مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2404 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قســـــــم الــقائد والقــــيادة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


أفغانستان من الداخل

قســـــــم الــقائد والقــــيادة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 28-03-09, 04:04 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي أفغانستان من الداخل



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الأولى) ـ وزير خارجية طالبان: الملا عمر كان في حالة «توهان» ولم يعتقد أن أميركا ستشن حربا ضد بلد صغير
الملا وكيل متوكل في حديث لـ«الشرق الأوسط» من مقر إقامته بكابل: حراس فيلتي «لحراستي ومراقبتي»
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالملا وكيل أحمد متوكل وزير خارجية طالبان («الشرق الأوسط»)نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالملا وكيل متوكل يتحدث إلى مراسل «الشرق الأوسط»
كابل : محمد الشافعي
عادت افغانستان الى عين العاصفة وقلب الاحداث مع تصاعد اعمال العنف الدامي في جنوبها امتدادا الى قلب العاصمة كابل، مما دفع قوات التحالف الغربي الى اعادة النظر في استراتيجيتها وطلب المزيد من القوات، وسط خلافات بين دول الناتو على الوضع الامني المتصاعد ومطالب بسد النقص في القوات. وتقديم قوات مدربة تتسم بالمرونة لمحاربة نفوذ طالبان مع تقديم الدعم والتدريب والمعدات التي تحتاج اليها قوات الامن الافغانية، مما دفع بعض الجهات الى التساؤل عن مصير الرئيس حميد كرزاي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
كذلك التساؤل المستمر عن الاموال التي صرفت بعشرات المليارات ودفعتها دول الغرب لاعادة الامن والاستقرار الى الشارع الافغاني من دون جدوى منذ سقوط حركة طالبان الاصولية قبل ست سنوات والتي طالت تهديداتها جميع انحاء البلاد. «الشرق الأوسط» زارت افغانستان خلال الاسبوعين الماضيين، وتنقلت بين قاعدة باغرام حيث يوجد اشهر سجن وقاعدة اميركية هناك، وزارت العاصمة كابل وولاية كونار واسعد اباد وباميان لنقل صورة ما يجري على الارض من احداث ساخنة.
وأجرت «الشرق الاوسط» سلسلة من التحقيقات الميدانية والحوارات مع شخصيات فاعلة لمعرفة حقيقة ما يجري هناك، وتعرفت على التغييرات الاجتماعية والثقافية في العاصمة كابل. وزير خارجية حكومة طالبان الملا وكيل أحمد متوكل منذ خروجه من سجن باغرام قبل ثلاثة اعوام يحاول الابتعاد عن وسائل الاعلام بكل الطرق، ليس كما عُهِد به قبل إلقاء القبض عليه أو تسليم نفسه في قندهار بعد الإطاحة بحكومته. ويعتبر الشيخ متوكل اليوم هو الوحيد القادر على كشف الكثير من الملابسات التي صاحبت سقوط الحركة الاصولية، وشاهدا على عصرها، حيث لعب دور حلقة الوصل بين قيادة الحركة المتقوقعة في قندهار وبين العالم الذي حاصرها من كل مكان إلى أن انتهى بحرب قادتها الولايات المتحدة بعد هجمات سبتمبر (أيلول)، ولم تنته إلا بالإطاحة بها، لكن الأكثر أهمية هو الدور الذي من الممكن أن يلعبه وكيل أحمد في ظل المتغيرات الحالية في أفغانستان وإخفاق الولايات المتحدة على ارض الواقع في فرض الأمن والاستقرار على الرغم من مرور ستة اعوام على الحرب الواعدة بالتنمية والاستقرار وإعادة البناء. ويتميز متوكل، وزير خارجية الملا عمر، بالانفتاح وهدوء الأعصاب والصراحة والبساطة، وقدرته على المناورة في مساحات ضيقة، وقد التقته «الشرق الاوسط» مرتين، الاولى في مكتبه قبل سقوط الحركة الأصولية بعدة شهور عام 2001، وكان يتحدث عن متابعته لأخبار العالم من خلال القنوات الفضائية في مكتبه، رغم حظر طالبان البث التلفزيوني في عموم أفغانستان، وكان يدافع عن عموم الحركة وقتها، والمرة الثانية في فيلته الخاصة المتواضعة في حي خوشحال خان بغرب العاصمة كابل بشارع غير مرصوف يزدان بالحفر ومياه الامطار الآسنة، وعلى باب الفيلا عدد من الحراس الباشتون الاشداء. ولم يتغير الملا متوكل كثيرا عما رأيته في مكتبه قبل اكثر من ست سنوات، فما يزال يرتدي العمامة البيضاء، ولم تتغير ملامحه باستثناء شعيرات بيضاء قليلة لونت لحيته. وقال لي الشيخ متوكل، في غرفة الضيوف، إن الحراس في الخارج «لنا وعلينا» ولم افهم المعنى إلا بعد ان فسر لي مرافقي وهو مصدر وسيط من الافغان يتحدث العربية بطلاقة سهل لـ«الشرق الاوسط» اجراء هذه المقابلة، إن الحراس من عناصر المخابرات الافغانية، اي انهم لحماية الشيخ متوكل والابلاغ ايضا عن زواره وتحركاته. وكشف متوكل في أول لقاء لصحيفة عربية، بمقر اقامته، بعد اطلاق سراحه من سجن باغرام، أنه يريد الابتعاد عن السياسة بكل الطرق، مشيرا الى انه ينشغل حاليا اليوم بترجمة امهات الكتب الاسلامية من تفسير وحديث وفقه وجوامع الكلم الى البشتو والداري، وقال لو عادت عقارب الزمن الى الوراء لما تولى وظيفة خارجية طالبان، التي شغلها مرغما و«مكره أخاك لا بطل» بسبب الضغوط التي فرضها الملا عمر عليه، كلما حاول التنصل من المنصب، على حد قوله. وكشف انه التقى الملا عمر في قندهار قبل يوم واحد من بدء الحرب في نوفمبر (تشرين الاول) 2001، وكان حاكم الحركة الاصولية في حالة «توهان» او سرحان، ولم يكن مركزا، وقال متوكل إن الملا عمر كان يعتقد ان اميركا لن تشن حربا ضد دولة صغيرة مثل افغانستان. وتحدث متوكل عن تجربة احتجازه من قبل الأميركيين في قندهار، وقاعدة باغرام لمدة عامين و 12 يوما، ثم خضوعه لإجراءات الإقامة الجبرية لنحو عام. وقال إنه حر طليق اليوم، يذهب الى صلاة الجمعة في المسجد القريب، ويستقبل زواره، واعترف ببعض أخطاء الحركة الأصولية مثل منع تعليم البنات، وقال ان تعليق تعليم البنات كان مؤقتا، إلا أنه نفى أن تكون له أي اتصالات في الوقت الحاضر مع قادة طالبان المطلوبين أميركيا. واهدى متوكل، الذي يتحدث البشتون والداري والانجليزية، نسخة من كتابه «طالبان وأفغانستان» الى «الشرق الاوسط»، وجاء الحوار معه على النحو التالي :
* ماذا يفعل الشيخ وكيل الآن بعد الافراج عنه من سجن باغرام ؟ ـ انا مشغول اليوم بالنشاطات الثقافية والدينية بترجمة أمهات الكتب العربية والاسلامية الى لغة البشتو حتى يصل الدين الحنيف الى العامة من الشعب الافغاني، مثل تفسير القرآن الكريم وصحيح البخاري، وشرح كتب العقائد.
* هل سترشح نفسك في الانتخابات النيابية المقبلة ؟ ـ اذا كانت الحالة كما هي عليه الآن، بدون صلح وامان في الشارع الافغاني، فمن الصعب الترشح.
* هل تدفع افغانستان حتى اليوم ثمن استضافتها ابن لادن والعرب في عهد طالبان ؟ ـ افغانستان ما زالت في حالة حرب، ولا استطيع القول إن الثمن لما نمر به الان هو استضافة ابن لادن.. نحن ورثنا ابن لادن والعرب، لانهم كانوا موجودين على الاراضي الافغانية قبل وصول طالبان الى الحكم عام 1996، نعم كنا مسؤولين عنه، اما اليوم فالحكومة الموجودة على الارض ليست حكومة طالبان، والحرب اليوم تختلف لانها حرب داخلية واسامة غير موجود على الاراضي الافغانية، ومع ان اسامة ابن لادن مقاول في الاساس، وهي مهنة ورثها عن عائلته، لكنه لم يقدم شيئا الى البلد في الشوارع، وحتى الحكومة الحالية لم تقدم شيئا، والحالة كما هي عليه، والحرب مستمرة اليوم.. نعم ابن لادن دمر البرجين واعلن مسؤوليته، ولكن الحرب مستمرة اليوم بعد سقوط طالبان بست سنوات ضد الشعب الافغاني، وهو تساؤل من جميع الشعب الافغاني، لماذا الحرب حتى اليوم متواصلة بدون توقف.
* قبل الحرب مباشرة، أي قبل سقوط طالبان بأيام.. هل كان الملا عمر يستشيرك باعتبارك وزير خارجيته ؟ ـ كان الملا عمر يعتقد ان الحرب ربما لن تقع، كان يتصور ان دولة عظمى مثل الولايات المتحدة لا يمكن ان تشن حربا ضارية ضد دولة صغيرة مثل افغانستان، وكنت اعتقد شخصيا العكس، الحرب آتية لا ريب فيها، وكانت الاستشارات مستمرة مع جميع الاخوة في طالبان وفي جميع المجالات، كان الملا عمر، قبل الحرب بيوم، في حالة من السرحان، اما بعد الحرب فقد قطعت الاتصالات بيننا.
* كم مرة رأيت الملا عمر في الأيام الحاسمة الاخيرة قبل سقوط الحركة؟ ـ قبل بداية الحرب الاميركية بيوم واحد فقط اتذكر أني رأيت الملا عمر، وكما قلت كان تحت ضغط فكري شديد، وكان يعتقد ان الحرب لن تقع.
* كم يوما قضيت في سجن قاعدة باغرام العسكري ؟ ـ عامين و 12 يوما بالتمام والكمال، وهي فترة صعبة جدا على النفس.
* ما أصعب درس على النفس في السجن العسكري الاميركي ؟ ـ انا اتحدث عن الحكومة الاميركية.. وجدت المسؤولين والمحققين الذين التقيتهم في السجن غير وافين بالوعد، مع انهم من المفترض حكومة غربية تعرف اصول الديمقراطية والشفافية. على سبيال المثال حينما سلمت نفسي إليهم في قندهار قالوا لي إن الامر لن يستغرق عدة ايام او عدة اسابيع على الارجح وسنطرح عليكم عدة اسئلة، هي اسئلة متعلقة بك، ولن تجلس معنا فترة كبيرة، ستعود بعدها الى اهلك، لكن الايام الاسابيع تخطت العامين، وقالوا لي لن نأخذك الى غوانتانامو في كوبا ولكنهم نقلوني في طائرة عسكرية وقفت في الاراضي التركية، ثم اعادوني بعدها الى باغرام مرة اخرى، اي الى نصف الطريق الى غوانتانامو، ربما أرادوا ان يبلغوني رسالة مفادها ان النقل الى كوبا ليس أمرا صعبا».
* ما الآية القرآنية التي كنت تتذكرها دائما وعلى طرف لسانك في السجن ؟ ـ حسبنا الله ونعم الوكيل
* من وجهة نظركم ما سبب نشاط طالبان وفورتهم اليوم بعد ست سنوات من سقوطهم في كابل ؟ ـ لا يستطيع احد ان يجيب على هذا السؤال، لاني اولا بعيد عنهم، اما الذي يمكن التحدث عنه فهو مجرد تصورات مبنية على مؤشرات من الجانبين، اي من الحكومة وطالبان، وسط مزاعم من جانب الحكومة بان باكستان هي الممول الرئيسي للحركة، اما طالبان فتقول ان الشعوب الاسلامية والناس العاديين من الافغان وغيرهم هي التي تمول الحركة.
* ما رأيكم في تقرير اميركي يقول إن حكومة الرئيس كرزاي تسيطر على 30 في المائة من ارض افغانستان ؟ ـ اذا كان الحساب بالنسبة لسطح الارض فربما هذه الاحصائية مناسبة تماما، ولكن من الناحية الادارية فالمعلن ان الحكومة تسيطر على جميع المحافظات .
* هل حرمت من ارتداء العمامة في سجن باغرام ؟ ـ لم يسمح لنا بارتداء العمامة في السجن، جاءت اوقات صعبة، اخذوا مني الزي الافغاني وسلموني بدلا منه البدلة الزرقاء، والبرتقالية قبل محاولة نقلي الى كوبا.
* التلفزيون ايام طالبان كان محرما واليوم هناك 11 قناة.. ماذا يشاهد الشيخ وكيل اليوم ؟ ـ ايام طالبان لم يحرم البث التلفزيوني بل كان معلقا لمدة معينة، وكانت هناك طواقم التلفزيون موجودة كذلك ارشيف التلفزيون، وكان هناك منصب لرئيس التلفزيون، اي ان البث كان معلقا لفترة، وكنت اشاهد ـ أيام طالبان ـ «سي إن إن» و«الشارقة» وقناة «إقرأ» و«الجزيرة» عبر الدش، اما اليوم فاشاهد نفس القنوات واحيانا القناة الافغانية «مللي».
* ما سبب انتشار المخدرات اليوم في مقاطعات كاملة مثل هلمند، وتقول الاحصائيات ان افغانستان تنتج 50 في المائة من انتاج الهيروين العالمي؟ ـ ايام طالبان، عندما كانت تصدر الفتوى او الأمر كان يطاع بدقة متناهية، وقد اصدر الملا عمر فتوى تحرم زراعة المخدرات فأطاعه الفلاحون، اما اليوم فان الوضع يختلف تماما .
* ماذا تحتاج افغانستان اليوم، وماذا ينقصها ؟ ـ تحتاج الصلح بين ابنائها الافغان .
* اذا جاء اليكم ابنكم الاكبر خالد وقال لكم انه يريد ان يعمل مذيعا هل توافق ؟ ـ هو يتعلم الدين والعلوم الشرعية الآن، واذا انهى تعليمه فلن اقف في طريق اختياره لوظيفة ما.
* هل كتبت مذكراتك ؟
ـ انا مشغول بالنشاطات الدينية والثقافية، فلا اكتب المذكرات وليس لدي وقت الان.
* ما الدور الذي يمكن ان يلعبه الشيخ متوكل اليوم في ظل فشل اميركا في فرض سيطرتها وإعادة الامن والاستقرار الى ارض افغانستان ؟ ـ الذي يلعب الدور المهم في هذه الحالة هو شخص له وقت وفراغ، اما الان فاني مشغول بالنشاطات الثقافية والدينية واقوم بدوري بما تيسر لي.
* بعد ست سنوات من سقوط طالبان، هل يمكن ان تذكر سلبيات الحركة او ايجابيات لها ؟ ـ كل حركة انسانية لها ايجابيات وسلبيات، ولكن الحكومات الاخيرة ايضا لا تستطيع ان تحل مشاكل البلد، ولكن بالنسبة لطالبان، استطيع القول نحن كنا ضعفاء والبلد كان مدمرا، فلم نكن في وضع يسمح لنا باستضافة الاخرين، ولكن بسبب المسؤولية الدينية قبلنا استضافة العرب، ولا أريد ان اقول انه كان يجب تسليم الضيوف الى الدول التي تطالب بهم، ولم نكن في الاساس في حالة تسمح لنا باستضافة الاخرين، اي بعبارة اخرى ما كان علينا استضافة ابن لادن فهذا اكبر خطأ ارتكبته طالبان، اما بالنسبة للاقتصاد والمجال التعليمي فكان يجب على الحركة ان تنفذ بعض الاشياء، مثل تعليم المرأة، بالرغم من انه كان معلقا، الا انه كان من الواجب تقديم او عمل شيء ما، بالنسبة للمرحلة الابتدائية لان التعليم الجامعي كان موجودا وكان هناك طلبة في كلية الطب، اناث وذكور، وكانت هناك ايضا كلية الشريعة .
* هل تعتقد ان القوات الاجنبية ستخرج من ارض افغانستان يوما ما ؟ ـ افغانستان بلد له تاريخ، واعتقد ان القوات الاجنبية لا يمكن ان تعيش هنا الى الأبد، وتاريخ بلدنا اقدم من الدول المجاورة، والتاريخ يثبت لنا ان القوات الاجنبية ستخرج، وقد حدث هذا من قبل أيام الانجليز ثم الروس، قد لا تخرج قريبا، ولكنها ستخرج، والافغان هم الذين سيعيشون في بلدهم. * لو عاد الزمن الى الوراء هل كنت تفضل منصب وزارة الخارجية في عهد طالبان ؟ ـ أقول الحقيقة وبكل صراحة، حتى عندما كنت وزيرا لخارجية الحركة لم تكن تلك رغبتي، ولم أكن سعيدا بها، كان الضغط علي ان اكون وزيرا للخارجية من قبل الملا عمر، أي مكره أخاك لا بطل، وكان يجب علي السمع والطاعة، لانه ولي الأمر، وإذا عاد الزمن الى الوراء فاني اتصور نفسي بدون اي منصب رسمي».

 

 


 

   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:06 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الثانية) ـ عبد السلام ضعيف: ما فعله بن لادن مسؤوليته الشخصية والملا عمر كان يطلب منه أن يحترم ضيافة أفغانستان
«صوت الملا عمر»: ورثنا الأفغان العرب .. وكنا ندافع عن الإسلام وليس عن أشخاص
كابل: محمد الشافعي
عادت افغانستان الى عين العاصفة وقلب الاحداث مع تصاعد اعمال العنف الدامي في جنوبها امتدادا الى قلب العاصمة كابل، مما دفع قوات التحالف الغربي الى اعادة النظر في استراتيجيتها وطلب المزيد من القوات، وسط خلافات بين دول الناتو على الوضع الامني المتصاعد ومطالب بسد النقص في القوات. وتقديم قوات مدربة تتسم بالمرونة لمحاربة نفوذ طالبان.
«الشرق الأوسط» زارت افغانستان خلال الاسبوعين الماضيين، وتنقلت بين قاعدة باغرام حيث يوجد اشهر سجن وقاعدة اميركية هناك، وزارت العاصمة كابل وولاية كونار واسعد اباد وباميان لنقل صورة ما يجري على الارض من احداث ساخنة.
وأجرت «الشرق الاوسط» سلسلة من التحقيقات الميدانية والحوارات مع شخصيات فاعلة لمعرفة حقيقة ما يجري هناك، وتعرفت على التغييرات الاجتماعية والثقافية في العاصمة كابل. والتقت «الشرق الاوسط» عددا من الشخصيات الحكومية ومن المعارضة وعدد اخر من المحسوبين على حركة طالبان السابقة التي سقطت نهاية 2001.
وفي هذه الحلقة يقدم الملا عبد السلام ضعيف «صوت الملا عمر» تجربته منذ اعتقاله في منزله بإسلام أباد وترحيله الى قاعدة باغرام ثم غوانتانامو.
في ضاحية خوشحال خان غرب العاصمة كابل، وفي منزل متواضع للغاية من دورين في شارع يمتلئ بالمياة المتراكمة بفعل الأمطار وذوبان ثلوج الشتاء، ويحرسه مسلحون اشداء، يقيم الملا عبد السلام ضعيف سفير «طالبان» السابق في إسلام أباد الذي كان العالم قبل ست سنوات ينتظر يومياً كل كلمة في مؤتمره الصحافي اليومي نيابة عن حكومته. فقد أدار ضعيف من مقر سفارته في إسلام أباد الآلة الإعلامية لـ «طالبان» بمساعدة مترجم بشتوني الاصل بعين واحدة في مواجهة الآلة الحربية الضخمة التي شنتها قوات التحالف من باكستان على طالبان.
«الشرق الاوسط» ذهبت الى مقر اقامته في غرب العاصمة كابل بوساطة خاصة برفقة الملا قاسم حليمي خريج كلية الشريعة بجامعة الازهر، مدير تشريفات الملا عمر سابقا الذي يشغل الان ثاني اعلى منصب قضائي في المحكمة العليا «سترة محكمة» بعد التصالح مع الحكومة وقضائه فترة السجن في قاعدة باغرام العسكرية برفقة وزير خارجية الحركة الملا وكيل متوكل. والملا عبد السلام ضعيف لم يتغير كثيرا في ابتسامته المرسومة على وجهه وبساطته الشديدة في الحديث، وعمامته السوداء التي كان يظهر بها على العالم قبل ستة اعوام، ودخل الى غرفة الضيوف التي ازدانت بكتب الفقه وتفسير الطبري وصحيح البخاري والحديث الشريف وهو يتدثر بعباءة ثقيلة يتقي بها البرد الشديد الذي ضرب اراضي الافغان في فصل الشتاء. ولم تغير سنوات السجن التي قضاها في بيشاور وفي سفينة حربية وفي ميناء كراتشي وقاعدتي باغرام وغوانتانامو لمدة اربع سنوات، من اعتقاده انه الصواب ونقده الحاد لما سماه «الغدر الباكستاني» في اعتقال سفير دبلوماسي على أراضيهم، وتسليمه للاميركيين مثل «الذبيحة» دون مراعاة للتقاليد والاعراف الدولية. وقال ضعيف لـ«الشرق الاوسط» ان القتال المستمر لن يحل مشاكل افغانستان، مشيرا الى أن الحوار هو الحل الوحيد للأزمة الأفغانية، لأن قوات التحالف لن تستطيع هزيمة طالبان التي تتعافى الآن أكثر من أي وقت مضى.
وقال انه تعلم العربية وحفظ القرآن الكريم بالكامل على يد السجناء العرب في غوانتانامو، وقال انه تعرف هناك على عدد من السجناء السعوديين والمصريين الذين كانوا قريبين الى قلبه، وهونوا عليه الأيام الصعبة في معسكر دلتا وفي السجن الاول والثاني ثم الخامس قبل ان ينقل الى الرابع. وأشار الى انه تعرف ايضا على اليمني سالم حمدان سائق اسامة بن لادن، وكان الاميركيون لا يعرفون شخصيته، لانه كان يستخدم اسم الكنية «صقر»، وكان يصر عليها، حتى عرف الاميركيون شخصيته من خلال التحقيق مع زوجته في اليمن .
ودافع الملا ضعيف عن موقف طالبان في استضافة بن لادن والأفغان العرب الذين لجأوا الى أفغانستان بقوله: نحن كنا ندافع عن الإسلام وتقاليده وليس عن اشخاص. وجاء الحوار مع ضعيف على النحو التالي :
> هل تعيش بحرية اليوم من جهة التنقل من مقر إقامتكم والذهاب الى المساجد او اماكن اخرى ؟
ـ يمكن القول انها نصف حرية، يعني مراقب تقريبا، ولكني أذهب لصلاة الجمعة في المسجد القريب. > ما تقديرك للدور الباكستاني في اعتقالكم ؟
ـ أقسى انواع الغدر .. لأنهم هم الذين اعتقلوني بداية في منزلي التابع للسفارة في العاصمة اسلام اباد، وأنا سفير معتمد لديهم، وجاءوا في الصباح الباكر في الساعة الثامنة، وقالوا انهم الفرع الخاص، وكنت اعيش تحت الرقابة لمدة اسبوع، وقالوا ان المخابرات الباكستانية ستاتي في الساعة الثانية عشرة ظهرا لاعتقالي ونقلي الى بيشاور لأن الاميركيين يريدون التحدث الي، لمدة عشرة ايام فقط ثم أعود الى منزلي واطفالي، وجاءوا فعلا في منتصف النهار، واعتقلوني وأخرجوني من المنزل ونقلوني الى بيشاور، وبعد عشرة ايام لم يتم الافراج عني من سجن الاستخبارات الباكستانية في بيشاور، بل سلموني الى الاميركيين، وما حدث لي يمكن وصفه بعبارة واحدة انه «الغدر»، وقد شرحت هذا الامر في كتابي «صورة غوانتانامو»، بالبشتو وهو 170 ورقة، وترجم ولكنه لم يطبع بالانجليزية لانني لم اجد الناشر، الذي يساعدني على هذا الامر، وأتمنى ان اجد ناشرا يطبعه باللغة العربية ايضا، رغم ان بعض الاخوة ذكر لي ان توزيعه في الدول العربية سيكون صعبا.
> هل كنت تتوقع أن يغدر بك الباكستانيون ؟ ـ كنت اتصور حالة من الغدر فوق هذا.
> هل أخطأت طالبان باستضافتها بن لادن زعيم القاعدة والعرب الأفغان.. وهل يمكن القول إن افغانستان تدفع الثمن الغالي اليوم بسبب تلك الاستضافة ؟
ـ طالبان لم تخطئ باستضافة بن لادن، لانها كانت تحترم تقاليد الدين، اما الذين استفادوا من تلك الضيافة بنية سيئة فذلك يرجع اليهم، وكان العرب موجودين قبلنا، اي اننا ورثناهم، أي انها تركة فرضت على طالبان، ونحن دولة اسلامية في الاساس نراعي تلك التقاليد، ومع ذلك فان الملا عمر طلب من بن لادن ان يحترم البلد الذي يعيش فيه كمهاجر، وقال له نحن لن نسلمك الى اي بلد، لانه لا يوجد اي بلد في العالم سيقبلك، وكان الملا عمر يطلب من بن لادن ان يعيش هو واخوانه باحترام في الاراضي الافغانية، وان لا يستخدم اراضينا ضد اي احد، وما فعله بن لادن هو مسؤوليته الشخصية وتبعته في رقبته. > خلال أربع سنوات في غوانتانامو.. هل تتذكر أحدا من المساجين ؟
ـ عرفت يوسف الطاجيكي وكان يتحدث العربية بطلاقة رغم ان لغته الاصلية الطاجيكية، واليمني سالم حمدان سائق بن لادن، وكانت زنزانتي قريبة منه، وابو عبد العزيز، وهو سعودي مدير مؤسسة وفا، قبض عليه في قندهار، وعرفت ايضا الشيخ عبد الرحمن والشيخ ابو علاء، وهما مصريان، ومن السعوديين غسان والشيخ ابو عبد العزيز والاخ شاكر، وكان يتحدث الانجليزية بطلاقة، وكان الحديث يتواصل مع الاخوة بالعربية.
> هل كنت تصلي إماما بالمساجين في غوانتانامو؟
ـ أغلب الأوقات كنت اصلي في العنبر إماما، ولكن الاول بموقعه في ترتيب الزنازين يكون هو الإمام .
> كم يوما قضيتها تقريبا في السجون منذ اعتقالكم في العاصمة اسلام اباد بداية عام 2002 ؟
ـ ثلاث سنوات وخمسة شهور.
> ما أصعب فترة في السجن كانت؟ باغرام أم غوانتانامو ؟
ـ أصعب لحظة مرت بحياتي كانت لحظة تسليمي من قبل الاخوة في الدين الباكستانيين الى الاميركيين، لم اكن اتصور هذا الامر يمكن ان يحدث، اما السجن في قاعدة باغرام فكان لمدة شهر واحد تقريبا، ولكنها كانت قاسية على الروح والنفس، كانت خلال فترة الشتاء، وهي منطقة مرتفعة، والرياح الباردة فيها مثل السموم، ولم يكن لدينا سوى بدلة زرقاء، ولم يسلمونا جوارب، احذية فقط لا غير، وبطانية واحدة، وخلال شهر كامل لم أغسل وجهي او يداي، ولم يفكوا السلاسل من يدي او قدمي، وكنت اتيمم فقط، ولم اعرف صلاة الجماعة ابدا في قاعدة باغرام. ومن الايام الصعبة ايضا احتجازي في سفينة اميركية قبل نقلي الى باغرام، كانت السفينة راسية خارج ميناء كراتشي ولم اكن اعرف الفرق بين الليل والنهار، ونقلت بعدها من باغرام الى قندهار ثم الى غوانتانامو .
> ما طبيعة الاسئلة الموجهة اليكم في التحقيقات في بـاغرام وغوانتانامو؟
ـ كانت تدور حول الملا عمر واسامة بن لادن، واخرى بالنسبة للمؤتمرات الصحافية التي كنت اعقدها في اسلام اباد قبل سقوط الحركة.
> أين مترجمكم الشهير الذي كان يساعدكم في المؤتمرات الصحافية ؟
ـ انه بخير والحمد لله وموجود في داخل الاراضي الافغانية .
> ما تعليقكم على برنامج الصلح المعلن الآن بين طالبان والحكومة في افغانستان ؟
ـ لا يوجد برنامج للمصالحة في افغانستان، وما حدث معي هو اني استكملت التحقيقات مع الاميركيين، ثم تركوني الى حال سبيلي، رغم انني دفعت ثمنا عاليا من عمري في الاحتجاز بالسجون الاميركية نحو اربع سنوات .
> هل كان لديكم امل بالافراج عنكم من المعتقل الاميركي ؟
ـ منذ اليوم الاول لم يكن لدي الامل في باغرام، ولكن بعد نقلي الى غوانتانامو كنت اشعر بان الله لن يتخلى عني وكان الامل موجودا في داخلي .
> عندما كنت سفيرا لطالبان في اسلام اباد .. اتصالاتكم كانت مع من؟ وزير الخارجية وكيل متوكل ام مع الملا عمر ؟ ـ كانت مع الاثنين.
> متى كان اخر اتصال مع الملا عمر ؟ ـ تقريبا بعد سقوط الحركة يوم 21 رمضان 2001، اذا اخذت في الاعتبار ان سقوط العاصمة كابل كان قبل دخول رمضان بيوم واحد، وسقوط قندهار مقر اقامة الملا عمر كان يوم 8 رمضان.
> ما سر استمرار طالبان في المقاومة حتى الان منذ ست سنوات وحتى اليوم.. هل هناك دول من الجوار تساعدها ؟
ـ لا اعتقد ان هناك دولا تساعدها، بل هناك شعوب اسلامية تقف الى جوارها وتساندها.
> هناك انقسام بين الافغان حول وجود قوات التحالف فوق الاراضي الافغانية والاغلبية تؤيد وجودها لما هو حاصل من تقدم في النواحي المعيشية كما يقولون.. ما رايك .. وهل تعتقد ان القوات الاجنبية ستخرج يوما ؟ ـ لا بد ان يخرجوا، ولو طال الزمن، لان هذا ليس بلدهم. > كنتم في سجن باغرام ثم في قندهار قبل نقلكم الى غوانتانامو، وشاهدت حجم القوات الاميركية، بالاضافة الى قوات التحالف في جميع انحاء البلاد أكان هذا يستحق من اجل استضافة شخص واحد ؟
ـ لا أستطيع ان اقول ان دخول كل هذه القوات الاجنبية كان بسبب استضافة بن لادن، ولكن اشعر ان هناك مؤامرة حيكت بنجاح لاسقاط الحركة . > إذا عاد الزمن الى الوراء .. هل كنت ستختار نفس الوظيفة الدبلوماسية كسفير للحركة الاصولية؟
ـ ابدا.. في حياتي كانت هذه الوظيفة هي الاصعب لما لحقني بها من مخاطر على حياتي ومستقبل اولادي. وكانت فترة السجن وقبلها صعبة وشقية ومحزنة من جميع جوانبها. ولو كان الاختيار في يدي لن اختار مثل هذه الوظيفة .
> كيف تتابع احداث العالم اليوم ومـاذا تشـاهد من محطـات تلفزيونية؟ ـ لا أشاهد التلفزيون، لانه يشغلني، ومعظم الوقت انا على الانترنت اراقب المواقع التي اريد ان اتطلع عليها ومن خلال الانترنت اعرف اخبار العالم .
> هل كتبت مذكراتك ؟ ـ نعم مشغول بها .
> ما الآية القرآنية التي دائما ترددها وكانت عونك في السجن ؟ ـ بسم الله الرحمن الرحيم: «الله لطيف بعباده يرزق من يشاءش. وآية اخرى حفظتني وهي تقول: «أفحسبتم اننا خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون».
> كيف تقضي نهار يومكم ؟ ـ استقبل الضيوف، واكتب مذكراتي، وانام بعد الظهر قليلا، وبعد الفجر أتلو القرآن، واشرف على شؤون اولادي العشرة، واكبرهم عبد المنان 16 عاما . > هل تقبل ان يعمل ابنك الاكبر في السلك الدبلوماسي على غرار والده ؟ ـ أبدا لن اوافق، لأن معايير الدبلوماسية الاسلامية غير موجودة على ارض الواقع، لانه المفترض ان يكون الصدق هو الاول وما هو موجود اليوم للاسف الكذب هو الاول . > هل غيرت عمامتك السوداء او ترتدي الوانا اخرى ؟ ـ نعم ارتدي الوانا اخرى، ولكن السوداء هي الاثيرة الى قلبي، لان الناس والجيران يعرفونني بها.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:07 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الثالثة) ـ النائبة الأفغانية شكرية باركزاي: «المجاهدون» المسيطرون على البرلمان يرون أن مكان المرأة هو المطبخ
قالت إنها أرسلت بناتها الثلاث إلى دولة أوروبية خوفا من انتقام طالبان ومافيا المخدرات
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةصورة قديمة لشكرية مع ابنتيها مسكة وسارة في فيلتها بحي وزير اكبر خان بوسط العاصمة كابل نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالنائبة الافغانية شكرية باركزاي
كابل: محمد الشافعي
قالت النائبة البرلمانية الافغانية شكرية باركزاي انها تجد الكثير من المعاناة في ايصال صوتها تحت قبة البرلمان الافغاني في العاصمة كابل بسبب قادة «المجاهدين» السابقين، ففي رأيها « هم لايريدون للمرأة ان يكون لها صوت في المعارضة والاستجواب»، واشارت في لقاء اجرته معها الشرق الاوسط داخل البرلمان الافغاني بمنطقة كارتي سيه غرب العاصمة كابل الى ان قيادات الجهاد الافغاني لم يتعودوا المعارضة من النساء في الحياة العامة، كما كان الحال ايام امها وجدتها، ولكن الزمن قد تغير، ولا بد من ايصال صوت النساء اللاتي عانين من الحرمان والتهميش عهد طالبان الى المسؤولين. وقالت «المرأة كانت في عهد طالبان بالنسبة لهم لاشيء، ولا تحظى بأي تقدير او رعاية وقد منعت البنات من التعليم خلال عهد الحركة الاصولية، وجاء الوقت لتنال الاناث حقوقهن بالكامل». وقصة اللقاء مع النائبة الاشهر في البرلمان تستحق ان تروى فعندما طلبت اجراء المقابلة قال لي محمد عباس سكرتير الشيخ يونس قانوني رئيس البرلمان انها على الارجح ستكون مشغولة في مناقشة الميزانية العامة للدولة، ولكن بعد ان ارسلت اليها بطاقة «الشرق الاوسط» لم اصدق ان تستأذن وتأتي بهذه السرعة». وبالمناسبة فان عباس الذي سهل الدخول الى البرلمان الذي يخضع لاجراءات امنية مشددة لاتستثني في التفتيش الاقلام او الكاميرات او اجهزة التسجيل شاب في الثلاثينات من عمره يتحدث العربية بطلاقة وخريج جامعة ام القرى بمكة المكرمة، وتحدث كثيرا عن فضل المملكة عليه وامنيته في العودة الى اطهر بقاع الارض لاستكمال دراساته العليا بأم القرى. تقول النائبة شكرية باركزاي ان النائبات الافغانيات وعددهن 68 نائبة ضمن 249 من نواب البرلمان الافغاني كسرن التقاليد او «التابو» الذي كان مفروضا عليهن منذ سنوات «الجهاد» اي قبل وصول طالبان الى الحكم عام 1996، وبات صوت النساء اليوم عاليا تحت قبة البرلمان، وبالتالي فان المجاهدين الذين يسيطرون على نحو 90 في المائة من مقاعد البرلمان يريدون اسكات اصواتنا الى الابد لانهم يعتقدون ان مكان المرأة الحقيقي هو في المنزل او في المطبخ، اي انهم يريدون اعادة عقارب الساعة الى الوراء. وقالت انها في العادة ترفع صوتها بالاحتجاج حتى لو صرخوا وطالبوها بالصمت». واعترفت بانه جزء من التقاليد الافغانية ان لا ترفع المرأة صوتها في حضرة الرجال، وهذا الامر لا يعجب قدامى المجاهدين، ولكننا اليوم في عالم متغير، وتحت قبة برلمان واحد، وهناك مشاكل عاتية في الشارع الافغاني منها استفحال زراعات المخدرات والعنف المنزلي الموجه ضد النساء، ولا بد ان يقف احد ما ويضع النقاط على الحروف، ويقول بصوت عال لرئيس البرلمان او السادة النواب ان هذا الامر خطأ». وتضيف ان ما يحدث اليوم لم تره امي او جدتي من قبل». مشيرة الى اعتراض النائبات بالاحتجاج او تقديم الاستجواب ضد ما يحدث لبنات جنسهن من تهميش او عنف احيانا. وكشفت السيدة شكرية وهي من عرق البشتون وتسكن في فيلا فخمة في حي وزير اكبر خان على بعد عدة امتار من قصر الملك الراحل ظاهر شاه، (كانت «الشرق الاوسط» قد التقتها قبل ثلاثة اعوام ابان الحملة الانتخابية) انها ارسلت بناتها الثلاث مسكة وسارة وفاطمة لتلقي التعليم في احدى الدول الاوروبية بعد تلقيها معلومات رسمية من الداخلية الافغانية انها باتت هدفا للانتحاريين من طالبان ومافيا المخدرات بسبب تقديمها اكثر من استجواب عن سبب استفحال زراعة الخشخاش في اراضي افغانستان وضعف الحكومة على الارض في مواجهة فلول عناصر طالبان.
وتعتبر المخدرات التي تعاني منها أفغانستان في وادي نهر هلمند باقليم هلمند في جنوب البلاد أزمة حقيقة اليوم. وتعد افغانستان أكبر منتج للافيون في العالم. والهيروين الذي يتم الحصول عليه منه ينتشر في شوارع المدن بأنحاء العالم. وتزايد الانتاج منذ الاطاحة في عام 2001 بحركة طالبان من السلطة. وكانت الحركة حظرت الافيون في نهاية حكمها.
واستغلت عصابات المخدرات حالة انعدام الامن وضعف الشرطة أو عدم وجودها بالاساس والفساد المتفشي بجانب الاحجام عن تعقب شخصيات بارزة متورطة في تجارة المخدرات غير أنها تدعم الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد طالبان.
وتقول شكرية انها بالفعل تخاف على بناتها من انتقام هؤلاء الخارجين على القانون. الا انها اكدت انها تحتسب عمرها في سبيل الله من اجل الوطن والشعب الافغاني. وقالت ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» انها رفضت الحراسة الخاصة الممنوحة لاعضاء البرلمان وتتنقل مع سائقها الخاص من منزلها الى البرلمان الافغاني في منطقة كارتيه سي بغرب العاصمة كابل». واشارت انها لم تغير من نمط حياتها بعد تلقيها تحذيرا بخطاب رسمي من الداخلية الافغانية قبل اربعة شهور، سوى انها ارسلت بناتها الى احدى الدول الغربية». واوضحت ان المعلومات التي تسلمتها من الحكومة بناء على معلومات استخباراتية تقول انها هدف للانتحاريين». واعربت عن اعتقادها ان من يهدد حياتها قد يكون تجار المخدرات او طالبان او الاصوليين». وقالت هناك الكثير من القضايا الملحة مثل الامن في الشارع الافغاني، والسؤال الملح الذي لا يتوقف اين تذهب المساعدات الاجنبية على ارض الواقع فالشوارع كما هي منذ سقوط طلبان قبل سبع سنوات، ومشاكل الاقتصاد والبطالة تتفاقم وحالات الناس المادية تتدهور من سيئ الى اسوأ». وتضيف «هناك كثير من المسميات يزعمون انها تحققت مثل الديمقراطية وحقوق الانسان في هذه الادارة الجديدة ولكننا مازلنا بعيدين عنها». وقالت ان هناك نقصا في التنسيق بين دول التحالف التي تساعد افغانستان على النهوض من عثرتها، وقالت: نريد ان نرى الانجازات على ارض الواقع على مجالات الصحة والتعليم والطرق. وأشارت الى ان معظم الدعم المالي الذي يدفع من المجتمع الدولي يذهب الى جيوب مؤسسات المعونة العاملة في افغانستان والى العمليات العسكرية، ولكننا لا نرى شيئا من الاصلاحات على الارض. ودللت على ما تقوله بان احدى المنظمات الدولية اجرت استطلاعا واكتشفنا ان كل دولار يدفع في افغانستان يذهب منه 11 سنتا فقط الى الشعب الافغاني». وقالت ردا على سؤال من «الشرق الاوسط» ان كثيرا من الانجازات ايضا تحققت مثل انخراط 6 ملايين تلميذ في المدارس وتوفير 50 الف وظيفة للمدرسات، لكنها قالت ان المدارس ينقصها الكثير من الكراسي والكتب واجهزة تدفئة ومقاعد. وقالت السيدة شكرية التي تتحدث الانجليزية بطلاقة انها اكتسحت دائرتها الانتخابية امام زوجها الذي كان مرشحا في نفس الدائرة بالعاصمة كابل وكذلك رئيس الوزراء السابق احمد شاه زي وهو من قدامى المجاهدين وكلاهما خسر الانتخابات، وكذلك عدد من الوزراء من بينهم وزير الثقافة السابق شاكري، وقالت ان زوجها عبد الغفار داوي انفق في الانتخابات نحو نصف مليون دولار على الدعاية الانتخابية فيما انها انفقت 3 الاف دولار فقط لا غير، الا انها اكتسحت الدائرة امام المخضرمين من منافسيها الرجال. وقالت انه من المهم ان يصدقك الناس، وانك بالفعل تعمل لصالحهم وتسعى لحل مشاكلهم، ولن تنساهم بمجرد ان تصل الى قبة البرلمان». واكدت ان الناخبين في دائرتها الانتخابية يعرفون انها مخلصة وأمينة وقوية من اجل الدفاع عن حقوقهم، وقالت ان ذلك جزء من تكوين شخصيتها العامة، وقد نذرت نفسها وحياتها من اجل هؤلاء الفقراء. وأوضحت انها لن ترشح نفسها في الانتخابات المقبلة 2010 ولكن ستدشن حركة اجتماعية سياسية من اجل انقاذ بلدها، وقالت انها تعبت لان تشعر ان الاغلبية من النواب الرجال ضدها لانهم من البداية لا يريدون ان يستمعوا اليها». واشارت الى ان ايامها موزعة بين الحضور والمشاركة في الجلسات او الذهاب الى مقرها الانتخابي، مشيرة الى ان كثيرا من ابناء دائرها الانتخابية يذهبون الى منزلها يطلبون مساعدتها في قضاء حوائجهم الخاصة، وهي تسعد بالفعل بذلك. ولامت السيدة شكرية الدول العربية والاسلامية التي نست اخوانها في الدين، وقالت لا نعرف ماذا حدث لاخواننا العرب، ففي الشتاء الحالي الذي مازالت اثاره من الثلج موجودة في المقاطعات الشمالية وزمهريره الذي يضرب شوارع العاصمة ليلا، ومات بسببه اكثر من الف افغاني، وبترت اصابع العشرات من الاطفال، واضافت ان العرب اشعر اليوم انهم لا يريدون مساعدتنا او الوقوف معنا كاخوة في الدين والانسانية التي تجمعنا، فقد جاءت الينا المساعدات من الغرب من ايطاليا والمانيا واميركا، ووزعت البطاطين القادمة من اوروبا على الفقراء والمحتاجين من الافغان، ولكن اين العرب اخواننا في الدين الواحد». وبالنسبة لتصاعد مد حركة طالبان الاصولية وتهديدها بمزيد من العنف، قالت شكرية: اننا نريد ان نسأل الرئيس كرزاي او الرئيس بوش من هم «الطلبة» اولا، لانهم ليسوا جميعهم من الافغان، وهناك بينهم اوزبك وشيشان وعرب وكثير يريدون استمرار الحرب على ارض الافغان» واضافت شكرية مثل باقي كثير من الساسة الافغان الذين التقتهم «الشرق الاوسط» خلال زيارتها الى العاصمة كابل ان المخابرات الباكستانية هي الممول الرئيسي والمساند للحركة الاصولية منذ البداية وحتى اليوم. شكرية باركزاي عاقبتها طالبان بالجلد ورأست تحرير أول مجلة نسائية
* ولدت شكرية باركزاي عام 1972 ونشأت في العاصمة الأفغانية كابل لأسرة بشتونية موسورة الحال. التحقت بكلية العلوم قسم الجيولوجيا في جامعة كابل، واضطرت إلى قطع دراستها بسبب دخول المجاهدين إلى كابل والحرب بينهم وبين الحكومة الشيوعية ومن ثم الحرب بين أحزاب المجاهدين المختلفة. تزوجت من عبد الغفور داوي وأنجبت منه 3 بنات. قررت النضال ضد طالبان بعد أن عاقبوها بالجلد عام 1999، بسبب خروجها إلى الشارع مع جارة لها إلى المستشفى، العقاب بالجلد دفعها إلى البكاء ليومين ومن ثم قررت أن تبدأ في تعليم البنات الأفغانيات القراءة والكتابة عبر مدارس منزلية سرية. بمجرد سقوط نظام طالبان قامت بالإنفاق من جيبها الخاص لافتتاح أول جريدة اسبوعية موجهة إلى المرأة الأفغانية وهي «آينه زن» أو مرآة المرأة. حصلت عام 2004 على جائزة الصحافة الدولية بسبب رئاستها تحرير الجريدة الأسبوعية التي تطبع 3000 نسخة. وتقول شكرية ان عام 2002 يمثل نقلة نوعية بالنسبة للمرأة الافغانية، بعد سقوط حركة طالبان، بات بامكان المرأة الافغانية ان تذهب الى التعليم دون خوف او رقيب، وفي هذا العام اسست مجلة « مرآة المرأة» والتي باتت بمثابة نافذة من الحرية على هموم المراة الافغانية». وتتذكر شكرية اليوم الذي وزعت فيه اول اعداد من مجلتها في العاصمة كابل واربع ولايات محيطة وهي يوم 2 فبراير (شباط) 2002. وتضيف: لقد تلقينا دعما غير محدود من كل من وصلت اليه الجريدة. شاركت في لجنة صياغة الدستور الأفغاني الجديد، وفي مؤتمرات اللويا جيرغا الأفغانية لتفويض الحكومة ثم الحكومة الانتقالية، كما ترشحت كمرشحة مستقلة في الانتخابات التشريعية الأفغانية عن دائرة كابل، وهي الآن نائبة في البرلمان الأفغاني.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:10 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الرابعة) ـ يونس قانوني رئيس البرلمان الأفغاني: العرب ليسوا «القاعدة» أو بن لادن الذي أساء الى أفغانستان
قال إن المجاهدين مهمشون في الحكومة.. رغم سيطرتهم على 90 % من مقاعد البرلمان
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةيونس قانوني رئيس البرلمان الأفغاني بجانب مراسل («الشرق الأوسط» )نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةلوحة على الدرج الرئيسي داخل البرلمان قبل مكتب قانوني تعرض قادة البرلمان السابقين
كابل: محمد الشافعي
محمد يونس قانوني بن محمد يوسف، رئيس البرلمان الأفغاني، من قادة المجاهدين السابقين، عمل مع أحمد شاه مسعود رئيس التحالف الشمالي في المجال الثقافي والإعلامي والتدريبي والسياسي، وعمل وزيرا للداخلية من بداية الفترة الانتقالية مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، ثم استقال من وزارة الداخلية وعين وزيرا للتعليم، وتحول الى خصم للرئيس كرزاي في الانتخابات الرئاسية الماضية قبل ان يتولى رئاسة البرلمان الأفغاني الحالي. ويعتبر قانوني، خريج كلية الشريعة بجامعة كابل عام 1980، الذي يجيد الحديث بلغة الضاد بطلاقة من ابرز قادة المجاهدين الافغان والذي ما زالت تربطه علاقات وثيقة وحميمة بالعرب، وأثنى بشدة على اساتذته العرب بجامعة كابل مثل الأستاذ فتح الله والأستاذ احمد وهو مصري من الاقصر. ويقول قانوني «ان العرب ليس هم «القاعدة» أو بن لادن الذي اساء الى افغانستان ، بل هم الذين وقفوا معنا في سنوات الحرب ضد الروس». ومازال الشيخ قانوني يصر على انه لا ينسى اساتذته ومشايخه من العرب الذين تأثر بهم مثل الشيخين عبد الله عزام الزعيم الروحي لـ«الافغان العرب»، والشيخ محمود الصواف. وقال انه ما زال يتذكر الشيخ الصواف في الحرم الشريف وهو يدعو الى دعم المجاهدين ضد الروس من دون تحيز لمنظمة او اخرى، وزار الشيخ الصواف المجاهين في معسكراته في باكستان، وهو شخصية كاريزمية كانت قادرة على الاقناع. يسرت توصية خاصة من الشيخ عبد الله انس، ابرز قدامي العرب الافغان والمقيم حاليا في لندن، واخرى من ناشط حقوقي، الأمين العام السابق للإخوان في الغرب، والدكتور كمال الهلباوي، لقاء «الشرق الأوسط» مع الشيخ قانوني في مقر البرلمان المحاط باجراءت امنية مشددة، في حي كارتية سيه بغرب العاصمة كابل. وفي مكتبه الذي كان يزدحم بقادة القبائل واعضاء اللويا جيركا كان الحديث مع قانوني تحت لوحة قرآنية ضخمة كتبت بالخط النسخي قرأها بنفسه، وقال إنها آية كريمة أثيرة الى قلبه تقول: «بسم الله الرحمن الرحيم وإن يكاد الذين كفروا لا ليزلقونك بأبصارهم، لما سمعوا الذكر، ويقولون إنه لمجنون، وما هو إلا ذكر للعالمين». وجاء الحوار على النحو التالي:
* على الأرض، ماذا يحدث في أفغانستان.. نسمع عن معونات أجنبية تدفع بالمليارات.. ولكن الحكومة فشلت في نزع السلاح ومكافحة زراعة المخدرات المستشرية في هلمند ولشكرجاه؟ ـ أنا لست راضيا عما يجري في بلادنا، فبعد ست سنوات ما زلنا في حالة حرب مرة أخرى، وذلك بالرغم من الدعم الشامل والسخاء من قبل المجتمع الدولي، ولكن مع الأسف لم تستطع الحكومة ان تستفيد من هذه المعونات المالية. وبعد ست سنوات ما زلنا نعاني من تزايد زراعة الخشخاش ووتيرة الإرهاب في تصاعد الى جانب الفساد الإداري المستشري، ومعنى ذلك ان الحكومة لم تستطع القضاء على هذه التحديات والآفات خلال ست سنوات، اي منذ سقوط طالبان حتى اليوم.
والدليل الحي على ذلك هو ضعف الحكومة في افغانستان، بل أستطيع ان اؤكد ان الحكومة فشلت في معالجة اكبر المشاكل التي تعاني منها البلاد التي مزقتها الحروب. أما بالنسبة للوضع الأمني في افغانستان فانه يتدهور يوما بعد يوم وتجارة المخدرات ارتفعت مقارنة مع العام السابق ولم يتم جمع اسلحة او اعادة بناء البلاد على الرغم من الدعم الدولي المبذول.
* هل المجاهدون الافغان مهمشون داخل الحكومة اليوم ، رغم مايقال انهم يسيطرون على 90 في المائة من مقاعد البرلمان ؟ ـ كما تعلمون ان الجهاد كان ولا يزال صفحة ذهبية ناصعة في تاريخ افغانستان، ونحن الآن في مرحلة جديدة هي مرحلة ما بعد الجهاد، ويجب قول الحق ان معظم المجاهدين مهمشون داخل اروقة الحكومة، رغم ان اغلبيتهم في مجلس الشورى (البرلمان) من المجاهدين، وهناك سعي لتجنب اعطائهم مناصب في محور السلطة، ولا شك ان هؤلاء المجاهدين قاتلوا ضد الروس واسقطوا الاتحاد السوفياتي السابق، وكانوا ضد الارهاب اثناء سيطرة حركة طالبان، ولعبوا دورا بارزا في تحرير هذا البلد، اما في المرحلة الحالية اليوم فهناك الفكرة الأصلية وهي الاعتماد على غير المجاهدين، لكن المجاهدين يؤمنون بالمشاركة بين كافة طوائف الشعب، وهناك فكرة في بعض اروقة الحكومة تدفع الى تهميش المجاهدين بعيدا عن السلطة، وأعتقد ان هذا الأمر خطأ فاح لان المجاهدين وافقوا على الاسئلة وقبلوا ما تريده الحكومة، واعتقد ان فكرة تهميش جهات معينة هي تجربة مرة، ولكني اعتقد بصفتي مجاهدا وأترأس مجلس الشورى. لا بد من اتخاذ خطوات ايجابية، لأن الشعب منقسم على جهات سياسية، ففيهم شيوعيون سابقون، ومجاهدون وطلبة علم وغيرهم، واذا اردنا ان نكون شعبا افغانيا فعلينا ان نصهر هؤلاء في بوتقة واحدة تصب لصالح الوطن، على مبدأ المشاركة الشعبية.
* هل القتال المستمر ضد عناصر حركة طالبان هو الحل الوحيد الذي سيعيد الامن والاستقرار الى شوارع أفغانستان.. ام المصالحة مع العناصر المعتدلة من الحركة الاصولية؟ ـ أعتقد ان حركة طالبان هي واجهة لجهات اكبر منها، والطريق للحل هو تغيير الاستراتجية في التعامل مع تلك الحركة، وأستطيع القول ان حركة طالبان تنقسم الى قسمين، قسم يعتقد بوجوب اسقاط النظام القائم عن طريق العمليات العسكرية، وليس امامنا سوى المقابلة بالمثل مع هؤلاء، وقسم يعتقد بالمصالحة ويقبل الدستور القائم في افغانستان، وهؤلاء اختيارهم عقلاني ويجب دفعهم في هذا الاتجاه.
* ممن تستمد حركة طالبان قوتها وعافيتها منذ نهاية 2001 وحتى اليوم؟ ـ أستطيع القول ان المنبع الرئيسي لإمداد ودعم طالبان هو باكستان، وهذا الأمر ليس جديدا، وفي نفس الوقت هناك مجموعة من الشعب غير راضية عن اداء الحكومة لسبب أو لآخر، فتنضم الى طالبان، والحركة الاصولية تستفيد من هذا الخلل الحاصل على ارض الواقع بين الشعب والحكومة. وعندما نقارن بين طالبان والقوات الموجودة في افغانستان، يجب الاعتراف بأن طالبان ضعيفة جدا بالنسبة لقوات التحالف الدولي الموجودة على ارض افغانستان، والسر في استمرار طالبان بهذا الزخم العسكري والتهديد هو ضعف الحكومة الحالية».
* هل يمكن التفاهم والتصالح مثلا مع الملا محمد عمر حاكم الحركة المخلوع؟
ـ من الصعب التفاهم مع الملا عمر، ويمكن القول ان الزعامة لدى طالبان ليست واحدة، والملا عمر لا يسيطر على الحركة سيطرة تامة فهناك زعامات اخرى، ولكنه يسيطر على مجموعة خاصة، إضافة الى أن هناك جماعات اخرى.
* هل سترشح نفسك في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2009؟ ـ حتى الآن لم أتخذ اي قرار في هذا المجال، والقرار الوحيد الذي اتفقنا عليه، هو أننا سنرشح بالاتفاق مرشحا واحدا عن الجبهة الشعبية.. فمن سيكون؟ الله اعلم.
* هناك من يشيع بأنكم، الشعب والحكومة، الحالية تكرهون العرب، بسبب ما فعله اسامة ابن لادن من تدبير مقتل احمد مسعود قبل هجمات سبتمبر بيومين ثم إشاعته الإرهاب العالمي؟ ـ العرب ليسوا كلهم «القاعدة» أو أسامة بن لادن، والشعب الأفغاني يعرف أن «القاعدة» شيء والعرب شيء آخر، وهذه الفكرة أو الإشاعة عن أن العرب هم «القاعدة» غير صحيحة على الاطلاق، وافغانستان بصفتها دولة اسلامية، والشعب الأفغاني بصفته شعبا مسلما، يحترمون العرب ويقدرونهم منذ بداية سنوات الجهاد وحتى اليوم، ونحن بيننا وبين العرب دين وثقافة مشتركان، لكن هناك اخطاء وافعالا ارتكبتها «القاعدة» شوهت صورة اخواننا العرب، ولكن الشعب الأفغاني لا ينظر الى العرب من منظار «القاعدة».
* ما المستقبل بالنسبة لأفغانستان من وجهة نظركم اليوم؟ ـ بالرغم من انني قلق على الأوضاع الراهنة في بلدنا اليوم، الا انني متفائل بالخير، وقلقي ناتج عن ان الحكومة الافغانية لم تستطع انتهاز الفرصة الذهبية، التي مهدت لها طيلة السنوات الست الماضية عبر الدعم الأممي، ماديا واقتصاديا وسياسيا، فلم نستفد من هذا الدعم بالكامل وهذا يسبب القلق. أما التفاؤل بالخير في المستقبل، من باب تفاءلوا بالخير تجدوه، فهو يعود الى ان الدعم الدولي لبلادنا ما زال مستمرا، والفكرة الايجابية لدى النخب السياسية ما زالت موجودة، لكن ان لم يحدث تغيير في الانتخابات المقبلة، فستستمر المشاكل على ما هي عليه، وان جاء تغيير ايجابي فسيكون هناك الخير ان شاء الله.
* هل تعتقد أن القوات الأجنبية ستخرج من أرض أفغانستان ذات يوم؟ ـ لا شك في أن القوات الدولية ستخرج بعد استتباب الامن والاستقرار، لأنها جاءت من اجل هذا الأمر، وبسبب التدخلات في شؤوننا الداخلية من قبل دول الجوار، واذا حل السلام والاستقرار ووصلت الحكومة الى الكفاءة الذاتية، فان القوات الدولية ستغادر هذا البلد.
الشيخ قانوني في سطور * من مواليد عام 1958 في ولاية بانشير، وخريج المدرسة الدينية (مدرسة أبي حنيفة) في كابل، ثم التحق بكلية الشريعة بجامعة كابل وتخرج منها. عمل مع أحمد شاه مسعود في المجال الثقافي والإعلامي والتدريبي والسياسي. عمل وزيرا للداخليــة من بدايــة الفترة الانتقاليـــة مع حامــد كرزاي، ثم استقال من وزارة الداخليــة وعين وزيــرا للتعليم. وحين أسقط كرزاي اسم المارشال محمد فهيم من قائمته تحولت لهجة قانوني تجاه كرزاي من المدح إلى النقد، ورشح نفسه من قبل كتلة «النهضة الوطنية»، واختار لنيابته تاج محمد وردك، أحد الشخصيات الإدارية المعروفة، والسيد عالمي بلخي، أحد علماء الشيعة الاثنى عشرية، ويعتبر من المنافسين الأقوياء لكرزاي. وقانوني شخصية دينية محافظة، وينظر اليه على انه المنافس الأول للرئيس كرزاي بسبب الدعم الذي يلقاه في مناطق رئيسية في شمال افغانستان وقدرته على التكلم بلغة البشتون الجنوبية.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:11 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الخامسة) ـ البروفيسور برهان الدين رباني الرئيس الأسبق لحكومة المجاهدين الافغان لـ «الشرق الأوسط» القتال لن يحل مشاكل أفغانستان.. ومركز صناعة القرار ليس في يد الحكومة
قال إن حركة طالبان يمكن اختراقها من جهة الحوار مع المعتدلين
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةبرهان الدين ربانينقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةدورية عسكرية لقوات الناتو في احدى القرى الافغانية («الشرق الأوسط»)
كابل : محمد الشافعي
البروفيسور برهان الدين رباني هو ثاني رئيس لدولة المجاهدين في كابل بعد سقوط الحكم الشيوعي فيها في أبريل (نيسان) 1992، خرج من كابل في 26 سبتمبر (ايلول) 1996 على يد حركة طالبان. ظل يتنقل في ولايات الشمال التابعة له. وهو يعتبر أحد أبرز زعماء تحالف المعارضة الشمالي من السياسيين والمعارضين لطالبان. وهو اليوم يقود «الجبهة المتحدة لانقاذ افغانستان»، وعضو فاعل في البرلمان ويشرف على محطة تلفزيونية وليدة اسمها «النور» وهي قناة اسلامية على غرار محطة «أقرأ»، والقناة الوليدة بالبشتو والداري، وقد بدأت بثها التجريبي، وهدفها التصدي كما يقول الشيخ رباني للهجمة الثقافية الغربية الشرسة على ارض الافغان. ويعمل الشيخ رباني ايضا على توسيع سلسلة مدارس اسلامية للبنات نواتها مدرسة السيدة فاطمة الزهراء في العاصمة كابل، بهدف تربية جيل من الفتيات على الفضيلة والاخلاق الاسلامية، بعيدا عن نواحي الحياة الغربية التي تكتسح مظاهر الحياة في العاصمة كابل. ورباني من مواليد 1940 في مدينة فيض آباد مركز ولاية بدخشان. ينتمي إلى قبيلة اليفتليين ذات العرقية الطاجيكية السنية. التحق بمدرسة أبي حنيفة بكابل، وبعد تخرجه من المدرسة انضم إلى جامعة كابل في كلية الشريعة عام 1960، وتخرج منها عام 1963، وعُيِّن مدرسا بها. في عام 1966 التحق بجامعة الأزهر وحصل منها على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية عاد بها إلى جامعة كابل ليدرس الشريعة الإسلامية. واختارته الجمعية الإسلامية ليكون رئيسا لها عام 1972. وفي عام 1974 حاولت الشرطة الأفغانية اعتقاله من داخل الحرم الجامعي، ولكن نجح في الهروب إلى الريف بمساعدة الطلبة. ويتذكر الشيخ رباني الذي يتحدث العربية بطلاقة، باجلال اساتذته المصريين في الفقه والشريعة وعلوم الدين، مثل الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الازهر الراحل، الذي نصحه بدراسة شخصية العالم الافغاني اللغوي عبد الرحمن جامي كمدخل لرسالته للدكتوراه، واستاذه في الفقه عبد الله عطوة، والشيخ الصواف». وتحدث عن ذكرياته في شوارع القاهرة، وكان عمره وقتها 28 عاما، واشار الى انه زار القاهرة منذ عدة ايام على رأس وفد برلماني افغاني للمشاركة في اجتماعات البرلمان الاسلامي. ومنذ الاحتلال السوفياتي لأفغانستان عام 1979 كان برهان الدين رباني مشاركا في أعمال المقاومة ضد السوفيات التي عرفت باسم «الجهاد الأفغاني» وكانت قواته أول القوات التي تدخل كابل بعد هزيمة الشيوعيين فيها. وتحدث رباني عن حركة طالبان وكشف للمرة الاولى ان الملا عمر لا يحكم قبضة من حديد على الحركة بالكامل، ويمكن اختراقها من جهة القادة المعتدلين فيها لاجراء حوار معهم من اجل اعادة الامن والاستقرار الى ربوع البلاد. وقال طالبان ليست عينة واحدة، ففيهم المتطرف والمتشدد وفيهم أناس يمكن التفاهم معهم، وأرى أنه حل المشكلة، ليس بالقتال، لا بد أن نبحث عن طريق التفاهم والحل السياسي». «الشرق الاوسط» زارته في مقر اقامته الخاصة وهي عبارة عن فيلا فخمة يحرسها مقاتلون اشداء من وادي البانشير في شارع مغلق على عدد قليل من الفلل، في حي وزير اكبر خان الذي توجد فيه كثير من السفارات الغربية، وكان في عهد طالبان الحي المفضل لسكن الافغان العرب، وكان يعرف باسم حي «سويسرا العرب». وجاء الحوار مع البروفيسور رباني على النحو التالي:
* هل الجبهة المتحدة لانقاذ افغانستان التي تتولون رئاستها ما زالت مستمرة حتى اليوم؟
ـ مستمرة والحمد لله ولن تتوقف من اجل العمل لاعادة الامن الى افغانستان».
* لماذا لم تتمكن حكومة الرئيس كرزاي من فرض الامن والنظام على شوارع افغانستان رغم المساعدات المالية التي تتلقاها من الغرب؟
ـ الخطة التي وضعت في بون لانقاذ افغانستان بعد سقوط طالبان، كانت خطة ناقصة اتخذت على عجالة بدون تفكير حقيقي في كل الجوانب، علما انني كنت اصر حينذاك ان يكون هناك لقاء في بون ومشاورات دون اتخاذ قرارات حاسمة لانها يجب ان تكون على ارض الواقع في افغانستان، ولكن التسرع كان من اجل مسميات الحرب على الارهاب، وكنت اقول لهم يجب ان نأتي الى كابل للتباحث في مصلحة الشعب الافغاني، ثم يجب علينا بعد ذلك ان نتخذ القرارات بالتأني، ولكن القرارات كانت على عجالة، وكان التفكير ينصب على ضرب الارهاب العالمي من دون ايجاد حلول لمشاكل الشعب المزمنة، والنتائج في مجملها لم تكن على الوجه المطلوب، وجاءت على مزاج من اتخذ تلك القرارات. وكما تعلمون القضايا الاجتماعية اذا لم تراع الظروف الموجودة لابناء الشعب لا تكون النتائج سليمة، والذين اتخذوا تلك القرارات كانوا يفكرون في كيفية ازاحة الرموز والوجوه القديمة، ليس طالبان فحسب ولكن رموز المجاهدين ايضا، الذين كانوا يقاومون طالبان ايضا، وقادة المجاهين الافغان الذين قاوموا الروس، وكانوا سببا في الاطاحة بالنظام السوفياتي وهزيمة الجيش الروسي في افغانستان. وكان هناك اتجاه ان يأتوا بكل شيء جديد من طواقم سياسية الى الطواقم الامنية، لا بد ان تكون وجوها جديدة، وهذه الطواقم جاء بعضها من الارض ولم يكن لها علم بارض شعب افغانستان، ولم يكن لديهم قبول من الشعب الافغاني. اما الطاقم الامني فلا يعرف الارض والوديان وسهول الافغان، والشعب الافغاني لا يقبل الاجنبي مهما كان تحت اية ظروف، ثم اعادوا تعديلات على الدفاع والداخلية، وكل شيء يجمعونه على مزاجهم الخاص، وكانت الجهود المبذولة هباء مبثورا». اما الرئيس كرزاي فقد جاء بوفاق دولي، وكان الواجب ان يكون هناك تدرج، وبعدها يجب ان تتخذ قرارات، بناء على الواقع الموجود على الارض ولكن الامور صارت على النهج الذي كانوا يفكرون به من الخارج وليس على الطريقة التي يرضى بها الشعب الافغاني من الداخل».
* هل عادت العافية الى حركة طالبان. ومما تستمد قوتها؟ ـ ليست القوة قوة طالبان بل ضعف الحكومة الحالية، ثم تصرفات القوات الاجنبية ضد الشعب الافغاني والخلل الموجود في الحكومة، كان سببا لان يدفع شباب الافغان الى الانضمام الى صفوف طالبان، اي ان طالبان نجحت في تجنيد ابناء الشعب بسبب الخلل الحاصل على الارض، والذين يقاتلون ليس كلهم طالبان.
اما بالنسبة لامداد طالبان بالسلاح فمما لاشك فيه هناك جهات مختلفة من الخارج والداخل والدول المجاورة والصراعات الدولية موجودة، وهناك اخرون من يريد ان يقاتل عدوه ليس على ارضه ولكن على ارض الافغان، لا أريد ان اسمى احدا لكن هناك جهات مختلفة، والجميع ليس على قلب رجل واحد.
* هل يمكن مقارنة الوضع في افغانستان .. بما يحدث في الشارع العراقي اليوم؟ ـ في افغانستان لاشك ان القوات الاجنبية جاءت بقرار دولي اما في العراق، فلم يكن بقرار دولي انما الاميركيين ذهبوا الى هناك بقرار منفرد اتخذوه بانفسهم، بعد ان بحثوا عن ذريعة للتدخل في العراق، اما في افغانستان، فان الدول الاسلامية، شاركت واتفقت على التدخل ايضا في افغانستان.
* نسبة كم من الشعب قريبا يؤيدون من وجهة نظركم التواجد الاجنبي في افغانستان؟
ـ حسب اعتقادي، الاغلبية من الشعب الافغاني لا يؤيدون الوجود الاجنبي على ارض بلادهم، والذين يقولون لا بأس من وجود تلك القوات، اي اشبه بتناول الدواء المر، اي يقولون حتى نستطيع ان نبني قوات الامن والجيش اي حتى لا يحدث فوضى في الشارع، وربما بنسبة 20 في المائة يوافقون على بقائها لفترة محدودة.
* هل تعتقد ان القوات الاجنبية ستخرج يوما من الاراضي الافغانية؟
ـ الشعب الافغاني لن يسمح ان يكون الى الابد تحت رحمة قوات اجنبية داخل اراضيه، وفي نهاية الامر ولو طال الزمن ستتولى الحكومة الافغانية شؤون الامن والدفاع».
* هل العمل العسكري هو الذي سيعيد الامن والسلام الى اراضي الافغان ام دعوات الحوار والمصالحة؟
ـ دعوات الحوار والمصالحة ضرورية جدا، لانه بالقتال لا يمكن حل القضايا العالقة، وكلما اشتد القتال، على الجانب الآخر تتسع فكرة الثأر والانتقام، وهذه طبيعة الشعب الموجودة على الارض، والتي عهدناها من ظروف التاريخ التي مرت بنا.
* هل يمكن التفاهم والتحاور مع العناصر المعتدلة من طالبان؟ ـ اصر على الحوار وانادي به دائما، لانه كلما استمر القتال يكثر الضحايا، وهناك ابرياء من ابناء الشعب يضيعون هدرا كل يوم، ولا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب المجنونة. وفي داخل طالبان المتطرف والمتشدد فيهم أناس ممكن التفاهم معهم، فأنا أرى أن حل مشكلة أفغانستان ليس بالقتال، لا بد أن نبحث عن طريق التفاهم والحل السياسي هو الاجدى.
* باعتقادكم .. هل يمكن التفاهم مثلا مع الملا عمر؟
ـ انا اعتقد ان وضع الملا عمر ليس مثل السابق، من جهة احكام قبضته على الحركة اي انه ليس القوة المسيطرة على جميع الامور في طالبان اليوم، مثلما كان في السابق، ويمكن اختراق طالبان من جهة اجراء حوار مع المعتدلين، وهؤلاء وآخرون يستطيعون قلب الموازين لصالح الامن والسلام».
* اذا رجعنا الى الوراء من وجهة نظركم هل ساعدت دول إسلامية حركة طالبان ضد قوات التحالف الشمالي؟ ـ معلوم صراحة ان باكستان كانت تساعد طالبان، وكانت باكستان تسعى الى جر بعض الدول العربية، وفي الخليج لمساعدة طالبان، ولكن الظروف التي كانت حينذاك سببا في استمرار بعض الدول الى الوقوف حلف طالبان».
* لماذا كان الموقف مشوش في بعض الدول العربية ضد جبهة التحالف الشمالي؟ ـ السبب يعود الى الدعايات السيئة التي لحقت بالجبهات الجهادية في الشمال، حتى في الايام الاولى كان بعض الاخوة من المجاهدين، كانت رسالتهم ان يعملوا دعاية مغرضة ضد الجبهات الجهادية في الشمال في حين ان اقوى تلك الجبهات كانت في الشمال ضد الروس، والثقل كله كان في الشمال من جهة الترسانة الروسية، وبعد الانتصار على الروس اشتدت الدعايات ضد جبهة الشمال وبعض الاخوة العرب لم يتحققوا من الغرض من تلك الدعايات، واخطأوا خطأ كبيرا بمساعدة حكمتيار والوقوف الى جانب طالبان في وقت لاحق.
* لماذا نجحت طالبان في منع زراعة المخدرات .. واليوم تزدهر صناعة الافيون في هلمند لدرجة ان بعض الاحصائيات تقول ان 50 في المائة من الانتاج العالمي من الافيون يخرج من الاراضي الافغانية؟ ـ مافيا المخدرات الدولية موجودة الان في الاراضي الافغانية، وهناك لها قواعد في الداخل، ثم ان المواجهة ومكافحة المخدرات لا تتم بصورة جدية، ولكن طالبان تشجع الناس اليوم على زراعة الافيون لانها تستفيد من حاصلات الافيون في حربها ضد الحكومة، والمزارعون يدفعون لهم ايضا اتاوة وتبرعات».
* هل اساء ابن لادن والعرب الى افغانستان من خلال ما ارتكبوه من انتهاكات بحق الشعب في عهد حركة طالبان؟ ـ لا أعتقد ان العرب هم السبب في كل ما جرى، بل كانت هناك مؤامرة دولية، علما ان هناك جهات في اميركا كانت تشجع وتساعد طالبان، في صحفها وداخل اروقة الحكومة كانوا يعتبرون طالبان «المسلمون التقليديون»، في مواجهة الاصوليين المجاهدين، لان طالبان لم تكن تعارض الغرب، وكانوا يطالبون الدول العربية والخليج بمساعدة طالبان».
* مركز صناعة القرار في افغانستان في يد من اليوم؟ ـ صناعة القرار اليوم كلها ليست في يد الحكومة، ولاشك ان الدول التي تساعد افغانستان لها الكلمة الاولى في صنع القرار، اي ان اميركا لها دور كبير في اتخاذ القرارات في مجمل القضايا المختلفة.
* هل المجاهدون اليوم مهمشون وليس لهم اي دور في الحياة السياسية؟ ـ ليسوا مهمشين تماما بالمعنى العام ولكنهم موجودون في الحكومة وفي الجيش، ولكن ليس بالحجم الكبير، وكذلك هم موجودون في البرلمان بصورة كبيرة، ويسيطرون تقريبا على نحو 90 في المائة من مقاعد البرلمان.
* كيف تقضي يومك؟
ـ انا مشغول جدا، فاعمل في تدريس النظام السياسي الاسلامي لطلبة كلية الشريعة بجامعة كابل، واترأس اجتماعات الجمعية الاسلامية وكذلك انا عضو في البرلمان، واشرف على اجتماعات «جبهة انقاذ افغانستان»، واكتب في الجرائد والمجلات، واشارك في ندوات في الداخل والخارج واستقبل يوميا في منزلي العشرات من الزئرين، واحيانا حتى منتصف الليل، وانشأت مؤخرا قناة تلفزيونية اسمها «النور» وهي محطة اسلامية هدفها اعادة التوازن الى الشارع الافغاني في مواجهة هجمة الثقافة الغربية على بلادنا، ضد محاولات افساد الشعب الافغاني عبر القنوات الفاحشة، وهذه القناة الوليدة تحتاج الى الدعم من الاخوة العرب والمسلمين والمختصين في مجال البث المرئي الاسلامي، بالاضافة الى اشرافي على سلسلة من المدارس الاسلامية نواتها مدرسة فاطمة الزهراء في العاصمة كابل.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:12 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة السادسة ) ـ كريم خليلي لـ«الشرق الاوسط»: طالبان شرذمة قليلة وإلى زوال وهي المستفيد الأول من زراعة الخشخاش
نائب الرئيس الأفغاني: نواجه بضراوة قاتلا ثلاثيا.. الأفيون والفساد وطالبان
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةمحمد كريم خليلي نائب الرئيس حميد كرزاينقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةمواطنون من الهزارة في احدى قرى منطقة باميان
كابل : محمد الشافعي
قال محمد كريم خليلي نائب الرئيس حميد كرزاي، ان «الشعب الافغاني يواجه بضراوة قاتلا ثلاثيا يجب هزيمته على الأرض، وهو الافيون والفساد وطالبان»، واكد ان «طالبان الحركة الاصولية، التي سقطت نهاية عام 2001 الى زوال ولو طال الزمن».
واضاف هناك صلة أكبر في هلمند بين تجارة المخدرات وحركة طالبان والإرهاب. واوضح ان حركة طالبان التي منعت المخدرات قبل سقوطها هي المستفيد الاول من زراعة وتهريب المخدرات اليوم. وأكد نائب كرزاي إعادة بناء أفغانستان جديدة، وقال ان بلدنا طالما عانى الأمرين من الحروب والجرائم، في ظل وجود حركة طالبان وتنظيم «القاعدة»، الذي قتل الالاف من البشر ودمر المساجد والمباني، داعياً أبناء الشعب الأفغاني إلى التكاتف والتعاون في البناء وإعادة الإعمار. وتحدث عن حاجة أفغانستان اليوم إلى كافة أبنائها للمساهمة في البناء، مؤكداً أن الأفغان يريدون بناء وطنهم ويطمحون إلى علاقات قوية وحميمة مع العالمين العربي والإسلامي. وجاء لقاء «الشرق الاوسط» مع نائب رئيس الدولة الافغانية في قصر الحكم الذي كان من قبل مقرا لرئيس الوزراء، وهو قصر على الطراز الايطالي بناه الامير عبد الرحمن خان قبل اكثر من مائة عام. ويبلغ خليلي، رئيس منظمة الوحدة الشيعية، 57 عاما من العمر، وحزب الوحدة عبارة عن اتحاد توصلت إليه ثمانية أحزاب من الشيعة في مدينة باميان يوم 18 يوليو (تموز) 1989، وخليلي من قدامى المجاهدين ووزير مالية سابق، وكان من اشد المعارضين لحكومة طالبان. وهناك نائب آخر لرئيس الدولة هو احمد ضياء مسعود شقيق القائد احمد شاه مسعود قائد قوات التحالف الشمالي، الذي اغتالته عناصر «القاعدة» قبل يومين من هجمات سبتمبر (ايلول) 2001». وجاء لقاء «الشرق الاوسط» مع خليلي في قاعة فخمة تزدان بالثريات وخريطة ضخمة لافغانستان، بوساطة خاصة من الشيخ صديق تشاكري وزير الاعلام في حكومة المجاهدين والمستشار الاسبق للرئيس كرزاي، الذي قام ايضا بدور الترجمة من الداري الى العربية، وهو خريج الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة. وجاء الحوار على النحو التالي:
* هل انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2009 ستكون في موعدها؟ ـ نسعى جميعا، ان شاء الله، الى ان تكون في موعدها ولو حدث تعطيل او تأجيل ربما يكون في حدود الشهرين او الثلاثة أشهر، ولكن اذا خلصت النية فستكون في موعدها.
* هل ستقف في الانتخابات المقبلة مع الرئيس كرزاي، أم سيكون لك خيار آخر؟ ـ حتى الان لم اقرر، وكل شيء سيكون في حينه، والقضية المهمة هي اجراء الانتخابات في موعدها العام المقبل.
* ماذا قدمت للمناطق المركزية التي يوجد فيها الشيعة، وانت ممثلهم في رئاسة الدولة؟ ـ افغانستان دولة فقيرة للغاية خاضت نحو ثلاثة عقود من الحروب المتواصلة، وهي من الدول الأكثر فقراً في العالم الإسلامي، ثم إن أفغانستان تم تدميرها على مدى ثلاثين عاماً الماضية، وهي تفتقر إلى مؤسساتٍ حكومية قوية، كما تحتاج إلى عملية إعادة بناء كبيرة وهذه الأمور سوف تستغرق وقتاً، المناطق التي يوجد فيها الشيعة، مثل مزار شريف وباميان تعاني من الفقر والتهميش منذ سنوات، وهناك حسب الاحصائيات الرسمية نحو 6 ملايين افغاني تحت خط الفقر، ونحن نسعى الى رفع المعاناة عن كاهل الجميع، ولكن، الحمد لله، فان هذا الشعب نجح، على الرغم من الضغوط المفروضة عليه، في طرد الروس واسقاط الاتحاد السوفياتي السابق، ونجح ايضا في القضاء على طالبان. والشيعة لهم الان اسهم سياسية لم يمتلكوها من قبل، والان انا نائب رئيس الدولة. وهناك كثير من الجهود بذلت للتخفيف عن الشيعة، فهناك طريق من كابل الى باميان وآخر من مزار شريف الى باميان سيبدأ العمل فيهما قريبا، وقد اقمنا مدارس ومستشفيات ومصحات علاجية في القرى والمدن التي تعاني من الفقر والتهميش، ونتمنى المزيد والافضل لابناء هذا الشعب وليس الشيعة فحسب.
* هل انت راض عن الاوضاع في الشارع الافغاني؟
ـ لست راضيا تماما، ولكن هناك جهود تبذل بفضل مساعدات المجتمع الدولي الذي لم يتخل عن افغانستان.
* بعض الاحصائيات تقول ان المجتمع الدولي انفق 45 مليار دولار على الأمن والاستقرار في افغانستان خلال الاعوام الخمسة الماضية، ولكن ما نراه على ارض الواقع يشير الى غير ذلك؟ ـ حسبما اعرف معظم الاموال التي جاءت من دول التحالف لم تتسلمها الحكومة، بل تسلمنا شيئا يسيرا، لسنا مسؤولين عن مصادر الانفاق، ولا نعرف كيف انفقت تلك الاموال.
* مما تستمد طالبان عافيتها؟ ـ لقد شاركت في حرب «الجهاد» ضد الروس، وكان من الصعب على الروس، وهم قوة عظمى خلال 14 عاما هزيمة المجاهدين، لاننا كنا نشن ضدهم حرب عصابات، وتمكن المجاهدون في نهاية الامر من قهر الروس، وطردهم من الاراضي الافغانية، وطالبان اليوم شرذمة قليلة والى زوال باذن الله، وهم يحتمون بالمدنيين العزل ويسببون الخراب والدمار، أما سبب عافيتهم فيرجع الى ان طالبان تتلقى التمويل والتدريب من خارج افغانستان، ليس من دول، ولكن من حلقات من دول الجوار.
* هل تعتقد ان القوات الاجنبية ستخرج من افغانستان يوما ما؟
ـ القوى الخارجية بعد ان يستتب الامن والاستقرار وتخمد نار الحروب والفتن من قبل الارهابيين، لن يكون لها عذر في البقاء على اراضينا.
* ما تعليقكم على ما تقوله الاحصائيات من ان افغانستان تشهد اليوم اكبر حالة من الفساد الاداري؟ ـ الفساد الاداري موجود في كل دول العالم، ولكنني اعترف بان درجة الفساد الاداري في افغانستان مرتفعة ايضا، واعتقد ان الذي يعطي طالبان مزيدا من الحياة والاستمرارية هو الفساد الاداري المستشري في اروقة الحكومة، لكن الدولة صممت على مكافحة هذه الآفة بكل السبل، وقد يستغرق الامر بعض الوقت للقضاء على المفسدين في الارض، لان بعضهم يحتل مناصب عالية في الدولة.
* ما تعليقكم على تقرير استخباراتي اميركي يقول ان حكومة الرئيس كرزاي تسيطر فقط على 30 في المائة من اراضي الدولة؟ ـ سمعت بهذا التقرير، ولكني اعتقد انه غير حقيقي.
* اذا رشح الرئيس كرزاي نفسه في الانتخابات المقبلة لولاية ثانية هل تعتقد انه سيفوز؟ ـ اعتقد ان الرئيس كرزاي سيفوز لان له شعبية والناس تحبه.
* ما تعليقكم على امتناع الافغان عن زراعة المخدرات بعد فتوى من الملا عمر حاكم الحركة الاصولية تحرم زراعة الخشخاش، واليوم تبلغ نسبة الهيروين المنتج من ولاية هلمند بنحو 50 في المائة من الانتاج العالمي؟ ـ انها قضية معقدة للغاية، فهناك الفلاحون الذين لم يجدوا الزراعات البديلة، والارهاب ومافيا المخدرات وكلاهما يساعد على ازدهار تهريب المخدرات، وهناك مصالح وقواسم مشتركة بين كل هؤلاء، وطالبان على الطرف الآخر تستفيد من المناطق الموجودة فيها زراعة مخدرات، وتتاجر بالهيروين. نعم منعوا الناس من زراعة المخدرات ابان وجودهم في السلطة، ولكنهم اليوم هم المستفيد الاول من تهريب الهيروين. واصدقك القول اذا قلت ان الحرب على المخدرات والحرب على الارهاب وجهان لعملة واحدة، وما دام الارهاب موجودا ويهدد حياتنا فان زراعة الخشخاش ستظل موجودة ايضا. وعلى مدى مئات السنين كانت شبكات القنوات تأتي بالمياه الى الحقول والبساتين وهو ما كان يؤدي الى انتاج محاصيل زراعية مربحة، غير أن نظام الري انهار بسبب الصراع.
* هل انتم راضون عن اداء قوات التحالف فوق الاراضي الافغانية؟
ـ هناك عمل مشترك بين القوات الافغانية والتحالف من اجل اعادة الأمن والاستقرار الى هذا البلد، والشعب ايام طالبان كان يعاني من القسوة والحياة صعبة بسبب منع تعليم البنات ومنع سبل الحياة الكريمة، ولا بد ان نعترف بان القوات الاجنبية تشارك في اعادة التعمير واعادة الأمن والاستقرار في الشارع الافغاني، وهناك اليوم 6 ملايين طالب في المدارس، وهناك تطور ايضا، وهناك عمل مشترك من اجل اعادة الامن الى بلدنا وهي قضية محورية نركز عليها. ومهمة القوات الاجنبية هي ابراز قيمة الاستقرار والامن والمساعدة في إعادة الاعمار على المدى الطويل واحتواء تجارة الافيون بالعمل مع القوات الافغانية التي تتم المساعدة على تطويرها، وكذلك تدريب قوات الشرطة الافغانية.
* قبل الدخول اليكم لاجراء هذا الحوار عرفت ان وزير المعارف كان لديكم.. هل يمكن أن تذكر لنا كم مدرسة احرقتها طالبان؟ ـ طالبان احرقت المئات من المدارس في قرى وولايات جنوب وشرق افغانستان، انه نوع من الضغوط التي يمارسونها ضد المدنيين العزل، انهم يريدون اعادة عقارب الساعة الى الوراء. * هل من رسالة توجهونها الى العالم الاسلامي؟ ـ العالم الاسلامي ونحن منه مشغول بالقضايا والنكبات، ندعوه الى لم الشمل وتوحيد الكلمة تجاه ما يمر به من ظروف، واذا وحدنا كلمتنا فاننا نستطيع ازالة الكثير من المشاكل التي تواجهنا على الساحة الدولية، ولكن بالنسبة للدول العربية ادعوها الى ان تنتبه لما يجري في افغانستان، نحن راضون عما يقدمونه لاخوتهم في الدين، ولكن ما زلنا في حاجة الى المزيد في المجالات الصحية والاقتصادية والتعليم. وهناك كثير من الفقر في اغلب الولايات. وفي مجلس الوزراء تقرير يتحدث عن معاناة 13 ولاية من مشاكل في الحياة العامة وارتفاع نسبة الفقر بها، مثل ارزوجان وبادخشان وباميان فاريا وبادغيش وزابل وسميخان. ونحن في الوقت ذاته نرغب بشكل كبير في علاقات أقوى مع إخواننا العرب لكثير من الأسباب، أحدها أن ديننا واحد وقيمنا واحدة ونحن اخوة وتطلعاتنا وآمالنا هي نفسها، فهناك تقدير خاص في أفغانستان للعرب وللعربية السعودية بالذات، باعتبارها قلب الإسلام، لذا فإن المحبة والتراحم وعاطفة الأفغان تجاه إخوانهم المسلمين والعرب، وخاصةً لإخواننا في السعودية هو شعور ناتج عن قرون من الإيمان والعقيدة الواحدة.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:14 PM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة السابعة ) ـ السفير الأميركي في كابل: المجتمع الدولي أنفق 45 مليارا على إعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان خلال 5 سنوات
ويليام وود لـ«الشرق الاوسط»: لا نعرف مكان بن لادن.. ولكنه سيعتقل وسيقدم إلى المحاكمة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةويليام وود السفير الأميركي في كابل نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالمراكز التجارية وسط العاصمة كابل ازدحمت بمحلات الملابس وبيع العطور («الشرق الأوسط»)
كابل: محمد الشافعي
كان ويليام وود السفير الاميركي الجديد في العاصمة كابل يتحدث بارتياح شديد عما حققته قوات التحالف من انجازات على الارض خلال العامين الماضيين في افغانستان، داخل مبنى السفارة الجديد على بعد عدة امتار من ميدان مسعود وسط العاصمة الافغانية، عندما التقته «الشرق الاوسط» مع مجموعة من الصحافيين الغربيين الممثلين لدول الناتو الاسبوع الماضي. ومبنى السفارة الجديد اشبة اليوم بثكنة عسكرية لكثرة السواتر والاجراءات الامنية المشددة عند الدخول، أما داخل السفارة فالتجهيزات لا تقل عن اي مؤسسة فخمة في اوروبا، ففيها مبان وشقق على احدث مستوى، وداخل السفارة يوجد حمام سباحة وملاعب تنس واراض عشبية خضراء في كل مكان.
وقبل لقاء السفير الاميركي وود، 56 عاماً، كان الحديث لا يتوقف عن تهديد طالبان بنسف أعمدة شبكات الهاتف الجوال في أفغانستان، ما لم تتوقف الشركات عن الخدمة أثناء الليل. وتقول الحركة الاصولية في الجرائد المحلية ان القوات الأميركية تستخدم الاشارات التلفونية للاستدلال على أماكن وجود المتمردين. يذكر ان شركات الهاتف الجوال دخلت الى أفغانستان بعد إسقاط حركة طالبان عام 2001، وأصبحت واسعة الانتشار في البلاد.
قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: «اذا لم تلتزم شركات الهاتف الجوال خلال ثلاثة ايام سنقوم بتدمير مكاتبها وأبراجها». وتطالب طالبان شركات الهاتف الجوال الأربع العاملة في البلاد بالتوقف عن الخدمة من الخامسة بعد الظهر الى الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي. الا ان السفير الاميركي اعرب عن قناعته بان التهديد غير جدي، لان الحركة الاصولية تستخدم ايضا شبكات الجوال في الاتصالات، وقال وود يوجد اليوم 3.5 مليون مستخدم لشركات الجوال، وهناك اليوم اربع شركات كبرى للاتصالات تتنافس في ما بينها، انها صناعة متنامية في افغانستان، وفي عهد طالبان لم يكن هناك هاتف جوال واحد او شركة اتصالات واحدة، باستثناء قلة من الهواتف المربوطة بالاقمار الصناعية. ويقول خبراء ان القوات الأميركية تستخدم اشارات من الأقمار الصناعية للاستدلال على مواقع المطلوبين، وليست بحاجة الى خدمات شركات الهاتف الجوال.
واعرب وود عن أسفه الشديد لخسارة القوات البولندية جنديين بسبب عبوة ناسفة وضعتها قوات طالبان على الطريق في محافظة باكتيكا قبل لقائه بمجموعة الصحافيين.
واكد وود السفير الاميركي في بداية حديثه ان التزام الولايات المتحدة مع افغاستان لن يتوقف من اجل اعادة الاعمار والتنمية والاستقرار، وقال ان المجتمع الدولي انفق حتى الان 45 مليار دولار في افغانستان منذ نهاية عام 2001، من ضمنها 23 مليار دولار انفقتها الولايات المتحدة ما بين عام 2002 وعام 2007، واشار الى ان 48 في المائة من تلك المبالغ انفقت على إعادة الأمن والاستقرار، و9 في المائة على مكافحة المخدرات وزراعة الهيروين، و34 في المائة على تنمية وتطوير واعادة بناء البنية التحتية في العاصمة كابل وبقية المحافظات الاخرى. وقال ان افغانستان تحتاج الى المزيد من الطرق ضمن خطط الاعمار والتنمية، رغم ان هيئات التعمير رصفت حتى الان ما مجموعه اكثر من 11 الف كيلومتر، وكذلك نحتاج الى مزيد من الجامعات، مشيرا الى ان هناك نحو 6 ملايين طالب في المدارس الابتدائية والثانوية.
وقال ان أنظار العالم موجهة اليوم الى افغانستان، ولذا نريدها أن تحقق نجاحا، سلاما، صحة، تعليما، مصالحة، حكومة صالحة، ونريد أن نرى أشخاصا من المدينة ممثلين في حكومة الإقليم والحكومة المركزية.
واضاف السفير وود، الذي خدم في الدبلوماسية الأميركية منذ أكثر من 30 عاماً، في الولايات المتحدة والأورغواي والأرجنتين والسلفادور وإيطاليا، وعمل سفيراً في كولومبيا منذ 2003 ان العام الحالي هو عام الطاقة في افغانستان، واشار الى سد كاجاكي بشمال هلمند الذي بنته الولايات المحدة في السبعينات بحاجة اليوم الى توربينين جديدين لتعويض النقص في الطاقة، بدلا من اعتماد افغانستان على الدول المجاورة لتزويدها بالكهرباء، وتحدث عن وجود بعض ابار الغاز الطبيعي في الاراضي الافغانية. وعقد مقارنة مع كولومبيا التي خدم فيها من قبل وافغانستان التي يخدم فيها الان كممثل للدبلوماسية الاميركية، مشيرا الى ان البلدين يعانيان من مشاكل المخدرات.
وقال ان 90 في المائة من الكوكايين الذي يهرب الى الولايات المتحدة يأتي من كولومبيا، فيما ان 90 في المائة من الهيروين في شوارع المدن الاوروبية يأتي من افغانستان، واوضح ان محافظة هلمند لوحدها تنتج 50 في المائة من انتاج الهيروين العالمي. والسفير وود عمل من قبل 1998 مستشاراً سياسياً في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، فكان كبير المفاوضين الأميركيين في مجلس الأمن. ويخلف وود في كابل السفير رونالد نيومن، الذي التقته «الشرق الاوسط» قبل عام وكان يتحدث العربية بطلاقة. واستشهد السفير الاميركي وود وهو خريج فلسفة من جامعة باكنيل، بأمثلة من التاريخ الاميركي المعاصر بعد سنوات الحرب الاهلية في عودة الأمن والاستقرار الى بلاده، معربا في الوقت ذاته عن قناعته بان افغانستان التي شهدت نحو ثلاثين عاما من الحروب المتواصلة منذ الغزو السوفياتي سيعود اليها الأمن والاستقرار.
ونفى ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» علمه بمكان وجود بن لادن زعيم «القاعدة»، وقال انه على قناعة بان بن لادن سيعتقل يوما ما، وسيقدم للمحاكمة. وتحدث وود عن وجود عرب وشيشان واوزبك في صفوف طالبان، وقال ان تغيير الحركة الاصولية تكتيكاتها، والاعتماد أكثر على الهجمات الإرهابية الانتحارية، يعبر جزئياً عن يأسها من ضعف حملة التمرد التي تشنها. ورفض التعليق عن التنسيق بين القوات الاميركية والجانب الباكستاني في ملاحقة قادة «القاعدة» في الشريط الحدودي، مما اسفر أخيرا عن مقتل ابي الليث الليبي في منطقة شمال وزيرستان، وقال «اسأل الجانب الباكستاني».

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:15 PM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الثامنة) ـ من رئيس تشريفات الملا عمر إلى كبير مفتشي المحاكم في عهد كرزاي
مولوي قاسم حليمي تخلى عن العمامة السوداء واستبدلها بـ«الباكول» ويتنقل تحت الحراسة المشددة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةمولوي قاسم حليمي («الشرق الأوسط»)نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةمدخل المحكمة العليا (سترة محكمة) بوسط العاصمة كابل
كابل: محمد الشافعي
مولوي قاسم حليمي رئيس تشريفات الملا عمر الذي احتجز في سجن قاعدة باغرام لاكثر من عام وحرم من ارتداء العمامة داخل السجن الاميركي. ويعتبر اليوم صمام الأمن والأمان في مكافحة الفساد الاداري في المحاكم الافغانية، بعد ان تصالح مع الحكومة وهو يشغل حاليا منصب كبير خبراء ومفتشي المحاكم «سترة محكمة» ونائب عن الدكتور عبد السلام عظيمي رئيس المحكمة العليا، او ما يعرف في البلاد العربية بهيئة القضاء الاعلى. «الشرق الاوسط» ذهبت الى مقر المحكمة العليا في الصباح الباكر للقاء حليمي، الذي اكد انه لم يتخل عن لقبه مولوي، وحليمي خريج كلية الشريعة بجامعة الازهر، وكانت «الشرق الاوسط» قد تعرفت اليه في مقر الخارجية الافغانية، قبل سقوط الحركة الاصولية بعدة اشهر. وعندما التقته الاسبوع الماضي عدة مرات، لاحظت انه تخلى عن العمامة السوداء المخططة بخطوط بيضاء، لصالح الباكول، الذي يغطى رأس اغلب الافغان، وبدا حليمي اليوم اكثر اهتماما بتهذيب لحيته، التي كان طولها اكثر من ثلاث قبضات، عندما كان يشغل مسؤولية مدير بروتوكول محمد عمر. يتنقل حليمي اليوم في سيارة لاند كروز بصحبة سائق وحارس يحمل الكلاشينكوف. وعندما دخلت عليه «الشرق الاوسط» في مكتبه الاسبوع الماضي، كان مشغولا بقضية رقابة ادارية، اذا جاءت اليه ك. ر، وهي سيدة افغانية، تشكو اليه من ان كاتب احدى المحاكم يطلب منها 7 الاف دولار قبل النظر في قضيتها، من اجل اصدار الحكم لصالحها في قضية تجارية، وتزعم السيدة ان قاضي الدائرة الذي سينظر قضيتها سيتسلم الفلوس، وليس لديها هذا المبلغ، وهي تشعر بالقهر لانها على حق في مطلبها، وكان حليمي مشغولا بالشرح للسيدة الشاكية كيفية استخدام جهاز الكتروني صغير لتسجيل الواقعة بالصوت عند لقائها بكاتب المحكمة. وكشف حليمي عن 26 قضية رشوة في الادارات القضائية خلال عام واحد، واضاف ان هناك قضاة حوكموا بتهمة الرشوة، الا انه اكد ان مرتبات القضاة ضعيفة للغاية، وتتراوح بين 70 الى 80 دولارا شهريا. وقال لا يمكن البدء في الاجراءات الا بعد الحصول على موافقة من الدكتور عظيمي رئيس المحكمة العليا، وبعدها نتخذ الاجراءات القانونية بناء على شكوى رسمية من المبلغ. وقال لدينا ميزانية من العملة الافغانية والدولارات والعملة الباكستانية لاستخدامها في الضبطيات القضائية بعد تصويرها، مضيفا نستخدم ايضا كاميرات الفيديو عبر مختصين لتصوير الواقعة بالصوت والصورة. واطلعت «الشرق الاوسط» على بعض حالات الفساد القضائي على كومبيوتر حليمي، وصور من الادلة، مثل المبالغ المدفوعة، سواء كانت بالعملة الافغانية او الدولارات. وقال ان اكبر مبلغ رشوة طلب في قضية سابقة كان 20 الف دولار من احد القضاة في قضية قتل. وضبط القاضي وحوكم ودخل السجن، وتطرق الى ان جمع الادلة المادية حول حالات الفساد الاداري، يؤشر عليه في نهاية الامر بعد اعتقال المشتبه فيه، بتحويل اوراق الملف الى النيابة العامة.
ويساعد حليمي في العمل الفني والاداري نائبه محمد عثمان حامدي ويبلغ من العمر 42 عاما، وهو خريج جامعة الامام محمد بن سعود، ويتحدث العربية بطلاقة بعد ان قضى ست سنوات في المملكة. ويتواصل حليمي مع اصدقائه القدامي مثل الشيخ وكيل متوكل وزير خارجية طالبان، الذي قضى معه اكثر من عام في زنزانة واحدة بسجن باغرام، وعبد السلام ضعيف سفير طالبان في اسلام اباد، الذي اعتقل وقضى نحو اربع سنوات في سجون باغرام وقندهار وغوانتانامو، وكلاهما يعيش في حي خوشحال خان، غرب العاصمة كابل. ويقول حليمي لقد كنت اول شخص اعرف ان الملا ضعيف وصل الى سجن باغرام من خلال صوته، وكان الاميركيون يغطون وجوهنا بأقنعة حتى لا نتعرف على بعضنا البعض، ولكن ضعيف طلب ان يشرب ماء بالحاح، وكنت اجلس الى جواره ولا اعرف، ومن خلال قراءته البسملة قبل ان يشرب الماء سمعت صوته، وهمست باسمه ملا عبد السلام، فقال لي من انت، فقلت حليمي، وصرخ بنا الحارس بشدة وهو يمنعنا من الهمهمة. ولا يعترف حليمي بانه اكثر حرية اليوم، رغم تنقله في اي وقت الى ولايات الشمال او الجنوب بناء على شكاوى من وجود فساد اداري في المحاكم او التفتيش الروتيني. ويقول: الإسلام هو دين الحرية، وأنا منذ الطفولة وحتى اليوم مقيد في حياتي اليومية بأصول وقواعد الدين، سواء كنت في إدارة البروتوكول ايام طالبان، التي تتطلب مميزات خاصة في التعامل مع الضيوف، أو خارج تلك الوظيفة. المهم هو التأدب بآداب الإسلام والالتزام بحدوده في الحياة اليومية عند التعامل مع الآخرين. ونفى ان تكون هناك صفقة مع الحكومة من اجل الحصول على وظيفته الجديدة، واوضح، بصفتي أفغانيا أستحق هذه الوظيفة بموجب درجتي العلمية من جامعة الأزهر بمصر، فأنا حاصل على الماجستير في الشريعة، وقد رشحني قاضي القضاة في أفغانستان لهذه الوظيفة، ووضع ثقته في، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن رئيس هيئة القضاء الاعلى في التفتيش على المحاكم العليا في عموم أفغانستان. وربما أراد قاضي القضاة أن يكافأني بهذه الوظيفة، والمحكمة العليا في أفغانستان قوانينها في الأساس شرعية، والوظيفة تتناسب مع مؤهلاتي. واضاف، في أفغانستان هناك ثلاث قوى تمسك بزمام البلد، هي السلطة القضائية، ممثلة في المحكمة العليا والبرلمان، والسلطة التنفيذية الممثلة في الحكومة ومجلس الوزراء ورئيس الجمهورية. وفي داخل مكتب حليمي صورة كبيرة للرئيس حميد كرزاي وهو يستقبل رئيس المجلس الاعلى للقضاء وحليمي يقف الثالث على يمين الرئيس بجانب عبد السلام عظيمي رئيس المحكمة العليا. وعن اجادته لغة الضاد يقول مولوي حليمي: تعلمت اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم وبدونها لا يستقيم الدين ولا يشتد عوده، فمع دراستي للقرآن والسنة النبوية المطهرة في بيت الهجرة الباكستاني، ومدرسة علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وبعد أن حصلت على الثانوية العامة، سافرت إلى القاهرة في يونيو (حزيران) 1991، وهناك بدأت رحلتي مع ذكريات ستظل محفورة في ذهني، ثم انتقلت إلى المعهد الأزهري في العصافرة بمدينة الاسكندرية مع أصدقاء أفغان زملاء في الدراسة، وفي يوم 21 يونيو 1993 التحقت بكلية الشريعة الإسلامية التابعة للأزهر الشريف، وفيها درست وحصلت على البكالوريوس في أصول الفقه الإسلامي. والتحقت بعد ذلك بدورة الأئمة، وهي دورة تدريبية للوعاظ والدعاة، استغرقت نحو 3 أشهر، وكان دخولي فيها بتوصية من نجل الشيخ الشعراوي، رحمة الله عليه، ومدير جامعة الأزهر الدكتور أحمد عمر هاشم، وتلك الدورة أهلتني لإلقاء الخطب والدروس في مسجد عمر بن الخطاب، وسط كابل. ويحب حليمي ان يلقب اليوم من قبل زواره العرب بلقب الشيخ، وينفي ان يكون قد فقد لقب مولوي الذي كان يعرف به ايام طالبان، ويقول مازلت المولوي محمد قاسم حليمي، بنفس اللباس ونفس الاسم، ويمكن أن تناديني مولوي، أو شيخ حليمي كما تحب. الملا يعني خريج الثانوية الدينية أو ما يعادلها من العلوم الشرعية، أما المولوي فهو خريج كليات الشريعة أو ما يعادلها من دراسة العلوم الإسلامية الجامعية، وعندما جاء لزيارتي في فندق صافي لاند بشارع شهرانو في الصباح الباكر ليصطحبني للقاء الملا وكيل متوكل رئيسه السابق وزير خارجية طالبان، اتسعت عينا حارس الفندق شيرزاد وهو طاجيكي من وداي بانشير ومن رجال احمد شاه مسعود قائد التحالف الشمالي الذي اغتالته «القاعدة» قبل يومين من هجمات سبتمبر (ايلول)، وقال لي بعد ان رجعت عصرا «اعداء الامس اصدقاء اليوم والحمد لله». ونفى حليمي ان يكون قد تخلى بالمرة عن العمامة السوداء الاثيرة الى قلبه ايام طالبان، لصالح «الباكول». وقال لي في مكتبه، العمامة ليس لها معنى خاص، فهناك عمامات سوداء وأخرى مزينة بخطوط بيضاء وثالثة بيضاء خالصة. لا أريد أن أكون مقيداً بلون خاص للعمامة، وأرتدي العمامات من جميع الألوان وأحيانا باللون الأخضر، واحيانا الباكول، ورفض بشدة ان التقط له صورة في مكتبه وهو عاري الرأس منهمكا في عمله، وقال لي انها في عرف الافغان خروج غير حميد على التقاليد. ولمح الى اخطاء الحركة الاصولية التي كان يعمل مدير بروتوكول زعيمها بقوله: طالبان لم تستضف أسامة بن لادن والعرب الذين جاءوا معه، لأنهم كانوا موجودين قبل وصول طالبان إلى الحكم عام 1996. فالعناصر العربية بقيادة بن لادن جاءت إلى جلال آباد من السودان، أيام حكومة برهان الدين رباني، وكان العرب موجودين في المدن الأفغانية منذ سنوات القتال ضد الروس، اي ان طالبان ورثت المشكلة عن حكومات المجاهدين السابقة، لكن بعد وصول طالبان توسعت الجالية العربية، وازداد عددها في جلال آباد وكابل وقندهار. نعم هناك سلبيات لطالبان، لكن هناك أيضا ايجابيات. واذا اردت الحديث عن سلبيات طالبان فهناك ايضا ايجابيات، منها قضاء الحركة على زراعة المخدرات عقب صدور فتوى من الملا محمد عمر تحرم زراعتها في المناطق التي تسيطر عليها طالبان. أما بالنسبة لما يتردد عن منع طالبان تعليم البنات وحظر البث التلفزيوني، فلا بد أن ننظر إلى المسألة بشكل مختلف، فالحقيقة أن الملا عمر لم يصدر قرارا بمنع تعليم البنات أو البث التلفزيوني، بمعنى أن المسألتين كانتا معلقتين ولم تحسما، وهيكل التلفزيون وطاقمه الإداري كان موجودا، والتشكيل كان موجودا، لكن طالبان كانت تنتظر الفرصة لإعادة البث التلفزيوني. أما بالنسبة لتعليم البنات فكان الملا عمر يقول إن الفرصة لم تتح لتعليم البنات رغم قناعته بأن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:16 PM

  رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة التاسعة) ـ الحجاب يحل محل البرقع في كابل و11 محطة تلفزيونية وبوتيكات في مول المجاهدين
مظاهر كثيرة تغيرت مع انتشار مقاهي الكابتشينو والايس كريم .. والمولات
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةأفغانيات بالقرب من حديقة شهرانو وسط المدينة («الشرق الأوسط»)نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةواجهة بنك كابل بشارع شهرانو وسط العاصمة كابل
كابل: محمد الشافعي
اختفى البرقع من العاصمة كابل وحل محله الحجاب، وأدمنت البنات الافغانيات نزهة العصاري، سافرات الوجوه، وفي الاغلب محجبات يمشين الى المحلات والبوتيكات الجديدة بشارع شهرانو وسط العاصمة كابل، ويعني «المدينة الجديدة»، حيث توجد المقاهي التي تقدم الاكسبريسو والكابتشينو والايس كريم في مول جديد اسمه «صافي لاند مارك»، وبداخله فندق من فئة الاربعة نجوم على احدث طراز، وبه 130 حجرة وحمام تركي وساونا في الدور الثامن، ومطعم فخم في الدور السابع ، وفي المول عشرات المتاجر الصغيرة في الدور الارضي والاول، تبيع الروائح والعطور النسائية والباشمينا والبلوزات الملونة، لمالكه الحاج عبد القدوس، وهو من قدامى المجاهدين الافغان من هراة. أما العمامة السوداء التي سادت في كابل ايام الحركة الاصولية، فقد حل محلها «الباكول» الأقرب الى الطاقية أو «البيريه» الذي أصبح يغطي تقريبا كل الرؤوس، مستعيدا مكانته التي ازاحته عنها حركة طالبان، اما اللحية التي كانت طالبان تشترط ان يكون طولها قبضتين، فقد بات الشباب يتفنون اليوم في موضات قص شعرهم، والبعض يترك شعره يتدلى فوق الكتفين، واغلب صغار السن اليوم بدون لحية، ومازلت اتذكر محمد طيب اغا مدير مكتب الملا عمر المطلوب اميركيا، الذي كان يتحدث العربية بطلاقة عندما طلبت لقاءه في قندهار قبل الهجمات بستة أشهر تقريبا لاجراء مقابلة مع الملا عمر، قال لي بالحرف الواحد كيف تدخل على أمير المؤمنين ولحيتك اقل من قبضتين، هذا عيب وليس من تقاليدنا، ابق معنا حتى يدبر الله امر لحيتك.
أما «البرقع» او ما يعرف باسم «البروكا» الذي يغطى وجوه النساء واجسامهن، فلا يزال خارج كابل، في باميان ولاشكارجار وهلمند وقندهار وارزوجان واسعد اباد وهراة اي في الولايات الخارجية بعيدا عن العاصمة، لكنه لم يعد الزي الوحيد في الشارع، وانما سارت الى جانبه أزياء أخرى تراوحت بين الاعتدال والتطرف في الاتجاه المعاكس. وتقول شميم احمد زاي وهي بشتونية الاصل غير متزوجة مديرة مدرسة اقرأ لعلوم الرياضيات والكومبيوتر في شارع ماكرويان بوسط العاصمة كابل، وهي ترتدي حجابا اسود رقيقا: «البرقع ليس تقليدا افغانيا بل جاء الينا من الهند»، وتشير الى ان البرقع اليوم يأتي الينا من الصين اي يصنع هناك. وتوضح ان اغلب الجيل الجديد من فتيات الثانوية العامة او طالبات الجامعة حاسرات وكاشفات الوجوه. وبعد 6 سنوات من الاطاحة بحركة طالبان الاصولية من الحكم في افغانستان، تغيرت الكثير من المظاهر الاجتماعية والثقافية، ومن ابرز الحقوق التي نالتها النساء في افغانستان بعد الاطاحة بنظام طالبان، حرية الخروج الى الشارع والأماكن العامة بدون مرافقة ولي الامر او احد رجال الاسرة، مثل الأخ او الأب او الزوج، ولم يعد البرقع اليوم لبسا اجباريا كما كان في عهد طالبان. وصورة طالبان السياسية لا تختلف كثيراً عن صورة طالبان الاجتماعية في الإعلام العالمي والعربي، والمرأة في ظل طالبان مجرد شيء من الأشياء، محرومة من أدنى حقوقها. ان ما يحدث اليوم في الشارع الافغاني ردة عنيفة على ما عانى منه المواطنون عهد الحركة الاصولية التي تريد اليوم في هلمند وارزوجان، وموسى قلعة، وزابل، وورداك، اعادة عقارب الساعة الى الوراء، فالموسيقى والرقص والغناء والتلفزيون والتدخين، في المدن الافغانية كان حراما بينا فجميعها محظورة، ومنذ وصول طالبان الى الحكم عام 1996 تم اغلاق دور السينما وتحويلها الى مساجد، كذلك تم اغلاق مراكز الفيديو، ومنع البث التلفزيوني، اما المصورون الفوتوغرافيون واسمهم «عكاسي» فقد انقرضوا تقريبا، وتخصص الباقي منهم في التقاط صور جوازات السفر فقط، المسموح بها طبقا لـ«فقه الضرورات» المستمد من قواعد الشريعة الاسلامية، ويمنع طبقا لفتاوى رسمية ايام الحركة الاصولية تصوير ذوات الروح، لانه يخالف العقيدة والسنة، ولا يسمح لسائقي التاكسيات او عربات الركشا، وهي عبارة عن دراجة نارية، بها صندوق يحمل شخصين من الخلف، حمل سيدات مكشوفات الوجه، والا تعرض للعقاب من قيل مسؤولي وزارة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. واعتبارا من العاشرة مساء كان الجميع يلزمون بيوتهم باستثناء مسلحي طالبان، الذين كانوا يجوبون الشوارع المظلمة وفي ايديهم الكلاشينكوف والجرينوف الخفيف، ولكن يتم السماح للمرضى بالمرور، وكذلك حالات الولادة المتعسرة بالتوجه في اي وقت من الليل الى المستشفيات، وتنتهي ساعات الحظر الليلي مع صوت الاذان لصلاة الفجر اي في الرابعة صباحا. وما كان يسمح للنساء بمغادرة المنزل من دون ارتداء البرقع، كما لم يكن يسمح لهن بالضحك او التحدث بصوت مرتفع في الاماكن العامة. وتسببت هذه القوانين في انتشار البطالة والعوز بين النساء. وتوجد في كابل اكثر من 30 الف ارملة، بسبب حروب استمرت عقدين ولجأت كثيرات للتسول لاطعام اسرهن.
وغالبية البراقع في افغانستان زرقاء اللون، ولا احد يعرف على وجه الدقة لماذا اللون الازرق بالذات، لكن في مدينة مزار الشريف بشمال افغانستان يوجد البرقع الابيض، وفي بعض محلات كابل توجد براقع خضراء اللون، وصفراء وحمراء لكن غالبيتها يباع كهدايا تذكارية للاجانب، في شارع تشيكن ستريت الذي يرتاده السياح ورجال الاعلام. وعلى خلاف البرقع الطويل الذي كانت الافغانيات يرتدينه، بات البرقع الذي تريديه النساء الافغانيات اليوم، اقصر في الطول وألوانه اكثر تنوعا، وغالبيته يغطي الرأس والرقبة والكتفين والصدر، مما يجعله عمليا ومريحا، كما يعطي علامة على التحرر النسبي، الذي باتت الافغانيات يتمتعن به في المجتمع. وتتمسك الكثير من الافغانيات بارتداء البرقع ويشعرن انهن لا يستطعن المشي في الشارع من دونه، لأنهن تعودن عليه، كما ترتديه بعض النساء لاظهار معارضتهن للتشبه بالغرب في تقاليده وثقافته، وداخل صالون نسائي لتزيين الشعر واضفاء لمسات من الماكياج في شارع شهرانو شاهدت سيدات يرتدين البرقع يخضعن لعمليات التزيين قبل ان ينتفضن في غضب عندما هممت بالتقاط صور لهن. اما سائقو سيارات الاجرة الذين لديهم اجهزة تسجيل في سياراتهم فيستمعون اليوم الى اغاني باكستانية وهندية لاول مرة منذ عام 1996 عندما استولت حركة طالبان على السلطة، وحظرت الموسيقى والتلفزيون والسينما حظرا تاما. واليوم هناك 11 محطة تلفزيونية بينها محطة حكومية واحدة، والباقي محطات خاصة ابرزها قنوات تولو، واريانا، ونور، ونورينو وفردا وتعني محطة «الغد»، وافغان، وقناة شمشات. من جهته يقول الملا قاسم حليمي مدير تشريفات الملا عمر سابقا، واليوم يشغل منصب كبير خبراء ومفتشي المحكمة العليا «سترة محكمة» لـ«الشرق الاوسط» ان المرأة نصف المجتمع، ولها حقوق على الدولة وعلى المجتمع، كما أن عليها واجبات تجاه أمتها وبيتها وزوجها وأولادها.
واليوم في كابل تنتشر ظاهرة «بيوت الضيافة» لايواء الصحافيين ورجال الاعلام ومسؤولي المنظمات غير الحكومية والدولية، واغلب بيوت الضيافة تتناثر بين حي وزير اكبر خان مقر السفارات الغربية الذي كان يسكنه الافغان العرب بالقرب من مبنى محطة تلفزيون تولو، وهي محطة خاصة جديدة تقدم برامجها بالبشتو والداري، وشارع شهرانو اي «المدينة الجديدة»، حيث تنتشر البوتيكات ومحلات بيع الروائح والعطور النسائية والرجالية والازياء الحديثة، المتقاطع مع الشارع السياحي الذي يعرف باسم «تشيكن ستريت» واغلب بيوت الضيافة او الفنادق الصغيرة اليوم تحت حراسة مشددة، ويقف الحراس واغلبهم من وادي بانشير مثل شيرزاد ولي الدين حارس فندق صافي لاند، وايديهم على الكلاشينكوف، وكان شيرزاد ينصحني كلما اوقفت سيارة تاكسي الا أتأخر حتى حلول الليل خوفا من عمليات الاختطاف من قبل عصابات خارجة على القانون او عناصر طالبان، وكان يثير الخوف في قلبي وهو يسلم علي قبل ان استقل التاكسي ويقول «يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة»، ويأخذ رقم سيارة التاكسي كنوع من الاطمئنان. وتعرض العام الحالي فندقان بارزان في العاصمة كابل الى هجوم من عناصر طالبان، اولهما فندق سيرين الفخم الذي يرتاده موظفو المنظمات الدولية وغير الحكومية والصحافيون ورجال الاعلام، والاخر فندق اريانا وكلاهما على بعد امتار من القصر الجمهوري. وايام طالبان لم يكن هناك سوى فندق الانتركونتنتال فوق هضبة عالية بداخل غرفه تكثر سجاجيد الصلاة والشموع لكثرة انقطاع التيار الكهربائي، وكانت نسبة الاشغال فيه لا تتعدى 15 في المائة، ولم يكن به ماء ساخن، او ستائر في الغرف، ولكن تم تحديثه اليوم على احدث طراز، وكان ابرز سكانه ايام طالبان العرب العاملون في المنظمات الاغاثية، وكان يعتبر تجسيدا للحالة البائسة التي آلت اليها كابل منذ تولى أمرها المجاهدون عام 1992، ثم آلت الى حركة طالبان منذ عام 1996 وحتى سقوط الحركة نهاية 2001. وبعد ست سنوات تقريبا اصبحت العاصمة كابل حافلة بالمفاجآت، فيلات فخمة ومكاتب عالية بواجهات زجاجية زرقاء اللون جديدة مسورة بواجهات تحاكي مراكز لندن التجارية. وهناك اسواق مليئة بالبضائع، ومقاهي انترنت، وصالونات تجميل، ومطاعم بيتزا وبيرغر وكباب واخرى تقليدية منذ ايام طالبان مثل مطعم هراة، وبوتيكات تبيع «الدي في دي» من بوليوود، اضافة الى افلام اباحية. وفي زحامات كابل الشديدة التي يسببها وجود سيارات اللاند كروز في منتصف النهار تسمع موسيقى صاخبة من محطات اذاعات كابل الجديدة وهتافات الاطفال وهم يبيعون الصحف والعلكة ومناديل الورق. كنت اشعر بأنني في زحمة القاهرة بين شعب يزدهر في ظل اقتصاد العولمة. وفي حي وزير اكبر خان هناك فيلات فخمة تحت حراسة مشددة وبعض الشوارع مغلقة اي لا يمكن المرور منها الا بعد اذن خاص، والفيلل في شوارع ضيقة للغاية غير مرصوفة ممتلئة بمياه الامطار الاسنة والحفر، وقال مرافقو الكولونيل سلام حياة ابرز معاوني القائد احمد شاه مسعود الذي اغتالته «القاعدة» قبل يومين من هجمات سبتمبر (ايلول) هنا حي الاغنياء الجدد من مسؤولي المنظمات الدولية. وهناك الان طريق معبد من كابل الى قندهار في الجنوب بطول ثلاثمائة ميل، ويتم بناء وترميم المزيد من الطرق التي تربط المدن الافغانية الرئيسية ببعضها. اما الفرق المدنية والعسكرية الصغيرة لاعادة الاعمار، التي تشرف عليها المملكة المتحدة والمانيا وهولندا، لاصلاح المدارس والطرقات فهي تعمل الان في المقاطعات الشمالية ويتوقع ان تغطي البلاد. ولكن بعد ست سنوات من تجميع الولايات المتحدة عدة دول لاعادة اعمار افغانستان، يميل الكثير من الافغان للتنديد بالمجتمع الدولي بدلا من مدحه. وهناك كثير من الافغان غير راضين عن طرق صرف المعونات الدولية، انهم يتساءلون: اين تذهب معظم اموال اعادة الاعمار وهم يشيرون الى سيارات اللاند كروز والمنازل والمكاتب الفاخرة للسكان القادمين من الخارج. وفي المكاتب المجهزة بالاضاءة البراقة والتدفئة، كان الدبلوماسيون والعاملون في المنظمات غير الحكومية ومسؤولو الحكومة متفائلين وهم يقدمون حقائق وارقاما عن الانجازات التقدم في افغانستان. وكما يقول السفير الاميركي ويليام وود الذي التقته «الشرق الاوسط»، ان الانجازات على الارض في افغانستان لا تتوقف منذ ست سنوات، فالجوال، الذي لم يعرف في عهد طالبان، هناك اليوم نحو 3.5 مليون مستخدم واربع شركات اتصالات، تتنافس فيما بينها، من بينها شركتا اريبا واتصالات الاماراتية لتقديم افضل الخدمات بارخص الاسعار، اما عدد السيارات فحدث ولا حرج، فهناك حالة اختناق في شوارع وسط المدينة في الصباح الباكر وبعد الثانية ظهرا موعد خروج موظفي الدوائر الحكومية. ويقول الكولونيل مسلم حياة ان العاصمة كابل خططت شوارعها لاستضافة 400 الف نسمة، واليوم تستضيف 4 ملايين نسمة.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:17 PM

  رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة العاشرة) ـ وزير الإعلام الأفغاني السابق تشكري لـ«الشرق الاوسط»: الانتخابات الرئاسية المقبلة ستغير الخريطة السياسية في بلدنا
حاكم كابل الليلي خلال سنوات «الجهاد»: أميركا جاءت بدعوة غير مباشرة من طالبان
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةمحمد صديق تشكري
كابل: محمد الشافعي
وزير الإعلام الأفغاني السابق، محمد صديق تشكري، المستشار الاسبق للرئيس حميد كرزاي، كان يعرف في سنوات الجهاد ضد الروس بالكومندان تشكري، حاكم كابل الليلي، لأنه كان يستطيع بقواته الدخول الى قلب العاصمة الافغانية والتجول في شوارعها بعد ان تختفي القوات المدعوة من الروس. وتشكري يتحدث العربية بطلاقة، وهو خريج مدرسة ابي حنيفة النعمان بالعاصمة كابل عام 1976 التي تزامل فيها مع صديقه الشيخ يونس قانوني، رئيس البرلمان الافغاني الحالي، ثم حصل على منحة دراسية من الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة لمدة ثماني سنوات، وبعدها عاد الى بلاده ليشارك في الجهاد الافغاني ضد الروس. ويتحسر تشكري اليوم على الحال التي آلت اليها اليوم بلاده رغم المساعدات الدولية السخية الممنوحة. وقال لـ«الشرق الاوسط» انه لا يصدق ان هذه حال كابل من الفوضى والفقر والتدهور الاقتصادي والفساد الاداري. ويضيف «لكل هذه الاسباب قدمت استقالتي من القصر الجمهوري كمستشار للرئيس كرزاي قبل ستة شهور». ويشير الى ان حل مشاكل افغانستان لن يكون الا بالمصالحة بين فئات الشعب وعودة المجاهدين من جديد الى واجهة الحكم. وقال ليس من العدل تهميش المجاهدين بعد كل الذي قدموه من تضحيات للبلد. لقد اسقطوا الاتحاد السوفياتي السابق، وطردوا الروس. يقول تشكري، وزير الإعلام الاسبق في حكومة البرفسور برهان الدين رباني، وهو من مواليد عام 1961: «عانينا ثلاثة عقود من الحروب المتواصلة سواء ضد الروس او بين المجاهدين ضد بعضهم بعضا». وتذكر احداث من الماضي بقوله «في يوم واحد اطلقت قوات قلب الدين حكمتيار في عهد حكومة الشيخ رباني 2700 صاروخ على قلب العاصمة». وكشف تشكري عن اصابات لحقت بجسمه من جراء القتال المستمر في جبهات المجاهدين ضد الروس ثم ضد قوات حكمتيار ثم ضد قوات حركة طالبان الاصولية. والكومندان تشكري هو مسؤول ولاية كابل عن الجمعية الاسلامية التي يترأسها برهان الدين رباني، ودخل مرحلة الجهاد وهو في العشرينات من عمره. وعندما جاء ليأخذني بسيارته من امام بوابة فندق صافي لاند مارك مع حراسه في سيارتين من ذوات الدفع الرباعي، لم يصدق حارس الفندق ولي شيرزاد، وهو من وادي بانشير، ان هذا هو المجاهد القديم الكومندان تشكري، وقال لي: «انت في مأمن اليوم، فلن يستطيع احد ايذاءك في كابل بسبب علاقات الرجل الواسعة». وتذكر تشكري، وهو يتحدث لـ«الشرق الاوسط» في مكتبه، انه قضى 12 يوما شهر عسل ثم خرج الى جبهات القتال مع أقرانه للدفاع عن الدين والأرض والعرض. وقال ان الشيخ عبد الله عزام، الزعيم الروحي لـ«الافغان العرب» ذكره في اكثر من مناسبة في مؤلفه «آيات الرحمن في جهاد الافغان». وقال ان انتخابات الرئاسة المقبلة ستشهد تغييرا في الخريطة السياسية الافغانية. واعرب عن اعتقاده ان المجاهدين سيختارون مرشحا واحدا فيما بينهم بدلا من تشتت الاصوات، كالذي حدث بالانتخابات الماضية». وتحدث تشكري عن الأوضاع الامنية المتدهورة، في كابل وباقي المدن الافغانية، وقال ل «منذ اقل من اسبوعين حدث تفجيران انتحاريان؛ احدهما قرب المطار، والآخر قرب فندق اريانا، والاخير يوجد على بعد اقل من 100 متر من القصر الجمهوري، وسط كابل. وقتِلَ في التفجيرين العشرات من المواطنين الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الحرب الدائرة اليوم بين القوات الدولية والافغانية من جهة، وعناصر طالبان من جهة اخرى». وقال «ان السلطات المحلية منعت الصحافيين من الحديث عن خسائر فندق اريانا وفرضت نوعا من التعتيم على الإعلام، وهو التفجير الثاني الذي يلحق بالفندق بعد تفجير فندق سرينا منذ عدة شهور. وقال ان حربنا ضد طالبان كانت مستمرة منذ سنوات قبل أن يأتي الأميركيون ولم أر وقفا لإطلاق النار لحظة واحدة إلا قبل خمس سنوات حين أبرمت وقفا لإطلاق النار لعشرة أيام». واشار الى ان تصاعد مد طالبان في الجنوب الافغاني يعود في الاساس الى ضعف الحكومة الحالية. «معركتنا مع طالبان جارية منذ ست سنوات، وحقيقة أميركا بدأت تحارب طالبان، ولكن نحن لا نحارب طالبان من منطلق أميركا.. ومَنْ الذي أتى بأميركا إلى أفغانستان، لقد جاءت بدعوة غير مباشرة من طالبان، بأخطائها السياسية التي ارتكبتها، واستضافتها لأسامة بن لادن». ويوجد مكتب تشكري في فيلا فخمة بشارع متفرع وسط المدينة بالقرب من شارع شهرانو ويتنقل تحت حراسة مشددة. واتذكر اثنين من حراسه الطاجيك تميم ومحمد عمر الذي يتحدث العربية بعد 8 سنوات قضاها في دبي، والذي يفضل قواتٍ من الدول الاسلامية في اراضي أفغانستان بدلاً من القوات الدولية. ويقول ان القوات الدولية على الاغلب مرفوضة من الشعب الافغاني المسلم.
ويصف تشكري نفسه بأنه مجاهد في سبيل الله، والمجاهد لا يهمه ماذا يكون ما دام في خدمة الاسلام.. «خدمت في الوزارة وتقلدت منصب وزير الاعلام وكنت بجانب الرئيس مستشاراً له، ولكني استقلت من منصبي بسبب عدم رضائي عما يجري في بلدي، المهم أمامي هو حماية الدولة وعودة الامن والاستقرار». وقال تشكري ان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني طلب من كرزاي خلال زيارته المفاجئة بذل مزيد من الجهود لفرض الامن والاستقرار، لان ادارته لا تسيطر الا على 30 في المائة من أراضي أفغانستان بحسب تقرير للاستخبارات الاميركية. واضاف ان الحكومة الحالية باتت مرفوضة من قبل الشعب لأنها لا تلبي طلباته من جهة ترسيخ الامن والاستقرار في الشارع الافغاني». وأعرب عن اعتقاده ان الانتخابات الرئاسية المقبلة سيكون فيها مرشحون كثر، ولكن لو اتفقت المعارضة على مرشح واحد، فان الخريطة السياسية للبلاد ستتغير. وألحَّ تشيني على الرئيس كرزاي على تسريع مكافحة الفساد والمخدرات، حيث تعد أفغانستان المزودَ الأولَ بالأفيون في العالم على ما قال المصدر نفسه. وكان تشيني قد وصل إلى أفغانستان وسط تدابير مشددة تضاعفت تخوفا من وقوع هجمات من قبل مسلحي طالبان وآخرين، فأثناء زيارة تشيني الأخيرة إلى كابل في فبراير (شباط) 2007 وقع هجوم انتحاري عند مدخل القاعدة العسكرية الأميركية في باغرام شمال كابل حيث كان تشيني موجودا مما أدى إلى سقوط عشرين قتيلا. وتتفق كل الاطراف على ان مفتاح الاستقرار في الاجل الطويل هو جعل قوات الجيش والشرطة قادرة على تحقيق الامن. وتلقى الجيش الافغاني تدريبا جيدا نسبيا وقام بدور أكبر في محاربة طالبان على مدى العام الماضي لكن مستوى الشرطة متأخر كثيرا، اذ ان أفرادَهَا لم يتلقوا تدريباً كافياً كما أنهم يشتهرون بالفساد وعادة ما يفرون من مواجهة طالبان. وتهدف طالبان الى اضعاف عزيمة دول الحلف على مواصلة مهمتها القتالية في أفغانستان واجبار القوات الاجنبية على الانسحاب من البلاد، خاصة أن تأييد دعم الحرب في أفغانستان بدأ يتراجع بالفعل، إذ تريد كندا التي تشارك بما يصل الى 2500 جندي في جنوب أفغانستان من حلفائها ارسال ألف جندي اضافي لتعزيز قواتها القتالية كشرط لبقاء جنودها في أفغانستان. وبدأ المواطن الافغاني يشعر باستياء بشكل متزايد بسبب وجود القوات الاجنبية وبطء خطى التنمية وفساد المسؤولين والافتقار الى الأمن.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:19 PM

  رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الحادية عشرة) ـ جامعة كابل تناضل للنهوض من تحت الركام
طالبان حرمت تعلم الكيمياء بزعم أنها سحر شيطاني
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كابل: محمد الشافعي
في الوقت الذي تبذل فيه المساعي لإعادة الأمن والاستقرار الى ربوع افغانستان، بدأ الحديث عن وضع خطط لمساهمة المجتمع الدولي في إعادة إعمار وتنمية البلاد، وتتجسد صعوبة تلك المهمة في الحالة المتردية التي وصلت لها أكبر المؤسسات التعليمية الأفغانية وهي جامعة كابل وقد كانت واحدة من أبرز جامعات آسيا.
وكانت أفغانستان في الماضي تتفاخر بالجامعة بين دول المنطقة، لكن الحرب الأهلية دمرت أغلب منشآتها، ثم جاءت حكومة طالبان وفرضت قيوداً شديدة على مناهجها التعليمية، واعتبرت الكيمياء في عهد الحركة الاصولية رجس من الشيطان وسحر بين. فالكيمياء كانت حسب افكار الحركة الاصولية ليست بعلم وهي غواية شيطانية ومن أعمال السحر وكان منطلقهم الذي أسسوا عليه هذا القرار العجيب هو ان الكيميائيين يصنعون الخمر من العنب. ووجدت اكثر من ألفي طالبة انفسهن ملازمات للمنزل بعد ان وصلت طالبان الى السلطة عام 1996، بسبب منع تعليم البنات. وفي الماضي كانت الجامعة من أفضل المؤسسات الاكاديمية في المنطقة، وتحتل مكانا متقدما في تحديث أفغانستان في الستينات والسبعينات، وفي المعركة التي ماتزال تحتدم بين الحركات الاصولية والعلمانية في العالم.
حاليا تناضل الجامعة لإعادة بناء مؤسساتها التي انهار أغلبها في القتال الذي اندلع منذ التسعينات عندما وقعت أسيرة المعارك بين زعماء المجاهدين الأفغان. فلا توجد كهرباء تقريبا والتركيبات والأسلاك انتزعت من الجدران، وفقاقيع الماء تخرج من الانابيب المسدودة والمكتبة نهب بعض كتبها والبعض الآخر استخدم وقودا للتدفئة. وأكبر مرتب للاساتذة يعادل 100 دولارا شهريا، وفي كلية الشريعة التي زارتها «الشرق الاوسط» هناك حالة تحديث وطلاء لقاعات المحاضرات». وكان يعمل بالجامعة التي افتتحت عام 1932 بكلية الطب، نحو ألف محاضر وأستاذ يعملون بها في التدريس في شتى التخصصات، وارتبطت الجامعة بصلات وثيقة مع مؤسسات تعليمية حول العالم. وضمن خريجي الجامعة اساتذة ومجاهدون كبار مثل احمد شاه مسعود زعيم التحالف الشمالي الاسبق الذي اغتالته القاعدة قبل يومين من هجمات سبتمبر، والشيخ يونس قانوني رئيس البرلمان الحالي، وغلب الدين حكمتيار، وعبد الرسول سياف، وبرهان الدين رباني بن محمد يوسف، الذي درس الابتدائية في «فيض آباد»، ثم التحق بـ«مدرسة أبي حنيفة» بكابل، والتحق بعد تخرجه من المدرسة بجامعة «كابل» في كلية الشريعة عام 1960، وتخرج منها عام 1963، وعين مدرساً بها. حصل على منحة دراسية من الأزهر الشريف عام 1966، ودرس هناك الماجستير في العقيدة والفلسفة .
ومع احتدام الحرب الأهلية الأفغانية بين المجاهدين في كابل في بداية التسعينيات، أصبح الحرم الجامعي ساحة للقتال. وخاضت فصائل ما يعرف بالتحالف الشمالي حرب بين مباني الجامعة مما أدى لتدميرها تدميراً كاملاً.
كما نهبت المعامل والمكتبات وعنابر النوم في الجامعة. ولم تكد الجامعة تبدأ في إصلاح ما دمرته الحرب الأهلية حتى وصلت حركة طالبان للحكم، فمنعت النساء من الالتحاق بها وفرضت قيوداً متشددة على المناهج التعليم، وطرد منها بعض الأساتذة.
وكانت حركة طالبان قد حظرت على النساء متابعة الدراسة بعيد استيلائها على السلطة عام 1996، وبين ليلة وضحاها وجدت حوالي 3500 امرأة كن مسجلات في جامعة كابل انفسهن مجبرات على ملازمة منازلهن، الى ان خرجت الحركة من كابل في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2001. ومنذ ذلك الحين أصبحت الدراسة الدينية هي المحور الذي يدور حوله التعليم على حساب المواضيع الأخرى، ولكن في القرى التي لا تخضع للسيطرة المركزية، بإمكان التلاميذ تعلم القراءة والكتابة والرياضيات بالإضافة إلى الدين الإسلامي. وقد ألحقت الحرب الدمار بنظام التعليم المدرسي أيضاً في أفغانستان، ولم يعد باستطاعة سوى أعداد قليلة للغاية من الأفغان التطلع للانتساب إلى الجامعة. يذكر أن عدد طلاب كلية التربية بجامعة كابل كان يبلغ بضع مئات قبل نشوب الحرب الأهلية بين المجاهدين. وهبط عدد طلاب الجامعة وكانوا من الجنسين من 9000 قبل ربع قرن الى نحو 7 الاف حاليا، بينهم 1700 طالبة اليوم. وتضم جامعة كابل اليوم 14 كلية هي: العلوم وتشمل الفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلك والجيولوجيا والبيولوجيا والكمبيوتر والهندسة وتشمل الميكانيكا والإلكترونيك والكهرباء والبناء والسياسة والتربية والطب العام والطب البيطري وطب الأسنان والآداب والاقتصاد والدراسات الإسلامية وغيرها.
ومع انهيار حكومة طالبان، يؤمل في أن تعود الحرية للمناخ التعليمي في جامعة كابل. فقد أصبح بإمكان النساء العودة للدراسة، لكنهن لن يتمكن من تحقيق أحلامهن إلا إذا سارع المجتمع الدولي بوضع الخطط لإنقاذ جامعة كابل العريقة. وألحقت الحرب الدمار بنظام التعليم المدرسي أيضاً في أفغانستان، ولم يعد باستطاعة سوى أعداد قليلة للغاية من الأفغان التطلع للانتساب إلى الجامعة.
وقد أغلقت الجامعة في منطقة علي اباد أبوابها عند بدء العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد أفغانستان، وقد زارتها «الشرق الاوسط» منذ عدة ايام، وكان الطلبة مازالوا في اجازة الشتاء، التي تنتهي بمنتصف شهر مارس (اذار)، ولاحظت «الشرق الاوسط» حالة من الفقر الشديد على المباني التعليمية، والتقت عددا من الطلاب وعميد كلية الشريعة في لقاء خاص البروفسور احمد كران.
وتعاني مباني الجامعة منذ سنوات من انقطاع المياه والكهرباء، وانعدام التجهيزات الأساسية. كما هاجرت أعداد ضخمة من الأساتذة والمحاضرين إلى دول أخرى.
وداخل الحرم الجامعي هناك كليات للشريعة والاداب والزراعة والعلوم والاقتصاد والحقوق والعلوم السياسية والفنون والطب، والكليات موزعة حول طريق طويل على جانبيه مناطق جرداء غير مزروعة . والتقت «الشرق الاوسط» الشقيقتين، مريم وايمان وهما من البشتون، ومريم طالبة في كلية الطب البيطري وتأمل في ايجاد وظيفة لها في معامل كلية الزراعة بعد التخرج، ولكنها تقول انها تحتاج الى خبرة كطبيبة بيطرية لمدة 3 الى 4 سنوات، اما شقيقتها ايمان، فخريجة ادارة أعمال فقالت لـ«الشرق الاوسط» انها تقدمت لوظيفة محاسبة في احدى مكاتب المنظمات غير الحكومية ولكنهم رفضوا اعطاءها الوظيفة بسبب ارتدائها البرقع، الذي استبدلته بالحجاب. اما احمد ضياء الطالب قسم العمارة بكلية الهندسة، ويبلغ من العمر 24 عاما، يقول ان فرص العمل متوفرة بموجب سوق العرض والطلب فهو يعمل حاليا في مجال المقاولات كمساعد مهندس تحت التمرين اثناء دراسته بالكلية». والتقت «الشرق الاوسط» ايضا الطالبتين من كلية الاداب نور الحياة وشاكرة من قسم اللغة البشتونية، وقالتا ان كليتهما بها اقسام لدراسة اللغات التركية والروسية والالمانية والداري والعربي والاسباني والانجليزية». وفي كلية الشريعة «فاكولته شرعيات ـ يوهنتون كابل» او كلية الشريعة بعلي اباد غرب كابل التقت «الشرق الاوسط» بعميدها البروفسور احمد كران، والكلية تخضع لعمليات ترميم شاملة، والبروفسور كران خريج من نفس الكلية قبل 43 عاما، ويتحدث العربية بطلاقة، بعد ان ذهب الى القاهرة حيث حصل على الماجستير والدكتوراه في الفقه المقارن من كلية الشريعة والقانون، وتحدث كثيرا عن ايامه الخوالي في مدينة البعوث الاسلامية ومنطقة العجوزة، وتذكر اساتذته مثل الشيخ العطار والاستاذ زهير والشاذلي والشيخ الدكتور سيد طنطاوي، ولديه ثمانية اولاد اكبرهم في الثلاثين من العمر يدرسون الاقتصاد والعلوم السياسية والمناهج العلمية، ولم تجذب دراسة الشريعة أيا منهم. وقال انه يفكر العودة مرة اخرى الى القاهرة في زيارة لانه اشتاق الى معالمها واصدقائه هناك».
وفي الكلية التي يتخرج منها الملالي، أي الذين يحصلون على لقب مولوي ومللا، مثل الشيخ قاسم حليمي كبير خبراء وزارة العدل الافغانية الذي عمل من قبل مدير تشريفات المللا عمر، قدمني الى عميد كلية الشريعة، وفي الكلية عدة اقسام للدراسات الاسلامية مثل الفقه واصوله، والعقيدة، والفلسفة والثقافة والدراسات الاسلامية، وكانت في الماضي اقسام اكثر الغي عدد منها بعد اغلاق الجامعة». ونفى ان يكون في الكلية دراسة مختلطة بين الذكور والاناث، وهناك قسم خاص للطالبات، واغلب الخريجات يعملن مدرسات للعلوم الاسلامية، ويجدن فرص عمل بسهولة».
ومسجل في كلية الشريعة هذا العام، بحسب العميد كران 525 طالبا منهم 300 من الذكور و225 من الاناث. ومعظم الخريجات يجدن فرصا افضل كمدرسات للعلوم الاسلامية». وتخرج الكلية ايضا قضاة شرعيين ومدرسين ومحامين. اما الراغبون في لقب مللا ومولوي فلهم منهج خاص يدرسونه بحسب البروفسور كران، يركز على الاحاديث والعلوم الشرعية والصرف والنحو والمنطق والعقيدة. وحسب البروفسور كران فالمولوي هو منصب ديني اعلى من الجهة الشرعية ويحق له الفتوى ويجب ان يكون حاصلا على الليسانس او البكالوريوس، وكل مللا لا يصير مولوي، واغلب الملالي او المتخرجين من كلية الشريعة يعملون في سلك القضاء. والمللا يقرأ منهجا شرعيا خاصا في التفسير والاحاديث والعقيدة والصرف والنحو واصول الفقه ثم يصير مولويا بعد ذلك، وكلاهما يتخرج من كلية الشريعة». واوضح البروفسور كران ان هناك اقبالا من الطلاب على كلية الشريعة لان الخريجين يعملون في القضاء وله كادر خاص من المرتبات المميزة». وهناك شروط للالتحاق بكلية الشريعة مثل حفظ اجزاء معينة من القرآن الكريم قبل الانخراط في السلك التعليمي. وقال البروفسور كران: قبل اغلاق الجامعة بسبب الحرب الاهلية كان لدينا مدرسون عرب يدرسون لغة الضاد للافغان، وكانت اللغة العربية من اهم المواد لدينا لانها كانت ومازالت لغة القران الكريم، والعام الماضي كان لدينا مدرسون من مصر، واللغة العربية في الماضي كانت من اصل المواد، وكانت الاسئلة توجه للطلاب بالعربي وكنا نشترط ان تكون الاجوبة كذلك باللغة العربية، ولكن حدث في افغانستان ثورات وانقلابات في عهد الشيوعيين، بعد ذلك ادت الى اضمحلال التعليم». واوضح ان كثيرا من الاساتذة فروا من كلية الشريعة الى باكستان بعهد طالبان لانها كانت تريد تدريس المناهج الفقهية الاصولية الخاصة بها». وقال البروفسور كران انه عانى الامرين بعهد حكم الشيوعيين في افغانستان ثم في عهد طالبان مما اضطره الى الهجرة الى باكستان المجاورة والانخراط في العمل الجهادي والاغاثي في بيشاور. وتعرفت «الشرق الاوسط» في مكتبه على الدكتور عبد الرزاق ورداك وهو ايضا خريج الازهر عام 1977، ومتخصص في اصول الفقه، وعلى احد المعيدين الجدد أختر محمد، الذي يامل في منحة دراسية من احدى الجامعات الاسلامية في السعودية مثل ام القرى في مكة المكرمة او الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة. وضمن الكادر التعليمي للكلية عدد من خريجي الجامعات السعودية». وفي الوقت الذي يعمل مسؤولو جامعة كابل على تحديث نظمها التعليمية ينشغل الشارع الافغاني والصحف المحلية بتهديدات طالبان عقب حرق عناصرها لعدد من المدارس الابتدائية، وكانت الحكومة الأفغانية قد وصفت الشهر الماضي تعهد طالبان بفتح مدارس في أفغانستان بأنه «سخيف»، مشيرة إلى أن هذه حجة لنقل «مدارس الكراهية» من باكستان إلى أفغانستان.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:21 PM

  رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الثانية عشرة) ـ طفرة إعلامية في أفغانستان.. 11 محطة تلفزيونية وتنافس حاد على الخبر والإعلان
عشرات الصحف اليومية بـ«الباشتو» و«الداري» بدلا من مجلة «الإمارة» لسان الملا عمر
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةعجوز افغاني محاط بأطباق استقبال كانت محرمة في عهد طالبان
كابل: محمد الشافعي
شاكيلة ابراهيم خليل، مذيعة تلفزيونية شابة في محطة تولو، تبلغ من العمر، 26 عاما، تعمل في القناة الوليدة منذ عامين، وخريجة إعلام من جامعة كابل، وهي من الطاجيك، وزينب محمدي، خريجة حقوق صحافية، من وكالة باجواك للاخبار، وهي من عرق الهزارة، ومريم عاصي مذيعة في محطة اريانا التلفزيونية، التقتهن «الشرق الاوسط» في يوم المرأة الافغانية الذي وافق 8 مارس (اذار) الجاري، والذي اقيم تحت اشراف «جبهة مللي»، وهي منظمة اسلامية في فندق انصاف بالقرب من شارع شهرانو، والذي يعني «المدينة الجديدة». «الشرق الاوسط» ذهبت الى الاحتفال بيوم المرأة، بدعوة من النائب البرلماني محمد صديق تشكري وزير الإعلام الافغاني الاسبق، مستشار الرئيس كرزاي، وهو ايضا من الطاجيك من قدامى المجاهدين. المحطات التلفزيونية الوليدة في كابل أغلبها محطات خاصة مملوكة لرجال اعلام ومجاهدين سابقين، من بينها ايضا محطة «نور»، وهي محطة إسلامية بحتة على غرار قناة «اقرأ» الاسلامية، التي بدأت البث التجريبي منذ اسابيع ويشرف عليها البروفسور برهان الدين رباني رئيس الجمهورية الاسبق زعيم الجمعية الاسلامية، ومحطة «نورين»، بالاضافة الى محطة واحدة مملوكة للحكومة. ومن المحطات الاخرى التي تتنافس على الخبر والاعلان، كما تقول الاعلامية شاكيلة، قنوات «تولو» و«اريانا» مملوكة لشركة اتصالات، ولرجل اعمال معروف اسمه احسان الله بيات و«فردا» وتعني محطة «الغد» و«افغان»، و«شمشات»، وهو اسم جبل مشهور في التاريخ الافغاني. اما بالنسبة للصحف، كما يقول الوزير تشكري لـ«الشرق الاوسط» فحدث ولا حرج، فبدلا من مجلة «الإمارة»، لسان حال الملا محمد عمر التي كانت تصدر شهريا من قندهار، وتحمل بين طياتها الفتاوى الاصولية، فاليوم هناك عشرات الجرائد اليومية مثل «اوت لوك افغانستان»، «كابل تايمز»، و«افغانستان تايمز» باللغة الانجليزية.. و«8 ايه ام»، و«انيس» كلاهما بالداري، وايضا بالبشتو، وكذلك «صباح». ومريم عاصي طاجيكية من محافظة بغلان تتحدث الانجليزية بطلاقة. واثناء سنوات طالبان في الحكم كانت تتعلم في باكستان المجاورة. اما زينب محمدي فقد خرجت مع عائلتها الى ايران، فيما شاكيلة كان حظها مختلفا فقد ظلت طوال حكم طالبان منذ 1996، تتعلم في المنزل ومدارس سرية حتى فرج الله الأمر كما تقول بسقوط الحركة عام 2001. وتضيف شاكيلة: «هناك مضايقات، وعدم تفهم كثير من الاسر لمعنى العمل الاعلامي او تقبله، لأن كثيرا من خريجات الاعلام ترفض اسرهن العمل في هذا الحقل، لانه جديد على المرأة». وتوضح «هناك نعمة اعلامية اليوم، نحمد عليها مقارنة بعهد طالبان التي لم تكن تسمح إلا بإذاعة «الشريعة» التي تعلن فتاوى الملا عمر قائد الحركة او موعد تنفيذ الحدود في ملعب العاصمة كابل. واليوم أصبح بوسع سكان كابل مشاهدة التلفزيون الأفغاني الذي كان قد توقف عن البث مع استيلاء طالبان على المدينة. وأصبح بوسع سكان مناطق كابل، مشاهدة البرامج الموسيقية والمقابلات ونشرات الأخبار التي تبث بلغتي الباشتو والدراي. وتقول شاكيلة إن استئناف البث التلفزيوني أمر مهم بالنسبة لنساء العاصمة الأفغانية اللواتي حرمن من حرياتهن، وفرضت عليهن القيودُ في ظل حكم طالبان. وعندما التقيت وكيل متوكل، وزير خارجية الحركة الاصولية قبل سقوطها بستة شهور، وسألته كيف يتعرف على اخبار العالم، وهو وزير خارجية الملا عمر، أكد ان لديه طبق استقبال (دش) فوق مبنى الخارجية، وعبره يشاهد «سي إن إن» بانتظام ومحطات عربية. وترتدي شاكيلة اليوم الحجابَ، وظهورها بهذا الشكل دون محرم في شوارع العاصمة كابل كفيل بأن يعرضها لعقاب شديد أيام طالبان. وكانت الموسيقى والرقص والغناء والتلفزيون والتدخين، في المدن الافغانية حراما بينا فجميعها محظورة. واعتبارا من العاشرة مساء يلزم الجميع بيوتهم باستثناء مسلحي طالبان الذين يجوبون الشوارع المظلمة وفي ايديهم الكلاشينكوف والجرينوف الخفيف، ولا يتم السماح إلا للمرضى بالمرور وكذلك حالات الولادة بالتوجه في ايِّ وقت من الليل الى المستشفيات.
وفرضت طالبان وضعا دينيا واجتماعيا يحتم على الجميع الالتزام به وعدم الخروج عليه وإلا تعرضَ لسلطات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي من الوزارات السيادية، ولمسؤوليها كلمة نافذة في التعامل مع المخالفين للشريعة الاسلامية. وقد ينتهي الامر للمخالفين بالاحالة الى ديوان الجزاء، او بيت التأديب في المحبس العمومي، لتنفيذ التعزير وحدود القصاص، وهناك سوط من الجلد المقوَّى، بني اللون معلق وراء مكاتب المسؤولين في محكمة التمييز العليا او «ستور محكمة» كما يسميها الافغان، وجاهز لتنفيذ الحدود مثل الزنى وقذف المحصنات وشرب الخمر.
وكانت محطة تلفزيون كابل قد أصيبت بأضرار جسيمة خلال المعارك بين الفصائل الأفغانية، وفي عام ستة وتسعين مع وصول طالبان الى الحكم أصبحت مهجورة تماماً. كما تحول طبق بث واستقبال الأقمار الصناعية الخاص بالمحطة إلى حطام، الأمر الذي دفع الفنيين الأفغان إلى تركيب هوائي إرسال فوق مبنى فندق إنتركونتيننتال في كابل بجوار كثير من أطباق الإرسال التي نصبتها شبكات التلفزيون العالمية لنقل تغطيتها من كابل. وكانت أول كلمات قالها التلفزيون الافغاني مع عودته للحياة: «نحييكم مشاهدينا ونتمنى أن تكونوا جميعاً بخير.. إننا سعداء لنجاحنا في تحطيم الإرهاب ودحر طالبان لنتمكن من تقديم هذا البرنامج لكم». وتتمتع قناة (تولو) التي تعني باللغة الأفغانية (الفجر) بشعبية كبيرة في تنامي أعداد مشاهديها منذ الإطاحة بطالبان في أكتوبر (تشرين الأول) 2001 وتستحوذ هذه القناة على حوالي 90 في المائة من سوق الإعلانات التلفزيونية الأفغانية. وتسعى «تولو» التي يوجد مقرها في حي وزير اكبر خان «إلى زيادة حدود مساحة الحركة التي تتعامل من خلالها بما في ذلك الترويج للثقافة الشبابية وتناول العديد من القضايا التي تعتبرها الثقافة التقليدية في أفغانستان من المحرمات». ومن ابرز مقدمي المحطة شكيب إسار مقدم أحد برامج الأغاني المصورة الشهيرة «فيديو كليب» فقد ترك العمل، وطلب اللجوء السياسي في السويد بعد تلقيه تهديداً بالقتل من متطرفين لدخوله خانة المحظور. ولم يكن أحد يتصور قبل خمس سنوات تقريباً أن يدور جدل في أفغانستان بشأن أداء قناة تلفزيونية مثل «تولو» تبث من داخل البلاد حيث كانت حكومة طالبان تفرض قيوداً صارمة على المشهد الإعلامي. في الوقت نفسه، فإن الجدل الذي أثارته وتثيره قناة تلفزيونية خاصة يكشف العديد من جوانب المشهد السياسي والإعلامي في هذه الدولة التي ما زالت تعاني الحرب المستمرة عبر نحو ثلاثين عاماً.
وتجربة قناة «تولو» التي يوجد مقرها في حي وزير أكبر خان، مقر السفارات الغربية، في شارع مغلق تحت الحراسة المشددة، مثيرة للجدل، فقد اجرت المحطة من قبل مقابلات مع قادة طالبان التي تقود تمرداً مسلحاً ضد القوات الأجنبية في أفغانستان والحكومة الأفغانية. وهذه المقابلات اثارت كثيرا من الجدل في كابل.
وفي البداية، أثار القائمون على المحطة الجدل بسبب بث الأغنيات المصورة (فيديو كليب) وظهور مقدمي البرامج الشبان يرتدون الملابس الغربية. أما اليوم وبعد أن أصبحت قضية الأمن والاستقرار تحتل قمة أولويات الأفغان وليس نمط الملابس ولا الموسيقى والأغاني، اتجهت القناة إلى تغطية تحركات مقاتلي طالبان الذين صعَّدوا عملياتهم العسكرية أخيراً. وفي الوقت الذي يحاول فيه العاملون في «تولو» الوصول إلى أعماق حركة التمرد المسلح الذي تقوده حركة طالبان، فإنهم يواجهون تحديات متزايدة من جانب الحكومة المركزية في كابل. ويقول الوزير السابق تشكري إن تغطية عمليات وأنشطة طالبان تعني المساعدة على معرفة أسباب التمرد المسلح. كما تكشف المحطة عن الكثير من ممارسات الفساد وإساءة استخدام السلطة من جانب جهات محسوبة على الحكومة الأفغانية بالإضافة إلى اختبار مدى جدية حكومة كرزاي في الالتزام بالديمقراطية. وكانت القناة قد تعرضت لموجة عنيفة من الانتقادات، ففي العام الماضي، تعرضت إحدى مذيعات القناة وتدعى شيماء رضائي للقتل في منزلها بعد أشهر قليلة من ترك عملها في القناة كمقدمة برامج. ولم يتم الكشف عن لغز الجريمة وتنكرت القناة لقضية المذيعة حيث قال القائمون عليها: «ليست لهم أية مسؤولية تجاهها لأنها قتلت بعد أن تركت العمل في القناة».
وتتخوف الاعلاميات من جرائم ارتكبت من قبل ضد العاملين في الحقل الاعلامي، مثل مقتل مديرة ومالكة «إذاعة السلام» الأفغانية الخاصة التي تبث من بلدة جبل السراج في ولاية بروان شمال العاصمة كابل العام الماضي. بعد ان اقتحم مسلحون منزلها وقتلوها بسبع رصاصات، بسبب ما تحظى به الإذاعة من تأييد السكان في ولاية بروان وكابل، إذ تقدم كثيراً من المعلومات إلى مستمعيها وغالبيتهم من النساء.
ويرى منتقدو «تولو» أن تغطيتها لقضايا الفساد وغياب الأمن توفر فرصة جيدة لطالبان التي تستغل مثل هذه التقرير من أجل تأجيج مشاعر الاستياء الشعبي ضد الحكومة الأفغانية في كابل.. ليس هذا فحسب بل إن هذه القناة أصبحت تتيح الفرصة أمام متحدثين باسم طالبان للظهور على شاشتها ومخاطبة الشعب الأفغاني، وهو ما يثير غضب الحكومة. وكانت المحطة قد استضافت أحد عناصر طالبان عبر الهاتف ليعلق على الأحداث.
ويقول مقربون من المحطة: «إن الأمر لا يعدو كونه استراتيجية سياسية من جانب طالبان التي تريد توصيل رسائلها الإعلامية إلى أكبر عدد ممكن من الأفغان، ولذلك فإنهم يفضلون هذه القناة التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وقادة طالبان يدركون تماما أن الإعلام سلاح رئيسي في الصراع الدائر حاليا بأفغانستان. ويقول صحافيون من «تولو» إنهم كلما حققوا اتصالاً أكبر مع قادة طالبان حصلوا على قصص إخبارية أفضل وأكثر نجاحاً، ولكن الأمر يأتي بثمن سياسي كبير. من جهة اخرى، ترفض كثير من العائلات والقبائل البشتونية اليوم ظهور بناتها على شاشات التلفزيون، على الرغم من إقرار قوانين تضمن حرية العمل الإعلامي للنساء والرجال بعد سقوط طالبان. وكانت إعلامية أخرى تعمل في تلفزيون «طلوع»، أبرز المحطات الخاصة في كابل، قد قتلت على يد شقيقها قبل فترة، لرفضها التخلي عن ظهورها عبر الشاشة وعملها في الإعلام. وعزا مراقبون قتل الإعلاميات في أفغانستان إلى التشدد، علماً ان الإعلاميين، رجالاً ونساء يواجهون مضايقات من جهات مختلفة، سواء أجهزة الأمن أو الجماعات القبلية المسلحة أو الأقارب. ووصلت تهديدات إلى العديد من الإعلاميات تنذرهن بالقتل إذا لم يقلعن عن ممارسة المهنة. وكانت طالبان قد فرضت وضعاً دينياً واجتماعياً يحتم على الجميع الالتزام به وعدم الخروج عليه وإلا تعرض لسلطات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي من الوزارات السيادية، وكانت لمسؤوليها كلمة نافذة في التعامل مع المخالفين لحدود الشريعة، وقد ينتهي الامر للمخالفين بالاحالة الى ديوان الجزاء، او بيت التأديب في المحبس العمومي، لتنفيذ حدود القصاص. وتعلق زينب محمدي بقولها: «لا تصدق اننا نتمتع بحرية اعلامية كاملة او حرية التعبير كما تقولون في الغرب، فالوزارات تحجب عنا المعلومات. وقد ذهبت منذ اسابيع الى مسؤولي وزارة التعليم لمعرفة عدد المدارس في جنوب افغانستان التي أحرقها مسلحو طالبان، ولم يفيدونا بأرقام. وتكشف محمدي أنها اعتقلت، الاسبوع الماضي، مع المصور لأنها ذهبت الى منطقة كوتل خيخانة في كابل لإجراء تحقيق عن اوضاع مأساوية يعيش فيها المهاجرون هناك، ولكنها لا تعرف أن أحد قادة الجهاد الافغاني السابقين يعيش على مقربة من نفس المبنى، ولم يكن لديها تصريح للتصوير من السلطات المختصة فتم احتجازهَا. وتقول زينب إن العاملين في الحقل الاعلامي الافغاني مستهدفون من اكثر من جهة سواء قبليّة او طالبان او الأمن الذي لا يرضى كثيراً عن التغطيات الاعلامية لأنها ليست في صالحهم.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:22 PM

  رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الثالثة عشرة) ـ شرطي مرور أفغاني: الانتحاريون غيروا نمط السير وسط كابل
محمد نعيم لـ«الشرق الأوسط»: لا تسأل عن الغد.. ولكن المهم ألا تعود العمائمُ السوداءُ
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كابل: «الشرق الاوسط»
محمد نعيم ورداك، شرطي افغاني، مهمته تنظيم المرور في شارع شهرانو، ويعني «المدينة الجديدة» وسط العاصمة كابل؛ يعول 6 اطفال، مرتبه لا يتعدى 60 دولاراً شهرياً، يعمل بهمة ونشاط منذ السابعة صباحا وحتى الخامسة مساءً لا يكل ولا يمل بدون اشارات ضوئية، فقط صفارته وصوته الجهوري وتعليماته التي لا تقبل النقاش «تقدم او تأخر» وسط فوضى مرورية عارمة لا مثيل لها في أي مكان بالعالم، فشوارع العاصمة الافغانية عندما شقت كانت مهيأة لاستضافة 400 الف افغاني واليوم تستضيف العاصمة 4 ملايين مع زيادة هائلة في أعداد السيارات بسبب الطفرة الاقتصادية التي حلت على كابل بعد سقوط حركة طالبان الاصولية، وتوافد ممثلو المنظمات غير الحكومية وسيارات قوات التحالف التي تقطع الشوارعَ بسرعة كبيرة خوفاً من ترصد الانتحاريين لها. وفي الشارع، عدد من البنوك الحديثة؛ منها بنك كابل وعدد آخر من المتاجر والمولات والبوتيكات الحديثة، وشهرانو متقاطع مع الشارع السياحي «تشيكن» وشارع الزهور، ولا تهدأ فيه حركة السير منذ شروق الشمس وحتى المغيب». يقول الشرطي محمد نعيم في لقاء خاص عبر مترجم بشتوني أمام فندق صافي لاند: «لا تسأل عن الغد فهو في علم الله، أما الخوف الوحيد فهو من سيارات الانتحاريين التي لا تعرف الحق او الباطل، وبسببها يضيع الضحايا الابرياء». وقال انه يبتهل الى الله يوميا منذ ان يخرج من منزله ان يعيده الى اطفاله او أن يغفر له ويدخله الجنة اذا مات، «هذا كل ما أستطيع فعله. الجميع خائفون على ما أعتقد من التفجيرات او عودة العمائم السوداء في اشارة الى طالبان». ويقول ورداك إن سلسلة التفجيرات التي قامت بها طالبان واستهدفت قوافل عسكرية أجنبية غيرت من نمط المرور في كابل لأن معظم السائقين يحاولون اليوم تفادي وسط المدينة بالسير في شوارع جانبية بعيدا عن قوافل السيارات الاجنبية التي باتت هدفا للانتحاريين. ويضيف ان ربكة المرور تحدث عندما تمر افواج سيارات القوافل الاجنبية فيوقف السائقون سياراتهم فجأة في عرض الطريق أو يغيروا طريقهم عندما يروا الجنود بسبب الخوف من المهاجمين الانتحاريين. ويلجأ السائقون حاليا إلى الإبطاء أو الخروج عن أيِّ طريق لتفادي القوافل العسكرية خشية أن يسقطوا ضحايا لأي هجوم تنفذه حركة طالبان. وخلال الاسابيع الماضية، شهدت العاصمة كابل ثلاثة تفجيرات؛ احدها داخل فندق سيرينا الفخم ثم تفجير انتحاري على طريق المطار، وآخر أمام فندق اريانا الذي لا يبعد عن القصر الجمهوري سوى بضعة امتار. ورداك مثل العشرات غيره من المواطنين الافغان الذين التقتهم «الشرق الاوسط» بعد مرور 6 أعوام من سقوط طالبان يؤكدون أن الغرب لم يحقق ما وعد به من تنمية وازدهار لأفغانستان. وإضافة لتدهور الأمن والنظام في البلاد، فإن الفساد يعد سبباً آخرَ لمعاناة الأفغان. ويقول ورداك «أفراد الحكومة الذين لا يفكرون إلا في ملء جيوبهم هم السبب وراء انتشار الفساد في البلاد». وآخرون يلقون باللوم على قوات الاحتلال التي بنوا عليها آمالهم في الازدهار. وقتل نحو 4 آلاف، ربعهم تقريبا من المدنيين، في معارك العام الماضي، وهو أكثر الأعوام دموية منذ إطاحة حكومة طالبان عام 2001. وشنت الولايات المتحدة حربها ضد أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 لإسقاط نظام طالبان وحلفائه من تنظيم «القاعدة». و«إيساف» المنتشرة منذ ديسمبر(كانون الأول) 2001 في أفغانستان، تحولت إلى قيادة حلف الناتو عام 2003، وتولت عقب ذلك السيطرة على مناطق الشمال ثم الغرب، ثم الجنوب الذي يعد المنطقة الأكثر إضطراباً، والتي يتمركز فيها بكثافة مقاتلو طالبان. ويأتي الارتفاع في وتيرة هذه الهجمات، فيما تشهد أفغانستان أكثر مراحل العنف دموية منذ عام 2001.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:23 PM

  رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الخامسة عشرة) ـ أطفال الشوارع الأفغان قنبلة موقوتة تبحث عن حل
يبيعون العلكة ويعملون بتلميع الأحذية وتنظيف السيارات أو التسول
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالطفل جواد ولي
كابل: محمد الشافعي
كما قال غاندي يوما: «إذا أردت أن تغير وجه العالم، فلتبدأ بالأطفال»، ولكن هذه القاعدة لاتنطبق على أفغانستان، فأمام فندق صافي لاند مارك بشارع شهرانو، ويعني «المدينة الجديدة» يقف مجموعة من الأطفال الأفغان بوسط العاصمة كابل منذ ساعات الصباح الباكر وحتى حلول الظلام في انتظار الصحافيين ورجال الاعلام وممثلي المنظمات غير الحكومية، الذين يقطنون الفندق، ويفرض الأطفال الصغار وجودهم بالحاح على مرتادي الشارع الذي يضم بنوكا حديثة ومراكز تجارية وبوتيكات، وهو متقاطع مع تشيكن ستريت قبلة السياح والأجانب. من بين هؤلاء الأطفال تحدثت «الشرق الأوسط» الى الطفل جواد ولي الدين، وهو بشتوني يبلغ من العمر 9 سنوات، يبيع العلكة، وليس معه سوى اقل من 6 قطع في صندوق صغير يجري بخفة بين العربات، ويقف بنظرات حزينة منكسرة طوال النهار، في انتظار ما تجود به أيدي الغرباء القادمين الى الفندق أو بوتيكات أو مطاعم شارع شهرانو.
قال جواد انه يكسب احيانا ما بين 50 الى 200 افغاني في اليوم، اذا كان سعيد الحظ جدا، أي يعني اقل من اربعة دولارات. ويعول جواد امه واشقاء ثلاثة يصغرونه في العمر، ويضيف ان هذا عمله اليومي في الوقت الذي تتعطل فيه المدارس، وبعد الدوام يخرج من المدرسة ايضا لالتقاط رزقه، ويشير الى ان معظم زبائنه الذين يجودون عليه بالحسنة، يرفضون اخذ العلكة منه ويتركونها له، رغم إلحاحه عليهم، ويشير الى أن كثيرا من زبائن الفندق تعودوا عليه، وبمجرد ان يروه ينادون عليه بالاسم ليسمح له شيرزاد حارس الفندق، وهو من وادي بانشير بالاقتراب لمنحه ما تجود به انفسهم. ويوضح أن واجهة الفندق الأمامية اصبحت ملاذه في ايام الشتاء الممطرة أو ايام الصيف، ولا يسمح لأحد من اقرانه من اطفال الشوارع بمشاركته اياها. وشعرت وأنا أتحدث الى الطفل الصغير مثل غيره، والذي يدرى ما مصيره، ولا يعرف معنى لكلمة المستقبل، وتدور أعينه يمينا ويسارا، وهو يرد على اسئلة المترجم، يحاول ان يتخلص من الاسئلة بعرض بيع قطع العلكة مرة اخرى، وبابتسامة واهنة، كنت احس أن الأرض ضاقت عليه بما رحبت، عندما سألته لماذا لا يذهب الى المدرسة او لتعلم حرفة، وهو يقول انه لا يعرف غير هذه المهنة، وهو افضل كثيرا من غيره من أطفال في عمره. وفي الوقت الذي تتركز فيه أنظار العالم على الصراع الدائر منذ سنوات، بين قوات التحالف وفلول طالبان، فإن أطفال هذا البلد الذي دمرته الحرب، يموتون بسبب الجوع والفقر والاحوال المعيشية البائسة والجفاف الذي ضرب مناطق واسعة، أو يلقون حتفهم في العمليات الانتحارية التي تضرب معظم المدن الافغانية، اثناء وجودهم بالصدفة على قارعة الطريق. وتقول وكالات الأمم المتحدة إن 1.9 مليون من شعب أفغانستان، مهددون بسبب الجفاف. وقال صاحب احد بوتيكات شارع شهرانو لـ«الشرق الأوسط» إنه يشعر بغضب عارم إزاء المساعدات التي تصل الحكومة وهي بالملايين، فيما هناك المئات من المتسولين الأطفال الذين لا يجدون ما يسد رمقهم. وأضاف «الكثير من الأموال تصل بلادنا، لكننا لا نرى منها أثرا». وفي تقاطع حي وزير اكبر خان مقر السفارات الغربية، والذي كان مقرا للافغان العرب عهد طالبان، شاهدت «الشرق الأوسط» الطفلة نور، وهي تتنقل بكل خفة بين سيارات الأجرة والملاكي تعرض بضاعتها من مناديل الورق، ووسط الزحام تلتقط ما يجود به المحسنون من صدقة.
ويوجد في كابل ما بين 60 الفا و70 الفا من أطفال الشوارع الذين يعيشون حياة بائسة للغاية بحسب تقديرات جمعيات حقوقية، وينافسون بعض كبار السن الذين سدت في وجوههم منافذ الرزق في التسول ومضايقة المارة بالحاح عن ظروفهم الصعبة. ويعيش أغلب الاطفال على التسول أو تلميع الأحذية وتنظيف السيارات وحراستها لانتشار ظاهرة سرقة مرايا السيارات الجانبية والاطارات. وعندما ذهبت مع الكولونيل سلام حياة وهو مستشار عسكري سابق في السفارة الافغانية بلندن ومن اقرب الشخصيات الى احمد شاه مسعود قائد قوات التحالف الشمالي الذي اغتالته القاعدة قبل يومين من هجمات سبتمبر الى مطعم هراة بوسط كابل لتناول العشاء، دفع لمجموعة من الصبية قليلا من المال لحراسة سيارته. وعندما عدنا كان خمسة من هؤلاء الصبية في حدود الـ12 من العمر يتحلقون حولها، ودفع لكل واحد منهم حوالي 20 افغانيا أي نصف دولار. وقال لي الكولونيل حياة «ان المشكلة مزمنة، واطفال الشوارع باتت ظاهرة عامة ليس في كابل وحدها، بل في كثير من المدن الافغانية، بسبب قصور الخدمات الاجتماعية». واضاف: «يعمل اطفال الشوارع الافغان كباعة جائلين أو يتسولون. وفقد كثيرون آباءهم أو أحد الأبوين في الحروب التي شهدتها أفغانستان على مدى ثلاثة عقود، وعانوا من أزمة نفسية حادة. وراح 50 الفا ضحية الحروب في كابل وحدها». وأوضح: «اعتقد أن التعليم يمكن أن يصنع مناعة المجتمع ضد تشغيل الأطفال». لقد قمت من قبل بعدة زيارات لأفغانستان كانت اولها ايام الحركة الاصولية التي منعت التلفزيون وتعليم البنات، وسقطت نهاية عام 2001. ويتضح لي كلما ألقيت نظرة على التقارير الصحافية المرسلة من أفغانستان، ان اجهزة الاعلام الغربية اكثر اهتماما بالجانب العسكري والعمليات الانتحارية والإرهاب، مع سيل من الصور الفوتوغرافية تنشرها وسائل الإعلام تلك تهيمن عليها صورة البرقع والتسول وأصحاب اللحى والمسلحين في الشوارع اينما ذهبت. علماً أن ثمة حياة يومية طبيعية تسود في أفغانستان، بعد ست سنوات ونصف من سقوط نظام طالبان، ولكن للأسف لا نسمع عنها شيئاً.
ويشكل الأطفال الافغان جزءًا من الحياة اليومية هذه. ويعتبر الأطفال في بلد لا يتعدى فيها متوسط حياة الفرد خمسين عاماً، مستقبل البلاد وأملها. وصادفني خلال وجودي في افغانستان لمدة اسبوعين زرت فيها قاعدة باغرام العسكرية الاميركية وولاية كونار واسعد اباد ومحافظة باميان، جيل شاب مليء بالنشاط والحيوية تشع منه الطاقة، وترتسم على وجهه الضحكة. ما رأيته في هذا الجيل لا يتطابق مع الصورة النمطية المعروفة لدينا، وشاهدت في وسط كابل بنات في عمر الزهور محجبات وأطفالا يتامي يتسولون، وشحاذين بترت أيديهم أو أرجلهم بفعل سنوات الجهاد. وحاولت أيضاً من خلال ما شاهدته في الشارع الافغاني التركيز على عمالة الأطفال، التي تُعتبر في معظم الأحيان ضرورة اجتماعية لن تزول في المدى القريب، حيث ان الفتيات والفتيان يساعدون عائلاتهم على تحسين مدخولهم المادي.
وتكمن المشكلة في تصوير عمالة الأطفال في كيفية إظهار الطفل في الصورة. ومن خلال مشاهداتي تعرفت على أولئك الأطفال على أنهم أشخاص يقومون بعمل ما، ولم أصورهم كمجرد موضوع أمام عدسة الكاميرا، أي أني اتبعت مراقبة ما يقومون به فعلاً، بدلاً من أن أطلب منهم القيام بعمل ما من أجل الكاميرا فقط.
وأطفال الشوارع في كابل، يواجهون مشاكل وأخطارا كثيرة، من بينها العنف الذي يمثل الجانب الأكبر من حياتهم اليومية سواء العنف بين مجموعات الأطفال صغيري السن، أو العنف من المجتمع المحيط بهم، أو العنف أثناء العمل. وهناك اطفال يموتون يوميًا في أفغانستان، نتيجة أمراض الرئة، وسوء التغذية، وغيرهما من الأمراض التي يمكن تفاديها.
ويتعرض الاطفال ايضا لرفض المجتمع، لكونهم أطفالا غير مرغوب فيهم في مناطق مجتمعات معينة، بسبب ملابسهم ومظهرهم العام. بالإضافة إلى تعرضهم لمشاكل صحية مختلفة، تبدو واضحة في البثور والطفح الجلدي، مما يحيط بهم من ظروف معيشية، ومشاكل نفسية بسبب فشلهم في التكيف مع حياة الشارع. والأطفال هم ثروة الشعوب الرئيسية التي يجب أن تحيا في متن المجتمعات، لا أن تبقى على هامشها، لتلقى كل رعاية كي ينتج جيل صحيح غير مشوه. كما أن حالة الحرب التي تدور رحاها في افغانستان مثلاً أضرت بأعداد كبيرة من الأطفال الذين إما راحوا ضحية مباشرة للتفجيرات الانتحارية اليومية في جنوب البلاد، او حتى في العاصمة كابل، وإما طحنت رحى الحرب أقاربهم فلم يجدوا سبباً من أسباب الرعاية. وتأتي أفغانستان على رأس قائمة البلدان التي تضرر أطفالها جراء الحرب هناك، وليس ثمة خلاف على أن الأطفال الأفغان هم أكبر المتضررين من حالة الحرب المستمرة لعقود في البلاد، فقد حولت عدداً هائلاً منهم إلى يتامى وحرمتهم من كل أشكال الرعاية، إذ تحتل أفغانستان المرتبة الرابعة في ارتفاع عدد وفيات الأطفال في العالم، بعد أنغولا وسيراليون والنيجر. والخاسر في أي حرب هم الأطفال، وتتعاظم هذه الخسارة إذا كان البلد المستهدف مثل أفغانستان الفقيرة. فبعد مرور أكثر من سبع سنوات على سقوط طالبان، يوجد الآن ما يقارب 300 ألف طفل أفغاني لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة، بسبب القصف والقتل المستمرين. وقد ارتفعت نسبة هؤلاء الأطفال المحرومين من التعليم في أفغانستان المحتلة بواقع 50% منذ عام 2006؛ حيث كان 200 ألف طفل يجبَرون على لزوم بيوتهم، خوفًا من الحرب الدائرة بين قوات الناتو ومسلحي حركة طالبان. وتشير التقديرات الحكومية الى وجود 6 ملايين طالب اليوم في المدارس بصفة منتظمة، ولكن ما زالت حركة طالبان تفرض سطوتها ضد حركة التعليم في قندهار وارزوجان وهلمند ولشكر جاه في الجنوب الافغاني، وتقوم الحركة الاصولية من حين لآخر بحرق المدارس، وتقدر الدوائر الحكومية الافغانية عدد المدارس التي احرقتها طالبان باكثر من 200 مدرسة في الجنوب الافغاني. ويقول مسؤولو وزارة الداخلية الافغانية: «إن حكومة أفغانستان ستسعى بكل قوتها لمحاربة الإرهاب». ويقول الجنرال زاهر عظيمي المتحدث باسم الداخلية الافغانية لـ«الشرق الأوسط» في انتقاد لفترة طالبان: «يوجد الآن 6 ملايين طفل أفغاني، يرتادون المدارس في كل أنحاء البلاد، وهو الرقْم الذي تضاعف بشدة عما كان عليه أيام طالبان». وأضاف أن عناصر طالبان يريدون اعادة عقارب الساعة الى الوراء بحرق عشرات المدارس وحرمان الصغار من التعليم». وأضاف عظيمي انه من اجل حل بعيد المدى نحتاج إلى المساعدة لتعزيز القوات المسلحة الأفغانية نوعا وكما، بشكل تصبح قادرة على تحمل مسؤولياتها، على حدّ تعبيره. وتشير ارقام صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الى أن ربع الأطفال الأفغان الذين تراوح أعمارهم بين سبع سنوات و14 عاما يعملون، مضيفة «أن عدد الأطفال الذين يعملون في الأرياف أكبر من المدن».

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:24 PM

  رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قدم القيسوني المقترحات بصورة سيئة لمجلس الشعب والطريف أن عضوا واحدا تحدث ضدها
السفير موريس يوالي تشريحه الدقيق للمظاهرات وتداعياتها:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةبعض الدمار الذي تسببت به مظاهرات 18/19 يناير التي اطلق عليها الرئيس السادات اسم انتفاضة الحرامية (صور خاصة بـ «الشرق الأوسط»)نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةد. عبد المنعم القيسوني نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةممدوح سالم
حسن ساتي
* وثيقة رقم: 128/77
* من: سفير جلالة الملكة بالقاهرة
* الى: وزير الخارجية، لندن، سري للغاية
* الموضوع: مظاهرات 18/19 يناير المدنية
* أسباب الاضطرابات:
1/ مجرى الأحداث مرفق في ملحق بهذه المذكرة، أما السبب الفوري للاضطرابات فيعود إلى مقترحات الحكومة في ميزانية 1977 التي تضمنت استقطاعات لدعم لسلع أساسية محددة، والانتقال من نسبة التحويل الرسمية إلى التحفيزية على سلع أخرى مستوردة. وكان أثر هذه الاجراءات الزيادة في عدد من المواد في الاستخدام العام، والنوعيات الأفضل من الرغيف والسكر والأرز والسجائر وكذلك الشاي (فيما عدا الذي يتم الحصول عليه ببطاقات التموين)، والغاز والبترول وأسعار مواصلات التذاكر للمحافظات: (تعتبر زيادة 45% في أسعار الغاز حالة خاصة، والغاز مستورد وقد طالب وزير البترول بهذه الزيادة العالية لإعادة توجيه المستهلكين إلى الإنتاج المحلي من الكيروسين).
2/ هذه الإجراءات جزء من حزمة مصممة للتجاوب مع صندوق النقد الدول خلال الاثني عشر شهرا الماضية أو أكثر حول كيفية العودة بمصر الى اقتصاد السوق ولمعالجة عجز الميزانية المحلي وعجز ميزان المدفوعات، فيما جاء اتخاذ القرارات وتوقيتها ومحتويات الحزمة من قبل الحكومة المصرية نفسها. وبعيداً عن الأهداف الاقتصادية الداخلية، ودعم صندوق النقد الدولي المحدود الذي سيرافق الحزمة، كان هدف الحكومة المصرية، الحصول على (شهادة حسن الإدارة) من صندوق النقد الدولي، والتي طالب بها المانحون من الأغنياء العرب كشرط لاستمرار دعمهم المالي.
3/ يبدو د. القيسوني، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وهو الذي قدم المقترحات لمجلس الشعب يوم 17 يناير، على قناعة، بأنه قد أحسن تنظيم حزمته، وقد احتوت على استيراد أعلى وضرائب أخرى على سلع غير ضرورية، وزيادة في الرواتب والعلاوات للعاملين في قطاع الدولة، ورفع السقف المعفي من الضرائب، لجعل العبء يقع بصورة أكثر ثقلا على القادرين وتحجيم الأثر على الأكثر فقرا. ولم تتأثر مواد كثيرة من المواد التي تستهلكها الجماهير/مثل الرغيف البلدي، والفول، والعدس وبعض أنواع الشاي والسكر الخشن، وبعض أنواع الأرز، والقمح، واللحم المستورد وأنواع محددة من زيوت الطبخ النباتية، ومن هنا جاء جدل البعض، بأن أكثر المحرومين، والذين شكلوا على الأقل جزءا من المتظاهرين لم يتأثروا بصورة كبيرة بتلك الزيادات. من الصعب القطع تحديدا من يستهلك ماذا في مصر، ولكن ربما يستدعي توضيح هذا التناقض في مكان آخر. وهنا يبدو أنه وبحلول 17 يناير، كانت القاهرة، وبلا شك مدنا أخرى، ممتلئة بقصص عن زيادات في الأسعار واسعة المدى ووشيكة، وأن تجار التجزئة قد بدأوا وضع الاسعار على بعض السلع مقدما مستبقين التقديم الرسمي للميزانية، ومن هنا فربما كان رد فعل المتظاهرين أقل تجاه تفاصيل مقترحات الأسعار من رد فعلهم تجاه مخاطر الزيادات.
4/ كانت هناك إشارات مسبقة في الأحاديث والخطابات الحكومية حول الحاجة للصرامة، وبين المتعلمين، والذين على دراية بالوضع الاقتصادي، يعرفون كم هو كارثي أي إجراء يمكن أن يصيب الميزانية وعجز ميزان المدفوعات، ولكن النشر المتعلق بهذا الشأن كان باستمرار عن السكر، ولكن ليس إطلاقا عن الحزمة، وعلى سبيل المثال كان النشر في الصحافة يوم 16 يناير عن زيادة الرواتب للعاملين في قطاع الدولة.
5/ جاء عرض مقترحات الميزانية من الناحية السياسية مفتقدا للبراعة، ففي يوم 16 يناير أوضح د. القيسوني خطوط الميزانية بصورة عامة لحزب الحكومة، ولكن من الواضح أنه تحاشى عرض التفاصيل على أرضية سرية الميزانية فيما تقبل الحزب مقترحاته دون معرفة الحقيقة. ويوم 17 قدم د. القيسوني المقترحات بصورة سيئة لمجلس الشعب ليصاحبها نقاش قليل جاد فتحدث عضو واحد من المجلس ضدها. واحتوت صحافة الصباح يوم 18 يناير تقارير عن خطاب القيسوني، ولم يكن في مرحلة ما إيضاحا سياسيا صادقا لأهمية زيادة الأسعار ولا لعرض حريص لآثارها المحتملة على مختلف قطاعات الشعب.
6/ الأسباب الأوسع للاضطرابات توجد في الأحوال الاجتماعية لمصر في السنوات الأخيرة، فنوعية الحياة لدى معظم الناس واصلت تدهورها. أما المدى الذي ضرب به التضخم وزيادة الأسعار الطبقات الدنيا من السكان في السنة أو السنتين الماضيتين يظل محل خلاف، ولكن عمال المصانع والطبقة الوسطى الأدنى تأثروا بصورة بالغة فيما عانت قطاعات أخرى من السكان الى حد ما. وقد تأثر نفس الاستياء بنوعية الحياة الحضرية الفقيرة والمقتربة من الفقر، وخاصة في القاهرة، بسلوك الآخرين، فقلة المصريين التي ربحت من سياسة (الباب المفتوح الاقتصادية) قد ظلت متباهية في عرض ثرائها. ففي الشهور الأولى من عام 1976 كانت هناك هجمات صحفية عديدة حول (مائة من القطط السمان)، وبالإضافة الى ذلك كان هناك مشهد لجهاز الفنادق المرفهة، والكازينوهات، ومستوى العيش المرفه المصمم لجذب الأغنياء، وخاصة السياح العرب. هذا هو المناخ المتفجر الذي أشعلته الأخبار عن زيادات الأسعار، والتي، إن بحق أو بغير حق، تم النظر اليها بأنها تضرب المحرومين ولا تلمس الميسورين بشكل أو بآخر.
من نظمها وكيف؟
7/ يوضح هذا التعاطف الشعبي واسع الانتشار مع الشعور بالسخط الذي وجد لنفسه مساحة من التعبير في مساندة المظاهرات، (وتشك قلة من المراقبين، وربما لا أحد، في هذا). ولكن من نظم المظاهرات، وكيف؟ هناك نظريتا مؤامرة:
الحكومة ؟:
8/ الرئيس والحكومة والشعب يتفقون على هذا: أن الآخرين قد فشلوا في إعطاء مصر كمية الدعم التي تتناسب مع ما قدمته من تضحيات للقضية العربية.
9/ لا أعتقد أن الحكومة المصرية غير متعقلة، لجلب المخاطر على نفسها، وأن يجلبوا لأنفسهم الدمار الذي عانوا منه عمدا. ويمكن أن تكون ذرة الحقيقة في نظرية المؤامرة هذه هي: كونها قد استخدمت المخاطر السياسية كحجة لتأخير إجراءاتهم الصارمة أو التقشفية، فلم يتوقعوا فقط ردود فعل شعبية مضادة، وإنما أيضا أصيبوا بالخذلان لأن تلك الردود قد أظهرت أن مخاوفهم كانت بلا أرضية، وقد أخبرني وزير أن المظاهرات كانت متوقعة، ولكن مداها والعنف الذي صاحبها كان مدهشا.
المعارضة السرية:
10/ نجحت وزارة الداخلية في الإعلان عن: (أ) مؤامرة لحرق القاهرة. (ب) خطة من حزب العمال الشيوعي المصري، قيل أن لها روابط مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية لتنظيم اضطرابات. (ج) خطط مماثلة لأربعة تنظيمات سرية اخرى تسمى: الحزب الشيوعي المصري، حزب العمال الشيوعي، حزب 18 يناير، والاتجاه الشيوعي. وهناك زعم باكتشاف وثائق مختلفة ومنشورات، فيما تم اعتقال الأعضاء المزعومين بهذه التنظيمات، وكذلك الرموز اليسارية من بين السياسيين والصحافيين.
11/ هناك قدر من الشكوك في كل هذا. فقد كان رد الفعل تلقائيا للضيق الاجتماعي وتجلياته إيجاد كبش فداء شيوعي، فقد ألقى بلوم إضراب عمال المواصلات عام 1976 على الشيوعيين ولكن أولئك الذين تم اعتقالهم تم إطلاق سراحهم من دون الإشارة لتهم.
12/ ربما تكون بعض التنظيمات التي أشاروا اليها موجودة. أخبرني صحافي يساري أن حزب العمال الشيوعي المصري هو مجموعة صغيرة من الطلاب الشيوعيين المناوئين لموسكو، وبلا روابط صينية، ولكنهم يشبهون بعض الماويين (نسبة الى الزعيم الصيني ماو تسي تونغ والإيضاح من «الشرق الأوسط»)، أو جماعات أقصى اليسار من التروتسكيين في الغرب. ويمكن لجماعة كهذه ان تكون على روابط بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولكن ليس من المصدق أن جماعة من هذا النوع تملك من القدرة والطاقة تنظيم اضطرابات متزامنة في المدن الحضرية من أسوان الى الإسكندرية.
13/ ومع ذلك، فإن بعض التنظيم والمنهج ليس بلا دليل، فقد أورد مراقبون كثيرون وصول لوري مع بدء التظاهرات وحافلات، فيها، عادة، رجال في مرحلة الشباب، تولوا توجيه الجموع وتوجيه الحركة أيضا. وتوحي حقيقة مشاركة طلاب عديدين في التظاهرات، واعتبار تقليد منظمة الطلاب السياسية في مصر، أنه لا بد من وجود مجموعات منظمة في العملية، كما ان تزامن الاضطرابات في مراكز حضرية عديدة يمكن أن يؤشر الى التنظيم، ولكن من الممكن أيضا، وبنفس القدر، أن يعكس عفوية الغضب الشعبي من زيادة الأسعار. اختيار مراكز الشرطة, والمطافئ، والباصات (الحافلات) والسكك الحديدية، وبنفس القدر استخدام الأطفال الصغار كدروع ضد هجمات الشرطة، ولارتكاب أفعال حرق الأماكن، يمكن أن يوحي ببعض الدراسة للأحداث والتدريب على تكتيكات المليشيات الحضرية، ولكن الأهداف التي تم اختيارها(شملت مباني الاتحاد الاشتراكي العربي، ومباني المجالس المحلية، ومعهما مراكز الشرطة والمطافئ)، أو الى مصادر السخط الشعبي (الباصات والقطارات، والترام، ومخازن الجمعيات التعاونية. والعامل الآخر الذي يتحدث ضد نظرية المؤامرة المنظمة هو: برغم اتساع الحصول على الأسلحة النارية في مصر، فلم يشاهد المتظاهرون وهم يحملون أسلحة، باستثناء حالة معزولة سيتم الحديث عنها أدناه.
* راديو القاهرة هدد المتظاهرين بإطلاق النار وأذاع سحب زيادات الأسعار
* كيف سارت الأحداث برواية السفير موريس:
1/ قدم نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية مساء 16 يناير خطوطا عريضة لمقترحات ميزانيته لحزب مصر، ويوم 17 يناير قدم هو ووزير المالية مقترحات تفصيلية لمجلس الشعب.
2/ كانت هناك مظاهرة صباح يوم 18 يناير في مصنع للنسيج بحلوان، وربما تكون هناك أحداث شغب أخرى في أسوان في نفس الوقت. وحملت تقارير أن المتظاهرين قطعوا خط سكة حديد القاهرة/حلوان وأن الشرطة أغلقت طريق القاهرة/حلوان تاركة حلوان معزولة على الأقل بصورة مؤقتة. وكذلك وفي صباح 18 يناير تجمعت تظاهرات للطلاب في حرم جامعة عين شمس بالقاهرة ومضت لتمر عبر القاهرة الى مجلس الشعب مستقطبة المساندة الشعبية في مسيرتها، ووصلت مجلس الشعب في وقت ما بعد الثالثة ظهرا يوم 18 يناير، حيث حدث أول صدام (خفيف) مع الشرطة. بعدها تراجع المتظاهرون الى ميدان التحرير الذي ظل محطة صوتية للمظاهرة لمعظم أوقات المساء. كانت هناك مظاهرات أخرى عديدة في مناطق متفرقة بالقاهرة يوم 18 مع تقارير عن وجود مدى للعنف.
3/ بدأت المظاهرات في الإسكندرية صباح 18 واستمرت الى المساء.
4/ أصدر رئيس الوزراء مساء 18 يناير بيانا ركز فيه على أن الأوضاع الاقتصادية تتطلب علاجات جذرية وفرعية، وتحدث الدكتور عبد المنعم القيسوني في مجلس الشعب بنفس النبرة ولكنه أشار الى احتمال تقليل الزيادة في سعر الغاز والدقيق الناعم.
5/ أعلنت الحكومة أن المدارس والجامعات ستغلق الى يوم 22 يناير.
6/ انفجرت المظاهرات مبكرا مرة أخرى في القاهرة، وبصورة أساسية في ميدان رمسيس والميادين المزدحمة في شرق المدينة، وكذلك في الاسكندرية.
7/ كانت هناك أيضا مظاهرات ووقائع للعنف يوم 19 يناير في السويس ودمنهور وقنا وأسوان والمنيا والمنصورة وطلخة، وليس من الواضح ما إذا كانت هذه المدن قد شهدت أيضا أحداثا يوم 18.
8/ أعلن راديو القاهرة عند الساعة: 30 : 14 أن التعليمات قد صدرت للشرطة بإطلاق النار متى ما كان ذلك ضروريا، وعند الساعة 1500 أورد راديو القاهرة أن رئيس الوزراء قد حصل على تصديق من الرئيس بتعليق زيادات الأسعار.
9/ خلال ظهر يوم 19 يناير بعض كتائب من سلاح المشاة ومن قوات الكوماندوز دخلت شوارع القاهرة، وتم فرض حظر التجول من الساعة 1600 الى الساعة 0600.
10/ في المساء وصل الرئيس السادات الى القاهرة قادما من أسوان.
11/ في وقت ما خلال اليوم رفض رئيس الوزراء قبول استقالة د. قسيوني. 12/ استمرت، على الأقل، مظاهرة واحدة كبيرة، وأخرى صغيرة الى وقت متأخر من الليل. 13/ يوم 20 يناير لم تكن هناك مظاهرات لاحقة.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 28-03-09, 04:26 PM

  رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الرابعة عشرة) كابل الجديدة تهجر تعاليم الملا عمر إلى الموسيقى والأفلام و«المجاهدون» تحولوا إلى سوق المال والعقارات
رئيسة «جمعية شورى» النسوية لـ «الشرق الأوسط» : الحكام الجدد من أصحاب جوازات السفر المزدوجة تركوا عائلاتهم في الخارج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كابل: محمد الشافعي
بعد 6 سنوات من إطاحة حركة طالبان الاسلامية المتشددة من الحكم في افغانستان، تغيرت الكثير من المظاهر الاجتماعية والثقافية، وباتت افغانستان اكثر انفتاحا على العالم الخارجي، فقد انحسر البرقع الافغاني الشهير لصالح الحجاب، الذي انتشر مثل النار في الهشيم في انحاء العاصمة الافغانية على رؤوس طالبات الجامعة ومسؤولات العمل النسائي والمنظمات الحقوقية.
وحضرت «الشرق الأوسط» اليوم العالمي للمرأة الذي اقامته «جبهة مللي» وهي منظمة اصولية بدعوة من محمد صديق تشكري وزير الاعلام في حكومة المجاهدين المستشار الاسبق للرئيس حميد كرزاي، وكانت اغلب النساء يرتدين الحجاب والماكياج بلا حرج، في قاعة كبيرة شبعت بخليط من العطور النفاذة، حتى الفتيات الصغيرات اللاتي كن يستقبلن الضيوف عند بوابة فندق انصاف، بالقرب من شارع شهرانو، كن يضعن قليلا من البودرة وأحمر الشفاه. هناك كثير من الحقوق نالتها النساء في افغانستان، بعد إطاحة نظام طالبان الاصولي المتشدد منذ 6 سنوات، ومن بينها حرية الخروج في الشارع والأماكن العامة بدون مرافقة أحد رجال الأسرة، مثل الأخ او الأب او الزوج، الا أن مسؤولات المنظمات النسوية غير راضيات عن وضع المرأة الافغانية، وتقول عارفة صمدي المديرة التنفيذية في وزارة شؤون المرأة الافغانية التي جاءت لإلقاء كلمتها في يوم المرأة: «إن العنف المنزلي والأمراض وتدني المستوى التعليمي، تهدد حياة المرأة الافغانية»، وقالت ان الارامل زوجات الشهداء، الذين ماتوا في حروب المجاهدين أو ضد طالبان يحق لها من الدولة شهريا نحو 300 أفغاني أي ما يعادل ست دولارات. وتضيف السيدة صمدي وهي طاجيكية من ولاية بروان، وتعول ستة أولاد (4 بنات وصبيين) «يجب أن نبني بلادنا. إذا لم نكن نريد بناء بلادنا، فلن يستطيع آخرون القيام بذلك». وقد جرى تخصيص 68 مقعدا في البرلمان في الانتخابات الماضية للنساء، وتوضح ليس هذا كل شيء فهناك المزيد والمزيد نطالب به، بعد الأيام الصعبة التي عاشتها المرأة ايام طالبان.
وكانت حركة طالبان المتشددة قد فرضت، عندما وصلت الى السلطة عام 1996، قواعد صارمة بحق النساء تجبرهن على ارتداء الشادور أو البرقع، ومنعهن من العمل او الدراسة. وقد سقط نظام طالبان بعد الحملة العسكرية التي شنتها القوات الأميركية أواخر عام 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، مما خلق جواً جديداً الآن، سمح لمئات الافغانيات بالبحث عن العمل في المدارس الجديدة، وتقول ارقام رسمية ان هناك 50 ألف مدرسة يعملن في مدارس البنات اليوم، وكذلك في المنظمات غير الحكومية أو التابعة للام المتحدة، وان كان هناك عدد كبير من أصوات «المجاهدين» السابقين تعارض عمل المرأة الأفغانية في المنظمات الأولية بزعم انه يثير الفاحشة. أما الحاجة مسلمة نائب خيل وهي مسؤولة منظمة حقوفية نسائية تعرف باسم «شورى النسوية» فقد التقتها «الشرق الأوسط» في مقر اقامة وزير الإعلام الأسبق محمد تشكري، وطالبت أن تقوم الحكومة بالمزيد من أجل الأرامل، لأن مرتب زوجة «الشهيد» يعادل 6 دولارات وأحيانا يضيع في المواصلات، وركزت على العنف المنزلي الموجه ضد المرأة في محافظات كالة في شرقي وجنوبي افغانستان. وقالت هناك فساد اداري على الارض، لأن المعونات الأجنبية لا تصل الى مستحقيها، وقالت ان أغلب الشعب الافغاني يشعر بالفقر الواقع على كاهله، بالاضافة الى فقدان الأمن والأمان، ومعاناة المرأة من المشاكل الصحية خصوصا بعد الولادة، وقالت ان الفقر المستشري سيتسبب في انحراف البنات عن جادة الصواب ونحن بلد اسلامي. وتمنت الحاجة مسلمة حياة افضل لأولادها عبد الحق وآمنة فاطمة من الظروف الصعبة والتعنت الذي عاشته تحت حكم طالبان، حيث كانت تتخفى بعد ان طردوها هي اولادها من منزلها، بزعم صلتها بقوات التحالف الشمالي. وأيدت الحاجة مسلمة عمل المرأة الافغانية في الدوائر الحكومية الرسمية وليس في المنظمات الأجنبية، ومقرات السفارات الغربية في العاصمة كابل، لأن عمل المرأة في هذه المنظمات يشيع الفاحشة بين النساء الأفغان حسب رأيها. وتحدثت عن تراجع حقوق الشعب الأفغاني، لأن مجلس الوزراء ورجال الحكومة اليوم من القادمين من الخارج من اصحاب جوازات السفر المزدوجة، ولأن الحكام الجدد ايضا تركوا عائلاتهم في الخارج، ولا يحسون بمعاناة الشعب الأفغاني، من فقدان الأمن والأمان والحياة الكريمة. وتعترف الحاجة مسلمة انه ليست هناك حلول سريعة في دولة تحطمت بنيتها التحتية، بفعل الحرب لنحو ثلاثين عاما، ولا يزال الملايين يعيشون في العاصمة كابل من دون مياه نقية ولا كهرباء تتقطع ليلا، وما زالت مياه الصرف الصحي تجري في شوارع قندهار مثلا. وقالت مسلمة على طاولة في يوم يوم المرأة غصت بالمراهقات ومتوسطات العمر المحجبات، «لا يمكننا حل مشكلاتنا في يوم واحد. اولا يجب ان نفتح عقول الرجال، الذين لا يسمحون لنسائهن بالتعليم. من دون تعليم لا نستطيع حل مشكلات الحياة، وبالتعليم نستطيع حل كل شيء». وأفغانستان عبارة عن مزيج من العرقيات تختلف عن بعضها البعض، من حيث اللغات واللباس والعادات والتقاليد، وتسعى المرأة الأفغانية منذ إسقاط نظام طالبان، من أجل دور أكبر في بناء المجتمع المدني والمشاركة السياسية. فبعد ثلاثة عقود من الحروب التي اجتاحت أفغانستان، وضروب الاضطهاد الذي لحق بشعبها، حرمت فيها النساء الأفغانيات من حقوقهن الإنسانية الأبسط، كالحصول على التعليم، والرعاية الصحية، والإبداء عن الرأي في الأمور الذاتية، أو حتى الخروج من البيت لشراء بعض المستلزمات المنزلية. وهناك الكثير من التقدم تحقق في المجال التعليمي، فهناك نحو 6 ملايين طالب في المدارس و50 ألف معلمة في مدارس البنات. وتقول الجنرال نظيفة زكي، 44 عاما، وهي إحدى قادة الشرطة النسائية في العاصمة كابل، وهناك سبع جنرالات مثلها، أن الأوضاع في العاصمة الأفغانية تختلف عن المناطق النائية التي تمثل 90% من مساحة أفغانستان، فبدأت المرأة الأفغانية تظهر على الساحة الاجتماعية بشكل متسارع، والجنرال نظيفة خريجة اكاديمية الشرطة في كوشار عام 1981، واثناء حكم طالبان هربت الى طاجيكستان ومرتبها اليوم 400 دولار شهريا، وتعمل تحت امرتها 345 ضابطة وجندية. وتقول نظيفة: «ان المرأة الافغانية تشعر اليوم بنوع من الحرية، فلم يعد البرقع الأزرق مشروطاً للخروج من المنزل، تخرج السيدات في الاغلب، من بيتهن باللباس الأفغاني المعروف التنورة والقميص والخمار مع الحجاب، وارتداء أحذية حديثة وإعطاء مظهرها مسحةً من المكياج، وتخرج إلى السوق من دون رفقة أحد، وبعد قضاء حوائجها تعود إلى البيت من دون التعرض لأية مشاكسات اجتماعية».
وتقول إن النساء عموماً في العاصمة الأفغانية كابل، يتمتعن بحرية مماثلة، كون الطبقة الأفغانية القاطنة في كابل طبقة اجتماعية مثقفة، ومن بينها أسر عادت إليها بعد قضاء فترات طويلة من الهجرة في مختلف الدول في العالم، مما أعطى كابل ميزة تختلف عن سائر المناطق الأفغانية. وكابل الجديدة تشهد اليوم انقلابا في الظروف العامة، التي تمر بها، فبدلا من أيام طالبان، التي كانت تحظر التجول ليلا، وتفرض ارتداء البرقع على النساء، وتمنع التدخين وتعليم البنات، وتحظر أيضا اقتناء أجهزة التلفزيون والاستماع الى الموسيقى، ينتشر في شوارع منطقة «شهرانو» وتعني «المدينة الجديدة» وسط العاصمة الافغانية، بنات جميلات من جورجيا وبكين وتايلاند، يرتدين الجينز ويتدثرن بالشادور الافغاني من الحرير، كنوع من الموضة الجديدة. وترحب العاصمة كابل اليوم بزوارها الأوروبيين من الدبلوماسيين وموظفي المنظمات غير الحكومية، وممثلي الهيئات الدولية، والافغان أنفسهم في أحاديثهم الخاصة لا يتحسرون على ايام الملا عمر حاكم حركة طالبان المخلوعة، الذي حرم عليهم متع الحياة وفرض عليهم معيشة قاسية من القرون الوسطى. ومطاعم كابل الجديدة تقدم اليوم «البيتزا» والهمبرغر والاسكالوب والاستيك الاميركي والماكاروني بولونيز الايطالي ومقاهي الاكسبريسو والكابتشين، وتقدم ايضا عصائر الجزر والموز باللبن الموجودة داخل المراكز التجارية الحديثة، وتستعد مطاعم ماكدونالدز للحصول على تأشيرة دخول الى العاصمة الافغانية، بعد ان حصلت سلسلة مطاعم بيرغر كنغ على أول رخصة لها داخل قاعة باغرام الأميركية.
وتترك كابل بلا استحياء اليوم، تعاليم الملا عمر المتشددة الى اغاني الروك اند رول، والأفلام الأميركية والهندية التي تكتسح ساحات العاصمة الافغانية عبر الدش واقراص الدي.في.دي، في محلات بيع شرائط الفيديو، وفي أحد تلك المحلات المتخصصة في منطقة شهرانو بوسط كابل، كانت الاقراص المدمجة «المقلدة» الافلام كاميرون دياز ودنزيل واشنطن وبراد بيت وميشيل فايفر وجيم كايري وآندي غارسيا وجوليا روبرتس، تنتشر الى جانب افلام الممثل الافغاني حشمت خان. ولأول مرة تعرفت «الشرق الأوسط» على نهضة فنية واعدة لممثلين ومطربين افغان، يخطون بثقة نحو عالم النجومية، ولا يخجلون من وضع صورهم على ألبوماتهم الغنائية الرومانسية، التي تتحدث عن العشق وطول الغياب، وسهد الليالي مثل برستو ورحيم مهريار وأحمد طاهر ونصير برواني وشمالي جان وفرشتي. وكابل الجديدة تتغير بسرعة صواريخ هوك وكروز على ايقاع اميركي سريع وصوت أوروبي خافت. وفي أحياء شيربور بالقرب من وسط العاصمة وكردي بروان جنوب كابل، هناك حضور كبير لجنرالات الحرب، يتمثل في العمارات الشاهقة ذات الواجهات الزجاجية الزرقاء والفيلات الفخمة، والارض تعود للحكومة، لكن أمراء الحرب استولوا عليها في غفلة من الزمن بعد سقوط طالبان. وهناك اليوم في كابل «مجاهدون» سابقون تحولوا من الكفاح المسلح الى الجهاد في سوق المال والعقارات. وتعرف كابل اليوم ان المالك الجديد لعشرات البنايات، هو هذا المجاهد السابق الذي حارب الروس وطردهم من بلاده، وهو نفس «المجاهد» الذي كان يركب الدبابات، ويطلق صواريخ ستنغر على الطائرات الروسية، ولكنه اليوم يسعى الى استقطاب وكالات التجارة العالمية وشراء الأراضي والسيارات الفخمة. وقد سكنت في فندق فخم جزء من مول بدرجة 4 نجوم يملكه احد قادة المجاهدين من هراة، ويملك ايضا شركة طيران. والوقت اليوم في كابل ليس للجهاد، وإنما للثراء وجمع الدولار عبر المضاربة على أسعار الأراضي، وتأجير المكاتب والشقق والفيلات الفخمة لممثلي المنظمات غير الحكومية والدولية». وكابل تتغير بسرعة وأسعار العقارات تأجيرا وبيعا في تزايد مستمر، فإيجار شقة صغيرة يصل الى ثلاثة آلاف دولار، أما فيللا معقولة فإيجارها يصل الى مبالغ طائلة، والشوارع التجارية تزدحم بالمشترين من كل صنف، خصوصا من نساء يرتدين الملابس الحديثة بلا برقع أو حجاب. وعلى الطرف الآخر من العاصمة هناك العمارات الاسمنتية السكنية الضخمة، التي بناها الروس في حي ماكرويان، ويسكن في احداها الطبيب اسماعيل فهيم الذي زارته «الشرق الأوسط» في منزله، وهي اشبه بالمساكن الشعبية، ولكنها تسد حاجة آلاف من الأسر المتوسطة، وبين العمارات الضخمة يوجد ايضا فرن للتدفئة يمد العمارات والشقق السكنية بالمياه الساخنة، بناه ايضا الروس، وتزدحم العاصمة الافغانية بآلاف السيارات الحديثة والماركات المشهورة القادمة من دبي وأوروبا وأميركا. ورغم الحذر الأمني، فهناك حركة ومطاعم تحمل علامات جديدة تفتح الباب لعصر جديد لكابل يتزين بالشارات الأميركية والنكهة الأوروبية، وينفق الاميركيون بسخاء شديد، وينافسهم موظفو هيئات الاغاثة الدولية، الذين يحصلون على رواتب خيالية، لكن الشوارع اليوم مزدحمة للغاية، ممتلئة بالحفر والمياه الآسنة. وكما يقول الكولونيل حياة سلام ان العاصمة بنيت لاستضافة 400 الف افغاني، الا انها اليوم تسع بالكاد لأربعة ملايين افغاني وزائر أجنبي. ويشكو أهل كابل من أن المعونات السخية، التي ترسلها الدول المانحة، تذهب الى جيوب موظفي شركات الحراسة الخاصة، وخبراء الشركات الدولية، ورجال الحكومة، وتتدفق هذه الاموال على سوق كابل، فتنشط عادات جديدة جاءت مع القادمين من واشنطن ولندن وباريس. وهناك مطاعم تصل اليها عبر ممرات خاصة، تحميها الشرطة وشركات الامن، ومطاعم أخرى تبدو وكأنها كالخنادق محفورة في باطن الارض، بعيدا عن عيون الفضوليين من المتطرفين.

 

 


   

رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أفغانستان, الداخل

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع