مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2404 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الأمن و الإتــصالات > قســـــم التقنية / ونظــم المعلومات
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


الجانب المظلم لحرية الإنترنت .

قســـــم التقنية / ونظــم المعلومات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 06-05-11, 10:35 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الجانب المظلم لحرية الإنترنت .



 

كتاتب : الجانب المظلم لحرية الإنترنت

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
المقدمة .
على خلاف مايعتقد الكثيرون ممن يتخذون الشبكة العنكبوتية وسيلة لمجابهة الأنظمة القمعية، ودرباً يوصلهم إلى الديمقراطية، يجد الكاتب إيفجيني موروزوف في كتابه هذا أن ظن هؤلاء ليس بمحله، ولا تتعدى كونها آمالاً وطموحات ساذجة . حيث يرى أن هذه الشبكة الفضائية من شأنها أن تخدم هذه الأنظمة أكثر، وتطيل من أعمارها . والتشجيع على “حرية الإنترنت” ربما يكون له نتائج كارثية على مستقبل الديمقراطية في العالم، خاصة أنه يرى العديد من الأنظمة الاستبدادية المتحكمة في روسيا وإيران والصين تجنّد أشخاصاً على هذه الشبكة لخدمة ممارساتها القمعية، وعدم السماح لشعوبها برؤية النور، والعيش في كنف الحرية والديمقراطية .

يرى بعض نقاد هذا العمل أن من يعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر واليوتيوب يمكن أن تثير موجة جديدة من التحولات الديمقراطية، لابدّ له أن يقرأ هذا الكتاب ويفكّر في الأمر مرة أخرى . وآراء الكاتب هنا جاءت من عمق معرفته بالتكنولوجيا وعمله بها، ونلاحظ هنا مدى بحثه العميق في ما كتبه المدوّنون على الإنترنت في عدد كبير من الدول، والأساليب التي تلجأ إليها الأنظمة الاستبدادية في فرض الرقابة على مستخدمي الإنترنت . وجدير بالذكر أن إيفجيني موروزوف محرر مشارك في مجلة “فورين بالسي”، و”بوستن ريفيو”، وهو عالم زائر حالياً في جامعة ستانفورد، وسابقاً في “ياهو”، وكتب موروزوف في كبريات الصحف والمجلات، وظهر على الكثير من شبكات التلفزة والإذاعات العالمية .
الكتاب صادر عن دار النشر الأمريكية “بابليك أفيرز” في يناير/كانون الثاني 2011 في 408 صفحات من القطع الكبير .

يستخدم الكاتب في كتابه الكثير من المصطلحات الحديثة، التي يتم تداولها على الإنترنت، والتي تشكل لغة التواصل الحديثة، وليس بإمكان من لا يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، والتويتر واليوتيوب أن يفهمها بسهولة، فلغته في الكتاب لغة تكنولوجية حديثة . يركّز على مايسميّه “اليوتوبيا الإنترنتية” أو “طوباوية الشبكة العنكبوتية”، ويدعو إلى عدم المكوث في هذه “اليوتوبيا”، التي يجد فيها الشبان من خلال استخدامهم الإنترنت عالمهم المثالي المفتقد على أرض الواقع، والانتقال إلى “الواقعيةالإنترنتية” أو “واقعية الشبكة العنكبوتية”، وبشكل خاص في الدول التي يطغى عليها حكم الاستبداد والفرد الواحد .

يتحدث عن الكثير من الدول في كتابه، الاستبدادية والديمقراطية، وفي الفصول الأولى من الكتاب يتناول تعامل السلطات الإيرانية مع الاحتجاجات التي أعقبت نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، قائلاً في بداية الفصل: “في يوليو/حزيران ،2009 خرج الآلاف من الشبان الإيرانيين إلى شوارع طهران، حاملين الهواتف الذكية بأياديهم وسماعات البلوتوث في آذانهم، احتجاجاً على ما اعتقدوا أنه انتخابات مزّورة . تصاعدت التوترات، ودعا بعض المحتجين في هجوم لامثيل له على استقالة أية الله خامنئي” .

يناقش الكاتب ما ذكره أندرو سوليفان في مدوّنته بعد ساعات من الاحتجاجات: “حينما أغلق النظام الأشكال الأخرى من الاتصالات، بقي “تويتر” حياً”، وأضاف: “إن تويتر هو الأداة الحاسمة لتنظيم المقاومة في إيران”، وفي ما يشبه ماقاله سوليفان، صرّح أليك روس مستشار هيلاري كلينتون أن الإعلام الاجتماعي لعب دوراً رئيساً في تنظيم الاحتجاجات الإيرانية، ويرى أنه ما من شيء يدعم هذا الكلام، ويذكر الكاتب أيضاً ما قاله روس في يوليو/تموز ،2010 الذي برأيه أنه كشف بشكل غير مقصود عن نفاقه حينما قال: “هناك القليل من المعلومات على دعم هذا الإدعاء أن فيسبوك أو تويتر أو الرسائل النصية سببت الشغب في إيران أو استطاعت أن تلهم الانتفاضة” . يرى الكاتب أن دور تويتر كان عرض مايجري من احتجاجات في إيران، وليس تنظيمها .
يستشهد بما قاله رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، ويرى الكاتب أنها نتيجة مضحكة: “لايمكن أن تحدث رواندا أخرى، لأن المعلومات تظهر بسرعة أكثر حول ما يجري في الحقيقة، والرأي العام سيصل إلى النقطة التي لابدّ فيها من التحرك”، وذكر براون أيضاً: “أحداث هذا الأسبوع في إيران هي منبّه للطريقة التي يستخدم فيها الناس تكنولوجيا جديدة ليأتوا بطرق جديدة تجعل آراءهم معلومة للجميع” . ويعلق الكاتب على ذلك: “إن الملايين من الذين اندفعوا إلى شوارع لندن، ونيويورك وروما ومدن أخرى في 15 فبراير/شباط 2003 للاحتجاج على شن الحرب على العراق يبدو أنهم ارتكبوا خطأ سخيفاً واحداً: أنهم لم يدونوا حول ذلك بما فيه الكفاية . أسهم ذلك بالتأكيد في منع حدوث حمام الدماء” .

الاستبداد والإنترنت .
يرى الكاتب أنه من الخطأ الافتراض أن الاستبداد يستند على استخدام القوة الرادعة وحدها فقط، بل يمكن استخدام الدين والثقافة والتاريخ كلها كقوى فعّالة مع أو بدون الإنترنت لتشكّل بذلك بنية للاستبداد الحديث بطرق لا أحد يفهمها بشكل كامل بعد . ويمكن لبعض الحكومات أن تتحكم بمقدارها حسب ما تقتضي الحالة، يقول الكاتب: “أي شخص يؤمن بقوة الإنترنت كما أفعل يستحسن أن يقاوم إغواء تعقب “مركزية الإنترنت”، وبشكل غير وارد يفترض ذلك أنه تحت ضغط التكنولوجيا، كل هذه القوى المعقدة تتطوّر في اتجاه واحد فقط، تجعل الأنظمة الاستبدادية الحديثة أكثر انفتاحاً وتشاركية وغير مركزية ومفضية أكثر إلى الديمقراطية”، وفي مكان آخر يقول الكاتب حول دور الإنترنت في تحرير الفكر من بعض عوائقه: “إن بعض النقص في الحقيقة لا يجعل موضوع تشجيع الديمقراطية في العصر الرقمي يتسم بالسهولة، لكن على الأقل، سيساعد إذا ما استطاع صناع السياسة والعامة على صعيد واسع تحرير أنفسهم من أية عوائق وتحيّزات من شأنها أن تحرّف تفكيرهم وتؤدّي إلى تفسير طوباوي يتسم بالقليل من التحيّز في الواقع، وإن الردود الهستيرية للاحتجاجات في إيران كشفت أن الغرب يفتقر إلى نظرية عمل مفيدة عن تأثير الإنترنت على الاستبداد” .

يرى الكاتب أن أغلب الجهود الغربية لاستخدام الإنترنت في محاربة الاستبداد يمكن أن توصف على أنها محاولة لتطبيق علاج رديء للمرض الخاطئ . وبرأيه صناع السياسة لديهم القليل من التحكم بعلاجهم، الذي يبقى متحولاً كل يوم، ولذلك لم يعمل أبداً بالطريقة التي كانوا يتوقعونها . وبرأيه أن ذلك النوع من الاستبداد الذي يريدون حقاً محاربته انتهى في ،1989 وكلما أدرك صناع السياسة بسرعة هذا، كلما بدؤوا بصنع سياسات خاصة بالإنترنت تكون ملائمة بشكل أفضل للعالم الحديث .

الإنترنت في روسيا.
يشير الكاتب إلى البرامج التي تنظمها الحكومة الروسية على الإنترنت، ويرى لو أن المرء يقرأ الصحافة الغربية من السهل أن يحصل على انطباع أن الإنترنت في روسيا هي وسيلة شعبية جداً وفعالة لهجوم الحكومة، وكشف سلبياتها . علاوة على ذلك، فإن النشاط المدني واضح جداً على الإنترنت في روسيا مثل التبرع بالمال للأطفال المرضى، وشن حملات لكبح الفساد المتفشي بين الشرطة، ولايزال الإعلام الاجتماعي والترفيه يسيطر في هذا المجال، وبالكاد تختلف روسيا عن الولايات المتحدة أو الدول الأخرى في أوربا الغربية . ويرى أن السلطات الروسية تجد أن أكثر الأساليب فعالية للتحكم بالإنترنت ليس فرض الرقابة المتشدّدة والمتطورة، بل تلك الأساليب التي لا حاجة فيها إلى الرقابة . ويرى أن الإمبراطورية الإنترنتية الترفيهية للكرملين، ربما تفسّر السبب الذي يقف وراء الرقابة الرسمية القليلة في روسيا، ويجد أن الكرملين لايحظر أي من مواقع معارضيه باستثناء بعض المواقع التي تحضّ على الإرهاب والمواقع التي تلحق الأذى بالأطفال، ومع ذلك ليس هناك من نشاط سياسي، رغم أن روسيا تملك فريقاً من الخبراء الماهرين بشكل عال، وطريقتهم بالتحكم بالفضاء هي بالاعتماد على الترفيه أكثر من السياسة .

ويشير الكاتب إلى أن هناك نظريتين تفسران كيف أن التعرض للإعلام الغربي ساهم في دمقرطة السوفييت، إحداهما أن الإعلام الغربي أظهر للمواطنين أن حكوماتهم لم تكن بتلك البراءة التي أظهروا أنفسهم بها، ودفعوا الناس للتفكير في القضايا السياسية التي كانوا يتجنبونها في السابق، ويسميها الكاتب نظرية “التحرير بالحقائق” . أما النظرية الثانية تصرّ على أن الغرب ينشر صور الازدهار والقلق الاستهلاكي المدعوم: قصص السيارات السريعة وأدوات المطبخ الخيالي، والسعادة المدينية جعلت المواطنين الذين يعيشون تحت الاستبداد يحلمون بالتغيير ويصبحون ناشطين أكثر من الناحية السياسية، ويسميها الكاتب نظرية “التحرّر بالأدوات” .

ثالوث الاستبداد .
يرى الكاتب أنه من المسلم به أن منهج “التحكم بالترفيه” لايعمل مع الجميع في المجتمعات الاستبدادية، حيث بعض الناس لديهم منذ السابق أحقاد تجاه حكومات تغدق عليهم بالترفيه الذي لايمكن أن يغيّر عقولهم . بالإضافة إلى أن الحكومات والمؤسسات الغربية دائماً ما تجد طرقاً لتسييس الناس المحليين من الخارج، حتى لو تطلب الأمر إثارة التوترات العرقية والدينية، وهي طريقة بسيطة لإثارة الأحقاد في عصر اليوتيوب .
يرى الكاتب أن الإنترنت لم يغيّر تركيب “ثلاثية الاستبداد: الرقابة والبروبجندا والمتابعة” التي تحدّث عنها الكاتب جورج أورويل في رواياته، ويعرضها الكاتب على نحو تفصيلي، ويرى أن هذا إطار مفيد لتحليل القمع الرقمي، وأن الإنترنت جلب تغييرات مهمة إلى كيفية ممارسة هذه النشاطات، ويقول الكاتب حول ذلك: “إن الطبيعة اللامركزية للإنترنت ربما صنعت مراقبة شاملة أقوى بكثير، وصنعت بروبجندا فعالة، حيث الرسائل التي تريد الحكومات إيصالها تنتشر عبر المدونات التي تديرها الحكومات بشكل مخفي” .
يرى الكاتب أن الغرب لديه سيطرة أقل بكثير على الإنترنت مما كان على استخدام الراديو في أوروبا في الحرب الباردة، حيث كان لاستخدامه مع وسائل أخرى استراتيجية معينة، حيث رأى صناع السياسة الغربيون أنه بتمويل هذا النوع من الراديو، أرادوا أن يضمنوا أن تتعرض البروبجندا الاستبدادية إلى المقاومة، وإذا لم تضعف، سيتم إضعاف نظام المراقبة المتشدّد، وسيشك مستمعون أكثر بالفرضيات المركزية للشيوعية في النتيجة .

ويجد أن الإنترنت تقنية نزوية بشكل أكبر، وينتج تأثيرات جانبية من شأنها أن تضعف النظام الدعائي، لكن تعزز قوة جهاز المراقبة أو بشكل بديل يمكن أن يساعد في تجنب المراقبة لكن على حساب جعل العامة أكثر عرضة إلى البروبجندا . لكن برأيه الإنترنت جعل أعمدة الاستبداد الثلاث مرتبطة أكثر، لذلك الجهود الغربية لإضعاف أحد الأعمدة من شأنه أن يدمّر جهودها لعمل شيء حول الاثنين الآخرين . ويأخذ على سبيل المثال قائلاً: “وكلما استطاعت هذه المواقع الاجتماعية أن تزيد الاتصالات بين الناشطين، كان ذلك أفضل للحكومة، وكلما زادت ثقة المستخدمين بالمواقع الاجتماعية والمدونات، أصبح من الأسهل استخدام تلك الشبكات لترويج الرسائل المخفية للحكومات وإنعاش الجهاز الدعائي”، ويرى الكاتب أن الطريقة الوحيدة لتجنب ارتكاب أخطاء موجعة وتقوية الاستبداد في عملية تشجيع حرية الإنترنت هو الاختبار بحذر كيف أن استراتيجيات الرقابة والبروبجندا والمتابعة تغيرت في عهد الإنترنت .
المستبدون ومآزقهم .
يشير الكاتب إلى أن المستبدين في الوقت الحاضر لاينظمون فقط الانتخابات الزائفة، بل يسعون إلى إحاطة أنفسهم بوهج التكنولوجيا الحديثة، ويذكر في حديثه الانتخابات الرئاسية في أذربيجان، حيث الحكومة قررت أن تركّب خمسمئة كاميرا شبكية في مراكز الانتخابات، وهذه الخطوة لم تجعل الانتخابات ديمقراطية بل جاءت كما يقول بشير سليمانلي، المدير التنفيذي لمركز تعليم الديمقراطية ومراقبة الإلكترونيات: “إن المنظمات والهيئات التنفيذية المحلية المموّلة من ميزانية الدولة تأمر العاملين لديها بإدلاء أصواتهم للشخص الذي يريدونه، ويخيفونهم بالكاميرات التي تسجّل مشاركتهم وتحدّد لمن يصوّتون” . ويتحدث عن السلطات الروسية التي ترى أن هذا النوع من الشفافية المعززة بالكاميرات الشبكية، ربما تدعم العملية الديمقراطية، ويذكر أنها ركّبت كاميرات في مناطق معينة بعد حرائق كبيرة للمساعدة في حماية المواطنين من بعض الكوارث التي تحيق بهم، لكن أغلب المواطنين في تلك المناطق لم يكونوا على دراية كاملة بالإنترنت، وأغلبهم لم يكن يملك كمبيوترات .

يتحدث الكاتب عن العديد من الدول التي تبذل جهوداً لتأسيس جمعيات خاصة بالتدوين، أو كما اقترحت روسيا “غرفة المدونين”، التي يمكن أن تحتوي على معايير محددة للتدوين، ولن يكون هناك حينها من حاجة إلى الرقابة الرسمية .

يجد الكاتب أن الرقابة لم تكن مفروضة بشكل كامل، بل كانت على التهديدات الناشئة، وفي العقود الأخيرة أوحت الحكمة لهم أن الحاجة إلى الرقابة يضعهم تحت رقيب معين، فإما أن يفرضوا الرقابة ويعانوا من النتائج الاقتصادية، لأن الرقابة لاتكتمل مع العولمة، وإما أن لايفرضوا رقابة ويخاطروا بحدوث ثورة، ويستشهد ببعض ما قالته هيلاري كلينتون حول حرية التعبير على الإنترنت: “البلدان التي تفرض رقابة على الأخبار والمعلومات يجب أن تدرك أنه من وجهة نظر اقتصادية، ليس هناك من فرق كبير بين فرض رقابة على الخطاب السياسي والخطاب التجاري، وإذا ما امتنعت الأعمال التجارية من الحصول على أي نوع من المعلومات، فإن ذلك سيؤثر بشكل حتمي على النمو” . وكذلك عبرت نيويورك تايمز عن رأي مشابه حول دور التكنولوجيا في تمكين ثورة تويتر في إيران: “لأن التكنولوجيات الرقمية تلعب دوراً حاسماً اليوم في الاقتصادات الحديثة، فإن الحكومات القمعية سوف تدفع ثمناً باهظاً لإغلاقها بشكل كامل، إذا كان ذلك لايزال ممكناً” . ويذكر الكاتب أيضاً العديد من الآراء حول مآزق المستبدين، ومن بينهم جورج شولتز، وزير الخارجية الأمريكية في عام 1985 حينما قال: “المجتمعات الشمولية تواجه مآزق: فإما أن يحاولوا إلغاء التكنولوجيات، ويذهبوا حينها إلى ماوراء الثورة الصناعية الجديدة، وإما أن يسمحوا لهذه التكنولوجيات ويروا سيطرتهم الشمولية تضمحل بشكل حتمي” . وأضاف: “إنهم لايملكون خياراً آخر، لأنهم لن يكونوا قادرين بشكل كامل على حجب موجة التكنولوجيات الحديثة” . ويشير الكاتب إلى نظريتين بين أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي، إحداهما تتعلق بالسياسة والأخرى بالتكنولوجيا، وتحملان بشكل افتراضي الاسم نفسه، النظرية الأولى طورها آلفين توفلر عالم المستقبليات، وتفترض أن التغيير التكنولوجي السريع سيولّد “مجتمع الموجة الثالثة” الذي سيحدّده الانفتاح الديمقراطي على المعرفة وعصر المعلومات . وبالنسبة لتوفلر تكنولوجيا المعلومات تلت موجتين ثوريتين أخريين، الزراعة والتصنيع، وبشرت بفترة جديدة بالكامل من التاريخ الإنساني . أما النظرية الثانية طوّرها العالم السياسي صموئيل هنتتغتون، وتفترض أن هذه الفترة كانت مدعومة بظهور “الموجة الثالثة” لإرساء الديمقراطية المنتشرة عبر العالم، مع بلدان أكثر تختار أنماط الحكم الديمقراطية، وكانت “ثالثة” لأنها أعقبت الموجة الأولى، التي دامت من أوائل القرن التاسع عشر حتى ظهور الفاشية في إيطاليا . والموجة الثانية، دامت من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى منتصف الستينات من القرن الماضي .
الرقابة الإنترنتية
يتحدث الكاتب عن الأنظمة الاستبدادية التي تفرض رقابة على الإنترنت، والتي يرى الكاتب أنها ربما لاتريد أن تفرض رقابة على المدونات النقدية، حيث تسمح لها بالحصول على المعلومات، وتبقي السلطات المحلية تحت المراقبة بالسماح لمستوى أعلى من النقد الذي يسمح للحكومة المركزية بلعب دور المدافع عن الناس بمعاقبة الفساد المحلي وإعطاء صورة وهمية عن مدى شعورها بالمسؤولية . يشير إلى الطرق التي تستخدمها هذه الأنظمة باستعمال خوارزميات حسابية معينة لتحليل المعلومات للتعرف إلى الروابط التي تعمل بشكل أتوماتيكي على منع محتوى محدّد، ويتطرق الكاتب إلى العديد من الأساليب التي تمارسها الحكومات في الاعتماد على القطاع الخاص، وكذلك يوضح الهجمات التي شنت على المواقع الإلكترونية، ويجد أن كل هذه الأساليب خطيرة وحقيقية، لكن هناك ناشطون يعملون على محاربتها، حيث من الجوانب التقنية هناك مخدمات البروكسي، والشبكات الخاصة الافتراضية، ويشير إلى تطبيقات ومراوغات معينة للظهور بشكل خفي خارج الرقابة .

يتحدث الكاتب عن الصين، حيث الناشطون هناك يخلقون تهجئات بديلة ومرادفات تسمح لهم بمناقشة المواضيع الخاضعة للرقابة، وغالباً ما تكتشفها الشرطة، لكن يبقى الأمر بين مراوغات الإخفاء والكشف . ويقول الكاتب: “إن الاعتقاد بأن الإنترنت كبير للغاية، ولا يمكن فرض الرقابة عليه، هو اعتقاد ساذج جداً” . ويضيف: “كلما أصبحت الشبكة اجتماعية أكثر، لاشيء يمنع الحكومات أو أي من اللاعبين الآخرين من بناء محركات الرقابة التي تدعمها تكنولوجية التوصية المشابهة لموقع أمازون أو نيتفليكس” . ويجد أن مستقبل السيطرة الإنترنتية هي وظيفة العديد من القوى الاجتماعية والتجارية العديدة أو بالأحرى المعقدة، ويجد أنها تنشأ في المجتمعات الديمقراطية والمتحرّرة، التي من شأنها أن تدمّر السرية على الإنترنت . وبرأيه المنظمات والحكومات الغربية لا تستطيع حل مشكلة الرقابة ببناء أدوات أكثر فقط، بل يحتاجون إلى تعريفها ومناقشتها بشكل علني، والتشريع ضد كل الانتهاكات التي تحدث، وبالتالي يدعو الكاتب إلى طرق ناجعة يحتاجها الجميع لإثبات هوية الشخص على الإنترنت . ويشير إلى أن الغرب يبرع في بناء ودعم الأدوات الفعالة لاختراق برامج حماية الحكومات الشمولية، لكنها ماهرة أيضاً في ترك العديد من المؤسسات تتغاضى عن خصوصية مستخدميها، وغالباً مع نتائج كارثية بالنسبة للذين يعيشون في مجتمعات اضطهادية، ويقول في النهاية: “إن القليل جداً من الأولوية العصرية المتعلقة بتشجيع حرية الإنترنت توحي أن صناع السياسة الغربيين ملتزمون بحل المشكلات، التي هم أنفسهم ساعدوا على خلقها” . كما يجد الكاتب أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر وغيرها تساعد الشرطة السرية على تعقب الناس بسهولة أكبر .

يتبع ....

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .


التعديل الأخير تم بواسطة المنتصر ; 06-05-11 الساعة 10:52 AM.

   

رد مع اقتباس

قديم 06-05-11, 10:47 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الجانب المظلم لحرية الإنترنت



 


في الفصل الخامس يتحدث الكاتب عن أنظمة أمريكا الجنوبية وزعمائها. حيث يجد أنه بالنسبة للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. كان من أقل الأشخاص توقعاً بالاشتراك في موقع “تويتر”. خاصة أن الإيجاز في الحديث لم يكن من خصاله. حيث في العشر سنوات الأخيرة. قضى شافيز أكثر من 1500 ساعة على التلفزيون في عرضه التلفزيوني “ألو أيها الرئيس” يشجب فيها الرأسمالية. وكان يتحدث بإسهاب . ويشرح الكاتب الأسباب التي دعت شافيز للشعور بالقلق من الإنترنت. ويرجع ذلك إلى استخدام معارضيه الإنترنت لانتقاده. مثل القاضية المسجونة التي كانت تستخدم “تويتر” للتواصل مع أتباعها خارج السجن. بينما مدير محطة تلفزيونية للمعارضة استخدمه لشجب ما يسمى المؤامرة لخلع شافيز . وجد الكثير من منتقديه من الأمريكيين أن شافيز كان تحت انطباع أن موقع “تويتر” كان القوة الدافعة للاحتجاجات في إيران .

ويشير الكاتب إلى أنه في الوقت الذي بدأت فيه المعارضة الفنزويلية باستخدام “تويتر” لتحرّك أنصارها. غيّر شافيز تفكيره . وبدأ بعدها رئيس لجنة الرقابة على الاتصالات ديوسدادو كابيلو. وهو صديق حميم لشافيز. بإعلان اشتراك شافيز في موقع “تويتر”. وخلال 24 ساعة وصل عدد أتباعه في الصفحة إلى 50 ألفاً. وخلال شهر حصل على 500 ألف معجب اعتبروه من أكثر السياسيين الأجانب شعبية على موقع لمتحدثي الإنجليزية بالدرجة الأولى . وبعدها توسّعت علاقته بالتكنولوجيا. حتى إنه مدح جهازاً صغيراً “آي بود”. أهدته إليه ابنته. وكان مسروراً أنه يستطيع تحميل خمسة آلاف أغنية. وأن يستمع إلى أغانيه المفضلة عندما يتجول. كما يتحدث الكاتب عن بعض الردود المهذبة التي وجهها شافيز إلى من اتهموه بالاستبداد على صفحته .

ويشير الكاتب أيضاً إلى أن الرئيس البوليفاري هاجم على الهواء في بث تلفزيوني في مارس/آذار 2010 شبكة الإنترنت واصفاً إياها ب”خندق المعركة” التي كانت تجلب “موجة من المؤامرة”. حتى إنه أعلن أن من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل “تويتر”. والرسائل النصية لتوجيه الانتقادات إلى نظامه. كان يتهمه بالاشتراك في عمليات إرهابية ضد بلاده . لكن من خلال استخدام شافيز لتويتر أقنع نظيره البوليفاري باستخدام “تويتر” .

ويجد الكاتب أن السرّ في شعبية شافيز على “تويتر” لم يتركز في شخصيته الكاريزمية. بل في دعم المصادر الحكومية له. وتبني حملته على “تويتر”. ويذكر ما قاله شافيز في لقاء متلفز حول صفحته. التي من الممكن أن تصرف انتباهه عن الكثير من الأشياء. ومن بعض ما قاله: “أنشأت صفحتي للإجابة عن الرسائل. ونحن ماضون في إيجاد تمويل لمهمتنا في تزويد العديد من الأشياء. التي نفتقدها الآن والتي تشكل مطلباً ملحاً” . كما وعد شافيز بتخصيص 200 شخص لمساعدته في الفوز بحرب “تويتر”. ويشير أيضاً إلى أن شافيز كان يحمل “البلاك بيري” أمام الكاميرا. وأخبر الجمهور أن “تويتر” “سلاحه السري”. ونبذ فكرة أنه يستخدم أداة رأسمالية وقال عنها شافيز عن الإنترنت: “لا يمكن أن تكون شبكة الإنترنت للبرجوازيين فقط. إنها للمعركة الأيديولوجية أيضاً” .

الرقابة الشديدة في الصين .
يتحدث الكاتب عن الكثير من الدول في استخدام أساليب لفرض رقابة على الإنترنت. وتوسيع أساليبها بالتحكم في الإمكانية الديمقراطية للإنترنت. ويسميها الكاتب “سبينترنيت” ومن أبرز هذه الدول روسيا وإيران والصين. ويتحدث في هذا الفصل عن الصين التي تبدو مركزية أكثر مع السلطات الإقليمية والمحلية بلعب دور حاسم بتشكيل الحديث العام في مناطق التدوين الخاصة بها . ويشير الكاتب إلى أن المعلقين على الإنترنت من المؤيدين للحكومة معروفون باسم “فيفتي سنت بارتي” أي “حزب خمسين سنتاً”. وهؤلاء يشيرون إلى ما يمكن أن يستفيدوه من كل تعليق مناصر للحكومة . ويستشهد الكاتب بآراء العديدين حول الوضع الصيني. ومن بينهم. ديفيد باندورسكي. وهو محلل في جامعة هونغ كونغ. الذي يراقب بإمعان تطور “فيفتي سنت بارتي” ويقول عن مهمتهم: “تكمن مهمتهم في صون مصالح الحزب الشيوعي باختراق ومراقبة الإنترنت الصيني المتنامي بشكل سريع”. كما يشير إلى أنها جزء من آلة “البروبغندا” العملاقة. التي تشترك في نقاشات مباشرة على الإنترنت. ويقدر باندورسكي أن هناك ما يقدّر ب 280 ألفاً من أعضاء “فيفتي سنت بارتي” ممن يعملون في غرفة الدردشة وعلى المنتديات. لتحييد الرأي العام في أمور غير مرغوب فيها من قبل الحكومة الصينية .

كما يذكر أن الحكومة الصينية لا تخفي دورها في التأثير في المحادثات الإنترنتية المباشرة. ويذكر على لسان أحد المسؤولين: “عندما يكون هناك وضع معين والرأي العام على الإنترنت يميل بالمجمل إلى جانب واحد. حينها في الحقيقية سنضع بعض الأصوات المختلفة للسماح للرأي العام باتخاذ آراء حكمهم الذاتي بشكل مستقل” . كما يشير أيضاً إلى ما قاله مدير القسم الدعائي في مدينة شاوغوان. الذي يجد أن العديد من الناشطين في “فيفتي سنت بارتي” هدفهم هو مجابهة الشائعات أكثر من ترويج بروبغندا معينة. خاصة أنه يرى “أن الشائعة تصبح مثل كرة الثلج التي تكبر وتكبر في الإنترنت. وإذا لم يكن هناك من مجابهة لها. ستصبح سوقاً كبيراً للشائعات” .
يذكر الكاتب أن ظهور معلقي “فيفتي سنت بارتي” على الإنترنت الصيني هو مرحلة مهمة استراتيجية للبروبغندا الناشئة بشكل مستمر في الصين. ويستشهد بما قالته الكاتبة آني ماري براندي في كتابها في 2009 تحت عنوان “تسويق الدكتاتورية: عمل البروبغندا والتفكير في الصين المعاصرة”. وتعد آني واحدة من كبار الخبراء المراقبين لتطور البروبغندا الصينية. وتلاحظ الكاتبة التغيير الكبير نحو الوسائل العلمية لإنتاج البروبغندا وعرضها للمناقشة بين المسؤولين الصينيين. كما ترى أنهم يدفعون باهتمام كبير بالعلاقات العامة والاتصالات الواسعة والسيكولوجيا الاجتماعية . ومما تحدثت عنه الكاتبة أيضاً هو أن الحزب الشيوعي تحول إلى شعاره القديم بعد .1980 وهو “أمسكهم بقبضتك. يجب أن تكون القبضتان قويتين”. والتي تعني أن كلاً من التنمية الاقتصادية والبروبغندا يجب أن تعملا كمصادر للشرعية السياسية . ويقول الكاتب في النهاية: “إن زعماء البروبغندا الصينيين. ينظرون إلى الغرب ويتشربون مصادرهم الفكرية الهائلة. ليستخدموها في خدمة أغراضهم الخاصة المعادية للديمقراطية” .

مخاوف الدول من المدوّنين .
يجد الكاتب أن التجربة الصينية ألهمت حكومات أخرى. ديمقراطية منها واستبدادية. وذلك لإيجاد فرق إنترنتية موالية خاصة بهم. ويتحدث عن الحكومة النيجيرية في .2009 التي سعت إلى تجنيد أكثر من 700 من النيجيريين في الخارج والداخل. وذلك لإيجاد ما يسمى صندوق تمويل معادٍ للمدونين. القصد منه تنشئة جيل جديد من المدونين الموالين للحكومة للانغماس في معارك إنترنتية مباشرة مع المعارضين المناهضين للحكومة . وفي كوبا دعا الصحافيون الكوبيون في المقالات الافتتاحية للجرائد الكوبية الرسمية الصحافيين لتعزيز دور الإنترنت في دعم الحكومة تجاه معارضيها. وذلك بالدفاع عن الثورة على الإنترنت بالبدء بتشكيل مدوناتهم الخاصة. وكتابة تعليقات نقدية على مدونات المناهضين للحكومة. وإعادة طباعة أفضل رسائل المدونين الموالين للحكومة في الإعلام الرسمي .
ويتحدث الكاتب عن الحزب الحاكم في أذربيجان في مايو/أيار .2010 التي كانت قلقة من حقيقة أن النشطاء المناهضين للحكومة. كانوا يستخدمون بشكل عدواني موقعي “الفيس بوك” و”اليوتيوب”. لنشر مواد تحضّ على المعارضة. واستضافت الحكومة حينها اجتماعاً لمجموعة من الشباب المؤيدين للحكومة. حيث قررت أن تخصص لهم مكتباً خاصاً. بحيث يمكنهم الدخول في معارك إنترنتية مباشرة مع المناهضين للحكومة .
ويرجع للإشارة إلى هوغو شافيز الذي أعلن في إطار حملته على “تويتر” تشكيل شبكة من فدائيي الإنترنت. وضمت هذه الشبكة 75 طالباً ما بين 13 و17سنة. وخصصوا لهم ثياباً موحدة. ودربوهم على “محاربة الرسائل الإمبريالية”. إما على الشبكات الاجتماعية أو على الجدران أو في منشورات أو حتى عبر التدخل المباشر .

مواكبة الإعلام الجديد .
رغم أن الكاتب نشر كتابه قبل حدوث الثورة المصرية بأيام قليلة. إلا أنه تحدث عن حركة مستخدمي “الفيس بوك” من المناهضين للرئيس المخلوع حسني مبارك في مصر منذ .2008 حيث تم استخدام “الفيس بوك” لإعلان الاحتجاجات حينها. والسلطات المصرية قررت حينها أن تتعقب هؤلاء الداعين للاحتجاجات في الموقع. ويذكر الدور الذي لعبه جمال مبارك. الذي كان من المفترض أن يرث الحكم من والده. حيث نظم أكثر من خمسين مجموعة على “الفيس بوك”. وكلها عبارة عن مقابلات وحوارات متنوعة انتشرت على الإنترنت. لتهيئته لاستلام زمام السلطة. لكن هذه الإجراءات لم تؤتِ أُكلها .
ويشير أيضاً إلى أن المشاعر المعادية للإنترنت من قبل السلطات الإيرانية أثناء الاحتجاجات في .2009 أوصلتها إلى ضرورة تواجدها في الساحة الإنترنتية بنشاط . ويذكر أنه في .2010 أطلق المتشدّدون الإيرانيون موقعهم الاجتماعي باسم “ولايتمداران”. الذي فيه إشارة إلى أتباع “الولي الفقيه” أو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي . وهذا الموقع ضمّ ما يقارب ثلاثة آلاف عضو في .2010 ومكّنهم من تبادل الكثير من المعلومات والصور ومقاطع الفيديو وطرح مواضيع تحت سقف معين .
ويرى الكاتب أن ظهور هذا النوع من المواقع. هو خطوة لاحقة في استراتيجية إيران القديمة في كسب الإعلام الجديد . بالإضافة إلى ذلك. يتحدث عن تدريبهم جيلاً جديداً من المدونين منذ .2006 عند تأسيس مكتب تنمية المدونات الدينية على الشبكة العنكبوتية في مدينة قُم. مركز الثقافة الدينية في إيران .
كما يذكر أن الحرس الثوري كان عدائياً للغاية على الإنترنت. ففي أواخر 2008 تعهدوا بتأسيس عشرة آلاف مدونة تحت إشراف قوات الباسيج. لمناهضة المدونين العلمانيين . كما يذكر أن الحقيقة الواضحة والاستثنائية حول ثورة “تويتر” في إيران كان بعد بدء الاحتجاجات بأسبوعين. حيث تضاعف عدد الرسائل المؤيدة للحكومة بنسبة 200 مرة. مقارنة بالفترة التي أعقبت الانتخابات مباشرة . برأيه هؤلاء “التويتريون” ازدادت رسائلهم ليس لأنهم وقعوا فجأة في حبّ أحمدي نجاد .

لا تثق بأحدٍ على الشبكة .
يتحدث الكاتب في الفصل السادس عن الاختراقات التي تحدث في الكثير من الكمبيوترات. من خلال شبكات التجسسس الدولية التي تخترق الخطوط بشكل غامض. في الوقت الذي يتحدث فيه مستخدمو الإنترنت بسعادة مع الأصدقاء على “الفيس بوك” أو “التويتر”. ويرى أن كل النشاط الذي يقوم به الأفراد يتم تسجيله بشكل سري إلى جهات مجهولة . كما يرى أن هناك الكثير من الحملات الموجهة ضد المواقع العقائدية من خلال كمبيوترات الأشخاص المقيمين في الأماكن. التي تُدار منها هذه المواقع. ويقول الكاتب: “ليست لديك فكرة أن كمبيوترك هو جزء من هذا من جيش إنترنتي غامض. إن الأمر أشبه ما يكون بغريب يقرأ بشكل سري مفكرتك ويستخدمها أيضاً ليؤذي عابر سبيل” .

ويتحدث عن الاختراقات التي حدثت في كمبيوترات العديد من الناشطين الفيتناميين. الذي احتجوا في 2009 على بناء منجم جديد للبوكسايت في بلادهم . حيث أصبحت كمبيوتراتهم عرضة للخطر. فقد شنوا هجمات عليهم. وأدخلوا طرفاً ثالثاً ليس لإدارة نشاطهم الإنترنتي فقط. بل أيضاً لشن هجمات من كمبيوتراتهم على أهداف على الإنترنت في فيتنام وأمكنة أخرى . ويشير الكاتب إلى أن حالتهم ليست موضوع جهل بالإنترنت. بحيث يضغطون زراً خاطئاً يسمح بدخول فيروس أو يدخلون في مواقع إباحية غريبة. لكن الأمر أخطر من ذلك . ويتحدث عن أحد المخترقين لموقع فيتنامي شعبي. الذي استبدل إحدى التنزيلات المحبوبة بأخرى “مُفَيْرسة”. ويقول حول ذلك: “إن أي شخص قام بتحميلها. تحوّل كمبيوتره من دون أن يدري إلى مركز هجوم وتجسس على المواقع الأخرى. ويجد أن هذا النوع من الاختراقات صعب التحقق منه. لأن كل شيء يبدو أنه يعمل بشكل طبيعي. وليس هناك من نشاط يثير الريبة” .
كما يتحدث أكثر عن وسائل المخترقين كإرسال إيميلات من أشخاص في قائمة الاتصال في البريد الإلكتروني. ممن يتم تبادل الرسائل معهم على الدوام. بالإضافة إلى حدوث الهجمات في مواقع حصينة جداً بوسائل ممنهجة وسرية. ويدعو الكاتب إلى الحرص في تصفح المواقع. وتجنب تحميل الكثير من الأشياء غير الضرورية .
كما يتحدث في هذا الفصل عن الكاميرات السرية التي تنشرها الحكومة الصينية في الكثير من مدنها. والتي توفر عليها جهداً في تعقب بعض المعارضين ومراقبة نشاطاتهم .

التناقضات الثقافية لحرية الإنترنت .
في الفصل الثامن من الكتاب يركّز الكاتب على ما يصفه بالتناقضات الثقافية لحرية الإنترنت. ويشير إلى النفاق الذي يجري في الولايات المتحدة اليوم من قبل كلّ من الحكومة والشركات الأمريكية. خاصة عندما يتعلق الأمر بترويج حرية الشبكة على نحو عالمي . ويشير الكاتب إلى أنه بينما العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين يبشّرون بفضائل الإنترنت الحر والمفتوح في الخارج. الذي لا تحده الرقابة أو تقوم الشرطة السرية بملاحقة مستخدميها أو غيرها من الأساليب. يجد أن العديد من الشركات ذات التقنية العالية مثل “فيس بوك” و”غوغل” و”تويتر” و”مايكروسوفت” و”آبل” . . إلخ تساعد على تسليم معلومات معينة لممثلين للدول القمعية بخصوص معارضين لهم أو التعامل مع مجرمين خارجيين بطرق أخرى .

ويطرح الكاتب مجموعة من الأسئلة حول العلاقة بين الإنترنت والديمقراطية. كما يطرح سؤالاً كان قد كتبه في عمود جريدة “نيويورك بوست”: “ألا يستحسن بأمريكا في نضالها لأجل حرية الإنترنت أن تبدأ من نفسها. لكي يأخذ العالم ما تصرّح به على محمل الجد؟” .
ونجد أن نقد الكاتب “للتناقضات الثقافية” يبقى في حالة استمرار. وتقوده بالتالي إلى نهاية مفاجئة مناقضة. حيث يجد أن المشكلة الحقيقية هنا أننا نتعرض لإغواء من تلك الأنماط التحررية السخيفة. التي تحمل أفكاراً جنونية حول إبقاء الإنترنت غير مقيد .

الخلاصة .
في النهاية نجد أن الكاتب يحذر من الاعتقاد السائد والبسيط من أن تكون التكنولوجيا على قدر من الحيادية. بل يرى أنها تعتمد بشكل كامل على من يستخدمها. وعلى الأغراض التي تقف وراء استخدامها . يرى أن بعض التكنولوجيات تنتج نتائج سياسية واجتماعية معينة أكثر من تكنولوجيات أخرى منذ بدء نشوئها .
والجدير بملاحظته أن هذه المواقع الاجتماعية. تلعب دوراً كبيراً في نقل مجريات الانتفاضات الشعبية في العديد من الدول العربية التي تمنع دخول الإعلاميين إليها. حيث تنقل هذه المواقع الكثير من المشاهد المصوّرة التي ترتكبها الأنظمة القمعية بحق المواطنين العزل. كما تعتبر هذه المشاهد وثائق ملموسة تشهد على جور وعنف الأجهزة الأمنية في دول عربية عديدة .
وبالتالي نجد أنفسنا أمام حيرة بشكل أو آخر أمام ما يذكره إيفينجي موروزوف في هذا الكتاب. من أنه لا يمكن لهذه الشبكة أن تسهم في تهديد الأنظمة الاستبدادية ونشر الديمقراطية. وأن كل من يعوّل أملاً على مواقع التواصل الاجتماعي. يعيش في دائرة وهمية. خاصة أننا وجدنا أن بعض المدونين يتعرضون إلى الاعتقال . كما نستشف من خلال هذا الكتاب أن الولايات المتحدة تستخدم هذه المواقع لتحقيق غاياتها في المناطق التي تريدها. وهذا بشكل أو آخر يقع في خانة الآراء التي تجد أن الثورات العربية الحالية تحركها أيدٍ خفية. وليست انتفاضات تلقائية شعبية ضد القهر والتسلط الممارس والممنهج منذ عقود .
لكن في النهاية يجد الكاتب أن الجوانب المظلمة لحرية الإنترنت من الممكن أن تصبح مضيئة. إذا انتقل مستخدمو الإنترنت من “طوباوية الشبكة العنكبوتية” إلى “واقعيتها”. وأن تساعدهم الحكومات الغربية على تحقيق الحرية الحقيقية للإنترنت. وليس الحرية التي يتوهم البعض أنها موجودة الآن .

الكاتب : إيفجيني موروزوف- عرض وترجمة: عبدالله ميزر .
المصدر : القوة الثالثة .

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع