مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2412 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 63 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح القــوات الــبحريـــــة > القســـــم العام للقوات البحرية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


قوة بحرية خليجية لحماية المصالح الوطنية

القســـــم العام للقوات البحرية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 10-07-09, 12:06 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي قوة بحرية خليجية لحماية المصالح الوطنية



 

أداة استراتيجية فاعلة كل مقومات بنائها متوافرة في منظومة "مجلس التعاون"
"قوة بحرية خليجية" لحماية المصالح الوطنية


عقيد ركن بحري عبدالله دشتي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وتتأثر الاستراتيجيا البحرية بعوامل عدة، بعضها يساعد في تكوينها مثل الجغرافيا والقوة البشرية والتكنولوجيا البحرية، إضافة إلى الإمكانات الاقتصادية للدولة ونظام حكمها وطبيعة مجتمعها، فالدول ذات الاقتصاد القوي تكون أكثر قدرة على بناء قوة بحرية ضخمة تخوض المحيطات وأعالي البحار، وفي طليعتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي تملك كل منها قوة بحرية ضاربة تجوب محيطات العالم.

ومن العوامل المؤثرة في بناء القوة البحرية للدول، طبيعة الحكومات التي تديرها ومراحل اتخاذ القرار فيها، ففي الغرب، حيث تسود النظم الديموقراطية غالباً، تناقش الموازنات العامة للدولة، ومنها موازنة الدفاع، بشكل علني، الأمر الذي يتأثر إلى حد ما بطبيعة الرأي العام في الدولة، الذي يدفع باتجاه تقليل موازنات الدفاع عند عدم بروز أخطار مباشرة على كيان الدولة، وهذا ما بدا بوضوح في الموازنات العسكرية الحالية لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي، وبالتالي زوال الخطر العسكري المباشر على الدول الغربية.

كذلك تؤثر طبيعة المجتمعات بشكل مباشر وأساسي على الاستراتيجيا البحرية للدول، فالمجتمع البحري المدني هو المصدر الرئيسي للقوة البشرية اللازمة لبناء القوة البحرية، «فالبحارة هم روح الأسطول» كما يقول اللورد هافر شام، وهذا هو حال المجتمعين البريطاني والأمريكي على سبيل المثال، وقد دأبت الدول ذات السواحل البحرية العريضة على بناء قوات بحرية قادرة على حماية حدودها وتأمين طرق المواصلات البحرية التي تعبر مياهها الإقليمية أو المياه الدولية القريبة منها.

وتتأثر البحار والمحيطات بشكل مباشر أو غير مباشر بالمتــغــيـــرات الجـــيوسيـــاسـيـــــــــة الدولية، التي بدورها تفرض على البلدان الساحلية وضع استراتيجيات بحرية تنسجم مع المناخ السياسي والأمني السائد في الإقليم المحيط بها أو في العالم عموماً، فخلال القرن التاسع عشر عمدت الدول العظمى، كالولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان، إلى استخدام القوة البحرية كأداة ردع استراتيجية، من خلال بنائها السفن الضخمة ذات الإمكانات القتالية العالية ومديات الإبحار الطويلة لحسم الحروب البعيدة عن حدودها.


غياب الحرب الحاسمة

أما اليوم، فقد تغير مفهوم الحرب البحرية، إذ غاب خيار الحرب الحاسمة في المحيطات البعيدة، وحضر بدلاً منه خيار الحرب الساحلية المحدودة, التي تدور في رقعة مائية ضيّقة نسبياً، ما يجعل الاشتباك أشد تعقيداً وصعوبة، فخلال العقدين الماضيين تبنت كثير من البحريات العالمية مبدأ بناء أعداد كبيرة من السفن الصغيرة ذات القدرات القتالية المتميزة، مثل المرونة وإمكانية الإبحار والمناورة قرب السواحل وفي المياه الضحلة.

فقد اعتمدت البحرية الأمريكية خطة لبناء ترسانة تضم نحو 100 سفينة من الحجم الصغير، أطلقت عليها اسم «سفينة الحرب الساحلية»، لها قدرة على العمل في المساحات المائية المزدحمة والمتداخلة كالأقاليم الساحلية الضيقة ذات المياه الضحلة، ولها كذلك قدرة على مواجهة الأخطار البحرية والتهديدات، فضلاً عن استطاعتها الإبحار لمدد طويلة, وإمكان تشغيلها بأقل قدر ممكن من القوة البشرية التي استعيض عنها بالتكنولوجيا الحديثة.

وبرغم كل التطور التقني والتكنولوجي المذهل الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة، لا تزال القوة البحرية تلعب دورا أساسيا في إدارة الصراعات والأزمات الدولية، كما لا تزال أداة رئيسية في تطوير سبل دعم وتعزيز الأمن والاستقرار العالمي، فما أهمية دور القوة البحرية بصفتها إحدى الأدوات الاستراتيجية في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي؟ وكيف يتم توظيف هذه القوة في منطقة الخليج العربي لتتواءم مع المتغيرات الجيوسياسية والأمنية المتلاحقة في هذا الإقليم المهم من العالم؟


«الطرف الأغرّ»

نموذجاً


في كتابيه المهمين «تأثير القوة البحرية في التاريخ: 1660 - 1783»، و«تأثير القوة البحرية في الثورة الفرنسية والإمبراطورية: 1793 - 1812»، يتحدث الخبير البحري ألفريد ماهان بإسهاب عن مبادئ الاستراتيجيا البحرية وتوظيفها كقوة فاعلة وحاسمة، لا يمكن من دونها بسط النفوذ والسيطرة على العالم، فخلال الحروب البريطانية الفرنسية لعبت القوة البحرية الملكية البريطانية دورا فاعلا في حسم المعارك التاريخية ضد فرنسا وحلفائها، ومن أشهر معارك تلك الفترة «معركة الطرف الأغر» التي هزم فيها الأدميرال البريطاني نيلسون البحريتين الأسبانية والفرنسية معاً، كما فرض حصاراً بحرياً محكماً على فرنسا، أدى إلى وقف إمدادات جيوش نابليون، الأمر الذي كان له أعمق الأثر في هزيمة فرنسا وحلفائها في «معركة واترلو» البرية الشهيرة أمام القائد البريطاني ولنغتون.

وخلال الحرب العالمية الثانية لعبت القوات البحرية لدول الحلفاء دورا مؤثرا في إسناد القوات البرية في أوروبا وشمال أفريقيا ضد دول المحور، فخلال المعارك البرية فرضت بحرية الحلفاء الحصار الشامل على دول المحور في البحر الأبيض المتوسط، ما أثر سلبا في جيوش القائد الألماني رومل (ثعلب الصحراء) الذي تراجع بسبب النقص الحاد في إمدادات الذخيرة والمؤن، بعدما كان يحرز تقدما في شمال أفريقيا، وفي مسرح العمليات الأوروبى (1941 - 1944)، ضربت بحريات الحلفاء حصاراً خانقاً على ألمانيا النازية، وأعاقت خطوط المواصلات البحرية منها وإليها، سعياً إلى إنهاكها ووقف المجهود الحربي فيها، ومن ثم حسم المعارك البرية، واستثمار النصر في السيطرة على القرار السياسي.

وما إن انتهت الحرب الباردة وتبدل ميزان القوى والمناخ الأمني العالمي، حتى برزت على الساحة العالمية تهديدات جديدة غير تقليدية، كالإرهاب العابر للحدود وعمليات التهريب بأنواعها، من تهريب البشر إلى تهريب المواد المحظورة والخطرة، وفي هذا الإطار، اعتبر قائد القوات البحرية المركزية الأمريكية والقائد السابق للأسطول الخامس الأدميرال كيفن كوسغروف، أن التهديد الحالي في الخليج العربي يعد من الأخطار العابرة.

وحذر خلال حضوره المعرض البحري الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة أواخر العام الماضي من خطر المجموعات الإرهابية الراديكالية المتعاطفة مع «تنظيم القاعدة».

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية
من مواضيعي

   

رد مع اقتباس

قديم 10-07-09, 12:10 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

أمن الخليج

واستقرارالعالم


ولا شك أن عولمة الاقتصاد وترابط المصالح الدولية في المجالات كافة، أعطى بعداً دولياً لأهمية أمن الخليج العربي، وتأثيره في أمن واستقرار وازدهار المجتمع الدولي برمته، حيث تعتمد دول صناعية عظمى مثل الولايات المتحدة واليابان والصين والهند وكبريات الدول الأوروبية على موارد الطاقة الخليجية، ولذلك وضعت هذه الدول خططاً واستراتيجيات من أجل تأمين استمرار وصول الطاقة إليها، واستندت في الأساس على سبل حماية خطوط المواصلات البحرية وتأمين حرية الملاحة في مياه الخليج.

وعمدت قوات بحرية من دول عدة إلى إيجاد صيغ تعاون فيما بينها من أجل تأمين طرق المواصلات البحرية وحماية الملاحة الدولية وتجنب أي صراعات قد تؤثر في الاستقرار السياسي لمنطقة الخليج، وتؤثر تالياً في الاقتصاد العالمي، فخلال الحرب العراقية- الإيرانية (1980 - 1988) اتخذت بحريات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفياتي (السابق) ودول أخرى، إجراءات احترازية من خلال المرابطة المستمرة لعدد من قطعها البحرية في مياه الخليج وإرسال إشارات رادعة إلى إيران بعدم إغلاق مضيق هرمز الحيوي، والعمل على احتواء النزاع وعدم انتشاره إلى مناطق أخرى من الإقليم.

وخلال الاحتلال العراقي للكويت في العام 1990 نشرت دول الحلفاء أساطيل بحرية ضخمة في مياه الخليج العربي، من حاملات الطائرات والسفن والمدمرات والغواصات، كقوة ردع سريعة للقوات الغازية، تعطي في الوقت نفسه رسالة تحذيرية واضحة للعراق من عواقب أي اعتداء قد يرتكبه ضد المملكة العربية السعودية، إضافة إلى قيامها بحماية خطوط المواصلات البحرية لضمان استمرارتدفق النفط وتأمين مصادر الطاقة للعالم.
وفي عمليات حرب تحرير العراق في العام 2003 لعبت القوات البحرية دورا استراتيجيا في نقل المجهود العسكري الأساسي عن طريق البحر، بعد رفض عدد من دول الجوار إعطاء القوات المتحالفة تسهيلات عسكرية في أراضيها تتيح شن العمليات العسكرية على العراق ، فقد نشرت دول الائتلاف، خصوصا الولايات المتحدة، عددا كبيرا من السفن والقطع البحرية في الخليج العربي والمحيط الهندي والبحر الأحمر والبحر المتوسط لشن هجمات جوية وصاروخية تدعم العمليات العسكرية على الأرض، الأمر الذي أسهم بشكل فعال في تدمير القوة العسكرية العراقية وحسم المعركة بالسقوط السريع للنظام.

القوة البحرية والجغرافيا


أما اليوم، وفي ظل هذه المتغيرات والتحديات الدولية والإقليمية، كيف لدول الخليج العربي أن تلعب دوراً فاعلاً في تأمين الأمن والاستقرار والازدهار العالمي من خلال توظيفها قواتها البحرية كأداة استراتيجية لتحقيق هذا الغرض؟ لا سيما أن هذه الدول تمتلك مخزونا ضخما من موارد الطاقة الطبيعية من نفط وغاز، الأمر الذي دفع دول العالم الكبرى إلى الإبقاء على وجود عسكري دائم لها في هذه المنطقة المهمة من العالم.

في كتابه «القوة البحرية كاستراتيجيا»، يرى الخبير في شؤون الدفاع فريدمان نورمان أن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة أو دولة ما تكمن في موقعها الجغرافي وفي كيفية استخدام هذا الموقع ضد العدو في أي أزمة أو حرب متوقعة،وأوضح مثالين على ذلك تايوان وسنغافورة اللتان تسيطران على خطوط المواصلات البحرية من وإلى شرق آسيا، كما تتحكمان بطرق إمداد النفط والغاز والتجارة الدولية من الصين وإليها.

وتعد هذه الممرات البحرية الحيوية من أهم النقاط الاستراتيجية التي تحدد رد فعل الصين في أي أزمة أو صراع مستقبلي، من جهتها لا تزال بريطانيا تصر على السيطرة على مضيق جبل طارق، على الرغم من المطالبات الأسبانية بحق النفوذ عليه، كذلك تعتبر قناة بنما من الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة في منطقة وسط القارة الأمريكية، لما لها من أهمية في ربط المحيطين الأطلسي والهادي، وانتقال الأسطولين الأمريكيين الشرقي والغربي بحرية خلال الأزمات.

أما منطقة الخليج العربي، فلا تكتسب أهميتها الحيوية من موقعها الاستراتيجي كممر مائي، بل مما تحتويه من مخزون هائل من مصادر الطاقة (النفط والغاز) ومن تأثيرها تالياً على الأمن والاستقرار العالمي. كما إن حجم إنتاج الطاقة في دول الخليج العربي وتكلفتها المنخفضة مقارنة بباقي مناطق الإنتاج العالمية، أجبر كثيراً من المستهلكين، مثل اليابان ودول آسيا وأوروبا، على الاعتماد عليها كمصدر أساسي للطاقة، حيث تنتج منطقة الخليج حوالي 40 في المئة من مجمل إنتاج العالم من الطاقة، لذلك فإن منع أو إعاقة حرية الملاحة في الخليج العربي سيتسبب في إرباك إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية، وخاصة إلى الدول الصناعية، وقد يؤدي إلى أزمة عالمية، تفضي إلى تدخل دولي كالذي حصل في العام 1973 إبان الحرب العربية- الإسرائيلية، حين أوقفت دول الخليج العربية إمدادات النفط، ما أدى إلى ارتفاع سريع في أسعار الوقود ودخول العالم في أزمة اقتصادية دفعت الدول العظمى إلى وضع خطط مستقبلية لأمن الطاقة.

توظيف القوة البحرية


دأب كثيرون من الخبراء والمحللين السياسيين والعسكريين على مناقشة دور القوة البحرية وكيفية توظيفها لتحقيق الأهداف السياسية للدولة وضمان المحافظة على مصالحها القومية، فقد كتب ألفريد ماهان وجوليان كوربت عن كيفية استثمار الاستراتيجيا البحرية في الأغراض السياسية، وطبيعة القدرة البحرية للدولة ومدى اختلافها عن باقي صنوف القوات المسلحة، وأسهم كوربت، الذي كان متخصصا في التاريخ والجغرافيا الاستراتيجية، في رسم وتطوير البحرية الملكية البريطانية، وناقش في كتابه «مبادئ الاستراتيجيا البحرية» الصادر عام 1911، بعض مبادئ الحرب البحرية، وتوصل إلى عدم قدرة الدول على احتلال البحر أسوة بالبر، وذلك لطبيعة البحر غير القابلة للتملك.

وفي ضوء الحقائق الراسخة على أرض الواقع في يومنا هذا، يطرح السؤال: هل مازالت مثل هذه الأفكار والمبادئ قابلة للتطبيق؟.
فالخليج العربي تبحر فيه اليوم أعداد كبيرة من السفن التجارية والحربية، ويشهد حركة سير بحرية كثيفة بين الدول، الأمر الذي يعقِّد أعمال المراقبة والرصد والتعرف، ويجعلها في غاية الصعوبة، وبالتالي يحدّ كثيراً من إمكان السيطرة البحرية.
ولهذا السبب قامت قيادة الأسطول الخامس الأمريكي بتقسيم الخليج العربي إلى عدد من مناطق المسؤولية لتسهيل عمليات مراقبة حركة السفن المختلفة، ومن ثم تفتيش السفن المشتبه بها عند الضرورة.

ولكن هل لبحرية دول الخليج وحدها القدرة الذاتية على القيام بهذه العمليات؟

تنصّ العقيدة الكويتية للقوة البحرية على أن السيطرة البحرية هي «الوضع الذي تكون فيه لنا حرية العمل باستخدام البحر لأغراضنا الخاصة ولفترات محددة وعند الضرورة، ولكن من غير المحتمل أن تكون السيطرة البحرية غاية بحد ذاتها، إلخ» (كتاب «العقيدة الكويتية للقوات البحرية» 2003).

وخلال الحروب العالمية السابقة، ثبت أن تحقيق السيطرة البحرية يكون عبر تطبيق مبدأ المعركة الحاسمة، كدفع أسطول العدو إلى المجابهة واشتباك القوتين الرئيسيتين في البحر لحسم الحرب، أو تبني مبدأ الهجوم على المصدر، مثل مهاجمة الموانئ والقواعد البحرية الأساسية عندما يرفض العدو المجابهة والخروج إلى البحر، حسب شرح الاستراتيجي نورمان فريدمان في كتابه «الاستراتيجيا البحرية».

أما في الخليج العربي، فلا توجد مساحات واسعة لخوض المعركة البحرية الحاسمة، فضلاً عن فقدان عنصر المفاجأة على المستوى الاستراتيجي لأي عمليات بحرية مستقبلية بسبب المراقبة المستمرة من قبل الأقمار الاصطناعية والطائرات والوسائل الأخرى، والأهم أن نسبة المساحة البحرية للخليج العربي، بالمقارنة مع حجم أي قوة بحرية للدول المطلة عليه، لا تعطي القدرة على القيام بعمليات السيطرة البحرية التامة، كما أن تبني سياسات عدم التعرض من قبل دول مجلس التعاون طغى على طبيعة وحجم الأساطيل الموجودة لدى هذه الدول، مع بعض الاختلاف في ميزان القوة البحري بين الدول المطلة على الخليج.

فخلال الحرب العراقية- الإيرانية لم يستطع أي من طرفي القتال تحقيق السيطرة البحرية التامة طوال سنوات الحرب الثماني، ولكن كان بمقدور كل منهما إعاقة طرق المواصلات البحرية للآخر والإضرار باقتصاده من خلال مهاجمة أسطوله التجاري ومراكزه الاقتصادية، أما في حرب تحرير الكويت (1991) وحرب تحرير العراق (2003)، فإن قوة الائتلاف البحرية بقيادة الولايات المتحدة حققت مبدأ السيطرة البحرية التامة في الخليج العربي ومداخله، مثل مضيق هرمز وبحر العرب، من خلال تبنيها مبدأ التواجد المكثف وإحكام الحصار البحري لوقف أي دعم للقوات العراقية، ومنعها في الوقت نفسه من مهاجمة القوات المتحالفة.
خلاصة


لقد أثبتت الأحداث التي شهدتها منطقة الخليج العربي في السنوات القليلة الماضية، أهمية تبنّي القوة البحرية كإحدى الأدوات الاستراتيجية لحماية المصالح الوطنية، وفي ظل توفير الإرادة السياسية الإمكانات الاقتصادية والبشرية لمنظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، فضلاً عن متانة علاقاتها مع مختلف الدول والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تبدو الفرصة سانحة لبناء قوة بحرية موحدة تحت علم مجلس التعاون، وتوظيفها كأداة استراتيجية فاعلة لتأمين المصالح الوطنية والمحافظة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وأولى خطوات بناء هذه القوة البحرية الخليجية، هي توفير قطع حربية متطورة قادرة على العمل ضمن منظومات إقليمية ودولية، وكذلك توفير بنية تحتية داعمة لهذه القوة، كالقواعد البحرية ومنظومات القيادة والسيطرة لتبادل المعلومات والتجاوب السريع مع المستجدات العسكرية المحتملة.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المصدر : مجلة حماة الوطن

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لحماية, المصالح, الوطنية, بحرية, خليجية

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع