مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 20 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2415 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جناح المواضــــيع العســـــــــكرية العامة > قســــــم الجغرافيا السياســـــية والعســــــــكرية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


الجغرافيا العسكرية - الماضي والحاضر

قســــــم الجغرافيا السياســـــية والعســــــــكرية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 07-01-10, 06:47 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الجغرافيا العسكرية - الماضي والحاضر



 

الجغرافيا العسكرية
الماضي والحاضر


أصبحت مشاكل العلم العسكري في أواخر القرن 20 وبداية القرن 21 موضع نقاش واسع جدا، وذلك تبعا للتغيرات المثيرة التي حدثت في الوضع العسكري - السياسي الدولي ، ووجهات النظر الجديدة نحو ضمان استقلال الدولة وأمنها. ويتطلب التأثير العالمي للحرب على حضارة الأرض ، وتحديث وتطوير وسائل وأساليب الحرب ، والأفكار غير العادية في التقنيات العسكرية ، يتطلب كل ذلك تطويرا متسارعا للعلوم لعسكرية ، وتعاونا أكثر اتساعا وأبعد أثرا بين العلماء من مدنيين وعسكريين ، وتطويرا لبرامج بحوث أساسية للمشاكل الهامة في الحرب المستقبلية.

جلب التقدم العلمي والتقني بعض النتائج الهامة في جغرافية وكارتوغرافيا ( علم رسم الخرائط ) سطح الأرض . ويعود كثير من الأمر ويعزى إلى هيئة الأركان وهيئة الطوبوغرافيا لعسكرية
الروسية في الاتحاد السوفيتي ومن ثم إلى الاتحاد الروسي الذي قدم مساهمات واسعة بهذا الصدد. ويبرز السؤال: وماذا بعد ؟ وما هي وجهة النظر في تطوير علوم الأرض بما يتعلق بالمجال العسكري؟ .

أحد الخصائص المعاصرة للحرب إمكانية وقوع الأعمال القتالية في كل حيز جغرافي ( فضاء خارجي outer space، والجو أي الغلاف الجوي atmosphere والماء hydrosphere واليابسة أي الغلاف الصخري lithosphere ) ، كما يمكن أن يجري هذا العمل على النطاقين المحلي والإقليمي من الأرض . لذلك يجب أن تكون دراسة الأنماط الجغرافية للحرب إحدى الخطوط والمسارات الرئيسة لأنشطة العلماء العسكريين وللعسكريين أنفسهم. وأن الفهم التقليدي للجغرافيا كعلم غير ضروري وغير مرغوب فيه لأن " كل سائق سيارة أجرة سيوصلني حيث أريد الذهاب " وفق كلمات ساخرة لمسرحية فكاهية ، وشخصية الشاب الجاهل في المسرحية أصبحت الآن في صراع مع المعايير التدريبية الحديثة للأفراد . وقد أنتجت المعلومات الجغرافية والطوبوغرافية وتقنيات معلومات الأرض آثارا جوهرية على الحرب الحديثة.

وعوداً إلى أوائل القرن التاسع عشر ، حيث احتاجت الجيوش إلى خرائط تفصيلية لكامل مسرح العمليات ، يعوّل عليها بهدف إدارة الحرب ، وكانت صناعة الخرائط تعتمد على المسوحات الطوبوغرافية ، وكان هذا المسار في الكارتوغرافيا cartography سائداً في الجيش الروسي لمدة طويلة ، وفي الثمانينات من القرن التاسع عشر ظهرت طريقتان في صنع خرائط الأقاليم : فنية وجغرافية ، وهكذا ابرز المسح الطوبوغرافي أساليب فنية لصنع الخرائط الطوبوغرافية والجغرافية ، في حين اعتمد التفسير والشرح على دراسة المكونات والعلاقات المتبادلة للظاهرة الجغرافية والمجتمع بناء على هدف وغاية الدراسة .


ولما كانت أعمال مسح الأراضي في روسيا تدار من قبل هيئة عسكرية وأخرى مدنية ، فقد نشأت وتطورت مدرستان علميتان للكارتوغرافيا الطوبوغرافية ، وتميزت المدرسة المدنية بالتحول التدريجي من الكارتوغرافيا الجغرافية العامة لمناطق الدولة الروسية نحو المسح المتخصص لاهتمامات الدراسة المعنية ، وتقييم وضمان الاستخدام الفاعل للموارد الطبيعية . وقد استخدمت هذه المبادئ لصناعة خرائط عرفت لاحقاً بالخرائط الخاصة أو الموضوعية thematic maps .

تطور المجال ( الحقل ) الجغرافي بذاته في المدرسة لعسكرية
الجغرافية عن طريق هيئة الأركان العامة والمجال الطوبوغرافي ، وبوساطة الخدمات الطوبوغرافية العسكرية. وكانت معايير تدريب الجغرافيا العسكرية في هيئة الأركان العامة بالجيش الروسي عالية جداً ، وأدار مئات من الضباط مسوحات جغرافية عسكرية في روسيا ومناطق من دول أخرى ، وأعدوا وصفا وشروحات جغرافية عسكرية عملية بمستويات متعددة . وكان لمدرسة ما قبل الثورة الروسية سمعة وشهرة عالمية ، وكان قادتها - هيئة أركان الأكاديمية الأساتذة Shubert و Yazykov و Skalon و Golitsin و Milyutin - لديهم سلطات لا جدال فيها . وكانت أسماء علماء أالجغرافيا العسكرية مثال Przhevalskiy و Venyukove وKozlov و Pevtsov و Snesarev و Arsenyev وغيرهم معروفة على نطاق واسع .

أجبر المقصد الواسع لأعمال الجيوديزيا والمساحة مديرية الطوبوغرافيا لعسكرية
على التركيز بشكل أساسي على الكارتوغرافيا الطوبوغرافية . وقد أدى التوكيد على المكونات الرياضية لصناعة الخرائط إلى أن عجز المحتوى الكارتوغرافي عن تلبية متطلبات القوات المسلحة .

أصبح الوضع أكثر سوءاً بعد ثورة تشرين الأول / أكتوبر 1917 من خلال حقيقة ترك القيادة الروسية لتحضيرات الجغرافيا العسكرية
لمسارح العمليات لعسكرية . فقد أهملت المواد الجغرافية الكبيرة دون استغلالها عمليا نتيجة الفهم الضعيف للجغرافيا بين القادة من جهة ، وبين الاعتقاد العميق بأن معرفة مثل هذه المعلومات هي أمر ثانوي ، وقد استمرت هذه الحال حتى حزيران / يوليو 1941 .

كانت الحال مغايرة بشكل أساسي في ألمانيا ، ففي بداية الحرب العالمية الثانية كانت البلاد قد أرست قواعد مدرسة للجغرافيا
مع لعسكرية إدارات لوضع الخرائط والمساحة للعسكرية لقيادة العليا للقوات البرية والإدارات المماثلة في هيئة الأركان العامة لسلاح الجو والقوات البحرية ، حيث لعب الكل دورا هاما . وكان للقيادة العليا لـ Wehrmacht ( قوات الدفاع ) هيئة خاصة موكلة بأعمال الاستطلاع وصناعة الخرائط ، وتقييم قواطع العمليات . وقبل الحرب بوقت طويل وضع الألمان خرائط ذات معلومات مفصلة لكامل الشطر الغربي من الاتحاد السوفيتي ، إضافة لكافة دول قارة أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأدنى والأوسط وشمال الهند . وبنهاية عام 1943 كانت هيئةالجغرافيا العسكرية للقوات البرية الألمانية قد أعدت 102 إصدارا ( تقريراً ) في الوصف والتفصيلات الجغرافية ،لعسكرية بينما شملت مثيلاتها لسلاح الجو الألماني عدة مجلدات تغطي معلوماتها منطقة تمتد من القطب الشمالي إلى شمال أفريقيا .

بقدر ما تعلق الأمر بهذه البلاد ( روسيا ) في أواخر عام 1941 أجبر الموقف على جبهات القتال قيادة القوات المسلحة السوفيتية بشدة على مراجعة دور وتقييم العوامل الجغرافية. وقد أظهرت فترة بداية الحرب بجلاء أن استخدام المصادر التقليدية للمعلومات
لعسكرية - الخرائط الطوبوغرافية - غير كاف لمواجهة المهام العملياتية والتعبوية . كانت احتياجات الجيش الأحمر ( الروسي ) لمزيد من المعلومات من المعلومات الجغرافية الشاملة مما أجبر على البدء بإيجاد مؤسسات أكاديمية سوفيتية بداية من شباط / فبراير 1942 كمؤسسات حكومية فيها علماء الجيومورفولوجيا ( علم أشكال سطح الأرض) وخبراء التربة وعلماء النبات . وقد صممت المؤسسات كبداية لإنتاج الخرائط لشتى صنوف الأرض terrain واختلاف القدرة على عبورها والحركة فيها ، وأحوال بناء المطارات ، وخاصية التمويه الطبيعي والتخفية . وقد أولي اهتمام خاص لأثر غطاء الثلج . وبداية من عام 1943 تم إعداد مجموعة من الجغرافيين المحترفين كجزء من إدارة الطوبوغرافيا لعسكرية ، حيث وفرت المجموعة وصفا وشرحا عاما للقواطع الاستراتيجية والمناطق الحدودية لقارتي أسيا وأوروبا .وخلال الحرب الوطنية الكبرى Great Patriotic War تمت طباعة ما يزيد على 900 مليون خارطة في الظهير hinterland بإدارة المناطق الخلفية ، وكذلك 35 مليون نسخة خارطة والوثائق الجغرافية الأخرى في منطقة المعركة. لذا يوجد سبب جيد للقول : بزغت الجغرافيا العسكرية والكارتوغرافيا لعسكرية كعلمين مكتملين من خلال مكانتهما ودورهما .

واليوم أدى غياب مدرسة وطنية للجغرافيا لعسكرية
، والتحيّز الفني للكارتوغرافيا ، وعدم وجود قاعدة نظرية كافية لتطبيقاتها بالعلم العسكري والممارسة ، كل ذلك أدى إلى وضع ُتركت فيه الخرائط الخاصة دون الاستفادة منها تقريبا في وحدات الخطوط . إن أساليب استعمال الخرائط في تقييم الموقف situation assessment وصنع القرار وفي تمارين القيادة والسيطرة باقية بمستوى أوائل القرن العشرين . وتعاني القوات المسلحة نقصاً حاداً في الخرائط الخاصة المعدّة لأسباب مختلفة . ويمكن فقط سد هذه الفجوة عن طريق إيجاد أو إعادة حقل (مجال دراسة) الجغرافيا العسكرية كمزيج من المعرفة الأساسية والفروع المختلفة للعلوم استنادا إلى مفهوم معين ومحدد . وسيسهل الاعتماد على البيئة الجغرافية في الأعمال القتالية من دراسة النماذج الجيوبولتيكية والجغرافية والطوبوغرافية والعملياتية / التكتيكية للموقف العسكري الجغرافي .

عندما لا يخرق تجحفل القوات groupings of forces الدفاع ، لكنه يسعى لتهديد نقاط ضعيفة أو تجاوز مناطق محصنة ، فإن فعالية تخطيط القتال والعمل ستتوقف بدرجة كبيرة على مقدار توفر المعلومات المفصلة والتي يعتمد عليها عن المعلومات الجغرافية لمنطقة المعركة ، مثل خصائصها العملياتية / التعبوية ، والحالة المحتملة للطقس ، والمناخ والتغيرات الجيوفيزيائية .ومن الأهمية بمكان الأخذ بالاعتبار ليس فقط أي حركة للوحدات لعسكرية
الكبيرة والأقل حجما فقط بل يجب أن تعتمد كل خطوة من قبل أي جندي على المعرفة والفهم للموقف الجغرافي القائم على أرض المعركة .

إن القدرة على عبور الأرض terrain passability يتطلب توجيه وإرشاد شامل عن الخصائص التعبوية لعناصر الأرض ، ولون الأرض لأغراض التمويه والتخفية ، والتركيب الطوبوغرافي لسطح الأرض ، وذلك من خلال دراسة حاسمة لمعرفة ما تبدو عليه الأرض، ومما تتشكل ، وكيفية تغيرها مع مرور الوقت . ومن الواجب أن يكون من الأساسيات تقديم وصف علمي جغرافي للجبال وغابات التييجا taiga ( إقليم غابات مخروطية وأعشاب في سيبيريا ) والمستنقعات والصحاري ، ودول ومناطق الشمال والأقاليم المدارية ، واعتمادا على هذا تتم مراجعة فصول الفن العملياتي والتعبوي .

ومن المفارقة ، إن الفكرة المعتمدة عموما لتقييم الأرض terrain assessment تفتقر إلى أساس علمي ونظري أو إلى إجراء تطبيق مقنع . ولا يمكن دوما رؤية عناصر الأرض كمصدر للخطر أثناء الأعمال لعسكرية
(يرجع هذا للافتقار المعرفي للأرض من جهة ولخصائصها من جهة أخرى ) كما لا يمكن تجاهل الأمر حتى في مساق ومسار لعب القيادة والأركان . إن من الأهمية والخطورة بمكان تعلم تقييم الوضع الجغرافي ، حتى يمكن فرض الإرادة على العدو ، وحتى تستغل خصائص منطقة المعركة لتحقيق النصر .

لقد ظهرت أنماط وأشكال تعبوية جديدة ، بما فيها ساحة المعركة الممتدة extended battlefield وبمعنى آخر ؛ إن الأعمال القتالية في المناطق المنعزلة في ظل غياب خط جبهة واضح المعالم تُرى كجمع من معالم جغرافية تعبوية .

وفي الوقت نفسه يجب فهم أن كل هدف أو معلم طوبوغرافي هو جزء من معلم تضاريسي ، وليس مجرد رمز أو علامة على الخارطة الطوبوغرافية . ومثال ذلك عدم كفاية معرفة الارتفاع النسبي والمطلق لممر جبلي ما أو مقدار شدة انحدار سفوحه ، بل ويجب معرفة الغطاء النباتي في الممر ، إضافة لأحوال الأرض وظروفها ، وأحوال الطقس المحتملة والمتوقعة، وأحوال المنطقة في ضوء معلومات الأرصاد الجوية في الوقت المطلوب من السنة، وخصائص التربة لتقدير أحوال التخفية والتمويه والرصد وإطلاق النار ، والتدابير الهندسية على الأرض . كما أن هناك معلومات أخرى هامة جدا عن المياه المتوفرة ومدى قرب مصادرها ، ومقدار سُمك الثلج المتراكم ، وسُمك الثلاجات ( الأنهار الجليدية ) وأحوال التغيم ، والرطوبة ، واحتمال تشكل الضباب ، بل وحتى تفاصيل أعراق السكان ( أصولهم ) ، وأعداد السكان المقيمين في المناطق المعمورة الأقرب للممر الجبلي .

عند تحليل الخبرة في الحروب المحلية local wars الحديثة تجب ملاحظة التنوع الهائل في الظروف الجغرافية للحرب ، حيث تحارب القوات على جبهتين ؛ ضد العدو ، وضد البيئة ( الطبيعة ) . وهكذا تتصف الدول الجبلية بأرض وعرة ومتكسرة ، وعدد كبير من العوائق والحواجز المنيعة ، وقلة الأرض الممكن عبورها ، وغلبة الأراضي المغطاة بالصخور والحجارة ، وشبكات طرق بدائية ، وقلة المناطق المعمورة . وهناك تنوع بأحوال المناخ والطقس والنبات وفق مقدار ارتفاع المنطقة ، ويصاحب ذلك تفاوت يومي حاد بدرجات الحرارة ، وكثرة تشكل الضباب ، وغطاء من الغيوم قليلة الارتفاع ، وأمطار غزيرة ، وتساقط كثيف للثلوج ، مما يتسبب أحيانا بتغيرات غير متوقعة أو مألوفة بمنسوب مياه الأنهار. ويصعب التوقع الجغرافي إلى حد كبير بسبب الانهيارات والانزلاقات والحجارة التي تغطي المنحدرات ، وتجمد الطرقات، وتراكم الثلج ، والانهيارات الثلجية والحجرية والطينية ، وفيضان الأودية الجافة عادة بسبب غزارة الأمطار وانصهار الثلوج ، كل ما سبق إضافة إلى محدودية توفر مصادر المياه في عدد من المناطق ، ونقص الأخشاب ، كل ذلك يؤثر على مسار الحرب بدرجة كبيرة .

لا بد من القول : إن مقدار المعلومات التي توفرها الخرائط الطوبوغرافية لا يكفي للتقييم الفعال ، وتوقع الموقف القتالي ، أو اتخاذ القرار الأفضل ، لذا لا بد من استخدام خرائط عسكرية خاصة ، ومن ذلك على وجه الخصوص استخدام أساليب وطرق لدراسة سطح الأرض مثل الكارتوغرافيا السريعة ، وتحليل الصور والقياس من الصور الجوية والفضائية وعلوما أخرى ، مما سيوفر الخرائط المطلوبة . ويمكن أن تستخدم هذه الخرائط كوسيلة أساسية لمعلومات متكاملة ومجمعة ، وكقاعدة لعرض صورة للعمل العسكري ، ومنظومة هندسية للدفاع عن دولة ما ، وشكل وثائقي أخير لتقديم وعرض المعلومات والبيانات النهائية .

ُتبرز النزاعات المسلحة في أواخر القرن العشرين الحاجة لنوع جديد من الإسناد القتالي؛ كإسناد معلومات أرضية ، ويشمل إسناد جغرافي وطوبوغرافي وكارتوغرافي و جيوديسي ( علم قياسات الأرض) ، وملاحي ، ورصد جوي ، وجيوفيزيائي وبيئي . ويتطلب ما سبق خرائط عسكرية إلكترونية خاصة لما يمكن عبوره من أراضي ، وظروف التخفية والتمويه والرصد والمراقبة وإطلاق النار والتوجيه والظروف الأخرى . في الحرب الحديثة تُقدم المعلومات للعسكريين من مراكز القيادة والسيطرة ، وهذه يجب أن يستقبلها العسكري ويعرضها بوساطة حاسوب شخصي PC يبين له موقعه على الأرض ، ومواقع القوات المعادية ، وتوزع الأهداف ، كما يبين مهام قتالية معينة ومحددة . وفي الوقت ذاته إن محاولة إيجاد أنظمة معلومات جغرافية متخصصة دون دراسة شاملة ونظامية للعوامل الجغرافية ، أو دون فهم سليم وتام للعلاقات المعقدة المتبادلة للعمليات الطبيعية سيحرف ويشوه ببساطة وضع الموقف الفعلي لساحة المعركة. وهذا يؤكد على الحاجة لوضع وتطوير نظرية شاملة للمعلومات الجغرافية الكارتوغرافية .

إضافة لما سبق من الضرورة بمكان النهوض بالمعرفة الجغرافية العسكرية
للضباط ، ومن ثم ثقافتهم الجغرافية في نهاية الأمر . ومن المهم جدا مراجعة وتعديل مضمون مواضيع عسكرية محددة : الطوبوغرافيا لعسكرية ، والجغرافيا لعسكرية ، الإسناد الطوبوغرافي – الجيوديسي ، العمليات والتعبية ، والهندسة لعسكرية ، والمواضيع الأخرى حيث تكون الأرض terrain والظروف لعسكرية – الجغرافية موضع دراسة خاصة . ويتبين من الخبرة أن هناك سببا وجيها في أن الجغرافيا العسكرية والطوبوغرافيا لعسكرية كانتا من المواضيع الرئيسة في أكاديمية الأركان الروسية العامة . وبمرور الوقت فُقدت المبادرة الاستراتيجية في تطوير هذه العلوم ، كما أنها تمر في وقت حرج لفعل ذلك .

في هذا السياق يُقترح إيجاد فرع دراسة ، ومنبثق عن المواضيع لعسكرية
المتخصصة ، يهدف لدراسة أشكال سطح الأرض landformsوتقييم وتوقع التغير في مسار الأعمال القتالية . إن الفكر العملياتي – التعبوي والجغرافي وتطويره في مؤسسة عسكرية بمستوى تعليمي عال ، سيمكن القائد من اتخاذ القرارات الأفضل ، والخروج بأساليب إبداعية في الأعمال القتالية .

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 07-01-10, 08:34 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

مشكور على الموضوع ........

 

 


   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع