منظومة الصواريخ الأساسية في شبكة الدفاع الجوي الروسية "أس 300" تترك الميدان لـ"أس 400" في 2015
ويعود تصميم الطرازات الأولى من منظومة هذا المجمع إلى عام 1975، حيث بدأ تصنيعها على دفعات في شركة األماز- أنتايب، وأدخلت في الخدمة الميدانية في عام 1979 بعدما استكملت تجارب اختبارها نظرياً وعملياً، وشهدت المنظومة اأس- 300 بي أم يوب تطويرات عدة خلال السنوات الماضية، منها ما أجري عليها في عام 1993 حيث جُهّزت برادارات قادرة على تتبع 100 هدف والاشتباك مع 12 هدفاً في آن واحد، وهذا النظام يحتاج إلى 5 دقائق فقط ليكون جاهزاً للإطلاق، وصواريخه لا تحتاج إلى أي صيانة.
وفي عام 1997 أخضعت المنظومة لتطوير مُعلن، حيث زيدت مسافة تعاملها مع الأهداف إلى 195 كيلومتراً، وأطلق عليها اسم اأس- 300 بي أم يو فافوريتب، وبات في وسعها إضافة إلى مجابهة الصواريخ الباليستية، التصدّي أيضاً للصواريخ التكتيكية العملياتية المتوسطة المدى.
ثلاثة
أنواعرئيسية
تتألف منظومة اأس- 300ب من ثلاثة أنواع رئيسية هي: اأس- 300 بيب (باللغة الروسية С- 300П ) واأس- 300 فيب (С- 300В) واأس- 300 أفب (С-300Ф).
وتستخدم قوات الدفاع الجوي الروسية المنظومة “أس- 300 بي”، التي قد تكون منقولة مثل “أس- 300 بي تي” أو ذاتية الحركة مثل “أس- 300 بي أس”، أما المنظومة “أس- 300 في” فتستخدم أساسا ضمن قوام القوات البرية، وتطلق عليها حالياً تسمية “أس- 300 في أنتاي”، وتستعمل لمكافحة الطائرات والمروحيات التي تحلّق بسرعة تصل إلى 3000 متر في الثانية وعلى مدى يصل إلى 100 كيلومتر، إضافة إلى استخدامها لمجابهة صواريخ “أرض- أرض” الباليستية والصواريخ العملياتية التكتيكية من طراز “لانس” وابيرشينغ 1- A”، وهذه المنظومة ذاتية الحركة، وأحدث نماذجها المطوّرة هي “أس- 300 في أم أنتاي- 2500”، إضافة إلى منظومة أخرى يستخدمها سلاح البحرية تدعى “أس- 300 في”، وآخر نماذجها هو “أس- 300 أف أم فورت- أم” التي تستخدم في الطرّادات، ومنها الطراد الشهير “بطرس الأكبر” الذي تم تزويده بمنظومتين من هذا النوع.
ولصواريخ المنظومة البحرية قدرة على تدمير الأهداف الطائرة بسرعة تصل إلى 1800 متر في الثانية، وعلى مدى 200 كيلومتر، وارتفاع من 25 متراً إلى 25 كيلومتراً، وينطلق الصاروخ من أنبوبة من دون اشتعال ثم يشتعل على بُعد 25 متراً.
ويمتلكالجيشالروسيحالياً 100 منصةمنطراز“أس- 300 بيأميو”و200 منصة“أس- 30في”،فيماورثتأوكرانياعقبتفككالاتحادالسوفياتي 49 كتيبة“أس- 300”،كذلكتحظىالمنظومةبشهرةواسعةفيأسواقالسلاحالعالمية،إذتمتلكالصين 32 منصّةمنطراز“أس- 300 بيأميو”و64 منصّةمنطراز“أس- 300 بيأميو-1”و64 منصّةمنطراز“أس- 300 بيأميو- 2”.
وتقتني هذه المنظومة دولاً عدة منها: الهند وفيتنام وبيلاروس وكازاخستان وسلوفاكيا وبلغاريا واليونان والمجر، وفي عام 2006 اشترت الجزائر 6 منظومات “أس- 300 بي أم يو- 2”، كما تبدي سورية منذ عام 1991 اهتماماً كبيراً بشراء منظومة “أس- 300 بي”، وثمة من يقول إنها تمكنت فعلاً من اقتناء بعض عناصرها،أما إيران التي يعتقد بعض الخبراء أنها اشترت من روسيا منذ عام 1993 بعض عناصر المنظومة “أس -300”، فقد عقدت في عام 2007 اتفاقية لشراء 5 كتائب “أس - 300 بي أم يو-1” بمبلغ 800 مليون دولار، لكن موسكو أعلنت من جانب واحد في سبتمبر 2010 إلغاء الصفقة، ما دفع طهران إلى مطالبتها بتعويضات مادية واتهامها بالخضوع لضغوط غربية.
وبمقدور أنظمة صواريخ “أس 300 بي أم يو-1” المحمولة على عربات والمعروفة في الغرب باسم “أس أي 20”، إسقاط صواريخ “كروز”، بما فيها العابرة للقارات ذات الرؤوس الحربية، من مدى يصل إلى 150 كيلومتراً وعلى ارتفاع 90 ألف قدم، هذا إضافة إلى إمكان إطلاقها ضد أهداف تتجاوز سرعتها 2000 متر في الثانية.
مواصفات
فنية وتعبوية
تعتبر المنظومة الصاروخية اأس- 300 بي أم يو فافوريتب من أفضل صواريخ الدفاع الجوي الروسية، وهي تشبه من حيث نظام عملها منظومة الصواريخ الأمريكية “باتريوت”، لكنها تتمتع بمرونة أعلى، إذ يقدّر خبراء غربيون أن في إمكانها إسقاط جميع أنواع المقاتلات الأمريكية، بما فيها القاذفة المقاتلة الخفية F22، وتتمتع المنظومة الروسية بالمواصفات الفنية والتكتيكية التالية:
- مدى تدمير الأهداف: من 5 إلى 195 كم.
- ارتفاع الرمي: من 10 أمتار إلى 27 كم.
- احتمال تدمير الطائرات: يصــل إلــى 90 %.
- السرعة القصوى للأهداف الممكن التعامل معها: 2800 كم في الساعة.
- سرعة الصاروخ لحظة انطلاقه: 2000 متر بالثانية.
- وزن الرأس الحربي للصاروخ: 145 كغ.
- الوزن الكلي: 1800 كغ.
- طول الصاروخ: 8.5 متر.
- قطره: 0.5 متر.
- الاحتياطي القتالي: من 96 إلى 288 صاروخاً.
- سرعة الإطلاق: صاروخ واحد كل 3 ثوان.
- زمن النشر والطي: 5 دقائق.
وتتضمن منظومة “أس- 300” المنقولة والذاتية الحركة أنظمة رادار في غاية التطور، بإمكانها كشف هدف لا تزيد مساحة مقطعه على 25 سنتيمتراً مربعاً من مسافة تصل إلى 250 كيلومتراً، وفيها رادار للمراقبة من طراز “دي 636”، ويسمّى حسب تعريف حلف الناتو “تن شيلد” TinShield، ورادار آخر للرصد على ارتفاعات منخفضة من طراز “كليم شل 76- أن 6” (Clam ****l 76- N6)، وفيها أيضاً نظام التحكم بالإطلاق “فلاب لد 30- أن 6بN6) -30 FlapLid)، الذي تُلحق به عربات إطلاق من طراز “بي 85- 15”.
وتضم المنظومة “أس- 300 بي أم يو-1” أجهزة كومبيوتر فائقة التطوّر, وهوائياً مصنوعاً بتقنية الوحدات المستقلة قادراً على رصد أي هدف في أي وضعية مناورة يتخذها, فضلاً عن اعتماده أسلوب توجيه جديد للصواريخ، يقوم على إدخال المعلومات إلى كمبيوتر رادار النظام، وإرسالها من ثم إلى مستشعر توجيه الصاروخ الذي يتألف من مرحلة واحدة، وكل هذه الإضافات تجعل من الصاروخ منافساً جديراً لأفضـل الصواريخ الحديثة.
منظومة الصواريخ الأساسية في شبكة الدفاع الجوي الروسية "أس 300"
