مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2424 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 68 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


أمريكا في إفريقيا.. تطبيق لمفهوم القوة الذكية

قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 15-01-10, 08:07 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البواسل
مشرف قسم العقيدة / والإستراتيجية العسكرية

الصورة الرمزية البواسل

إحصائية العضو





البواسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي أمريكا في إفريقيا.. تطبيق لمفهوم القوة الذكية



 

أمريكا في إفريقيا.. تطبيق لمفهوم القوة الذكية


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


جيمس أر . هاك
ميجور في سلاح الجو الأمريكي، وباحث متخصص في مصادر القوة واستخداماتها.


نتشر العداء للولايات المتحدة الأمريكية على نطاق واسع في العالم، حسبما تشير استطلاعات الرأي التي أجراها مركز "بيو" (أحد أهم مراكز استطلاع الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية)، وهو شعور تزايد طيلة السنوات الخمس الماضية، فصورة الولايات المتحدة الأمريكية قد تدهورت بشدة في معظم أجزاء العالم منذ عام 2002، ويكفي الإشارة إلى أن 9% من الأتراك و15% من الباكستانيين فقط لديهم نظرة إيجابية تجاه الولايات المتحدة.

لكن الغريب أن المنطقة الوحيدة في العالم التي تتناقض فيها المواقف بشكل واضح مع أرقام بيو السابقة، هي القارة الإفريقية، فالأفارقة ما زالوا ينظرون إلى الولايات المتحدة بإيجابية، وفي الحقيقة فإن 9 دول من أصل 11 دولة تنظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بإيجابية، تنتمي إلى إفريقيا جنوب الصحراء، ما يطرح تساؤلات من قبيل: لماذا تختلف نظرة الأفارقة تجاه الولايات المتحدة عن بقية دول العالم؟ وهل نجحت الولايات المتحدة في تكوين رصيد من "القوة الناعمة" لها في إفريقيا؟ والأهم: هل من الممكن أن يستمر مثل هذا الرصيد؟


وفي محاولة للإجابة عن بعض هذه الأسئلة، تستكشف هذه الورقة كيفية ممارسة الولايات المتحدة لـ"قوتها الناعمة" في القارة الإفريقية، من خلال تحليل أربعة برامج للحكومة الأمريكية في إفريقيا، وهي: قانون النمو والفرص الإفريقية (أجوا) لدعم التجارة، وخطة الطوارئ للإغاثة من الإيدز التي تتعلق بمكافحة هذه الأمراض المدمرة، ومؤسسة تحدي الألفية التي تعرض مدخلا جديدا للتنمية، والقيادة العسكرية الأمريكية الخاصة بإفريقيا (أفريكوم). وقبل التعرض لهذه البرامج سيتم الإشارة إلى تطور مفهوم القوة.



القوة.. "صلبة" و"ناعمة" و"ذكية"

كان جوزيف ناي العميد السابق لجامعة هارفارد هو أول من صك مفهوم "القوة الناعمة"، وذلك في كتابه الذي صدر عام 1990 تحت عنوان "Bound to Lead"، لكن مفهوم "القوة" نفسه يعود إلى ما قبل ناي بكثير.
فقد ارتبط تعريف القوة تاريخيا بـ"القوة في الحرب"، حيث اعتبرت عناصر مثل السكان، والأرض، والموارد الطبيعية، والقوة الاقتصادية، والاستقرار السياسي، والقوة العسكرية هي المكونات الرئيسية لمفهوم القوة، فإذا كان لدى الدولة أسطول قوي وجيش مدرب بشكل جيد، وكذلك قوة ديموجرافية واقتصادية، فمن المحتمل أن تكون قادرة على إجبار أو إكراه، أو حتى رشوة جيرانها، ومن ثم دفعهم إلى الامتثال لأهدافها.

لكن حصر القوة في هذه العناصر قد قوبل بانتقادات من قبل كثيرين من بينهم جوزيف ناي، والذي لاحظ أن امتلاك عناصر القوة السابقة قد لا يؤدي بالضرورة إلى الحصول على النتائج المرجوة، ومن ثم قسم القوة إلى نوعين "صلبة" (أو التي تتمثل في استخدام العصا والجزرة) وأخرى "ناعمة".
وحسب ناي فإن هناك خمسة تحولات دولية ساهمت في تراجع دور القوة الصلبة أو على الأقل قللت من فاعليتها، تمثلت في:

أولا: الاعتماد الاقتصادي المتبادل والذي جعل من الصعب استخدام القوة في صورتها القهرية، لما يمثله ذلك من خطر على النمو الاقتصادي والمصالح المالية.

ثانيا: أن الفاعلين غير القوميين، وكذلك الشركات متعددة الجنسية، والمنظمات الدولية سواء الحكومية أو غير الحكومية، وحتى الجماعات الإرهابية، أصبحت قادرة على ممارسة أنواع من القوة كانت مقصورة في السابق على الدول القومية.

ثالثا: أن انبعاث النزعات القومية قد صعب كثيرا من استخدام القوة، فعلى سبيل المثال، كانت بعض المواقع العسكرية الصغيرة قادرة على إدارة إمبراطورية مثل الإمبراطورية البريطانية، لكن في القوت الحاضر، فإن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، وجدت أنه من الصعب إخضاع العشائر الصومالية أو تهدئة الوضع في العراق، حتى مع زيادة عدد قواتها.

رابعا: ساهم انتشار التكنولوجيا، خاصة في مجال تطوير الأسلحة النووية، والأسلحة التي تطبق تكتيكات غير متماثلة، في تعادل قوة الأطراف في أرض المعركة، بغض النظر عن الاختلافات الحقيقية في القوة بينهما.

خامسا: التغير الحادث في القضايا السياسية، أو بعبارة أخرى قضايا العلاقات الدولية، جعل من القوة العسكرية أقل قدرة على حل المشكلات المعاصرة، فامتلاك أقوى جيش لن يحل على سبيل المثال قضايا مثل الفقر والتلوث أو انتشار الأوبئة، كما أن استخدام القوة العسكرية أصبح مكلفا جدا مقارنة بما كان في القرون الماضية.
هذه التحولات الخمسة دفعت "ناي" إلى طرح مفهومه عن "القوة الناعمة" والتي تعني "قدرة دولة معينة على التأثير في دول أخرى وتوجيه خياراتها العامة، وذلك استنادا إلى جاذبية نظامها الاجتماعي والثقافي ومنظومة قيمها ومؤسساتها، بدلا من الاعتماد على الإكراه أو التهديد".

ولبناء هذه القوة، تعتمد الدول على ثلاثة مصادر:
- الثقافة: وهي القيم والممارسات التي تضفي معنى ما على أي مجتمع، وتتجسد في الأدب والفن والإعلام.
- القيم السياسية: مثل حرية الصحافة، وقدرة الفرد على انتقاد حكومته.
- السياسات الخارجية: وهي مكون هام من مكونات القوة الناعمة. فاتباع سياسات خارجية مصممة بشكل جيد سيدفع الدول الأخرى إلى أن تحذو حذو الدولة التي تستخدم القوة الناعمة.
لكن الأهم من كل العناصر السابقة، وفقا لـ"ناي"، هو المصداقية والشرعية، فإذا كانت الثقافة والقيم السياسية والسياسات الخارجية متناقضة مع القيم المقبولة عالميا، فقد يؤدي ذلك إلى التنافر، خاصة إذا كان هناك تناقض بين ما تقوله الدولة وما تفعله.
وقد تعرض مفهوم "القوة الناعمة" لانتقادات عديدة، من بينها: أنه مفهوم شديد العمومية، كما أنه من الصعب تحديد الآثار التي تنتجها القوة الناعمة، علاوة على أن القوة الصلبة، من وجهة نظر الواقعيين، تظل الأكثر تأثيرا في العلاقات بين الدول والأحداث الجيوبوليتيكية.
ودفعت هذه الانتقادات جوزيف ناي إلى تطوير مفهوم آخر للقوة هو "القوة الذكية"، وهي عبارة عن مزيج من القوة الصلبة والقوة الناعمة، وهو المفهوم الذي تبناه تقرير حمل عنوان "أمريكا أكثر أمنا وذكاء"، صادر عن لجنة مختصة بدراسة القوة الذكية تابعة لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.

لكن التقرير أشار إلى وجود ثلاث عقبات تواجه استخدام القوة الذكية، تتمثل في:
أولا: اعتماد الولايات المتحدة المفرط على القوة الصارمة لأنها تعتبر مصدرا للقوة المادية وسهلة الممارسة.
ثانيا: أن أدوات القوة الناعمة لم يتم تطويرها بالشكل الكافي، حيث لم تحظ بالتمويل المناسب من قبل الولايات المتحدة.
ثالثا:، أن السياسة الخارجية الأمريكية تعاني من التجزئة في المؤسسات. وبناء على ذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تفكر مليا، في كيفية ممارسة القوة الذكية في المستقبل.


صورة أمريكا في إفريقيا

أدت السياسات التي انتهجتها الولايات المتحدة الأمريكية عقب هجمات 11 سبتمبر، وخاصة اعتمادها بشكل أساسي على موارد القوة الصلبة، إلى تراجع فعالية القوة الناعمة، ومن ثم إضعاف النفوذ الأمريكي على الساحة العالمية، فقد جاء القرار الأمريكي بالحرب في العراق مخالفا لرغبات العديد من حلفائها، وغير متوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي.
وطبقا لجوزيف ناي فإن الولايات المتحدة "لم تعط اهتماما كافيا لقضايا الشرعية والمصداقية في سياساتها تجاه العراق"، ومن ثم كان من الطبيعي أن تظهر استطلاعات الرأي تراجعا كبيرا في القوة الناعمة الأمريكية.

علاوة على ذلك، فقد رفعت الولايات المتحدة، في إطار حربها على "الإرهاب"، شعار "الغايات تبرر الوسائل"، فلم توفر الإجراءات القانونية الواجبة في قضايا مثل سجن أبو غريب، ومعتقل جوانتانامو، ما قوض دعاوى أمريكا بالتزامها بالأخلاق، حيث جاءت هذه الأفعال متعارضة بشكل مباشر مع القيم التقليدية الأمريكية الخاصة بالحرية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون.
وأسهمت سياسات الولايات المتحدة تجاه قضية البيئة بدورها في تقليص القوة الناعمة الأمريكية، فقد أظهر استطلاع للرأي، أجري عام 2007، أن 90% من الدول ترى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي البلد الأكثر تسببا لأضرار البيئة، وذلك بناء على رفضها التوقيع على بروتوكول كيوتو، وغيره من الاتفاقات البيئية الأخرى.
كل هذه الأسباب أدت إلى إضعاف شرعية الولايات المتحدة، التي تعتبر العنصر الرئيسي للقوة الناعمة.

ولكن رغم كل هذه المؤشرات السلبية، لا تزال الولايات المتحدة، من وجهة النظر الإفريقية، قوة خير عالمية، وهو ما يرجع -حسبما يشير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية- إلى تجديد الولايات المتحدة التزاماتها تجاه إفريقيا، وتعزيزها لقوتها الناعمة خلال السنوات الأخيرة. ونتيجة لذلك رأى مواطنو سبع دول إفريقية من أصل عشر دول، تم استطلاع آرائهم بواسطة مركز بيو، أن السياسة الخارجية الأمريكية تأخذ في حسبانها مصالح الدول الأخرى مثلما تأخذ في حسبانها مصالحها القومية.

ولوحظ أن الدول الإفريقية لم تضع قضايا مثل البيئة والحرب في العراق وأفغانستان، كما فعلت العديد من الدول غير الإفريقية، كقضايا لها أولوية عليا. فقد ركز السكان الأفارقة على قضايا مثل الديمقراطية، والتنمية، والأعمال التجارية، ومكافحة الأوبئة مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).


مبادرات أربع

وتعود هذه الصورة الإيجابية لأمريكا لدى الأفارقة إلى مجموعة من المبادرات أطلقتها واشنطن عكست التزامها بتغيير الوضع الراهن في إفريقيا، وتمثلت أبرز هذه المبادرات في: قانون الفرص والنمو الإفريقي (أجوا)، وخطة الطوارئ للإغاثة من الإيدز، ومؤسسة تحدي الألفية، والقيادة العسكرية الأمريكية الخاصة بإفريقيا (أفريكوم).

أولا: قانون الفرص والنمو الإفريقي (أجوا): وهو عبارة عن مبادرة أطلقتها إدارة كلينتون تسمح للمنتجات الإفريقية (من دول جنوب الصحراء فقط) بدخول الأسواق الأمريكية دون رسوم جمركية. وقد تبنت إدارة بوش هذا القانون، بهدف فتح السوق الأمريكية لبضائع إفريقيا جنوب الصحراء.
وأدت هذه المبادرة إلى زيادة في حجم التجارة المتبادلة بين الولايات المتحدة وإفريقيا إلى ثلاثة أضعاف منذ 2001، لكن هذه الشراكة جاءت مقرونة بشروط، فالدول المشاركة في هذه المبادرة عليها القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تشمل حشد الجهود من أجل تقليل الفساد، وترسيخ مبدأ سيادة القانون، والتعددية السياسية، وتقليل الفقر، وتحسين حقوق العمال، وإذا فشلت أي دولة في تحقيق ذلك، لا يصبح لها الحق في الاستفادة من المبادرة.
وجدير بالذكر أن عدد الدول الإفريقية المؤهلة للانضمام للمبادرة قد بلغ حوالي 40 دولة في عام 2008.

كما ساهم هذا القانون أيضا في زيادة التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة والدول المشاركة، حيث قامت الولايات المتحدة بزيادة استثماراتها مع الدول الإفريقية، وذلك من خلال "برامج بناء القدرات التجارية" التي توفر المساعدة الفنية لتسهيل عملية التبادل التجاري، وتعمل على إزالة الحواجز التجارية، وتطوير التجارة الإفريقية الداخلية، وزيادة منافسة الشركات الإفريقية.
كذلك دعمت الولايات المتحدة زيادة الاستثمارات الأمريكية في إفريقيا، حيث ارتفعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 52% منذ عام 2001، ووصلت إلى نحو 3.8 مليارات دولار.
وفي إطار المبادرة أيضا، قامت الولايات المتحدة بعقد اجتماعات سنوية مع شركائها تحت اسم منتدى (أجوا)، والذي يهدف إلى تأسيس حوار عالي المستوى، من أجل تعزيز الروابط الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمنطقة.

ومن ثم يمثل القانون دعما للقوة الناعمة الأمريكية حيث يعتبر تقبل القيم الأمريكية شرطا أساسيا لعضوية المنتدى.
وبالإضافة إلى ما سبق، فقد وضعت القيادة الأمريكية أجندة للتنمية في إفريقيا، تعتمد على التجارة بصورة أساسية للقضاء على الفقر المستوطن في إفريقيا، ويلاحظ أن معظم التجارة التي تمت تحت مظلة هذا القانون منذ عام 2001، جاءت من واردات النفط، الذي ينتجه عدد قليل من الدول، فالتجارة غير النفطية بلغت فقط 3.2 بلايين دولار لأمريكا، و44.2 بليون دولار في 2006 من إجمالي الواردات الإفريقية.

ثانيا: خطة الطوارئ للإغاثة من الإيدز: وهي ثاني البرامج التي ساهمت في خلق صورة إيجابية عن الولايات المتحدة الأمريكية في إفريقيا، حيث يعد مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) قضية هامة في إفريقيا.
وقد قادت الولايات المتحدة الجهود العالمية لمكافحة هذا المرض، ففي عام 2003، قاد الحزبان الجمهوري والديمقراطي، جهودا مكثفة في هذا الشأن وذلك بتخصيص ما يقرب من 18.8 بليون دولار "لمكافحة مرض الإيدز في جميع أنحاء العالم"، وهو الالتزام الذي تم تجديده في عام 2008، من خلال "برنامج التشغيل 2013"، والذي رصد ما يقرب من 48 بليون دولار، لمحاربة ليس فقط الإيدز، ولكن أمراض أخرى مثل السل والملاريا، وكلها أمراض تعاني منها القارة الإفريقية.

كما دعمت الولايات المتحدة البرامج الدولية لمكافحة الأوبئة، فقد ساهمت في تقديم ثلث الأموال المقدمة للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا الذي يتعامل مع 1.5 مليون.
وفي إطار هذا الخطة، تم توفير عقاقير مضادة للأوبئة لما يقرب من 1.4 مليون مريض، وقدمت المشورة لأكثر من 33 مليون شخص، كما تم وقاية نحو 157.000 طفل مولود من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. علاوة على تدريب أكثر من 100.000 عامل في المجال الطبي.
ثالثا: مؤسسة تحدي الألفية: وهي مؤسسة أنشئت في يناير 2004، وقامت على فرضية أن المساعدات تصبح أكثر فاعلية إذا عززت من الحكم الرشيد، والحرية الاقتصادية، والاستثمار في البشر. وقد استطاع هذا المشروع توفير مبالغ كبيرة من المعونة بقيمة 5 بلايين دولار كل سنة، بزيادة بلغت 50% في المساعدة الإنمائية الرسمية للقارة السمراء، وقد لعب هذا المشروع منذ بدايته دورا نشطا في إفريقيا، حيث تم إبرام حوالي 11 تعاقدا وطنيا من مجموع 18، تبلغ تكلفتها حوالي 4.5 بلايين دولار من المساعدات.

وتمثل مؤسسة تحدي الألفية شكلا جديدا من برامج المساعدات، فهي تتطلب أولا أن يكون البلد مؤهلا وأن يحقق المعدل المتوسط لسلسلة من المؤشرات في ثلاث فئات، هي: الحكم العادل، وتشجيع الحرية الاقتصادية، والاستثمار في البشر.
وبالإضافة لذلك، فإن هذه الدول عليها أن تتجاوز نسبة فوق المتوسط في مكافحة الفساد، ومؤشرات مثل حماية الحريات المدنية، وفعالية الحكومة، والإنفاق على التعليم الابتدائي، وتأسيس الأعمال التجارية، وضعتها منظمات دولية مثل البنك الدولي، ودار الحرية، واليونسكو، حيث يسمح للبلدان التي تتمتع برصيد جيد في المؤشرات بالتعاقد في ظل هذا البرنامج للحصول على منحة مساعدات كبيرة، كما يسمح للدول الصغيرة بالحصول على منح صغيرة للمساعدة على الوصول إلى مستويات أعلى في هذه المؤشرات.

ورغم فوائد هذه البرنامج، فإن هناك بعض السلبيات الناتجة عنه، أولا: بالنظر إلى المصداقية التي تعتبر مفتاحا للقوة الناعمة، فإن الفشل في الوفاء بالوعود قد يكون له آثار سلبية.
ثانيا: أن على الولايات المتحدة تفادي تسييس هذا البرنامج، حيث يسمح التشريع بإنهاء تعاقدات البرنامج لو قامت الدول بتحركات تضر مصالح الأمن الوطني الأمريكي، ومن ثم يمكن أن يستخدم البرنامج كدبلوماسية لـ"لي الزراع"، ما يمثل صفعة كبيرة للقوة الناعمة الأمريكية.
ورغم هذه السلبيات، يظل هذا البرنامج ثالث برنامج ناجح في بناء القوة الناعمة الأمريكية.
رابعا: القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم): وهي قيادة أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية في أوائل 2007، من منطلق تنامي الإدراك بأهمية القارة بالنسبة للمصالح الوطنية الأمريكية.
ويرجع إنشاء هذه القيادة إلى مجموعة عوامل رئيسية جعلت إفريقيا في مقدمة الاهتمامات الأمريكية، أهمها: النفط، والإرهاب، والمناطق غير الخاضعة للسلطة، وتزايد الدور الصيني.
وقد واجهت أفريكوم مشكلات عديدة في بدايتها بسبب تشكك الدول الإفريقية في الدوافع الحقيقية وراء إنشاء هذه القيادة، وهو ما ظهر عندما بدأت الولايات المتحدة في البحث عن دولة في القارة تستضيف مقر القيادة.

ومن ناحية أخرى كان هناك خوف كبير من أن تقوم الولايات المتحدة بعسكرة المساعدات لإفريقيا والتخطيط لتحريك القوات الأمريكية إلى القارة، ويرجع هذا التخوف في جانب كبير منه إلى تراجع قوة أمريكا الناعمة ومصداقيتها نتيجة حربها في العراق، فالعديد من الدول الإفريقية كانت تخشى من النوايا الإمبريالية في إفريقيا.
وقد دفعت هذه العقبات بـ الجنرال كيب وارد، قائد أفريكوم، إلى القيام بالعديد من الزيارات لدول القارة لتهدئة مخاوفها، وطمأنة القادة بشأن دوافع منظمته، وعلى ذلك عملت أفريكوم، بعد بداية مهزوزة، على التركيز على جهودها وبناء مصداقيتها وشرعيتها في إفريقيا.


نمط قيادة مختلف

تعتبر المبادرات الأمريكية الأربع في إفريقيا نموذجا للقوة الناعمة، فقد أوضحت هذه المبادرات التزام الولايات المتحدة بالقيم التي ترفعها، فأمريكا قامت برعاية الفقراء ضحايا التخلف وفيروس الإيدز، كما أنها أنشأت برامج تساعدهم على تأسيس الحكم الرشيد ومكافحة الفساد، وتحقيق الإصلاح الاقتصادي.

وانطلاقا من أن الاستماع ومراعاة رغبات ومصالح الآخرين هو مفتاح القوة الناعمة، فقد استمعت أمريكا في المبادرات الثلاث الأولى إلى آراء الدول الإفريقية، وهو ما بدأت تطبقه فيما يخص المبادرة الرابعة (أفريكوم)، وكانت النتيجة هي زيادة مصداقية وشرعية الولايات المتحدة، وستجعل هذه المصداقية والشرعية من السهل إقناع الأفارقة بالاشتراك في برامج مستقبلية.
باختصار، لقد أظهرت المبادرات الأمريكية الأربع في القارة السمراء نمطا من القيادة يختلف كثيرا عن أنماط القيادة التي اتبعتها واشنطن في باقي مناطق العالم، نمط وضح أنها على استعداد للاستماع، بل تقبل آراء الآخرين، وهو ما خلق شرعية للولايات المتحدة، بل جعل من الممارسة الحكيمة للقوة الصلبة أمرا أكثر قبولا.
وعلى الولايات المتحدة أن تمارس القوة الصلبة في إفريقيا وفي أماكن أخرى من العالم في المستقبل، ولكن بشرط أن تكون ممزوجة مع القوة الناعمة، وهو ما ينتج القوة الذكية.

 

 


 

البواسل

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

   

رد مع اقتباس

قديم 17-01-10, 09:23 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

مشكوووووووووووووووور

 

 


   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع