مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2409 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الأمن و الإتــصالات > قســـــم الإســــــتخبارات والأمــــن
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


تقرير استخباري: الاستخبارات الأميركية «قرص العسل» المتناثر في أنحاء العالم

قســـــم الإســــــتخبارات والأمــــن


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 30-03-11, 12:49 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي تقرير استخباري: الاستخبارات الأميركية «قرص العسل» المتناثر في أنحاء العالم



 

تقرير استخباري: الاستخبارات الأميركية «قرص العسل» المتناثر في أنحاء العالم


ديفيد أندلمان

يبدو ان الوقت قد حان لكي تلتفت أميركا بدقة الى ما يفعله رجال استخباراتها طوال سنوات. لقد بدأت وكالتها المخابراتية المركزية على يد آلن دالاس بهدف لإمداد المفاوضين الأميركيين بما يحدث في أوروبا المهزومة خلال معاهدة فرساي في العام 1919. اوبعد كل هذه السنوات توقفت عن البحث (ولاحقا الكتاب) بعنوان «الحرب العالمية الرابعة: السياسة والاستخبارات في عصر الإرهاب»، سنة 1996 بالتعاون مع أعرق جاسوس في أوروبا وهو الفرنسي أكسندر دو مارنش. وقد قضيت عدة أسابيع علمني فيها أساليب الاستخبارات عبر الشركتين «إنتل» في لانغلي لجمع المعلومات و«أوبس ops» السرية، وكلتاهما مترابطتان. وقد اكتشفت وأنا أستعد للالتحاق بعملي في فيتنام سنة 1974 كمراسل حربي لـ «نيويورك تايمز» ان «إنتل» كانت رابحة جدا وكانت الحرب متوقفة بسبب هدنة بواسطة الوزير هنري كيسنجر ووزير خارجة فيتنام الشمالية لي دوك ثو، فكوفئا بتقاسمهما جائزة نوبل.

اتصلت قبل سفري بالسيد فيليب حبيب مساعد الوزير لشؤون آسيا، ثم باثنين من جنرالات الجيش في «البنتاغون «وبوكالة المخابرات المركزية «سي آي ايه» بفرجينيا. وتوجهت لتسلم مهمتي من مكتب الصحيفة بواشنطن. وهناك سألت عن رجل الاستخبارات أنغوس ثورمر وهو من أهم الوجه في هذا المجال في ذروة الحرب الباردة. فاستقبلني في غرفة فيها طاولة معدنية وكرسيان. وبعد حين دخل علينا رجل من «إنتل» وجلس معنا، دون أن أحدد اسمه ولا ملامحه.

في تلك الفترة من تاريخ المنطقة كان يسود اعتقاد حتى عند أقوى الرجال في الهند الصينية بأن فيتنام قد استقر وضعها على ما استمر في شبه القارة الكورية لأكثر من عقدين. كانت فيتنام الشمالية محكومة بنظام شيوعي في هانوي، والجنوبية بنظام موال لأميركا في سايغون. والطرفان استمرا هناك يتعايشان بصعوبة وربما بكراهية لعقود عديدة. ومن هذه النقطة سأبدأ مناقشتي مع المسؤول لدى «إنتل». ولكنه سرعان ما بادرني بالقول: أنت ستكون هناك لسنتين أو ثلاث سنوات على ما أظن. فأشرت له موافقا، لأن هذه هي مدة عمل المراسل لمجلة «تايم» في الخارج لاسيما في منطقة صعبة مثل سايغون. فقال لي معلقا: حسنا، مادمت ستكون هناك ستشهد بعد بعض الوقت انه لن تكون في فيتنام الجنوبية. فستكون هناك فيتنام واحدة فقط، وتحت حكم هانوي. فاستغربت كلامه.

على أي حال هذا الموقف لا يشبه ما سمعته في منطقة «فوغي بوتوم» أو من «البنتاغون» أو في الكونغرس وهي جهات يفترض أنها ملمة جدا بما سيحدث من خلال ملفات «إنتل لانغلي» وقدرت أنه إما أن آراء هذا الرجل لا قيمة لها أو أنه وكل رؤسائه في لانغلي يلاقون تجاهلا كليا ومع هذا فقد قررت أن أمضي بمهمتي.

سألت الرجل بلهجة المراسل الحذر: ومتى يحدث ذلك ؟ فأجاب فورا «لا أستطيع أن أحدد لك شيئا. ذلك ليس من صلاحيتي. ولكن بوسعي ان أدلك عن الشيء الذي يمكنك البحث عنه لتعرف ماذا سيحدث» بعد هذا تريث الرجل قليلا وهو يفكر، وقال «أولا ستعثر على خبر صغير حول مناوشات بسيطة في إحدى القرى الصغيرة عبر المرتفعات الوسطى. لا شيء مهما جدا ولا مخاوف. ثم بعد أسبوعين سترى ماذا سيحدث. وسترى أن هناك معركة أكبر للسيطرة على مدينة إليمية، مثل بليكو. وخلال بضعة أيام ستنزل قوات الجيش الفيتنامي الشمال. وبعد عدة ايام أخرى ستصل تلك القوات الى مشارف سايغون، وتحتلها، لكن لتشيع فيها فورا فوضى عارمة».

خرجت من هناك وأنا أفكر في هذا الأمر. إلا أنني في غمرة الانشغال بحزم أمتعتي والسفر الى سايغون تناسيت ما حذرني منه هذا الرجل الغريب. وهكذا توجهت الى باريس، حيث تلقيت في مكتب « التايمز» هناك برقية من نيويوك يطلبون مني فيها ان أتوقف لأسبوع أو نحوه في «بنومبنه» للتبادل مع المراسل السابق سيدني شانبرغ، الذي كان يغطي الأحداث في كمبوديا. وقالوا لي «تعرف على شانبرغ في كامبوديا وأكمل طريقك الى سايغون». وكان بصحبتي محرر أجنبي يدعى جسيمس غرينفيلد فقال انني سألتقي به في لحظة ما.

وصلت الى بنومبنه في 26 فبراير 1975. وهناك تتالت الأيام والشهور حيث كان قوات «الخمير الحمر» يشددون حصارهم حول عاصمة كمبوديا. وكان ما يحدث يحتاج الى أكثر من مراسل لينقل كل شيء، وهم يحثونني في نيويورك على موافاتهم بالمزيد.

في أحد الأيام جاء مترجمنا اللامع ديث بران من مكتب البريد ووضع أمامي الأخبار الأولى. نظرت اليها ولفتني في أسفل الصفحة خبر من «اسوشييتدبرس» بحدوث قتال في قرية صغيرة في المرتفعات الوسطى. ذلك الخبر حملني فورا الى المكتب في لانغلي وما أخبرني به هناك المحلل الغامض. فقلت في نفسي: هذا يدل على معرفته بالأمور. ولكني تناسيته إثر اقتراب المقاتلين من فندقنا.

بعد أسبوعين، قرأت في عناوين الأخبار ان معركة نشبت في «بليكو». فقلت: هذا ما قاله المحلل. وقمت من فوري بإرسال برقية الى نيويورك وقلت محذرا محرر الأخبار الخارجية بران بأن الأمور في فوضى داخل فيتنام، في انتظار الأسوأ. ولم يطل انتظاري فتلقيت ردا يقول لي: دع عنك هذه السخافات، وركز على كمبوديا. إن فيتنام لن تهرب منك حين تأتي الى سايغون. وكنت أدرك انني على حق كما كان صديقنا المحلل ذاك. وفي غضون أسبوعين شاهدت دبابات الفيتناميين على أبواب السفارة الاميركية بعد ان نقلت آخر طوافة الأميركيين وحلفاءهم الى حاملة طائرات راسية في البحر بجنوب الصين.

في الواقع لم أتمكن حتى اليوم من نسيان ذلك الرجل العريق، واتخذته معيارا للعمل الاستخباراتي الصائب في مسألة خاطئة. ولا يعني ان أمثاله دوما صائبون. ذلك يمكن تبيانه من تجربة احتلال العراق. فوكالة» CIA «أكدت أن صدام حسين امتلك أسلحة تدمير شامل، وهو ما أدى الى شن الحرب عليه، ليعلن قائد مجموعتها الاستخبارية في العراق، تشارلز دويلفر بعد عمليات تحر دامت سنة ونصف السنة وبمشاركة ألف عنصر من المخابرات والمحللين المدنيين والمترجمين واختصاصيي الأسلحة في تقرير أكثر من ألف صفحة أن تلك الاتهامات باطلة، ولم يعثر في العراق على تلك الأسلحة. واعترف جورج تينيت، مدير الوكالة، أنه قدم هذه المعلومات للرئيس بوش لدفعه الى احتلال العراق. ولقد عشت أنا شخصيا في واشنطن مع احدى المشتغلات في تحليل المعلومات الاستخباراتية وهي متطوعة شابة ومتوقدة الذهن، كرست وقتا طويلا لمتابعة وفهم ما الذي يجري في أفريقيا وأميركا اللاتينية. وخلال أوقات عملنا معا كنت أخصص بعض الوقت للقاء محللين شباب مثلها، والتقيت بكثير من المتقاعدين المدهشين الذين عملوا في صمت، ولكنهم يجلون ماكان يجري من حولهم حتى سن التقاعد. وهؤلاء كانوا يصابون بالإحباط نتيجة تفشي البيروقراطية القاتلة في عمل الوكالة وغيرها من أجهزة التجسس التي تحفظت على أفضل ما قدموه من جهود.

وأرى ان المؤسسة الاستخباراتية الأميركية ليست سوى أرنب عاقر في عملها، ولا يعرف كل فرع منها إلا التبجح الأعمى بما لديه من محللين، ومصادر معلومات اجندات خاصة. وحين يطلب منهم تقديم رأي يحظى بإجماع لتقديمه للرئيس فإنهم يقدمون مثل هذا التقرير مشفوعا بأجندة سياسية واضحة للوضع الراهن. وهذه السلسلة الاستخباراتية التي تشبه قرص العسل تضم وكالة CIA ووكالة استخبارات الدفاع DIA والوكالات التابعة لمختلف صنوف الأسلحة، كوكالة الأمن القومي NSA ومكتب الخارجية للاستخبارات والبحوث INR فضلا عن الأمن السري و«أف بي آي» العامل لحساب السفارات اللاتينية تحت غطاء «الملحقية الثقافية» والوكالة الحديثة نسيا باسم مجلس الاستخبارات القومي NIC، الذي أنشئ لتولي مهمة التحكيم بين مختلف الوكالات الأخرى وحتى هذا المجلس لديه محللون. وكل وكالة تدعى بامتلاكها مصادرها الخاصة للمعلومات.

بين الفينة والأخرى كانت صديقتي المحللة تتلقى اتصالا هاتفيا في منتصف الليل لإبلاغها ان أحد الهاربين قد اكتشف أمره في إحدى المرافق الأميركية، فتلجأ الى مساءلته لا التحقيق معه. واكتشفت الكثير من مواطن الخلل في عمل تلك الوكالات. عمليا كنت أجد ان مسؤولي «سي آي أيه» في أي مكان أذهب إليه يعرف كل شيء عن البلد الذي يعمل فيه. وفي سنة 1977 نقلتني الصحيفة من مكتبي في بانكوك لشؤون آسيا الى اوروبا الشرقية، على أن أستقر في بلغراد وقبل الانتقال توجهت الى واشنطن واتصلت بالصديق دوسكو دودر العائد للتو من جولة كمراسل لـ «واشنطن بوست» في بلغراد. سألت صديقي إذا كان يعرف مسؤول «سي آي أيه» هناك، فأجاب ساخرا « لاعليك. فكر في حليب الأطفال بدلا من ذلك».

بعد أسابيع وصلت الى بلغراد فدعاني السفير الأميركي لاري إيغلبر غرالى منزله بالسفارة بضاحية ديدنجي على الطريق قرب مبنى الرئيس جوزيف بروز تيتو المحاط بالحراس. كان منزل السفير عبارة عن شقة على الطريقة الصربية، بعد عدد من الغرف المتتالية. وحيث كنت أجتاز هذه الغرف رأيت رجلا يرتدي ملابس عادية ويجلس في ركن الشقة عند صندوق مملوء بالكتب. كان يضع نظارة غؤيبة ويدخن غليونا. فقلت في نفسي: هذا من الجماعة! لدى وصولي قدمت نفسي على انني مراسل «نيويورك تايمز». أخذ الرجل غليونه من فمه وابتسم ومد يده قائلا «أنا ملمع الأعمال» واسمي بيرت جيربر. كان مكتب برت داخل هذا المجمع السكني في الدور العلوي من السفارة حيث تجد كما العادة مكاتب لمسؤولي وكالات استخبارات الدفاع و «سي آي أيه» حيث يتاح لهم الوقت الكافي لدى حدوث أي أمر واندفاع الجمهور الى السفارة لإحراق الوثائق السرية قبل وصول أحد الى الأعلى. وتبين لي ان برت هذا كان يعرف بدقة كل الأماكن في يوغسلافيا مع أنه تحت عين السفير الأميركي إيغلبرغر اللامع والذي أصبح وزيرا للخارجية لاحقا. وقد نقل برت للعمل في موسكو في أوج حقبة الحرب الباردة، ليتقاعد بعد خدمة الوكالة محاطا بهالة من الشكوك من قبل هذه الوكالة ذاتها.

ما أردت قوله ان أفضل وألمع الشخصيات الأميركية يستهان بها بكل بساطة. وهم يشعرون في قرارة أنفسهم إما بأنهم منسيون في أفضل الأحوال أو يساء الظن فيهم. وبين هذا وذاك يتم تحليل المعلومات الكبرى عن أهم الصراعات في العالم، وإخضاع مصداقيتها للتدقيق لدى أعلى المستويات.

ومثل هذا العمل هي مسؤولية المجلس القومي للاستخبارات الذي انشئ لهذه الغاية. وهو يتكون من أفراد ينتمون الى مختلف فروع المؤسسة الاستخبارية في أميركا وينحصر نشاطه في دور شرطي السير للتوصل الى إجماع فيما يتعلق بالتقارير المقدمة للرئيس في كل صباح. ولكن المجلس يعمل في بعض الأحيان ويتوقف في بعضها الآخر. وكمثال على هذا، حين تخرجت صيف العام 1965 من جامعة هارفرد كصحافي شاب عينت عضوا في فريق إعداد هذه التقارير للرئيس وهو مكتب يعمل كما في مراكز الأنباء لأي من الصحف العادية. وكنت أتقاضى مرتبا ضخما في تلك الأيام وقدره 115 دولارا كل أسبوع وهذا يعادل 774 دولارا بعملة هذه الأيام. ولكنني انتقلت للعمل في مدرسة كولومبيا للصحافة. كان المجلس الاستخباراتي المذكور وما يقوم به من عمل يسير بشكل جيد وفعال، ومتماسك وهذا هو الأهم فيما يتعلق بإعداد التقارير التي تحظى بإجماع كل فروع الاستخبارات الأميركية. وفي العرض التلفزيوني بعنوان «روبيكون» كان دور المجلس تمثله هيئة مغمورة هي «معهد السياسة الأميركي» API ، وهو مركز يجمع ما بين صفة الوكالة الحكومية ومخزن التفكير السياسي ولكنه يتمتع بكل سلطة المجلس. وفي الحلقة الأخيرة من المسلسل يدور حوار بين متبادل بين قائد فريق العمل ويل ترافيرز وأحد مرؤوسيه المشتغلين في تحليل المعلومات، يدعى غرانت تيست. وكانت القضية تتعلق فيما إذا كان معهد السياسة الأميركي الذي قام بتحليل الشواهد كلها سيتمكن من التوصل الى ان إيران هي التي تقف وراء الهجوم الإرهابي في خليج غالفستون. ذلك لأن هذه النتيجة المستخلصة من شأنها أن تقود الى قيام الولايات المتحدة بهجوم مضاد على إيران. وفي هذه الحال ستكون النتائج بمنزلة طوفان مدمر، لاسيما إذا كان هناك خطأ في التحليل. وهذا هو بعض الحوار:

ويل: لست راغبا في نشر بعض النظريات هنا. ما أريده هو أن أجسد قضية، وأن تكون محبوكة تماما.

غرانت: إنها محبوكة. فهذه جهة استخباراتية وليس عملية حفاظ على القانون وقد أجازها عباقرة من وكالة «سي آي أيه» ووكالة استخبارات الدفاع وسيلحق بهم مكتب التحقيقات الفيدرالي. أما نحن فنقوم بعرض القضية فقط.

ويل: لا. لا. لا. دع عنك «سي آي أيه» ومكتب التحقيقات وكل من يتوق للوصول الى هذه النتيجة التي يريدون. نحن لن نفعل هذا. نحن نمثل المعهد الأميركي للسياسة لذلك فنحن في أمان. وعلينا أن نصحح ذلك. لا مجال للتخمين، أو الافتراض أنا سألقي نظرة على الصورة بكاملها الآن. هل نعود الى العمل، أرجوك؟

غرانت: هذا ما نريده دائما، لكننا لا نحصل عليه. هذا جواب واضح.

إن غرانت مخطئ طبعا فالوضوح ليس كما يبدو لنا وبخاصة في عالم مكشوف أمام الاستخبارات. وبكل بساطة إن مجلس الاستخبارات القومي، ولاسيما مديري الاستخبارات، قدموا خدمات عبر تخفيف الورطة البيروقراطية وزيادة حجم الإجماع. كذلك، فان القانون الذي يرسم الوضع يقضي بان «إما المدير أو النائب الأول للمدير في الاستخبارات هو المسؤول عن القوات المسلحة أوانه تلقى تدريبا على مهام المخابرات» بالنسبة الى المديرين الأخيرين إما جاؤوا من وكالة الاستخبارات القومية أو من وكالة الأمن القومي. فهل هذا يضعهم في تضارب مع المدنيين في الوكالة المركزية CIA ؟ هذا يحدث كثيرا لكن ليس دائما. الأسوأ من هذا، في بعض الأحيان النادرة حين تكون «سي آي أيه» ووكالة استخبارات الدفاع فضلا عن الوكالات الاستخباراتية للقوات المسلحة تفكر بشكل متشابه فإن هذه الوكالات تواجه التجاهل والرفض من قبل الدبلوماسيين أصحاب الأجندات الخاصة التي وضعوها للاستفادة منها سياسيا وماديا. وفي هذه الحال تخرج هذه الوكالات عن طبيعتها. وكثيرا ما نرى ان أفضل وكالة بينها تواجه الصدود حين تركض خلف تغيير الحكمة التقليدية التي ربما كانت تطلبها لكي تتغير في المقام الأول. في اواخر أكتوبر هاتان الوكالتان عقدتا اجتماعا تقييميا مع الفروع الاستخباراتية وتوصلوا الى إجماع فريد من نوعه. فقد كان زيادة القوات في افغانستان قرارا فاشلا حيث أرسلت إليها مواد وقوات كانت تعمل في العراق لكن ذلك فشل في الحال لاسيما في جبهة قندهار.

لكن المحللين استخلصوا ان القوات الأميركية قد أجلت ما هو حتمي. وبالتالي لم تصمد أمام هجمات الطالبان. وكان هذا يشبه ما فعله الجنرال ماكآرثر في العام 1942 حين اضطرالى تأخير سحب قواته من الفليبين تحت ضغط التقدم الياباني عبر الباسفيكي متعهدا بالعودة. لكنه عاد بعدها بثلاث سنوات في 9 يناير عقب تأمين العاصمة مانيلا.

اليوم ينتظر الطالبان وشبكة حقاني و»القاعدة» وعد أوباما بالبدء في سحب القوات الأميركية من أفغانستان في منتصف 2011. في هذا الوقت تراجع الجميع، بما فيهم الملا عمر الى ملاذ آمن في « كويتا» بباكستان الباشتونية. وجاءت تقديرات المخابرات أكثر بؤسا. لقد تم إغراء الجماعات الطالبانبة الى حوار مع ممثلي الرئيس حميد كرزاي مدفوعين بالفضول والرغبة في كسب الاستخبارات ذاتها. المسألة تتعلق بما يمكن لمصادر الاستخبارات الأميركية أن تسمح به من تسريب لعلامات إخفاق هذه التقييمات، لأنها تخشى عدم أخذها على محمل الجد في أعلى المستويات. وقد كان الجنرال بيتريوس بحنكته هو الذي أعاد التأكيد في أواخر أكتوبر الماضي بان مناوراته تحرز نجاحا «أسرع من المتوقع» وكان هذا هو عمليا العكس تماما للنتيجة التي توصلت إليها الاستخبارات.

وفي أميركا ذاتها، قبل شهر أعادت الشركة الأميركية للسينما عرض الفيلم «روبيكون»، وهو ربما كان في الصميم بالنسبة الى مكتب الاستخبارات في لاتغلي. وكان المشهد الأخير في الفيلم يعرض ويل ترافيرز في مواجهة خصمه اللدود تركستون سبانغلر ليقول له: أعرف ما علي فعله. وقد فكرت فيه. سوف أرفع هذه الوقائع لرؤسائي.

فيرد عليه سبانغلر: اكتب تقريرك يا ويل. اقتلهم به. ولكني على ثقة انه سيعجب كل من يقرأه. لكن هل تظن ان أحدا من هؤلاء سيهتم بالأمر؟

وورد بوليسي ريفيو

8-3-2011
مركز صقر للدراسات الاستراتيجية .

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع