مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2412 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 63 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الدراســات والبـحوث والقانون > قســـــم الكـتب العســــكريــة والسياســــــــية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


كتاب- قصة حربين

قســـــم الكـتب العســــكريــة والسياســــــــية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 18-01-10, 07:31 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي كتاب- قصة حربين



 

كتاب- قصة حربين- : شاهد على حربي العراق يقدم تفاصيل ما دار في الكواليس

تأليف: ريتشارد هاس ـ عرض ومناقشة : مصطفى عبدالرازق

يجمع هذا الكتاب بين جانبين بالغي الأهمية في تناوله لموضوعه وهما الذكريات والتحليل الشامل لقصة حربي العراق اللتين كان المؤلف ريتشارد هاس أحد الذين لعبوا دورا ملموسا في صنع السياسة الخارجية الأميركية شاهدا بشكل أو بآخر عليهما.

في الأولى كان شاهدا عن قرب، وفي الثانية عن بعد رغم حضوره واقترابه من الأشخاص القائمين على صنع القرار بحكم إطلاعه الوثيق على الأحداث والاستعدادات للحربين مع العراق في عام 1991 وعام 2003 ما يجعل الكتاب بمثابة وثيقة هامة بشأن خلفيات وكواليس ما دار خلال الحربين. ففي حرب العراق الأولى ـ أو الخليج بمعنى أحرى ـ كان موجودا في قلب الأحداث وشارك بدلوه في صنع الكثير من جوانبها، أما في الثانية ورغم أن منطق التطور يفرض اقترابه أكثر، إلا أنه كان لم يكن يحظى بالمكانة التي حظي بها خلال حكم بوش الأب. وهو ما يمكن تفسيره بالطابع الذي وسم كلا الإدارتين.. الأولى، بغض النظر عن أي تحفظات على سياساتها، كانت أقرب إلى الحمائم، أما الثانية فقد كانت تضم كافة أنواع الصقور، ما أدى إلى تهميش دور المؤلف ريتشارد هاس بل ورئيسه في ذلك الوقت كولين باول وزير الخارجية.

للوهلة الأولى يلمح المرء لدى قراءته المذكرات امتدادا لتلك التي قدمها من قبل سكوت ماكليلان المستشار الصحفي للرئيس بوش الابن والذي قدم استقالته من منصبه وقدم تفاصيل ما جرى في كتابه «ما الذي حدث في البيت الأبيض» وقدمنا له مراجعة على صفحات «البيان».

وكذلك الكتاب الذي قدمه من قبل اليستر كامبل مستشار بلير الإعلامي، حول «سنوات بلير» وقدمنا له مراجعة هنا أيضا، وهي كلها مذكرات تصب في خانة الكشف عن الأبعاد الحقيقية لعملية غزو العراق، والأخطاء التي شابت تلك العملية، والأخطاء الهائلة والتلفيقات التي وجهتها الإدارة الأميركية للنظام العراقي لتحقيق أهداف كبرى خاصة بها ثبت عدم منطقيتها.

وإذا كانت حربا العراق قد أشبعتا بحثا على مدى السنوات الماضية في ضوء التأثيرات الهائلة التي نجمت عنهما سواء على صعيد النظام الدولي أو على صعيد المنطقة أو حتى الأطراف الرئيسية فيها ـ الولايات المتحدة والعراق ـ فإن خصوصية مذكرات هاس تأتي من أنها تقدم جوانب بالغة الخصوصية يمكن أن تساعدنا في فهم مسار الأحداث والغوص في عقول الشخصيات التي كانت على رأس دائرة اتخاذ القرار في الولايات المتحدة على نحو ما سنلمسه في تناولنا للكتاب.

تشابهات شكلية.
وتتمثل المهمة الأساسية التي يعمل المؤلف على تحقيقها من خلال كتابه في التأكيد على أنه إذا كانت الحربان اللتان يتناولهما يجمعهما أنهما بين طرفين رئيسيين هما الولايات المتحدة والعراق.
وأنه كان على رأس الحكم في الولايات المتحدة رئيس اسمه جورج بوش ـ أب وابن ـ وفي العراق صدام، فإنه رغم هذه التشابهات فإن النهج الذي تم التعاطي به مع الحربين بالغ الاختلاف، الأمر الذي يعكس حسبما يرى فلسفة إدارتين يبدو من سياق استعراضه للأحداث دون كثير اجتهاد أنه يميل إلى الأولى التي يراها تعبر عن فكره وعما يجب أن تسير عليه بلاده إذا أرادت الحفاظ على مكانتها الدولية.

وبمفهوم المخالفة، يبدو حنق المؤلف على إدارة بوش وسياساتها بشكل عال، يكاد يصل حد الغيظ، والدرجة التي يعلن معها توقف قدرته على فهم الأسس التي بنت عليها قراراتها.

في محاولة لشرح أساس الفكرة التي يقوم عليها كتابه يقول هاس إن هناك عدة أسس يمكن انطلاقا منها توصيف الحروب، فهناك الحرب الأهلية ، وحرب التحرير الوطني، والحروب العالمية، وكذلك الحروب الباردة، والحروب الدفاعية، وحروب الاستنزاف.. وعلى هذا النحو يمكن تقديم تصنيفات مختلفة للحروب.

هنا يقترح منظور آخر لتوصيف الحروب يقوم على أساس النظر إليها باعتبار صعوبة تجنبها، وفي هذه الحالة فإنها تعد من أفعال الضرورة. أو العكس تماما، بشكل يعكس الاختيار عندما تكون السياسات الأخرى متاحة ولكن ينظر إليها باعتبارها غير مرحب بها.

وفي محاولة للتأصيل لهذين المفهومين غاص هاس في التاريخ حتى أنه يشير إلى أن التمييز بين الحرب وما إذا كانت ضرورية أم اختيارية يعود إلى الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون الذي نوه إلى ذلك قبل نحو ثمانية قرون.

ويضيف أن التاريخ يقدم لنا العديد من الأمثلة على نوعي الحروب التي يشير إليها، فأي قائمة للحروب الحديثة التي تمثل حرب الضرورة من المنظور الأميركي ستتضمن الحربين العالميتين الأولى والثانية الحرب الكورية. بينما أن حروب الاختيار التي خاضتها الولايات المتحدة تتمثل في حرب فيتنام، والبوسنة، كوسوفو، وقبل نحو قرن مضى الحرب الأميركية الأسبانية.

حروب الاختيار والضرورة.
وهنا يقرر أن هذا التمييز لا يقتصر على الحالة الأميركية بل أنه تمييز عام مستشهدا بما ذهب إليه مناحم بيغين من قبل بتقديم مثل هذا التمييز، ففي حديث له عام 1982 خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان أشار إلى أن إسرائيل شنت من وجهة نظره ثلاث حروب ضرورية: 1947 ـ 1949 من أجل ما يصفه المؤلف نقلا عن حديث بيغين بالاستقلال (فيما هو في الحقيقة حرب من أجل ابتلاع فلسطين من أصحابها الأصليين، لتأسيس دولة إسرائيل .
ـ وتعد تلك الإشارة من الأمثلة التي تشير إلى تبني صناع السياسة والرأي الغربيين الطروحات الإسرائيلية) وحرب الاستنزاف بينها وبين مصر في نهاية الستينات في شبه جزيرة سيناء، وحرب أكتوبر.

فيما وصف بيغين العدوان الثلاثي على مصر الذي تآمرت فيه إسرائيل مع بريطانيا وفرنسا بأنها كانت حرب اختيار. ودعما لفكرته يشير المؤلف إلى أن التقرير الصادر عن التحقيق الرسمي بشأن تورط الحكومة البريطانية في غزو العراق عام 2003 وصف ذلك التورط بأنه حرب اختيار وليس حرب ضرورة.

هنا وفي محاولة لتحديد أكثر للمصطلحين اللذين اختارهما لعنوان الكتاب، والذي فضلنا عنوانه الفرعي باعتباره أكثر دلالة على نحو ما فعل كذلك زبغينو بريجنسكي في مقالته التي كتبها تعليقا على الكتاب في مجلة «فورين آفيرز» العدد قبل الماضي،، يقول هاس إن ما يسمى حرب الضرورة أنها تمثل دفاعا عن النفس من ناحية، وتتضمن مصالح قومية كبرى، وغياب أي خيارات أو بدائل أخرى لاستخدام القوة.

أما حرب الاختيار فهي تتضمن المصالح غير الحيوية للدولة مع وجود خيارات أخرى قابلة للتطبيق من اجل تحقيق هذه المصالح. ورغم ذلك يقر المؤلف بأن التمييز الكامل بينهما يعتبر إلى حد ما صعبا وينطلق من اعتبارات تتعلق بموقف الشخص الذي يقوم على النظر للحرب، وكذلك على رؤية السياسيين.

ومن هنا وفي معرض التصنيف يشير المؤلف إلى أنه على أساس هذا التمييز، كان توصيفه للحرب العراقية الأولى ـ في مقال نشره في «واشنطن بوست» في 23 نوفمبر 2003 بعد تركه الإدارة - أنها تعد نموذجا للحرب الضرورية، فيما أن الحرب العراقية الثانية تعد نموذجية لحرب الاختيار. الأمر الذي أعرب بوش فيما بعد عن معارضته له مؤكدا على أن الحرب التي خاضها أو الغزو الأميركي للعراق كان حرب ضرورة.

اقترابات مختلفة للحرب.
وبعيدا عن جدل التوصيف يشير المؤلف إلى أن حربي العراق، شكلا اقترابين بالغي الاختلاف في السياسة الأميركية الخارجية. لقد عكست الأولى المدرسة الأكثر كلاسيكية، أو تقليدية .

والتي توصف في اغلب الأحوال بالواقعية، فيما اعتمدت المدرسة الثانية اقترابا أكثر طموحا وأكثر صعوبة يمكن توصيفه بالمدرسة التدخلية، ويقوم على أن الحرب تعد أداة رئيسية في سياسة الولايات المتحدة للتأثير في الظروف والدول التي تتعامل معها.
وهنا يقول إن الاختلاف بين سياسة خارجية تقوم على إدارة العلاقات بين الدول وأخرى تبحث عن تغيير طبيعة الدول بالغ الحيوية، منتهيا أن الحربين يعبران عن صراع بين نهجين في إدارة السياسة الخارجية الأميركية.

في تناوله لموضوعه وفي وصفه للطريق العاصفة المؤدي إلى الحرب، يشير المؤلف إلى مفارقة أنه لم يكن هناك شيء في تاريخ الولايات المتحدة والعراق، يشير إلى أن الدولتين يمكن لهما أن يخوضا حربين ويصبح كل منهما محور تركيز الآخر في التاريخ المعاصر.

من هذه الخلفية يستعرض قصة الروابط والعلاقات بين الدولتين على مدى العقود الأخيرة مشيرا إلى أن الاهتمام بالعراق بدأ باعتباره من مخلفات حقبة الاستعمار البريطاني في سياق الاهتمام الأميركي العام بالمنطقة.

ثم يتطرق إلى التطور الأبرز والمتعلق بالموقف الأميركي من الثورة الإيرانية وكيف عملت الولايات المتحدة على دعم العراق في حربه ضد إيران رغم القرارات الدولية بعدم تزويد أي من طرفي الحرب بالسلاح، وقد استخدم ذلك ورقة ضغط على إيران من أجل إطلاق سراح الرهائن الأميركيين الذين احتجزوا في السفارة الأميركية في طهران في بدايات الثورة.

ومن المفارقات المعروفة والتي يشير المؤلف إليها الدور الذي لعبه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع في عهد بوش وأحد مهندسي مشروع الغزو في تطويع المشهد العراقي خلال فترة حكم ريجان آنذاك لصالح موقف بلاده حيث عمل كمبعوث الرئيس الأميركي الخاص للشرق الأوسط. وكان من بين الأفكار التي حاول رامسفيلد التسويق لها آنذاك، حسبما يشير هاس، بناء خط أنابيب يربط شمال العراق بميناء حيفا الإسرائيلي.

ومع تولي بوش الأب في يناير 1989 يقول المؤلف إنه كان من المستحيل على الكثيرين توقع الكثير من الأحداث التي جرت في عهده ومنها نهاية الحرب الباردة وتوحيد ألمانيا ونهاية العنصرية في جنوب أفريقيا..

وأخيرا اندلاع الحرب مع العراق. وازداد دور المؤلف إثر تعيينه مستشارا للسياسة الخارجية في الإدارة. وحسبما يشير فإن نحو 90 % من وقته وطاقته تركزت على قضايا الشرق الأوسط ومحاولة دفع العملية الدبلوماسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 18-01-10, 07:37 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الطريق إلى الأزمة


ثم يتطرق إلى بدايات الأزمة المتعلقة بالغزو العراقي للكويت وكيف أن صدام في اجتماع الجامعة العربية راح يتهم الكويت بسرقة النفط من حقول عراقية ويطالب بأن يتم عفوه من القروض التي ترتبت على الحرب مع إيران، التي كان صدام يزعم أنه خاضها نيابة عن الدول العربية.

ومع حلول يوليو بدأ العراق يعزز تهديداته للكويت بالأفعال، بتحريك قواته عبر الحدود. كانت وجهة نظر المؤلف آنذاك أن صدام من غير المحتمل أن يغزو الكويت، وأن ذلك ليس سوى وسيلة للضغط من أجل إعفائه من الديون وفي نفس الوقت تمرير هدفه لرفع أسعار النفط. هنا يوضح أن مشكلة الاستخبارات هي القدرة على الربط ما بين القدرات والأفعال.

فقد كان من المعروف أن العراق لديه القدرة على اجتياح الكويت، إذا ما قرر الهجوم ولم يكن هناك شك في ذلك الأمر، غير أنه كان يسود قدر من الشك بشأن نوايا العراق، وما إذا كان من الممكن بالفعل أن يقدم على مثل هذا العمل، أم لا؟

هنا يحاول المؤلف شرح ملابسات لقاء السفيرة الأميركية أبريل جلاسبي مع صدام نافيا ما تردد عن أن موقفها تضمن تشجيعا من الولايات المتحدة على غزو صدام للكويت، بل إنه يشير إلى أن المذكرة التي تلقتها واشنطن بشأن الاجتماع من جلاسبي لم تكن مفصلة بشكل يصعب معه إصدار توجيهات محددة لها.

وعلى هذا فإن ما قالته بالتحديد لصدام خلال لقائها معه، حسب محضر الاجتماع، يتمثل في التأكيد على أن الولايات المتحدة ليس لديها موقف محدد بشأن نقاط رسم الحدود ـ بين الكويت والعراق ـ وأن الولايات المتحدة لن تتدخل لحل أو تسوية المنازعات حول هذا الأمر سوى بالوسائل السلمية.

جاء تقرير جلاسبي في ذات الوقت الذي ورد فيه تقرير للاستخبارات بأن العراق يعد لعمل عدائي تجاه الكويت. وإثر المؤشرات على تزايد السلوك العدائي لصدام كان إرسال رسالة له من الرئيس بوش إلى صدام. وهنا يذكر المؤلف أن كلا من السفيرة جلاسبي والإدارة تعرضا للانتقاد الشديد فيما بعد إزاء ما اعتبر عدم اتخاذ موقف قوي يقنع صدام بعدم المبادرة بالهجوم الذي لم يصادف الكثير من الصعاب.

من الحرب الأولى ننتقل مع المؤلف في هذه الحلقة من استعراض كتاب «قصة حربين» لريتشارد هاس إلى الحرب الثانية التي جرت وقائعها في حكم بوش الابن. وفي معرض التأكيد على الحكمة التي أدارت بها إدارة بوش الأب الحرب الأولى يشير إلى أنه بالنتيجة التي انتهت إليها الحرب تم تجنب سيطرة العراق على الأوضاع في الشرق الأوسط الغني بالنفط والغاز. كما مثلت الحرب تقويضا لخبرة سلبية في النظام الدولي كان يمكن أن يكون لها تداعياتها بالغة الخطورة حيث إن تفويت فرصة احتلال الكويت دون عقاب كان يمكن أن يشجع على مثل هذا العمل من قبل دول أخرى في مناطق أخرى.

وإذا كانت الحرب الأولى على العراق، كما يذكر المؤلف، شكلت لحظة مهمة في التاريخ العالمي، إلا أنها لم تشكل تحولا. على العكس من أسباب تلك الحرب ونتائجها كانت الحرب الثانية والتي قامت فلسفة الإدارة الأميركية بشأنها انطلاقا من أن السلطة يجب أن تستخدم، وأن الرؤساء الناجحين يولدون القوة باستخدامها. وعلى ذلك كان العراق يعكس، أكثر من أي قضية أخرى، هذه الحقيقة المركزية لرئاسة بوش.

في معرض تناول اللحظات الأخيرة التي يختتم بها استعراضه للحرب الأولى يشير هاس إلى أمر يعتبره له دلالته بشأن حكمة إدارة بوش الأب، الحكمة التي افتقدتها إدارة الابن، ويتمثل في اجتماع كان مقررا عقده بمدينة صفوان العراقية لترتيب الجوانب العسكرية المتعلقة بإنهاء النزاع، حيث انه رغم أن الاجتماع كان مقررا لمناقشة قضايا فنية، فقد اقترح البعض إصرار الولايات المتحدة على حضور صدام بما سيكون لذلك من تداعيات تضعف موقفه، غير أن إدارة بوش رفضت ذلك على أساس أن مثل هذا الطلب يمكن أن ينتهي به إلى قلب الطاولة تماما بما يسير بالأمور في اتجاه غير موات. فضلا عن ذلك فقد كان الاعتقاد السائد أنه بالفعل ضعيف بما فيه الكفاية إلى درجة أنه ليس هناك حاجة إلى المزيد من إذلاله.

ينتقل بنا المؤلف بعد ذلك إلى الحديث عن فترة بوش الابن بعد استعراض لملامح فترة حكم كلينتون التي لم يكن طرفا في صنع قراراتها، فضلا عن أنها شهدت فترة تراجع الاهتمام بالقضية العراقية إلى حدود دنيا مقارنة بما كانت عليه في حقبتي بوش الأب أو الابن.

هجوم على إدارة الإبن.
تتغير لغة المؤلف بشكل كبير في هذا الجزء، فبعد أن كان يتعاطى مع الأمر بشكل يبدو معه كأنه محامي عن مواقف الإدارة التي تعاطت مع الحرب الأولى، يتسعين بكل قدراته الهجومية لانتقاد مواقف الإدارة التي تعاطت مع الحرب الثانية، الأمر الذي يمكن أن يلمسه المرء من التقدير المبدئي التالي: أن بوش ـ حسب هاس ـ لم يكن لديه أي تفويض بالذهاب إلى الحرب ضد العراق، وقرار الغزو لم يكن جزءا من خطابه فيما قبل تولي الرئاسة. فالعراق لم يذكر في خطابه الافتتاحي الأول الذي ألقاه في يناير 2001. كما أنه لم يكن رد فعل ضروري على أحداث 11 سبتمبر بنفس الشكل الذي كان مطلوبا بالنسبة لشن الحرب ضد أفغانستان وإنهاء حركة طالبان.

هنا يفند هاس كافة الطروحات التي قدمتها الإدارة الأميركية لربط العراق بالإرهاب، فيذكر أنه رغم كل الشبهات والتأكيدات من قبل بعض المسؤولين، فإن الحكومة العراقية لم يكن لديها دور في هجمات سبتمبر كما أنه ليس لها تاريخ بشأن مساندة القاعدة أو طالبان. وعلى ذلك يقرر المؤلف أن غزو العراق كان اختيارا على ما يبدو تم الاستقرار عليه بعد أحداث سبتمبر، الأمر الذي اعتقد بوش أنه يمكن أن يعزز رئاسته ويغير مسار التاريخ انطلاقا من منطقة الشرق الأوسط بما تتمتع به من حيوية. وعلى ذلك فبوش ـ يذكر المؤلف - أساء تقدير الموقف، فيما يتعلق بالحرب، فبدلا من أن تزيد القوة الأميركية، فقد استهلكتها، من خلال التقليل من قيمة رئاسته ومن النفوذ الأميركي حول العالم.

ومن واقع خبراته يؤكد المؤلف على نقطة جوهرية تتمثل في أنه التقى بوش الإبن قبل خوضه انتخابات الرئاسة بناء على طلب الأخير، وخاض معه نقاشا مستفيضا بشأن الانتخابات. المهم أن هاس يشير إلى أن بوش لم يتطرق لقضية العراق إلا عندما تطرق لها المؤلف وأن الأمر لم يستوقفه كثيرا.

لقاء حاكم تكساس.
من بين الجوانب الأخرى بالغة الأهمية التي يشير لها المؤلف، ونحن هنا نحاول تجاوز الجوانب التي تبدو معروفة للكافة، ما لم تتعلق بسياق التحليل، إشارته إلى أن بوش خلال عمله كحاكم لتكساس قرر أن يقوم بزيارة لإسرائيل عام 1998 في محاولة لاكتساب الخبرة بشأن قضايا السياسة الخارجية. وفي حديث تليفوني بينهما راح هاس يوضح لبوش ما يجب أن يتوقعه خلال الزيارة:

رحلة بالهليوكبتر توضح له افتقاد إسرائيل للعمق الإستراتيجي، والتأكيد على حاجة إسرائيل للاحتفاظ بالأراضي المحتلة.. الخ. غير أن المؤلف يشير إلى أن ما لم يستطع معرفته هو: إلى أي مدى أثرت تلك الرحلة على بوش؟ ويجيب بناء على مؤشرات عديدة يبدو أنها ولدت حماسا كبيرا لديه تجاه إسرائيل، وشكلت تفكيره بشأن الشرق الأوسط وأي عملية للسلام يجب أن يتم التوصل إليه.

يقول المؤلف أنه في مرة أخرى التقى بوش ولكن مع الفريق المرشح للعمل معه حال توليه الرئاسة، تتقدمهم رايس وآخرين من بينهم بول وولفوفيتز وريتشارد بيرل وريتشارد أرميتاج. المهم أنه يضيف أنه خرج بحالة سيئة عن تلك التي خرج بها من لقائه المنفرد مع بوش. وبكلمات معبرة يقول المؤلف: مشكلتي لم تكن مع المرشح للرئاسة وإنما مع المستشارين. ما ورد على ذهن المؤلف هو فترة حكم ريجان والتي اتسمت بالتأكيد على الأيديولوجيا والعمل على تغيير الدول الأخرى دون تأكيد كبير على الدبلوماسية، أو التعاون مع الشركاء.

في محاولته لتأصيل تناوله يفصل المؤلف في استعراض تأثير أحداث سبتمبر على توجهات الإدارة فيذكر أنها كانت نقطة تحول على كافة المستويات في الولايات المتحدة سواء الإدارة الحاكمة أو الشعب الأميركي ذاته، وأكدت أن العولمة حقيقة واقعة وليست اختيارا. وفي محاولة لتفسير لماذا وقعت الهجمات؟ يشير إلى أن ذلك يجد تفسيره في أن صناع السياسة لم يأخذوا قضية الإرهاب بجدية.

من الجوانب المثيرة للدهشة وتتوافق مع الاتجاهات السائدة تأكيد هاس على أن الاهتمام الرئيسي لبوش منذ البداية كان يتمثل في التوجيه بالبحث عن رابطة بين صدام والهجمات. وما يذكره هنا أن شخصا مثل وولفوفيتز في اجتماع بكامب ديفيد في 14 سبتمبر راح يشير إلى ان الهجمات تفوق قدرات تنظيم القاعدة وأن الولايات المتحدة يجب أن تتجه إلى العراق. وكذلك الأمر بالنسبة لعدد من الأصوات المؤثرة خارج دائرة صنع القرار والتي راحت تؤكد على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى مهاجمة العراق والإطاحة بصدام.

أجواء الإعداد للغزو.
في هذه الأجواء بدأ الإعداد لغزو العراق، الأمر الذي كانت هناك إشارات كثيرة عليه من مواقف واشنطن بشكل بدا ملموسا في الخارج، وأثار حالة من القلق في العالم العربي خاصة في ضوء الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية، والذي كان يلقى انتقادات كثيرة في العالم العربي. وفي ذلك يذكر المؤلف أنه في جولة له بالمنطقة التقى عدد من المسؤولين فيها كان من بين ما ذكره له مسؤول رسمي خلال تلك الجولة: إذا هاجمتم العراق فإنني سأكون سعيدا بذلك، وسأكون في أول دبابة تقوم على هذه المهمة، غير أنه يجب عليكم أولا أن تفعلوا شيئا لتحسين الموقف بالنسبة للفلسطينيين».

وكان حصاد الجولة العربية لهاس متنوعا، فبالنسبة للعراق كانت الرسالة العامة هي أن أي هجوم يجب أن يكون ناجحا في الإطاحة بصدام، وأن يتم بسرعة، على ألا يؤدي ذلك إلى تفكيك البلد بشكل يؤدي إلى أن تصبح إيران أقوى دولة في المنطقة. وأما في إسرائيل وحسب رواية هاس، فإن الإسرائيليين كانوا يخشون أن يكون العراق محاولة لصرف انتباه الولايات المتحدة عن إيران التي تمثل التهديد الحقيقي. وإن كان ذلك يخالف الحقيقة على نحو ما سيشير إليه هاس لاحقا، فهناك العديد من الدلائل التي أشارت إلى أن إسرائيل إحدى القوى إن لم تكن على رأسها التي دفعت في اتجاه غزو العراق.

وفي ذلك يقول هاس أن الجولة أقنعته بأن الولايات المتحدة لم تقم بما فيه الكفاية من أجل تعزيز السلام في المنطقة، وأن الكثير من المسؤولين في الإدارة الأميركية يتوافقون مع رؤية شارون بشأن عدم القيام بشئ على صعيد دفع العملية السلمية سواء مع عرفات أو مع السلطة الفلسطينية. وهنا يضيف المؤلف ـ حسب وجهة نظره ـ أنه من الصحيح أن عرفات وأولئك الذين حوله لم يكونوا يفعلون شيئا ذي قيمة للسيطرة على العنف، ولكن انتظار وصول شريك يؤمن بالديمقراطية ويرفض العنف قبل اتخاذ أي خطوات فعالة على طريق السلام يعد شرطا عبثيا.

يشير المؤلف إلى أنه أبدى إثر جولة لباول في المنطقة أبدى هاس اعتراضه على اللهجة الخاصة بأن الحرب على العراق يمكن أن تساهم في تحويل دفة الأمور إلى الأفضل. وأنه قد يكون من الصعوبة بمكان شن مثل تلك الحرب بنجاح دون تأييد دول المنطقة ومعالجة القضية الفلسطينية وقد رفع باول هذه النقاط للرئيس.

تبرم سعودي بواشنطن.
في تلك الأثناء كان مقررا زيارة الأمير عبد الله ولي العهد السعودي ـ الملك حاليا - للولايات المتحدة وقد كانت السعودية بالغة الغضب على الموقف الأميركي وكانت رسالة ولي العهد السعودي لتشيني أنه شخصيا وباقي المسؤولين السعوديين ينتابهم القلق بشأن مواقف الولايات المتحدة والرئيس فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل، بشكل يمثل انحيازا لشارون، وأنه إذا كان بوش راغبا في ذلك فإن هذا الأمر سيكون له نتائج خطيرة على العلاقات السعودية الأميركية والمنطقة.

قد كان وصف بوش لشارون بأنه رجل سلام أثره في استثارة غضب السعوديين، إلى الحد الذي أعرب معه الأمير عبدا لله، حسبما يذكر المؤلف عن أسفه لقيامه بزيارة الولايات المتحدة، ما كان يؤشر لدخول العلاقات الأميركية السعودية في أزمة نجح باول في تجاوزها بتدخله وتهدئة الوضع. والخلاصة التي يذكرها المؤلف أن الموقف كان في حاجة إلى بيان من الرئيس يوضح فيه الخطوط العريضة لسياسته في الشرق الأوسط وبخاصة السلام في ضوء أن بوش كان على ما هو واضح يواجه مشكلة مصداقية في المنطقة.

باختصار كانت السياسة الأميركية بشأن الشرق الأوسط تثير الحنق. ويشير المؤلف إلى أنه اقترح على خلفية هذه الأوضاع العمل على احتواء العراق وليس الذهاب إلى الحرب. وكان موقفه يقوم على أن الحرب قد لا تحظى بتأييد إقليمي، فضلا عن احتمالات أن تشتت اهتمامات الولايات المتحدة بعيدا عن أولوياتها العليا.

وحسب الرؤية التي طرحها المؤلف، وفق ما يورده في الكتاب، فإنه إذا جرى الإطاحة بصدام واحتلال العراق فإن ذلك يجعل من تلك الدولة مسؤولية أساسية للولايات المتحدة وقد يتطلب تدخلا أكبر في الشؤون العراقية، يصل إلى حد الوجود الأميركي في العراق. لقد كان موقفه يقوم على أنه يجب العمل على شل قدرات العراق فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، وفي الوقت ذاته حشد مساندة إقليمية ودولية من أجل احتواء العراق وتطبيق نظام عقوبات فعال.

يعود بنا المؤلف في هذا الجزء إلى استعراض جانب مما أشرنا له من قبل بشأن تفاصيل الفترة التمهيدية للحرب وصولا إلى بدء الغزو، فيذكر أنه مما يكشف عن أن الظروف كانت ناضجة في الإدارة الأميركية لدخول الحرب أنه عقد لقاء مع كوندي ـ كوندوليزا رايس مستشارة مجلس الأمن القومي آنذاك - التي كان يعرفها عن قرب بعيدا عن الرسميات حيث كانت زميلة عمل في إدارة بوش الأب ثم انتقلت لتصبح في وظيفة أعلى في إدارة بوش الإبن.

المهم أنه من على رأس قائمة القضايا التي كان يود طرحها عليها تلك المتعلقة بالعراق، في ضوء التقارير العديدة التي كان يعدها الفريق الذي يعمل معه في الخارجية بشأن قضية العراق وقضايا الشرق الأوسط وتشير إلى أن البنتاغون ومجلس الأمن القومي ومكتب نائب الرئيس ممن يفضلون الذهاب إلى الحرب.
يرسلون إشارات بأن الأشياء تتجه لهذا المنحى. ولم يكن المؤلف يتحمس لهذه الرؤية، معتقدا أن هناك خيارات أخرى أكثر حيوية متخوفا من أن يكون الذهاب للحرب أمرا أكثر صعوبة مما يتخيله المدافعون عنها.

كانت وجهة نظر هاس والتي عكست خوفه المحوري تتمثل في أن الحرب يمكن أن تلحق خسارة كبيرة بالولايات المتحدة أو بالسياسة الخارجية الأميركية في لحظة حرجة من التاريخ تحظى فيها الولايات المتحدة بفرصة نادرة من أجل ممارسة نفوذ غير عادي.

خلال لقائه مع كوندي أشار إلى ملاحظته الأساسية ومؤداها أن الإدارة يبدو أنها تدفع التطورات باتجاه الحرب، معربا عن شكوكه من حكمة الإقدام على مثل هذا العمل.

وعمل المؤلف ـ وفق روايته ـ على أن ينقل لكوندي وجهة نظره ومخاوفه وكان سنده في ذلك الإشارة إلى أنه يتحدث بناء على معرفته السابقة بالقضية من خلال عمله مع إدارة بوش الأب وكذلك خلفيته العملية بقضايا الشرق الأوسط وعلى هذا كان سؤاله المباشر لها: هل أنت متأكدة حقيقة من أنك تريدين أن تجعلي من قضية العراق القضية المحورية في سياسة الإدارة الأميركية الخارجية؟.

هنا وفي دلالة لا تخفي معناها يورد المؤلف نقلا عن حديثه مع كوندي محاولتها تهدئته وأن يلتقط أنفاسه حسب نصه قائلة له: لقد قرر الرئيس بالفعل ما يجب القيام به بشأن العراق. ما يعني أن عليه أن يهدئ من روعه، وأن الأمر ليس محل نقاش، وإنما محل بحث سبل التطبيق. وبعبارة هاس فإن الطريقة التي قالت بها كوندي ردها كانت تشير إلى أنه من الواضح أن الرئيس قرر الذهاب للحرب.

يشير المؤلف إلى أنه بهت برد كوندي والجرأة التي عكسها وأدرك بالفعل أن الأمور على أرض الواقع قد تجاوزت تفكيره بمراحل. وعلى غرار محادثاته السابقة عندما كان يدلي برأيه بشأن العراق، فقد كان رد فعل كوندي واضحا بأن أي حديث جديد في هذا الشأن يعد مضيعة للوقت.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 18-01-10, 07:42 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

كواليس ما بين الحربين


يحاول المؤلف في سرده لكواليس ما جرى قبل الحربين أن يوحي لنا بأنه لم ييأس من رد كوندي وأن تصوره قام على أساس محاولة اقتناص أي فرصة مع مسؤول آخر يتجاوز كوندي لإقناعه بموقفه بما قد يلقي بتأثيره على مسيرة الأحداث.

غير أنه فيما يبدو محاولة للتبرير يقول هاس أن ما بدا من صمت من جانبه فيما بعد كان يعكس رؤية أخرى له تتمثل في أنه لم يكن رافضا تماما للحرب وإنما كان موقفه يتراوح بين 60% معارضة، و 40% تأييد، وقد يكون ذلك محاولة لتبرير عدم الاستقالة حيث أن السؤال الطبيعي الذي قد يطرحه الكثيرون في معرض التعليق على رواية المؤلف: إذا كان الأمر كذلك على حسب ما يصوره فلماذا واصل عمله مع إدارة بوش الإبن؟.
وبعبارته فإن معارضته للحرب لم تكن قوية بسبب معلوماته التي استقاها من الاستخبارات بأن العراق يمتلك أسلحة بيولوجية وكيماوية. كما كان يعتقد أنه إذا كان لا مفر من الذهاب إلى الحرب، فإن ذلك يجب أن يتم على ذات القاعدة التي جرت عليها حرب الخليج الأولى، والتي قامت على أساس تأييد دولي وداخلي وقوات كافية وخطط جيدة.

ويضيف أنه لو كان يعلم ما تم معرفته فيما بعد من أن العراق لم يكن يملك أسلحة دمار شامل، وأن التدخل سيتم بشكل يفتقد الكفاءة في إدارة العملية، فإنه لم يكن سوى ليعارض الحرب.
إثر هذا اللقاء كان له لقاء آخر مع كولين باول وزير الخارجية وقد بدا سلسا، معربا عن تشككه بأن الأشياء قد ذهبت بعيدا وأن الأمر لا يتجاوز أن تكون كوندي بالغت بعض الشيء أو أن هاس أساء قراءة مواقف صديقته، حسبما كان يصف وضع كوندي بالنسبة لهاس.
غير أن ا
لأحداث أبت إلا أن تثبت خطأ رؤية باول، وأنه على ما يبدو كان مغيبا عن مطبخ صنع القرار، الأمر الذي ثبت فعليا فيما بعد حتى يمكن وصفه بأنه كان كـ «الشاهد الذي لم ير شيئا»، حيث تمت كل الأمور في حضوره وخلال توليه مهام وزارة الخارجية دون أن يدري بالكثير منها، الأمر الذي انتهى باستقالته من الوزارة مع بدء بوش حقبة رئاسته الثانية.

يوضح هاس الصورة قائلا أنه بعد نحو شهر، وخلال لقاء عشاء في البيت الأبيض حضره الرئيس وكوندي كانت القضية الرئيسية المطروحة على المائدة ليست ما إذا كان سيتم الذهاب إلى الحرب أم لان بل كيف سيتحقق ذلك؟ هل يجب على الولايات المتحدة خوض الحرب قبل التوجه لمجلس الأمن؟ وماذا بشأن الكونجرس؟ وفي النهاية بدا أن هذه قضايا مهمة ولكنها تحتل مرتبة ثانية.. أي أن الحرب كانت قادمة لا محالة! فالقرار الأساسي بالذهاب إلى الحرب ضد صدام في العراق قد تم اتخاذه بالفعل من قبل الرئيس وإدارته.

باول لا يعلم شيئا.
ويبدو من رواية المؤلف أنه لم يكن وحده من غير المقتنعين بالحرب وأن رئيسه باول كان على قناعة كبيرة بذلك رغم ما كان يشير إلى غير هذا الأمر خلال متابعة تطورات تلك الفترة وقتها.
وإذا كان باول في الاجتماع المشار إليه بدا كمن لا يعلم شيئا فإنه بعد أن اتضحت الأمور حرص على توضيح الصورة للرئيس بوش وعلى ذلك أخبره في مرحلة متقدمة وإثر ما بدا من رفض العراق الرضوخ للضغوط الدولية المفروضة عليه أنه يوجد فرصة الحصول على قرار ثان من مجلس الأمن وزيادة الضغط الدولي بشكل يمكن أن يقود صدام إلى التراجع وفي النهاية تنفيذ كل المطالب المعروضة عليه، وفي مثل هذه الحالة سيكون على الولايات المتحدة أن تقبل ببقاء صدام في الحكم، وتقنع نفسها بنظام غير من سلوكه، بدلا من تغيير النظام.

كما أن باول حذر الرئيس من أن الحرب لن تكون سهلة وأن وضع الولايات المتحدة سيكون صعبا في العراق حيث ستجد نفسها محتلة له لبعض الوقت وليس قوة محررة. كان تقدير المؤلف أن بوش يتصور أن باول يبالغ بشأن تكلفة الحرب والنتائج على الرغم من أن من المحتمل أنه اعتقد أن تنبؤات باول دقيقة ولكن الثمن ما زال يستحق الدفع ويحقق النتائج المتوقعة.
بدا أن التوجه للحرب أصبح مؤكدا كذلك من خلال تقرير مسؤول بالاستخبارات البريطانية كان قد قام بزيارة للولايات المتحدة للقاء مسؤولين أميركيين على خلفية الموضوع.

وقد كشف التقرير الذي أعده أنه لمس تحولا واضحا في الاتجاه. فالعمل العسكري على ما لمس الآن أصبح محتما، فبوش يريد الإطاحة بصدام عبر العمل العسكري مبررا ذلك بتهم دعمه للإرهاب وأسلحة الدمار الشامل.

بل يشير هاس إلى أن ما كشف عنه التقرير أكثر خزيا في ضوء الأحداث اللاحقة. فـ «الاستخبارات والحقائق يتم توجيهها حسب اتجاه السياسة. إن مجلس الأمن القومي ليس لديه صبر بشأن مسار الأمم المتحدة. لا يوجد سوى مناقشات محدودة في واشنطن بشأن ما بعد العمل العسكري».

غير أنه يوضح أن ذلك لا يعني بأي حال أن قرارا رسميا أتخذ بأي حال في صيف 2002 واحتفظ به في السر. بدلا من ذلك فإن الرئيس بحلول يوليو وصل إلى نتيجة مفادها أنه من الضروري والمرغوب فيه أن يتم الإطاحة بصدام، وأنه على هذا الأساس أعد القيام بما هو ضروري لتحقيق ذلك.

وقد كان ذلك يعني التيقن من أن استخدام القوة العسكرية أصبح ضروريا من قبل الولايات المتحدة، وأن الحصول على موافقة الأمم المتحدة أو الكونجرس أصبح أمرا مرغوبا به وليس أساسيا. ورغم أن القرار الرسمي بالذهاب إلى الحرب لن يتم اتخاذه خلال ستة شهور لاحقة، كان الرئيس والدائرة المحيطة به وصلوا مع منتصف 2002 سياسيا ونفسيا إلى نقطة اللاعودة بشأن خوض الحرب.

تهيئة المسرح الدولي.
ولعله مما هيأ المسرح تماما للحرب قرار مجلس الأمن رقم 1441 في 8 نوفمبر والذي اعتبر أن العراق انتهك التزاماته بشأن قرارات الأمم المتحدة معطيا العراق فرصة أخيرة للانصياع لهذه القرارات مع دعوات لنزع سلاحه وتحذير العراق من أنه سيواجه عواقب وخيمة إذا واصل عدم الالتزام بالقرارات الدولية.

كان القرار حسب هاس طموحا فيما يطلبه، ولكنه كان في الوقت ذاته غامضا فيما يتعلق بالخطوات التي ستتبعه، إذا لم تتحقق هذه المطالب، فلم يحدد القرار مسألة ما إذا كان يجيز استخدام القوة أم لا أو أن قرارا آخر يجب أن يصدر في هذا الشأن؟. كل ما بدا واضحا أن هناك ضغطا دوليا هائلا على العراق لكي يراجع سياسته القائمة على مقاومة التفتيش الدولي لأسلحته المزعومة أو برنامجه التسلحي المزعوم، الأمر الذي يعتبره هاس عزز موقف إدارة بوش بشن الحرب.

ومع دخول عام 2003 - يقول المؤلف - أصبح العراق القضية المهيمنة على المسرح الدولي والداخلي في الولايات المتحدة. ورغم ذلك فقد كتب مذكرة إلى رئيسه كولين باول يؤكد له فيها أن الوقت لم يفت لإثناء الإدارة عن الحرب.

وأن البديل عن ذلك مجموعة من الإجراءات يمكن أن تحقق أهداف الإدارة ومن بينها سلسلة مفتوحة لا منتهية من إجراءات التفتيش القوية، تشديد العقوبات من خلال إقناع سوريا والأردن وتركيا بالسيطرة على الحدود بشكل يحول دون عمليات التهريب والتجارة خارج إطار المنظمة الدولية، وتدشين خطة دبلوماسية تستهدف حشد الجهود لتغيير النظام، مع التلويح في الوقت ذاته بالقوة العسكرية إذا لم يقم صدام بالتعاون المطلوب مع لجان التفتيش.

ولأن ما طرحه المؤلف كان يبدو في تصوره غير مقبول وقد يثير المشاكل فقد حرص على تسليم هذه النقاط لباول بنفسه دون إرسالها حتى لا تقع في أيدي أحد. لقد كان بوش يريد القضاء على عدو بالغ العداء للولايات المتحدة وربما كان يريد إكمال المهمة التي لم ينهها والده.

وعزز مستشاروه ذلك الاعتقاد فـ «بول وولفوفيتز» كان واضحا في رؤيته بأن العراق يشكل فرصة استراتيجية رئيسية.. من أجل تحقيق التغيير الثوري للعالم إلى الأفضل، حسب مزاعمه. وعلى ذلك انطلقت العمليات بعد شهور وبالتحديد في مارس في حرب ثانية ضد العراق خلال أقل من عقد. إنها الحرب ـ حسب توصيف هاس ـ التي تعتبر أكثر الحروب افتقادا للتوافق بشأنها، وأكثر الحروب إفتقادا للشعبية، والأكثر كلفة في التاريخ الأميركي.

بعد استعراضه على نحو ما قدمنا لأبعاد ومسيرة الحربين اللتين خاضتهما بلاده ضد العراق، وإزاء ما يبدو من قناعته بالأولى ومعارضته للثانية يبدو أن السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح على المؤلف هو: لماذا بدا الرئيس بوش الابن مشدودا بهذا الشكل إلى العراق؟ من خلال ما رآه هاس وما سمعه يوضح لنا أن قرارات بوش لم تكن، كما يحاول البعض أن يزعم، نتيجة نقص في المعلومات الاستخبارية أو بسبب سيطرة نائبه أو بعض مستشاريه عليه.

وحسب هاس إن بوش ذكى وأكثر ذكاء مما يعتقد الكثير من الناس، كما أنه أيضا لديه القدرة على قراءة الناس على ذات النحو الذي يمكن لك أن تتوقعه من شخص تقدم للترشيح للرئاسة ونجح في الفوز بها.

لقد كان خطأه أنه كان يقفز سريعا إلى النتائج. كما أنه غالبا ما يعتبر تغيير وجهة النظر علامة ضعف. ما يعبر المؤلف عن دهشته منه هو ذلك الارتياح المريب الذي كان يحياه بوش بشأن قراره غزو العراق.

كانت قد مرت ثلاثة أسابيع على الحرب، وكان بوش يبدو حسبما يذكر المؤلف، إثر عودته من قمة في أيرلندا الشمالية في حالة سلام داخلي مع نفسه بشأن القرار. في الوقت ذاته الذي كان المؤلف فيه في حالة استفزاز من تلك الحالة وكيف أن الرئيس يبدو غير مهتم بكل تلك التعقيدات التي توقعها المؤلف وغيره بشأن غزو العراق.

ومن فرط دهشته وفيما يشير إلى غياب أي قناعة لديه بمبررات الغزو يطرح المؤلف سؤلا افتراضيا مؤداه: لو لم تكن هناك أحداث سبتمبر، فهل كان يمكن للإدارة أن تقدم على غزو العراق؟ ورغم تأكيده على أن مثل هذه الأسئلة من الصعب الإجابة عليها بثقة، إلا أنه يوضح أمرين متباينين أولهما أنه قبل الأحداث كان هناك حديث عن العراق في الإدارة غير أنه لم يكن ثمة دلائل على أن له وضعا خاصا.

غير أن أحداث سبتمبر غيرت توجه الإدارة بشكل كبير فبدت كما لو كانت بمثابة مطرقة تبحث عن مسمار، وقد أصبح العراق المسمار.

مفارقة ما بعد الحرب الباردة.
يشير المؤلف إلى أن القليلين كان يمكن لهم توقع أن يتم اختزال السياسة الخارجية الأميركية في الفترة بالغة الحيوية التي تبعت انتهاء الحرب الباردة إلى مجرد دورانها في إطار حربين مع العراق مقدما في هذا الإطار ما يمكن اعتباره رؤية مقارنة للحربين تفسر موقفه.

ويضيف أن تقديره أن حرب العراق الأولى لم تكن فقط حرب ضرورة ولكنها ناجحة بكل المعايير. لقد كانت ضرورية لأسباب رمزية وإستراتيجية. إن الفشل في رد الغزو العراقي للكويت كان يمكن أن يمثل سابقة خطيرة في عصر ما بعد الحرب الباردة، بشكل يجعل من ذلك العصر عصر الفوضى ويتسم بالأخطار على عكس ما كانت عليه الأمور من قبل.

كما أن عدم الفعل كذلك كان يمكن أن يؤسس للسيطرة العراقية على الكويت ومن المحتمل سيطرته على المنطقة وإمدادات النفط وتزويد العراق بالوقت والفرصة لتطوير أسلحة نووية.

غير أن المؤلف وفي معرض الدفاع عن موقف بلاده الذي لقي رفضا كبيرا على مستويات عدة إزاء ما حكمه من معايير مزدوجة يذكر أن هذه الإشارة لا ينبغي فهمها على أنها تعني أن الطاقة كانت الدافع الرئيسي وراء موقف الولايات المتحدة وأنها كانت تسعى وراء هدف تجاري أو السيطرة على الموارد العراقية.
وفي محاولة لإقناعنا بموقفه يستدعي هاس غزو أفغانستان أن بلاده ذهبت إلى الحرب بعد 11 سبتمبر ضد أفغانستان والتي أشير إليها باعتبارها حرب ضرورة ـ رغم عدم وجود مصادر طاقة، الأمر ذاته ينطبق على التدخل في الصومال والبوسنة وكوسوفو والتي تعتبر حرب اختيار.

إن الحكم بأن الحرب الأولى على العراق كانت ناجحة ينبع من حقيقة أن أهداف الحرب قد تحققت ـ دحر العدوان العراقي، واستعادة السلطة في الكويت إلى الحكومة الشرعية. لقد تحقق الهدفان بتكلفة إنسانية واقتصادية وعسكرية محدودة بالنسبة للولايات المتحدة وبحماس داخلي ودولي يعزز الحكم ان الولايات المتحدة خاضت حربا ناجحة. ويبدو هنا قدر من المغالطة من المؤلف قد يبررها أنه يدافع هنا عن السياسة الرسمية لبلاده التي كان طرفا فيها.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 18-01-10, 07:46 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الحرب العادلة


كما أنه من الجدير بالملاحظة كذلك، حسب هاس، أن الحرب الأولى تتوافق مع نصائح الحرب العادلة. لقد تم خوضها من أجل قضية تستحق، وكان من المحتمل النجاح فيها وتمت بغطاء شرعي، وبعد أن استنفذت المحاولات السلمية أغراضها.

إن ذلك لا يعني حسب المؤلف أن هذه الحرب يجب أن يتم اتخاذها كحالة مثالية بشأن كيفية تعاطي السياسة الخارجية مع قضاياها. ويضيف إن إدارة جورج بوش الأب أساءت قراءة النوايا العراقية. وهنا يبدو المؤلف متخذا لموقف ما بين الصقور والحمائم حيث يقول إن الاستخبارات الأميركية قللت بشكل كبير من الجهود التي قام بها العراق بشأن أسلحة الدمار الشامل. كما أن نهاية الحرب كذلك كان يمكن التعاطي معها بشكل أفضل، حيث كان يمكن القضاء على الجيش العراقي.

أما بالنسبة للحرب الثانية فيذكر أنها لم تكن ضرورية. لقد كانت هناك خيارات أخرى وبشكل خاص إعادة صياغة العقوبات بطريقة تسمح للعراق بالاستيراد، وفي ذات الوقت تحد من موارده التي تصب في إطار النظام. كما أن التفتيش على الأسلحة كان يمكن أن يتم بشكل يؤكد أن العراق لا يطور أسلحة دمار شامل. كان هناك مع ذلك احتمال أن يبقي صدام في السلطة، ومع ذلك فإن قدرته على تهديد جيرانه ومواطنيه ربما كانت ستبدو محددة.
ويضيف المؤلف إن المقارنة مرة أخرى بالحرب العادلة قد تكون مفيدة. فبالنسبة للحرب الثانية فإن قيمة القضية التي تم من أجلها خوض الحرب، واحتمال النجاح، والشرعية التي على أساسها يجري هذا العمل، كل ذلك محل مساءلة، فحتى المدافعون عنها لا يمكنهم القول انها كانت الملاذ الأخير. إن النظر للحرب والقرار الذي اتخذ بشنها عبر هذا المنظور ربما يكون مفيدا ليس فقط من أجل أسباب أخلاقية ولكن أيضا من أجل أسباب عملية.

مقارنة شاملة.
وفي محاولة للإشارة إلى أن الحربين يتشابهان على مستوى الشكل فقط يذكر المؤلف أن الحربين خاضتهما الولايات المتحدة تحت رئاسة شخص اسمه بوش.. الأولى بوش الأب والثانية بوش الابن. وضد دولة واحدة ورئيس واحد في الحالتين هما العراق وصدام. ومع ذلك فإن النتائج بالغة الاختلاف.

كانت الأولى محدودة، وبمعنى آخر حربا تقليدية، وتقوم على فكرة مواجهة عدوان عراقي خارجي واستعادة الوضع القائم، فيما أن الثانية كانت مبادرة طموحة وراديكالية تم التخطيط لها على أساس الإطاحة بالقيادة العراقية من أجل التأسيس لشرق أوسط جديد.

- كانت الحرب الأولى بكل المعاني، شأنا جماعيا انغمس فيه العديد من الأقطار بدءا بروسيا واليابان ومصر وسوريا مشكلين تحالفا دوليا غير مسبوق، وساهم بطرق مختلفة دبلوماسية وعسكرية واقتصادية، فيما أن الثانية عكست على مستويات عدة الأحادية من قبل الولايات المتحدة مع مساندة ملموسة فقط من قبل بريطانيا العظمى ومجموعة أخرى محدودة من الدول.

جاءت الحرب الأولى ضد العراق بعد صدور أكثر من نحو «دستة» قرارات من مجلس الأمن، فشلت في إقناع صدام بالخروج من الكويت. فيما أن الحرب الثانية أطلقت بناء على قرار واحد من مجلس الأمن بعد أن خلصت الولايات المتحدة أنه يصعب عليها الحصول على قرار ثان.

تماسك داخلي.
في الحرب الأولي، ذهبت الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة للحصول على مساندتها، الأمر الذي اعتقدت الإدارة أنه يمكن أن يحد من صعوبة بناء تماسك داخلي، بل ومساندة الكونغرس لاستخدام القوة المسلحة. أما بالنسبة للحرب الثانية فقد ذهبت الولايات المتحدة إلى الكونغرس أولا ثم فكرت فيما بعد في الذهاب إلى الأمم المتحدة.

استخدمت الحرب الأولى أكثر من نحو نصف مليون عنصر من القوات الأميركية بناء على مبدأ باول القائم على الاستخدام الكثيف للقوة العسكرية، فيما أن الحرب الثانية تمت بناء على رؤية وزير الدفاع دونالد رامسفيلد القائمة على أساس الحد من العنصر البشري حيث استخدم نحو 150 ألف جندي فقط.

- الحرب الأولى قامت على مرحلة متواصلة جرى خلالها استخدام القوى الجوية فقط من قبل الولايات المتحدة، فيما أن الثانية جرى فيها استخدام سريع للقوات الأرضية.

لحرب الأولى وقعت على خلفية قضية سالبة وبمؤداها اعتقد معظم صناع السياسة وتحليلات الاستخبارات - خطأ ـ أن صدام لن يغزو الكويت، فيما أن الحرب الثانية حدثت على خلفية قضية موجبة، وتتمثل في أن معظم تحليلات الاستخبارات وصناع السياسة اعتقدوا ـ خطأ مرة ثانية ـ بأن صدام يخفي أسلحة دمار شامل.

في الطريق إلى الحرب الأولى تحدثت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وإن بدرجة محدودة عن أسلحة الدمار الشامل، رغم أنه فيما بعد وضح أن العالم أساء تقدير الموقف وقلل من تقدير خطر مدى البرنامج العراقي. في الحرب الثانية راحت الولايات المتحدة راحت تتحدث بشكل مستفيض بشكل كبير على خطر أسلحة الدمار الشامل، رغم أنه وضح فيما بعد عدم وجود مثل هذه الأسلحة وأن الأميركيين بالغوا في تقدير القدرات العراقية على هذا الصعيد.

بدأت الحرب الأولى بقدر كبير من الجدل داخل الولايات المتحدة ولكنها انتهت بتحولها إلى اكتساب قدر كبير من التأييد الشعبي، فيما أن الحرب الثانية جرى إقرارها بتأييد كبير من الكونغرس، ومساندة شعبية ولكنها انتهت بسخط شعبي كبير.

كلفت الحرب العراقية الأولى نحو 100 مليار دولار وبسبب اتساع نطاق المشاركة الدوية فإنها تكاد ألا تكون كلفت الولايات المتحدة شيئا، فيما أن الحرب الثانية كلفت الولايات المتحدة تريليون دولار وربما أكثر. والعداد ما زال متواصلا ولا توجد فرصة لإدراج آخرين للمشاركة سوى بأقل القليل من التكلفة.
الحرب الأولى كلفت الولايات المتحدة مئات محدودة من الأميركيين بينما كلفت الثانية أكثر من أربعة الاف جندي أميركي.
في تناوله الختامي لموضوعه يواصل المؤلف تقديم رؤية نقدية بشأن الحربين تؤكد وجهة النظر التي يريد إثباتها، وهي أنه بقدر ما كانت الحرب الأولى ضرورية بقدر ما كانت الثانية اختيارية يمكن تجنبها، وذلك بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا معه في تحليله، حيث يجب ألا ننسى في غمرة الخوض في تفاصيل ما يورده هاس أنه ينطلق في تحليله من المصلحة الأميركية.

والتي لا شك أنها تتعارض مع المصلحة العربية ككل، وهو ما يبدو في التأثيرات السلبية التي خلفتها الحربان على العراق سواء الأولى أم الثانية، بالشكل الذي يصعب معه الفصل بينهما في ضوء حقيقة أن المحصلة الكلية لهما هي النهاية التي وصل إليها العراق، كدولة تقع تحت الاحتلال الأميركي رغم الدعاوى التي تتردد عن الانسحاب، فضلا عن التأثيرات المدمرة التي لحقت ببناه السياسية والاجتماعية والإنسانية والاقتصادية.

لا ينفي ذلك أن المؤلف قدم رؤية متماسكة تحقق الهدف الذي وضعه لمؤلفه وهو تفنيد الحجج والدعاوى التي قام عليها غزو العراق، الأمر الذي يرى أنها رؤية تزداد تماسكا بالمقارنة بحرب العراق الأولى. في مواصلته للمقارنة بين الحربين يشير المؤلف إلى أن البعض قد يرى أن الحرب الثانية لم تكن ضرورية ولكنها مبررة في ضوء أنها استهدفت عزل صدام وتجنب مستقبل يقوم فيه بالالتفاف على القيود المفروضة عليه في أعقاب حرب الخليج الأولى وتعزيز قدرته العسكرية ومغامراته من خلال المصادر الهائلة التي تتوفر له.

وفي معرض رده على هذا الطرح يقول هاس إن المشكلة أن هذا الهدف لا يبرر بأي حال التكلفة العالية التي تضمنت أرواح الأميركيين والتحالف والعراقيين والأموال الطائلة فضلا عن التأثير السلبي على الصورة العسكرية الأميركية والتعزيز النسبي لموقف إيران في المنطقة، وكذا تزايد مستوى الإرهاب ومعاداة الولايات المتحدة.

في تفنيده لرأى المؤيدين للحرب الثانية يعرض المؤلف لحقائق تكشف مدى العبء الذي ألقته هذه الحرب على بلاده فيقول: لقد ورث جورج بوش اقتصادا صحيا، وفائضا في الموازنة ووضعا عسكريا متميزا ونظاما دوليا له اتجاهات طيبة تجاه الولايات المتحدة، ومع ذلك فقد سلم لخليفته ركودا، وعجزا بالغا في الموازنة، وديونا وحالة عسكرية منهكة، وحربين، وعالما سمته الأساسية معاداة الولايات المتحدة. يشير المؤلف إلى أنه وجد صعوبة في أن يتوصل إلى نموذج آخر يماثل نموذج بوش في التراجع الحاد الذي وصل ببلاده به إليه.

محاولة للإنصاف.
ولكن المؤلف وفي محاولة للحد من اندفاعه وحتى لا يبدو حانقا على الإدارة السابقة، يقول انه لكي نكون منصفين فإنه من المبكر جدا تحديد التأثيرات النهائية للحرب إذا ما استقر العراق، فهناك احتمال أن يصبح نموذجا أو مجتمعا نموذجيا حسبما يؤكد الكثير من المدافعين عن الحرب. ولكن مثل هذا النجاح، من وجهة نظر هاس، غير محتمل إلى حد كبير، وحتى لو تحقق فإنه لن يحقق شيئا على صعيد التكلفة الكبيرة التي تم بها على صعيد السياسة الأميركية. الأكثر احتمالا هو مستقبل تتواصل فيه السياسة الأميركية في التراجع وإن بشكل أقل بطئا، فيما يبقى العراق مقسما بشكل لا يجعل منه بأي حال مجتمع أو نموذج مثالي.
يواصل المؤلف مناقشته قائلا إن البعض قد يحاجج أن المشكلة الأساسية لغزو العراق يتمثل في الأسلوب الذي تم به وليس في عملية الغزو ذاتها أو مبدأ الغزو ذاته، فخطأ التطبيق والذي أدى إلى رفع كلفة الحرب، ومحدودية فوائدها، لا يعني بأي حال وفق البعض أن الحرب لم تكن ضرورية أو مطلوبة.

ويضيف أنه من الصحيح أن أخطاء التطبيق قللت من ثمار الحرب، غير أن الواقع يشير إلى أنه حتى لو لم تقع الإدارة الأميركية في مثل هذه الأخطاء (اعتماد إستراتيجية العدد الصغير من القوات، تفكيك حزب البعث) فإنه لم يكن من المتوقع أن تكون النتائج أفضل.

هنا ينقل المؤلف المقارنة إلى مستوى آخر يتمثل في الحرب التي يراها حرب اختيار كذلك وهي حرب فيتنام، محاولا التأكيد على أهمية حسن تنفيذ الخطط المرسومة بذات القدر من الجودة التي يقوم عليها التخطيط. في هذا الخصوص يقول هاس: من الخطأ اختيار الذهاب إلى الحرب ضد دولة دون الدراية الكافية بطبيعة المجتمع في هذه الدولة.

غير أن ما جرى في العراق يفوق ذلك بكثير، فخوض الحرب لم يتم بجهل بطبيعته كدولة ومجتمع فقط، بل جرى استخدام شعارات بالغة التناقض مع طبيعة الدولة والمجتمع اللذين يتم شن الحرب عليهما. ومن ذلك ـ حسب هاس - أن شعارات التحول الديمقراطية جرى استخدامها على نطاق كبير في تناقض كبير مع كثير من الحقائق المتعلقة بتاريخ العراق، وثقافته السياسية وتراث صدام.
والأبعاد العرقية فيه والانقسامات الطائفية والجغرافية. وعلى شاكلة ما جرى في فيتنام بشأن عدم إدراك طبيعة المجتمع المحلي هناك بشكل انتهى إلى الفشل، فإن الأمر جرى في العراق على الشاكلة ذاتها ما أدى إلى التيقن من أن حرب الاختيار أكثر صعوبة ومكلفة وبشكل يفوق ما هو متوقع.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 18-01-10, 07:50 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مشكلة العقوبات

من ناحية أخرى يشير المؤلف إلى أن العقوبات تحولت إلى وسيلة معقدة في السياسة الخارجية بشكل أدى إلى تباين تأثيراتها، فأسلوب تطبيق العقوبات في حالة العراق نجح في ان يصعب على صدام الحفاظ على سيطرته على البلاد، وإن أوجد له في الوقت ذاته حماسا له ولنظامه في الخارج.

ثم يفصل هاس في استعراض القضية الخاصة بالديمقراطية. فيذكر أن العراق كان وما زال جزءا من حالة نقاش كبير بشأن أولويات السياسة الخارجية الأميركية وكيف يمكن الجمع بين هذه الأولويات من أجل تعزيز الديمقراطية حول العالم. لقد عكست تلك القضية كذلك واحدا من بين مبادئ الخلاف بين إدارة الرئيس 41 والرئيس 43.

ويضيف: هنا توجد مدارس مختلفة في الفكر بشأن ما يجب على الدولة أن تفعله خارج نطاق حدودها. من بين نماذج الفكر السائدة هنا مدرسة ترى أن النظام الذي يوجد في الدول الأخرى أمر ثانوي في ضوء صعوبة تغيير تلك الأنظمة لاعتبارات عديدة تتعلق بقواعد تحكم العلاقات الدولية ما يجعل من هذه المهمة مسألة بالغة الطموح ومهمة صعبة لا يجب التفكير فيها إلا عندما لا يكون هناك مفر من ذلك. لقد كان ذلك هو الخيار المفضل لدى إدارة الرئيس بوش الأب، ومعظم مساعديه.

هناك مدرسة ثانية ترى أن النظام القائم في الدول الأخرى أمر يجب وضعه في الاعتبار لعدة أسباب أخلاقية وكذلك الرؤية التي تقوم على أن الدول الديمقراطية من المحتمل أن تقدم على تعاملات أفضل ليس فقط مع مواطنيها وإنما مع جيرانها أيضا. إن هذا هو ما يسمي بنظرية «السلام الديمقراطي»، والتي جرى اعتناقها من قبل جورج بوش الابن وعبر عنها في حفل تنصيبه الثاني: «إن أفضل أمل في السلام في العالم الذي نعيش فيه هو توسيع الحرية في كل العالم».

وإذا كان المؤلف يقر هذه الرؤية إلا أن مصدر خلافه هو أن بناء الديمقراطية يعتبر من وجهة نظره مشروعا طويلا الأمد ولا يقوم على نحو ما جرى به من خلال القوة العسكرية.

وحتى مع هذا الإقرار فإنه يؤكد على أن خوض غمار هذا المشروع يمكن أن يثبت أنه بالغ الصعوبة إن لم يكن الاستحالة. إنه يمكن أن يستغرق سنوات من الجهد، وقد يثبت في النهاية أنه غير مضمون النتائج وغالبا ما يثير سخط السكان الأصليين في الدولة التي يجرى العمل على تغيير طبيعة النظام فيها، بالشكل الذي يدفعهم إلى التساؤل بشأن أبعاد دوافع الأميركيين، في الوقت ذاته الذي سيثير تساؤلات الأميركين أنفسهم بشأن التكلفة.

مشكلة فرض الديمقراطية.

ويضيف أنه من المهم أن ندرك أن الرؤية الأميركية للديمقراطية ليست كونية أو حتى محتومة. إن الإدعاء، بوحدة المصالح الحيوية لأميركا ومعتقداتها الراسخة على نحو ما فعل بوش في ذات الخطاب المشار إليه، أمر من الصعب اعتباره يتسم بأي قدر من المنطق. ويضرب المؤلف أمثلة للتدليل على صحة وجهة نظره فيقول: إن الولايات المتحدة لديها مصلحة حيوية في الصين تتمثل في المساعدة على الحد من البرنامج النووي الكوري الشمالي وفي التعاون من أجل الحد من تغيرات المناخ، على ذات النحو الذي لديها فيه مصلحة حيوية مع روسيا تتمثل في المساعدة على وقف برنامج إيران النووي، وتأمين القدرات النووية الروسية.


ربما نعتقد أن الدولتين ـ الصين وروسيا - يجب أن يكونا ديمقراطيين بشكل كامل، ولكن المعتقد أقل أهمية بكثير من المصلحة الحيوية. كل ذلك يجب أن يكون بمثابة تحذير بشأن فرض الديمقراطية في العراق وجعلها هدفا مركزيا على النحو الذي بدا عليه في حرب العراق الثانية. كل ذلك ـ يقول المؤلف ـ يجب أن يعزز فكرة أن المبدأ الحقيقي للسياسة الأميركية يجب أن يكون هو السياسة الخارجية للدول الأخرى وليس الطبيعة الداخلية لهذه الدول.


يضيف إن هذه الأطروحة يمكن تبسيطها.. فلا يمكن الاختلاف مثلا بأنه من المهم أن نقدم للأقطار المسلمة وضعا أفضل يتجاوز ما هو قائم من أنظمة ديكتاتورية ونخب فاسدة في الكثير من هذه الدول، الأمر الذي ييسر المجال أمام المتشددين للوصول إلى السلطة، غير أن ذلك يجب أن يتم من خلال سبل أخرى ليس من بينها فرض الديمقراطية. إن العلاج هنا، وهنا يتكشف أن الاختلاف بين الفكر الذي يمثله هاس والفكر الذي مثلته إدارة بوش، هو اختلاف في الأسلوب وليس الجوهر.


ومن السبل التي يحددها المؤلف.. تحسين التعليم، تشجيع حكم القانون، وحماية المجتمع المدني.. كل تلك وسائل يمكن أن تنتهي إلى تعزيز دور العملية الانتخابية التي ينبغي أن تأتي في مرحلة تالية، وليس في بداية العملية الديمقراطية. ويضيف هاس: إن استخدام القوة العسكرية للإطاحة بالأنظمة وبناء الديمقراطيات أمر ببساطة بالغ الكلفة وأمر يفتقد اليقين بشأن نتائجه، الأمر الذي يجب معه استبعاده كأداة من أدوات السياسة الخارجية الأميركية.


ومن أوجه المقارنة الأخرى التي يتطرق لها المؤلف أن حربي العراق كانتا ناجحتين بكافة المعايير على أرض المعركة، غير أنهما واجها قدرا من المشاكل بعد انتهائهما، وإن كانت مشاكل الحرب الثانية تتجاوز بمراحل تلك التي نجمت عن الأولى نظرا لأن أهداف الولايات المتحدة في هذه الحرب كانت بالغة الطموح.
إن الولايات المتحدة بحاجة، حسبما يذكر، لقوة عسكرية يمكن لها التعاطي جيدا مع النزاعات غير التقليدية، بذات الكفاءة التي تتعاطى بها مع النزاعات التقليدية. وعلى ذلك فإن خوض حروب غير تقليدية يجب أن يكون مساويا في الأهمية، إذا لم يكن يفوق، الإعداد لحرب مع قوى عظمى أو متوسطة.


التشدد في معايير الحرب.
ويخلص المؤلف إلى التأكيد على ضرورة التشدد في تطبيق معايير الحرب إذا ما تعلق الأمر بحرب اختيار، و كانت التكلفة البشرية والاقتصادية والسياسية الناجمة عن خوضها يمكن تبريرها، وإلا فإن مثل هذه الحروب يجب العمل بكل السبل على تجنبها.


ويستعين هنا بكلمات رئيس يشبه وضعه وضع بوش الابن وهو جون كوينزي آدامز الرئيس الاميركي السادس وابن ثاني رؤساء الولايات المتحدة والذي راح يؤكد على أنه إذا كانت الولايات المتحدة ذات رغبة عارمة في تمتع الجميع بالحرية والاستقلال، إلا أنه راح يؤكد في الوقت ذاته راح على أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال الذهاب إلى الخارج بحثا عن وحوش لتدميرها.


على هذا يقول هاس: نعم صدام حسين كان وحشا ولكن ذلك لا يبرر قرار الذهاب إلى الحرب من أجل الإطاحة به. حتى إذا ما كانت القوة الكبرى تحتاج إلى تعزيز وضعها، فإن الديمقراطية الأميركية لا تعد الرداء المناسب لسياسة خارجية إمبراطورية، حيث تكلفة مثل هذه الحروب أكبر من فائدتها. وهو ما يعني إن حروب الاختيار هي تلك التي يمكن تجنبها بقدر كبير، في ذات الوقت الذي يجب العمل التمتع بالإرادة والقوة التي تتيح خوض حروب الضرورة حينما يتطلب الأمر ذلك.

الصفحات: 336 (متوسط)
الكتاب: قصة حربين
تأليف: ريتشارد هاس
عرض ومناقشة : مصطفى عبدالرازق
الناشر: سيمون آند شستر ـ مايو 2009

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 19-01-10, 03:45 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

تشكر على الجهد

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 20-01-10, 11:12 AM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

أشكرك أخى الباسل على المرور العطر .... تحياتى.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع