مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2407 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


الحرب وأيديولوجيتها : في منظور علم النفس

قــســــــم الـمـواضيـع العســـــــكــريــة العامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 20-08-10, 09:21 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الأدميرال
مشرف منتدى القوات البحرية

الصورة الرمزية الأدميرال

إحصائية العضو





الأدميرال غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الحرب وأيديولوجيتها : في منظور علم النفس



 

الحرب وأيديولوجيتها : في منظور علم النفس


الحرب بالمعنى المتعارف عليه هي صدام بين جماعات سياسية أو دول ذات سيادة، وقد تكون الحرب دبلوماسية، أو بممارسة الضغوط الاقتصادية، أو بالدعاية، أو باستخدام الجيوش. والحروب لها مقدمات نفسية غالباً، وعلى أساسها تكون المماحكات والتحرّشات الدبلوماسية والاقتصادية ... وغيرها، وحتى الخلافات الأيديولوجية أساسها في التحليل النهائي نفسي غالباً. ولكي تقوم الحرب عسكرياً لابد من تنامي العداوة والعداء بين الحكومتين، ويحاول كل فريق أن يمهّد لها داخلياً في بلده وفي البلد الآخر.

الحرب في تعريف (هوجو جروتيوس) (1583 1645م): حالة تناقض السلم، وتتميز بأن السلوك الذي يُجرّم في حالة السلم لا يُجرّم في حالة الحرب، والحرب تُستخدم مجازاً لأنماط من الصراعات أو المنافسات؛ فيُقال مثلاً: حرب الكلمات، والحرب النفسية، وحرب الإرادات، والحرب الباردة، والحرب السياسية، وحرب الطبقات، وحروب البقاء، والحرب بين الجنسين، والحرب بين الأجيال، والحرب ضد الفقر، وضد المرض، وضد الجريمة، والحرب ضد الحرب نفسها. وفي جميع هذه الحروب قد يسفر العداء ويأتيه الأفراد والجماعات شعورياً، وقد يُضمَر ويكون تنافساً أو نقداً، وقد يبرر البعض الحرب بأنها ضرورية نفسياً، لأنها تثير الهمم، وتوقظ الغفلان، وتستثير القريحة والاختراع، ويموت فيها الضعفاء ويبقى الأقوياء القادرين على استمرار الحياة واستنهاض التقدم، وكان علماء النفس من المؤيدين لهذا الرأي؛ فالحرب عندهم بمثابة التطهّر النفسي، وبدون الحروب يكون التدهور المعنوي، والغالبية ضد الحرب لآثارها السلبية المدمّرة، ومن هؤلاء (سبنسر)، و (والترباجوت)، و (يعقوب نوفيكوف).
وقد مرَّ تاريخ الحرب بخمس مراحل كبرى هي:

(أ) الحرب على المستوى الحيواني في أزمان كانت أجناس الحيوانات تملأ الأرض، وتدور الصراعات بينها على البقاء، ودراسة السلوك العدواني للحيوانات يفيد في دراسة السلوك العدواني للإنسان، ويتشابه مثلاً سلوك القردة وسلوك الأطفال، وقد يحتدم العراك بين هؤلاء وهؤلاء كنوع من المنافسة، ومن السلوك العدواني الجماعي، مثلاً سلوك جماعة العصابة أو جماعة الأصدقاء.
(ب) الحرب البدائية وهي التي كانت تقوم بالعصي والحجارة بسبب سرقة الإناث، أو الاعتداء على الحياض، أو الاستيلاء على غنيمة، وكانت لهذه الحروب ميزة أنها وحَّدت بين الجماعات المتماثلة ومايزتها بتقاليدها وعاداتها ومؤسساتها، وضامنت بين أفرادها باعتبارهم جماعة داخلية كمقابل لغيرهم أو الجماعة الخارجية.


ولما تحققت الكتابة صارت المجتمعات متمدنة، ومن ثم صارت الحروب متمدنة وأُعدّت لها الجيوش المتخصصة، وصارت لها أسباب اقتصادية، أو سياسية، أو أيديولوجية، أو دينية، وتميّز العصر البطولي في هذه المرحلة بأنه عصر قلاقل كبرى، وكانت هناك ثماني حروب كبرى في تاريخ العالم قبل الحربين العالميتين الأخيرتين، واللتين تختص بهما المرحلة الحديثة.
ومع أن لهذه الحروب أسبابها التوسعية، أو الاقتصادية، أو السياسية ... إلخ، إلاّ أن الواضح أن السبب النفسي كان وراءها جميعاً، وهو سبب عرقي أو أجناسي فيه البغض لبعض الأجناس والإحساس بالتفوّق من بعضها، وبدافع العلوّ في الأرض من بعضها.

ولقد أجمل (كوينسي رايت) الحروب في العالم في (278) حرباً، منها : (187) حرباً بين شعوب أوروبا، و (91) حرباً شنّتها أوروبا على شعوب من خارجها، و (135) حرباً دخلتها الشعوب لنيل استقلالها، و (78) حرباً أهلية لأسباب أيديولوجية، أو للمطالبة بالحرية، أو لفرض الوحدة الوطنية، و (65) حرباً بدعوى حماية مدنية الرجل الأبيض، أو للتبشير، أو لأسباب دينية.
وفي كل الحروب يكاد ينعقد الإجماع على أن مسألة الحرب هي مسألة نفسية، سواء في قيامها أم في إدارتها، أم في عقابيلها، ومن الذين أكَّدوا على الخلاف في الرأي كسبب لاندلاع الحرب: (غابرييل ألموند)، و (كارل دويتش)، و (بيرنارد بيريلسون). وممن أبرزوا عنصر التوتّر والصراع في الحروب: (جورج سيمبل)، و (هردلي كانتريل)، و (أوتو كلينيبرج)، و (فريدريك دن)، و (كينيت بولدنج). وقال البعض إن الحروب من اختصاص علم النفس السياسي من أمثال: (هارولد لاسويل)، و (دافيد رايزمان)، و (تشارلز أوزجود)، و (أناتول رابابورت)، و (راينارد ويست).

وأدلى علماء النفس بدلوهم أيضاً في الحرب، ومن هؤلاء: (فرانز ألكسندر)، و (إيريك فروم)، و (روبرت ويلدر)؛ وهؤلاء جميعاً أكّدوا على مقولات نفسية كازدواج المشاعر، والإزاحة، وكبش الفداء، والإحباط، والتعيّن، والإسقاط، والأفكار المغلوطة عن النفس. ومع أن الحرب لها مبرراتها الظاهرة، إلاّ أنّ من بيدهم قرار إعلان الحرب أو إنهائها لهم دوافعهم اللاشعورية أيضاً، ويؤكد هؤلاء العلماء على دور البحث والتعليم والتربية كوسيلة لدعم التفاهم بين الشعوب.

 

 


 

   

رد مع اقتباس

قديم 20-08-10, 09:24 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الأدميرال
مشرف منتدى القوات البحرية

الصورة الرمزية الأدميرال

إحصائية العضو





الأدميرال غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

والحرب في الاصطلاح النفسي أقرب لمصطلح الحرب النفسية، والحرب النفسية هي ذلك النوع من الحروب الذي تشنّه الجماعات بالدعاية والإشاعة، وتستخدم فيه كل وسائل الإعلام بقصد إثارة القلق والتوتر لدى العدو، بالتشائم تارة، وبالافتراءات والأكاذيب تارة أخرى، لتزعزع الإيمان بالمبادئ والأهداف ببيان استحالة تحقيقها وإضعاف الجبهة الداخلية بإظهار عجز النظام عن تحقيق آماله، وتشجيع البعض على مقاومة أهداف السلطة، وتشكيك الجماهير في قياداتها السياسية والعسكرية، والتفرقة بين فئات الشعب، والدسّ والوقيعة بين الطوائف وبين الحكومات المتحالفة، وتفتيت الجبهة القومية أو العالمية المعادية، وبثّ اليأس في نفوس الجنود على الجبهة وفي الميدان، وإشاعة الذعر بينهم بالمبالغة في وصف القوة واستعراضها، والتهوين من انتصارات العدو.

وحرب هذا شأنها لا يمكن إلاّ أن تكون أبشع في نتائجها من الحرب التقليدية، لأنها تقصد إلى الإنسان نفسه فتحطّم شخصيته وتشيع فيها التحلل، ليضطرب سلوكه كالمريض النفسي سواء بسواء، فيتبلبل فكره ويمتلكه القلق والخوف، وتضعف إرادته.
والحرب النفسية حرب معنوية، وحرب إرادات، وحرب تستهدف شخصية المقاتل وشخصية الأمة، وغايتها تغيير سلوك الأفراد والجماعة فيكون تداعيها وتحللها واستسلامها، ومن ثم تسهل السيطرة عليها. وخطورة الحرب النفسية أنَّ أسلحتها أفتك من كل سلاح، فالخوف والذعر والقلق والتوتر والترقّب والتشكيك والريبة، كل ذلك من شأنه أن يعدي الناس كالوباء، والدعاية والإشاعة اللتان تستعين بهما الحرب النفسية وسائل نشر تنقل وباء الانهزامية وتقوِّض الروح المعنوية، وتغيّر الأفكار والاتجاهات والقيم والمعتقدات والرأي والسلوك، ومن مصطلحات هذه الحرب غسيل المخ، وهو من أخطر ما تلجأ إليه الحرب النفسية من سلاح، لأنه عملية تطويع للمخ، وإعادة تشكيل للفكر، وتغيير للتوجهات والمعتقدات، وتستخدم فيها كل وسائل الدعاية والإعلام لتخريب العقول والنفوس وكفرها بكل المبادئ والناس والقيم، ثم دفعها إلى الإيمان بنقيضها. وكانت الصين تستخدم غسيل المخ في الحرب الكورية، وتطبّقه على الأسرى بعزلهم وتجويعهم، لتضعف إراداتهم ويصابوا بالاكتئاب، فيضطرب توجههم وتصطرع فيهم الرغبات وتستبد بهم المخاوف، وينشدون الخلاص بأي شكل ومن أي طريق؛ فيسهل عليهم قيادهم وإقناعهم بفساد أنظمتهم وصواب أنظمة العدو، ويرددون ذلك ويكررونه إلى أن تتغير مفاهيمهم وتُمحى المفاهيم القديمة، وتتلبسهم الأفكار الجديدة والمعايير السلوكية المعادية ويقبلوا أن تكون لهم أدوار جديدة وشخصيات جديدة متعاونة، فيمكن استخدامهم كطابور خامس إذا عادوا إلى بلادهم.

وخطورة الحرب النفسية أنها حرب مستمرة، فهي في وقت السلم حرب باردة بلا مدافع ولا سيوف، وحرب أفكار أو حرب أيديولوجية تصطرع فيها الفكرة مع الفكرة، وتقتتل من خلالها الأيديولوجيات وهي في وقت الحرب والسلم حرب أعصاب، وحرب دعائية أو إعلامية، وحرب سياسية.

والحرب النفسية تمهّد للحرب الفعلية وتواكبها وتستمر بعدها، وهي حرب قد تتحصّل لها نتائج الحروب دون أن تُطلق فيها قذيفة، لأن القصد من أي حرب هو تحقيق الاستسلام، والحرب النفسية قد تبلغ هذا الهدف فعلاً بما تستحدثه في نفوس السياسيين والعسكريين والمدنيين والأفراد والجماعات من تخريب معنوي وتغيير للأفكار والتوجهات والسلوك. وقد تكون الحرب النفسية دفاعية كما قد تكون هجومية، فإذا كانت وسيلة الحرب النفسية الدعاية والإشاعة والتجسس وإشاعة التحلل والانهزامية، فإن من يشنّها يتوقع أيضاً أن تُشنّ عليه، ومن ثم يكون تصدّيه لها بالدعاية المضادة ومقاومة الإشاعة والتجسس ... إلخ.

والحرب النفسية اصطلاح حديث نسبياً، إلاّ أن مضمون هذه الحرب عرفه الأقدمون، وفي التوراة قصص كثيرة فيها هذا النوع من الحرب بالمعنى لا بالمبنى، فهناك الإيعاز، والإيهام، والتمويه، والخداع، والسبّ، والشتم، والتقبيح، والتشهير، والتفرقة، والإيقاع، والنميمة، وإذكاء الخلافات، ونشر الدعايات والإشاعات، والتجسس، والرشوة، واستمالة النفوس الضعيفة بالجنس والمال، وإنشاء الطابور الخامس من أفراد الجماعة المعادية لتقويض الجبهة الداخلية بإشاعة الذعر والخوف والقلق، ولتخريب الاقتصاد بجمع الأقوات وتخزينها، فيكون الجوع وتعمّ الفوضى وتعلو الأصوات ويشيع التمرُّد.

ويُذكر أن اصطلاح الحرب النفسية قال به لأول مرة محلل عسكري بريطاني يُدعى (فوللر)، أورده في كتاب له بعنوان: (الدبابات في الحرب)، وذلك أنهم في الحرب العالمية الأولى نزعوا المدافع من الدبابات وركّبوا بدلاً منها أبواقاً، وكانوا يذيعون منها نداءات على جنود العدو للاستسلام ويذكرون لهم أسباباً، منها: أن زوجاتهم في الجبهة الداخلية قد بلغ بهنّ تدهور الأحوال الاقتصادية أنهن صرن يمارسن البغاء، وأن الأمراض السرّية تحوّلت إلى أمراض عادية بين الأولاد، وكانوا يشتمون الجنود بأقذر أنواع السباب، ويستخدمون مختلف المعلومات عن الجبهة الداخلية ليطعّموا بها إشاعاتهم وأكاذيبهم، واستخدموا الأسرى للنداء على جنود وحداتهم، وكانوا ينادون الجنود بأسمائهم. ولعل هذه الحرب هي ما جعلت الباحثين على الحرب النفسية من هذا النوع اسم: (حرب الأبواق)، وكذلك كانوا يسقطون المنشورات على الجبهة الداخلية التي شكّكت الناس في صمود قواتهم وإخلاص زعمائهم، وهذا أيضاً هو سبب تسمية هذا النوع باسم: (حرب المنشورات).

ويبدو أنه مع التقدم الهائل في تكنولوجيا إرسال الأخبار والمعلومات تحولت الحرب النفسية إلى حرب الإذاعات، أو مكبّرات الصوت. وبالنظر إلى التوزيع الهائل للصحف وخطورة نقل الأنباء عن طريق الوكالات الصحفية، وسهولة تضمين المعلومات في الأفلام التليفزيونية والسينمائية، فإن الحرب النفسية صارت (حرب إعلامية شاملة).

وتقتني الجيوش الحديثة وحدات إذاعية ووحدات بث تلفزيوني خاصة بها يسهل تنقّلها ويمكن من خلالها أن توجّه الإذاعات وتُقدّم البرامج التي تخدم أغراضها النفسية في المعركة. وللمعارك سيكلوجيتها التي تتطلب دائماً فداء المقاتل وتضحيته وصبر المدنيين وارتفاع معنوياتهم، وإيمان الجميع بالأهداف التي كانت الحرب من أجلها، ومع استمرار القتال يكون شحن الأفراد والجماعات معنوياً ورفع روحهم القتالية والاهتمام بالترفيه.
وتأتي التعبئة النفسية للحرب قبل وقوع الحرب ذاتها لتكوّن لدى الجماعة والأفراد صلابة الإرادة وصدق العزيمة، ويكتسبوا المناعة ضد الدعاية والإشاعة بتثقيفهم الثقافة التي تحصّنهم من آثارها، وذلك عمل قسم التوجيه المعنوي في الجيش، وهو الذي يقوم بربط الجيش بالشعب والتحام الجميع لتنمية الوعي الديني والشعور بالواجب الوطني، وأما التجسس والتخريب المعنوي داخل صفوف الأعداء فيوكل لأجهزة المخابرات، وهي التي يُناط بها جمع المعلومات عن الجبهة الداخلية اقتصادية وسياسية واجتماعية، وفحص خطب وتصريحات المسؤولين، وتفريغها مما تحتويه من أخبار ووقائع وأرقام، وتحليل ذلك كله، وما يتكوّن في الرأي العام من اتجاهات ومواقف، واستغلاله في أنواع الدعاية والإشاعة والقصص الملفقة والنكت. والنكتة في الحرب النفسية سلاح خطير، فهي توهن العزم وتشوّش القصد، وتخرّب النفوس، وتكرّس الشقاق والفرقة، وإنّ لمن أعظم البلاء أن يسخر الشعب من نفسه وأن يستهدف قياداته بالسخرية.

والدعاية التي تخص الحرب النفسيه هي الدعاية التي تخدم المجهود الحربي، وتدعم الجبهة الداخلية، وتزيد النفوس ثقة، وتوضح الأهداف، وهذه هي الدعاية الدفاعية، أما الهجومية فهي التي تقصد إلى التأثير على عقول الأعداء وعواطفهم، أو التي تكون بها استمالة المحايدين وتقوية صداقة الأصدقاء، وتستخدم الدعاية تكتيك القتال، فهي تهاجم في مكان وتنسحب منه ليكون هجومها في مكان آخر، وتستخدم كل أجهزة الإعلام لتبلغ مرامها وتحقق مقصدها. والدعاية قد تكون استراتيجية ضد العدو، أو تكتيكية ضد الجيوش المعادية، أو خاصة موجهة للجماعات المحايدة تكسبهم إلى صفها، أو بيضاء في خدمة الدولة وتصدر عنها صراحة وعلناً، أو سوداء تتسلل خفية ولا تظهر علناً، أو رمادية تكون بين العلن والسر مجهولة المصدر والقصد.

وأما الإشاعة في الحرب النفسية، فهي خبر يتناقله الناس ويصعب مقاومة تصديقه، وليس من دليل عليه سوى أن به من الوقائع ما يجعل الناس يترددون إزاءه ويكتفون بتناقله، وبخاصة إذا كان هناك من الموضوعات ما يستوجب أن يستنيروا بخصوصها إعلامياً وتعوزهم عنها الأخبار الصحيحة، ويكثر ذلك وقت الأزمات، ومروّج الإشاعة إنسان متهافت الشخصية غالباً، شديد الاستهوائية، على قدر ضئيل من الثقافة، والإشاعات تروّج لذلك خصوصاً في أوساط المثقفين والطبقات الدنيا متدنية الوعي بالمسائل الوطنية. والإشاعة عندما يصنعها الصانع، فإنه يضع في اعتباره موضوعها ويصوغها، بحيث يمكن أن تروّج بالطريقة التي يحسب أنها لابد أن يكون رواجها من خلاله، و من ذلك أن الإشاعة يمكن أن يأتي تناقلها بطيئاً وهذه هي الإشاعة الحابية، وقد تقصد إلى إثارة الفرقة (الإشاعة المُفرِّقة)، أو إثارة الشغب (إشاعة الشغب)، أو إثارة الفضول (إشاعة الفضول)، أو إثارة الأعصاب (إشاعة مهيّجة)، وقد يكون محتواها مروّعاً (إشاعة مروّعة)، أو هدّاماً (إشاعة هدّامة)، أو فظيعاً (إشاعة الفظائع)، أو معبّراً عن تمنيات معينة (إشاعة الأماني)


المراجع والمصادر:
1 W. Daugberty psychological warfare casebook.
2 Farago Et al german psychological Grotius, hugo De jure belli pacis.
3 الانتصارات المذهلة لعلم النفس الحديث، بيير داكو، ترجمة: وجيه أسعد، ط 2، 1405 ه 1985م، الشركة المتحدة للتوزيع.
4 مدخل إلى علم النفس، آن تايلور، وليد يسلوسلاكن، ترجمة: د.ر. ديفز، ج.ت. ريزون، ر. تومسون، أ. كولمان، ترجمة: عيسى سمعان، سلسلة الدراسات النفسية (37)، منشورات وزارة الثقافة، سوريا، دمشق 1996م.
5 علم النفس، موضوعه ومدارسه ومناهجه، تأليف: د. ابراهيم وجيه محمود، دار العودة، بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولي.
6 علم النفس التربوي، دور المعلمين والمعلمات، دمشق، تأليف: كمال بلان، اسماعيل ملحم، خالد عبدالرحيم، 1985 1986م، المؤسسة العامة للمطبوعات والكتب المدرسية.
7 فاعلية العلاج المتمركز حول الميل لتحسين بعض حالات الاضطرابات السيكوسوماتية، الدكتور محمد عيسوي الفيومي، مصر 1995م.
8 أحمد راجح عزت، أصول علم النفس، دار المعارف، القاهرة 1982م.سي، حامد زهران، القاهرة، عالم الكتب 1982م.

 

 


   

رد مع اقتباس

قديم 25-08-10, 06:39 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

تحياتي لك يا اخي ادميرال تشرفنا بوجودك معنا. ومشكور للموضوع

 

 


   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع