مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2404 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


كيفية إعداد القوات المسلحة للحرب

قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 23-02-09, 08:25 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي كيفية إعداد القوات المسلحة للحرب



 

كيفية إعداد القوات المسلحة للحرب

العميد الركن- إبراهيم إسماعيل كاخيا

يتفق الخبراء الاستراتيجيون المعاصرون على أن إعداد القوات المسلحة للحرب ما هو إلا جانب واحد من عمل ضخم يحتوي بالإضافة إليه على جوانب أخرى مثل: إعداد اقتصاد الدولة للحرب، وإعداد الشعب معنوياً ومادياً للحرب، وإعداد أراضي الدولة للحرب، وإعداد أجهزة الدولة للحرب أيضاً. وهذا العمل الضخم الذي يشمل هذه الجوانب يطلق عليه اصطلاح (إعداد الدولة للحرب) وهو عمل من أعمال الاستراتيجيات العليا أو الشاملة، واسع المدى بحيث يشمل كل ما يمنح الدولة القدرة على ردع العدوان في أية لحظة وتحقيق النصر في أقل وقت ممكن، والصمود للحرب طويلة الأمد، والتقليل من الخسائر التي تسببها ضربات العدو، والمحافظة على مستوى عال من الحالة المعنوية، وعلى إرادة القتال والصمود لدى الشعب أي أنه عمل يتطلب حشد كل القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعنوية والعسكرية، في تخطيط منسق لتحقيق غاية قومية أو هدف استراتيجي واحد.


ومن المعروف أن القوات المسلحة هي الدرع الواقي للدولة ضد العدوان، وهي التي تحافظ على سلامة ترابطها الوطني وتدافع عن مكتسباتها، كما أنها أداتها في ردع المعتدي وتدميره. إذا ما فكر في العدوان. ولا يمكن أن تكون القوات المسلحة قادرة على تحقيق هذه المهام في الحرب إلا إذا تم إعدادها، وبناؤها منذ أيام السلم. ويعتبر إعداد القوات المسلحة من أولى واجبات الدولة. حيث يجب أن ينال هذا الواجب القسط الأكبر من اهتمام قيادتها السياسية. وهو يعتبر أهم قطاع في عملية إعداد الدولة للحرب. كما أن بناء القوات المسلحة يعتبر المجال الحيوي للاستراتيجية العسكرية سواء من الناحية النظرية أو التطبيقية.

ويؤثر على إعداد القوات المسلحة وبنائها عدة عوامل مؤثرة هي: الهدف الأساسي الاستراتيجي للدولة، والوضع الاقتصادي للدولة وحجم مواردها البشرية والمادية. طبيعة العدو المحتمل، وقدراته وأطماعه وأسلوبه في الصراع، وطبيعة الصراع المنتظر وأنواع الأسلحة المستخدمة فيه، وطبيعة مسرح العمليات، والمنهج العسكري للدولة وأسلوب القيادة والسيطرة. ويشتمل إعداد القوات المسلحة بصورة عامة على التدابير التالية:
1 التخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة.
2 تقدير حجم القوات المسلحة في زمن السلم والحرب. وبناء هذه القوات وإعداد (نظام التعبئة) عند توقع الحرب.
3 وضع أسلوب (الانتشار الاستراتيجي للقوات المسلحة) وبناء التجميعات الاستراتيجية والعملياتية في مسرح العمليات، وعلى الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة.
4 وضع خطط (التدريب القتالي) وتنفيذها.
5 وضع (التأمين الشامل) للقوات وتنفيذه.
6 إعداد مسرح العمليات وتجهيزه.
7 تنظيم الاستطلاع الاستراتيجي.

تلك هي سبعة تدابير أساسية يضمها ويحتويها إعداد القوات المسلحة من أجل خوض الحرب. وسندرس كل تدبير على حدة:-

1 التخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة:
يعتبر التخطيط الاستراتيجي العمود الفقري لإعداد القوات المسلحة، وهو يعني أساساً استخدام القوات المسلحة في الحرب وتأمينها بكل ما تحتاجه مادياً وفنياً وبشرياً. ويتم التخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة من قبل أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة (وزارة الدفاع) ويصادق على التخطيط من قبل القيادة السياسية للدولة.

ويشمل التخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة العديد من الخطط العامة والخاصة، من أهمها: الفكرة والقرار الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة في الحرب، الخطط الاستراتيجية لاستخدام أنواع القوات المسلحة (برية، جوية، بحرية، دفاع جوي، صاروخية) خطة تعبئة القوات المسلحة، وخطة الانتشار الاستراتيجي، وبناء التجمعات الاستراتيجية والعملياتية في مسارح العمليات، أو على الاتجاهات العملياتية، خطة الاستطلاع الاستراتيجي قبل بدء العمليات وبعدها، خطة التأمين الشامل للقوات المسلحة، خطة السيطرة، خطة الخداع والتمويه الاستراتيجيتين.

يجب أن يراعي دائماً عند التخطيط المذكور الهدف الاستراتيجي الواجب بلوغه بالكفاءة والقدرة اللازمة، كما يجب مراعاة الواقعية والإمكانات والقدرات الفعلية للقوات حاضراً ومستقبلاً. وكذلك إمكانات الدولة وقدراتها لخدمة القوات المسلحة وتوفير مطالبها. ويجب مراجعة هذه الخطط الموضوعية دورياً، أو كلما طرأت تطورات جذرية على الأحداث المحيطة بالدولة، أو التي قد تؤثر فيها. وذلك حتى تتجاوب الخطط مع هذه التطورات، وتؤمن مواجهتها بكفاءة وفعالية.

2 تحديد حجم القوات المسلحة في السلم والحرب، وبناء هذه القوات:
لا تستطيع أية دولة مهما كانت قدراتها الاقتصادية مرتفعة أن تحتفظ بقواتها المسلحة كاملة الحجم طوال الوقت، إذ أن في ذلك عبئاً ضخماً على اقتصاد الدولة، وبالتالي له تأثير كبير على سير الحياة فيها. لذلك تعمد أغلب الدول إلى الاحتفاظ زمن السلم بحجم من القوات قادرة على مواجهة الأحداث المفاجئة، مع وضع نظام دقيق وسليم لتعبئة (الحجم اللازم لاستكمال القوات المسلحة في زمن الحرب. ولا شك في أن لكل دولة ظروفها الخاصة التي تحدد حجم هذا الجزء أو ذاك. ذلك أن الأمر يحتاج إلى موازنة عدة أمور قبل إقرار حجم القوات المسلحة في السلم وحجمها أثناء الحرب.

يجب أن يراعى عند تقرير حجم القوات المسلحة وأسلوب بنائها أن يلبي هذا الحجم مطالب الحرب الحديثة وأن يساير اتجاهات التطوير سواء في المعدات أو في أسلوب القتال، كما يجب أن يراعى ما تحدثه الحرب الحديثة من خسائر كبيرة في القوى البشرية والمعدات، بحيث يؤمن الحجم المطلوب وإمكانية الاستمرار في القتال. في كل ذلك فإن حجم القوات المسلحة للدولة ينقسم عادة إلى نوعين هما:
أ في زمن السلم: يكون حجمها في المستوى الذي يمكنها من صد أي هجمات معادية مفاجئة، والبدء في أعمال نشطة حاسمة، مع إمكانية دعم قوة الصدمة الأولى بقوات جديدة معبأة. إن حجم القوات المسلحة زمن السلم يجب أن يتضمن القوى القادرة على بدء العمليات الحربية مباشرة. دون الحاجة إلى وقت طويل للانتشار ورفع الجاهزية وخاصة في القوى الجوية والدفاع الجوي، وتشكيلات القوات البرية الموجودة قرب حدود الدولة، وفي مسرح العمليات الرئيس، والقادرة على بدء العمل مباشرة، وصد العدوان، وإتاحة الفرصة أو الوقت اللازم للتعبئة. وانتشار باقي تشكيلات القوات المسلحة، ودفعها إلى مسرح العمليات.
ب في زمن الحرب: يحدد حجم القوات المسلحة زمن الحرب، في ضوء الأهداف السياسية والعسكرية للدولة، والمهام الاستراتيجية المطلوب تحقيقها بالحرب وكذلك في ضوء حجم العدو المنتظر وقدراته ونسبة التفوق عليه والمطلوبة لمواجهته، ومدة استمرار العمليات الحربية وحجم الخسائر المتوقعة. وتتفاوت نسبة حجم القوات المسلحة زمن الحرب بالنسبة لحجمها زمن السلم بحسب الموقف السياسي والعسكري والجغرافي للدولة. وقد تتفاوت هذه النسبة بين دولة وأخرى وقد تراوحت زمن الحرب العالمية الثانية من 1-5 كفرنسا مثلاً، و 1-29 في الولايات المتحدة الأمريكية. إن الحاجة إلى زيادة حجم القوات المسلحة زمن السلم موجودة دائماً. وكثير من الدول (ومنها الدول العربية) تحتفظ بحجم كبير من قواتها المسلحة بصفة دائمة. وخاصة الدول التي تنهج أسلوب التطوع في التجنيد.

ولما كانت القوات المسلحة هي أكبر مستنزف للموارد الاقتصادية والبشرية لأية دولة، فإنه يجب عدم الاندفاع وراء الاحتفاظ بحجم كبير وضخم. بل يجب أن يعوض ذلك بوضع نظام دقيق للتعبئة قادر على الانتقال بالقوات من وضع السلم إلى وضع الحرب في أقل وقت. وبأحسن أسلوب، مع المحافظة على السرية قدر الإمكان.

3 الانتشار الاستراتيجي للقوات المسلحة:
عند بلوغ القوات المسلحة نتيجة التعبئة العامة أو الجزئية الحجم اللازم لها من أجل خوض الحرب. تبدأ مرحلة هامة من مراحل إعداد القوات المسلحة للحرب، وهي مرحلة (الانتشارالاستراتيجي للقوات ، وبناء التجميعات الاستراتيجية والعملياتية على مسارح أو اتجاهات العمليات المنتظرة. وتتم عملية الانتشار على ثلاث مراحل، تبدأ بمرحلة الحشد الاستراتيجية، حيث يتم نقل القوات المسلحة وإعادة توزيعها على مسارح العمليات، ثم مرحلة التجميع لتشكيل القوات في تجميعات مشتركة من أنواع القوات المسلحة، طبقاً لأساليب ومطالب العمليات على الاتجاهات المختلفة، ثم مرحلة توزيع هذه التجميعات المشتركة على الاتجاهات المحددة سلفاً.

تتم المراحل السالفة الذكر هذه في أوقات محددة، وبأسلوب إتمام الانتشار الاستراتيجي للقوات في الوقت المناسب وعلى الاتجاه المناسب. مع العلم بأن عملية الانتشار الاستراتيجي لا تتم عادة بعد إنهاء عملية تعبئة القوات المسلحة وحسب، بل تتم أيضاً خلالها، حيث يتم دفع التشكيلات بمجرد الانتهاء من تعبئتها حسب الأسبقيات المحددة للعمليات، وتوزيعها لاحتلال أوضاعها على الاتجاهات المحددة لها. ولا تعتبر عملية الانتشار الاستراتيجية كاملة إلا بتنفيذ الإجراءات التالية:
<= وصول التشكيلات المشتركة (من مختلف القوى) إلى مواقعها في مسرح العمليات. ودخولها تحت قيادة التجميعات العملياتية المخصصة للاتجاهات المختلفة.
<= تمركز القطعات الجوية في المطارات الأمامية.
<= تمركز القوات البحرية في قواعدها أو مناطق عملها في أعالي البحار.
<= احتلال قوات الدفاع الجوي لمواقعها (مرابضها) المحددة في الخطة.
<= تمركز الوحدات الإدارية في مواضعها وممارستها لنشاطها ومهامها اللوجستية.
<= فتح مقرات القيادة والسيطرة وجاهزيتها لإدارة (وقيادة) العمليات.
<= تلقي التشكيلات والقطعات والوحدات مهامها القتالية وتنفيذها إجراءات المعركة والإبلاغ عن جاهزيتها لبدء القتال.
نظراً لأهمية هذه المرحلة في إعداد القوات المسلحة مرحلة الانتشار الاستراتيجي ولطبيعتها المتميزة بالتحركات الضخمة والحشد الكبير، فإنه يجب التخطيط الجيد لها، حتى يتم تنفيذها بشكل جيد وفي التوقيت المحدد، كما يجب أن تتوفر لها تدابير الوقاية من العدو الذي سيحاول إحباط عملية الانتشار، وبالتالي منع استعداد القوات في مواقعها في الوقت المناسب. ويجب التركيز على الوقاية ضد طيران العدو وضد تدخله الالكتروني على شبكات السيطرة للقوات القائمة بالحركة. وكذلك ضد الصواريخ الباليستية (أرض أرض) وصواريخ (بحر بحر) أيضاً.

4 التدريب والإعداد القتالي للقوات المسلحة:
يعتبر التدريب القتالي للقوات من أهم واجباتها في أثناء السلم. وهو الأساس لإعدادها من أجل خوض الحرب. فالتدريب الشاق والجيد المبني على أسس سليمة هو حجر الزاوية في خلق (إيجاد) قوات كفؤة وقادرة على الدخول في القتال. ومواجهة أي مواقف قتالية، وبالتالي تحقيق حماية الدولة ضد أي عدوان، لذلك فإن من أهم الخطط السنوية للقوات المسلحة هي خطة التدريب القتالي التي تهدف إلى تطوير الكفاءة القتالية، والاستعداد القتالي لمختلف وحدات الفروع الرئيسة في القوات المسلحة وتشكيلاتها. وكذا أجهزة القيادة العامة.

تبنى خطة (التدريب القتالي) على أساس مهام العمليات المنتظرة وطبيعة الصراع المنتظر أيضاً، وكذلك مواجهة أساليب قتال العدو المحتمل وتكتيكاته. وذلك في أرض مشابهة لطبيعة مسرح العمليات المنتظر، كما يجب أن يوجه التدريب القتالي إلى نواحي الواقعية، وغرس حب المبادرة لدى القادة وعلى مختلف المستويات، بالإضافة إلى تدريبهم على الأسلوب الصحيح لقيادة قواتهم، والسيطرة عليها في أقسى الظروف، وفي أشد المواقف حرجاً.

وللتدريب القتالي كما هو معروف أشكال مختلفة لا مجال لذكرها في هذا الموضع. لكن المهم هو التركيز على الفرد المقاتل، لرفع كفاءته في القتال، وعلى استخدام سلاحه ومعداته، وعلى لياقته البدنية. وكذلك على رفع مستواه الثقافي وغرس روح المبادرة والتصرف. وكذلك التركيز على التدريب المشترك للوحدات. حتى تصل إلى مستوى التدريب العملياتي الذي تشترك فيه التشكيلات الكبرى في القوات المسلحة بمشاركة جميع أنواع القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي..إلخ. والذي يتم التدريب فيه على مهام العمليات الحربية. وذلك لحل جميع المشاكل التي قد تواجه القوات المسلحة في الحرب. وذلك بأن يأخذ التدريب صورة الحرب الحقيقية الحديثة. كذلك يجب التركيز في الظروف الراهنة على تدريب القوات على العمل في أي ظروف استخدام العدو لأسلحة التدمير الشامل.

5 التأمين الشامل للقوات المسلحة:
يعتبر التأمين الشامل للقوات المسلحة من المهام الرئيسية للاستراتيجية العسكرية، ويقع أساساً على عاتق القيادة العامة للقوات المسلحة (وزارة الدفاع)، لكن بعض العبء يقع على بعض أجهزة الدولة ومؤسساتها التي تتعاون مع وزارة الدفاع في سبيل تلبية المطالب الإدارية والفنية (اللوجستية) للقوات المسلحة، حتى يكتمل إعدادها من أجل خوض عملية الصراع المسلح. وإن العامل الرئيسي في تأمين مطالب القوات المسلحة من الاحتياجات هو تحديد مطالبها بدقة. ويؤثر على هذه المطالب بعض العوامل مثل: حجم التجميعات الاستراتيجية والعملياتية المخصصة للصراع، وطبيعة المهام المسندة إليها، وطبيعة الصراع المنتظر وشدته والمدة المتوقعة لاستمراره وقوة العدو وطبيعة مسرح العمليات.

كما يجب في كل الأحوال، التقدير الواعي والعميق لتطورات الموقف العسكري المتوقع، حتى يأتي تقدير مطالب القوات المسلحة سليماً. ويعتبر الاحتفاظ باحتياطي استراتيجي مناسب من الاحتياطيات المختلفة من الأسس الهامة عند التخطيط لتأمين القوات. ونظراً لأهمية هذا الاحتياط الذي يؤثر بشدة على مدى قدرة الدولة والقوات على الاستمرار في الصراع، فإنه من المهم تقسيمه إلى مستويات متدرجة، وهي كالتالي:
<= احتياط الطوارئ ويحتفظ على مستوى التشكيلات والقيادة العامة لمواجهة الاستهلاك خلال العمليات الحربية.
<= الاحتياط الاستراتيجي ويعتبر جزءاً من مخزونات الدولة، ويوضع تحت تصرف القيادة العامة لمواجهة أي زيادة في الاستهلاك أو أية ظروف غير متوقعة.
<= احتياطي الدولة ويخصص لمواجهة مطالب الشعب والقوات المسلحة في حالة الاستهلاك الكبير غير المنتظر للمواد نتيجة للتدمير الشديد لبعض مصادر الإنتاج أو حدوث توقف فيها. ويتم الاستهلاك حتى تتم عملية إعادة البناء والتشغيل.

وبالإضافة إلى (احتياطي الدولة) في المواد الرئيسية، فإن على كل مؤسسة أو مصنع أن يحتفظ بجزء من المواد الخام والمنتجات الجاهزة أو نصف المصنعة كاحتياطي خاص بها لمواجهة المواقف الطارئة، كما يجب الاحتفاظ باحتياطي من الطاقة اللازمة لتشغيل مصادر الانتاج بمختلف أنواعها. ولا شك أن الدول غير المنتجة لمتطلبات القوات المسلحة وشعبها والتي تعتمد إلى حد كبير على استيراد هذه المتطلبات من الخارج سوف تواجه أقسى المواقف وأصعبها في حالة تحكم هذه المصادر الخارجية فيها، وامتناعها أو حبس بعض متطلباتها عنها.

مما يدعو بإلحاح إلى أن تعمل الدولة على إقامة المصانع المختلفة، وتأمين مصادر الانتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل والجزئي، وخاصة بالنسبة للمواد الاستراتيجية، كما عليها أن تتعاون مع مثيلات من الدول لتتكامل في إنتاج متطلبات الصراع. ونوصي بهذه الناحية الدول العربية وخاصة الدول الخليجية الشقيقة والمبادرة إلى إقامة (صناعة عسكرية) متطورة. وإذا لم تصل الدولة إلى تحقيق ذلك فليس أمامها إلا تخزين الاحتياطيات المطلوبة من الاحتياجات المختلفة. مع ما يشكل ذلك من عبء على الاقتصاد الوطني.

6 إعداد مسرح العمليات وتجهيزه:
يعتبر مسرح العمليات من أكثر العوامل تأثيراً على إعداد القوات المسلحة وأسلوب تنفيذها لمهامها القتالية. والهدف من تجهيز مسرح العمليات هو إتاحة الظروف المناسبة لسرعة انتشار القوات وسريتها على الاتجاهات المختلفة، مع توفير أكبر قدر من الوقاية لها، وخاصة ضد تأثير أسلحة التدمير الشامل، كما يهدف إلى إتاحة أنسب الظروف للاستخدام المؤثر لجميع أسلحة القتال ومعداته، مع تحقيق إخفاء القوات وتمويهها، وإعاقة أعمال العدو.
ونظراً إلى التطور الكبير في وسائط الصراع المسلحة وبعد مداها فقد أصبحت الحاجة إلى اعتبار كل أراضي الدولة مسرحاً للعمليات. يجب تجهيزه وإعداده بما يخدم بصورة مباشرة أو غير مباشرة عمليات القوات المسلحة. خلال القتال، في أية بقعة من أراضي الدولة، وبما يوفر الوقاية والأمن للشعب وللموارد الاقتصادية وغيرها. ويتضمن إعداد أراضي الدولة كمسرح للعمليات كل الأعمال التي تؤمن حشد القوات المسلحة وتحركها وانتشارها، وتعزيز صمودها وتقليل آثار الضربات المعادية ضدها، والمساعدة على خدمة المجهود الحربي وتأمين مطالب الشعب في أثناء الصراع المسلح. ومن أبرز النواحي التي يجب إعدادها في هذا المجال: إعداد شبكات المطارات، إعداد القواعد البحرية والموانئ، إعداد شبكات طرق النقل المختلفة، إقامة الجسور والأنفاق بما يخدم المجهود الحربي، إقامة شبكات أنابيب المياه والوقود، إعداد المستودعات والمخازن الرئيسية، إعداد نظام السيطرة ومقراته.

7 تنظيم الاستطلاع الاستراتيجي وإدارته:
من دراسة التدابير الرئيسية السالفة الذكر والمتعلقة في عملية بناء القوات المسلحة وإعدادها للحرب. نجد أن العامل المشترك الدائم في الإعداد السليم هو وجود المعلومات الصحيحة وتوفرها عن العدو، والتي لا يمكن توفرها إلا بوجود نظام متين وكفء للاستطلاع.

إن المهمة الأولى للاستطلاع هي الحصول على المعلومات باستمرار عن العدو ومتابعة نشاطاته المختلفة زمن السلم، بما يضمن عدم مفاجأته لنا وإتاحة الفرصة لقواتنا للاستعداد، واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لصد العدوان قبل بدايته (وهو في مهده) ولا تقتصر مهمة الاستطلاع الاستراتيجي على النواحي العسكرية. بل تشمل أيضاً كل النواحي المتعلقة بالمجهود الحربي لدى العدو.

كذلك يهدف الاستطلاع الاستراتيجي إلى معرفة نوايا العدو، والحصول على المعلومات الخاصة بخطط السياسة والعسكرية وإجراءات التعبئة، ومعرفة قدراته العسكرية والاقتصادية والعلمية والفنية (التكنولوجية)، ومعدات القتال لديه، ومدى تطورها، والحالة المعنوية لمواطني العدو، سواء في القوات المسلحة المعادية أو خارجها. ومدى تجهيز مسرح العمليات المنتظر، أي كل ما يتعلق بالعدو، وكل ما يؤثر على الصراع المحتمل.

والحصول على كل هذه المعلومات الاستراتيجية لا يقع على عاتق أجهزة الاستطلاع العسكري الاستراتيجي (الاستخبارات العسكرية) فحسب، بل على عاتق أجهزة الدولة الأخرى التي تقوم بدور كبير في الحصول على المعلومات. فالدبلوماسيون في الخارج والمستشارون الاقتصاديون والملحقون الإعلاميون والثقافيون في السفارات لهم دور كبير في هذا المضمار، مما يوجب تأهيلهم تأهيلاً عالياً على هذه الأعمال. وذلك بإلحاقهم في الكليات العسكرية العليا مثل (كلية الدفاع الوطني). بحيث يستطيعون متابعة النشاطات المختلفة التي يقوم بها أعداء الدولة، والخروج باستنتاجات سليمة عن هذه النشاطات وإبلاغها عن طريق الأجهزة المختصة في الوقت المناسب.

أما الأجهزة العسكرية المسؤولة عن الاستطلاع الاستراتيجي العسكري فيجب أن لا يقتصر عملها على النواحي العسكرية البحتة. بل يجب أيضاً أن تتابع النواحي السياسية والاقتصادية والحربية للدولة أو الدول المعادية. وهي تعتمد لتحقيق مهمتها على الملحقين العسكريين في الخارج، كما تعتمد أيضاً، وعلى نطاق واسع، على وسائل الاستطلاع الالكتروني والجوي والبحري والفضائي. كما أصبحت تعتمد على المعلومات المتلقاة من الأقمار الصناعية المخصصة للاستطلاع.

إن الاستطلاع الاستراتيجي عمل كبير متشعب ومتداخل، لكنه لا يمكن أن يحقق النتائج المرجوة منه إلا إذا كان هناك تنظيم وتنسيق بين وسائله المختلفة حتى لا تتعارض الجهود أو تتكرر. ومن هنا تظهر أهمية وجود جهاز واحد على مستوى الدولة يكون مسؤولاً عن هذه المهمة الخطيرة =>

خاتمة:
يتبين مما تقدم أن إعداد القوات المسلحة للدولة ليس بالأمر الهين واليسير. بل هو موضوع متشعب وضخم كما رأينا يحتاج إلى جهد كبير وتخطيط سليم، حتى يأتي بالإعداد سليماً يؤدي الغرض منه، ويحقق أهدافه. وهنا لا بد من القول أن إصطلاح (إعداد الدولة للحرب) دخل في مجال المذهب العسكري والاستراتيجية العسكرية للدول المعاصرة حديثاً. خاصة في القرن العشرين لكنه عرف من قبل العرب والمسلمين منذ نيف وأربعة عشر قرناً. حين خاطبهم المولى عز وجل بقوله: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم) (الأنفال 60). فإن نظرية (إعداد الدولة للحرب) تتضح جوانبها بكل جلاء في إطار عقيدة الجهاد الإسلامي بما انطوت عليه من شمول وتكامل ومن حشد لكل قوى الأمة المادية والمعنوية والروحية بتخطيط منسق نحو غاية واحدة وهي(إعلاء كلمة الله) ونصرة عقيدة التوحيد

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 03-03-09, 05:13 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي إعداد الدولة للحرب



 

إعداد الدولة للحرب

ميسون أحمد مارديني

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إن الحرب الحديثة ظاهرة معقدة، تتداخل فيها عوامل مختلفة سياسية واقتصادية وعلمية وثقافية. وإن تحقيق الدولة لأهدافها من خلال الحرب يتطلب تأمين مستلزماتها المادية والمعنوية.

إن تطور الوسائل المادية المستخدمة في الحرب، قد أدى إلى شمول الحرب للدولة بكاملها، أي لمؤسساتها المختلفة السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية، والحرب الحديثة لاتقتصر على الجنود الذين يقاتلون على جبهات القتال، بل تمتد لتشمل جميع السكان في الدولة سواء الذين يشكلون احتياطياً للقوات المسلحة للتوجه إلى جبهات القتال عند اللزوم أم الذين يعملون في مختلف مؤسسات الدولة وينتجون الوسائل المادية والمعنوية اللازمة لاستمرار الحرب.

إن إعداد الدولة للحرب يعني تطوير واستخدام قدرات الدولة الاقتصادية والبشرية والمعنوية والسياسية والدبلوماسية لصالح تنمية وتطوير قدرات الدولة العسكرية لتكون قادرة على تحقيق الأهداف العسكرية التي تحقق في النهاية هدفاً سياسياً وتحقيق النصر في أسرع وقت ممكن وبأقل خسائر ممكنة، بشكل يتفق مع الأهداف الوطنية والغايات العليا للدولة، نتيجة لذلك برزت بعض التعابير التي تجسد ذلك مثل "الأمة في الحرب" أو " الدولة في الحرب".
وتطبق اليوم هذه التعابير بشكل عملي من خلال المظاهر التالية:

أولاً: إعداد القوات المسلحة
إن القوات المسلحة تشكل القاعدة الرئيسية لقوة الدولة، والوسيلة والأداة التي تدخل الدولة من خلالها الحرب، ولذلك يعد إعداد القوات المسلحة في أوقات السلم عاملاً بالغ الأهمية، لأن قوة الجيش وفعاليته تكمن في طبيعة إعداده وتدريبه ونوعية الأسلحة التي يمتلكها، والقيادة التي تشرف عليه. وأن التطور الذي حدث في الأسلحة المستخدمة والتغيرات في الأوضاع الاقتصادية والسياسية والعلمية والتقنية تطلبت ضرورة الإعداد المسبق للقوات المسلحة. لكي تستطيع استخدام السلاح الذي تملكه وتحارب به بالشكل الأمثل.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ويشمل إعداد القوات المسلحة للدولة المظاهر التالية:
إعداد القوات المسلحة من حيث طبيعة تشكيلها وتكوينها ونوعية تنظيمها وتدريبها في أوقات السلم، وتأمين المتطلبات اللازمة لتعبئتها وتحركها إلى جبهات القتال، وضمان استمرارية قدرتها القتالية العالية، وتطوير فروعها المختلفة بما يتناسب مع تطور الأسلحة، وضمان تأمين التزويد المستمر للقوات المسلحة باحتياجاتها المختلفة، لتكون دائمة الجاهزية لخوض الحرب والسير في العمليات الحربية حتى النهاية، وفي تنظيم وسائل الاستخبارات للحصول على المعلومات اللازمة، وفي وضع الاستراتيجية المناسبة لطبيعة الحرب، وطبيعة المعارك المحتملة.

تعبئة القوات المسلحة من حيث تأمين الاجراءات المختلفة التي تسهم في تجميع القوات وحشدها، أي التحول السريع من مرحلة السلم إلى مستوى الحرب تنفيذاً للخطة الموضوعة، وفي أقصر وقت، وبشكل منظم وفعال.

والتعبئة العسكرية تستهدف إيجاد قوة عسكرية إضافية زمن الحرب تسهم في تشكيل وحدات عسكرية جديدة تتناسب مع حاجة القوات المسلحة ومتطلبات الحرب، كما تسهم في إكمال الوحدات العسكرية القائمة وتدعيمها بوحدات مدربة على القتال، وبمعدات كاملة توصلها إلى مستوى الحرب. وتتخذ عملية تعبئة القوات مظاهر مختلفة، فقد تكون جزئية أو عامة، علنية أو سرية. وإن تحديد مظهر التعبئة المطلوب يرتبط بطبيعة الحرب، هل يتم التحضير للحرب بشكل سري، عندها تكون التعبئة جزئية، وسرية، من أجل الحفاظ على عنصر المفاجأة. وإذا بدأت الحرب تصبح التعبئة علنية وشاملة، حسب متطلبات الحرب ومجرياتها.

تدريب القوات المسلحة على الأسلحة الحديثة والظروف القريبة من العمليات الحربية، والهدف من التدريب على العمليات الحربية هو الحفاظ على درجة عالية من التأهب والجاهزية للقتال، وإتقان استخدام الأسلحة الموجودة والتعامل معها بسهولة وبشكل علمي، واستيعاب كيفية خوض المعارك وتنفيذ العمليات العسكرية المختلفة، وإيجاد الطرق والأساليب الجديدة للسير في المعركة، وتنفيذ الخطة بما يتناسب مع مجريات المعركة وتطوراتها.

وإن نظام التدريب وأسلوبه يجب أن يركز على ضرورة التعاون والتنسيق بين القوات العاملة على مختلف صنوف الأسلحة، وعلى ضرورة الربط بين المفاهيم النظرية وبين التطبيق العملي لها.

ويجب أن يتم تطوير النظريات العسكرية بما يتناسب مع التطورات القائمة في مجال الأسلحة من جهة، ومع التطورات الحاصلة لدى العدو من متابعة دراسة أوضاعه العسكرية دراسة دقيقة، ومتابعة نظرياتة العسكرية وخططه المختلفة.

تأمين الخدمات الطبية اللازمة للقوات المسلحة زمن الحرب، وبما أن الأسلحة تتطور من حيث القدرة والمدى، فإن الخسائر ستزداد وبشكل كبير جداً، وهذا يتطلب تنظيم عمليات الاسعاف السريع، ولذلك يجب أن يتم تنظيم عملية الخدمات الطبية بحيث يتم إيجاد وحدات طبية سريعة الحركة ومزودة بأحدث الأجهزة والمواد الطبية اللازمة كي تستطيع العمل في أي مكان تدعو الحاجة إليه في أثناء المعركة، لذلك ظهرت الآن المستشفيات الميدانية.
يجب أن يتم تأمين احتياجات القوات المسلحة من المواد والذخائر والمعدات ومتطلبات القوات المسلحة من المواد التموينية وورش الإصلاح والصيانة.

يجب أن يتم إعداد البلاد بمجملها لتكون مسرحاً للعمليات العسكرية في أثناء الحرب من أجل خلق الظروف المناسبة لاستخدام القوات المسلحة في المكان والزمان المناسبين، وإذا كانت مسارح العمليات العسكرية سابقاً تقتصر على مناطق محددة على الحدود أو منطقة المعركة فإن مسارح العمليات العسكرية اليوم تشمل جميع أراضي الدولة، وهذا يتطلب تطوير شبكة المواصلات البرية، والبحرية، والجوية، والسكك الحديدية.

ثانياً: إعداد اقتصاد الدولة للحرب
إن الحرب في المرحلة الراهنة مكلفة جداً نتيجة لعوامل متعددة، مثل وجود الأسلحة الحديثة المعقدة، والأعداد الكبيرة للقوات المتحاربة، وكثرة الخسائر التي يمكن أن تحدث، وإمكانية طول مدة الحرب، ونتيجة لذلك فان الاستمرار في متابعة الحرب أو تحديد نتيجة الحرب يتوقف إلى حد كبير على قوة القاعدة الاقتصادية للدولة وقدرتها على تنظيم مواردها وتعبئتها زمن السلم والحرب، ونتيجة لذلك نجد تعبير عسكرة الاقتصاد في أثناء الحرب أو حتى في مرحلة السلم، وتشكل عملية التخطيط الاقتصادي القاعدة الأساسية لتأمين المتطلبات العسكرية في أثناء الحرب، وهذا بدوره يتطلب إعداد الخطط اللازمة لتطوير اقتصاد البلاد ووضعه في خدمة الأغراض الحربية عندما تبدأ الحرب، ومن الضروري أن يكون هناك تخطيط مسبق لحاجة القوات المسلحة من العتاد والأسلحة اللازمة والمتطلبات الأخرى، ولتحقيق ذلك يجب أن يتم اتخاذ الاجراءات المختلفة التي تؤمن السرعة في تعبئة الانتاج الصناعي وتوجيهه لخدمة أغراض الحرب ومتطلباتها مثل تصميم المعامل لتتحول في أثناء الحرب لإنتاج المواد اللازمة للقوات المسلحة، وكذلك يتطلب ضرورة العمل على تأمين توزيع استراتيجي للمعامل في البلاد بحيث تكون بعيدة عن ضربات العدو المحتملة.

وإن مهمة المصانع تأمين متطلبات السكان المدنيين أيضاً للحفاظ على مظهر من الطمأنينة والاستقرار في الدولة لأنه يحمل معه استمرارية تأمين متطلبات القطاع المدني لدعم المجهود الحربي.
ويجب أن يتم أيضاً تنظيم الزراعة لتأمين متطلبات الحرب اللازمة، وتأمين احتياطي كبير وجاهز من المواد الغذائية المختلفة لمواجهة الظروف الطارئة في البلاد.

ثالثاً: إعداد السكان للحرب
إن الحرب الحديثة تتطلب إسهاماً فعالاً للدولة كلها في المجهود الحربي، وهذا يتطلب الإعداد المسبق والجيد للسكان جميعهم زمن السلم، وأبرز المجالات التي يجب أن يشملها هذا الإعداد مايلي:

1 الإعداد المعنوي والسياسي للسكان
إن الإعداد المعنوي والسياسي للسكان أصبح ظاهرة ضرورية في عالم تتقاطع وتتصارع فيه أيديولوجيات وأفكار ومفاهيم مختلفة، ومن هنا فمن الضروري تربية السكان تربية دينية باعتبارها أحد الوسائل في الارتقاء بالروح المعنوية للأفراد، وتحث الفرد المسلم على الجهاد في سبيل الله وتغرس فيه آداب القتال في الإسلام وهي مواد سهلة ومتاحة في العديد من آيات القرآن الكريم وأحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك إيجاد قاعدة من الوعي والادراك حول عدالة قضايا أمتهم، إن عملية الوعي والإدراك هذه تشكل قاعدة تتكسر عليها وسائل الدعاية المعادية أو الحرب النفسية، وحملة الأكاذيب والتضليل التي يمارسها العدو من أجل زعزعة الجبهة الداخلية.

2 إعداد السكان لأعمال الدفاع المدني
بما أن الحرب الحديثة تشمل جميع أراضي الدولة ومرافقها العسكرية والمدنية المختلفة فمن الضروري العمل على تهيئة الظروف والعوامل المناسبة في الدولة من أجل مواجهة أية احتمالات ممكنة في أثناء الحرب داخل الدولة. وإن هذه المهام يطلق عليها اسم " الدفاع المدني".

لقد عملت الدول على تنظيم أجهزة الدفاع المدني المختلفة في إطار وزارات أو إدارات مختصة وشملت القطاعات المختلفة، وقد ازدادت الحاجة إلى الدفاع المدني مع اتساع امكانية استخدام أسلحة التدمير الشامل، والتأثير الواسع والفعال لهذه الأسلحة على الإنسان والبيئة ، ولذلك كلما كان تنظيم "الدفاع المدني" جيداً كلما كان بالإمكان الاقلال من الخسائر البشرية والمادية، وهذا العامل يساعد على تأمين المتطلبات المادية والمعنوية لاستمرار الحرب أو الصمود في وجه العدو، ولتحقيق ذلك يجب العمل على تنظيم تشكيلات خاصة للدفاع المدني ذات مهام متعددة للانقاذ والاسعاف الطبي، والاطفاء، وحماية الأشخاص من أسلحة التدمير الشامل، وتنظيف البيئة، إلى غير ذلك. وهذا يتطلب القيام بحملة واسعة من التدريبات على أعمال الدفاع المدني ومهامه في أوقات السلم حتى نوجد قاعدة من الاستعداد زمن الحرب.

إن إسهام السكان في أعمال الدفاع المدني يؤدي إلى تطويق مظاهر الخوف والفوضى التي يمكن أن تنتشر بينهم زمن الحرب، وخلق قاعدة من النظام والانضباط العام مما يسهم في رفع الروح المعنوية العامة وهذا بدوره يشكل عاملاً هاماً في تقوية عوامل مجابهة العدو=>

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 11-04-09, 04:34 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

اعداد رائع للقوات المسلحة في الحرب

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 22-07-09, 08:40 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المقاتل
مشرف قسم التدريب

الصورة الرمزية المقاتل

إحصائية العضو





المقاتل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي القواعد الأساسية في إعداد الدولة للحرب



 

القواعد الأساسية في إعداد الدولة للحرب
العميد الركن المتقاعد- إبراهيم إسماعيل كاخيا

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

طائرة حربية
الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل العنف، والصراع المسلح واسطته الأساسية، وتحدد المصالح السياسية للدول المتصارعة غاية الحرب، فالغاية والواسطة تحددان السمة الأساسية للحرب كظاهرة اجتماعية.
الحرب ظاهرة من أعقد الظواهر الاجتماعية، وقد بلغ عدد الحروب خلال الخمسة آلاف سنة الماضية (14) ألفاً، كما نشبت خلال النصف الأول من القرن الحالي حربان عالميتان، وقد بلغت خسائر الحرب العالمية الثانية وحدها خمسين مليون قتيل، وظهور الحرب وطبيعتها ومكانتها في التاريخ كظاهرة اجتماعية خاضع لقوانين التطور الاجتماعي . وليست الحروب غاية في حد ذاتها، بل هي واسطة للسياسة، لذا يُعدّ الطابع السياسي لأية حرب سمة مميزة لها، ولا بد لفهم ذلك من تحليل الموقف السياسي الذي سبق الحرب، والاتجاه السياسي للدول المعنية داخلياً وخارجياً؛ فالدول تطبّق سياستها زمن السلم مستخدمة أساليب الصراع السلمي المختلفة، من سياسية وعقائدية واقتصادية ودبلوماسية، ولا تلجأ إلى وسائط الصراع المسلح إلاّ عند ازدياد حدّة التناقض إلى حد يتعذّر فيه أن تحقق أهدافها دونه. فالصراع المسلح إذن هو الطابع المميز للحرب ولا نصر بدونه، وتكتسب أشكال الصراع الأخرى مضامين جديدة، إذ إنها تزداد حدَّة لتساعد الصراع المسلح في تحقيق الغايات السياسية للحرب.

إعداد الدولة للحرب

إن تحقيق النصر في الحروب الحديثة هو نتيجة جهود ضخمة ومشتركة تقوم بها جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها، وتنفق في سبيلها الإمكانات المتاحة كافة، ويُبذل لها أقصى ما يمكن من الطاقة.
ومن الخطورة بمكان أن تترك الأمور التي تمس كيان الدولة ومستقبلها وبخاصة أمور الدفاع عنها إلى الصدفة والقدر، فكل شيء في هذا المجال يجب أن يحسب حسابه، وأن يتم تنفيذه في الوقت المناسب والصحيح، وحتى لا تفاجأ الدولة بتورطها في صراع مسلح دون إعداد جيد ومدروس.

إن جميع التدابير والإجراءات والجهود التي تتخذها الدولة زمن السلم في سبيل تحقيق خاتمة مظفرة للصراع المسلح، تندرج تحت ما أصبح يُعرف حالياً في العلم العسكري ب (إعداد الدولة للحرب).

إن إعداد الدولة للحرب ليس عملية محددة أو محدودة، تتم وتنتهي في توقيت محدد ثم تتوقف، بل هي عملية مستمرة، تساير التطور، وتلاحق الأحداث، بل وتسبقها لتستعد لها. كذلك، فإن عملية إعداد الدولة للحرب هي عملية متكاملة؛ فهي ليست مسؤولية جهة أوجهاز واحد في الدولة، بل هي مسؤولية مؤسساتها وأجهزتها جميعًا، وتتم وفق خطة شاملة ومدروسة بعمق وموضوعية، على أسس علمية سليمة، تتوافق مع واقع الدولة نفسها وطبيعتها، ومع طبيعة الحروب التي سوف تخوضها، مما يحتّم وجود النظرة العميقة والدراسة الدقيقة للأحداث الدولية، وبصفة خاصة ما قد يؤثر منها على الدولة، أو يقع على أراضيها، وتحديد موقف الدولة وسياستها وأسلوب عملها، وبالتالي إعداد نفسها للمواجهة الناجحة السليمة للصراع.

يتضمن إعداد الدولة للحرب مجموعة من التدابير الرئيسة، أهمها:
إعداد القوات المسلحة.
إعداد الشعب.
إعداد أجهزة الدولة.
إعداد الاقتصاد الوطني.
إعداد مسرح العمليات.
1. إعداد القوات المسلحة
القوات المسلحة هي الدرع الواقي للدولة ضد العدوان، وهي التي تحافظ على سلامة ترابها الوطني، وتدافع عن مكتسباتها، كما أنها أداتها في ردع المعتدي وتدميره إذا ما فكّر في العدوان.

ولا يمكن أن تكون القوات المسلحة قادرة على تحقيق هذه المهام في الحرب إلاّ إذا تم إعدادها، وبناؤها بناءً سليماً منذ أيام السلم.
يُعدّ إعداد القوات المسلحة من أولى واجبات الدولة، حيث يجب أن ينال هذا الواجب القسط الأكبر من اهتمام قيادتها السياسية، إذ إنه أهم قطاع في عملية إعداد الدولة للحرب، كما أن بناء القوات المسلحة يُعد المجال الحيوي للاستراتيجية العسكرية، سواءً من الناحية النظرية أو التطبيقية.

ولا يقع عبء إعداد القوات المسلحة للدولة على أجهزة وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة فحسب، بل على جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها التي تشارك في الإعداد وتعمل على تلبية وتوفير مطالب واحتياجات القوات المسلحة حتى يأتي بناؤها متكاملاً وقائماً على أسس متينة وراسخة.
إن العوامل التي تؤثر على إعداد القوات المسلحة وبنائها هي:
الهدف السياسي الاستراتيجي للدولة.

الوضع الاقتصادي للدولة وحجم مواردها البشرية والمادية.
طبيعة العدو المحتمل، وقدراته وأطماعه وأسلوبه في الصراع.
طبيعة الصراع المنتظر، وأنواع الأسلحة المستخدمة فيه.
طبيعة مسرح العمليات.
العقيدة العسكرية للدولة.
أسلوب القيادة والسيطرة.
يؤثر كل عامل من هذه العوامل بشدة على الحجم المطلوب من القوات المسلحة، فمثلاً يجب تحديد العدو المنتظر مواجهته، والوقت المحتمل للمواجهة، وما هو حجم العدو في ذلك الوقت، وما هي نسبة التفوق المطلوب أن تكون عليه قواتنا لتحقيق النصر، كما يجب أن لا يكون التفوق في الكم فقط، بل في نوعية التسليح والمعدات أيضاً.
إن طبيعة الصراع المحتمل تؤثر في حجم القوات المسلحة وشكلها للدولة التي يجب أن تكون قادرة على خوض ذلك الصراع بنجاح، والذي قد يتطلب قوات إنزال جوي أو بحري، أو قوات ميكانيكية أو خفيفة.

كذلك، فإن طبيعة مسرح العمليات واتجاهاته العملياتية تؤثر على حجم القوات المسلحة، فالاتجاه الصحراوي يتطلب نوعية معينة تختلف عن الاتجاه الجبلي، أو الزراعي، أو الآهل بالسكان، أو الذي يحتوي موانع مائية، أو الممتد بجوار السواحل البحرية.
كما أن لدور القيادة والسيطرة أهمية كبرى في تحديد الحجم، فكلما زاد حجم القوات المسلحة، وكلما تعددت أنواعها، وكلما زاد انتشارها، تعقّدت السيطرة عليها، وزادت أعباؤها، الأمر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار عند تشكيل القوات المسلحة وتكوينها.
وأخيراً، فلعل من أهم العوامل المؤثرة على بناء القوات المسلحة هو الحالة الاقتصادية، فالدولة مهما كانت قدراتها كبيرة لا يمكنها الاحتفاظ بقواتها المسلحة كاملة في كل الأوقات، لأن ذلك يُعدّ مخالفاً لمبدأ المحافظة على القوى، لذلك، فإن العامل الاقتصادي هو الذي يحدد الحجم الدائم من القوات الواجب الاحتفاظ بها في السلم، والحجم الكامل خلال الحرب.



يشتمل إعداد القوات المسلحة على التدابير التالية:
1. التخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة.
2. تقدير حجم القوات المسلحة في زمن السلم والحرب، وبناء هذه القوات، وإعداد نظام التعبئة عند توقّع الحرب.
3. وضع أسلوب الانتشار الاستراتيجي للقوات المسلحة، وبناء التجمعات الاستراتيجية والعملياتية في مسرح العمليات، وعلى الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة.
4. وضع خطط التدريب القتالي وتنفيذها.
5. وضع التأمين الشامل للقوات وتنفيذه.
6. إعداد مسرح العمليات وتجهيزه.
7. تنظيم الاستطلاع الاستراتيجي.

إعداد الشعب للحرب

تعتبر القوى البشرية في الوقت الحاضر أهم وأمضى أسلحة الصراع، ومهما تبدلت الوسائل المادية للحرب، فإن الإنسان يبقى السلاح الرئيس، وهو الذي يحدد مصير الحرب ونتيجتها.
وليس من الضروري أن تربط قدرة القوى البشرية للدولة بحجم تعداد سكانها، بل بنوعية الشعب والأسلوب السليم لاستخدام طاقاته وقدراته وإعداده الإعداد المناسب عسكرياً ومعنوياً، حتى يصبح قوة فعّالة ومؤثرة على سير الصراع.

يشمل إعداد القوى البشرية للحرب النشاطات التي تخدم مباشرة الموقف العسكري، وأهمها:
الإعداد المعنوي والسياسي بهدف غرس المثل العليا، وتوعية الشعب بالأهداف السياسية للصراع المقبل، وبعدالة القضية التي سيقاتل من أجلها.

إعداد الشعب عسكرياً ليكون جاهزاً للالتحاق بالخدمة العسكرية، وللاشتراك في وحدات المقاومة الشعبية خلف خطوط العدو.
حماية الأهداف الحيوية في العمق.

إعداد قوى الدفاع المدني.

يهدف إعداد الشعب للحرب إلى تحقيق ما يلي:
الاستخدام الأمثل للقوى البشرية في جميع المجالات مع العمل على إيجاد التوازن بين أداء الفرد للخدمة الوطنية وممارسته الحياة اليومية.

العمل على زيادة الدخل القومي، وتحقيق أكبر قدر من الوفر المادي في أثناء السلم، لتلبية الاحتياجات الضخمة في أثناء الحرب.
المحافظة على القوى البشرية في الدولة، وحمايتها في أثناء الصراع المسلح بالمحافظة على الروح المعنوية العالية خلال الصراع.
رفع القدرة العسكرية للقوات المسلحة بتعبئة العناصر المؤهلة في أثناء العمليات في أقل وقت دون التأثير على سير الحياة الطبيعية ومتطلباتها.

وهناك مجموعة من العناصر الأساسية التي يتم من خلالها إعداد الشعب للحرب، وهي:
أ . بناء الاقتصاد الوطني والقوات المسلحة.
ب . إعداد قوى الدفاع المدني.
ج. الإعداد العسكري للجماهير.

إعداد أجهزة الدولة للحرب

لا يقتصر تأثير الحرب الحديثة على القوات المسلحة للدولة، أو على مناطق العمليات فحسب، بل يمتد تأثيرها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى كل أراضي الدولة ومرافقها، مما يستدعي اشتراك جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها في الإعداد لها، وتأمين متطلباتها، لذلك، فإن إعداد الدولة لمواجهة الحرب لا يتم إلاّ بعد إعداد أجهزة الدولة نفسها، لمواجهة الصراع، بحيث تكون الدولة كلها في مناخ واحد، فلا يكون جزء منها وهو القوات المسلحة جاهزاً للصراع، بينما يعيش الجزء الآخر باقي أجهزة الدولة ومؤسساتها في مناخ السلم غير معنيّ بأمور الحرب.

يُقصد بإعداد أجهزة الدولة للحرب إعداد سلطات الدولة ومؤسساتها، وأجهزتها السياسية، والتنفيذية، والإدارية، والجهاز الحكومي، والمؤسسات، والمنشآت الإنتاجية بما يضمن الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة زمن الحرب، وبما يضمن استمرار السيطرة والعمل للنشاطات المختلفة للدولة ومؤسساتها الإنتاجية، دون توقّف أو تأثير كبير نتيجة الصراع الدائر.

يشمل إعداد أجهزة الدولة للحرب التدابير الآتية:
تأمين استمرار عمل الجهاز التخطيطي القادر على التخطيط الاستراتيجي الشامل والتخطيط المرحلي، ورسم السياسات الاستراتيجية، وتحديد أهدافها، وإصدار التوجيهات للأجهزة التنفيذية للدولة، ومتابعة عملية التنفيذ ومراقبتها خلال الحرب.
إعداد كل جهاز من أجهزة الدولة للعمل وقت الحرب وذلك ب :
*إعداد أجهزة التخطيط للعمل في ظروف الحرب وسرعة التحوّل من حالة السلم إلى حالة الحرب.

*وضع الخطط التفصيلية لتنفيذ المطلوب من كل جهاز لتغطية مطالب المجهود الحربي ومطالب الشعب خلال الحرب.
*القدرة على السيطرة في ظروف الحرب، مما يتطلب إنشاء غرفة عمليات لكل جهاز من أجهزة الدولة، يتوفّر لها الوقاية اللازمة، وأجهزة الاتصال الضرورية مع التخطيط للانتقال والمناورة.
لا يمكن إعداد أجهزة الدولة لتولي مسؤولياتها كاملة زمن الحرب إلاّ بالتنبؤ السليم المسبق لطبيعة الصراع المنتظر، والتقدير الصحيح لمداه وتأثيره، ثم وضع الخطط السليمة نتيجة ذلك.
كذلك، فإن من أهم عوامل قيام أجهزة الدولة بمسؤولياتها زمن الحرب هو تحديد المسؤوليات التفصيلية لكل جهاز، وكذا تحديد أسلوب التعاون بين الأجهزة المختلفة بالدولة، وأسلوب السيطرة الشامل للقيادة السياسية عليها جميعاً.

وتقع مسؤولية تنظيم الإجراءات التفصيلية وتحقيقها في إعداد الأجهزة على علي عاتق المحافظين والسلطات المحلية الأخرى، باشتراك قادة المناطق العسكرية، وتستخدم إمكانات الدفاع المدني والجيش الشعبي على نطاق واسع لهذا الغرض، كما تتولى السلطات العسكرية بعض الإجراءات التي تخرج عن طاقة السلطات المدنية وقدراتها.


الإعداد الاقتصادي للحرب

من البدهي أن النصر لا يمكن تحقيقه بمحض الصدفة، وبخاصة في العصر الحديث، وإن من الخطورة ترك الأمور التي تمس كيان الدولة ومستقبلها إلى القدر أو الحظ، ولا بد بالتالي من أن يتم بناء كل ما يتعلق بالدفاع وحماية الدولة على أسس علمية، وأن تخصص له الإمكانات اللازمة، وأن يبذل في سبيله أقصى ما يمكن من جهود.

وإذا كان الهدف من إعداد الدولة للحرب هو تحقيق أمن الدولة وسلامتها، وقدرتها على صد العدوان، وعلى توجيه الضربات الرادعة إلى العدو، وتهيئة الظروف والعوامل للحصول على المبادأة الاستراتيجية للدولة والاحتفاظ بها إذا كان الهدف كذلك فإن إعداد الدولة اقتصادياً للحرب يأتي في مقدمة الأولويات في برنامج الدولة الخاص بالإعداد للحرب، ذلك أن الاقتصاد هو القاعدة الأساسية التي يبني عليها الدفاع وخططه، وتقوم عليها القوات المسلحة، وهو المصدر الذي يغذي أجهزة الدفاع جميعاً بنسغ الحياة وبوسائل العيش والعمل.

وليست عملية إعداد الدولة اقتصادياً للحرب عملية محددة أو محدودة، تتم وتنتهي في وقت محدد، ثم تتوقف، بل هي عملية مستمرة ودائمة بقدر ما هي عملية الدفاع عن الدولة مستمرة ودائمة. وتتصف عملية الإعداد الاقتصادي للحرب بأنها معقدة وشائكة، لأنها تدخل ضمن إطار شبكة واسعة ومعقدة من عمليات تأمين الدفاع عن الدولة، تلك العمليات التي تشترك فيها جميع أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع.

وتتوقف طبيعة الإعداد الاقتصادي للحرب على طبيعة الصراع المسلح المتوقع، وعلى دروس الحروب والتجارب الماضية. ومثل ما يأخذ المخططون الاستراتيجيون العسكريون الظروف والعوامل الدولية بعين الاعتبار حينما يرسمون خططهم، يأخذ المخططون الاقتصاديون هذه الظروف والعوامل من وجهة النظر الاقتصادية بعين الاعتبار عندما يضعون خططهم الاقتصادية لإعداد الدولة للحرب.


 

 


المقاتل

القائد في منظور الإسلام صاحب مدرسة ورسالة يضع على رأس اهتماماته إعداد معاونيه ومرؤوسيه وتأهليهم ليكونوا قادة في المستقبل ويتعهدهم بالرعاية والتوجيه والتدريب بكل أمانة وإخلاص، وتقوم نظرية الاسلام في إعداد القادة وتأهيلهم على أساليب عديدة وهي أن يكتسب القائد صفات المقاتل وأن يتحلى بصفات القيادة وأن يشارك في التخطيط للمعارك ويتولى القيادة الفعلية لبعض المهام المحددة كما لو كان في ميدان معركة حقيقي

   

رد مع اقتباس

قديم 22-07-09, 08:42 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المقاتل
مشرف قسم التدريب

الصورة الرمزية المقاتل

إحصائية العضو





المقاتل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 


أ. أهمية الإعداد الاقتصادي للحرب:

إن الإعداد الاقتصادي للحرب ليس بالأمر السهل ولا العشوائي الذي يمكن معالجته في حينه، ولا بالأمر الذي يستطيع جهاز واحد من أجهزة الدولة أن يحققه، ولا هو بالأمر الذي يتخطى الزمن والظروف قفزاً عليها وهروباً من مواجهتها، وإنما هو عمل علمي دقيق، يقوم على معطيات وإحصاءات علمية دقيقة، ويستند إلى تنبؤات وتصورات أساسها الواقع والاحتمال القادم، وهو يتعلق بالدولة كلها والشعب كله والقوات المسلحة كلها، بمثل ما ترتبط هذه الكيانات كلها به؛ ومن هنا تأتي خطورة الإعداد الاقتصادي للحرب، ومن هنا تأتي أهميته وأثره وتأثيره.

وإذا كانت هناك شؤون في الدولة تديرها وتعمل فيها ولها أجهزة متخصصة، فيها الكفاءة والكفاية، فإن الإعداد الاقتصادي للحرب شأن معقد، متشابك الأطراف، متعدد المستويات، متنوع النسيج، ولا تستطيع جهة اقتصادية واحدة في الدولة أن تتولى كفاية القوات المسلحة والشعب بحاجاتها ومتطلباتها، وإنما الأمر يتعلق بمجموعة هرمية كبيرة ذات مستويات كثيرة ومتنوعة، قاعدتها كبيرة تمتد إلى أرض الوطن كله، وتصغر حلقاتها وتضيق حتى تبلغ القيادة الاستراتيجية العليا في قمة الهرم، وفي كل حلقة أو طبقة في الهرم نجد مجموعة متخصصة من الأجهزة الاقتصادية مختلطة مع مجموعة من أجهزة الدولة المختلفة، والتنظيمات الشعبية، وجميعها تعمل في تنسيق وتناسق، كالجوقة الموسيقية تعزف لحناً واحدًا، يتألف في الأصل من أنغام تنبعث من مختلف الآلات الموسيقية، وهكذا يتألف المجهود الاقتصادي للدولة والمجتمع من تآلف هذه العناصر التي ذكرناها، ليصب في تيار المجهود الحربي، فيرفده بالعون والنسغ، بمثل ما يوفّر للشعب والمجتمع حاجاتهما الحيوية.


ب . الحرب الحديثة والإعداد الاقتصادي:

من صفات الحرب الحديثة أن مجرياتها ووقائعها وآثارها لا تقتصر على القوات المسلحة ومسرح العمليات فحسب، وإنما تمتد إلى جميع أنحاء الوطن، شعباً وأرضًا، جوًا وبحرًا؛ لذلك فإن جميع أجهزة الدولة تكون مشتركة في الحرب بشكل ما من الأشكال، وبنسبة ما من نسب الاشتراك. وعلى هذا، فمن واجب الدولة، بمختلف أجهزتها، أن تعد نفسها وشعبها للحرب، بمثل ما تعدّ القوات المسلحة لأداء واجبها.

ويعني إعداد الدولة اقتصاديًا للحرب إعداد أجهزة الدولة الاقتصادية: التخطيطية، والزراعية، والصناعية، والتجارية، والفنية، والهندسية ... وغيرها، مما له علاقة بالاقتصاد الوطني وبما يضمن استمرار الحياة اليومية والإنتاج والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة والمجتمع وقت الحرب، وبما يضمن استمرار السيطرة والعمل للمؤسسات الإنتاجية والخدمات الاقتصادية لمصلحة القوات المسلحة والشعب في آنٍ واحد، دون توقف أو تأثر كبير، نتيجة الصراع الدائر.ويتطلب الإعداد الاقتصادي للحرب:


1. وجود جهاز تخطيطي أعلى، قادر على التخطيط الاستراتيجي الشامل، يضع الخطط والسياسات الاستراتيجية المتخصصة، ويحدد فيها الأهداف، ووسائل التنفيذ ومراحله، والأجهزة الاقتصادية المكلفة بالتنفيذ، ويُراقب هذا الجهاز التخطيطي تطبيق الخطط والسياسات ويتابعها في مختلف مراحلها.
2. إعداد أجهزة التخطيط الفرعية للعمل في ظروف الحرب، وسرعة التحوّل من طبيعة السلم إلى حالة الحرب.
3. وضع الخطط التفصيلية لتنفيذ كل جهاز اقتصادي ما هو مطلوب منه لمصلحة المجهود الحربي وحاجات الشعب وقت الحرب.
4. قدرة الأجهزة الاقتصادية على التنفيذ، والحركة، والمتابعة، والمراقبة، والسيطرة في ظروف الحرب وطوارئها، وقد يتطلب الأمر أن يُنشئ كل جهاز أو كل مجوعة نوعية من الأجهزة الاقتصاية غرفة عمليات خاصة بها، تستطيع من خلالها القيام بواجبها.
5. وضع الخطط التبادلية لتستطيع الأجهزة الاقتصادية المناورة وحسن التصرّف والادعاء، وتوفير المرونة الكافية لمواجهة أية مطالب مفاجئة، أو مواقف طارئة، وهي كثيرة وقت الحرب.
ومن المؤكد أنه لا يمكن الإعداد السليم لأجهزة الدولة الاقتصادية لتولي مسؤولياتها وأداء واجبها بشكل مناسب، وعلى درجة جيدة من الكفاءة وقت الحرب، ودون خلل أو اضطراب جسيم، قد يؤثر تأثيرًا عميقًا في عمل الدولة والوضع الحربي .

لا يمكن الإعداد السليم إلاّ بالتنبؤ السليم المسبق بطبيعة الصراع المنتظر، واحتمالات تطوره، وحجم حاجاته ومتطلباته، والتخيّل الأقرب للواقع لمداه وتأثيره، ثم وضع الخطط المؤسسة على ذلك كله، مع تحديد المسؤوليات والواجبات لكل جهاز اقتصادي، وأسلوب التعاون بين الأجهزة المختلفة، وارتباط مجموعة الأجهزة الاقتصادية بالقيادة العليا للدولة والدفاع.

وفي جميع الأحول، فإن الأجهزة الاقتصادية لا تسطيع أداء واجباتها كاملة بمفردها، إذا لم تتلق العون المباشر من المحافظين، والمجالس الشعبية، وقيادات المناطق والمواقع العسكرية، والسلطات المحلية الأخرى، ومنظمات الدفاع المدني والدفاع الشعبي وغيرها من المنظمات الشعبية.
وعلى هذا، فإن الإعداد الاقتصادي للحرب، يتطلب تخطيطاً اقتصادياً دقيقاً ومفصلاً، يؤدي تطبيقه إلى توفير القاعدة والعوامل المادية، لكي تؤدي القوات المسلحة، والدولة، والشعب، واجباتها في الدفاع عن الوطن.

5. إعداد أراضي الدولة كمسرح للعمليات الحربية

قبل الخوض في بحث إعداد أراضي الدولة كمسرح للعمليات الحربية، لابد من تعريف مفهوم مسرح العمليات بشكل عام، وتطور هذا المفهوم في الظروف الحديثة.
إن المقصود بمسرح العمليات الحربية هو ذلك الجزء من أراضي الدولة (أو الدول المتحالفة)، مع المياه أو البحار المتاخمة لها، ومجالها الجوي، والذي يمكن أن تدور عليه الأعمال القتالية للتجمعات الاستراتيجية في القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية بهدف بلوغ أهداف الحرب.

وتحدد القيادة العسكرية السياسة العليا للدولة (أو الدول المتحالفة) حدود مسرح العمليات الحربية وقوامه، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل عديدة، أهمها:
الموقف السياسي العسكري. أهداف الحرب. الظروف الطبيعية. العامل الاقتصادي. الوسائل والطرق المحتملة لخوض الأعمال القتالية.

ويتم تحديد حدود مسرح العمليات الحربية، بحيث تشكّل الأجزاء الرئيسة لكل مسرح بنية متكاملة من الناحية السياسية الإدارية والاقتصادية والطبيعية الجغرافية، وعندئذٍ تمر الحدود كقاعدة على امتداد خطوط طبيعية كبيرة كسلاسل الجبال أو البحار، والمضائق مع اعتبار الحدود الدولية أيضاً.

كما يدخل في حدود مسرح العمليات الحربية عادة جزء من أراضي الدول المعادية، وعند تحديد حدود عدة مسارح عمليات يجب أن تتداخل حدود بعضها البعض، وذلك من أجل تأمين التعاون الأفضل، وبخاصة إذا كانت الأعمال القتالية ستدور على حدود دولتين أو عدة دول.
ويجب أن تؤمن سعة مسرح العمليات الحربية إمكانية تأمين انتشار تجميع استراتيجي، يضم عدة تشكيلات عمليات من القوات البرية والجوية والبحرية على هذا المسرح، والتي يمكن ربط أعمالها العسكرية بفكرة استراتيجية واحدة، وخطة واحدة ضمن حدود المسرح المذكور.

وتتحدد سعة مسرح العمليات الحربية على ضوء أهميته السياسية العسكرية والاستراتيجية، والأبعاد العامة للمسرح (الجبهة والعمق)، وموقعه الجغرافي، ومستوى تطور شبكة المطارات، والموانئ، وطرق المواصلات، وكذلك وجود الأغراض العملياتية والاستراتيجية الهامة وعددها.
إن المفاهيم المذكورة آنفاً هي مفاهيم عامة يحتاج تطبيقها إلى دراسة دقيقة للوضع الراهن سياسيًا وعسكريًا مع أخذ الواقع بعين الاعتبار
المصادر والمراجع:

1. العماد الدكتور- مصطفى طلاس، كتاب: "الاستراتيجية السياسية العسكرية"، الجزء الأول، الطبعة الأولى، دار طلاس عام 1991م، سوريا، ص 159 163.
2. اللواء المتقاعد- د. نبيل فؤاد، دراسة "الأبعاد الأمنية العسكرية لإصلاح النظام العربي"، مجلة السياسة الدولية، العدد (155)، 2004م، ص 249 250.
3. العميد الركن المتقاعد- إبراهيم كاخيا، بحث "القدرة العربية الشاملة"، مجلة كلية الملك خالد العسكرية، العدد (78)، سبتمبر 2004م، الرياض، ص 77 78.
4. أحمد صدقي الدجاني، دراسة، "تأملات في الحروب من منظور علم الحرب"، مجلة شؤون عربية، العدد (113)، القاهرة، ص 186 188.
5. اللواء د. عادل سليمان، دراسة، "ماذا جرى في العراق؟"، مجلة السياسة الدولية، العدد (153)، عام 2003م، القاهرة، ص 315 317
6. العميد- هيثم الكيلاني، كتاب: "دراسات في الأمن القومي العربي"، الطبعة الثانية، مركز الدراسات العسكرية (سابقًا)، دمشق 1997م، سوريا، ص 400 401.
7. اللواء الركن الطيار- محمد نصر الخطيب، ""الحروب اللاتماسية"، كتاب: مترجم، الطبعة الأولى، عام 2005م، مركز الدراسات الاستراتيجية، دمشق، ص 27 31.
8. اللواء الركن- حسام سويلم، "إسرائيل ونظرية جديدة للحرب"، الطبعة الأولى، عام 1998م، مؤسسة دار الأهرام، القاهرة، ص 142 144.

 

 


المقاتل

القائد في منظور الإسلام صاحب مدرسة ورسالة يضع على رأس اهتماماته إعداد معاونيه ومرؤوسيه وتأهليهم ليكونوا قادة في المستقبل ويتعهدهم بالرعاية والتوجيه والتدريب بكل أمانة وإخلاص، وتقوم نظرية الاسلام في إعداد القادة وتأهيلهم على أساليب عديدة وهي أن يكتسب القائد صفات المقاتل وأن يتحلى بصفات القيادة وأن يشارك في التخطيط للمعارك ويتولى القيادة الفعلية لبعض المهام المحددة كما لو كان في ميدان معركة حقيقي

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للحرب, إعداد, الأساسية, الدولة, القواعد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع