مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 6 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2404 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الدراســات والبـحوث والقانون > قســــم البـــــحوث باللغة العربية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


الحرب النووية الثانية قصة الاستخدام الأمريكي لاعتدة اليورانيوم المنضب

قســــم البـــــحوث باللغة العربية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 12-09-09, 09:27 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الحرب النووية الثانية قصة الاستخدام الأمريكي لاعتدة اليورانيوم المنضب



 

الحرب النووية الثانية قصة الاستخدام الأمريكي لاعتدة اليورانيوم المنضب

الفريق الركن: رعد الحمدانى.


المقدمة.
لقد مارسـت أمريكا حربين نوويتين، الأولى ضـد اليابان عام 1945 والثانية ضـد العراق عام 1991 .في الحـرب النووية الأولى فجرت قنبلة بلوتونيوم وأخرى مـن اليورانيوم بينما استخدمت في الحرب النووية الثانية أسلحة اليورانيـوم المنضب ولم يكن ثمة حاجة إلى تفجير نووي.

بداية القنابل الهيدروجينية.
قيام (الولايات المتحدة) بتفجير عدد من القنابل الهيدروجينية في جزر (مارشال) في(المحيط الهادي) في مطلع عقد الخمسينات من القرن المنصرم، وكانت تستهدف من بين أمور كثر، دراسة تأثيرات الأشعة المصاحبة للانفجار والمنبعثة منه، على السكان الغافلين، ان أديبا استراليا هو(نيفيل شوت) إنبرى لفضح جريمة (الإدارة الأمريكية)، وتعرية فعلها البشع وذلك من خلال قيامه بكتابة رواية نشرها عام 1954 بعنوان (على الشاطئ)، صارت من شوامخ الأدب العالمي، وعجبت في المقال، من إننا أصحاب قضية مماثلة، ولم يوفق أي من أدبائنا لما يضاهي ذاك الانتاج، والان أطرح عجيبا آخرا هو انه وعلى الرغم من إننا تعرضنا لعدوان نووي ألقت علينا (أمريكا) خلاله ما يعدل حجم قنبلتين نوويتين، وان تأثيرات العدوان النووي ظهرت بشكل مؤثر على مجريات حياتنا جراء الاستخدام الواسع لاعتدة اليورانيوم المنضب ضمن هذا العدوان وما ظهر على المستوى الصحي والتدهور البيئي من أضرار ولم يرشح عن كتّابنا ومؤلفينا حتى هذه الساعة كتاب عالج الامر سوى بحوث محدودة نشرت في صحف ومجلات وترجم لهذا الامر ثلاثة كتب وعقدت ندوتان ومؤتمر علمي (كان هذا كله قبل الاحتلال الامريكي)فبلادنا الآن، يفترض إنها تحولت إلى مركز خبرة ودرس في هذا المجال، ولعل أول عمل يمكن ان يسجل كخطوة واثقة على طريق الصواب في هذا الاتجاه هو ان تبادر المؤسسات البحثية العربية إلى تأسيس مركز دراسات متخصص بهذا الامر، خصوصا وان وزارة (التعليم العالي والبحث العلمي) التي الغتها سلطات الاحتلال ثم عادت إلى تشكيلها، دأبت دأبا تحمد عليه من خلال عقدها مؤتمرا علميا لهذا الغرض وروّجت ما نوقش في المؤتمر على شكل كتاب نافع، وإنها بادرت إلى إصدار كتاب يجمع كل ما نشر من أبحاث حول هذا الخطر من خلال وسائل النشر المحلية، كل ذلك كان قبل الغزو الامريكي للعراق.

فموضوع استخدام اعتدة اليورانيوم المنضب موضوع ذو شجون، ولقد تابعته جدّياً منذ العام 1995 فهو بالنسبة لي قضية شخصية ووطنية، فمنذ نهاية العام 1991 كنت اعاني من تعب شديد لم يجد الأطباء له تفسيرا، وكان احد أطباء المفاصل وهو من أقاربي يعزو ذلك عندما تنقصه الأجوبة الشافية، إلى إنني سبق وان اصبت بحمى (مالطا) وسأظل اعاني منها طويلا، ولم يتراجع عن تشخيصه الذي لااملك ماأرد عليه، حتى عندما كانت نتائج التحاليل سلبية.

عندها (اي منذ 1995)، ولم اكن اربط بين التعب الذي كان يرهقني كثيرا وما تعرض له الوطن من هجوم نووي، لان احدا لم يكن يدري بما ارتكبت (امريكا) من جرائم في تلك الحرب، شَرَعْتُ بتسجيل أمور تخدم البحث في هذا المجال، في وقت لم يكن قد صدر عن هذا الاستخدام التعسفي كتابٌ متخصص يمكن الاستفادة منه والاعتماد عليه، وتلك كانت البداية المتواضعة، وأظن ان ثمان سنوات من المتابعة والتربص كفيلة بان تهئ أمامي مستلزمات الشروع بإعداد بحث يخدم قضية الوطن، ومهما يكن فإنها محاولة لا يُرتجى منها إلا خدمة البحث والباحثين، فان أصبت فلي شرف الإصابة والاجتهاد، وخلاف ذلك فان شرف الاجتهاد لوحده ذو قيمة عظمى.

وعندما غادرت الخدمة في مطلع عام 2002 كنت في اشد حالات المرض حيث قررت البدء بتأليف هذا الكتاب. وعندما راجعت طبيب اختصاص في الغدد والطب الفيزياوي هو الصديق الدكتور (فاضل شريف العلوﭽﻰ) فقد سألني عن المناطق التي اشتغلت فيها خلال الحرب التي شنتها (امريكا) على (العراق) فاخبرته انني بحكم طبيعة منصبي زرت اكثر ساحات المعارك، وانني عملت خلال ماتبقى من عام1991وحتى شباط/ فبراير1992 في الشريط الحدودي مع (الكويت) و(السعودية) وقطعت مسافات طويلة على امتداد تلك الفترة اتفقد المخافر والمراكز والمواقع الحدودية التي كانت مدمرة وكان حطام الاسلحة من مخلفات الحرب، ماتزال مبعثرة في تلك البقاع، وامكث فيها بضعة ايام في كل جولة، فطلب مني اجراء فحوصات وتحاليل، واخبرني اني لن اتمكن من اجرائها الا في (مستشفى الرشيد العسكري).

وفي ذلك المستشفى، قام الاطباء بواجبهم خير قيام بعد ان افصح لهم الدكتور(العلوﭽﻰ) في الطلب الذي ارسله اليهم عن هواجسه، خصوصا وانه ممن ساهم في بحوث عن تفشي امراض ناجمة عن (اليورانيوم المنضب) ببحث عنوانه (سرطان الرئة وتأثير اليورانيوم المنضب) وكان وقتها يهئ نفسه لالقائه في المؤتمرالعلمي لوزارة (التعليم العالي والبحث العلمي ) في آذار/مارس2002. ولم تنجم رحلة التحاليل والفحوصات عن نتيجة بينة، لانني تمكنت من اجراء نوعين من التحاليل فقط، وثمة تحليل ثالث وفحص آخر لم تكن مستلزماتهما متوفرة في (العراق) لذا تعذر اتمام الرحلة.

اذن فقد قررت في تلك الاثناء وعلى الرغم من تفاقم حالة الارهاق والتعب غير المفسر، المباشرة بتأليف هذا الكتاب، وخطّطت على ضوء المتيسر من المساعدات والمتحصل من المعلومات لان يكون البحث طاويا على خمسة فصول فيما يأتي إيجاز لها:

الفصل الأول: أسميته (مباغتة غير مبررة)، تتبعت فيه الإرهاصات المبكرة لفكرة تحويل كميات ضخمة من نفايات التخصيب النووي (اليورانيوم المنضب) إلى أعتدة للتخلص منها أولا,ولرخص الكلفة وصلابة المعدن وخاصية الاحتراق الشديد التي ستتولد عند ارتطام هذه الاعتدة بالهدف ثانيا. ان رحلة طويلة ومقززة من التجارب والاختبارات التي نفّذتها المؤسسات الأمريكية ذات العلاقة أضرّت بآلاف الناس الأبرياء من هنود حمر (في الولايات الغربية) وفي (كندا) وملونين وخاصة في (نيومكسيكو) تكللت بإنتاج كميات ضخمة من هذه الاعتدة (السرّية) استخدمت بشكل مفاجئ في الحرب التي خططت لها وقادتها (الإدارة الأمريكية) ضد (العراق) في مطلع العام 1991 إلى الحد الذي لم تُطْلع عليه القيادات العسكرية الأمريكية جنودها ليتفادوا الضررالناجم عن استخدامها، لدواعي لم نغادرها دون مناقشة، ثم ماشينا أوائل المعلومات التي بدأت تطفو عن هذه الاعتدة واستخدامها الآثم وصولا إلى الرفض العالمي لها.

الفصل الثاني: وحمل عنوان (الاستخدام الأول- التخطيط والتنفيذ)، وفيه بيّنت ان بعض ذوي الاهتمامات الإنسانية انتبهوا إلى خطورة الاستخدام المحتمل لهذا النوع من الاعتدة قبل زجه في الخدمة الفعلية، فبذلوا الجهود لكشف مخاطره على الناس والبيئة في وقت لا تعير (الإدارة الأمريكية) كبير اهتمام لما سيحل بجنودها عقب استخدام هذا العتاد الذي سيضرهم كما يضر جنود ومواطني الطرف الآخر، فللإدارة الأمريكية سوابق مشينة سمّمت خلالها الآلاف من جنودها بالمركّبات الكيمياوية بهدف تجريد غابات (فيتنام) من اوراقها الكثيفة، المهم ان سماسرة السلاح، وهم الطبقةالمتنفذة في الإدارة الأمريكية (مع تعاقب الإدارات المختلفة)، وجدوا فرصة للإعلان الرخيص عن قوة ومضاء الأسلحة الأمريكية المضادة للدبابات مما سيرفع مبيعات تلك الأسلحة في سوق تجارة السلاح العالمية، وجاءت حرب (البلقان)عام 1999لتكرّس هذا الاستخدام للعتاد الآثم الذي وجد فيه الإرهابيون الصهاينة مُنْيَتَهُم من أجل تحقيق ابادة غير مباشرة للفلسطينيين لاتلفت انتباه الضمير العالمي.

الفصل الثالث: وعنوانه (العقاب الدائم)، فلقد كان ضحايا هذا النوع من الحروب وخاصة ما ترتب على الاستخدام المسعور لاعتدة اليورانيوم المنضب كثر، فهم أعداد ضخمة من المواطنين الآمنين الذين تضمن الاتفاقيات الدولية حمايتهم، والجنود العراقيين الذين يتمتعون كأي جنود في العالم بحماية تلك الاتفاقيات من الأعمال السادية المنطوية على أذى لامبرر له. ولم يسلم جنود (أمريكا) وحلفائها أنفسهم من ذلك الضرر الفادح والأذى الحاقد، فقد تفشت بينهم أمراض مستعصية هي في تزايد وتفاقم مستمرين مع مرور الزمن حتى بدا وكأن ما اصابهم من امراض والام واهات وعوق، عقابا دائما ليس له مايبرره، ولم يقف هذا العقاب عند الجيل الذي كُتب عليه التعرض له، وانما انتقل إلى الاجنة في بطون الامهات ثم إلى الاجيال اللاحقة عن طريق تخريب الجينات الوراثية، كل هذا وغيره، و(الإدارة الأمريكية) تنكراستخدامها لهذا الصنف من الاعتدة الخطيرة، وعندما اضطرت للاعتراف بذلك الاستخدام، إدعت إن استخدام اعتدة اليورانيوم المنضب لا ينطوي على خطر كونه واطئ الإشعاع، وان ما يثار حول هذا هو مجرد دعاية.

الفصل الرابع: وهو الفصل الخاص بموضوع (تدمير البيئة) حيث ان (الادارة الامريكية) ضربت بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة الصادر يوم 4/12/1990عرض الحائط وهاجمت وتفاخرت بضربها منشآت نووية وكيمياوية عراقية خلال الحرب وهو أمر تحظره مرجعيات القانون الدولي مما يعني ان الحرب التي قادتها (أمريكا) إنما هي حرب إجرامية لا توفر في حقدها حتى البيئة. فقد كان استخدام اليورانيوم المنضب وسيلة أخرى للتدمير البيئوي خلال تلك الحرب، خصوصا وان المنطقة المستهدفة بهذه الاعتدة هي اراضٍ صحراوية مترامية الاطراف تلعب فيها الرياح انّى شاءت مما يعني ان آلاف الاطنان من رمال ملوثة باشعاعات وجسيمات اليورانيوم المنضب المنتشرة في مساحة تزيد على( 100)كم2 ستتنقل حرة في شتى الاتجاهات وحسب هبوب الرياح لتنقل المخاطر شمالا وجنوبا كما هي حالها مع الشرق والغرب ولآلاف الكيلومترات خارج حدود مسرح الحرب.

الفصل الخامس: وخُصص لمناقشة مسألة (تغييب القانون الدولي)، فان كل القيادات العسكرية في العالم مسؤولة عن تدريب جنودها على اسس ومرجعيات القانون الدولي وكيفية احترامه وتوجيه الفعاليات الحربية على وفق مقاصده، الا ان القيادات العسكرية الامريكية العليا ذاتها، كانت تخطط لانتهاك قواعد ذلك القانون في كل اتجاهاته، فحرب البيئة والاضرار التي تلحق المدنيين، بعض من جرائم الحرب، وان اعدام الجرحى من الاسرى جريمة بشعة، ناهيك عن استخدام اسلحة محرمة قانونا، فمشكلة العالم هنا هي عدم وجود جهة ذات سلطة واختصاص وقوة في مقاضاة مرتكبي تلك الجرائم، وهو الامرالذي تحاول (امريكا) ديمومته وتكريسه حماية لقادتها السياسيين والعسكريين من العقاب الدولي في حالة ظهور تلك الجهة، وما محاولات (الادارة الامريكية) الرامية إلى عرقلة الجهود العالمية لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي انسحابها من اتفاقية التأسيس غير اضافة قوية وغير مشرفة إلى ادلة كثيرة تدين تلك الادارة.

لقد أردفنا تلك الفصول بملاحق تحوي نصوصا ذات علاقة وطيدة بما ذهبنا اليه في متون تلك الفصول وتشكل رصيدا قيما للباحثين مستقبلا ممن سيبحث في الموضوع ذاته او مواضيع مشابهة ويتطلب عملهم وثائق في مراجع مشتتة.

وإكمالا للفائدة وأملا بالوصول إلى نتائج منطقية ومفيدة في مجال البحث فقد تواصلنا مع آخر وأحدث المعلومات عن هذا الأمر، وضمن ذلك الاستعانة بتسهيلات الانترنيت وزيارة المراكز الاختصاصية مثل (منظمة الطاقة الذرية العراقية) ووزارة (التعليم العالي والبحث العلمي)، كما واني التقيت بعدد من الباحثين في هذا المجال مما وسّع فسحة النفع من تراكم المعلومات الذي انعكس على طبيعة العمل في إنجاز الكتاب. وعلى الرغم من عدم الرغبة في النأي عن طرائق البحث المتبعة في مثل هذه المواضيع، فقد تم الاقتصار على المفيد من المعلومات والخروج بنتائج مع الرضا بحصول تكرار في إيراد بعض الحقائق او المعلومات حيثما تطلب الأمر ذلك.

وللأمانة واعترافا بالجميل، فان مساعدات علمية وفنية قيمة أسداها متكرما عدد من السيدات والسادة ساهمت بشكل فعال في بلوغ هذا الكتاب ما يجعلني فخورا بتقديمه إلى القارئ الكريم، ولم يكن له أن يرقى هذا المستوى لولا تلك الجهود الكريمة، اخص منهم بالذكر شكرا وامتنانا أستاذي المبجل الفريق الركن (طارق محمود شكري) الذي رحّبَ بالعمل منذ كان فكرة، وتعامل معه تعامل الخبير الحريص والناقد المميز، وكنت لعمله هذا جذلا مسرورا. وقد تفضلت الأستاذة (ناصرة السعدون) التي كانت وقتها رئيسة تحرير جريدة (بغداد أوبزرﭭﺭ) بإسداء مشورة ذات قيمة، بينما ترجمت السيدة (اعتماد خليل البيروتي) من مركز (ام المعارك) الملغى رغبة مديرها الأستاذ (محي الدين إسماعيل) في مساعدتي إلى واقع ملموس مفعم بالفائدة، لايسعني معه الا ان اذكرهما بامتنان ومعهما السيد (عباس عبود سالم) والسيد (فيصل ابراهيم كاظم) من المركز المذكور. وللاستاذ الدكتور (بهاء الدين حسين معروف) الباحث المتميز في شؤون الطاقة الذرية والاستاذ الدكتور (سامي كريم محمد أمين) من الفضل مايستوجب التنويه بهما. ولقد بذل المهندس (محمود سامي محمود) والمهندس (عبد الاله سامي محمود) جهودا مضنية تستحق التقدير والامتنان في تأمين مادة علمية مفيدة في مجال البحث، ولأبنة أخي الفنانة التشكيلية الانسة (آمنة علي عبيد عيسى) جهودا طيبة في رسم بعض الاشكال والتخطيطات، وللمرحوم الناقدالاستاذ (لواء الفواز) الذي غيّبَته عنا رصاصة غادرة اطلقها شرطي عابث ممن دربتهم قوات الغزو الامريكية عندما كان يهم بمغادرة الجامعة التي يعمل تدريسيا فيها، الدور الكبير في تنقية المسودة من الهنات اللغوية والاملائية، ولولا مبادرة السيدة الفاضلة (حمدية عبد الله) من المجمع العلمي العراقي إلى طبع هذا الكتاب على قرص مدمج لضاعت كل هذه الجهود جراء الفوضى التي ارادها الغزاة طابعا لوطننا عقب احتلالهم له، كما وان لاسرتي مايستوجب ان اشكر كل افرادها واعتذر اليهم، فقد عانوا واعانوا، فجزاهم الله عني خيرا.

ولولا رعاية مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية لهذا العمل وحرص مديره الاخ الدكتور احمد باهض تقي على تقديم خدمة وطنية طيبة، لبقي هذا العمل طي النسيان لذا لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر والامتنان الى المركز العتيد ولمديره المثابر على هذه الرعاية الكريمة.

وبعد، فان أي ملاحظة يتفضل بها علينا القارئ الكريم سيكون لها اثر كبير في ترسيخ هذا العمل الذي ننشد من ورائه خدمة الامة والوطن، وما توفيقنا الا بالله عليه توكلنا واليه ننيب، هو مولانا ونعم النصير.

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 12-09-09, 09:30 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مباغتة غير مبررة


"اذا تصورنا ان بعض هذه البحوث التي كانت تجري بسرية والتي من شأنها ان تطور عمل سلاح معين خاص بالبيئة مثلما جرى قبل تفجير الذرة بصورة سرية ، فان نتائجها يمكـن ان تفاجئ البشر مثلما حدث في [هيروشيما] وناكازاكي، وهنا علينا ان نعود مرة ثانية لنؤكد ان الزمن يحمل بين طياته الكثيرمـن المفاجئات".



القاءالقنبلتين النوويتين الامريكيتي.

لم تكن المعلومات عن استخدامٍ حربي لمعدن (اليورانيوم المنضب) مشاعة للجميع حتى عقب انقضاء الحرب الأمريكية على (العراق) في الثامن والعشرين من شباط/فبراير 1991. لقد دارت معارك طاحنة بين دبابات (الحرس الجمهوري) ودبابات (الفيلق السابع) الأمريكي في اراضٍ مسالكها صعبة ووعورتها مُتعبة. وتضافرت جهود رجال الدبابات العراقية مع صعوبات تلك الأرض التي صارت (أرض قتل) لعدد كبير من الدبابات الأمريكية في حرمان الدبابات الامريكية من الاندفاع خارج ذلك الحيّز الذي تجاهل الإعلام المسخر أمريكيا ما يدور فيه من معارك، وسلّط الأضواء والكاميرات بدلا عن ذلك على دبابات عراقية في ساحات أخرى من المسرح وهي مصابة إصابات غير مألوفة. وعموما فهي الحرب، لذا لم يكثر احد من طرح الأسئلة عن أسباب وكيفية حدوث تلك الإصابات غير المألوفة والتفحم غير المفهوم الذي أصاب الرجال داخلها عقب حرائق اشد تأثيرا من تلك التي اعتادت أسلحة مقاومة الدبابات إشعالها من قبل.وبعيدا عن ساحات القتال، فان المنشآت المدنية، وحتى السكنية تعرّضَت لموجة من الصواريخ البالستيقية، خاصة في اليوم الأول للحرب، أي يوم 17كانون الثاني/يناير1991، كان تأثيرها اشد من تأثير صواريخ أخرى مماثلة لها في أماكن أخرى. لقد كان الراهب (بنيامين) متواجدا في (بغداد) لحضور ندوة عن اليورانيوم المنضب في كانون الاول/ ديسمبر1998عندما قصفت (القوات الامريكية) العاصمة (بغداد) وعموم مدن (العراق) بالصواريخ (كروز- توما هوك) في السابع عشر من الشهر المذكور، فذهب الراهب في نفس اليوم إلى اماكن مقصوفة كما يقول: (وكان معي شخصان المانيان استطاعا ان يأخذا قطعة من الصاروخ تمكنا من تحليلها في عمان يوم 20 كانون الثاني/يناير وبعثا لي بفاكس ليعلماني انها مشعة. وقاما بتحليلات اخرى في ألمانيا أكدت التحليل الأول). وعلى الرغم من ان ملجأ(العامرية) صمم في الأساس ضد تأثيرات الأسلحة النووية، إلا ان اختراقه بسهولة بواسطة (قنبلتين صممتا خصيصا خلال ثلاثة أسابيع في كاليفورنيا) ليتحول جوفه إلى أغرب فرن عرفته الحروب، حرقت نيرانه أجساد ما ينيف على أربعمائة من الأطفال والنساء اللائذين بهذا المكان المحصن هربا من مشاهد الذعر والهلع التي سبّبها قصف مدينتهم الذي كان مستمرا منذ قرابة شهر من ذلك الوقت، لم يميز خلاله الأمريكيون بين حي سكني أو منشأة عسكرية، امر لم يستوقف المحللين والمراقبين وقتئذ ، فالغاية المتوقعة من قبل حشد المحللين وجمهور المراقبين تتمثل في الرغبة الامريكية في إحداث رعب غير مسبوق بمثيل.

لقد كان ذلك الفعل غير عادي في شدته وتأثيراته، وظن بعض قصيري النظر من المحللين والمراقبين، انه ناجم عن التطور التقني الكبير الذي بلغته (الولايات المتحدة)، ويصف(أليس بسريني) في كتابه (العراق-مؤامرة الصمت) تينك القنبلتين الآثمتين اللتين استهدفتا ملجأ(العامرية) لتقتلا الحشد الكبير من النساء والاطفال بقوله(المهم هو وزن الشحنة المتفجرة وطبيعتها، إنها تدخل مثل أبرة رفيعة. تحتاج القنبلة إلى اقل من واحد بالألف من الثانية للنفاذ عبر الاسمنت). فما طبيعة تلك الشحنة؟ ذلك هو السؤال الذي لم يكن قد تكوّن بعد في ذهن احد من المتابعين للحرب ووقائها ونتائجها، وببساطة فان أحدا لم يفكر بطرحه وقتذاك، مكتفين بما اسلفنا من تعليل يذهب إلى ان الرقي التقني الامريكي وراء ماحصل وليس غير ذاك ثمة تفسير متيسر.

تقول (لينورا فورستيل) إن (صواريخ اليورانيوم المنضب التي أطلقتها الطائرات الأمريكية تمكنت من اختراق طبقات الخرسانة في الملجأ وقتلت جميع من فيه من النساء والأطفال).

ولكن، وقتها لم يكن احد يستطيع الادعاء بمعرفة ما حصل، ولمدة عدة سنوات كانت نتف المعلومات تتطاير، فليس ثمة مهتم بجمعها ورصفها نتفة جنب أختها ليُخرِجَ من هذا التجميع والرصف استنتاجا ذا قيمة عالية.

إن من أهم تلك النتف، ماعثر عليه الدكتور (سينوارث هورست غونتر) خلال جولاته في عموم القطر عقب وقف إطلاق النار بأيام قلائل (بداية شهر آذار/مارس 1991)والمتمثل بقذائف غريبة الشكل والوزن، فهي كما يصفها الرجل(لها شكل وحجم السيجار، وكانت ثقيلة بصورة غير اعتيادية).

وعندما عاد (غونتر) إلى (ألمانيا)، حرص على استصحاب واحدة من تلك الاطلاقات المتميزة لأغراض الذكرى. وفي مطار (برلين) بدأت المشاكل، فان أجهزة التحسس والاستشعار المزروعة في المطار أنذرت رجال الأمن بانطلاق إشعاعات خطيرة من حقائب الرجل القادم من (العراق)، لذا فوجئ بفصيل كبير من رجال الشرطة يهاجمونه، ثم قاموا بالاستيلاء على تلك القذيفة التي احتفظوا بها في صندوق خاص.

لاحظ (غونتر) الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف بتهمة (خرق قانون الطاقة الذرية) وشرعت الشرطة بالتحقيق معه، ان كل فصول تلك العملية محاطة بإجراءات أمنية مشددة. وعندما قُدِّم إلى المحكمة، كان إصدار قرارٍ بإدانته أمرا سهلا لتوفر الدليل المادي ضده، وكان الحكم يضمن الزامه بدفع (غرامة مالية) ومصادرة القذيفة (المحرّمة).

رفض الدكتور (غونتر) الحكم لعدم قناعته به ما استوجب حبسه، ولكن حبسه كبقية فصول القضية لم يكن اعتياديا، فالرجل العجوز تعرّض إلى إزعاج كبير نجم عن تعمد نقله إلى أكثر من معتقل كان آخرها في (هامبورغ) حيث أعلن الإضراب عن الطعام احتجاجا، واستمر صائما محتجا خمسة وعشرين يوما.

وبصرف النظر عن نوع الجريمة والعقاب، تقرر وبشكل غير مألوف قطع راتبه التقاعدي وحرمانه من ضمانات التأمين الصحي، بينما عاقبته جهات مجهولة عقوبات اشد قسوة وتأثيرا تمثلت بمختلف انواع التهديدات تولد عنها (توتر مستمر) فرض على الرجل المسالم ما سبب له خوفا من الخروج ومغادرة المنزل الذي تعرض لكسر زجاج النوافذ أكثر من مرة.

ولاحتمال تعرضه إلى اعتداءات، مع تقاطر الرسائل بذيئة الكلام ضمن بريده الشخصي، واستمرار إسماعه أناشيد نازية كجزء من عمليات التهديد والازعاج، فقد افتقدت اسرته الجرأة على زيارته في سجنه البيتي

ولما كانت القذيفة القادمة من (العراق) والتي تعد (أم المشاكل)، قد صادرتها شرطة مطار (برلين) ونقلتها بطرق واساليب مريبة، فقد استقر بها المقام على مناضد مختبرات مختصة، وعمل على فحصها البروفيسور (كانتو) الاختصاص في علوم البيئة. وكانت نتائج الفحص المختبري قد أظهرت إنها ذات نشاط إشعاعي وسمّية عالية. ولأهمية الأمر، فان من الضروري الإصغاء إلى الدكتور (غونتر) وهو يتحدث مكملا بقية القصة المرعبة: (قمت بالبحث بالاشتراك مع جامعة همبرت في هامبورغ وجامعة شاريتي والجامعة الفنية في برلين، وذهل جميع أعضاء هذه المؤسسات وقلقوا جدا: ان هذه القذيفة سامة ومشعة، أين وجدتها؟ وعندما ذهبت إلى جامعة برلين وشرحت لهم هناك إنني اكتشفت هذه القذيفة في العراق والمقصود منها شظايا القذائف المستخدمة من قبل الحلفاء، وبّخَني احدهم: كيف تستطيع القول ان الحلفاء استخدموا هذه القذائف، بما إنها إشعاعية جدا، انه من الحمق قول ذلك!! ثم طردوني، ورجعت إلى بيتي والقذيفة معي. وعندما عدت لملاقاتهم الاثنين التالي بناء على طلبهم، وجدت نفسي أمام عدد كبير من رجال الشرطة الذين أرادوا اعتقالي بسبب عدم تحفظي على القذيفة ولما تسببه من اشعاع. عادوا ثانية يرتدون ملابس وأحذية عازلة مع حاوية خاصة لحمل القذيفة إلى خارج مدينة برلين.طلبت منهم إيصالا وسلموني إياه حيث يذكر هذا الايصال كمية الإشعاع ونوع المادة السامة التي تحويها القذيفة).

ولما كانت متابعة رحلة القذيفة وحاملها ذات دلالات خطيرة ومنافع استنتاجية، فلا بأس من التعرف على فحوى الإيصال، فهو يقول إن(القدرة الإشعاعية لتلك القذيفة هي 11 ميكروسفير/ساعة) ولمعرفة خطورة هذه النسبة فان الدكتور(غونتر) يقول(في ألمانيا يبلغ الحد الأعلى المسموح به 300 ميكرو سفير/ساعة في حالات العرض. فاذا قسمنا 300 على 11 نحصل على[2 ,27] ساعة بالنسبة إلى قذيفة واحدة. وهذا يعني بالنسبة لتلك القذيفة انك تحصل على الجرعة السنوية في يوم واحد، واني شاهدت الأطفال في العراق يلعبون بإثني عشرة قذيفة).

لقد قرر الدكتور(غونتر)العودة إلى(بغداد) رغبة في التحري والبحث في هذه القضية، بعد ان توضحت أمامه صورة الاستخدام غير المرخّص لمواد سامة ومشعة في تلك الحرب. كان ذلك البحث والتحرّي أحد وسائل الكشف المبكر عن إصابات بين المواطنين بأمراض لم تكن مشخصة في (العراق) حتى ذلك التاريخ خصوصا وان(غونتر) طبيب عمل طويلا في (العراق) طبيباً واستاذاً، إذ من شأن تلك الأمراض أحداث خلل في وظائف الكلى والكبد، الامر الذي دعاه إلى مراقبة مجاميع الأطفال الذين يلعبون بمخلفات الحرب، فقد لاحظ مجددا أطفالا بعمر الورود يلعبون بقذائف من النوع الذي أدخل الرعب والهلع على سلطات مطار(برلين)، وسارع إلى تثبيت بعض الأمور عن مثل تلك المشاهدات في دفتر ملاحظاته الشخصي، من بينها أسماء وعناوين الأطفال الذين ظل يراقبهم بانتظار ما سيحل بهم، وسرعان ما شطب على اسم أحدهم، فقد مات باللوكيميا. كان ذلك دافعا قويا له للتنبيه من خطورة الوضع فكتب بحثا بعنوان(سيجار اليورانيوم يقتل أطفال العراق) نشره في جريدة (نيوس دويتشلاند) الصادرة يوم 16تموز/يوليو1992.

وفي بحث لاحق، توصل الدكتور (غونتر) إلى إيجاد علاقة رابطة بين أمراض تفشت بين أطفال (العراق) اللاعبين بالقذائف ذات السمية والإشعاع ممن يحفل دفتر ملاحظاته بأسمائهم وأمراض ظهرت بين أشخاص يسكنون قرب موقع ضرب فيه الطيران الأمريكي قافلة للإغاثة على طريق (عمان- بغداد) خلال الحرب.

لقد أفضى هذا الاهتمام المبكر بالموضوع صفة (الريادة) على أبحاث وجهود الدكتور (غونتر) في مجال فضح الاستخدام المشين لهذا النوع من العتاد من قبل القوات الأمريكية في الحرب التي شنتها على (العراق) في مطلع عام 1991.

ثمة نتفة وثائقية مهمة أخرى وهي بضع فقرات تسربت من تقرير سري أعدته في نيسان /ابريل1991 (بعد شهر ونيف من توقف الحرب) منظمة الطاقة النووية البريطانية (UKAEA)، United Kingdom Atomic Energy Authority وحصلت عليه جريدة(اندبندت)التي نشرت حصيلتها من تلك الفقرات في عددها الصادر في (تشرين الثاني / نوفمبر)من العام ذاته، وقد ذكرت ان(40) طنا من المخلفات المشعة والغبار قد تسبب في نصف مليون حالة وفاة في (العراق). فكيف إذا علمنا إن الكمية الحقيقية (300-350) طن وليس (40) كما ذكرت الجريدة؟

وبرزت نتفة ميدانية مبكرة متمثلة باحتراق (650-700) قذيفة دبابات من هذا العتاد في قاعدة(الحصان الأسود)الأمريكية في منطقة(الدوحة) شمال مدينة (الكويت) يوم 11تموز/يوليو1991، واستمر الحريق إلى اليوم التالي، كان ثاويا في تلك القاعدة المنكوبة جنود اللواء المدرع الحادي عشر الأمريكي (3500جندي وضابط) وسرية من الجيش الاﻨﮕﻠﻴﺯي وعناصر من جنسيات غيرهما.

لقد وقف وزير العدل الأمريكي الأسبق (رامزي كلارك) أمام ممثلي وسائل الإعلام ليعلن للعالم اجمع في مؤتمر صحفي عام 1993 ان (الادارة الأمريكية) استخدمت في حربها على(العراق) عتادا مصنوعا من اليورانيوم المنضب، وان الأطباء العراقيين يواجهون حالات مرضية لم يفهموها، ما حفّزَ الباحثين على تحري حقيقة الامر.

وكان لتفشي حالات مرضية غريبة بين الجنود الأمريكان المشاركين في العمليات الحربية عقب عودتهم إلى ذويهم أثر يشبه ناقوس الخطر، وعندما تم إخضاع بعض أولئك الجنود للفحوصات الطبية في وقت مبكر منذ العام 1991كما حصل مع الممرضة(العريف كارول بيكو)التي ظهرت عليها الأعراض قبل مغادرتها مسرح العمليات في جنوب(العراق).

وعندما بدأت أعراض مرضية غريبة تظهر على عشرات الألوف من جنود دول حليفة شاركوا في الحرب (إﻨﮕﻠﻴﺯ وفرنسيون واستراليون وكنديون ومصريون وسوريون) وغيرهم، فقد بدأ ظرف جديد يتسم بالشك والريبة، يتشكل في الأفق يتعارض مع رغبات(الادارة الأمريكية) في هذا الشأن، ومن بين افرازات ذلك كله تأسيس عدد كبير من المنظمات غير الحكومية التي تستهدف شجب هذا لاستخدام أو المطالبة بحقوق ضحاياه، ومنها(شبكة المواطنين المناهضين لليورانيوم المنضب) التي بدأت بممارسة أعمالها منذ العام 1992.

وفي (امريكا) كان (داماسيو لوبيز) وهو باحث مكسيكي الاصل يسكن ولاية(نيو مكسيكو) منشغلا بالاكتشاف الذي اكتشفه والمتعلق باستخدام احد الجبال بالولاية (قرب مدينة البوكركي) ميدانا لرمي اعتدة سرية، توصل في النهاية بعد بحث مضن ومحاولات مكثفة، إلى انها مصنوعة من اليورانيوم المنضب ولم يمنعه حادث الاعتداء عليه بالضرب المبرح من قبل مجهولين والقاءه غائبا عن الوعي على قارعة احد الطرق، من استكمال بحثه وتقصّيه حقيقة الامر، فاستطاع عام 1993نتيجة جهده الفردي الحثيث الذي استغرق سنوات طوال انجاز كتاب بعنوان(ميادين رمي اليورانيوم المنضب). لقد كان هذا العام بالذات موعد ايقاف التجارب التي استمرت اكثر من عشرين سنة في ذلك الميدان ولا اظن ان صدور ذلك الكتاب هو السبب في ايقاف تلك التجارب.

في ذات الوقت، كان الخطاب الإعلامي العراقي سبّاقا في استثمار وتوظيف حالة الارتباك الاجتماعي التي أصابت المجتمع الأمريكي جراء ظهور أعراض أمراض غامضة تُرَدّ جميعا إلى اصل واحد هو استخدام القوات الأمريكية لعتاد اليورانيوم المنضب مما تسبب في إصابة حوالي خُمس القوات المشاركة بالعمليات بأعراض الأمراض الغامضة، والتي أطلق عليها اسم (مرض لعنة العراق) أو (لعنة الخليج).

وكان من بين الجهد التوثيقي العراقي في هذا المجال قيام وزارة الخارجية بتكليف السفارات العراقية في عموم دول العالم بجمع المعلومات المتيسرة عن اليورانيوم المنضب. وعقب إفتضاح امر هذا العتاد وتفاقم خطره لجأت الادارة الأمريكية إلى الاعتراف بوجود (إصابات محدودة) بأعراض مرض أطلق عليه اسم (مرض الخليج) بعد ان عزت سببه إلى استخدام اعتدة اليورانيوم المنضب وكان ذلك اعترافاً رسمياً يؤسَّس عليه الكثير، فما هو اليورانيوم المنضب؟. اليورانيوم في الطبيعة عنصر صلب اسود يوجد على شكل معدن ثقيل يجري استخلاصه من الأرض خلال التعدين.

عرف الأوروبيون هذا المعدن منذ ما ينيف على ثلاثة قرون من الزمان فاستخدموه في صناعة الأبواب المحكمة استثمارا لصلابته وثقل وزنه، فكثافته(19) الف كغم/م3(أي ضعف ماهو عليه الرصاص)!.

وبالاستفادة من خبرات العلماء الذين خدموا البرامج النووية الألمانية وهربوا إلى (أمريكا)، فقد استطاعت هذه الأخيرة صنع قنبلتين ذواتي خصوصية فائقة، ألقيت الأولى على (هيروشيما) في 6 آب/ أغسطس1945بواسطة قاذفة قنابل (B 29) تعتمد في تفجيرها على نظير اليورانيوم 235 بتركيز 7% لليورانيوم الطبيعي (25 كغم يورانيوم طبيعي) فقتلت (78) الف مواطن ياباني.

وفي التاسع من الشهر نفسه استهدفت قاذفة قنابل أمريكية أخرى مدينة(ناﮔﺎزاكي) بقنبلة ثانية حوت على كيلو غرام واحد من نظير بلاتونيوم 239 وأحدث القاؤها إنفجارا قويا يماثل قوة التفجير السابق، أي بقوة(5, 22)كيلو طن وهذا يعادل انفجار (1000طن) من مادة (TNT))، فقتلت (39) ألفا من سكان تلك المدينة المستهدفة. وعقب القاء تينك القنبلتين استسلمت (اليابان) وانتبه العالم إلى حجم الكارثة التي تنجم عن استخدام هذا النوع من الأسلحة التي أساسها اليورانيوم.

إن إنتاج قنابل نووية من النوعين الذين عاقبت بهما (الولايات المتحدة) المدينتين اليابانيتين والتي يدخل اليورانيوم في تصنيعها، يستلزم القيام بعمليات معقدة جدا يُخصّب خلالها اليورانيوم الخام لاستخلاص نظير اليورانيوم (235) ذي النشاط الإشعاعي العالي، الذي يؤلف المادة الأساس للقنبلة، وهو الذي يُستخدم إضافة لذلك وقودا للمفاعلات النووية، وان الكمية التي تحوَّل لهذا الغرض صغيرة جدا لا تكاد تتجاوز نسبة 2%من مجموع العنصر الخام الخاضع للتخصيب، وبهذا تكون فضلات (نفايات) هذه العملية كميات كبيرة جدا، استخلص منها النظير المطلوب وخف نشاطها الإشعاعي، إلا إن خطورة تلك النفايات على البيئة والإنسان بشكل خاص تبقى قائمة، فعمر النصف له يبلغ (4,5) بليون سنة.

ولإنتاج نظير البلوتونيوم الذي استخدم في تفجير قنبلة (ناﮔﺎزاكي) فان اليورانيوم المنضب يعالج داخل المفاعلات ثانية بقصفه بالنيوترونات فيتحول إلى نيتونيوم ومن ثم إلى بلوتونيوم الذي يدخل في صناعة هذا النوع من الرؤوس النووية.

وعلى الرغم من تلك التقانة التي يستخلص بموجبها البلوتونيوم من النفايات التي تعرف باليورانيوم المنضب فان تلك النفايات تبقى تشكل كميات هائلة ما جعل الدول ذات القدرات النووية تبحث عن اماكن تطمر فيها تلك النفايات، فمثلا، نجد ان مخزون (الولايات المتحدة) وحدها من اليورانيوم المنضب بلغ حتى مطلع عقد الثمانينات من القرن المنصرم (عقب قرابة نصف قرن من عمليات التخصيب) ما يربو على نصف مليون طن، تكدست في مواقع الخزن في عموم اراضي(الولايات المتحدة الأمريكية)، ولم يعمل على تقليل ذلك الفائض من النفايات استخدام بعضها في إنتاج القنابل الهيدروجينية التي يدخل اليورانيوم المنضب في الحلقة الأخيرة من سلسلة اشتغال آليتها.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 12-09-09, 09:32 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

من هنا نتلمس تعريفا لليورانيوم المنضب، فلا نجد غير تعريف اقترحه الجيش الامريكي، وهوالذي استند عليه (ميسونيه) وزملاؤه في كتابهم (اليورانيوم المنضب-الحرب الخفية) والذي يقول:

"اليورانيوم المنضب هو الناتج المتبقي من عملية التحويل (الاخصاب) لليورانيوم الطبيعي لتجهيز المحروق النووي او تصنيع الاسلحة النووية، تبلغ نسب الاشعاع في اليورانيوم المنضب اقل عما هو موجود في اليورانيوم الطبيعي بحوالي40%.

ومنذ ستينات القرن الماضي، بدأ التفكير الجدي في استخدام مئات الآلاف من أطنان النفايات تلك في مجال صناعة اعتدة خارقة للدرع والتي يمكن عدها جيلا جديدا من الأسلحة النووية، إضافة إلى دراسة جدوى وإمكانية استخدام تلك النفايات في صناعة السبيكة التي تؤلف هيكل الدبابات وعجلات القتال المدرعة، إذ ان النجاح في هذين المضمارين سيضمن ما يأتي:

1-إنتاج عتاد خارق شديد الفعالية بسبب ثقله المتميز: (كثافة اليورانيوم المنضب19 ألف كغم/م3 كما مر بنا) ما يعطيه زخما عاليا يساعده ذلك الزخم على خرق اصلب انواع الدروع. لقد قدرت سرعة انطلاق المقذوف من هذا العتاد نحو هدفها بـ (2ماك/ساعة). لقد صار نجاح ذلك المسعى ضرورة ملحة خصوصا وان الاتحاد السوفيتي (يومذاك)أدخل الدبابة (t 72) الخدمة في بداية عقد السبعينات من القرن المنصرم (تحديدا عام 1972) والتي عُدّت قفزة نوعية في صناعة الدبابات. عموما ان خاصية الصلابة الشديدة التي يتميز بها اليورانيوم المنضب أو السرعة العالية المتوقعة لانطلاق مقذوفاته دفعت الخبراء لتوخي تحقيق زيادة ملموسة في المدى القاتل للدبابات التي ستستخدم هذا النوع من العتاد فالمدى الذي تصله قذيفة مضادة للدرع مصنوعة من مادة اﻠﺘﻨﮕﺴﺘﻭن هو ألفا متر، بينما تخرق قذيفة اليورانيوم المنضب الدبابة المعادية في مدى ثلاثة آلاف متر. لقد صار مسلما به، ان لهذا العتاد قوة خرق عالية، إذ إن الحسابات تشير إلى ان كميات قليلة منه ستعوض عن مئات الأطنان من مادة (tnt). لقد أثبتت التجارب الأولية ذلك حيث أخذت شدة انفجارها تقاس(حسب القاموس السوقي) بالكيلو طن واﻠﻤﻴﮕﺎ طن.

2- يتميز اليورانيوم المنضب بخاصية الالتهاب اتقاد: وهو الاحتراق عند ملامسة الهواء) عندما يصطدم بالهدف المدرع وحدوث الخرق، وقد وضع الخبراء احتمال ان يؤدي اللهب القوي المتولد ودرجة الحرارة العالية جدا (2800ْ م يوصلها بعض الباحثين إلى 10آلاف درجة) إلى احتراق وقود وعتاد الدبابة، وبسبب السُمّية العالية التي يُولِّدُها أوكسيد اليورانيوم (uo2) الذي سيولده الاشتعال فان نسبة احتمال بقاء أحياء داخل الدبابة يصبح مستحيلا.

3-اليورانيوم المنضب رخيص الكلفة:، بل ان تحويل الكميات الهائلة منه من نفايات إلى اعتدة سيقلل كثيرا من مشاكل ونفقات الخزن، وعموما فان الرطل الواحد منه يكلف دولارا واحدا وبذا تكون قذيفة اليورانيوم المنضب أرخص من سعر قطعة الهامبورغر.

4-ان التحول من اﻠﺘﻨﮕﺴﺘﻭن إلى اليورانيوم المنضب: في صنع اعتدة مقاومة الدبابات يقلّل من الفرص المتاحة امام (الصين) لتهديد (الولايات المتحدة) أو الضغط عليها بقطع إمداداتها منه، فالصين تتحكم بما نسبته50%من واردات (الولايات المتحدة) من مادة اﻠﺘﻨﮕﺴﺘﻭن، وهي معرضة لخطر الانقطاع حال نشوب أي نزاع جدي مع (الصين) كما حصل بالنسبة لالمانيا عندما فرضت عليها (البرتغال) حظرا منعت بموجبه تصدير تلك المادة إلى المصانع الالمانية خلال الحرب العالمية الثانية.

هذا إضافة إلى ان سمّية اليورانيوم المنضب تفوق تلك التي في اﻠﺘﻨﮕﺴﺘﻭن بحوالي (25) مرة وان قدرته على الخرق أكثر مما ﻠﻠﺘﻨﮕﺴﺘﻭن ربما بحدود25%، ناهيك عن فرق السعر الكبير بينهما (من بين المعلومات المستجدة ان مصانع العتاد الأمريكية أخذت تخلط اﻠﺘﻨﮕﺴﺘﻭن مع اليورانيوم المنضب والمغنيسوم للحصول على خرق أعمق واتقاد واحتراق اكبر وسُمّية أعلى).

يقول (دان فاهي) وهو باحث أمريكي تخصص في متابعة شؤون اليورانيوم المنضب وكان قد عمل على احد الأسلحة المخصصة لرمي اعتدته انه (في العام 1974 بالتحديد أخذت القوة الجوية الامريكية قرارا بالتخلي عن سبائك اﻠﺘﻨﮕﺴﺘﻭن واستخدام اليورانيوم المنضب بدلا عنها كعنصر اختراق. وانا محتفظ بالوثيقة التي تثبت ذلك).

5- إن البحث عن مطامير لدفن: مئات الآلاف من أطنان النفايات النووية عملية شاقة لذا يؤمن تحويله إلى اعتدة إمكانية تفريقه وتوزيعه على أراضي بلدان (عدوة) بدلا من تكديسه في أراضي (الولايات المتحدة) حيث تتكدس منه في ولاية (تنيسي) كمية تزيد على نصف مليون طن معبأة في(46422)اسطوانة ضخمة من الحديد الصلب على شكل سادس فلوريد اليورانيوم (uf6).

6- لليورانيوم المنضب خاصية فيزيائية خطيرة تتمثل في تحوله عقب احتراقه: إلى هباء (جسيمات متناهية في الصغر:أقل من خمسة مايكرون)، وان صغرها هذا يساعدها على الانتقال الحر في الهواء لمسافات بعيدة ودخولها جوف الانسان من خلال الاستنشاق أو الابتلاع أو امتصاص الجلد من غير ان يشعر بها الشخص المتعرض لها، إضافة إلى ان تلك الجسيمات ذات طبيعة بلورية تؤمّن ثباتها في مساحات شاسعة من التربة (بسبب عدم ذوبانها) وإن ذلك كله يحقق أهداف العقل الأمريكي الذي (توجهه ثقافة يُعَدّ العنف أحد أنماطها المهمة) وهذا ما ثبت علميا من خلال إصرار (الإدارة الأمريكية) على استخدام هذا العتاد بكثافة شديدة في اماكن مختلفة من العالم على الرغم من ثبوت أضراره الخطيرة على البيئة وشعوب الدول التي ستُنْكب أراضيها باستخدامه التعسفي.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 12-09-09, 09:34 AM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

استثمار الالمان



وتعود (الادارة الأمريكية) لاستثمار خبرات الألمان حيث قام فريق من خبرائهم بتمويل من (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن) بإجراء أبحاث وتجارب لإنتاج العتاد المطلوب، فللالمان تجارب وخبرات مؤكدة مع اليورانيوم المنضب يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية عندما اخذوا يشعرون بالخوف من احتمال تضاؤل القدرة على انتاج اعتدة خارقة للدروع بسبب الحظر الذي فرضته (البرتغال)على تصدير(اﻠﺘﻨﮕﺴﺘﻭن) إلى (المانيا) منذ تموز /يوليو 1943 كما اشرنا إلى ذلك في موضع مضى، الامر الذي دعا القيمين على الصناعات العسكرية الالمانية للبحث عن بدائل، ما أوصلهم إلى ان (اليورانيوم المنضب) هو البديل المطلوب والمناسب، ولوان المعلومات غير مؤكدة عن نجاح التجارب والمحاولات الالمانية في التوصل إلى توظيف اليوارانيوم المنضب من عدمه الا ان تلك المحاولات شكّلت تاريخا اوليا لاستخدام اليورانيوم في صناعة القنابل المضادة للدروع ما دعا الادارة الاميكية إلى استنهاض تلك المحاولات وتفعيلها.

قام (اﻠﺒﻨﺘﺎجون) ضمن هذا المسعى، من حيث المبدأ بتخصيص (12) موقعا لصناعة واختبار النماذج الأولية من العتاد المطلوب، وكانت تلك المواقع منتشرة في عموم (الولايات المتحدة).

ولأن (الهنود الحمر) شعب غير مرغوب فيه (أمريكيا) فقد حُوِّرَ مصنع للعتاد يقع في وسط منطقة سكن تجمع كبير منهم في ولاية (أوكلاهوما) ينتج مادة تجريبية من هذا العتاد حيث ألقت إدارة المصنع بكميات كبيرة من النواتج العرضية لصناعة الاعتدة في آبار مهجورة في المنطقة مما تسبب في حدوث مشاكل صحية خطيرة للسكان. وكأن (الهنود الحمر) طرائد مفضلة لهذا العتاد منذ عهد التجارب أينما كانت مناطق سكنهم فقد لوحظ تفشي أمراض خطيرة بين أفراد قبيلة (مسيسوغا) التي تقطن شمال بحيرة (هورون) داخل الأراضي الكندية، وقد انتشر بينهم داء يعمل على تدمير كريات الدم البيضاء.

لقد دلت نتائج تحري أسباب ذلك المرض على ان مصنعا تابعا لمنشأة (كاميكو) ينتج نماذج من اعتدة اليورانيوم المنضب في مرحلة التجارب، وراء تلك الكارثة حيث تسربت آثاره إلى المنطقةالمذكورة.

الان وقد نجحت أولى التجارب للعتاد الذي استخدم فيه اليورانيوم المنضب خصوصا عقب تجربته المتميزة في (فورت لويس) للسنوات 1968-1970والتي رُميت خلالها نماذج من هذا العتاد بواسطة قاذفة مشاة خفيفة (ترمي من فوق الكتف) ضد هدف مدرع، وصار مؤكدا لدى المشرفين على تلك التجربة ان لهذا العتاد قدرة على خرق دروع الدبابات المعادية وان الحرارة التي سيولّدها احتراق اليورانيوم المنضب داخل الدبابة كافية لصهر أجساد طائفتها بشكل تام، وتفجير اعتدتها وحرق وقودها.

يوضح الدكتور (ميشو كاكاو) الذي شارك بالرمي شخصيا بواسطة قاذفة خفيفة مع تلاميذ دورة متقدمة لتدريب المشاة ، طبيعة عمل القذيفة قبل وخلال اختراقها الهدف.

وفي ميادين أخرى أجريت تجارب إضافية على أنواع أخرى من الاعتدة اختلفت فيها وسائل الإطلاق وحسب نوعية العتاد المستخدم كنموذج، وخاصة في مصنع العتاد (ليك ستي) في (اند بندس مونتانا) ومستودع (بيكاتني) بولاية (نيوجرسي). ان اغلب تلك التجارب نُفّذت في الهواء الطلق دونما أي اعتبار لما سيترتب على انتقال الاشعاعات الخطرة والغبار السام من اضرار فادحة على السكان والبيئة.

لقد بدأت مع بداية عقد السبعينات من القرن الفائت عمليات الانتاج الواسع لهذا العتاد، وتشجيعا للشركات المصنّعة للسلاح على انتاجه وبيعه لمؤسسات (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن)، فقد قامت (الادارة الامريكية) بتوزيع كميات ضخمة من اليورانيوم المنضب على تلك الشركات مجانا.


وكانت شركة (Honey Well) في مقدمة تلك الشركات المنتجة للعتاد المذكور والتي وضعت انتاجها بخدمة (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن) منذ العام 1977. ونتيجة لذاك الافراط وتعدد الجهات المخوَلة والتي تسلمت كميات ضخمة من اليورانيوم المنضب بهدف تحويله إلى عتاد، فقد تعددت مواقع التصنيع والاختبار، اهمل بشكل كبير شأن البيئة وما سيلحقها من اضرار فادحة جراء ذلك الافراط.

وعوضا عن الاهتمام بشأن البيئة التي يهددها هذا العتاد بالدمار، فقد اهتمت الجهات المسؤولة بدراسة تأثيره على مستخدميه وعلى افراد الخصم، وشُكِّل فريق بحثي يحمل اسم (مجموعة التنسيق التقني المشترك لفاعلية العتاد) وتعرف اختصاراً (جي تي جي /أم أي) لدراسة تلك التأثيرات.وفي العام 1974 قَدّم الفريق أول تقاريره متضمنا توصيات عدة تخص الالتزام باساليب السلامة واستخدام الملابس الواقية بهدف تقليل احتمالية التعرض المباشر للاشخاص لمخاطر وآثار اليورانيوم المنضب.

وفي تقرير آخر اختص بموضوع (التقويم الطبي والبيئي لليورانيوم المنضب) فصّل الفريق رؤيته بخصوص الحاجة إلى ضرورة تنظيف المنطقة المتضررة حيث ذكر انه (يمكن ان يؤدي سقوط طائرة A-10 إلى تشتت نحو4, 0طن متري من غبار اليورانيوم في موقع التحطم. ويمكن ان تستغرق ازالة اليورانيوم وقتا طويلا ومبالغ طائلة حسب موقع التحطم وظروفه) مع العلم ان الكمية المتشتتة تشكل (400كغم أو 880 باون) فقط.

لقد خطط (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن) الذي إطّلع قادته على تقارير الفريق المذكور للتوسع في استخدام هذا العتاد ودعم البحوث التطويرية والتجارب الاختبارية وزيادة الكميات المصروفة مجانا من اليورانيوم المنضب إلى الشركات المصنعة للعتاد، وصادقت (الإدارة الأمريكية) على خطط (اﻠﺒﻨﺘﺍﮔﻭن) تلك. وتعاقد الجيش على شراء كميات ضخمة من الاعتدة المصنعة في وقت حُفِظَت فيه تقارير الفريق في أدراج بعيدة عن متناول اليد لتبقى مضامينها متمتعة بسرية عالية يُعَدُّ الكشف عنها خطرا على الأمن القومي الأمريكي!

ونتيجة للتوسع والإفراط في إنتاج العتاد المذكور، فقد حُوِّرت وأنشئت مصانع جديدة للمساهمة في عملية الإنتاج، فقد خطط للبدء بتوزيع العتاد المنتج على الوحدات المقاتلة اعتبارا من العام 1980 . ولم تعد مسألة توخي السلامة العامة والاهتمام بتأثر السكان وسلامة البيئة أمورا قائمة يحسب لها حساب.

وقد أنيطت بمصنع الرصاص الوطني في (كولوني) بولاية (نيويورك) إنتاج بعض أنواع هذا العتاد لحساب (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن)، ومنذ العام 1980 رصدت الجهات المعنية تسرّب كميات من الغبار المشع ذي السمية العالية إلى الهواء الطلق في المنطقة المحيطة بالمصنع سرعان ماإنتشر إلى باقي انحاء الولاية، ما تسبب في رفع نسبة النشاط الإشعاعي في عموم الولاية إلى حد بلغ (150) جزء من المليون من الكيوري جراء تسرب ما مقداره (378)غم فقط من ذلك الغبار (لاحظ عزيزي القارئ الكريم:إن الاطلاقة الواحدة من عتاد GAU-81A الذي تطلقه طائرة A10 تنشر272غم من هذا الغبار، وان أمريكا أطلقت على الأهداف العراقية عام 1991 مامجموعه 940 ألف اطلاقة من هذا الصنف وان القذيفة A-1 التي تطلقها الدبابة تنشر 3185غم منه، وقد أطلقت الدبابات الأمريكية أربعة عشر ألف قذيفة على أهداف عراقية خلال حرب 1991 فقط (لايدخل في تلك الاحصائية الكميات التي رميت خلال العمليات التالية والتي كان ختامها غزو عام2003)، وان الصاروخ (كروز-توماهوك) يحمل مامقداره 75 كغم من اليورانيوم المنضب، وليس ثمة احصائية دقيقة عن عدد الصواريخ التي تحمل اليورانيوم المنضب التي اطلقت على (العراق) منذ العام 1991وحتى العام 2003.

وبسبب ارتفاع الأصوات وتعالي الصيحات ضد هذا التلوث الذي سببه المصنع المذكور، صدر قرار قضائي بإيقافه عن الإنتاج، وبعد استمرار تقديم الشكاوى فقد تقرر إغلاق المصنع نهائيا عام 1983 وبوشر بتفكيكه فيما بعد.

وعقب شعور عمال مصنع آخر مشابه في (جونيسبورو- بولاية تينسي) بأعراض غريبة فقد أُرجعت لاحقا إلى تعرضهم لغبار اليورانيوم المنضب الناجم عن عملهم في إنتاج اطلاقات عيار(30) ملم لحساب القوة الجويةالامريكية.

لقد فرض استمرار إجراء التجارب وتوخي التطوير واستحداث أجيال متعاقبة من الاعتدة في مختلف العيارات، التوسع في إنشاء ميادين رمي لممارسة رمي التدريب والتجارب لهذه الأنواع من الاعتدة ، فقد تحقق إنشاء ميادين تخصصية لرمي أسلحة المشاة والدروع والمدفعية وكذلك القوة الجوية التي طورت ميدانها الخاص المسمى (مختبر ساندي الوطني) في قاعدة (كركلاند الجوية في نيو مكسيكو).

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 12-09-09, 09:37 AM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

وعلى العموم فان ثمة (50) موقعا مورست فيه عمليات الإنتاج أو التجارب لاعتدة اليورانيوم المنضب في عموم (الولايات المتحدة) وخاصة في ولايات (أنديانا وأريزونا وأروين وماريلاند وماديسون) وغيرها. واليورانيوم المنضب يدخل في صناعة الاعتدة بواسطة طريقتين هما:

1- صنع الجزء المخصص لخرق الدرع من سبيكة متجانسة تتألف من مادة اليورانيوم المنضب وعناصر الموبلديوم والتيتانيوم والزكونيوم والنوبيوم، كانت قذائف الدبابات التي أطلقتها القوات الاﻨﮕﻠﻴﺯية خلال الحرب على(العراق) من هذا النوع. ومما يفرض نفسه للتثبيت هنا هو إطلاق وزير الدفاع الاﻨﮕﻠﻴﺯي وقت الحرب الحسرات في إن بلاده لم تتوصل حتى ذلك الوقت إلى تقنية تصنيع النوع الآخر من القذائف الذي هو أشد فتكا (النوع المغلف باليورانيوم المنضب) على الرغم من شدة وحماوة العلاقات التي تربط بلاده بالولايات المتحدة الامريكية!.

2- تغليف الرأس أو القضيب الخارق للدرع باليورانيوم المنضب، وتتكتم الجهات الصانعة لهذا النوع من الاعتدة على المعلومات المتعلقة بسمك الغلاف، وهو ما حمل الوزير المذكور على إطلاق الحسرات، فهذا النوع من الاعتدة يتمتع بقوة عالية لخرق الدرع المستهدف بها أعلى من التي تتمتع بها القذيفة التي تدخل في صناعتها سبيكة اليورانيوم المنضب.

ولان هذه الاعتدة انتجت لمجابهة الدبابات السوفيتية (t 72) حسب مزاعم المصادر العسكرية الأمريكية كما مر بنا، فان مسألة تجربتها على دبابات من هذا الطراز ظلت حلما يراود خيال رواد الواقعية في التدريب من ذوي الشأن في (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن).

ثم حانت تلك الفرصة عقب اجتاح القوات الصهيونية للاراضي اللبنانية في صيف عام 1982 والتي تمكنت من أسر دبابة من هذا النوع تعود إلى القوات السورية في (البقاع)، وتم شحنها إلى (الولايات المتحدة) لاستخدامها هدفا واقعيا لرمي الاعتدة المصنعة من اليورانيوم المنضب (ربما أُستُخدم الرمي التجريبي لهذا العتاد في صحراء سيناء على هياكل الدبابات المصرية المدمرة من بقايا حرب رمضان 1973 او انه جُرِّب خلال تلك الحرب كما سنرى ذلك في موضعه).

لقد ادى اليورانيوم المنضب إلى حصول قفزة نوعية في مجال زيادة المدى القاتل للدبابات التي تستخدم اعتدته خصوصا بعد ان تم تجربة تلك الاعتدة على اهداف واقعية وحقيقية وان ذلك المدى صار ثلاثة الاف متر كما أسلفنا، إلى حد صارت معه حسابات الامريكان ومعهم قادة (الحلف الاطلسي) ان (بمقدورهم تدمير 70%من دبابات حلف وارشو بفارق المدى الذي تملكه دباباتهم وصواريخ مقاومة الدبابات الارضية وعلى السمتيات والقوة الجوية تدمير الـ30%الباقية بفارق التقنية العالية التي تملكها دباباتهم واسلحة ضد الدبابات.

وبهدف رفع قدرة الدبابات وعجلات القتال المدرعة الامريكية على مقاومة قذائف الاسلحة المضادة للدبابات ، فقد اتجه التفكير صوب ادخال اليورانيوم المنضب في تصنيع ابدانها، وتم تصنيع العديد منها. لقد تحقق ذلك الجهد فيما بعد مع عدد من الانواع منها الدبابة(أم- ابرامز) وأخيرا شملت عجلات القتال المدرعة (برادلي) بتلك التقنية التي أمنت حماية مضمونة إلى حد كبير يتمتع بها طاقم الدبابة وعجلة القتال المدرعة من خلال تنطط اغلب القذائف التي تستهدفها مايسبب انحرافها عن البدن، (ولكن ذلك لايحميها من الاعتدة المصنوعة من اليورانيوم المنضب التي ترمى ضدها والتي تحيلها إلى كتلة من نار).

يتبع....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 12-09-09, 10:04 AM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

إثبات وجود تلوث إشعاعي ناجم عن اليورانيوم


ولقد توصل فريق بحثي آخر عام 1996 إلى إثبات وجود تلوث إشعاعي ناجم عن اليورانيوم المنضب في التربة والهواء في مناطق متفرقة في الجنوب كما سجل وجود آثار هذا التلوث في المياه السطحية والجوفية والترسبات العائدة لتلك المناطق.وعند قياس نسبة الإشعاع في تربة محافظة (المثنى) تبين إنها كانت تساوي (15.55ppm) وفي تربة محافظة (ذي قار) بلغت (29.42ppm) مع ان التركيز الطبيعي لا يتجاوز (6.73ppm) 0في حين اثبت الدكتور (بهاء الدين حسين معروف) خلال بحثه المقدم إلى الندوة العلمية التي عقدتها (اللجنة المركزية لآثار التلوث بالقصف العدواني) ان النشاط الإشعاعي لنماذج منتخبة من التربة (محافظة البصرة عينة لهذا التلوث) قد اظهر تشخيص (وجود تراكيز عالية جدا تجاوزت في بعض النماذج 3000بكريل للكيلوغرام، ويعد هذا المقدار من التلوث تلوثاً إشعاعياً عالياً جداً وذلك بسبب خطورته هو ونواتج انحلاله على الصحة وخصوصا عن طريق الاستنشاق، وذلك بسبب استخدام القذائف الحاوية على اليورانيوم المنضب التي تطلق تلوثاً بيئياً واسع النطاق).

وبهدف توضيح نقطة مهمة تجعل القارئ الكريم أمام الصورة الحقيقية للدمار البيئي في محافظة البصرة ، نقول نقلا عن الباحث نفسه في بحث آخر ان (السبب في زيادة معدل التعرض في محافظة نينوى وجود تركيز عال من السيزيوم-137 في نماذج تربتها يتجاوز 70 بكريل/ كغم بسبب حادثة تشيرنوبيل). فكيف إذا كان التركيز (3000) بكريل/كغم في محافظة (البصرة)؟.

وبطريقة مختلفة قام خبير اﻨﮕﻠﻴﺯي هو الدكتور (كريس باسبي) بقياس عينات الهواء، وخرج باستنتاج يفند الادعاءات الأمريكية التي تقول إن الغبار الناشط إشعاعيا يتبدد بسرعة وينخفض نشاطه المشع إلى مستويات آمنة يمكن إهمالها، فقد اكتشف ان مستويات الجسيمات المعالجة بالطاقة والموجودة في الهواء ضمن المناطق الخاضعة للقياس أزيد بعشر مرات عنها في مدينة (البصرة) وعشرين مرة في (بغداد).

ما يزيد من خطورة الأمر ويفاقمها، هو إن الضرر الناجم عن استخدام اليورانيوم المنضب يستمر لفترات طويلة جدا من الزمن بسبب قدرة ذرات دقائق الغبار المتطاير عقب الانفجار على المكوث في الأرض، مما يعني لزوم تدخل الإنسان لإزالته، فالجزيئات المكونة لهذا الغبار ذات طبيعة بلورية غير قابلة للذوبان في الطبيعة وتستطيع التداخل والاختلاط مع حبات الرمل والتراب والبقاء على الحالة نفسها أو التطاير مع ذرات الرمال التي تنقلها الرياح حيث تشاء، خصوصا في حالة العواصف الترابية وما يسمى في بعض مناطق (العراق) وبقية أقطار الخليج (الطوز) وفي (مصر) يسمى (الخماسين)، وقد اشرنا باختصار إلى ذلك في الفصل الثالث عند ذكرنا للغيمة النووية.ينبغي التذكير هنا إن بعض العواصف الترابية تحمل ذرات الرمل الملوثة بعيدا، حيث لها القدرة على نقل آلاف الأطنان من الأتربة لآلاف الكيلومترات (سجل ولأكثر من مرة انتقال أتربة وغبار صحارى أفريقيا إلى ايطاليا وسوريا).

بقي أن نؤكد على ان انتقال الجزيئات البلورية لاكاسيد اليورانيوم مع حبات الرمال بواسطة الرياح لايعني إطلاقا تخلص المنطقة منها ونظافتها من التلوث، فمن بين طرق انتشارها المياه مما ينشر التلوث أكثر مساحة تصلها هذه الجزيئات.ففي البادية الجنوبية من (العراق) تتجمع مياه الأمطار في الوديان وتنطلق على شكل سيول في شتى الاتجاهات حيث بلغ مجموع مياه الأمطار التي تسقط عليها حوالي (50) مليون متر مكعبمما يشكل عاملا آخرا لانتقال التلوث على مسار السيول الجارفة بينما تشكل المياه الجوفية الوسيلة الوحيدة للحصول على مياه الشرب والاستعمالات الأخرى في عموم المنطقة حيث توجد حوالي أربعة آلاف بئر عاملة لهذا الغرض.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 12-09-09, 10:06 AM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

عملية التنظيف وإزالة التلوث



إن عملية التنظيف وإزالة التلوث ليست بالسهولة التي يمكن أن ينصرف إليها التفكير، لذا فهي مكلفة جدا وتزداد كلفتها ومشاقها كلما زادت سعة المنطقة واحتوت على تعقيدات إضافية، وعموما فلا بد من رفع الشظايا ونثار الأسلحة (مع وجود معضلة الاعتدة التي لم تنفلق كما أسلفنا) ثم تقشط الطبقة السطحية بعد التأكد من عدم تغلغل بعض المقذوفات والشظايا في عمق التربة، ينبغي جمع الشظايا والنثار الملوث ودفنها في مواقع محددة ومخصصة لهذا الغرض على أن يجري تأشيرها لضمان عدم التصرف بها لاحقا.

ولما كان التلوث بالسموم والإشعاع لا يعرف حدودا وله القدرة على العمل المؤذي في الأوساط البيئية كافة، فان تلوث مياه الخليج العربي وهو بحر شبه مغلق أصبح أمرا مؤكدا سواء بتسرب كميات من الغبار والاعتدة والشظايا التي ألقت بها الطائرات أو رمتها السفن بدءا من (شط العرب)، أو جراء إلقاء كميات ضخمة من الأنقاض الملوثة والنفايات (مخلفات حريق معسكر الدوحة في 11تموز/ يوليو1991حيث يقع المعسكر على شاطئ الخليج مباشرة) وغيره، ولا يسعنا هنا إلا إن نذكر بان تسرب كمية من النفط الخام على شكل بقعة خلال 1983 استدعى اجتماعا طارئا للمنظمة الإقليمية للبيئة البحرية وأعلنت حالة الطوارئ في كل دول المنطقة استعدادا لمواجهة خطر تلك البقعة النفطية التي لا تتعذر السيطرة عليها في وقت جرى فيه التعتيم الشديد على اخطر أنواع التلوث التي تعرض لها الخليج والذي ظل صامتا طيلة عقد من الزمان ثم رفض الصمت فاضطر إلى أن يلفظ آلاف الأطنان من ثروته السمكية والكائنات البحرية التي تعيش في قعره والتي نفقت جراء ذلك التلوث نهاية العام 2001.

وعلى الرغم من صحوة كادت أن تحصل في الضمير العالمي والمحلي عقب تلك الثورة التي نفذها الخليج الهادر، إلا إن ضرورات الأمن التي تهتم بها الإدارة الأمريكية أعادت الموضوع إلى الملفات السرية وانزل ستار كثيف من الكتمان لحجبها. فحتى لو تمت عملية تنظيف وإزالة التلوث لجميع الأراضي والمدن والمنشآت الملوثة، وذاك أمر يناظر المستحيل في امكان حصوله، فهل سيتم تنظيف مياه وشواطئ وأعماق الخليج؟.

وتواصل الإدارة الأمريكية التضليل والخداع والكذب للتنصل من كل مسؤولية تترتب على هذا التلوث والضرر الخطير الذي لحق بالبيئة في المنطقة، أملا في التنصل من أية مسؤولية قد تلحقها في هذا الشأن، ويقدم (مركز سلامة البيئة العسكري) الأمريكي مشورة مضللة إلى (مجلس النواب) تنص على انه (لا يوجد قانون دولي أو معاهدة أو نص كمرﮔﻰ يلزم الولايات المتحدة بتنظيف ساحات معارك حرب الخليج). وبذا أثبتت السياسة الأمريكية إنها سياسة لا مكان للأخلاق والشرف في قاموسها، وإنها غير معنية بالمشاركة الفاعلة والمسؤولية الإنسانية في الحفاظ على المركب الذي نبحر جميعا على متنه، وان اهتمامها بالقانون الدولي والاتفاقيات المنظمة لشؤون الحرب محض كذب وافتراء، فهي لم تستحضر بنود ذلك القانون وتلك الاتفاقات عندما خططت لاستخدام أسلحة يحرمها القانون الدولي الذي تتذرع ببنوده في هذه المشورة السخيفة.


أما الانجليز فقد اضطروا إلى الاعتراف بجنوحهم مع الأمريكان لهذا الاستخدام المخطوء الذي شعروا انه (مشكلة كبرى) ممثلة بما سببت مشاركتهم الأمريكان في استخدام اليورانيوم المنضب في الحرب. ففي وقت سابق لذلك الاعتراف، كانت (وكالة الطاقة الذرية) الاﻨﮕﻠﻴﺯية قد اعترفت في تقرير سريع لها إن مالا يقل عن مليون عراقي في منطقة(البصرة) أصيبوا جراء الدمار البيئي الذي سببه استخدام (40)طنا من اليورانيوم المنضب. الا إن تلك الوكالة لم تجرؤ على رفع مستوى تقديراتها لعدد المصابين بعد أن صححت (الإدارة الأمريكية) الرقم الخاص بكمية اليورانيوم المنضب المستعمل من (40) طنا إلى (300) طنا.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 12-09-09, 10:07 AM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

القوات البريطانية استخدمت اليورانيوم



وعندما وجه النائب الاﻨﮕﻠﻴﺯي (ديفيد ساتيل) رسالة إلى وزير دفاع بلاده السابق (ديفيد ويفكند) مستفسرا عن حقائق استخدام قواته لقذائف اليورانيوم المنضب ضد (العراق)، اعترف الوزير برسالته التي تحمل تاريخ 6 كانون الثاني /يناير1994 بان القوات البريطانية استخدمت اليورانيوم المنضب لتحسين قدراتها في مواجهة الدروع العراقية وان القوات الأمريكية استخدمت هذا العتاد بكميات تفوق كثيرا ما استخدمته القوات البريطانية. وتضمنت الرسالة اعترافا صريحا بان اصطدام القذائف التي من هذا النوع ينتج عنه مواد سامة وإشعاعات تشكل خطرا على الصحة العامة.

وبالنبرة ذاتها أجاب وزير الخارجية الاﻨﮕﻠﻴﺯي السابق (روبرت كوك) عام1998على رسالة (مؤسسة الإغاثة الإنسانية) التي تتخذ من (براد فورد) مقرا لها بقوله(إن القوات الاﻨﮕﻠﻴﺯية أطلقت 100 قذيفة يورانيوم منضب على العراق، ولكن القوات الأمريكية أطلقت أكثر من ذلك بكثير.

وتشاع بين اونة واخرى معرفة بعض التفاصيل والاعترافات للجمهور عن طريق الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى القادرة على الوصول إلى المعلومات (ولو كانت مخففة) ربما لأغراض قطع الطريق على الباحثين عن الحقائق عن طريق إعطائهم جرعات بسيطة ومسيطر عليها من المعلومات، تجعلهم ينشغلون بها وقد تتسبب في عدم اندفاعهم نحو معلومات اعمق، اذ ينقل (عبد الكاظم العبودي) معلومات ذات قيمة كانت قد نشرتها جريدة (اﻠﮕﺍرديان) تضمنت اعترافاً حصلت عليه الجريدة من مصادر مطلعة لم تحدد هويتها، تفيد انه (لم تجر معالجة مخلفات اليورانيوم المنضب الناتجة عن القذائف التي استخدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا في حربهما ضد العراق والتي تصل إلى أربعة آلاف قذيفة على الرغم من المخاطر الواسعة لذلك على البيئة والمياه والتي تؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة.

وعلى الرغم من طبيعة الإعلام الأمريكي الذي فضح (دوﮔﻼس كيلنر) في كتابه (الحرب التلفزيونية) خضوعه لإرادة (الإدارة الأمريكية) ووصفه بكتابه ذاك بأنه إعلام مهيمن، فان تقارير صحفية منصفة فرضت نفسها على هذا الإعلام لتحطم المزاعم والادعاءات الرسمية الظالمة. ففي جريدة (نيويورك تايمز) الصادرة في 21 كانون الثاني1993نشرت ظنون الكثيرين من خبراء الصحة من إن (تزايد حالات الإصابة بالسرطان وانتفاخ البطن الغامض بين الأطفال يرجع في احد جوانبه على الأقل إلى القذائف المشعة، وان موظفي الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة شاهدوا أطفالا يلهون بقذائف فارغة وأسلحة مهجورة في الدبابات المدمرة، وفي البصرة شاهد أجنبي طفلا يستخدم قذائف اليورانيوم المستنفذ كدمى يدوية. ولاشك فان التقرير يقصد بالطبيب الأجنبي (الدكتور سينوارث هورست غونتر) الألماني الذي اشرنا إلى نشاطه الإنساني في الفصل الاول.

المسؤولية إذن جد خطيرة، والاتهام يوجه إلى (الإدارة الأمريكية) التي عليها أن تتحمل إضافة إلى ذلك، مسؤولية إزالة التلوث الذي تتنصل منه وترفضه مع وجود نصوص في تقارير الجيش الأمريكي (قبل الاستخدام الفعلي في جنوب العراق) تعترف صراحة (إن المخاطر الصحية والبيئية تتطلب بعض الأشكال من تنظيف تلوث ساحات المعركة في الخليج بعد حصول النزاع. ولكن استمرار التنصل من المسؤولية ضمن محاولات (الإدارة الأمريكية) جعل مسؤولي (البنتاﮔﻭن) يطلقون على دعاوى (العراق) حول الأضرار الناجمة عن استخدام القوات الأمريكية لليورانيوم المنضب بأنها (دعاية كاذبة). فهؤلاء المسؤولون من أكثر الناس دراية وخبرة بضرر هذا العتاد على البيئة والسكان ليس لان كوارث حقيقية حلت بالمواطنين في المدن الأمريكية ذاتها بسبب انتشار مواقع تصنيعه واختباره بشكل لااخلاقي وغير مسؤول فحسب، ولكن لان خبرتهم الطويلة الناجمة عن التعامل التفصيلي مع هذا العتاد الخطير تجعلهم هكذا. فمثلا نستحضر شهادة العقيد (برك داكسوت) خبير الأسلحة الكيمياوية الذي يعترف فيها (إن أربعين سنة من البحث الطبي على اليورانيوم المنضب أكسبتنا الخبرة اللازمة في تأثير اليورانيوم على الصحة). بينما يقول المقدم (بارت هاورد) إن (الأسلحة المعاملة باليورانيوم المنضب والتي استخدمت للمرة الأولى كانت فعالة ومميتة جدا وقد أعدت للاستخدام ضد الدبابات بشكل صواريخ وقنابل أو ألغام.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

قديم 12-09-09, 10:09 AM

  رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

حقائق التدمير البيئي



ولان صعود حقائق التدمير البيئي الذي مارسته (أمريكا) إلى السطح سيدمغ الإدارة الأمريكية، لذا فانه ليست دعاوى (العراق) دعاية كاذبة من وجهة نظر الادارة الامركية فحسب، وإنما كل صوت شريف يلهج بالحقيقة سيكون كذلك.الم تبذل تلك الإدارة جهودا حثيثة من اجل منع أو عرقلة زيارة فريق (منظمة الصحة العالمية) إلى (العراق) على الرغم من إن (فْريد ايكهارد) الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة كان قد أعلن إن (منظمة الصحة العالمية) سترسل وفدا(لدراسة الآثار الصحية لليورانيوم المنضب الذي استخدم في اعتدة الحرب قبل عقد ، ولا احد يشك في إن الهدف من منع سفر الوفد إلى (العراق) يتمثل في عدم السماح لتلك الحقائق بالصعود إلى السطح خصوصا وان عددا من المنظمات الأخرى أعربت عن رغبتها في زيارة (العراق) بهدف دراسة تأثير استخدام اعتدة اليورانيوم المنضب على الإنسان والبيئة، بينما ظهرت إلى الوجود منظمات غير حكومية أسست خصيصا للمنافحة ضد هذا النوع من الابادة البشرية، ومنها منظمة (كادو) التي اشرنا إليها سابقا والتي وضعت في مقدمة اهتماماتها الحصول على معلومات من وزارة الدفاع البريطانية حول استخدام اليورانيوم المنضب ضد (العراق) مع بذل الجهود للحصول على معلومات عن الأضرار البيئية التي عمت (العراق) إضافة إلى الكارثة التي حلت في (اسكتلندا) جراء اجراء تجارب على بعض اعتدة اليورانيوم المنضب هناك والمتجسدة بإصابة العديد من الأطفال بأمراض سرطانية مختلفة.

لقد كانت أسباب التدني الأخلاقي في هذا الاستخدام المدمر للبيئة وما أعقبه من تنصل من المسؤولية هما بعض أو كل الدوافع التالية:

1-النزعة العدوانية التي تميل إلى التشفي والانتقام من خلال ديمومة المعاناة والوضع.

الكارثوي في المنطقة وهو ما يتلاءم مع الطبيعة الأمريكية والعقل الأمريكي الـذي (توجهه ثقافة يعد العنف احد أنماطها المهمة) كما بينا ذلك في الفصل الأول وما عبر عنه (ريتشارد أي فالك) بان النزاعات العسكرية (تحاول جعل ظرف الحرب عصيـب بصورة اكبر بكثير، وذلك بزيادة زخم التدمير الحاصل من استخدام أسلحة وعقائد عسكرية من شأنها أن تنهي الجانب المقابل، وهـذا يعني إن حجم التدمير سيكون كبيرا وهائلا ومتناميا خلال فترة قصيرة من الزمن. وان سوابق الإدارة الأمريكية المتعاقبة دليل على ذلك ، فقد عد (تدمير السدود والخزانات الاروائية من بين الوسائل الأكثر نجاحا في العمليات الجوية خلال الحرب الكورية. وكررت الفعل ذاته في (فيتنام) التي زادت على هذا الأذى بان سممت أجزاءها بالمركبات الكيمياوية.

2-التهرب مما قد يترتب على نتائج ذلك الفعل التدميري للبيئة من دفع تعويضات ماليه

ضخمة إضافة إلى المبالغ الباهظة المترتبة على تنفيذ عمليات تنظيف المسرح من التلف والتلوث. ان من شأن إنكار المسؤولية المترتبة على تلك الأفعال، ضمان امن وسلامة خطط المستقبل الخاصة بالتوسع في استخدام هذا العتاد وغيره مما تتفتق عنه العقليات العلمية المسخرة لأغراض العدوان مع ما يترتب على ذلك مما يأتي:

أ- رواج تجارة اعتدة اليورانيوم المنضب وتصديره إلى عدد كبير من الدول الدائرة في الفلك الأمريكي من دون حصول أية إثارة لمخاوفها أو مخاوف أعدائها ممن يتوقع استخدام ذلك العتاد ضدهم مستقبلا.

ب- مضاعفة قوة وفاعلية ومدى السلاح الأمريكي، مما يكسبه قوة تدميرية أعلى وابعد من أسلحة الخصم ، وان هذه هي توجيهات (الإدارة الأمريكية) التي اشرنا إليها آنفا، ويعمل في الوقت ذاته من خلال استثمار مايقدمه الاعلام المسخر من خدمات على ترويج السلاح الأمريكي ورفع نسبة مبيعاته في الأسواق العالمية من خلال إظهاره بأنه الأكثر تفوقا.

لقد كانت المخاوف التي عششت في افكار الخيرين من المتبصرين في العالم والتي سببها الافراط السادي في استخدام اعتدة اليورانيوم المنضب، ولاتزال باقية حتى بعد نجاح الامريكان باحتلال (العراق)، ولما كان اكثرهم شجاعة يجد ان السكوت غير مقبول وان الواجب الإنساني يحتم التنبيه تجاه الثقب الذي أحدثته الإدارة الأمريكية بالمركب الذي نسافر جميعاعلى متنه، فقد وجد هذا الفريق فرصة ملائمة في غزو (العراق) لينبه إلى ما تجتاحه من مخاوف لم يعد السكوت معها ممكنا. ففي 24 نيسان/ابريل2003ولما يمض على احتلال (العراق) غير أسبوعين، حثت (هيئة الأمم المتحدة) ودعت الى (تدخل عاجل لإنقاذ مستقبل البيئة في العراق، وقالت:هناك حاجة لتعامل عاجل مع الازمة البيئية في العراق والتي ساءت بسبب اضرار الحرب وارتفاع معدلات التلوث.

بينما قدمت دراسة قام بها فريق من (برنامج البيئة للامم المتحدة)unep برئاسة الخبير (بيكا هافستو) مراجعة عامة للوضع البيئي في (العراق) ورأت لزوم استكمال ذلك باجراء استطلاع ميداني حديث، مقترحة قيام (علماء وخبراء برنامج البيئة باجراء تقييم عاجل للاخطار الناجمة عن قصف المواقع العراقية باليورانيوم المنضب). وبسبب الاطلاع المفصل للفريق على الاوضاع البيئية الماساوية في (العراق) فقد توصل إلى ان (المشاكل البيئية في العراق مقلقة إلى درجة تحتم الحاجة إلى اجراء تقييم فوري وخطة للتنظيف. وقد اكد ان الحرب التي حصلت في العام 2003 اضافت إلى المشاكل البيئية الحادثة منذ حرب الخليج عام 1991مشاكل جديدة. وان (لاستخدام اعتدة اليورانيوم المنضب من العواقب ربما سبب تلوثا بيئيا غير معروف العواقب حتى الان، لذا يجب تقديم النصيحة إلى العراقيين حول كيفية تجنب التعرض إلى اليورانيوم المنضب فمن ذا ياترى سيقِّدم تلك النصيحة، خصوصا وان الاعداء الذين استخدموا هذا العتاد ينكرون استخدامه، وان اقروا ذلك فهم ينكرون شموله على اخطار تلحق بالانسان والبيئة.



يتبع....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع