مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2412 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 63 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح القــوات الــبحريـــــة > قســـــــــــــــم الـــغواصـــات
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


الغواصات

قســـــــــــــــم الـــغواصـــات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 19-02-09, 11:43 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الغواصات



 

الغواصات
ظهرت الغواصات منذ أكثر من مائة عام على مسرح العمليات البحرية ولكن لم يكن ينظر لها بالاهتمام الكافي في أول الأمر وقد تجاهلتها معظم البحريات الكبيرة التي لم تعري الاهتمام لهذه الوحدات الجديدة ذات القدرات القتالية والتكتيكية المحدودة والتي كانت تمتاز ببطء شديد في الحركة وضعف في مجال الرؤية وبالتالي اعتبرتها غير قادرة على التأثير على مصادر القوة البحرية ولكن مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914م واهتمام ألمانيا بهذا السلاح بدأت الغواصات تحتل دوراً عملياً في مجال الصراع البحري وأصبحت قادرة على تحقيق عدد من النجاحات المبهرة مثل إغراق بعض الطرادات البريطانية - في عمليات سميت بقطيع الذئاب -والتي كانت تعتبر متفوقة وبشكل كبير على الغواصات بالإضافة إلى إغراقها عدد كبير من السفن التجارية .

الغواصات واحدة من أخطر وأهم أنواع القطع الحربية التي تقوم بالعديد من المهام في الحروب البحرية مثل العمليات الهجومية ضد السفن والغواصات المعادية والاستطلاع البحري للشواطئ والموانئ والقواعد البحرية ودفع عناصر القوات الخاصة من الصاعقة البحرية والضفادع البشرية إلى مناطق عملياتهم وبث الألغام وتأمينها .

زادت كفاءة وقدرات الغواصات مع مرور الزمن من حيث السرعة والأمان والفاعلية فقد توفرت لها درجة عالية من الأمن والسلامة سواء في تحركها على سطح الماء أو في أعماقه كما زادت قدرات الغواصات من حيث طول مسافة الغوص والسرعة والقدرة على المناورة والغوص إلى أعماق أبعد بالإضافة إلى إمكانية الملاحة تحت سطح البحر دون الحاجة إلى الصعود إلى السطح واستخدام مناظيرها فوق سطح الماء لتحديد موقعها .

تعرف الغواصات بأنها قوة بحرية قادرة على تنفيذ مهام القتال التي تكلف بها منفردة أو بالتعاون مع الطيران وسفن السطح ، والميزة الإيجابية الرئيسة للغواصات في قدرتها على العمل لفترات طويلة بسرية تامة في البحر وعلى مسافات بعيدة عن قواعدها داخل مناطق محمية من سيطرة العدو ، والقيام منفردة بتنفيذ عمليات قتال على مدى واسع دون الارتباط بسفن السطح الموجودة في مسرح العمليات ، وتعتبر الغواصات من أهم وأخطر القطع البحرية المستخدمة في الصراع البحري وتشكل في وقتنا هذا درجة عالية من الخطورة ليست على جميع أنواع قطع الأسطول فحسب بل في اليابسة أيضاً وذلك من خلال تسليحها ، وأصبحت مهمة التأمين من خطر الغواصات من أهم الأمور التي تستحوذ على الاهتمام الأكبر في جميع بحريات العالم ، وقد أصبحت الحرب ضد الغواصات من الإجراءات الواجب إتقان تنفيذها لضمان توفير درجة مناسبة من التأمين ضد خطر الغواصات .

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 19-02-09, 11:47 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مراحل تطور الغواصات

لمحة تاريخية

1. كان أول ظهور للغواصات بالشكل المعروف حالياً عام 1902م وكانت تكلف بمهام بسيطة مثل حراسة الموانئ والشواطئ ضد هجمات السفن المعادية ولكن بعد مراحل من التطوير لا يسع المجال لذكرها أصبحت الغواصات قادرة على الإبحار لمسافات بعيدة عن قواعدها ومهاجمة سفن السطح والغواصات المعادية وكان أول نجاح عملي للغواصات في نهاية عام 1914م في الحرب العالمية الأولى عندما أغرقت غواصة ألمانية طراز (يو – 9) طراد بريطاني خلال ساعة واحدة وقد أدى ذلك في حينه إلى تغيير أساليب استخدام القوات البحرية وإلى تغييرات مهمة في مبادئ تصميم السفن .

2. كانت الغواصات قد تقدمت كثيراً في مجال القتال البحري بحلول الحرب العالمية الثانية عام 1939م وبالذات لقطع خطوط المواصلات وتعطيل الموانئ الرئيسية باستخدام الألغام وعدة مهام أخرى مثل اقتناص بعض السفن الرئيسية من أسطول الحلفاء وإدخال عناصر القوات الخاصة ، وكل ذلك يرجع إلى عدة مزايا رئيسية متوفرة في الغواصة وليست متوفرة في أي أنواع أخرى من الوحدات البحرية وأهمها الآتي :
أ. إن الغواصات هي النوعية الوحيدة من وحدات القتال التي تستطيع أن تقترب من الهدف خلسة ودون أن يشعر بها إلا ربما في اللحظات الأخيرة وتعتبر هذه من أهم الخطوات لضمان نجاح الاشتباك المسلح .
ب. كانت الغواصات في أول الأمر من الواحدات التي يمكن بناؤها بتكلفة أقل من سفن القتال الرئيسية مثل البوارج والطرادات وفي نفس الوقت كانت تمتاز بقلة الطاقم ولا تحتاج لأعداد كبيرة من تخصصات مختلفة كما يحدث بالنسبة لسفن السطح الكبيرة .
ﺠ. لم يكن متوفراً في أول الأمر أية وسيلة لكشف الغواصات عند وجودها تحت سطح البحر ، فلم يظهر منها شيء إلا البريسكوب ويكون ذلك في اللحظات ما قبل إطلاق الطوربيدات فقط ، أو المراقبة بواسطة الرادار والسونار فلم يكن لهذه الابتكارات أي وجود في أول الأمر مما أعطى الغواصات مميزات تكتيكية كبيرة .

3. منذ نشأة صناعة الغواصات بتصاميمها البدائيه وحتى يومنا هذا أثرت تأثيراً مباشراً في تغيير مجريات الحروب في العالم ، توالت التصاميم في صناعة الغواصات منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ، وأصبحت الغواصه هي أنسب القطع البحريه للعمل منفرده دون أي تقييد من قطع بحريه أخرى أو من القوات الجويه نتيجة لمقدرتها على الإختفاء تحت سطح الماء وصعوبة إكتشافها وتدميرها عندئذ .

الغواصات في الحرب العالمية الأولى

4. بدأ استخدام الغواصات بشكل محدود في الحرب العالمية الأولى ، واستخدمت أساساًً في مهاجمة سفن النقل البحري وأحياناًً ضد السفن الحربية ، وقد كان دور الغواصات في هذه الحرب محدوداً نظراًً لضعف القدرات التكتيكية والفنية للغواصات في هذه المرحلة ، غير أن البحرية الألمانية استطاعت أن تحقق بعض النجاحات باستخدام هذا السلاح الجديد ، الأمر الذي أبرز للجميع أهمية الغواصات وإمكانية تأثيرها على الصراع البحري .

5. لم تكتسب الغواصات أهميتها إلا بعد أن أمكن توفير تسليح مناسب لها إذ أن عدم وجود تسليح للغواصة أدى إلى عدم الاهتمام بها بالرغم مما كانت تتميز به من القدرات التكتيكية الهامة مثل القدرة على الاقتراب من الهدف بطريقة مستترةحيث كانت تختفي تحت البحر وفي نفس الوقت عدم توفر وسائل لتكتشف الغواصات عند الوجود تحت سطح البحر .

6. كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن التعامل بها ضد الغواصات هو المدفعية حال اكتشاف الغواصات على السطح ، "وفي الحرب العالمية الأولى كان التسليح الرئيسي للغواصات هو الطوربيد الذي وفر لهذه الوحدات إمكانية مهاجمة وتهديد بل وتدمير سفن السطح بجميع نوعياتها وشكل ذلك انقلاباً في بعض مفاهيم الاستراتيجية البحرية وخاصة بالنسبة لألمانيا التي أعطت درجة عالية من الاهتمام لهذه النوعية الجديدة من الوحدات البحرية"([1]) واستمرت في تطويرها كسلاح أساسي ضمن تكوين الأسطول الألماني .

7. لقد اعتمد الطوربيد المستخدم في ذلك الوقت على جهاز جيروسكو للاحتفاظ على خط سير ثابت أثناء الاتجاه إلى الهدف وكان على الغواصة أن تحسب اتجاه السير الذي يؤدي بوصول الطوربيد إلى النقطة التي يحتمل أن يتواجد فيها الهدف ، كما استطاع هذا الطوربيد أن يحافظ على عمق مناسب للاصطدام بالهيكل الأقل للسفن المستهدفة وذلك بالتحكم في عمق سير الطوربيد تحت سطح البحر بواسطة أجهزة حفظ العمق ، كما زود الطوربيد برأس حربي ذو قدرة تدميرية تستطيع أن تخترق الأجناب المدرعة للبوارج في هذا الوقت وبالتالي اعتبرت الغواصة من القطـع البحرية الرئيسيـة التي تستطيع تحقيق مهاماً قتالية هامة في نطاق الصراع البحري .

8. يلاحظ أنه في المرحلة الأخيرة من الحرب العالمية الأولى بدأت بعض الدول وخاصة ألمانيا في تسليح غواصاتها بمدفع يوضع في مقدمة الغواصة ويمكن استخدامه عند التواجد على السطح وكان الهدف من هذا المدفع هو إطلاق طلقات الإنذار للسفن التجارية وإجبارها على التوقف ثم إصدار الأوامر لها بإخلاء السفينة ثم تقوم الغواصة باستخدام الطوربيد لإغراق السفينة وبالطبع فإن هذا الأسلوب لم يكن متاحاً ضد السفن الحربية .

الغواصات في الحرب العالمية الثانية

9. مع اندلاع الحرب العالمية الثانية كانت الغواصات قد تقدمت وتطورت بشكل ملحوظ وبالتالي أصبحت تشكل تهديداً رئيساً لحركة النقل البحري بالإضافة إلى إمكانياتها بالنسبة لتهديد السفن الحربية في البحر والموانئ وكذلك بث الألغام البحرية ، ومن المعروف أن النسبة الأكبر من سفـن النقل التي غرقت أثناء الحرب العالمية الثانية كانت بسبب هجمات الغواصات الألمانية ، وقد كان لنشاط الغواصات الألمانية في المحيط الأطلنطي أكبر الأثر على تعطيل حركة الملاحة البحرية فيما بين الولايات المتحدة وانجلترا وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على المجهود الحربي خاصة أن الحرب في أوروبا كانت تعتمد تقريباً كلياً على الدعم الاستراتيجي من الولايات المتحدة الأمريكية ، وكادت الغواصات أن تحقق النصر لدول المحور في هذا الصراع لكن ما حدث من تقدم في وسائل اكتشاف الغواصات بواسطة السونار عند وجودها تحت سطح البحر ، مما مكن الحلفاء من تدميـر أعداد كبيـرة من الغواصـات بواسطة الطوربيدات وقنابل الأعماق واستعادة الموقف لصالحهم .

10. استمر التطوير في مفهوم استخدام الغواصات وتعديل أسلوب تعاملها ضد السفن الحربية والسفن التجارية وذلك في نفس الوقت الذي قامت فيه دول الحلفاء بتطوير أساليبها الدفاعية لمقاومة الغواصات ، أما من حيث التسليح فقد استمر الطوربيد هو السلاح الرئيسي للغواصات إلا أن قدراته القتالية والتكتيكية ازدادت بشكل ملحوظ حيث أصبح يستطيع أن يسير بسرعة حوالي 40 عقدة وهي تعتبر سرعة كبيرة بالنسبة لسرعات الوحدات الحربية التي كانت موجودة في ذلك الوقت .

11. يلاحظ أن الرأس الحربي ازدادت قدراته التدميرية باستخدام نوعيات أحدث من المفرقعات مثل (TNT) وهي مواد شديدة الانفجار زادت من القدرة التدميرية للطوربيد ، هذا وقد استمر تزويد الغواصات بمدفع أمامي للاستخدام ضد السفن التجارية بهدف توفير الطوربيدات للاستخدام ضد الأهداف الرئيسية مثل السفن التجارية الكبيرة والسفن الحربية ، أما السفن التجارية الصغيرة فكانت الغواصات قادرة على إغراقها بواسطة المدفع الأمامي .

12. بدأت السفن الحربية التابعة للحلفاء في استخدام أجهزة الرادار في اكتشاف الغواصات عند وجودها على السطح أثناء مرحلة إعادة شحن البطاريات وقد أعطى الرادار ميزة كبيرة لسفن السطح بالنسبة لزيادة قدراتها على اكتشاف الغواصات وتدميرها ، غير أن ذلك لم يستمر طويلاً إذ تمكنت البحرية الألمانية من تصميم جهاز استشعار إلكتروني يستطيع أن يكتشف الإرسال الراداري لسفن الحلفاء وعلى مسافة بعيدة تفوق مسافة الاكتشاف الراداري ، مما أتاح للغواصة فرصة اتخاذ إجراءات سريعة لتلافي هجمات سفن السطح وبالتالي زادت فرصة الغواصة في تجنب التعرض للضربات من سفن الحراسة التابعة للحلفاء .

13. تمكنت البحرية الألمانية من ابتكار وتصميم طوربيد جديد يعتمد على السير بواسطة البطاريات الكهربائية وليست بواسطة محركات الاحتراق الداخلي وذلك تجنباً لظهور آثار السير نتيجة لخروج العادم خلف الطوربيد والذي كان يكشف عملية اقتراب الطوربيد من السفينة المستهدفة وبالتالي إتاحة الفرصة لها لاتخاذ إجراءات دفاعية لتفادي الهجوم باستخدام المناورة وزيادة السرعة ، أما الطوربيد الجديد فكان يستطيع الاقتراب دون اكتشاف وبالتالي تحسنت قدرة الغواصة في تدمير الأهداف المعادية .

الغواصات في الحرب الباردة

14. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ببضع سنوات بدأ الصراع الخفي بين الإتحاد السوفيتيالسابق والغرب ممثلاًً في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأخذ التنافس بين هاتين الكتلتين في التزايد باستمرار ، و"كانت من أبرز النتائج لهذا الصراع البدء في الاعتماد على أسطول الغواصات الحديثة التي تعمل بقوة الدفع النووية والحاملة للصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية عابرة القارات في توفير عنصر الردع النووي لكلا الجانبين"([2]) ، وبذلك استمر الوضع في شكله التقليدي أي (الحرب الباردة) إلى أن تفكك الإتحاد السوفييتي وأصبح لا يشكل نفس الدرجة من التهديد للولايات المتحدة ودول الغرب .

15. بدأ الصراع الطويل على التفوق في أعقاب الحرب العالمية الثانية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في جانب والاتحاد السوفيتي السابق في جانب آخر ومع ظهور الأسلحة النووية بدأت استراتيجيات الدول العظمى تتجه إلى مفهوم الردع النووي المتبادل وقد استخدمت وسائل مختلفة لتحقيق هذا الهدف ومنها الصواريخ الباليستية الموجهة التي تطلق من القواعد البرية وهي صواريخ مزودة برؤس حربية تقليدية ثم رؤوس حربية نووية .

16. اتبع الاتحاد السوفيتي السابق هذا الأسلوب في أول الأمر كما اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية على قوة الطيران الاستراتيجي التي تحمل قنابل نووية وتقليدية وتنطلق من القواعد البرية ومن حاملات الطائرات إلا أنه ظهر فيما بعد أن الغواصات التي تسير بالقود النووي يمكن أن تحقق مهمة الردع النووي بطريقة متفوقة عن الطرق الأخرى ومن هنا بدأ الاهتمام بالغواصات في هذا الدور الاستراتيجي الجديد .

الغواصات في حرب فوكلاند

17. لقد كان سلاح البحرية البريطانية هو الرائد في استعمال الغواصات النووية في وضع حربي ، ففي سنة 1982م كانت الغواصات النووية البريطانية هي الأولى التي أرسلت إلى جنوبي الأطلنطي عندما غزت الأرجنتين جزر الفوكلانـد ولقـد كـان الدور الأول لتلك الغواصات هو التجسس والمراقبـة وخلال وصـول القوات البرية الاستراتيجية إلى تلك المنطقة الجنوبية ، وعملت الغواصات البريطانية على تتبع مسار القوات الأرجنتينية البرية والبحرية خاصة حاملة الطائرات الأرجنتينية آرافينتسينكو و"كانت ثلاث غواصات من تلك الغواصات النووية البريطانية قد جهزت بسرعة بأداة الاكتشاف السلبي والتجسس التابعة لسلاح البحرية الأمريكية وذلك لمراقبة البث اللاسلكي والراداري الأرجنتيني"([3]) .

18. لقد عملت الأرجنتين على تشغيل الغواصات قبل الحرب العالمية الثانية ولكن عند نشوب حرب فوكلاند في إبريل عام 1982م استخدمت الأرجنتين ثلاث غواصات أصيبت إحداها بواسطة طائرة هليكوبتر بريطانية اكتشفت وجودها على سطح الماء في 25 إبريل 1982م وكانت الغواصة في ذلك الوقت تقوم بنقل الذخيرة والمؤن للقوات الأرجنتينية في جزيرة ساوث جيورجيا عندما أصيبت بصاروخ مضاد للدبابات ، أما الغواصتان الأخريان فلم تلعبا أي دور في الحرب بسبب مشاكل في محركاتهما .

19. ظهر النشاط القتالي للغواصات في حرب فوكلاند بشكل محدود ورغم ذلك كانت هناك بعض الدروس المستفادة من أعمال قتال الغواصات فقد اشتركت إنجلترا بعدد (5) غواصات نووية وواحدة تقليدية بينما اشتركت الأرجنتين بعدد (3) غواصات تقليدية وظهر حسن أداء الغواصة النووية في تنفيذ الاستطلاع المستمر مما مكنها من سرعة الفتح والتواجد في مسرح العمليات قبل أي سفن سطح أخرى .

20. كان لاشتراك الغواصات البريطانية في العمليـات في حرب الفوكلاند عدة دروس مستفادة منها :
أ. أهمية التصميم وإدارة قيادة الغواصـات لتنفيـذ المهام تحـت مختلف الضغـوط والظروف الطارئة .
ب. برزت أهمية تـأكيد المعلومات واستخدامـها لتحقيـق الهجوم الناجح .
ﺠ. لعبت الغواصات التقليدية الحديثة دوراً حيوياً مقارنة بالغواصات النووية الباهظة الثمن التي تكلف بمهام تقليدية ، والاتجاة الحالي .
د. الغواصة الذرية لعبت دوراً حاسماً كغواصة حقيقة قادرة على الغطس باستمرار بسرعات عالية لفترات طويلة .
ﻫ. أظهرت حرب الغواصات عدم حاجاتها إلى الدعم وبرزت أهمية المحافظة على الاستعداد القتالي الدائم واستكمال معدلاته باستمرار .
و. الغواصات الحديثة لها دور ضد القوى البحرية وهي الوحيد القادرة على العمل باستمرار طوال فترة إدارة الصراع المسلح .
ز. الغواصة قادرة على تحقيق المفاجأة .
ح. نجاح الغواصـة فـي الإنـذار بأجهـزة الاستطلاع الراداري(ESM)(الدعم الإلكتروني) (Electronic Support Measure) .
ط. تأميـن القواعـد البحريـة لخـروج ودخـول الغواصـات خاصـة ضـد الغواصـات المضادة .
ي. الخطأ من دخول الأرجنتين حرب بحرية ولم تكتمل بعد بناء قوة لغواصتيها،فقد كان تحت البناء عدد (2) غواصة حديثة ت.ر1700 إنتاج شركة((تيسين)) في ألمانيا، وعدد (6) في ترسانات بناء الغواصات بالأرجنتين.وأذا كان قد أكتمل بناء قوة الغواصات المتفوقة ومع استمرار الأرجنتين في استخدام القوة الجوية فوق البحر لتغير الموقف تماماً .

الغواصات في حرب الخليج الثانية

21. لقد حصل الاستعمال الثاني للغواصات النووية في حرب الخليج الثانية في عام 1991م حيث "تم استخدام ما يعادل 18 غواصة نووية تابعة لسلاح البحرية الأمريكية للتجسس والمراقبة"([4]) وقد قامت بهذه المهمة على أكمل وجه .

22. كانت إحدى الغواصات التي اشتركت في حرب الخليج الثانية اسمها uss louisville من نوع الغواصات النووية (SSN-724) أطلقت صواريخ من طراز توماهوك من البحر الأحمـر بينما عملت غواصتها الشقيقة Pittsburgh أيضاً على إطلاق صواريخ توماهوك مـن شرقي البحر المتوسط ، وكانت مهمة الغواصتين الأمريكيتين هي ضرب الدفاع الجـوي العراقي من خلال ضرب محطات الطاقة ومراكز الاتصالات وقد شاركت في هـذه المهمة السفن الحربية على سطح البحر مثل البوارج ذات المدافع طويلة المدى والتي يبلـغ مداها إلى 24 ميلاً بحرياً

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 19-02-09, 11:51 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

وسائل تسليح الغواصات

التسليح في الحرب العالمية الأولى

1. كان السلاح التقليدي للغواصة هي الطوربيدات التي قد تم صنعها من قبل البريطاني "روبيرت وايتهيد" (Robert Whitehead) سنة 1886م ما قبل الحرب العالمية الأولى ، وبعد إدخال تحسينات عليها ولعدة مرات اكتسب هذا السلاح أهمية كبرى فقد سمح هذا الإختراع بتحطيم آلاف البواخر طوال ما يزيد على قرن من حياته وانواع الطوربيدات تختلف بطريقة التوجيه وهي الطوربيدات المبرمجه ، والطوربيدات الصوتيه والطوربيدات الموجه بسلك والطوربيد المدواري ، وعيار أول طوربيد كان 356 ملم ومن ثم الحاجيات العسكرية أدت إلى تطويره حتى بلغ 533 ملم وقد اعتبر هذا العيار نموذجاً معيارياًً .

2. لقد استخدمت الغواصات البحرية الألمانية سـلاح الطوربيـد فـي الحرب العالمية الأولى وكانت له فاعلية كبيرة ضد الأهداف البحرية المختلفة سواء كانت سفـن السطح أو الأهداف القريبة من الموانئ وظل الاعتماد عليه طوال فترة الحرب وقام الألمان بتزويد غواصاتهم بمدفع يمكنه أن يتعامل مع سفن السطح وكان الطوربيد يتجه نحو هدفه باستخدام جهاز GYEOSCOE .

التسليح في الحرب العالمية الثانية

3. استمر استخدام الألمان في تزويد الغواصات الألمانية بالوربيدات وكذلك بوضع مدفع أمامي في الغواصة ، كما قام الألمان بتطوير الطوربيد أثناء الحرب العالمية الثانية بزيادة سرعته وفاعليته ، وكذلك تم تزويده برأس ذات قدرات تدميرية كبيرة ، وكذلك ظهرت الغواصات الألمانية التي تستعمل البطاريات الكهربائية والذي أعطى للغواصة قدرات تخفية كبيرة وأصبح يمكنها الاقتراب من الهدف ومفاجأته دون أن يتم اكتشافها ، استعمـل اليابانيون طوربيدات ذات حجم أكبر وذات رأس تدميرية كبيرة وقد كان تأثيرها مدمراً كبيراً .

4. تمكنت البحرية الألمانية في الحرب العالمية الثانية من تصنيع وسيلة جديدة لتفجير الرأس الحربي ولم تكتفي بالاعتماد على الاصطدام الطرقي بقاع الهدف المستهدف ولكن أضافت وسيلة تفجير جديدة تعتمد على التغيير في المجال المغناطيسي وبذلك أمكن إطلاق الطوربيدات على أعماق أكبر بحيث تمر تحت السفينة وليس الاصطدام بالجانب كما كان الأمر مسبقاً والسير إلى عمق كبير بالطوربيد يجعله غير مرئي بالمرة من سطح السفن المستهدفة وكانت دقة الإصابة لذلك تتسم بالدرجة العاليـة ممـا زاد من قـدرات الطوربيـدات الخاصـة بالغواصات .

5. قام الألمان في الحرب العالمية الثانية بتصنيع ألغام بحرية في شكل طوربيدات بحيث يمكن إطلاقها من أنابيب الطوربيد وبالتالي زاد تسليح الغواصة بهذه الوسيلة الجديدة أي الألغام البحرية التي تطلق من الغواصات وعلى ذلك أصبحت الغواصات قادرة على تنفيذ مهام التلغيم وخاصة في الممرات الضيقة ومشارف الموانئ الأمر الذي زاد بشكل ملحوظ من القدرات التكتيكية وأيضاً القتالية لهذه الوحدات لاسيما وأنه في نفس الوقت كانت الغواصات قادرة على إنزال جماعات التخريب بواسطة العائمات الخفيفة عند الصعود على السطح أو إخراج الضفادع البشرية من أنابيب الطوربيد لتنفيذ مهام قتالية في مراسي العدو .

الطوربيد الموجه ذاتياً

6. "تمكنت البحرية الألمانية من تصميم وسيلة جديدة لتوجيه الطوربيدات إلى أهدافها وهذه الوسيلة اعتمدت على التقاط الطوربيدات الموجات الصوتية التي يحدثها دوران رفاصات السفينة المستهدفة حيث يتم التقاط هذه الأصوات ثم يقوم بتغيير اتجاه السير بحيث يتجه ذاتياً لمصدر الصوت وكان ذلك بداية استخدام الطوربيد الصوتي .

7. إن الطوربيد الصوتي أدخل قدرات جديدة على أسلوب استخدام الطوربيدات وتوجيهها إلى أهدافها ، وقد كان هذا الطوربيد مصدر تهديد كبير لسفن أسطول الحلفاء من حربية وتجارية في الحرب العالمية الثانية وبالتالي تحسنت القدرات القتالية للغواصات بشكل ملحوظ وأصبحت تكون مصدر تهديد رئيسي للتحركات البحرية من قوافل وخاصة المتجهة من الولاات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكذلك بالنسبة إلى تهديد السفن الرئيسية الحربية المرتكزة في الموانئ والمراسي البريطانية والتي كانت تقع على مقربة من الموانئ الأوربية تحت الاحتلال الألماني حيث تمركزت أعداد كبيرة من الغواصات الألمانية .

نظام المدفع الآلي

8. إن الغواصات ستؤدي دورها في المستقبل فيما يسمى السياسة الشاملة وهو ما يعني أن الغوصات بحاجة إلى أسلحة يمكن استخدامها ضد قطع بحرية غير مسلحة أو خفيفة التسليح "وهناك سلاح مقترح في هذا الصدد وهو مدفعى قابل للرفع عيار 30 ملم ، وقد وضعت الشركات الألمانية دراسة جدوى بخصوص هذا النظام ضمن مشروع يدعى مورينا"([2]) .

9. إذا نظرنا إلى إمكانيات هذا المدفع نجد أنه له عدة مزايا نذكر منها الآتي :
أ. يستطيع تحقيق ردع للزوارق السريعة والقطع البحرية التجارية .
ب. حماية الغواصة عندما تكون طافية على سطح البحر من هجمات يشنها إرهابيون بزوارق سريعة .
ﺠ. يستطيع تقديم دعم ناري للقوات الخاصة .
د. إمكانية التحكم به عن بعد داخل الغواصة .
ﻫ. يمكن تركيب المدفع على سارية قابلة للرفع حيث أنه يحدث ارتداد طفيف .
و. إمكانية استخدامه من عمق البيرسكوب .
ز. دقة عالية في إصابـة الهـدف ، وبالتالـي يساعد على الاقتصـاد فـي استهلاك الذخيرة .
ح. استخدام ذخائر غير مغلفة ولذلك فهو يزيل خطر تعرض أجهزة استشعار أخرى مرفوعة إلى جانب المدفع لأضرار .

نظام الصاروخ الموجه

10. إن التهديدات المتزايدة من طوافات مضادى للغواصات جعلت أنه لا مفر من تجهيز الغواصات في المستقبل بنظام دفاعي مناسب يشتمل على صواريخ صغيرة وقصيرة المدى وقابلة للإطلاق من غواصة مغمورة بالمياه ، وقد قامت الشركات الألمانية بتطوير صواريخ مستقلة مدفوعة بقذيفة صاروخية ذات وقود صلب وموجه بأشعة تحت الحمراء وموصول بنظام الغواصة القتالي عبر ليف بصري .

11. إن الوصلة الليفية البصرية لا تتيح إرسالاً متواصلاً من رأس الصاروخ الحراري الباحث إلى شاشة المشغل فحسب بل إنها تمكن المشغل أيضاً من التحقق من الهدف لتوجيه الصاروخ للإصابة المنتقاه من الهدف ، ويستطيع هذا الصاروخ مواجهة الطوافات المضادة للغواصـات ويستطيـع أيضاً من مهاجمة سفن السطح الصغيرة والتعامل مع أهداف قريبة على الشاطئ ، وبفضل دقة الصاروخ المتناهية يمكن استخدام رأس حربي صغير نسبياً .

12. إن هذا السلاح يتيح للغواصة سلسلة كاملة من الإمكانيات التكتيكية من حيث أن الغواصة عندما تكون تحت السطح كانت تعتمد على سونارها فقط فهي اليوم وبإمكانيات هذا الصاروخ الموجه مزودة بمكون بصري إضافي هو الوصلة الليفية البصرية وذلك لتمييز الهدف واختياره ولتحديد نقطة التصادم وتأكيد الإصابة .

أدوار ومهام الغواصات

13. يمكن للدول التي تستخدم الغواصات في إنجاز عدة مهام حرجه علاوة على القيام بعدة عمليات ومهام خاصة وفي غاية من السرية من هذه العمليات ما يلي :
أ. الاستطلاع وتجميع الاستخبـارات ، حيث يمكن من خلال الغواصات توفير الاستخبارات الحاسمـة ، ولها إمكانيـة جمـع عدد من المعلومـات لا تتكرر ولا تتوفر في أي من أجهزة جمـع المعلومات الأخـرى ، ويمكنهـا القيـام بتنفيذ مهام الإستطلاع البحري والبقاء والترصد لأطول مده ممكنه ، لتوفيـر معلومـات عن العـدو وتحركاتـه .
ب. التدريب على الملاحة في منطقة معينة .
ﺠ. المناورات لإثارة الملاحقة والتدريب على إطلاق النار على السفن .
د. التدريب على زرع الألغام من خلال زرع الألغام في المناطق التي يصعب أن تصلها الوحدات الأخرى بدقه وفعالية دون إكتشافها من قبل العدو .
ﻫ. القيام بمهام الإستطلاع البحري على مشارف سواحل العدو .
و. إنزال فرق الفدائيين ، حيث تعتبر الغواصات هي السلاح الأفضل لإنزال وإدخال قوات الفدائيين عندما تكون العمليات على السواحل ، كما يمكنها جلب معلومات يعتمد عليها أفراد قوات الفدائيين للدخول والخروج عند إنجاز المهمة .
ز. التعرض لخطوط مواصلات العدو البحرية والقيام بعمليات تخريبية .
ح. يمكن للغواصـات حمل طوربيدات وصواريخ تحت السطح تكون جاهزة للإطلاق ، وهذه الغواصات تقوم بالعمل منفردة .
ط. أصبحت الغواصات التقليدية الحديثة بتطورها وتعدد أسلحتها قوة بحرية رادعة تحت السطح تقلب التوازن البحري لصالحها وتؤثر على الخصم .
ي. قد تستخدم الغواصات لنقل بضاعة صغيرة ذات أهمية كبيرة وبسرية تامة .
ك. تقوم الغواصات بإستقبال موجات الإستغاثة في حال حدوث سقوط للطائرة في البحر ، كما تستطيع تحديد موقع غواصة في حال فقدانها وتعطلها في قاع البحر وفي بعض الأحيان تستطيع إنقاذ طاقمها أو الغواصة نفسها .

طرق الاستخدام القتالي للغواصات

14. إن أنسب طرق لاستخدام الغواصات في العمليات الحربية القتالية هي طريقة القتال الثابت في فترة توجيه الضربة الصاروخية للغواصات ضد قواعد العدو البحرية وطريق الإبحار في منطقة محدودة أثناء تنفيذ مهمة التعرض للنقل البحري المعادي وأثناء بث الألغام وطريقة المناطق التبادلية أثناء استخدام تجميع الغواصات لتوجيه ضربة قوية إلى تشكيل سفن سطح العدو .

15. إن الثبات القتالي أو الاتزان القتالي يعبر عن قدرة الغواصة على تنفيذ مهامها بنجاح في مواجهة دفاعات قوية مضادة للغواصات وبصرف النظر عن تفوق العدو البحري أو الجوي في مسرح العمليات بالإضافة إلى قدرة الغواصة على العمل منفردة دون الحاجة إلى تخصيص قوات لحمايتها أو تأمينها ويزداد الثبات القتالي للغواصات بازدياد قدرتها على الإبحار تحت السطح بسرعات عالية ولمدد طويلة وهو ما تتركز عليه اتجاهات التطوير في الغواصات الحديثة ، فكلما زادت سرعة الغواصة ومدة بقاءها تحت السطح كلما زادت إمكانياتها على المناورة والتغلب على الأعمال المضادة للقوات والوسائل المضادة للغواصات .

16. تعتبر القدرة على القيام بالأعمال القتالية في سرية تامة الخاصية القتالية الإيجابية الرئيسية التي تتميز بها الغواصات وتنفرد بها عن باقي الأسلحة البحرية الأخرى ، حيث أن عملية تفادى الإشتباك في مواجهة الاكتشاف والتتبع بواسطة نظم الاستطلاع والكشف الحديثة مثل الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع المزودة بأجهزة مراقبة فنية عالية الكفاءة أصبحت من الصعوبة بمكان ، ولكن نظراً لأن الغواصة بحكم قدرتها على الغطس والعمل بكفاءة تامة واستمرار تحت السطح تتمتع بمناعة طبيعية تحميها من الاكتشاف بواسطة أي من تلك الوسائل أي أنها تتمتع بعنصر المفاجأة .

17. تستطيع الغواصة الحديثة تنفيذ مهامها تحت سطح البحر وهي غاطسة على أعماق مناسبة وبذلك تستطيع تتبع أي هدف ذو أهمية خاصة لفترات طويلة بدون أن تكشف عن وجودها وهذا يوفر للغواصة درجة عالية من التأمين لعملياتها وتحقيق النجاح لمهامها ، وأن المفاجأة النهائية والتي يمكن للغواصة أن تحققها هي الإصابة التي يتلقاها الهدف بواسطة صاروخ أو طوربيد منطلق من غواصة تحت السطح بدون سابق إنذار من مسافات أكبر من المدى المؤثر لأجهزة الاكتشاف المضادة للغواصات والمزودة بها سفن السطح أو الوحدات الجوية المعاونة .

الغواصات الحديثة

18. تتمتع حالياً سوق الغواصات بأهمية كبيرة بل تعتبر مصدراًً لموارد هائلة من الأموال ، وهو ما دفع في السنوات الأخيرة بالمصممين والمستثمرين في هذا المجال إلى تحضير تصاميم ومشاريع جديدة ، ويكفي للتأكد من أهمية هذه الموارد أن نذكر أنه ، في بعض الحالات تشكل هذه الموارد إمكانية بقاء الترسانة عاملة على زيادة الصناعات المتصلة بها .

19. إن العناصر المكونة للغواصات الحديثة تستوجب قدراً كبيراًً من اليد العاملة ومن المواد المختلفة على مدى عشر سنوات تقريباً ، فبناء غواصة واحدة يتطلب بضع سنوات ، أما إذا تعلق الأمر ببناء سلسلة كاملة منها فقد يتطلب الأمر أكثر من عشر سنوات ، ومن بين الخواص الأخرى التي ستميز هذه الغواصـات استعمالها المكثف لسونار المسح الجانبي ، مثل ما تقوم بذلك غواصات(كولنس) الإستراليـة التي تم تصنيعهـا اعتماداًً على مشروع (كوكومس)السويدي .

20. هناك بعض مشاريع الغواصات الحديثة من الجيل الرابع توجد حالياً في طور الإنجاز لتعرض على المهتمين بإقتنائها ، إلا أنه من غير الممكن القول بأن عددها مهم لأن البعض منها لم يتم بعد بشكل نهائي ، ومن الممكن الإشارة في هذا المجال إلى نموذج 212 الألماني الإيطالي ونموذجي (سكوربين) و(أجوستا) المطورين من قبل فرنسا وإسبانيا ، ونموذج(موراي) الهولندي ، ومن جهة أخرى تجب الإشارة إلى أن الغواصات التي سيتم تصنيعها في المستقبل القريب ، ولو أنها تعتبر من الجيل الرابع ، فإنها لن تتوفر على بعض المميزات الخاصة بهذا الجيل كنظام الدفع [(AIP (Air Independent Propulsion] مثلا أو محركات المغناطيس المستمر وذلك نظراًً لكون هذه الغواصات لن تصنع إلا بناء على طلبات محددة من بعض الدول التي تشترط توفرها على مثل هذه المعدات .

تطور تسليح الغواصات في القرن الحادي والعشرين

21. لا شك أن جميع الظواهر والتطورات التي تحدث في مجال تطوير القوة البحرية على مستوى العالمي تبرز بجلاء أن الغواصات ستلعب دوراً رئيسياً في الصراعات البحرية المنتظرة خلال القرن الحادي والعشرين ويتضح ذلك من الأهمية القصوى للدول البحرية الرئيسية إلى تطوير غواصاتها وزيادة حجم أسطولها من الغواصات .

22. إن الطفرة الكبيرة التي حدثت في مجال حرب الغواصات أدت إلى ظهور خطوات متعددة لتطوير تسليح الغواصات في القرن الحادي والعشرين وقد اتخذ هذا التطوير عدة اتجاهات نبينها في الآتي :
أ. إدخال الصواريخ الموجهة ضمن تسليح الغواصات ، وقد اتخذت هذه الصواريخ نوعين أساسيين هما الصواريخ البالستية والصواريخ الطوافة بعيدة المدى وهذه النوعية من الصواريخ خصصت لتسليح الغواصات النووية الضخمة لدى الدول العظمى ويقصد بهذا التسليح تحقيق الردع النووي إلى جانب إمكانية توجيه الضربات إلى الأهداف الإستراتيجية للعدو على الساحل وفي العمق ، كذلك أضيفت للغواصة التقليدية الصاروخ هاربون الأمريكي الصنع والمخصص للاشتباك مع سفن السطح
ب. تطوير التسليح الرئيسي للطوربيدات المستخدمة في الغواصات وذلك بهدف جعلها قادرة على تفادي إجراءات الخداع والتشويش التي قد تصدرها السفن المستهدفة وفي نفس الوقت زيادة سرعة الطوربيد وقدراته على المناورة وكذلك تحسين أداء الرأس الحربي للطوربيد .
ﺠ. إضافة طوربيدات مستحدثة ومخصصة لاكتشاف وتدمير الطوربيدات التي تطلق من سفن السطح أو من الطائرات ضد الغواصات ، حيث أمكن ابتكار طوربيد يمكن استخدامه لتدمير الطوربيـدات المعاديـة وبالتالـي توفيـر وسيلـة دفاعيـة فعالة للغواصة الحديثة .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 19-02-09, 11:55 AM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

معدات مواجهة الغواصات

العيوب التي ظهرت في الغواصات

1. إن أهم العيوب التي ظهرت في الغواصات كانت ضرورة صعود الغواصة إلى سطح البحر لإعادة شحن البطاريات إذ أن الغواصات مصممة لتسير بواسطة محركات كهربائية عند وجودها تحت سطح البحر ثم تصعد إلى السطح وتسير بمحركات دفع احتراق داخلي (ديزل) حيث يتم إعادة شحن البطاريات ، وكان هذا الإجراء يهدد سلامة الغواصات بشكل ملحوظ إذ أن الغواصة على سطح البحر تكون سهلة الاكتشاف وفي نفس الوقت عرضة للتدمير بواسطة نيران المدفعية كأي هدف سطحي آخر ، وكذلك القصف الجوي .

2. يضاف إلى ذلك عدم توافر قدرات دفاعية ذاتية للغواصة خلاف الاحتماء بالاختفاء تحت سطح البحر ، وقد تميزت الغواصات ببطء الحركة وعدم القدرة على السير بسرعات عالية أثناء التواجد تحت السطح ، كما أن سير الغواصة بسرعة عالية كان يحدث ضوضاء يسهل على جهاز السونار التقاطها وبالتالي تكشف موقع وجود الغواصة .

3. "أهم الصعوبات التي تواجه استخدام الغواصات في الحروب البحرية صعوبـة تنسيق التعاون بين الغواصة بالنسبة للاتصالات سواء لتلقي التعليمـات أو إرسـال البلاغات إذ أن ذلك كان متعذراً تقريباً عند الوجود تحت سطح البحر وكذلك كان إرسال المعلومـات لاسلكياًً عند الوجود على السطح يكشف موقـع الغواصة نظراً لاستخـدام العدو لوسائل تحديد الاتجـاه اللاسلكي"

4. أصبحت مهمة تدمير الغواصة أكثر سهولة مع البدء في استخدام الطوربيدات الموجهة ضد الغواصات من سفن السطح وكذلك من الطائرات العمودية خاصة مع الاعتماد على وسائل الاكتشاف السونارية الحديثة المحمولة جواً والمقطورة خلف سفن السطح ومتغيرة الأعماق ، والمثبتة أسفل بدن السفينة الأمر الذي أصبح يشكل تهديداً رئيساً للغواصات .

قدرة الحرب المضادة للغواصات

5. يعرف منذ زمن بعيد أن قدرة الحرب المضادة للغواصات لأي بحرية تتضمن أكثر من السفن والمعدات ، فمن أجل نشر قدرة فعالة مقاومة للغواصات تحتاج البحريات إلى أن تدمج المعدات على متن سفنها بنجاح إلى جانب نشر بحارة مدربين تدريباً عالياً قادرين على استخدام التكتيكات المجربة .

6. إن تطوير القدرات الحربية الفعالة المضادة للغواصات بالنسبة للبحريات ذات الحجم الصغير والمتوسط تتضمن أيضاً تهيئة معداتها وتكتيكاتها الضرورية للعمليات الساحلية في المياه الساحلية ، ذلك أن المياه الضحلة تبرز مشاكل خاصة بالنسبة لمعظم مستشعرات الكشف في الحرب المضادة للغواصات .

7. "لقد فضلت بحريات عديدة أن تضم عناصر من المستشعرات الثابتة أي المستشعرات المركبة على قاع البحر في شبكتها الكاشفة للحرب المضادة للغواصات وتم تطوير معدات مضادة للغواصات عن طريق إنشاء نظم دفاع ذاتي للسفن التي تنشط التدابير المضادة النشطة عندما تستهدف الطوربيدات لدى السفن .

الأسلحة المضادة للغواصات

8. الصراع ضد لغواصات مهمة قتالية صعبة بالغة التعقيد ، إنه نوع من المهاجمة وسط الغموض ضد عدو مجهول وسريع الحركة ، يستغل القدرة على الإختفاء تحت السطح أبان الإقتراب نحو الهدف أو خلال التملص بعد تنفيذ المهمة ، محققاً في أغلب الحالات قسطاً كبيراً من المباغتة التي عانت منها أساطيل الحلفاء في الحربين العالميتين الأولى والثانية ، ومع أن الغواصة في الأساس سلاح تكتيكي من أسلحة الحرب البحرية مهمته العمل المنفرد ضد التشكيلات البحرية المعادية أو دعم الطائرات وقطع السطح الصديقة المشتبكة مع تلك التشكيلات فإن الألمان أعطوا غواصاتهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية مهمة إستراتيجية تتمثل في عزل القارة الأوربية عن مصادر إمداداتها الخارجية ، واعتراض قوافل الحلفاء عبر المحيط الأطلسي بشكل يمنع الولايات المتحدة الأمريكية من إلقاء وزنها الإقتصادي والعسكري في مسرح العمليات الأوربي الأمر الذي أعطى الصراع ضد الغواصات الألمانية بعداً استراتيجياً حمل اسم منع الخنق الاستراتيجي .

9. تعتبر معركة الأطلسي (1940م – 1944م) أكبر صدام خاضته الغواصات وأسلحة الصراع ضدها منذ اختراع الغواصة حتى اليوم ، ولقد حققت الغواصات الألمانية فيها نتائج مذهلة تمثلت في إغراق سفن حربية وتجارية زنتها 13 مليون طن وكانت النجاحات في العامين (1940م – 1941م) كبيرة بسبب ضعف وسائل الحلفاء المضادة للغواصات ، إلا أن ظهور حاملات الطائرات الضخمة وتزايد استخدام الطائرات والرادار والسونار في الصراع ضد الغواصات وبناء سفن مخصصة لهذا النوع من الصراع جعلت نجاح الغواصات الألمانية أقل بريقاً وأشد كلفة ، وعندما تزايدت خسائر الغواصات بشكل جعل مردود العمليات أقل من الثمن المدفوع فيها ، اضطر الأدميرال الألماني (دوينتز) إلى إيقاف المعركة وسحب غواصاته من المحيط الأطلسي في شهر مايو 1944م مما سمح للحلفاء باستكمال خطة غزو القارة الأوربية وحشد الوسائل اللازمة لها دون معوقات وبدء عملية الإنزال الضخمة على شواطئ نورماندي في يونيو 1944م .

10. شهدت الغواصة تطوراً ملحوظاً في الفترة الممتدة من انتهاء الحرب العالمية الثانية وإلى الآن ، إذ أدخلت عليها تقنيات حديثة وزودت بمعدات إلكترونية للملاحة وللكشف وبأسلحة فعالة ودقيقة وبمحركات قليلة الضوضاء تعمل بالطاقة النووية فضلاً عن محركات الديزل ، وقد أصبحت الغواصة أسرع من ذي قبل وأقدر على المناورة والغوص إلى أعماق كبيرة والبقاء تحت السطح مدة أطول ، وفي المقابل تضمنت الأسلحة المضادة للغواصات الوسائل التالية :
أ. الطوربيد . لا يزال الطوربيد على الرغم من قدمه سلاحاً أساسياً للصراع ضد الغواصات وهو سلاح متعدد الاستخدامات إذ يمكن إطلاقه من سفن السطح والغواصات والطائرات والحوامات .
ب. الصواريخ المضادة للغواصات . يتلخص هذا النوع من الصواريخ في إطلاق سلاحاً مضاداً للغواصات إلى منطقة الهدف وفي لحظة معية من مسار الصاروخ ينفصل الجزء المتفجر ويسقط في الماء ليدمر الغواصة المعادية بيد أن الصواريخ المضادة للغواصات تتباين بتباين وسيلة الإطلاق ونوعية المقذوف الذي يطلقه الصاروخ وكمثال يتم الإطلاق من غواصة هجومية تحت السطح كما هو الحال بالنسبة للصاروخ الأمريكي سبورك والصاروخ الروسي (أس أس ن-15) أو من سفينة سطح كالصاروخ الروسي (أس أس ن -14) والفرنسي (مالغون) والإسترالي (إيجار) .
ﺠ. قنابل الأعماق . بدأ استخدام قنابل الأعماق من قبل البحرية البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى ولا يزال هذا السلاح في ترسانة القوات البحرية حتى يومنا هذا وقنبلة الأعماق هي عبارة عن وعاء أسطواني مملوء بالمتفجرات زنته حوالي 150 كجم ويتم إلقاءه فوق موقع الغواصة من الطائرات أو من سفن السطح وتتم العملية يدوياً أو بواسطة قاذف ميكانيكي ولا يتم إنفجار القنبلة إلا بعد ابتعاد السفينة وتزود قنبلة الأعماق قبل إلقائها في الماء بصمامات تأخيرية بحيث تنفجر الصمامات وبالتالي تفجر القنبلة على عمق الغواصة المكتشفة وتؤثر على جسمها بقوة الإنفجار .
د. قنابل الأعماق النووية . هي عبارة عن الرؤوس النووية التي تحملها الصواريخ المضادة للغواصات إلى نقطة تقع فوق موقع الهدف حيث تحرر القنابل من الصواريخ وتسقط حرة في الماء وتغوص حتى عمق الغواصة المكتشفة ويتم إنفجارها تحت تأثير صمامات تأخيرية ، ومع أن قوة قنبلة الأعماق النووية صغيرة نسبياً وتقاس بعدد محدود من الكيلو طن ، فإن قطر تأثيرها يبقى كبيراً ويجعل من الضروري إطلاقها ضد هدف بعيد (40 – 50 كم) وابتعاد السفينة أو الغواصة التي تطلقها عن مكان الإشتباك في أقصى سرعة ، ويعتقد الخبراء العسكريون أنها ستكون من أوائل الأسلحة المشتركة في الحرب النووية نظراً إلى قدرتها على تدمير غواصات العدو النووية المسلحـة بصواريخ بالستية أو كروز وحرمانه بالتالي من أهم أسلحته الاستراتيجية وأكثرها خطورة .
ﻫ. هاونات قنابل الأعماق . مع نهاية الحرب العالمية الثانية دخلت في تسليح الفرقاطات والسفن الهاونات وكان الغرض منها هو إطلاق قنابل الأعماق على مكان وجود الغواصة المعادية المكتشفة بالسونار دون أن تكون قطعة السطح فوق تلك الغواصة مباشرة وتوجد عدة أنواع لهذه الهاونات وهي :
(1) النوع البريطاني (سكيد وليمبو) ويصل مدى هذا النوع إلى 1000 متر وهذين النوع أحادي السبطانة .
(2) النوع الإيطالي (مينون) وهو ثلاثي وسداسي السبطانات ويصل مداه إلى 15000 متر .
(3) النوع الفرنسي وهو رباعي السبطانات ويصل مداه إلى 2750 متر .
و. الراجمات متعددة السبطانات . استناداً إلى الخبرات المكتسبة من استخدام البريطانيين في الحرب العالمية الثانية لراجمات تطلق قذائف صاروخية خفيفة زنة 25 كجم تبنت معظم البحريات هذا السلاح وطورت نماذج جديدة منه ، وتختلف القذيفة التي تطلقها الراجمة عن قنبلة الأعماق التي يطلقها الهاون حيث أن قذيفة الراجمة هي قذيفة صاروخية مزودة بمحرك نفاث يعمل بعد إنطلاق القذيفة ومن الراجمة ويعطيها سرعة توصلها إلى منطقة الهدف حيث تسقط في الماء ، وتستخدم الراجمات لتسليح الطرادات والمدمرات والفرقاطات وسفن الحراسة الخفيفة وهي تعمل بالارتباط مع سونار الكشف والحاسب الآلي المندمج مع نظام التحكم بإطلاق النيران ضد الغواصات ويتم تلقيم معظم الراجمات الحديثة آلياً بشكل يمنحها القدرة على تنفيذ رمايات كثيفة تغطي مساحة واسعة من منطقة الغواصة المكشوفة ، وتقسم الراجمات الحديثة إلى نوعين هما :
(1) راجمات قصيرة المدى يتراوح مداها بين 200 متر ، 300 متر .
(2) راجمات متوسطة المدى يتراوح مداها بين 300 ، 3600 متر ويصل المدى في الراجمات الروسية إلى 6000 متر .
ز. الألغام البحرية . تدخل الألغام البحرية في إعداد الوسائط السلبية للصراع ضد الغواصات وتستخدم في الممرات المائية الإجبارية ومداخل الموانيء أو لتشكل حواجز الحماية في مناطق العمليات بشكل يحد حرية عمل الغواصات ويقلل قدرتها على التسلل والمناورة ويتم زرع الألغام البحريـة بواسطة زارعات الألغام وسفن السطح والغواصات والطائرات .
ح. العموديات في مواجهة الغواصات . إن أهمية العموديات في مقاومة الغواصات تتزايد مع التطور المستمر لهذه العموديات حيث تتعزز قدرة العموديات الكبيرة على تغيير الموقع وسرعة الإقلاع والاستخدام الفعال للسونار وأجهزة الكشف الأخرى وقابليتها للتزود بالطوربيدات الخفيفة والقنابل المائية ، إضافة إلى السلاح الأشد فعالية وهو الصواريخ ، ولقد صارت العموديات الهجومية أداة فعالة للدفاع الجوي الاستطلاعي وتدمير الأهداف الثابتة والمتحركة وصنفاً هاماً من صنوف الطيران التكتيكي عموماً بعدما خضعت إلى تحسين نوعي كبير ، الأمر الذي كان لابد وأن يشتمل دورها في مكافحة الغواصات ، ولقد ازداد الطيران في مكافحة الغواصات أهمية مع تطور الغواصات نظراً لأهمية ميزات الطائرة مثل سرعة الحركة وقدرتها على قطع مسافات طويلة واستفادتها من التجهيزات الإلكترونية الفعالة والتسليح الفتاك وتستخدم الطائرات العمودية في بحثها عن الغواصات أجهزة متطورة لكشف أثر الممر الحراري الناجم عن تسخين محركات الرفع في الغواصات للمياه المجاورة لها أثناء إبحارها في الأعماق ، تستخدم الطائرات العمودية في تسليحها ضد الغواصات صواريخ هاربون وأكسوسيت وهيل فابر الليزري وتاو ولونج بوهيل ، إلى جانب أن الطائرات العمودية لها دور في بث الألغام البحرية المختلفة التي يمثل بعضها خطراً كبيراً على الغواصات حيث أنه يستقر على أعماق متفاوتة .

مفهوم العمل ضد الغواصات المعادية

11. كما ذكرنا سلفاً أن الغواصة هدف صعب المنال وتتسم بالمرونة والسرعة والقدرة على التملص والإختفاء تحت السطح وإذا كانت الغواصة مضطرة إلى الطفو فوق السطح للتزود بالوقود فإن الغواصة النووية غير ملزمة بهذا القيد ويمكنها البقاء تحت السطح طالما كانت ذخائرها ومخزوناتها من المياه والمواد الغذائية كافية لمتابعة مهماتها القتالية ولهذا كله يحتل كشف الغواصة مكانة خاصة في مجمل تطوير الصراع ضدها وهو عمل يتطلب المثابرة والصرامة والخبرة العالية والقدرة على تفسير أبسط المؤشرات واستثمارها لكشف وجود الغواصة المختفية وتحديد موقعها وهويتها وخط سيرها بدقة وتقدير نواياها في بعض الحالات .

12. تقوم طائرات الدورية البحرية بالبحث عن الغواصة اعتماداً على وسائطها الذاتية وعلى المعلومات التي تردها من السفن والطائرات والغواصات الصديقة ويتمحور تكتيكها خلال المرحلة الأولى من البحث حول تدابير الكشف السلبي الرامية إلى التقاط المؤشرات الدالة على وجود الغواصة مع بقاء الطائرة في وضعية الاختفاء أطول مدة ممكنة ، ولا تعتمد الطائرة إلى استخدام تدابير الكشف الإيجابي لتدقيق المعلومات وإكمالها إلا في مرحلة لاحقة ويكون نجاح الكشف في المرحلتين مرهوناً إلى حد بعيد بما ترتكبه الغواصة من أخطاء ناجمة عن قلة الحذر وإذا كانت أصوات محركاتهـا واهتزازات جسمها قابلة للكشف بنظام الكشف الصوتي السلبي فإن قيامهـا بالاتصالات اللاسلكية كافية لكشف وجودها عبر إلتقاط الموجات اللاسلكية الصادرة عنها .

13. تعتبر الغواصات أكثر فاعلية في استخدام محطة البحث الصوتي من سفن السطح حيث يمكنها تغير عمق الغطس وفقاً لدرجات الحرارة ولا يؤثر عليها الطقس العاصف كما أن الضجيج الصادر عنها أقل كثيراً من سفن السطح بالإضافة إلى أنها تعتبر هدفاً بعيد المنال بالنسبة للغواصة التي تهاجمها الطوربيدات ، ويوجد لدى بعض دول حلف الأطلسي غواصات مجهزة بمحطات بحث كبيرة وذات كفاءة عالية أكبر بكثير من محطات سفن السطح ومدى عمل مناسب ولقد أثبتت الغواصات كفاءة عالية في الصراع ضد الغواصات المعادية مما أدى إلى بناء غواصات متخصصة في تنفيذ هذه المهمة .

طرق ووسائل اكتشاف الغواصات

14. ليس من السهل اكتشاف الغواصات التي تستهدف مهاجمة إحدى القوافل ولو أن ذلك ليس مستحيلاً ومن ناحية أخرى فإن اكتشاف غواصة نووية صاروخية مختبئة على مسافة بعيدة من الهدف هو أمر في غاية الصعوبة ولحل هذه المشكلة يتجه تفكير المختصين في اتجاه واحد حتى الآن وهو متابعة كل غواصة نووية صاروخية معادية منذ مغادرتها القاعدة بواسطة سفينة مكافحة الغواصات وعند بداية الحرب يتم تدميرها بالطوربيدات على الفور ولكن من الواضح عدم إمكان تحقيق ذلك ، إن الوسائل الخاصة بالكشف الصوتي الموضوعة في قاع البحر أو المحيط تواجه هذه المشكلة بطريقة ما ولكنها في أفضل الحالات تدل فقط على مرور الغواصة فوقها إلى تلك المناطق حيث يمكن اكتشافها بباقي الوسائل ذات القدرة المحدودة .

15. تستطيع السفن والطائرات العمودية أن تبحث في مناطق صغيرة فقط إلا أن قدرتها على اكتشاف الغواصة الغاطسة على عمق كبير ليست مؤكدة بصورة كاملة ومن هنا يتضح أن اكتشاف الغواصة الصاروخية في الوقت الراهن يعتمد على الصدفة وحدها ومن المحتمل ابتكار طريقة جديدة تماماً خلال السنوات القادمة لاكتشاف الأهداف الغاطسة تحت السطح بشكل يسمح للمحافظة على مناطق شاسعة في الوسط المائي تحت المراقبة ، ولا شك أن العلماء يدرسون حالياً هذه المشكلة ولكن لم يظهر حتى الآن أي دليل يشير إلى إنجاح محاولاتهم ويتم في الوقت الحاضر دراسة طرق عديدة لاكتشاف الغواصات ولكنها تسمح بصورة أساسية باكتشاف الغواصات الموجودة فقط على السطح أو على عمق غير كبير ، إن استطلاع البحار والمحيطات بواسطة الأقمار الصناعية أمر ممكن تماماً ولكن لم يتم حتى الآن التوصل إلى طريقة لاكتشاف الغواصة الغاطسة بهذه الأقمار .

16. يعتقد المختصون أنه يمكن التغلب على هذه المشكلة باستخدام أشعة الليزر من الأقمار الصناعية والطائرات فإذا كان لهذه الأشعة القدرة الكافية لاستطاعت اختراق الوسط المائي ، وتجري الولايات المتحدة الأمريكية استخدام هذه الأشعة القادرة على اكتشاف الغواصة حتى 150 متراً ، وهناك محاولـة ابتكار طريقة لاستخدام الأشعة تحت الحمراء فمن المعلوم أن الغواصة أشد حرارة بكثير في الوسـط المائي المحيط بها والغواصـة النووية تلقي خلفها عادماً ساخناً .

17. إن الوسائل الحديثة التي تستخدم الأشعة تحت الحمراء تستطيع اكتشاف حزم الحرارة كما أن درجة حساسية هذه الوسائل تتزايد باستمرار ولقد أصبح كاشف الأشعة تحت الحمراء المستخدم من الطائرات حيز الاستخدام الآن ولكن مدى عمله لا يزيد عن ميل واحد وللبحث في الأوساط البحرية الهائلة يلزم بالضرورة مدى عمل كبير أو الاستغناء عن ذلك باستخدام عدد كبير من الطائرات .

المستشعرات المستخدمة ضد الغواصات

18. إن الطريقة الرئيسية للسفن الحربية من كل الأحجام التي تكشف الغواصات تعتمد على الصوت أو على نظم السونار التي تنشر الأصوات تحت السطح ومن ثم تسجل الأصداء المرتجعة لتحدد إن كانت أهدافاً معدنية كبيرة كالغواصات تعكس الصوت ويمكن للحاسب الآلي الذي يؤازر الوسائل السونارية في تحديد طبيعة الصوت وتحديد اتجاهه وسرعته أيضاً .

19. كان السونار هو مستشعر فعال لدرجة عالية في كشف الغواصات إلا أنه يعتمد على انتشار الأمواج الصوتية النشطة التي يمكن أن يسمعها الهدف ، وهذه الأمواج الصوتية تحذر الغواصات المستهدفة بوضوح كما تدلها إلى مكان القوات الحربية المضادة للغواصات التي تطاردها ، أما البديل لذلك فهو أجهزة كشف الأصوات بصورة سلبية كالهيدروفون (جهاز سمع هوائي) الذي يتيح للمشغلين مراقبة الأصوات تحت السطح مثل مراوح الدفع والمحركات وحتى أصوات طاقم الغواصة وتتيح هذه الأجهزة لقوات الحرب المضادة للغواصات مطاردة الغواصات والبقاء غير مكشوفة مما يمنحها درجة من التخفية وهي تقترب من أهدافها .

20. يجري تركيب السونارات والهيدرروفونات بازدياد ضمن مجموعات تقطرها السفن الحربية وراءها من بعيد وهذا يزيد في دقة نظم السونار لأنها تبعد كاشفات الصوت بعيداً عن ضجيج السفن الحربية مما يخفض خلفية الصوت التي تولدها المحركات ومراوح الدفع والمعدات الأخرى في السفينة القاطرة لدرجة كبيرة ، وإن نشر سونار ثاني يتيح فرصة أفضل للأصداء المرتدة لتحديد موقع الغواصة وحركتها على المسافة البعيدة ، وإن استعمال مجموعات مقطورة يحسن من حماية السفينة .

21. "نتج شركة أطلس أكثر من 70 نظام سونار للحرب المضادة للغواصات وهي قيد الخدمة في جميع أنحاء العالم وتشمل هذه الأنظمة سونار منخفض التردد وهو سونار مقطور يمكن تنشيطه ، وصمم لمهام الكشف عن الغواصات على مسافات بعيدة جداً ، وقد صمم هذا السونار للعمل كجزء من نظام سونار مدمج للحرب المضادة للغواصات وله قدرات كشف متوسطة وبعيدة المدى لتستعمل ضد الغواصات الصامتة .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 19-02-09, 11:59 AM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الغواصات النووية الحديثة


الغواصات النووية في سلاح البحرية الأمريكية

1. كان وضع الكثيـر من الغواصـات الخاصة بسلاح البحرية الأمريكية مع أوائل الستينات يؤدي إلى تخفيـض سرعتها تحت السطح من 28 عقدة إلى 25 عقدة ، ثم تنزل مرة أخرى إلى 23 عقدة ، وكانت الغواصة الأمريكيـة النووية قادرة على اكتشاف غواصة نووية سوفيتية شديدة الصوت ضمن مدى بعيد ولكن في كل الاحتمالات يكون على تلك الغواصة النووية الأمريكية أن تتحرك بسرعة كافية للوصـول إلى المكان الذي يمكنهـا منه إطلاق النار على الغواصة السوفيتية وكان يعتقد في ذلك الوقت أن هامش السرعة الذي يبلغ 5 عقدة هو الحد الأدنى الذي يمكن للغواصة النووية الأمريكية العمـل عليـه خلال العمل ضـد غواصة معادية .

2. قام سلاح البحرية الأمريكية في نهاية الستينات من القرن الماضي بإعادة تصميم المفاعل النووي الذي يسير الغواصة النووية بمضاعفة قوته إلى جانب تجهيز نظام قتالي رقمي في الغواصة لتحسين مدى الاعتماد على الغواصة بشكل موثوق وفي الوقت ذاته تخفيض وزنها ، "وفي عام 1978م تم إدخال الصاروخ النووي المضاد للسفن الخدمة في الغواصات الجديدة وكان جهاز التحسس (السونار) الرئيسي في تلك الغواصة رقمياً ، وفي عام 1983م تم تعديل النظام الرقمي لمعالجة الصاروخ النووي المضاد للغواصات .

3. تم تزويد الغواصات بصواريخ كروز توماهوك وذلك لإعطاء هذه الغواصات أهمية إستراتيجية وزيادة ضخمة في قوة إطلاق الصواريـخ من مدى بعيد ليس فقط ضد السفن بل ضد أهداف برية أيضاً ، ولقد أدى ذلك إلى تغيير حمولة الأسلحة في الغواصة التي أصبحت مؤلفة من 14 طوربيداً وأربعة صواريخ من نوع هاربون وثمانية صواريخ من نوع توماهوك تطلق كلها من أنابيب جاهزة وكانت غواصة الخدمة الأولى في هذا الإطار في نهاية 1983م ، وكانت الخطوة التالية في هذا المجال هو توفير 12 أنبوباً عمودياً لإطلاق الطوربيدات والصواريخ ركزت في مساحة فارغة بين جهاز السونار المقوس والحاجز الإنشائي الأمامي وقد انضمت الغواصة الأولى من هذه الفئة للخدمة في عام 1988م .

الغواصات النووية الباليستية الأمريكية

4. هذا النوع من الغواصات الجديدة مثيرة للإعجـاب فهـي تزن 15000 طن ومسلحة بـ 24 صاروخاً بالستياً بعيد المدى ، وهذه الغواصات هي أكبر الغواصات حجماً في تاريخ سلاح البحرية الأمريكية رغم أنها أصغر حجماً من الغواصات السوفيتية المماثلة ويعمل المفاعل النووي بسرعة 35 ألف حصان على تسيير الغواصة بسرعة 25 عقدة ، ورغم أن كلفة هذه الغواصة كبيرة لكن يمكن التعويض عن ذلك بالفترات الطويلة بين الفحص والآخر مما يخفض من الكلفة ، وهي تمضي 70 يوماً في دورية الحراسة والتفقد يليها فترات فحص وإصلاح لمدة 25 يوماً كل مرة .

5. إن الغواصات البالستية الأمريكية مصممة لتخضع للفحص الدوري سنة واحدة كل تسع سنوات مما يعني توفرها في البحر بنسبة عالية وكانت الخطط الأولى تشير إلى نية بناء 20 غواصة من هذا النوع الجديد ولكن تم زيادة ذلك العدد إلى 24 غواصة ووفقاً لاتفاقية الحد من الأسلحة الإستراتيجية وافقت الحكومة الأمريكية على تخفيض ذلك العدد إلى 18 غواصة وبدأ تجهيز أربعة غواصات قديمة بأنابيب إطلاق جديدة تمكن الغواصة من إطلاق الصاروخ ترايدنت في نهاية 1997م .

6. "لقد تقرر من عام 1998م أن تبنى نظام إطلاق 24 صاروخ بالستياً للغواصة ، ولم يحدث أي تعديل في الغواصات النووية البالستية القديمة الأربعة بحيث يتقلص عدد أسطول الغواصات الأمريكية النووية البالستية إلى 14 غواصة مع مجئ عام 2002م ، أي قبل سنة واحدة من تنفيذ الاتفاقية الثنائية للحد من الأسلحة الإستراتيجية .

الغواصات النووية السوفيتية

7. ظهرت الغواصات النووية السوفيتية في أواسط الستينات من القرن الماضي ، وفي عام 1968م عملت الغواصة السوفيتية (نوفمبر) على اعتراض حاملة الطائرات الأمريكية النووية (انتربرايس) التي كانت في طريقها إلى فيتنام ورغم أن الغواصة كانت ذات سرعة أبطأ لكنها كانت قادرة على استعمال المعلومات والبيانات من نظام مراقبة المحيطات وذلك لإنجاز الاعتراض والمطاردة الكاملة من الناحية النظرية ، ومن ناحية أخرى أدى الأداء المتميز للغواصتين (شيرلي وفيكتور) إلى جعلهما خطراً حقيقياً وجدياً بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والأسوأ من ذلك هو أن دراسة القدرة الصناعية السوفيتية تشير إلى تقدير إمكانية السوفييت بناء حوالي 20 غواصة نووية جديدة في السنة .

8. "تم تطوير الغواصة النووية السوفيتية (فيكتور) وأصبحت تزن 4950 طناً تحت سطح الماء وتسير بواسطة مفاعلين نووين واللذين يسيران طوربيناً منفرداً أما نتاج هذا المفاعل البالغ قوته 31 ألف حصان فيؤدي بالغواصة إلى سرعة تحت السطح تبلغ 30 عقدة بالإضافة إلى ذلك يوجد في الغواصة ذاتها دافعان إضافيان يسيران بواسطة محرك كهربائي ، وكانت الغواصات السابقة من هذا النوع تحمل جهازاً دافعاً بسبع شفرات لكن معظم هذا النوع من الغواصات يحمل نظاماً غير عادي مؤلفاً من جهاز دافع بأربع شفرات وتشمل الأجهزة الإلكترونية للغواصة من هذا النوع جهاز سونار مقوس ومجموعة أجهزة للملاحة تحت الجليد ورادار للملاحة وإجراءات دعم إلكتروني وجهاز تحسس إنذاري ، أما تسليح هذه الغواصة فكان مؤلفاً من أربعة أنابيب طوربيدات .

9. لقد أظهرت الغواصة السوفيتية (فيكتور) بوضوح بأنه لا يمكن للغرب الاعتماد على ضجيج الغواصات السوفيتية لاكتشاف وجودها كما كان يحدث من قبل ولقد أظهرت الإجراءات السوفيتية لتخفيض الضجيج بأن الدور الأساسي الذي لعبه نظام المراقبة والاستكشاف تحت السطح من قبل سلاح البحرية الأمريكية وحلف الأطلسي كان جيداً في السابق في إطار تحديد موقع الغواصات السوفيتية ، ولقد وفر هذا الجهاز التجسسي إمكانية اعتراض ومطاردة الغواصات السوفيتية بدقة ، وكان موضوع ذلك التجسس هو الذي لعب دوراً في تطوير الغواصة السوفيتية النووية (فيكتور) وإمدادها بنظام قتالي متطور .

10. إن التصميم السوفيتي الذي أعطى تأثيراً كبيراً على فكر سلاح البحرية الأمريكية المتعلقة بالغواصات الحربية كان المشروع السوفيتي (ليرا 705) والذي أنتج الفئة الشهيرة من الغواصات ألفا . ولقد بدأ العمل في هذا المشروع في عام 1958م وكانت نقطة البداية في هذا المشروع هو إنتاج غواصة صغيرة ولكن سريعة تختص بمطاردة وضرب غواصات أخرى وكانت السرعة المقترحة لهذه الغواصة 40 عقدة وكان هيكل الغواصة الجديدة مصنوعة من التيتانيوم ومجهزة بمفاعل نووي واحد وطوربين واحد وضوابط أتوماتيكية كلياً مما أدى إلى تخفيض عدد الملاحين ، وتم صنع الغواصة الأولى في هذا المشروع في عام 1968م ، وكانت الغواصة الجديدة مسلحة بستة أنابيب إطلاق ، و18 أنبوب طوربيد وصواريخ مضادة للغواصات ، أما الإلكترونيات في الغواصة فكانت تشمل جهاز سونار مقوس مصمم بذبذبة مرتفعة وذبذبة منخفضة وجهاز سونار آخر مصمماًً لتجنب الألغام البحرية ويعمل بذبذبة مرتفعة ونظام للتحكم بإطلاق النار للطوربيدات والصواريخ ، وكانت تمتلك مفاعلين نووين مع ثلاثة مولدات بخارية تدفع طوربينان بخاريين ، كل هذا يعطي الغواصة قوة دفع تصل إلى 38 ألف حصان والتي تؤدي إلى سرعة مذهلة تصل إلى 43 عقدة تحت السطح

11. نجح الاتحاد السوفيتي السابق في إنشاء الغواصة (أكولا) وقد بدأ تصميم هذه الغواصة في عام 1972م وتم تسليحها بصواريخ مضادة للسفن وأعيد العمل فيها في عامي 1978م ، 1980م لتستوعب الصاروخ الإستراتيجي (توماوسكي) ولهذا السبب تم بناء الغواصة بأنبوبتين للطوربيد وأربع أنابيب إطلاق مخصص للصواريخ ، وقد جهزت بقية الغواصات التالية من هذا النوع بستة أنابيب خارج الهيكل الضغطي مما يوفـر المزيد من القوة والسهولة في إطلاق النار ، أما جهاز السونار في الغواصة الجديدة (أكولا) فهو مماثل تقريباً لأحدث سونار جهزت به الغواصة (فيكتور) ، أما مفاعل الطاقة فهو جديد كليـاً والتي لها نظـام مزدوج لضبط ضجيجها ، وهذا يجعل هذا النوع من الغواصات أهدأ الغواصات السوفيتية وتصل سرعتها تحت السطح 35 عقدة .

الغواصات النووية البريطانية

12.في بريطانيا ونتيجة للاتفاق الذي تم مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 1992م أمكن للبحرية البريطانية الحصول على المعلومات والتفاصيل والتصميمات اللازمة لإنشاء أربعة غواصات (بولاريس) بواسطة البحرية البريطانية وقد أمكن بناء أول غواصة منها عام 1967م وبمقتضى الاتفاقية الأنجلو أمريكية تم بناء جسم الغواصة (بولاريس) في الولايات المتحدة الأمريكية بينما رأس الصاروخ بالكامل فإنه صناعة إنجليزية .

13.لقد أخذ سلاح البحرية البريطاني خطاً يختلف عما كان يحصل في سلاح البحرية الأمريكية من حيث فلسفة تصميم الغواصات النووية بحيث كان يتم مبادلة السرعة القصوى بالهدوء تحت السطح "وفي سنة 1977م عمل سلاح البحرية البريطاني للحصول على أول سبعة غواصات نووية من فئة (ترافلغار) التي تزن 4700 طن وتسير بواسطة مفاعل نووي واحد وطوربينين وذلك بسرعة قصوى تحت السطح تصل إلى 28 عقدة ودخلت الغواصة الأولى في هذه المجموعة الخدمة في عام 1983م ودخلت الأخيرة عام 1991م"([4]) ، وقد تم إعطاء الكثير من الاهتمام إلى تخفيض الضجيج الذي يمكن أن تحدثه الغواصـة في الماء ، ولقد زودت الغواصات بدافع أو مسير نفاث مغطى بدلاً من الدافع العـادي الذي يعمل بواسطة المراوح ذات الشفرات السبع .

المقارنة بين الغواصات التقليدية والغواصات النووية

14. هناك فرق بين الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية والغواصات التقليدية حيث أن الغواصات النووية تكون هدفاً يصعب النيل منه نظراً لسرعتها ، فالغواصات النووية السوفيتية من فئة (ألفا) مثلا تتميز بسرعة تحت سطح الماء تصل إلى 45 عقدة بينما لا يمكن للغواصات الأخرى أن تصل لنفس السرعة ، ويمكن للغواصات النووية أن تغوص إلى عمق أكبر من مثيلتها التقليدية ولكنها لا تستطيع العمل في المناطق ذات المياه الضحلة والقريبة من الشاطئ ، وكذلك هذا النوع من الغواصات النووية يصدر ضجيج أكثر من الغواصات التقليدية لكن يمكن لها البقاء لفترات طويلة تحت سطح الماء .

15. رغم أن الغواصات النووية أو المسيرة بالطاقة النووية (SSN) أصبحت تهدد وجود الغواصات التي تسير بالديزل والمحركات الكهربائية وتجعلها قديمة وبالية لكن الكلفة المرتفعة للطاقة النووية منعت الكثير من أسلحة البحرية من تبني استعمال تلك الطاقة ، وبدلاً من ذلك عملت الغواصات التقليدية (SSK) على تطوير مميزاتها الفريدة من حيث الصمت والأداء في مياه غير عميقة وذلك لمواجهة مزايا الغواصات النووية( SSN) ، حيث أن الغواصات التقليدية (SSK) يماثل ردع الغواصات النووية خاصة أنها مسلحة بالتسليح ذاته وكلفة أمدها منخفضة وذلك دون تكاليف استغناء مخفية ، ويمكن للغواصات التقليدية أن تؤدي مهام خاصة لا تؤديها الغواصات النووية .

16. إذا كانت الغواصات النووية تشكل بالنسبة للدول الكبرى حلقة مركزية في سلسلة وسائط الردع ، فإن هذا الواقع الاستراتيجي لا يلغي الدور المتزايد الآن الذي تلعبه الغواصات التقليدية كوسيلة فعالة في الكشف عن الأخطار المحتملة ، وكأداة هجوم للرد على أي اعتداء بحري إذا اقتضت الضرورة إلى ذلك .

17. الغواصة النووية تسير بقوة الدفع وهي إما غواصات استراتيجية مسلحة بالصواريخ عابرة القارات وقادرة على إطلاق 24 صاروخ باليستي مداه 4000 ميل وينفصل من كل صاروخ 10 رؤوس نووية إلى أماكن متفرقة وهي أخطر سلاح إستراتيجي للردع النووي الصاروخي السوفييتي س – س -8 مداه 2400 ميل ، بينما الصاروخ الأمريكي تريدنت يبلغ مداه 4200 ميلاً ، وتستخدم الغواصات النووية الهجومية لتدمير سفن السطح والقوافل باستخدام الصواريخ المجنحة ذات مدى يتراوح بين 20 ، و 400 ميل ومن الغواصات النووية ما هو مضاد للغواصات وتكون مسلحة بطوربيدات موجهة إلى جانب الصواريخ المضادة لسفن السطح وتتراوح حمولة السفن النووية ما بين 8000 – 17000 طن ومتوسط سرعتها تحت سطح الماء حوالي 30 عقدة فأكثر (تعتمد على النوع) .

18. الغواصات التقليدية تسير بالديزل والبطاريات وتتوفر تقريباً في معظم دول العالم بأعداد متفاوتة وتنقسم الغواصات التقليدية طبقاً لحمولتها فوق السطح إلى الأنواع التالية :
أ. غواصات كبيرة أو عابرة البحار حمولتها ما بين 1800 – 2000 طن ، وقد صمم هذا النوع من الغواصات للعمل في المناطق البعيدة عبر المحيطات والبحار مما يستوجب أن يتوفر لها مدى إبحار كبير وقدرة عالية على الإكتفاء الذاتي وقوة تحمل للظروف الجوية الصعبة بالإضافة إلى ضرورة توفر أجهزة مواصلات لاسلكية عالية الكفاءة لتحقيق الاتصال الجيد مع قاعدتها أثناء تواجدها في المناطق البعيدة وتستخدم لتدمير السفن الحربية وسفن النقل وبث الألغام والاستطلاع على مواصلات العدو في المحيطات وبالقرب من القواعد البحرية البعيدة .
ب. غواصات متوسطة أو عابرة البحار حمولتها ما بين 1000 – 1700 طن ، وقد صمم هذا النوع من الغواصات للعمل في المناطق القريبة نسبياً ومحددة من البحار والمحيطات وهي تعمل في أعماق محدودة نسبياً ، وقد تكلف هذه الغواصات بمهام الاستطلاع وتدمير سفن السطح الحربية وسفن النقل في البحر وفي القواعد ، وكذلك المشاركة في الضربة الصاروخية الجوية ضد الأهداف الساحلية الإستراتيجية كالموانئ والقواعد والمراكز الصناعية علاوة على مهام بث الألغام .
ﺠ. غواصات صغيرة أو ساحلية حمولتها ما بين 400 – 500 طن ، هذا النوع من الغواصات يستخدم في المناطق البحرية المحدودة وتتيح لها إمكانياتها تغطية فترة عمليات محدودة حتى 15 – 20 يوم ، ويصمم هذا النوع للعمل في المناطق الساحلية القريبة وذات الأعماق المياه الضحلة .
د. غواصات جيب أو غواصات المهام الخاصة حمولتها ما بين 50 – 300 طن ، وهي تستخدم في تدمير أو تعطيل السفن أثناء رسوها في الموانئ والمراسي وفي مهام الإمداد بالإحتياجات والأفراد للغواصات الصديقة والتي تعمل في مناطق بعيدة ، وغالباً ما تستخدم في حمل رجال الضفادع البشرية والوحدات الخاصة .

19. الغواصات التقليدية تنقسم طبقاً لنوعية التسليح إلى :
أ. غواصات صاروخية .
ب. غواصات طوربيد .
ﺠ. غواصات بث ألغام .
د. غواصات المهام الخاصة .

20. الغواصات التقليدية الحديثة أصبحت متعددة المهام وبالتالي متعددة التسليح مما حقق مرونة عالية في تنفيذ مهامها القتالية فأصبحت الغواصة موجة بصواريخ وطوربيدات موجهة متعددة الأغراض ضد سفن السطح وضد الغواصات وقادرة على حمل الألغام مع إمكانية استخدامها كغواصة للمهام الخاصة .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 20-02-09, 11:47 AM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

مشكور الغواصة لها اهمية كبيرة في البحرية

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-02-09, 08:16 PM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 03-03-09, 07:41 AM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
البشار
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

كا التحية لك أخي الباسل على الموضوع الرائع ومن الأهمية بمكان الإشاره الى أن تكنولوجيا صناعة الغواصات ليس بتلك التكنولوجيا المعقده حيث بدات بعض الدول انتاج بعض الأنواع من الغواصات الصغيره مثل ايران وكذلك الإمارات .

 

 


   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع