مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2407 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 60 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قسم المعارك والغزوات والفتوحات الإسلامية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


وقعةُ الحرّة

قسم المعارك والغزوات والفتوحات الإسلامية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 25-10-20, 07:11 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي وقعةُ الحرّة



 

وقعةُ الحرّة.. يوم ارتوت المدينة النبوية بدماء الصحابة وأبنائهم!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

"خرج أهل المَدِينَة بجموع كَثِيرَة وبهيئة لم يُر مثلهَا، فَلَمَّا رَآهُمْ أهل الشَّام هابوهم وكرهوا قِتَالهم، فَأمر مُسلم بسريره، فَوضع بَين الصفين، ثمَّ أَمر مناديه: قَاتِلُوا عَني أَو دعوا، فَشد النَّاس فِي قِتَالهمْ، فَسَمِعُوا التَّكْبِير خَلفهم فِي جَوف المَدِينَة، وأقحم عَلَيْهِم بَنو حَارِثَة أهل الشَّام وهم عَلَى الجد فَانْهَزَمَ النَّاس".
(المؤرخ خليفة بن خياط في تاريخه ساردا مشهدا من يوم وقعة الحرَّة)
في عام 60 من الهجرة توفي معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- ليخلفه في حُكم الدولة الأموية ولده يزيد بن معاوية الذي سيمكث في الحكم ما يقارب من أربع سنوات شهدت فيها الدولة الأموية أحداثا جساما في العراق والحجاز، كانت قد تسبّبت في العديد من الفتن وثورة في الآراء السياسية والفكرية التي أدّت إلى انقسام جسيم في وعي وجسد الأمة منذ ذلك التاريخ وما قبله وإلى يومنا هذا.
لم يرضَ الحسين بن علي -رضي الله عنهما- بشرعية الملك الوراثي، وكان من رأيه أن تختار الأمةُ زعماءها السياسيين من الخلفاء اختيارا حرا قائما على البيعة والشورى وإبداء الآراء وتقليبها بين الناس، بينما كان رأي معاوية يتمثّل في أن الثقل السياسي الحقيقي أضحى لبني أمية، وأضحت الشام كلها طوع أمرهم، ولا ترضى بديلا لهم كما يذكر ابن خلدون في مقدمته، وخشية من دخول الأمة لمرحلة جديدة من الصراع والاحتراب الأهلي كما حدث في زمنَيْ عثمان وعلي -رضي الله عنهما-، ارتأى أن يكون الأمر في بيته؛ لملمة للشمل، وطلبا للهدوء السياسي، وسدا لباب الفتن.
وبسبب العداء القديم بين قبائل العراق الذين أيّدوا عليا والحسن لا سيما في معاقل الكوفة والبصرة، أرسل الكوفيون إلى الحسين في المدينة المنورة لكي يوافيهم في العراق ليقود بهم الحرب على يزيد وأعوانه، ولكي تعود الأمور إلى نصابها، ورغم تحذيرات عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر ومحمد بن علي بن أبي طالب للحسين، رفض آراءهم، وتخلى عنه أهل العراق، واستُشهد -رضي الله عنه- في كربلاء قرب الكوفة في محرم سنة 61هـ.
وكانت تطورات الشهور التالية بخروج عبد الله بن الزبير بن العوام سنة 63هـ في مكة، ثم حركة التوابين الذين أرادوا أن يُكفّروا عن ذنبهم بخذلانهم للحسين -رضي الله عنه- سنة 65هـ، وإعلان أهل المدينة المنورة للعصيان والخروج عن دولة الأمويين لما فعله يزيد بن معاوية وقام به من أفعال مشينة جاءت إليهم سنة 63هـ؛ كلها أدّت إلى وقوع الحرب الأهلية بين المسلمين في أقاليم العراق والحجاز بالتحديد.
على أن وقعة الحرّة في المدينة النبوية سنة 63هـ كان لها تفاصيلها المهمة وأسبابها التي تتفاوت -للغرابة الشديدة- بين عدد من المؤرخين والباحثين، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى ارتواء مدينة رسول الله بدماء الصحابة وأبنائهم، فكانت كارثة من جملة كوارث تلك المرحلة المبكرة من تاريخ الإسلام. فما وقعةُ الحرَّة؟ وما أهم أسبابها ثم ما أبرز نتائجها؟ ذلك ما سنراه في سطورنا التالية.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كانت حادثة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين -رضي الله عنه- في محرم سنة 61هـ مصيبة كبرى في واقع العالم الإسلامي، حادثة كشفت بشاعتها لحفيد رسول الله وآل بيته من قِبل ولاة يزيد بن معاوية في العراق وجيوشه أن ما يهم هؤلاء هو مقاليد الحكم والسلطة، غير عابئين بمقام الحسين، "فقتلوه مظلوما له ولطائفته من أهل بيته رضي الله عنهم، وكان قتلُه من المصائب العظيمة؛ فإن قتل الحسين وقتل عثمان قبله كانا من أعظم أسباب الفتن في هذه الأمّة" كما يكشف ابن تيمية في "مجموع الفتاوى".
والثابت تاريخيا أن يزيد بن معاوية الخليفة الأموي آنذاك لم يأمر بقتل الحسين، وإنما أمر قواته وولاته بمنعه عن الوصول لأنصاره في العراق كي لا يخرج بقوة مسلحة كافية لإسقاط الدولة الأموية، وهو ما تحقق بالفعل حين ردع والي العراق عُبيد الله بن زياد أهل الكوفة والبصرة، وسحق تمردهم، لكنه زاد على أوامر يزيد وحاول إجبار الحسين -رضي الله عنه- على الاستسلام وأخذه أسيرا، وهو ما رفضه حفيد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ليدخل بقواته وآل بيته الذين لم يزيدوا على السبعين في حرب غير متكافئة ويسقط في نهاية المطاف شهيدا -رضي الله عنه-.
وفي زمن كان التواصل الآني واليومي بين المسلمين في العراق والحجاز ومركز الدولة الأموية في دمشق الشام مستحيلا، نُسجت الأخبار والحكايات والشائعات، وكانت الحادثة في ذاتها سببا لاستثارة الناس، لا سيما في المدينة المنورة التي انطلق منها الحسين ثم مكة المكرمة التي خلعت الطاعة هي الأخرى، وعلى رأسهم عبد الله بن الزبير الذي قام في الناس يقول: "أفبعد الحسين نطمئن إِلى هَؤُلاءِ القوم ونصدّق قولهم ونقبل لَهُمْ عهدا! لا ولا نراهم لذلك أهلا"[3].
ولما استوثق الأمر لعبد الله بن الزبير بن العوام -رضي الله عنه- (ت 73هـ) في مكة، "كاتبه أهل المَدِينَة، وَقَالَ الناس: أما إذ هلك الحسين فليس أحد ينازع ابن الزُّبَيْر". وبدأت الاضطرابات في المدينة المنورة، ورفض الناس حكم الأمويين، فقرر يزيد أن يواجه الموقف بالهدوء والأناة، فعزل والي المدينة الوليد بن عتبة الذي اتسم بالقسوة والخرق وولّى مكانه عثمان بن محمد بن أبي سفيان وهو شخصية مرنة، واستهل الوالي الجديد عهده بالإحسان والتقرب إلى أهل المدينة، ثم أشرف على إرسال وفد من كبرائهم إلى الشام لمقابلة الخليفة الأموي، فاستقبلهم استقبالا حسنا، فأكرم وفادتهم، وعظّم جوائزهم.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عاد وفد المدينة المنورة، وبالرغم من العطايا الكبيرة التي أغدقها يزيد عليهم قرروا الخروج والعصيان وتأليب أهل المدينة، فحين عادوا سألهم الناس عن يزيد، فقال بعضهم: "إن يزيد والله لقد أجازني (أعطاني) بمئة ألف درهم، وإنه لا يمنعني ما صنع أن أُخبركم خبره، وأصدقكم عنه، والله إنه ليشربُ الخمر، وإنه ليسكر حتى يدعَ الصلاة… وإن يزيد بن معاوية بلغه قوله فيه، فقال: اللهم إني آثرته وأكرمته، ففعلَ ما قد رأيت، فاذكره بالكذب والقطيعة".
وخشي والي المدينة عثمان بن محمـد على نفسه بعد انتشار الاحتجاجات، ومحاصرة بيوت كبار بني أمية مثل بيت مروان بن الحكم، وعيّن أهل المدينة عليهم عبد الله بن حنظلة الأنصاري، وأصبحت المدينة مثل مكة خارجة عن سيطرة الأمويين، وللمرة الثانية حاول يزيد أن يستميل أهل المدينة باللين والدبلوماسية، فأرسل إليهم النعمان بن بشير الأنصاري ليدعوهم إلى الطاعة ولزوم الجماعة، وقال له: "ائت الناسَ وقومك؛ فافثأهم عَما يُريدون، فإنهم إن لم يَنهضوا في هذا الأمر لم يجترئ الناس عَلَى خلافي، وبها من عشيرتي مَن لا أُحبُّ أن ينهضَ في هَذِهِ الفتنة فيهلك"، غير أنه فشل في مهمته فعاد إلى دمشق.
حينها قرر يزيد إرسال جيش بقيادة مسلم بن عقبة الذي وصل المدينة في أربعة آلاف مقاتل في السابع والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 63هـ/أغسطس/آب عام 683م، وضرب عليها حصارا من جهة الحرّة، وهي الأرض البركانية التي تقع شرق المدينة المنورة، وبالرغم من مقاومة أهل المدينة الشرسة، فإن جيوش الأمويين استطاعت الدخول وارتكبوا مجزرة في حق أعداد كبيرة من أهل المدينة، واضطر الباقون إلى الاستسلام والمبايعة، ومن رفض البيعة قُتل في لحظته.
وقد ذكر المؤرخ خليفة بن خياط (ت 240هـ) في تاريخه أسماء المئات ممن قُتلوا في هذه الوقعة من الأنصار وأبنائهم وبطونهم، ومن المهاجرين والقرشيين وأبنائهم وبطونهم وحلفائهم، وتتبُّع هذه الأسماء يكشف عن حجم القسوة والقوة المفرطة التي استخدمها مسلم بن عقيل المرّي وجيوش الشاميين، حتى إنه قتل بعض أشخاص بايعوا يزيد بن معاوية لما وقعوا في الأسر لأن صياغة مبايعتهم لم تُعجبه، وعلى رأسهم عبد الله بن زمعة أحد أصدقاء يزيد نفسه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تلك هي الرواية الأشهر والسائدة في جُلِّ المصادر التاريخية القديمة والحديثة، لكن ثمة روايات أخرى قلما انتبه لها المؤرخون وهي تُشير إلى أن سبب خروج أهل المدينة على يزيد كان بسبب شراء الأمويين منذ معاوية بن أبي سفيان ثم يزيد لمساحات شاسعة من الأراضي الخصبة حول المدينة، والتي كانوا يجنون منها أرباحا طائلة، وأن الفارق الزمني بين مقتل الإمام الحسين في محرم سنة 61هـ وعصيان أهل المدينة في بدايات سنة 63هـ، يعني عامين، يؤكد هذا الأمر، فلماذا لم يخرج المدنيون على الدولة الأموية فور سماعهم خبر مقتل الإمام الحسين -رضي الله عنه-؟
غير أن معاوية ويزيد وآخرين من بني أمية لم يستولوا على هذه الأراضي حول المدينة عنوة، وكانت من أخصب الأراضي الزراعية جودة وإنتاجا، فبعضها كان إرثا لمعاوية من والده أبي سفيان بن حرب وكان من أكثر قريش مالا قبل الإسلام وبعده، وبعضها شروه من حر مالهم وبأسعار عالية من ناس من أهل المدينة أو من بعض القبائل التي كانت تسكن على أطرافها، بل بعضهم اشتروه من الطالبيين من بني هاشم، فقد باع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الأرض التي أهداها له ابن عمه الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى معاوية بمبلغ باهظ قدّرته المصادر بمليونَيْ درهم.
ولكون معاوية ويزيد كانا قد تقلّدا الخلافة وبلغا السلطة، فإن "أراضي الصوافي" أصبحت تحت تصرُّفهم وتصرُّف ولاتهم، وهي الأرض التي انجلى عنها أهلها أو قُتلوا ولم يكن لهم وارث، مثل أراضي اليهود أو أراضي أهل المدينة الذين تركوها وارتحلوا إلى البلدان والأمصار الأخرى بعد الفتح وتوسع الدولة الإسلامية، ويُجيز الفقه "للإمام العادل أن يجيز منه، ويُعطي مَن كان له غناء في الإسلام، ويضع ذلك موضعه، ولا يُحابي به"[11] كما يذكر الفقيه أبو يوسف تلميذ الإمام أبي حنيفة النعمان.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بل أشرف الأمويون وولاتهم على أراضي "الحمى"، وهي المواضع التي كان تُحمى ممّن يرعاها، وهي الأراضي العشبية التي لم يكن لها صاحب، وكانت مخصصة لإبل الصدقة وخيل المسلمين وركابهم، وأول مَن خصّصها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتوسّع الخلفاء الراشدون من بعده في مساحتها حول المدينة، ثم أضاف معاوية وولاته من بعده إلى هذه الحمى أراضي شاسعة، وجعلوا على هذه الأراضي فرقة مسلحة على رأسها "عامل الحمى".
بل إن معاوية بن أبي سفيان (ت 60هـ) في خلافته قرر أن يُعيد ترتيب شؤون العطاء، أي المرتبات السنوية لأهل المدينة وغيرهم على أُسس أخرى غير الأسس والمعايير القديمة، فقد أمر أن تُعطى "للحاضر دون الغائب، وللحيّ دون الميت، ولا يُعطى أحد إلا في يده"، ولم تُعجب هذه السياسة أهل المدينة وغيرهم، فأعاد معاوية الأمر لكرته القديمة.
وهكذا نرى تضخُّما في ثروة الأمويين الخاصة، أو التي خوّلتها لهم السلطة والدولة حتى أضحت تُثير نقمة الكثيرين من أهل المدينة الذين رأوا ثروات بلدتهم تذهب إلى غيرهم، سواء إلى بيت المال أو إلى خزائن الأمويين، ويرى الدكتور عمر العقيلي في دراسته "وقعة الحرّة" أنه "من الجائز أن يكون الناس قد مرّوا بفترات عصيبة، كتعرُّض المحاصيل للآفات… أو انخفاض الأسعار على مراحل متقاربة مما أدى إلى قلة الإنتاج، وبالتالي عجز الزُّراع عن دفع ما هو مستحق عليهم فلذلك تحرّكوا ضد الوالي أو وكيله".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بل هناك من الأخبار التاريخية ما يُشير إلى اقتتال بعض أهل المدينة لاستغلال منافع أرض "الحمى"، وهي ملكية عامة لإبل الصدقة والمواشي الحكومية وغيرها، لأغراضهم الخاصّة، وربما بسبب ارتفاع أسعار القمح مقارنة بأسعاره في المناطق الأخرى اقتتل أهل المدينة على الأراضي التي كان يملكها الخليفة أو الوالي أو حتى على أرض الصوافي، يؤكد العقيلي أن ثورة أهل المدينة كانت اقتصادية في الأساس، بسبب ما شعروا أنه ظلم واقع عليهم، ودليله على ذلك ما سبق، بل ويؤكده تأخر خروج أهل المدينة عامين كاملين بعد استشهاد الحسين -رضي الله عنه-، وهو السبب الرئيسي في وقعة الحرّة.
ومع وجاهة هذا الرأي، فإن تتبُّع مصادر التاريخ المبكر لهذه المرحلة عند الطبري وخليفة بن خياط البلاذري وغيرهم يؤكد أن كل هذه الأسباب كانت الدافع الأساسي، منها السياسي وهو الأبرز والأكثر وضوحا، وكان نقمة أهل المدينة على بني أمية بعد مقتل الإمام الحسين، وغدر أهل العراق، وعدم شعورهم بالأمان مع هذه السياسة الإجرامية، وأن سخطهم هذا كان سابقا على تحرُّكهم المسلح بأشهر، وهذا ما يؤكده الطبري في تاريخه في سنوات 61 و62 هـ، فضلا عن الأسباب الاقتصادية التي ساقها الدكتور العقيلي، وهو رأي لافت غاب عن أكثر المؤرخين والباحثين، وهكذا ارتوت المدينة النبوية بدماء كثير من الصحابة وأبناء الصحابة، في لحظة مأساوية من لحظات تاريخ المسلمين المبكر!
______________________________________________
الجزيرة نت


 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع