريكي في الخارج، وزيادة عدد الدبلوماسيين والمتخصصين في عمليات التنمية بحوالي النصف خلال الخمسة أعوام المقبلة، بتكلفة تصل إلى (3) مليارات دولار إضافية، بخلاف الميزانية المحددة لذلك بالفعل.

واقترحت الدراسة تحويل الميزانية المخصصة للبنتاجون، المتعلقة ببرامج المساعدة الأمنية، والتي تصل إلى (800) مليون دولار، إلى وزارة الخارجية، كما توصي بزيادة عدد الموظفين الدبلوماسيين بنحو (4735) ألفاً في الفترة من 2010 2014 2010 2014 م، أي أن يصل حجم النمو إلى (46%)، متزامناً مع زيادة عمليات التدريب، وإعداد الموظفين الدبلوماسيين، وهو مايتطلب زيادة قدرها ملياري دولار سنوياً في الميزانية.
وخلصت الدراسة إلى أهمية تعزيز العلاقات الدبلوماسية والقنصلية بين الولايات المتحدة ودول العالم، ومع المنظمات الدولية، وتوسيع برامج الدبلوماسية العامة، وبخاصة عمليات التبادل الثقافي والأكاديمي، فضلاً عن زيادة التمويل، لكي يتمكن السفراء الأمريكيون من التعامل مع الطوارئ الإنسانية والسياسية التي تساعد في بعض الأحيان على تحسين وجه أمريكا.

وقد استنتجت لجنة دراسة القوة الناعمة ب (مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية) أن صورة أمريكا ونفوذها قد تراجعا عالمياً خلال السنوات الأخيرة الماضية، وأنه على أمريكا أن تبدأ بالتحوّل من تصدير الخوف إلى إلهام شعوب العالم بالتفاؤل والأمل. ولم تكن تلك اللجنة هي الوحيدة التي انفردت بالتوصّل إلى ذلك الاستنتاج، فقد دعا وزير الدفاع الأمريكي (روبرت جيتس) إلى ضرورة أن تخصص أمريكا المزيد من المال والجهد لأدوات القوة الناعمة، بما فيها النشاط الدبلوماسي والمساعدات الاقتصادية والاتصالات، طالما أنه ليس في مقدور القوة العسكرية وحدها حماية المصالح القومية الأمريكية. وأشار (جيتس) إلى أن الجيش الأمريكي ينفق ما يقارب نصف تريليون دولار سنوياً عدا عن حربي العراق وأفغانستان على عملياته، قياساً إلى (36) مليار دولار سنوياً فحسب، هي كل الميزانية المخصصة لوزارة الخارجية، وورد على لسانه قوله: "إنني هنا للدفاع عن تعزيز قوتنا الناعمة، ودمجها بمستوى أفضل وأكثر فاعلية، في قوتنا الخشنة".

والحق أن تأثيرات وتداعيات هجمات 11 سبتمبر، قد انحرفت بأمريكا عن مسارها وتقاليدها في استخدام قوتها الناعمة. وعلى رغم صحة القول إن الإرهاب لايزال مهدداً جدياً، فإن المغالاة في الاستجابة لخطره، ألحقت ضرراً بأمريكا ومصالحها أكبر مما فعل الإرهابيون، ويستدعي إنجاح الجهود الأمريكية المبذولة ضد الإرهاب إيجاد استراتيجية وأدوات أفضل للعمل ضده من (الحرب على الإرهاب)، وفي وسع التزام أمريكا بنشر ما فيه خير العالم كافة ما يوفّر ذلك البديل المطلوب.

 

 


 

   

رد مع اقتباس

قديم 11-11-09, 04:29 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

كسب حرب أفكار

في إطار الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية لكسب الحرب على الإرهاب، أصدر البنتاجون وثيقة جديدة أُطلق عليها اسم (خريطة الطريق للاتصالات الاستراتيجية)، وتتبنى الوثيقة الجديدة مبدأ أهمية التعامل مع المعلومات والتواصل مع الآخر بصورة أكبر من التركيز على ترويج المصالح الأمريكية بصورة مباشرة.

وجاء استحداث هذه الوثيقة في الوقت الذي يزيد فيه أعداء الولايات المتحدة من استخدام التقنيات الحديثة لتوصيل رسائلهم لكل العالم، إضافة إلى استخدام الانترنت كوسيلة لتجنيد المزيد من الإرهابيين ولجمع الأموال والتبرعات للإنفاق على خططهم الهادفة إلى إلحاق الضرر بالولايات المتحدة.

ولم يكن إصدار هذه الوثيقة بالأمر السهل على البنتاجون، فقد تمّت كتابة عشر مسودات قبل الوصول إلى الوثيقة الحالية، وعلى عكس الرأي القديم الذي ساد الإدارة الأمريكية منذ أحداث 11 سبتمبر، تدعو الوثيقة الجديدة إلى ضرورة التواصل مع الآخر، وخلق ثقافة جديدة، تركّز على ضرورة فهم أن الاتصالات الاستراتيجية ليست فقط هي الحرب النفسية، أو حرب المعلومات، بل هي شأن أوسع، يضم كل ما سبق.

والوثيقة الجديدة تعرض استراتيجية جديدة لوزارة الدفاع الأمريكية، تمتد إلى 15 عاماً قادمة، وتدعو إلى اتخاذ عدة خطوات، وقد تم البدء بتنفيذ البعض منها، مثل تكوين لجنة تتألف من (16) عضواً للبحث في المواضيع الهامة المطروحة، ومنها: كيفية التعامل المعلوماتي حول قضايا، مثل: قضية موانئ (دبي)، أو قضية انتشار الصواريخ الباليستية. وهناك لجنة أخرى تتكون من أربعة أعضاء: (رئيس هيئة الأركان المشتركة، ونائب وزير الدفاع للسياسات، ومساعد وزير الدفاع للشؤون العامة، ومدير الاتصالات الاستراتيجية بهيئة الأركان العامة) يتولون النظر في كيفية التعامل مع هذه القضايا ومحاولة حلها.

وترمي الوثيقة الجديدة إلى تحقيق أهداف البنتاجون عن طريق ثلاث مراحل أساسية:

المرحلة الأولى: تتمثل في تحسين عملية التواصل وإيصال الأفكار الأمريكية عن طريق وسائل الإعلام، وتكثيف مزيد من الجهود من الجانب الأمريكي لتبليغ مقاصد أمريكا وإيصال صوتها إلى الخارج، حيث إن البنتاجون لم يتوصل بعد إلى الطريقة المثالية التي يستطيع من خلالها توظيف وسائل الإعلام توظيفاً كاملاً لإبلاغ مقاصده؛ فالولايات المتحدة في حاجة إلى بذل المزيد من الجهود حتى تتمكن من كسب حرب الأفكار ضد الإرهاب، ووزارة الدفاع بدأت منذ صيف عام 2004م النظر في بدائل استراتيجية عديدة حتى تم التوصّل للوثيقة الحالية.

أما المرحلة الثانية: فتتمثل في استخدام المرونة في التعامل مع كيفية إيصال الأخبار إلى الرأي العام العالمي، ودائماً ما عانت وزارة الدفاع الأمريكية من جدل حقيقي بين وحدة الشؤون العامة، وهي التي تتعامل مع وسائل الإعلام، وبين وحدة الحرب النفسية، ومؤخراً أُثير جدل كبير حول اختصاصات كلٍّ منهما.

والمرحلة الثالثة: تتلخص في إزالة كل العوائق التي من شأنها أن تعرقل الجهود التي يقوم بها البنتاجون لكسب حرب الأفكار على الإرهاب؛ فعمليات الإرهاب هي من العمليات العسكرية التي تستهدف نقاط القوة الاستراتيجية لدى العدو بقصد إضعافه، ولكن هذا التعريف لا يقتصر على الجوانب العسكرية والاستراتيجية فقط، بل يتعدى ذلك إلى المدنيين، وتوجد عدة صعوبات تقف في طريق عملية التواصل، مما يجعل مهمة موظفي البنتاجون صعبة وشبه مستحيلة على عين المكان، ولذلك، فإنهم يفضلون التخطيط لعمليات المعلومات مسبقاً بالبنتاجون، حيث يمكنهم أن يجدوا حلولاً مسبقة لكل المشاكل المنتظرة.

إن التخطيط لما سُمِّي ب (عمليات المعلومات) يتطلب وقتاً طويلاً، وهذه السياسة التي ترتكز بقدر كبير على التواصل تستحق العناء، لأنها تمكّن الجنود من معرفة مهماتهم بدقة، مما يجعل منهم عنصراً فاعلاً في حرب الأفكار ضد الإرهاب، ومن الضروري أن تتحدى هذه السياسة الصعوبات التقليدية، وأن توجد حلولاً فعّالة، تسهّل عملية التواصل وتجعلها نافعة.

وعلى سبيل المثال، يُتوقع أن تدفع وزارة الدفاع الأمريكية للمقاولين الخاصين مبلغاً قدره (300) مليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، لتمويل إنتاج برامج إخبارية وترفيهية للجمهور العراقي، والهدف من هذه الجهود كما يُقال، هو التواصل مع الشعب العراقي وإلهامه، والتأثير عليه بما يحفّزه على دعم الأهداف التي ترمي إليها الحكومتان الأمريكية والعراقية معاً. وفي وسع هذه الجهود أن تثمر وتحقق نتائج قوية، فيما لو أحسن القيام بها في إطار استراتيجية أوسع للتواصل، تهدف إلى حفز العملية السياسية والمصالحة الوطنية هناك، فضلاً عن تعزيز التنمية الاقتصادية.

رؤية وزير الدفاع الأمريكي

يرى وزير الدفاع الأمريكي أن نواة استراتيجية البنتاجون القومية الدفاعية هي الموازنة بين السعي إلى انتزاع الغلبة في النزاعات الحالية، وإعداد العدة لخيارات أخرى، ودمج خبرات مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري الأجنبي في إطار المؤسسات، والمحافظة على التقدم العسكري والاستراتيجي التكنولوجي والتقليدي، والتمسّك بالخصائص الثقافية التي كانت وراء نجاح القوات المسلحة الأمريكية، والتخلّص من تلك التي تُعيق أداءها، وليس في وسع الولايات المتحدة تبديد مخاطر الأمن القومي من طريق رفع موازنة الدفاع، فعلى وزارة الدفاع تحديد أولويات استراتيجية، واحتساب جدوى اللجوء إلى المساومات وتقويم فرص نجاحها، وكلفة هذا النجاح.

وفي رأي وزير الدفاع الأمريكي أن ما يُعرف بالحرب على الإرهاب هو امتداد حملة مواجهة بين قوى الاعتدال وقوى العنف والتطرف، وكفة التدخل العسكري المباشر راجحة في ميزان مكافحة الإرهابيين والمتطرفين، ولكن القوة العسكرية وحدها لا تعبّد الطريق إلى الانتصار أمام الولايات المتحدة، ويجب أن ترفق العمليات العسكرية بإجراءات ترسي أسس الحكم العادل، وتطلق خططاً اقتصادية، تحرّك عجلة النمو، وتذلل المشكلات التي تبعث الاستياء في الأوساط التي يجنّد فيها الإرهابيون أنصارهم.

وأغلب الظن لدى وزير الدفاع الأمريكي أن الولايات المتحدة لن تكرر تجربتي العراق وأفغانستان في القريب العاجل، وستعزف عن انتهاج سياسة قلب الأنظمة، وبناء الأمة على وقع القصف؛ فالولايات المتحدة أمام تحديات، وحريّ بها انتهاج استراتيجية تحول دون تفاقم المشكلات، ودون تحوّلها إلى أزمات كبيرة قد تستدعي تدخلاً عسكرياً من طريق تعزيز قدرات الحكومات الحليفة، الأمنية والعسكرية، للحيلولة دون اتخاذ الإرهابيين الدول (الفاشلة) ملاذاً آمناً ولجوئهم إليها.

ويعترف وزير الدفاع الأمريكي بأن بلاده أخفقت، وجهاز أمنها القومي، في الرد على تحديات طارئة رداً متوازناً؛ فالأمن القومي الأمريكي ينوء بثقل نتائج سياسات خاطئة، تواطأت في تسعينيات القرن الماضي السلطتان التشريعية والتنفيذية على ارتكابها، وقوّضت وسائل بسط نفوذ أمريكا في الخارج من طرق خفض التمويل أداء هذه الوسائل؛ فوزارة الخارجية أوقفت استخدام موظفين جدد في مكاتب الخدمات الخارجية، وانخفض عدد العاملين في وكالة التنمية الدولية الأمريكية من (15) ألف موظف دائم، في أثناء حرب فيتنام إلى أقل من (3) آلاف موظف، وشُلَّ عمل جهاز المعلومات الأمريكي وشُطر قسمين، وهمّش دوره في وزارة الخارجية. ومنذ هجمات 11 سبتمبر إلى اليوم، سعى (كولن باول) وزير الخارجية في ولاية (بوش) الأولى و (كونداليزا رايس) وزيرة الخارجية في ولاية (بوش) الثانية إلى بعث دور وزارة الخارجية، والعدول عن السياسات السابقة، ولا يترتب على ترجيح كفة وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية الأمريكية إعفاء القادة العسكريين من مهمات حفظ الأمن وإرساء الاستقرار، فبحسب (كلاوزفيتز) يفترض النصر في الحرب بلوغ غاية سياسية، أي تدمير بيت العدو، وإزالة الدمار، وإعادة بناء المنزل، ولذا، رفعت موازنة قسم العمليات الخاصة العسكرية، وزيدت معدلات التجنيد.

ويرى وزير الدفاع الأمريكي أن بلاده تواجه تحديات أمنية في العالم؛ فروسيا والصين كلتاهما زادت معدلات الإنفاق العسكري لتطوير برامج دفاع جوي وطائرات هجومية، وتضاهي قدرات بعض الأسلحة الصينية والروسية أسلحة الولايات المتحدة جودة، وحازت كوريا الشمالية السلاح النووي، وتسعى إيران إلى حيازته، وتُجمع هذه الدول وهي مجموعة أعداء الولايات المتحدة المحتملين على خلاصة واحدة مفادها تفادي الدخول في مواجهة تقليدية مباشرة مع الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من عملية تطويره وتحديثه، لا يضاهي الجيش الروسي قوة الجيش السوفيتي السابق، والنمو الديمغرافي الروسي، الذي يميل إلى الانكماش والانخفاض، يقوّض قدرات الجيش الروسي وطاقاته، وتسعى الصين إلى تطوير وسائل تقوّض النفوذ الأمريكي، وتقيّد حرية حركة الجيش الأمريكي، وتبذل بكين الأموال في تمويل حرب رقمية، وحرب مضادة للأقمار الاصطناعية الأمريكية، وفي صناعة أسلحة مضادة للصواريخ الباليستية، وصواريخ غواصات بحرية، وهذه الأسلحة قد تهدد قدرة الولايات المتحدة على حماية حلفائها على ضفة المحيط الهادي الآسيوية.

ويشير وزير الدفاع الروسي إلى أن وسائل الحرب متنوعة، ومنها: التقليدي، وغير التقليدي، وغير النظامي، وقد يلجأ العدو إلى الوسائل العسكرية هذه، في آن واحد، فقد رافق هجوم روسيا على (جورجيا) وهو هجوم عسكري تقليدي هجمات رقمية على مواقع جورجية وحملة دعائية سياسية، وفي اجتياح العراق، لجأ (صدام حسين) إلى قوات الفدائيين غير النظامية، وإلى الحرس الجمهوري، ودبابات (تي 72)؛ فحروب هذا العصر هي حروب هجينة، قد يلجأ فيها الخصم إلى (مايكروسوفت)، والتكنولوجيا السريّة، والسواطير، والانتحاريين.

ويؤكدّ وزير الدفاع الأمريكي أن خبرة الأمريكيين كبيرة وقديمة في التكيّف مع نزاعات متفاوتة المستويات، وخوضها في آن واحد؛ ففي حرب الاستقلال ( 1775 1783 1775 1783 م)، حارب (البارون فريديرك فون شتوين) أصحاب البزات الحمر في الشمال، بينما هاجمتهم عصابات على رأسها (فرنسيس ماريون) في الجنوب. وفي العراق على الرغم من أن عدد القوات الأمريكية كان نسخة مصغّرة عن نظيرها في الحرب الباردة انتهج الجيش الأمريكي خططاً فعّالة في مكافحة التمرد، ولكن كلفة المرحلة الانتقالية في حرب العراق كانت باهظة الثمن إنسانياً، ومالياً، وسياسياً، واضطر القادة العسكريون والفرق العسكرية إلى التصدّي لفجوات في طريقة عمل البنتاجون وأجهزته، كانت تحول دون ابتكارهم وسائل قتالية جديدة في أرض المعركة، وعلى هذا، يحسن تعديل بنية البنتاجون، وتفادي اضطرار الضباط اللاحقين إلى مواجهة الصعوبات نفسها.

الخلاصة

هناك ما يدعو للاعتقاد بأن في مقدور أمريكا أن تستعيد قوتها الناعمة مجدداً باستثمارها في الخير العام العالمي، أي بتوفير تلك السلع والخدمات التي طالما تطلعت إليها شعوب العالم، دون أن تتمكن من الحصول عليها، بفعل غياب الدور القيادي الأمريكي، وليست من أمثلة أفضل لهذا الخير العالمي من نشر التنمية، وتحسين الرعاية الصحية، والتصدي لخطر التغير المناخي، وفيما لو مزجت أمريكا بين قوتها العسكرية الخشنة وقوتها الاقتصادية، ووسّعت استثمارات قوتها الناعمة، وكرّست جهودها لخدمة الخير العالمي العام، فإنها سوف تستطيع توفير الإطار المطلوب لمواجهة التحديات العالمية، ولن يتوافر هذا الإطار ما لم تغير واشنطن نهج أحاديتها، وتبدي حساسية أكبر تجاه دول العالم وشعوبه، إن كانت تأمل في تحسين دور قوتها الناعمة

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 11-11-09, 07:22 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

تشكر على الموضوع

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية
من مواضيعي

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع