مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2424 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 68 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح القـوات الجويـة > القســـم العــام للقــوات الجـــوية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


الجو و الفضاء

القســـم العــام للقــوات الجـــوية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 10-07-09, 07:51 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الجو و الفضاء



 

الجو والفضاء


ما بين البعدين الثالث والرابع:




فرضت الاستراتيجية الجوية نفسها بُعداً ثالثاً منذ ظهور وحدانية المعركة الجوية، وخاصة عند تطور القدرة على أداء مهام الطيران والاستطلاع والقصف في العمق، ومطاردة الطائرات المعادية، وتحقيق الاتصال بالقوات عبر الجو. وهكذا توطدت العلاقة شيئاً فشيئاً بين المفهوم الأصلي التقليدي للاستراتيجة التي بدأت برية، وبين الاستراتيجية الجوية، لم يلبث المزج بين البعد البري للاستراتيجية وبعدها الجوي أن فرض نفسه على حساب البعد البحري عندما أدركت الدول الكبرى أن البعد الثالث أي البعد الجوي للاستراتيجيا يحقق استمرارية شاملة في العالم بمحيطاته وقاراته، بعد ماكانت تلك الاستمرارية محصورة في البعدين البري والبحري.

لقد أثبتت سلاح الجو قدرته على إعطاء الجرعة المطلوبة من العنف الذي تسببه الصدمة المتوخاة في قدرة الدولة المعادية. هذا ما تم عندما فرضت المعركة الجوية نفسها عملاً استراتيجياً أساسه القصف المدمر. لم تلبث الاستراتيجية الجوية أن صارت لعبة وحيدة معقدة تستخدم قدرات الطائرات وكفاءتها والوسط الجوي المتجانس المتصل، وتستفيد من دعم الصناعات ومنشآت الملاحة الجوية وبناها التحتية، لدفع الخصم إلى الإقتناع بأن من الأفضل له المحافظة على مصالحه بالخضوع بدلاً من مواصلة المواجهة(1).

لقد شلكت الحالة الأمريكية أكثر حالات سيطرة وأهمية الاستراتيجية الجوية بروزاً وفاعلية على امتداد القرن العشرين الغارب، كانت الحالة الإسرائيلية قد شهدت دوراً استثنائياً شديد الفاعلية في احد التغيرات الاستراتيجية والسياسية الهائلة في منطقتنا في لعبة سلاح الجو، الذي بدأ تشكيله قبل وجود إسرائيل فوق معظم أرض فلسطين البلد العربي الذي تم اغتصابه في العام 1948م، وهو دور استمرت فاعليته في تكريس ذلك الاغتصاب ودعمه باحتلال باقي أرض فلسطين وأراض مصرية وسورية ولبنانية وضرب أهداف بعيدة مثل المفاعل النووي العراقي شرقاً وضاحية حمام الشط التونسية غرباً. لكن هذا لا يشكل منافسة للحالة الأمريكية، لأن الحالة الإسرائيلية إجمالاً امتداداً لما شكلته سيطرة الاستراتيجية الجوية الأمريكية وأهميتها. لعل تكرار تجربة الاستيطان الأوروبي في شمال القارة الأمريكية وصولاً إلى إقامة الولايات المتحدة الأمريكية وتنامي قوتها، في تجربة الاستيطان اليهودي الصهيوني في فلسطين وصولاً إلى إقامة إسرائيل وتنامي قوتها، حد من العوامل التي جعلت الحالة الإسرائيلية تتشابه في كثير من جوانبها مع الحالة الأمريكية، بما في ذلك منح أهمية استثنائية للاستراتيجية الجوية. لقد تكرست قناعة الاستراتيجيين الأمريكيين في عصور مبكرة بأن الأمة الجديدة التي شكلها الاستيطان الأوروبي لا تملك اتصالاً برياً بالعالم القديم، وبالتالي فهي غير معنية بالنظريات الاستراتيجية الأوروبية التي كانت سائدة آنذاك مادام البحر وسيلة الاتصال الوحيدة التي كانت متاحة بباقي العالم. إن الاتصال البحري ذاته كان محدوداً جداً بالنسبة للولايات المتحدة حتى نهاية القرن التاسع عشر، وكان يغلب عليه الاتجاه الواحد، أي تدفق المهاجرين من أوروبا إلى شمال أمريكا. هكذا تعمقت جذور نزعة انعزالية في المجتمع الأمريكي تدعو للانكفاء على الذات والاستغناء عن باقي العالم مادامت ثروات الأرض الأمريكية كافية. لكن اختراع الطائرة قد قلب الموقف، بعدما جعل من الجو وسيلة اتصال سهلة وسريعة مع باقي أنحاء العالم، ومن ثم وسيلة سيطرة سريعة وسهلة أيضاً على مناطق عديدة من العالم.

لعب الرفض العربي لاغتصاب فلسطين وتشريد شعبها وزرع إسرائيل على أرضها دوره في فرض عزلة مماثلة، بحيث لم يكن لإسرائيل أي اتصال بري مع العالم الخارجي، فاقتصر اتصالها عن طريق البحر والجو إلى أن فتح الرئيس المصري السابق أنور السادات ثغرة قاتلة في الحصار العربي المفروض على إسرائيل قبل نيف وعشرين سنة.

كانت ظروف سباق التسلح بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي السابق في أعقاب الحرب العالمية الثانية قد تحكمت في برامج تسليحهما ومسار البناء العسكري لكل منهما، وامتد هذا التأثير بالتبعية إلى العديد من الدول الأخرى.

وهكذا فوجئت الولايات المتحدة بالتقدم السوفييتي في اقتحام الفضاء عبر أول قمر صناعي مأهول برائد الفضاء الأول (يوري جاجارين) فاضطرت إلى مضاعفة الجهود للوصول إلى توازن فضائي مع الاتحاد السوفييتي، على أمل أن تحقق التفوق لاحقاً. بهذا شهدت السنوات الأربعون الماضية نشاطاً محموماً في الفضاء أدى إلى اعتباره بعداً استراتيجياً رابعاً يضاف إلى الأبعاد البرية والبحرية والجوية. بل إن رئيس أركان القوى الجوية الأمريكية قد وصف شعبه في سبتمبر 1996م بأنه "أمة جوية- فضائية" ترتبط ببقية العالم أساساً من خلال الجو والفضاء، لا من خلال الطرق البرية والبحرية. جاء هذا الوصف مواكباً لانتقال الرؤية العملياتية الأمريكية من المفهوم المعتاد للطيران "المتفوق" إلى الفكرة العقائدية للطيران "المهيمن". وتم تتويج هذا الانتقال باعتماد استراتيجية "عدم تماثل القوى". لقد ظهرت فكرة "الهيمنة الجوية" تعبيراً عن الوسيلة العملياتية الهادفة إلى تجسيد ما سمي "الشكل الأمريكي الجديد لخوض الحرب"(2) في سياق تطوير المذهب العسكري الأمريكي. فبدلاً من الفكرة القديمة التي تتضمن تحقيق النصر من خلال جمع تفوق عام في العتاد، حلت فكرة جديدة تتضمن الجمع السريع جداً بين تفوق مادي شديد الأهمية فوق نقطة محصورة جداً في منطقة التماس المختارة مسبقاً لميزاتها الاستراتيجية وضعف الخصم فيها، وبين سرعة هائلة في العمل، لكي يتم إحراز النصر سريعاً من خلال تحطيم التشكيل المعادي.

بهذا حلت استراتيجية التصدع التي تتطلب هيمنة مطلقة على المجال الجوي، بما يتيح ضرباً شديد الفاعلية بأسلحة موجهة بالغة الدقة والسرعة كبديل لعامل الكتلية، محل استراتيجية الإنهاك التي تتطلب تفوقاً عادياً وطبيعياً.
اعتمدت القوى الجوية الأمريكية منذ العام 1990م مذهب "الأبعاد الشاملة القوة العالمية الشاملة" مما استدعي تشكل قوى غزو جوية تحقق مبدأ المدى البعيد، وتتميز بحركية عالية تؤهلها للتدخل السريع والانتشار في أي مكان من العالم. لقد كان لتداعي النظم الشيوعية في أوروبا الشرقية وبوادر تراجع الاتحاد السوفييتي قبيل تفككه، مما جعل الولايات المتحدة على مشارف التفرد في الهيمنة على العالم، أثر واضح في التوجه الأمريكي الجديد. وأن قيادة القوى الجوية الأمريكية في مذكرة عنوانها "التأثير الشامل: آفاق القوى الجوية في القرن الحادي والعشرين" التي حددت مبادئ وثيقة "أفق وحيد 2010" أن دور القوى الجوية سوف يتعاظم إلى درجة كبيرة، لإسهامها بقسط ضخم في تحقيق النظرية العملياتية الاستراتيجية الأساسية للقوات المسلحة الأمريكية في القرن الحادي والعشرين، أي تحقيق التفوق الشامل بفضل مرونة القوى الجوية وقدراتها وبعد مدى عملها. شرحت تلك المذكرة رؤيتها لطرق الاستخدام القتالي والتطوير النوعي للقوى الجوية في الربع الأول من القرن الميلادي الجديد، والمستوى المتوقع للنجاحات العملية والتقنية وطبيعة حروب المستقبل.

أصبح النظام القتالي الجديد للقوى الجوية الأمريكية الموضح في كتيب (AFM-1-1) عقيدة رسمية لهذه القوى في مارس 1992م. وقد حدد هذا النظام، أي المذهب الجوي الفضائي، المهام الرئيسة للقوى الجوية على النحو التالي:
@ كسب التفوق الجوي الفضائي والمحافظة عليه.
@ توجيه الضربات الاستراتيجية.
@ عزل منطقة الأعمال القتالية.
@ الدعم الجوي المباشر.
@ تنفيذ عمليات نقل القوات.
@ عمليات التزويد بالوقود في الجو.
@ الحرب الإلكترونية.
@ الاستطلاع.
@ تنفيذ العمليات الخاصة.
أي أن مهمات القوى الجوية الأمريكية قد تم تحديدها أساساً بوظائف المراقبة، والسيطرة الجوية والفضائية، وحسن استخدام القوة، وتعزيز القوة ودعمها.
كان العنصر الحاسم والرئيس في اختيار العقيدة هو احتمال أن تحدد التكنولوجيات الثورية، وأدوار القوى الأمريكية نتيجة الحروب المستقبلية. لكن تنفيذ الأهداف الرئيسة المتمثلة بتدمير قدرة العدو على خوض الحرب، وتحطيم إرادة المقاومة لديه قد استدعي إعادة تنظيم مستقبلية تجمع بين تكنولوجيا الإخفاء والتسلل STEALTH وذخائر الدقة العالية والطائرات بلا طيارين، والاستخدام الأقصى للمعلومات. وهكذا تم وضع برنامج مدته (15) عاماً لتحديث العتاد الجوي والفضائي الأمريكي يتم خلاله استبدال الطيران التكتيكي بأكمله في غضون عشر سنوات. كما تم في العام 1997م تأسيس مختبرات جديدة للأبحاث العملية في مجالات الفضاء وقوى الغزو والحرب المعلوماتية والطائرات بلا طيارين والقيادة القتالية والوقاية الفيزيائية للقوى.
ركزت الاستراتيجية العسكرية الجديدة للولايات المتحدة على السيطرة الجوية والفضائية من خلال زيادة إمكانية إرسال حمولات مفيدة إلى الفضاء، ورفع قدرة القوى الجوية على حماية المنظومات الفضائية. جسد هذا التركيز مفهوماً جديداً أخذ يتشكل بقوة، هو استراتيجية الفضاء.

إن الفضاء من حيث المبدأ عالم هو لا يتملكه أحد، أي أن أي طرف لا يستطيع إدعاء ملكية الفضاء أو ملكية جزء منه. وهكذا فكل طرف قادر الحرية التامة والشاملة للعمل في الفضاء، بحيث لا تقوم فكرة التفوق الفضائي، أو تكييف فكرة التفوق الجوي الأمريكي لتنسحب على الفضاء أيضاً، على أساس واقعي قوي، لا على أساس قانوني. فإلى جانب تصميم روسيا على السعي إلى المحافظة على ميزة ريادتها الفضائية والصمود في مواجهة المنافسة الأمريكية، تعطي حقيقة الاتساع اللامحدود للفضاء حرية كافية لكل من يستطيع إثبات وجوده فضائياً، من غير أن يواجه خصماً يملك أن يفقده القدرة على التواجد في الفضاء.

إن الفضاء ليس مجرد مجال لعبور السفن الفضائية أو الصواريخ الباليستية الهادفة إلى ضرب مواقع على امتداد كوكب الأرض، وإنما هو مجال رحب غير محدود للتمركز في مدارات. يستطيع المجال الجوي أن يقهر الانقطاعات الواقعة في المجال البري الأرضي، ويمنح قدرة حاسمة لمن يهيمن عليه ويحسن استخدام علم الموجات وكيفية انتشارها ويتحكم بتداول المعلومات أي الاتصالات لكن الترابط الذي يمثله الفضاء في كل مجموعة من الأنظمة يتعلق باستقرار الوسط المغناطيسي الأرضي وإمكان عمله.

لقد زرع الروس البعد الاستراتيجي الرابع في الفضاء، وهو السيطرة على المعلومات، منذ بنوا القمر الصناعي الأول وأطلقوه، إثباتاً لمهارتهم وتفوقهم في مجال الصواريخ. وسرعان ما سعت الولايات المتحدة إلى إثبات وجودها في هذا المجال، ثم لحقت بها عدة دول أخرى، مع ذلك، فإن الحديث عن بلورة البعد الاستراتيجي الرابع قد ظل سابقاً لأوانه، إلى أن تعددت حالات اقتحام دول جديدة للنادي الفضائي. لقد صار بالإمكان الآن الحديث عن تكريس البعد الاستراتيجي الرابع أي المدارات في الفضاء من خلال تنافس الدول التي احتلت بعض المواقع في الفضاء، حيث إن القدرة الحقيقية لخوض الصراع المستقبلي باتت كامنة في المدارات. إن المتمركز في مدار فضائي يستطيع الآن أن يرى ويسمع ما يريد مما يدور على الأرض. إنه يجد الأسرار على هذه الأرض صغيرة وتافهة، بينما القابع على الأرض لا يستطيع اختراق أسرار من هو فوق مدار فضائي. إن الفضاء هو المجال الرئيس لحروب المعلومات التي باتت جوهر صراعات الغد.

لهذا نشأت دعوة إلى إسناد العمليات المعلوماتية الأمريكية إلى قيادة الفضاء في القوات المسلحة الأمريكية، استناداً إلى واقع كون معظم الاتصالات الكمبيوترية التي تمثل حركة المعلومات تتم عبر الأقمار الصناعية. اصطدمت هذه الدعوة بتشديد قيادة سلاح الجو على الدور الرئيس للطيران، وخاصة الطائرات بلا طيارين حاملة الأنظمة الإلكترونية المتطورة الفاعلة والمتخصصة، في عمليات الهجوم الكمبيوترية المستقبلية. اصطدمت هذه الدعوة أيضاً باقتراح إنشاء قيادة جديدة مستقلة متخصصة بالعمليات المعلوماتية. يلتقي هذا الاقتراح مع التوجه الخاص بتطوير مفهوم الأمن القومي الأمريكي في ضوء ظهور تقنيات جديدة لجمع المعلومات ومعالجتها واستثمارها، بحيث يتم دمج الأدوار الأمنية الموزعة حالياً بين عدة مؤسسات وجهات في وكالة موحدة للأمن القومي. جاء هذا الاقتراح مفصلاً في دراسة أصدرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي (CSIS). فقد نبه المركز في تلك الدراسة إلى أنه لم يعد هناك مجال للفصل بين الدفاع والدبلوماسية والمخابرات والتكنولوجيا. فالثورة التكنولوجية والطفرة المعلوماتية تفرضان تغيير أساليب الحرب، وخاصة مع مستجدات تكنولوجيا الاستشعار والتصويب ودمج الكمبيوتر بالتلفزيون والتقدم الهائل في صناعة الشرائح الالكترونية MICROCHIPS الذي سوف يسمح للشريحة الواحدة حوالي العام 2010م أن تحتوي ألف مليون من الترانزستورات.

إن عصر المكونات الإلكترونية المجهرية (النانو) والصواريخ المضادة للأقمار الصناعية والصورايخ ذات البصمة الصوتية ونظام المراقبة المثبت في الفضاء J.STARS الذي يكشف على شاشاته أي آلية متحركة في منطقة محددة، والمهام المتزايدة التي تؤديها الأقمار الصناعية تحقيقاً للهيمنة المعلوماتية، كل هذا يجعل من الفضاء ميداناً تتزايد أهميته في تحقيق السيطرة على الأرض. هذا ما يفسر الإنفاق الأمريكي الهائل على النشاطات الفضائية، والذي لا يتناسب إطلاقاً مع القدر المعلن من المعلومات التي حققتها الرحلات الفضائية مثلاً. إن ألفي مليون دولار هي تكلفة المكوك الفضائي هابل ليست مجرد إنفاق لأغراض البحث العلمي، وإنما هي جزء يسير من استثمار ضخم يستهدف تعزيز السيطرة على الأرض.

ومثلما أشرنا إلى تشابه الحالة الإسرائيلية مع التجربة الأمريكية فيما يخص البعد الاستراتيجي الثالث، أي الجو، فإن التشابه والتكامل يظهر واضحاً كذلك فيما يخص البعد الاستراتيجي الرابع، أي الفضاء. إن التمويل الأمريكي والإسهام العلمي والتقني الأمريكي في إنجاز البرنامج الفضائي الإسرائيلي الذي اشتمل حتى الآن على أقمار التجسس الثلاثة من طراز أفق، وقمر الاتصالات (عاموس) تجسيد للتكامل في استخدام القدرات الفضائية لغرض الهيمنة الأرضية(3). هذا بالضبط ما جعل الولايات المتحدة وإسرائيل تحرصان على إجهاض أي مسعى عربي للالتحاق بنادي الفضاء، ذلك أن الإلتزام الأمريكي المعلن بضمان استمرار التفوق الإسرائيلي على العرب جميعاً كان لا بد أن يمتد إلى الفضاء أيضاً، تماماً مثلما أمتد الإصرار الإسرائيلي على احتكار السلاح النووي ومنع حيازة أي طرف عربي له ليشمل احتكاراً آخر للسيطرة من الفضاء ومنع أي طرف عربي من تحقيق توازن في هذا الصدد.

لقد صارت منظومة إرسال المعلومات من الفضاء ومن الجو ركناً رئيساً من أركان الثورة التقنية للحرب الحديثة، والثورة المعلوماتية التي تلتها، وجوهرهما المعلن: العلم "بكل شئ"، والوجود في "كل مكان" والقدرة "الكلية"(4). وهذا جوهر يفترض على "الإطلاق" في توصيف مقوماته إذ نؤمن أنه "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً"، وأن الوجود في كل مكان فوق طاقة البشر، والقدرة "الكلية" للخالق وحده، لكننا نفهم استخدام هذا الاطلاق مجازاً رغم المبالغة فيه.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المراجع:
1 العقيد إيتين بومييه، لماذا الاستراتيجية؟، مجلة الدفاع الوطني، باريس، يونيو (حزيران) 1998م.
2 مجلة القوى الجوية الأمريكية مايو 1996م.
3 د. خير الدين عبدالرحمن، الصراع في الفضاء امتداد للصراع على الأرض، القوات الجوية، أبو ظبي، العدد 98.
4 د. خير الدين عبدالرحمن، تكامل الأقمار الصناعية وطائرات الإنذار المبكر في إرسال المعلومات، القوات الجوية، أبو ظبي، العدد 114.
المصدر : مجلة الدفاع

 

 


 

ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الجو, الفضاء

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع