التعليم الإلكترونية في البيئة العسكرية

التعليم الإلكترونية في البيئة العسكرية


كمبيوترفي ظل التطوّر المتسارع لتقنية المعلومات والاتصالات الذي يشهده العالم اليوم، كان لابد من استغلاله بطريقة مثلي، وبخاصة في مجالي التعليم والتدريب، ولذلك فقد لجأت أكثر الجيوش في العالم إلى إدراج التعليم الإلكتروني والتعلّم عن بعد ضمن خططها التدريبية نظراً لما يوفرانه للمتدرب من إمكانية التدريب في أي مكان وفي أي وقت. وسوف نلقي الضوء في هذه المقالة على مفهوم التعليم الإلكتروني، موضحين ماله من أهمية بالغة في رفع قدرات المتعلمين وتطوير خبراتهم، وما ينبغي أن تشتمل عليه منظومة التعليم الإلكتروني حتى تحقق الفائدة المرجوّة منها، وخصوصاً في البيئة العسكرية.

ما هو التعليم الإلكتروني ؟


التعليم الإلكتروني هو طريقة للتعليم تستخدم فيها آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته، ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت، سواءً كان هذا التعليم يتم عن بعد أو في الفصل الدراسي؛ فالمقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وأقل جهد وأكبر فائدة.

لماذا التعليم الإلكتروني ؟


اتخذ التعليم الإلكتروني مكانة وأهمية فاقت النظم التعليمية التقليدية، وذلك لما يحققه للمتعلم من فوائد وامتيازات، منها:
إتاحة الفرصة لأكبر عدد من فئات المجتمع للحصول على التعليم والتدريب.
التغلّب على عوائق المكان والزمان.
تقليل تكلفة التعليم على المدى الطويل.
الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية (حل مشكلة التخصصات النادرة).
تراكم الخبرات، حيث تكون المادة التدريبية المعدّة من قِبل إحدى المؤسسات متاحة لمن يرغب في الاستفادة منها.
تحويل فلسفة التعليم من التعليم المعتمد على المجموعة إلى التعليم المعتمد على الفرد:
*الوقت والمنهج والتمارين تعتمد على مستوى ومهارات الطالب وليس على معدل المجموعة.
*الطالب المتميز يستطيع التقدم دون انتظار الطلاب الأقل مستوى.
*الطالب الأقل مستوى لديه وقت لرفع مستواه.
*تحقيق المساواة في الاستفادة من المعلمين المتميزين لدى جميع الطلاب.

 

 

منظومة التعليم الإلكتروني


هناك عدة نظم رئيسة تكوِّن منظومة التعليم الإلكتروني، وهذه النظم هي:
lنظام المعلومات الخاصة بالمتدربين أو الطلاب (Student Information System - SIS)، حيث يتولى التسجيل وإدارة ملفات المتدربين، وجدولة مجموعات المتدربين والنشاطات، ومتابعة حضور وغياب المتدرب.
lنظام إدارة أساليب التوجيه (Instructional Management System-IMS)، ويتولى الخطة الدراسية للمدرب، إدارة المناهج، وسجل علامات المدرب أو المتدرب.
lنظام إدارة المحتوى (******* Management System -CMS)، يقوم المدرب باستخدام هذا النظام لإدراج المادة العلمية ومساعدات الإيضاح من فيديو، وصور .. وغيرها.
lنظام إدارة التعليم (Learning Management System-LMS)، ويتولى إيصال المحتوى العلمي بالشكل الفردي للمتدرب، كما يمثل حلقة الوصل بين الأنظمة الأخرى، وبه أيضاً يتم إعداد التقارير والتأليف التفاعلي للمادة التعليمية.
lنظام التقويم الآني (Online Assessment)، وبه يتم تكوين مادة التقويم والنشر والتوزيع.
lنظام التدريس الآني (Online Tutoring)، وبه يتم تفاعل المتدرب مع المتدرب، والمتدرب مع المدرب، وكذلك تفاعل المدرب مع المدرب ... إلخ.
lنظام تكوين المادة التعليمية والتطوير التقني والمهني (Professional Development).
لاشك أن التعليم الإلكتروني في بيئة عسكرية ليس كمثله في التعليم العام أو الجامعي، وذلك لما يحتاجه من بعض التطبيقات الملموسة والواقعية التي لا يغني عنها شيء. وتعود أهمية استخدام التعليم الإلكتروني في البيئة العسكرية إلى إمكاناته المميزة في مجال التدريب، حيث إن التدريب التشبيهي (Simulations)، واستخدام الفصول الافتراضية (Virtual classrooms) قد أعطيا نوعاً من الواقعية في التدريب العسكري، وأسهما في الإقلال من الإصابات والخسائر في التدريب. وعلى الرغم من ذلك، فإن التدريب الإلكتروني لا يغني أبداً عن التدريب الواقعي بميادين التدريب، أو الرمايات المختلفة، ويمكن الجمع بين التدريب وجهاً لوجه ، والدورات على الشبكة، أو ما يُسمى بالتعليم المختلط (Blend learning).
فمثلاً أنشأت وزارة الدفاع الأمريكية شبكات إلكترونية تغطي كافة أرجاء الولايات المتحدة، بالإضافة إلى جميع الدول التي بها قواعد عسكرية أمريكية؛ ويمكن لمنسوبي تلك القواعد من مدنيين وعسكريين من أعل الرتب حتى الجنود في الميدان أن يستفيدوا من تلك الشبكات وذلك من خلال التسجيل في دورات على الشبكة والاختبار عليها في مواقع: مساعدة تسمى مراكز التعليم (Learning centers)، كما يمكن أن يُستفاد من تلك الشبكات في تبادل الخبرات الميدانية والمهارات القيادية، ونقل المحاضرات النادرة من خلال الشبكة عبر الوسائل المختلفة، ومنها:
(AKO, Army knolodgment online) ، أو ما يسمى (Blackboard).
وإضافة لما سبق، فإن هذه النهضة التقنية توفّر كثيراً من الجهد والمال في عقد الدورات العسكرية التخصصية أو الدورات التطويرية، فمعلوماً أنه ليس بالإمكان أن تُتاح الفرص لجميع المتدربين من مختلف الرتب كي ينقلوا من موقع لآخر لحضور دورة تدريبية، وفي المقابل قد يكون المدرب هو الذي لا يستطيع ترك منصبه القيادي ليقوم بعقد دورات في مناطق مختلفة، إضافة إلى محدودية مقاعد التدريب السنوية التي قد تكون عائقاً يحول بين المتدرب وإكمال دوراته التخصصية والتطويرية، إلى غير ذلك من المشاكل التي أوجد التعليم الإلكتروني حلولاً مناسبة لها