تطالب بإطلاق بازوم.. ثلاث حركات مسلحة تتحدى حكام النيجر العسكريين (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سييرت متكال.. وحدة نخبة عسكرية مر منها أغلب قادة إسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          نيويورك تايمز: إسرائيل تصعّد هجماتها ومئات آلاف الفلسطينيين يهيمون على وجوههم (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ماهى الأسلحة النووية التكتيكية الروسية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          تعديلات على قانون جهاز المخابرات العامة تثير جدلا بالسودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 6 - عددالزوار : 2828 )           »          معاداة السامية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          لندن ترفض الاقتداء بواشنطن في حجب أسلحة عن إسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          احتفالات روسية بالذكرى الـ79 للنصر على النازية - 2024 (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          أحمد الهوان (جمعة الشوان).. جاسوس مصري اخترق الموساد 11 عاما (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود - أحد أبرز الشعراء في السعودية والمنطقة العربية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          مستشار خامنئي: طهران ستغير عقيدتها النووية إذا هددت إسرائيل وجودها (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          لذلك افتحوا النوافذ للتهوية عند تشغيلها.. الحر يعزز من انتشار مادة سامة داخل السيارة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          موقع إخباري: الجيش البريطاني نفذ 200 مهمة تجسس جوية فوق غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح القــوات البــريــة > قســـــــم الهندســـــــة العســـــكرية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم مشاركات اليوم
 


ماهى الأسلحة النووية التكتيكية الروسية

قســـــــم الهندســـــــة العســـــكرية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 10-05-24, 06:31 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي ماهى الأسلحة النووية التكتيكية الروسية



 

ما الأسلحة النووية التكتيكية التي تجري روسيا تدريبات لاستخدامها؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نظام صواريخ أرض-جو متنقل روسي خلال عرض عسكري سابق (الأوروبية)


9/5/2024

موسكو- تستعد هيئة الأركان العامة الروسية لإجراء تدريبات للاختبار العملي لإعداد واستخدام الأسلحة النووية غير الإستراتيجية. وبحسب وزارة الدفاع الروسية، تأتي هذه الإجراءات ردا على تصريحات وتهديدات استفزازية أطلقها بعض المسؤولين الغربيين ضد موسكو.
ويرى مراقبون روس أن هذه التدريبات التي لم تكن مقررة وستجرى مع التشكيلات الصاروخية في المنطقة العسكرية الجنوبية، هي إشارة قوية للدول الغربية التي تعتقد أن روسيا غير قادرة على استخدام هذه الأنواع من الأسلحة تحت أي ظرف في حالة ظهور ما يسمى بالتهديد الوجودي.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أكد أن تصريحات الرئيس الفرنسيإيمانويل ماكرونومسؤولين بريطانيين وأعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي، عن استعدادهم وحتى نيتهم إرسال قوات مسلحة إلى أوكرانيا، يعني في الواقع وضع جنود حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمام الجيش الروسي.
ويعني هذا وفق بيسكوف، بدء جولة جديدة تماما من تصعيد التوتر تتطلب اهتماما وإجراءات خاصة من جانب روسيا.

ما الأسلحة النووية التكتيكية وما إمكانية استخدامها في الصراعات؟

رغم أن موسكو قامت في السنوات الأخيرة بخطوات عديدة للحفاظ على الأسلحة النووية التكتيكية في حالة استعداد للاستخدام القتالي، إلا أن مراقبين عسكريين روس يرون أن الإجراءات الجديدة تعني أنه أصبح من غير المستبعد استعمال السلاح النووي التكتيكي في الصراعات الإقليمية والدولية.
والأسلحة النووية التكتيكية -أو غير الإستراتيجية- هي أسلحة نووية لضرب أهداف كبيرة وتجمعات لقوات العدو في الخطوط الأمامية وفي الخلف مباشرة. وعلى سبيل المثال، يمكن لمعظم الصواريخ التي استخدمتها روسيا، ولا تزال في أوكرانيا، أن تحمل رؤوسا نووية منخفضة أو متوسطة القوة، أي الأسلحة النووية التكتيكية القادرة على التسبب في الدمار ضمن دائرة نصف قطرها 2 و5 كيلومترات.ولا توجد بيانات مفصلة عن الأسلحة النووية التكتيكية لأنه لم تشملها مطلقا أي معاهدات دولية. لكن مراكز دراسات روسية وغربية مستقلة تتحدث عن أن الولايات المتحدة -على سبيل المثال- مسلحة بـ230 قنبلة ذات سقوط حر، 100 منها موجودة في قواعد في أوروبا.
أما بالنسبة لروسيا التي تمتلك مجموعة واسعة من هذه الأسلحة -وفق المراكز ذاتها- فتختلف التقديرات هنا بشكل كبير: من 860 إلى 1912 وحدة.

ما الفرق بين الأسلحة النووية التكتيكية والأسلحة النووية؟

يوضّح العقيد احتياط فيكتور ليتوفكين، أن الأسلحة النووية التكتيكية تختلف عن الأسلحة الإستراتيجية من حيث أنها تملك قدرة أقل ونطاق استخدام أضيق، فالأسلحة الإستراتيجية هي مثلا ما تم استخدامه في حالة مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان. أما التكتيكية فتُستخدم في الميدان ضد قوات العدو لحل مشاكل تكتيكية موضعية.
علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن قوة الأسلحة التكتيكية محدودة، فإن العواقب لن تكون أقل مما كانت عليه في حالة المأساة اليابانية في حال أُسقطت على تجمعات سكنية كبيرة.

أما الأسلحة النووية الإستراتيجية -كقاعدة عامة- فهي الأسلحة النووية "الكلاسيكية" التي تسبب ضررا لا يمكن إصلاحه للعدو المفترض. على هذا الأساس تتجنب روسيا والناتو الصدام العسكري المباشر. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن كلا الجانبين يدركان أن الانتقام سيكون مضمونا وحتميا في حالة العدوان، وفق ليتوفكين.

ما العامل التدميري للسلاح النووي التكتيكي؟

حسب العقيد ليتوفكين، يُعتبر الإشعاع النيوتروني، وليس موجة الصدمة، هو العامل التدميري الذي تتمتع به الأسلحة النووية التكتيكية في الوقت الراهن. وقبل ذلك، كانت موجة الصدمة هي القوة التي تملكها هذه الأسلحة لتدمير الخصم.
لكن تجهيز المعدات العسكرية بأجهزة حماية مضادة للأسلحة النووية وتطوير تكتيكات القوات في ساحة المعركة أضعف بشكل كبير من قدرة موجة الصدمة على تحقيق أهدافها، وهو ما دفع إلى اللجوء إلى استخدام الإشعاع النيوتروني لتجاوز هذه المشكلة.

هل تشكل التدريبات الروسية على تجهيز واستخدام الأسلحة النووية التكتيكية مقدمة لاستخدامها في أوكرانيا؟

برأي رئيس "مركز التنبؤات العسكرية"، أناتولي تسيغانوك، لا ينبغي القلق من استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في النزاع مع أوكرانيا، إذ لا داعي لذلك من الناحية العسكرية.
ووفقا له، يمتلك الجيش الروسي ما يكفي من أنظمة الأسلحة القوية التي تضمن انتصاره. بموازاة ذلك، يشكل استخدام الأسلحة النووية التكتيكية عامل خطر كبيرا، بما في ذلك بالنسبة للطرف الذي يستخدمها.
ولذلك، سيتم اتخاذ مثل هذه الخطوة كملاذ أخير، أو في حالة انتهاك كييف أو المنظومة الغربية قواعد الاشتباك القائمة حاليا. ويلفت تيسغانوك إلى أنه لم يتم ملاحظة أي تغييرات حتى الآن في نشر الأسلحة النووية التكيتيكية الروسية.


متى يتم استخدام الأسلحة النووية التكتيكية؟

يشير رئيس "مركز التنبؤات العسكرية" إلى أن روسيا أعلنت أنها لن تستخدم مثل هذه الأسلحة إلا في حالة وجود تهديد مباشر لسيادة البلاد وسلامتها، فضلا عن "هجوم العدو" الذي قد يحدث باستخدام أسلحة نووية (أو غير نووية) إستراتيجية.
بموازاة ذلك، ترتبط مسألة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية بمخاطر لا يمكن إصلاحها في السياسة الخارجية، إذ إن ثمة خطر من أن تؤدي مثل هذه التصرفات إلى تنفير الحلفاء الحقيقيين القلائل الذين هم على استعداد حاليا لدعم موسكو، بحسب المتحدث نفسه.
وباعتقاد تسيغانوك، فإن الأسلحة النووية التكتيكية ليست سيفا سحريا قادرا على حل "العقد المستعصية" من المشاكل في وقت واحد. فضلا عن أن استخدامها بدون مبرر مقنع سيكون له عواقب اقتصادية وسياسية وعسكرية غير مسبوقة، قد تؤثر سلبا على القدرات الدفاعية للبلاد.

المصدر : الجزيرة نت -
فهيم الصوراني

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 10-05-24, 06:36 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

النووي التكتيكي.. دليلك الشامل لمعرفة سلاح بوتين المفضل لبدء حرب عالمية ثالثة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

27/5/2022


مؤخرا، دعت أوكرانيا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد أن أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن موسكو ستنشر أسلحة نووية "تكتيكية" في بيلاروسيا، فيما اعتبره البعض تصعيدا خطيرا جدا للموقف في أوكرانيا. بيد أن ذلك التطور لم يكن مفاجئا، فعلى مدار الأشهر الماضية كرر بوتين ورجاله تهديداتهم النووية في أكثر من مناسبة، آخرها وأهمها في خطاب الرئيس الروسي الشهير في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي أكد فيه أن التلويح باستخدام النووي للدفاع عن روسيا ليس مجرد خدعة (2) (3). وقد حدث الشيء نفسه عام 2014 أثناء الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم، حيث تحدَّث القادة الروس علنا عن وضع الأسلحة النووية في حالة تأهُّب، وفي عام 2015 هدَّدت روسيا السفن الحربية الدنماركية بأسلحة نووية إذا انضمت الدنمارك إلى نظام الدفاع الصاروخي لحلف الناتو (4).

لكن في خضم هذا الحديث عن الأسلحة النووية، غالبا ما يتبادر إلى الذهن نوع محدد من السلاح النووي قد تكون احتمالات استخدامه ضعيفة إلى حدٍّ كبير، وهو السلاح النووي الإستراتيجي، الذي يُمثِّل الثالوث النووي لأي دولة، المكوَّن من الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBMs)، والصواريخ البالستية التي تُطلق من الغواصات (SLBMs)، والطائرات قاذفات القنابل الثقيلة المُجهَّزة بأسلحة نووية، وجميعها يمكن أن يضرب أهدافا بعيدة عن الدولة، على مسافة آلاف الكيلومترات، ليُسبِّب ضررا بالغا، لكن هذا النوع من السلاح النووي الأكثر خطورة وتدميرا ليس هو ما نخشى منه في الوقت الراهن.

نووي في أرض المعركة

إلى جانب النووي الإستراتيجي، هناك نوع آخر من الأسلحة، يُسمى "السلاح النووي التكتيكي"(5) أو "السلاح النووي غير الإستراتيجي"، وهو سلاح يمكن أن يُستخدم في ساحة المعركة، فالقنابل النووية التكتيكية لا تُستخدم لتدمير مدن كبيرة أو إنهاء الحرب، بل هي أسلحة قصيرة المدى تُستخدم في نطاقات ضيقة، غالبا مع وجود قوات صديقة على مقربة وربما في منطقة صديقة متنازع عليها، قد يُستخدم هذا النوع من السلاح لتدمير رتل دبابات مثلا أو مطار كبير أو إحدى الكتائب التي تتحرك باتجاه الجيش في أرض المعركة، بالتالي يُعَدُّ السلاح التكتيكي أداة لتحقيق مكاسب محدودة، والحصول على بعض المزايا في مسرح العمليات، وليس القضاء نهائيا على العدو.

في تلك النقطة دعنا نتعلم قليلا عن الكيفية التي يُقدَّر بها حجم العائد أو الطاقة التفجيرية الخارجة من السلاح النووي، حيث يُعبَّر عنها بالكمية المقابلة من مادة "ثلاثي نترو التولوين" (TNT) التي ستُولِّد الكمية نفسها من الطاقة عندما تنفجر.

وبالتالي، فإن السلاح النووي الذي يعطي 1 كيلو طن هو السلاح الذي ينتج كمية الطاقة نفسها في انفجار 1 كيلو طن (1000 طن) من هذه المادة. وبالمثل، فإن السلاح الذي تبلغ قوته 1 ميغا طن سيكون له طاقة تعادل تفجير مليون طن من مادة ثلاثي نترو التولوين. انفجار مرفأ بيروت 2020، الذي أُطلق عليه مصطلح "بيروتشيما" تشبيها بما جرى لمدينة هيروشيما لكنه لم يكن نوويا، قُدِّر بقوة تساوي نحو 1 كيلو طن، أما القنبلة اليدوية الشهيرة في الحروب، التي تظهر في كثير من الأفلام، فتحتوي فقط على ما مقداره 50-60 غراما من ثلاثي نترو التولوين!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

انفجار مرفأ بيروتيعني ذلك أن قنبلة القيصر مثلا (Tsar Bomba)، أو قنبلة إيفان الكبير كما يسميها الروس بقوة 50 ميغا طن، التي انفجرت في صباح يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول عام 1961 بمنطقة نوفايا زمليا الروسية بالدائرة القطبية الشمالية وهي إلى الآن أقوى قنبلة نووية في التاريخ، أعطت طاقة تساوي تفجير 50 مليون طن من ثلاثي نترو التولوين، قارِن ذلك بقنبلتَيْ هيروشيما وناغازاكي، نحو 15-20 كيلو طن بالترتيب، قتلت الأولى نحو 146 ألف شخص.

يَعتبر البعض قنبلتَيْ هيروشيما وناغازاكي من ضمن الأسلحة النووية التكتيكية، والواقع أنه لا يوجد ما يمكن اعتباره حدًّا فاصلا واضحا(6) بين نوعَيْ القنابل الإستراتيجية والتكتيكية، فحجم الطاقة الخارج من السلاح التكتيكي يبدأ من 10 أطنان ويصل إلى 100 كيلو طن (بينما يُعتقد أن أكبر رأس حربي إستراتيجي روسي حاليا يُقدَّر بنحو 800 كيلو طن).

تاريخ طويل للتناحر

في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1991، أعلن الرئيس الروسي ميخائيل جورباتشوف عن عدة خطوات لخفض القوات النووية الروسية التكتيكية، تبدأ من إزالة الرؤوس الحربية النووية من الصواريخ والمدفعية والألغام التكتيكية، وكذلك تفريغ الأسلحة النووية التكتيكية من السفن والغواصات ذات الأغراض العامة والطائرات البحرية ووضعها في مناطق التخزين المركزي. وكذا الأمر بالنسبة للأسلحة المضادة للطائرات العاملة، لكن بشرط واحد فقط، وهو "إذا فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه"(7).
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جاء ما سبق ردا على مبادرة أعلنها الرئيس جورج بوش الأب في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وفي يناير/كانون الثاني 1992 أعاد الرئيس الروسي بوريس يلتسين تأكيد مبادرة جورباتشوف بل وتوسيعها، وتضمَّنت التحركات التالية تخفيضا متكررا لأعداد الرؤوس النووية التكتيكية من قِبَل كلٍّ من الولايات المتحدة وروسيا.

لكن في أثناء ذلك كله عمل الروس على تطوير ترسانتهم النووية التكتيكية، في ديسمبر/كانون الأول 2020 قال بوتين: "من غير المقبول إطلاقا أن نقف مكتوفي الأيدي. إن وتيرة التغيير في جميع المجالات الحاسمة للقوات المسلحة سريعة بشكل غير عادي اليوم. إنها أسرع حتى من سباقات الفورملا-1، بل أسرع من الصوت، لو توقفت لثانية واحدة فستبدأ في التخلف على الفور".

كانت الجهود المبذولة من قِبَل الروس لتطوير السلاح النووي التكتيكي الخاص بها أقل وضوحا وشمولية من خطة تحديث النووي الإستراتيجي، ولكنها السياسة نفسها، وهي التخلص التدريجي من أسلحة الحقبة السوفيتية واستبدالها بأسلحة أحدث ولكن أقل. تعمل روسيا على تحديث مخزون نشط يصل إلى 2000 رأس حربي نووي تكتيكي(8)، تتنوع بين صواريخ جو-أرض، والصواريخ البالستية قصيرة المدى، وقنابل الجاذبية، التي تنطلق من القاذفات متوسطة المدى والقاذفات التكتيكية والطيران البحري، وكذلك الصواريخ المضادة للسفن والغواصات والطائرات وطوربيدات للسفن السطحية والغواصات.


بر وبحر وجو

بنظرة أكثر تمعُّنًا، سنجد أن النسبة الأكبر من الترسانة النووية التكتيكية الروسية (نحو 950 رأسا حربيا) مُخصَّصة للقوات البحرية، وبشكل أساسي تَركَّز برنامج التحديث البحري الرئيسي للجيش الروسي على غواصات الهجوم من النوع "ياسن-م" (Yasen/-M)، وياسن(9) هي أحدث غواصة هجومية روسية متعددة الأغراض ومُجهَّزة بنظام إطلاق عمودي مُكوَّن من 32 خلية إطلاق، تعمل بالطاقة النووية ويمكن أن تحمل أسلحة نووية تكتيكية على متنها، بقدرات متنوعة. بدأت "ياسن-م" بالفعل في الإحلال محل الغواصات الهجومية الروسية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية. نسخة مُحسَّنة من الغواصة نفسها تُدعى "كازان" (Kazan) انضمت أيضا إلى الأسطول الروسي الشمالي مؤخرا.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الغواصة ياسن-ميُعتقد أن "ياسن-م"، ومعها كل الغواصات والسفن المُحدَّثة، مزودة بنسخة نووية من صاروخ(10) "كروز كاليبر" (Kalibr) الذي يُطلَق من البحر ليُصيب أهدافا برية، بمدى متنوع ومرن يبدأ من مدى قصير يساوي عدة مئات إلى مدى متوسط يساوي عدة آلاف من الكيلومترات، يمكنها أيضا إطلاق صاروخ كروز من النوع "3م-55" (3M-55) المضاد للسفن والهجوم البري، إلى جانب صواريخ "فيتر" (Veter) النووية المضادة للغواصات، فضلا عن طوربيدات نووية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولا يتوقف الأمر عند تطوير ياسن فقط، لأن تطويرها كان بطيئا بعض الشيء، ما دفع البحرية الروسية إلى عمليات تطوير متزامنة بمنصات نووية تكتيكية أخرى مثل الغواصات "سييرا" و"أوسكار-2″ و"أكولا"، إلى جانب تكهنات بأن روسيا تفكر في بناء نوع جديد من غواصات صواريخ كروز.

إلى جانب ذلك، يُعَدُّ سلاح الجو الروسي ثاني أكبر مستخدم للجيش للأسلحة النووية التكتيكية (نحو 500 رأس حربي)، تم بالفعل تسليم 125 طائرة من طراز السوخوي "سو-34" (Su-34) الجديدة للقوات الجوية الروسية منذ عام 2014 بعد أكثر من 25 عاما من التطوير المطوَّل، حيث يخطط أن تحل محل السوخوي (Su-24) بشكل كامل، في خطوة تحديثية كبيرة.

منذ اللحظة الأولى كان من المتوقع أن تلعب(11) "سو-34" دورا مركزيا في العمليات العسكرية الروسية في المسرح الأوروبي، سواء في حالة الصراع مع أوكرانيا خصوصا، أو مع حلف الناتو عموما، حيث تضع قدرتها العالية على التحمل جميع الأهداف في أوروبا ضمن نطاق عملها، ومن المرجَّح أن تُنفِّذ المقاتلة الغالبية العظمى من الضربات الأولية على الأهداف عالية القيمة، سواء في حالة ضربة نووية تكتيكية أو تقليدية، كما تتمتع الطائرة بقدرات عالية في القتال الجوي ورثتها عن تصميم سابقتها "سو-27″، إلى جانب أجهزة استشعار فائقة الجودة تجعل هذه الطائرة تحديدا تحفة فنية.

هذا ولم نتحدث بعد عن التطويرات الجديدة في الترسانة الجوية الروسية، مثل السوخوي (Su-57)، التي تقول وزارة الدفاع الأميركية إنها تتمتع بقدرة نووية، ويُتوقع أن تتنافس مع طائرات مثل "إف 35" (f35)، وستُزوَّد أيضا بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت ذات خصائص مماثلة لخصائص "كينجال" (Kinzhal)، التي أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استخدمتها لتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا، وأن هذا الطراز من الصواريخ تعجز عن رصده كل أنظمة الدفاع الجوي.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الصاروخ كينجالالصاروخ كينجال(12) بدوره يُعَدُّ واحدا من إنجازات روسيا مؤخرا، فهو متنوع القدرة، طُوِّر لاستهداف البنية التحتية الأوروبية الحيوية (مثل المطارات والمستودعات ومراكز القيادة) ولمواجهة صواريخ دفاعية أميركية مثل "ثاد 6" (THAAD.6)، ويُشكِّل أيضا تهديدا لحاملات الطائرات الأميركية وحلف شمال الأطلسي. إلى جانب ذلك يصعب التعرُّض له، فمسار رحلته من الطائرة إلى الهدف غير منتظم، وكذلك فهو يجري بسرعة تصل إلى 4900 كم/ساعة، وقد يصل إلى سرعات 12350 كم/ساعة. مع هذه السرعة، ربما لا يتمكَّن أحد من اللحاق به.

سلم التصعيد

كان ما سبق هو مجموعة من الأمثلة من ضمن حالة من التحديث الكامل13 للأدوات الحاملة للرؤوس النووية التكتيكية الروسية في كل النطاقات من بر وبحر وجو، سواء كانت هجومية أو حتى دفاعية، هدفها جميعا هو موازنة القوات التقليدية المتفوقة لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، وكذلك الرغبة في خلق توازن مقابل للقوات التقليدية الصينية، الكبيرة جدا وذات القدرات المتطورة، في الشرق الأقصى.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لكن في النهاية، تبقى ملاحظة واحدة مهمة، وهي أن السلاح النووي التكتيكي هو سلاح نووي، إنها معلومة بديهية كما يمكن أن تلاحظ، لكنها على أرض الواقع ليست كذلك، فهذا التمييز بين الإستراتيجي والتكتيكي نشأ بسبب اتفاقيات الحد من التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا التي اهتمت في المقام الأول بالمخاطر الكبرى مثل الصواريخ البالستية العابرة للقارات والأدوات التي تحملها، كونها مصدر الخطورة الرئيسي.

لكن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد خصوم مسلحين بالنوع نفسه من الأدوات قد ينطوي على خطر كبير، فهي ذات مخاطر أقل وبالتالي يسهل استخدامها، وبسبب ذلك فهي تُعَدُّ درجة سلّم فاصلة بين التقليدي والنووي، أشبه ما يكون بمرحلة انتقالية بدلا من القفزة الكبرى باستخدام صاروخ عابر للقارات، قد يكون نشر الرؤوس النووية التكتيكية الصغيرة منخفضة القوة تشجيعا خطيرا على شن حرب نووية تالية.

إلى جانب ذلك، فإن الأسلحة النووية التكتيكية التي يُرجَّح استخدامها أولا كانت عادة تحت سيطرة سياسية أقل صرامة في أوقات الأزمات العسكرية من الأسلحة الإستراتيجية التي يرتبط استخدامها بأوامر عُليا وانعقاد مجالس القيادة السياسية والعسكرية، إذا كان ضابط صغير الرتبة نسبيا قادرا على التحكم في سلاح نووي تكتيكي صغير بقوة ضمن نطاق الطن وليس الكيلو طن، فيمكنه عبر خطوات بسيطة الحصول على إذن بالإطلاق.

قد تكون أسلحة بقوة 10-15 كيلو طن مؤثرة وكبيرة وبالتالي مخيفة بوصفها ضربة استباقية بالنسبة لجيش ما، لكن هناك رؤوس حربية يمكن أن تطلق طاقة بقوة 10-100 طن فقط، والواقع أن أكبر مشكلات السلاح النووي التكتيكي -إلى جانب ما سبق- هي أنه متنوع جدا في المدى والقوة، خذ مثلا الرأس الحربي الأميركي "ب61" (B61) الذي يُعَدُّ الآن14 أصغر سلاح نووي في الترسانة الأميركية بقوة تبدأ من 300 طن فقط، وتنطلق في التنوع بين 1.5 أو 10 أو 50 كيلو طن، يمكن استخدام سلاح بمثل هذه القوة عن طِيب خاطر في أوقات الأزمات، بمعدلات أكبر من استخدام الرؤوس الحربية التي تصل الطاقة التفجيرية الخارجة منها إلى درجات الكيلو طن المتفاوتة.

أضف إلى ذلك أن هناك تطورا كبيرا في دقة ومدى الصواريخ التي تتمكَّن من حمل رؤوس نووية تكتيكية، فمثلا الصاروخ الروسي15 "أوتر-21 توشكا" (OTR-21 Tochka) قادر على حمل وتوصيل رأس نووي يصل إلى 100 كيلو طن لمسافة 150-185 كم فقط، بدأ استخدام هذا الصاروخ عام 1981، وإلى الآن ما زال إحدى الأدوات التكتيكية للجيش الروسي، التي استُخدمت في الحرب السورية وحرب اليمن الأخيرة وحرب مرتفعات قرة باغ 2020، ويُستخدم حاليا في الحرب الروسية الأوكرانية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

"إسكندر-م" يمكنه حمل رؤوس نووية تكتيكيةوبوجود صواريخ روسية مثل "إسكندر-م"16 (Iskander-m)، الذي يمكن أن ينقل حمولة نووية صغيرة إلى مسافة تتراوح بين 400-500 كيلومتر ويحل محل توشكا في بعض المناطق من الجيش الروسي الآن، ويلفت انتباه الباحثين في هذا النطاق بوصفه إحدى أهم الأدوات النووية التكتيكية الروسية، مع "كاليبر" الذي تحدَّثنا عنه قبل قليل وينقل حمولات متنوعة تصل إلى عدة آلاف من الكيلومترات، فإننا أمام ترسانة متنوعة في استخداماتها.

ولا يقف الأمر عند هذه الحدود، صاروخ "ليتل جون" (MGR-3 Little John) الأميركي مثلا كان قادرا على إطلاق رأس حربي بقوة 10 كيلو طن لمسافة 19 كم فقط، وصاروخ "بلوتون" (Pluton) الفرنسي كان قادرا في السبعينيات على إطلاق رأس حربي نووي بقوة 15 كيلو طن لمسافة 120 كم.

بل وطُوِّرت أسلحة نووية تكتيكية صغيرة يمكن حملها من قِبَل شخصين فقط، مثل الذخيرة الذرية الخاصة بالتدمير17 (SADM)، وهي سلاح نووي محمول أنتجه الجيش الأميركي في الستينيات ولم يُستخدم، ونظام الأسلحة "ديفي كروكيت"18 (Davy Crockett)، وهو عبارة عن مدفع صغير يمكن أن يُطلِق قذيفة نووية بقوة 10-230 طنا نشرته الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة. في زمن الحرب، يمكن استخدام هذه النوعية من المتفجرات بيُسر لتحقيق فاعلية كبيرة في "نقاط الاختناق" مثل الأنفاق والممرات الجبلية الضيقة والجسور.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قنبلة نووية من النوع "و-54" (W54) في حقيبة محمولة!


عقيدة التصعيد

الأسوأ من ذلك أن العقيدة النووية الروسية تفتح الباب حاليا بهذا النوع من التدرج، لفهم أعمق لتلك النقطة يمكن أن نتأمل وثيقة من ست صفحات نشرتها الحكومة الروسية 2 يونيو/حزيران 2020 تُحدِّد منظورها بشأن الردع النووي، بعنوان "المبادئ الأساسية لسياسة الدولة للاتحاد الروسي بشأن الردع النووي"19، وفيها يُعَدُّ التهديد الروسي بالتصعيد النووي أو الاستخدام الفعلي الأول للأسلحة النووية سلوكا من شأنه أن يؤدي إلى "خفض تصعيد" النزاع بشروط تخدم روسيا.سياسة "التصعيد بغرض خفض التصعيد"20 (Escalate To De-Escalate) تعني ببساطة أن الروس قد يقفزون للخيار النووي في حالة هجوم غير نووي من قِبَل الخصم وجود الدولة نفسه في خطر، هذا النوع من التصعيد النووي يُهدِّئ الطرف الآخر ويُخفِّض من حِدَّة تصريحاته أو خطواته القادمة، كان هذا واضحا في التهديدات النووية التي انهالت على الناتو من قِبَل الحكومة الروسية في بداية الحرب الأوكرانية.

لهذه العقيدة تاريخ طويل متعلق بأن السلاح النووي هو أفضل الطرق في حالات الضعف، فحينما تراجع الاتحاد السوفيتي سياسيا وعسكريا خلال الحرب الباردة، ثم مع انهياره، كان الضامن الوحيد بالنسبة للروس هو السلاح النووي، بحيث مَثَّلَ أداة ردع رئيسية، وحتى مع خفض أعداد الرؤوس النووية -إستراتيجية كانت أو تكتيكية- كان الروس على وعي تام بضرورة أن يمتلكوا ما يكفي لمنع تهديد وجودهم، وهم الآن يشعرون بأن وجودهم ذاته مُهدَّد أثناء الحرب مع أوكرانيا.
اقرأ أيضا: ترسانة الشيطان.. هل روسيا جادة بشأن استخدام السلاح النووي؟
في تلك النقطة، يبرز السلاح النووي التكتيكي أداة لتصعيد متدرج من قِبَل الروس (والناتو على حدٍّ سواء)، لكن النهاية الحتمية للحرب التي تُستخدم فيها الأسلحة النووية التكتيكية هي كارثة بكل المقاييس، فصعود درجة واحدة من هذا السلّم ترفع جدا احتمال أن تستمر في الصعود، وفي مرحلة ما قد لا تتمكَّن من الرجوع، حتّى إن رغبت في ذلك. هذا ولم نتحدث بعد عما ستُثيره تحركات كتلك من رغبة دول أخرى، لم تشارك في الحرب، في تطوير قدراتها النووية، ويرتفع عدد الرؤوس النووية في العالم من جديد في سباق تسلح يعلم الله وحده إلى أي مدى سيصل، بعد أن وصل إلى حدٍّ أدنى حاليا يساوي 15 ألف رأس حربي بعد نهاية الحرب الباردة.

أول وآخر استخدام للسلاح النووي، من كل الأنواع، سواء كان إستراتيجيا أو تكتيكيا، حدث في اليابان سنة 1945، كلما ظهر صراع جديد ننتظر أن ينكسر ذلك الصيام، ويرتعب العالم من يوم يحدث فيه الاستخدام الثاني، لكن في المرة الأولى كان الأميركان فقط يستخدمون الرؤوس النووية، أما الآن فهناك جوقة واسعة من الاحتمالات، أحلاها مُرّ إلى درجة لا تتصورها!



المصدر: الجزيرة نت - شادي عبد الحافظ

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع