مسودة قانون لتجنيد الحريديم في الجيش يثير الجدل بإسرائيل (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي - عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 20 )           »          مقال في "نيويورك تايمز": ترامب فوق القانون (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الجنرال محمد إدريس ديبي - رئيس المجلس الانتقالي في تشاد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2415 )           »          الجيش الأحمر.. قصة منظمة زرعت الرعب في ألمانيا واغتالت شخصيات هامة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البنتاغون: إسرائيل ستشارك في تأمين الميناء المؤقت بغزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          جرائم الحرب (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          جرائم ضد الإنسانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          التطهير العرقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تنظيم الدولة يتبنى هجوم موسكو وسط إدانات دولية ونفي أوكراني بالضلوع فيه (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 63 )           »          احتكاك عسكري بين روسيا وأميركا في القطب الشمالي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          صحيفة روسية: الناتو مستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ولاية ألاسكا.. تنازلت عنها الإمبراطورية الروسية واشترتها أميركا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 5 - عددالزوار : 65 )           »          حزب الله يستهدف موقع رادار ومنصتين للقبة الحديدية الإسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بعد عامين من إنشائه.. ما هو حال قراصنة "جيش أوكرانيا الإلكتروني"؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الأمن و الإتــصالات > قســـــم الإســــــتخبارات والأمــــن
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
 


دور الاستخبارات والمعلومات في مواجهة الإرهاب

قســـــم الإســــــتخبارات والأمــــن


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 02-03-09, 08:45 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي دور الاستخبارات والمعلومات في مواجهة الإرهاب



 

دور الاستخبارات والمعلومات في مواجهة الإرهاب




بقلم: اللواء . د- علي محمد رجب

هجمات 11 سبتمبر

إن المفارقة التي باتت تميز اليوم عمل أجهزة المخابرات العالمية، أنها على الرغم مما تحققه من إنجازات ونجاحات في اختراق أسرار الدول والأحزاب والحركات السياسية المعارضة، والتي لا يشكل معظمها خطراً أمنياً داهماً على الأنظمة والشعوب، فإن هذه الأجهزة ما زالت تسجل فشلاً في اكتشاف الحركات المتطرفة والخلايا الإرهابية، وذلك بغية إجهاض مخططاتها مبكراً، وهي في مهدها، وقد تتساوى في هذا الفشل أجهزة مخابرات القوى العظمى، كما أجهزة الدول الأخرى، فالولايات المتحدالأمريكية وبريطانيا وأسبانيا فشلت في هذا المضمار.

إن تصدي أجهزة المخابرات العالمية بوجه عام، والتابعة منها للبلدان المنكوبة بالأعمال الإرهابية بوجه خاص، لعلاج هذا العجز في الوصول إلى الخلايا والتنظيمات الإرهابية، هو من أهم وأخطر المهام الآنية التي ينبغي تحقيقها في سياق مكافحة وعلاج آفة الظاهرة الإرهابية، ولا ينبغي الاكتفاء باتباع الأساليب التقليدية للقضاء على الإرهاب، وإذا كان لدولة ما أن تدافع عن أمنها اليوم، فإن من الأفضل لها أن تُعوّل على سلاح الاستخبارات، وليس على القوة العسكرية؛ ذلك أن ما من سلاح يفوق سلاح جمع المعلومات حِدّة في السعي لتفكيك خلايا الشبكات الإرهابية، والحيلولة دون هجماتها، فالدول التي تكافح الإرهاب تعمل على تعقب مجموعات صغيرة، وغير مرتبطة مع بعضها البعض في كثير من الأحيان، إضافة لتعقبها لعدد من الأفراد الذين يبرعون في إخفاء هوياتهم، ولا يظهرون للسطح إلا لمدة قصيرة، لا تتجاوز الوقت الذي ينفذون فيه عملياتهم وهجماتهم الإرهابية.
وفي إطار المواجهة مع الإرهاب، فقد انصب معظم الاهتمام على القوة العسكرية، ونتيجة لذلك، فقد تهيأ الجميع لرؤية الطائرات والدبابات والمقاتلات العمودية والجنود المسلحين بالعتاد الحربي الثقيل، وكل الترسانة الحربية، وقد حشدت لإلحاق الهزيمة العسكرية بالإرهابيين.


ويرى بعض الخبراء في مجال مكافحة الإرهاب أن استنفار وحدات الجيش والقوات الجوية والبحرية والشرطة، وغيرها من الوحدات والقدرات العسكرية، وحشدها في سبيل خوض حرب يومية ومستمرة ضد الإرهاب، لن يكون استراتيجية ناجعة ولا عملية، في مواجهة الإرهاب، وشل قدراته، سواء كان ذلك في الداخل أم في الخارج، فلا جدال في أن لدى أمريكا أكثر مما يكفي لسحق أعدائها في ميادين القتال، غير أن الحرب ضد الإرهاب هي شيءُ آخر، لكون التحدي الرئيس الذي لا بد من مواجهته يتمثل في خوض القتال ضد عدو في ميدان لا تحده حدود معلومة ومعروفة، وفيما لو تم خوض هذه الحرب على النحو الصحيح والأمثل - كما يفترض - فسوف يتوقف نجاح العمل الوقائي ضد الهجمات الإرهابية، ونزع فتيل الإرهاب بالدرجة الأولى على مدى القدرة على جمع المعلومات الصحيحة والدقيقة، والكفيلة بمنع وقوع الهجمات ومكافحة الإرهاب، بعيدًا عن معرفة أو وعي الجمهور بما يجري. وفي مثل هذا النوع من الحروب الاستخباراتية، فإن المواجهة تدور سرًا، وفي الخفاء عادة، أما حين يُخفق المسؤولون فيها، فإن الجمهور لا يشعر إلا بعجزهم عن خوضها على النحو الصحيح، والحيلولة دون وقوع الهجمات الإرهابية، وما أن يحدث ذلك، حتى يطغى الشعور بمدى العجز وقلة الحيلة عن حماية المواطنين، وهذا هو عين الذي يريد أن يصل له "الإرهابيون"، والذين تتلخص مهنتهم - بحكم طبيعتها- في بث الرعب في قلوب المواطنين، وترسيخ شعورهم بالعجز وقلة الحلية أمام هجماتهم، وما يصبو لتحقيقه الإرهابيون هو أن يجعلوا الآخرين يستسلمون للأمر الواقع، ويقتنعون بقدرة الهجمات وتكرار حدوثها عشوائيًا، وكيفما اتفقوا.
وغدا من الممكن التعرف على بصمات وتقفي آثار التنظيمات المتطرفة المتعاطفة مع الإرهابيين، من خلال العمل الأمني والاستخباراتي المشترك، وتبادل المعلومات مع الأجهزة الأمنية المختلفة، المحلي منها والدولي، بحيث يتم الحد من احتمال وقوع الهجمات الإرهابية داخل الدولة وخارجها.وهنا لا بد من الإشارة إلى سعي التنظيمات الإرهابية المستمر لتجنيد عناصر ومقاتلين مجهولي الهوية. وربما تتوفر للسلطات معلومات عن هوية المسؤولين عن تدبير وتنفيذ الهجمات، بما في ذلك تفاصيل السجل الإرهابي لكل منهم، فعلى أمثال هؤلاء على وجه التحديد، يعتمد التنظيم في شن هجماته الأكثر فتكًا ودمارًا، بحكم خبرتهم الطويلة والمجربة في هذا المجال.


وفي مثل هذه الحالات، فإنه يسهل على القوات الأمنية وقوات الشرطة معرفة هوية الأفراد المشاركين في التدبير والتخطيط، أو التنفيذ، أو الاثنين معًا، بحكم توفر سجل لديها عن انتماءات هؤلاء، كما يوفر سجلهم الإرهابي قاعدة بيانات مهمة تعتمد عليها السلطات في تقصي نشاط ودور وبصمات هؤلاء في ما يقع من هجمات، أو ما يحتمل وقوعه منها.
وفي الإمكان بالطبع مراقبة حركة مثل هؤلاء الإرهابيين على المستوى المحلي، ورصد انتقالهم وسفرهم من وإلى داخل البلاد، وما أكثر الوسائل والإجراءات القانونية المتاحة للقوات الأمنية والاستخباراتية المحلية التي يمكن أن تكون لها اليد العليا والطولى في مثل هذا النوع من العمل الاستخباراتي المضاد.
صحيح أن هذا الإجراء وحده لن يحول دون وقوع هجمات إرهابية على المستويين، المحلي والإقليمي، إلا أنه يجعل مهمة التخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية أكثر مشقة وصعوبة، لكونه يخلق بيئة معادية للنشاط الإرهابي، أضف إلى ذلك أن إجراءً كهذا سيساعد كثيرًا في تفكيك الشبكات الإرهابية نفسها، وقطع الصلة والخيوط فيما بينها.
غير أن تجارب العمل المضاد للإرهاب السابقة، أكدت قدرة الإرهابيين على تغيير تكتيكاتهم واستراتيجية عملهم، وأنهم في هذه الحالة، عادة ما يلجأون لشن هجماتهم على المستوى المحلي فحسب، أو ربما نقلوها إلى مسارح عمليات أخرى، مختلفة جداً عن المسرح الذي جرى رصده ومسحه استخباراتيًا، و.حت كل الأحوال، فإن للعمل الشرطي دورًا حاسمًا في مكافحة الإرهاب وخوض الحرب ضده، لكون الشرطة في صفوف المواجهة الأمامية الحاسمة مع جريمة الإرهاب الدولي أينما وجدت.


دور أجهزة الاستخبارات

اعتاد السياسيون والمخططون أن يضعوا أعباء ضخمة على كاهل أجهزة الاستخبارات، ويسندوا إليها مهامًا تكاد تكون مستحيلة في بعض الأحيان، فالاستخبارات هي المكلفة بعمليات الإنذار الاستراتيجي المبكر، والكشف عن الإرهابيين والعملاء وضبطهم، وتحديد الفاعل الحقيقي، وتقدير الخسائر المحتملة، وغالبًا ما يتم القبض على المشتبه فيهم، ثم يُطلب من أجهزة الاستخبارات البحث عن مشتبه فيهم آخرين، والكشف عن أية عمليات أخرى محتملة.
وفي بعض الأحيان، يجد رجال الاستخبارات أن المهام المسندة إليهم مستحيلة، وأنهم مجبرون على قبولها في صمت، ولكنهم فيما بينهم يرون أن هذا تصرف غير مسؤول من جانب السياسيين، الذين يلقون بعبء المسؤولية على الآخرين، دون مراعاة لإمكاناتهم، أو لجسامة تلك المسؤولية.
ولكن، لا جدال أيضًا حول ضرورة تطوير أجهزة الاستخبارات، مع مراعاة عدة نقاط هامة، هي:
1- أن إسناد مهام مستحيلة إلى أجهزة الاستخبارات ليس حلاً للمشكلات، وسوف يكون هناك فجوات خطيرة في الإنذار المبكر، والدفاع، وتحديد الجناة، وغير ذلك. ولابد للمسؤولين أن يدركوا أن الضباب والغموض الذي يحيط بالعمليات الإرهابية سوف يظل مشكلة هامة في هذه الصراعات، ويبنوا خططهم على أساس ذلك.
2- أن عمليات الردع، أو الرد على الهجمات وما يسبقها من تحديد للمشتبه فيهم، والقبض عليهم، أو القضاء عليهم، لن تكون متفقة تمامًا مع المعايير القانونية التي يجب مراعاتها في وقت السلم.
3- أن الجهود المنفصلة التي تقوم بها أجهزة الاستخبارات لن تصلح كبديل عن ضرورة توحيد وتضافر جهود الاستخبارات، والعمليات والتخطيط، خصوصاً في ظل وجود تهديدات تتطلب الرد عليها بسرعة وكفاءة.
4- من الصعب تطوير نظم الإنذار الاستراتيجي المبكر، لأن جميع الإنذارات المبكرة لن تكون واضحة وحاسمة، ويجب أن يقبل السياسيون ويتخذوا قراراتهم على ضوء ذلك، لأن التطوير أو المعدات الحديثة لا تعني أن رجال الاستخبارات ستكون لديهم كرة بلّورية لرؤية أحداث المستقبل، والتأكد منها بصورة قاطعة.
5- بالنسبة لعملاء الاستخبارات، فإنه رغم نجاحهم في كثيرٍ من المهام التي تسند إليهم، إلا أن هناك بعض المراكز لا يستطيعون اختراقها، كما أن اندماجهم في المنظمات الإرهابية ينطوي على كثيرٍ من المخاطر، وهناك أماكن لا يستطيعون الوصول إليها، ولذلك، فإن المعلومات التي يقدمونها لابد أن تخضع لتحليلات مكثفة للتأكد من صحتها.
6- أن الإمكانات التكنولوجية لن تكون بمثابة الرصاصة السحرية لتحسين كفاءة الاستخبارات، أو العمليات، أو تنفيذ القانون، فكثير مُن المعدات التكنولوجية التي يتم تطويرها تكون باهظة التكاليف، ويصعب من الناحية العملية نشرها أو استخدامها على نطاق واسع.
إن العديد من الدول تواجه تهديدات حقيقية مكلفة وخطيرة، لذلك، يجب عليها أن تتعقب المتورطين في هذه التهديدات، وهي تحتاج في سبيل ذلك قدرات عملياتية قوية من جانب أجهزة الاستخبارات للمساعدة في الإيقاع بهؤلاء الإرهابيين أو استهدافهم.


مشاكل التخطيط والتحليل

من الضروري أيضًا دراسة تطور وسائل الإرهاب والأسلحة التي يستخدمها الإرهابيون، وهناك خطوتان يجب اتخاذهما، وهما: تحديد طبيعة مرتكبي الهجوم الإرهابي المحتملين، وتحديد الوسائل التي قد تستخدم في شن هذا الهجوم، وقد لوحظ أن الأبحاث التي أجريت حول أخطار الإرهاب لا تلقي بالاً إلى مشكلة الغموض، وينتج عن ذلك خمس مشكلات في التخطيط والتحليل، هي:
1- عدم وجود نموذج متطور لتحليل وتوصيف التهديدات.
2- الإخفاق في النظر إلى ما هو أبعد من النماذج السابقة للهجمات الإرهابية، ودراسة كافة أنواع التهديدات التي يحتمل مواجهتها مستقبلاٍ.
3- عدم وجود تقديرات واضحة، قريبة ومتوسطة المدى، للكيفية التي سوف يتطور بها التوازن بين وسائل الهجوم ووسائل الدفاع.
4- الإخفاق في تحليل طبيعة وتأثير كثيرٍ من الجوانب الغامضة، مثل حجم الدمار الذي يمكن أن يحدثه هجوم إرهابي بأسلحة نووية، أو بيولوجية، أو كيميائية، أو إشعاعية.
5- الإحجام عن التفكير الصريح في النتائج الكاملة التي قد يسفر عنها هجوم شامل وواسع النطاق، وخيارات الرد والدفاع.


الجيش الأمريكي وجمع المعلومات الاستخباراتية

تُعد وزارة الدفاع الأمريكية خطة من شأنها منح الجيش دورًا أكثر فعالية في جمع المعلومات الاستخباراتية، وهذه المهمة كانت ضمن اختصاص وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وتشمل المهمة الجديدة للجيش الأمريكي جهود مكافحة الإرهاب، وغيرها من الجهود المرتبطة بانتشار الأسلحة. وبالرغم من أن تفاصيل هذه الخطة مازالت سرية، إلا أن مصادر في البنتاجون أشارت إلى بعض الاقتراحات المطروحة، من بينها شن عمليات قتالية للحصول على معلومات من الاستخبارات. وتشمل خطة البنتاجون توسعًا كبيرًا في جمع معلومات الاستخبارات لحساب وزارة الدفاع باستخدام الجواسيس، كما تشمل مهاماً أكثر جرأة تهدف إلى الحصول على معلومات محددة يطلبها صانعو السياسة، إلى جانب التركيز على العمليات العسكرية لجمع المعلومات بشكل أكبر.
ومن بين بنود الخطة تعديل هيكل القيادات العسكرية، بحيث يكون كبار الضباط ورجال الجيش على اطلاع بشكل أكبر على تحليلات الاستخبارات، لمساعدتهم على مواجهة تهديدات الإرهابيين وخلايا التمرد بطريقة أكثر فعالية، كما ستساعد هذه الخطة على منح قوات العمليات الخاصة بعض المرونة التي تمتعت بها الاستخبارات لسنوات.


إن الولايات المتحدة مجتمع مفتوح يقوم على التجارة الخارجية والهجرة، ومن المستحيل مراقبة جميع القادمين إلى الولايات المتحدة، فحدودها مع المكسيك، مثلاً، يعبرها سنويًا ثلاثمائة مليون مسافر، وهناك أيضًا ملايين من القادمين عبر المنافذ البرية والبحرية، وبالإضافة إلى ذلك، هناك نحو أربعة ملايين مهاجر يقيمون داخل الولايات المتحدة بصورة غير شرعية، وقد ذكر تقرير للجنة الوطنية لمقاومة الإرهاب أن هناك آلاف من الطلبة الذين يدرسون في الولايات المتحدة جاء وا من دول "راعية للإرهاب" وفقًا للتصنيف الأمريكي، ولهذا، فقد ظهرت ضرورة مراقبة أوضاع هؤلاء الطلاب الأجانب، وتم إعداد برنامج تجريبي لدراسة أوضاع بعضهم، وتسجيل أي تغيير يحدث، مثل قيام أحد الطلاب بتغيير مجال دراسة الأدب الإنجليزي، مثلاً، إلى دراسة الفيزياء النووية، وتم البدء في هذا البرنامج في عشرين جامعة، ومن المحتمل أن يصبح هذا البرنامج نموذجًا لبرنامج آخر أوسع نطاقًا لمراقبة جميع الطلاب الأجانب.

القوات الخاصة والاستخبارات

قام الجيش الأمريكي مؤخراً بنشر فرق صغيرة من قوات العمليات الخاصة في عدد من السفارات الأمريكية بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية حول الإرهابيين في المناطق المضطربة من العالم، والتحضير لمهام محتملة من قبيل توقيفهم، أو قتلهم، وهذه الجهود تندرج في إطار سعي البنتاجون إلى منح الجيش دوراً استخباراتياً أكبر في الحرب على الإرهاب؛ إلا أن هذه الفكرة لقيت في الوقت نفسه معارضة وكالات الاستخبارات التقليدية، مثل وكالة الاستخبارات المركزية
cia) )، والتي يرى بعض مسؤوليها في هذه الخطوة اقتحامًا استفزازيًا لمجال نشاطهم.


وقد تم إرسال مجموعات صغيرة من أفراد العمليات الخاصة إلى أكثر من اثنتي عشرة سفارة في إفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، وهي مناطق يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنها تأوي إرهابيين، أما مهمة هذه المجموعات فتتمثل في جمع المعلومات الاستخباراتية، والاستناد إليها في التخطيط لعمليات محاربة الإرهاب، أو مساعدة الجيوش المحلية على القيام بذلك بنفسها.
والواقع أن هذه المهمة الجديدة قد تصبح مسؤولية كبيرة على عاتق قيادة العمليات الخاصة التابعة للجيش، والتي أذن لها الرئيس (بوش) في مارس 2004م بتنفيذ عمليات عسكرية ضد الإرهابيين، كما أن من شأنها أن تمنح دفعة قوية لتنظيم الجهود الاستخباراتية في البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن قيادة العمليات الخاصة تخضع لمراقبة وزير الدفاع، وبالتالي فهي تقع خارج المدار الذي يتحكم فيه مدير الاستخبارات القومية، والذي يشرف على جميع الوكالات الاستخباراتية في البلاد.


وقد تم سحب أعضاء واحدة من فرق "عناصر الربط العسكري" الأولى، التي تم نشرها في باراجواي، وذلك بعد أن قتلوا لصاً مسلحاً هاجمهم بعد نزولهم من سيارة أجرة، ورغم أن إطلاق النار لم تكن له أية علاقة بالمهمة التي أرسلوا من أجلها إلى هناك، فإن الحادث أحرج كثيراً مسؤولي السفارة الأمريكية، الذين لم يكونوا على علم بأن الفريق كان في مهمة بالبلاد، وعلى خلفية هذا الحادث، يقول مسؤولو قيادة العمليات الخاصة إنه لم يعد من الممكن اليوم إرسال أية فرقة إلى إحدى السفارات الأمريكية في الخارج من دون موافقة السفير المحلي، كما أن الجنود يمكثون بمقر السفارة، ويتلقون تدريباً خاصاً بهدف عدم إثارة الانتباه في الشارع العام.

ووفق قواعد تم وضعها، فإن مدير مكتب (
cia) في السفارات الأمريكية هو المسؤول عن تنسيق الاستخبارات في تلك الدول. ويوجد في معظم السفارات ملحقون وموظفون عسكريون يعملون مع القوات المسلحة الأجنبية، وهم خاضعون لمراقبة وكالة الاستخبارات العسكرية التابعة للبنتاجون، أما موظفو العمليات الخاصة الجدد، فيضطلعون بدور عسكري مباشر أكبر، يتمثل في خدمة مسؤوليات محاربة الإرهاب الجديدة المنوطة بالجيش.
وتتألف قوات العمليات الخاصة من أفراد "القبعات الخضر"، و"الرينجرز"، و"النيفي سيلز"، وقوات "المارينز"، وأطقم القوات الجوية الخاصة، الذين ينفذون العمليات العسكرية الخاصة أو السرية. أما مهاراتهم، فتتراوح بين الضربات الخاطفة، وعمليات الاستطلاع البعيدة في أماكن معادية، والتدريب العسكري، والعناية الطبية.


والواقع أن العديد من مسؤولي (cia) الحاليين والسابقين ينظرون إلى مخططات قيادة العمليات الخاصة باعتبارها غير رشيدة، وأن وزارة الدفاع حريصة على تكثيف مشاركتها في أنشطة مكافحة الإرهاب، وتسعى إلى أن تحصل على بعض مسؤوليات وكالة (cia) وسلطاتها.
ويرى بعض المحللين أنه في حال تم تنسيق عمليات قيادة العمليات الخاصة مع الدول المضيفة والسفارات الأمريكية، فإن ذلك سيخدم المصالح الأمريكية جيداً، ولكن إذا كان حضور هذه القيادة في السفارات الأمريكية في الخارج يروم تعبيد الطريق لعمليات عسكرية أمريكية أحادية الجانب، أو تمكين عناصر من الدفاع من القيام بنشاطات سرية بمنأى عن وكالة (
cia) ، فالأكيد أن مشاكل الولايات المتحدة في الخارج ستتفاقم.
ويقول المسؤولون عن برنامج قوات العمليات الخاصة إنه يركز على المعلومات الاستخباراتية والتخطيط، وليس على تنفيذ عمليات حربية.
وفيما يبدو أنه تحول كبير في المؤسسة العسكرية، ينص مخطط القيادة الموحدة - الذي وقعه الرئيس الأمريكى (بوش) في عام 2004م - على أن تقوم قيادة العمليات الخاصة بقيادة وتخطيط وتنسيق العمليات ضد الشبكات الإرهابية وتنفيذها كما هو مطلوب، إضافة إلى مهمتها التقليدية، المتمثلة في تدريب وتنظيم قوات العمليات الخاصة.


وكشفت بعض وسائل الإعلام الأمريكية عن أن مناقشات على مستوى رفيع تدور في وزارة الدفاع الأمريكية حول تطوير قدرة الوزارة على الإدارة والتلاعب في المعلومات، للتأثير على الرأي العام في الخارج، عبر وسائل الإعلام المعروفة ضمن حرب الولايات المتحدة على الإرهاب، وإنه إذا تمت الموافقة على مثل هذه المهام فإنها ستعتمد علي الأساليب الفنية الخداعية المتاحة على أرض المعركة لإحداث اضطراب لدى عدو معين.
وحذر منتقدو هذه الاقتراحات من أن هذه الأساليب الخداعية قد تدمر مصداقية البنتاجون، وتثير الشكوك لدى الشعب الأمريكي والجمهور العالمي في أي شيء سوف يصرح به البنتاجون والجيش كما حدث خلال فترة الحرب الأمريكية الفيتنامية.
وذكر المسؤولون العسكريون المشاركون في هذه المناقشات أن مثل هذه البرامج الإعلامية السرية قد تتضمن زرع أنباء في الصحافة الأجنبية، أو وضع وثائق مزيفة، ومواقع على الإنترنت، مترجمة إلى العربية، في محاولة للتهوين من تأثير المساجد والمدارس الدينية التي تنشر المبادئ المعادية للولايات المتحدة، وأشاروا إلى أن هذه الحملات قد تصل إلى دول حليفة - مثل ألمانيا - لكن المناقشات لم توضح المدى الذي ستصل إليه هذه البرامج، أو الى أي حد سيتم تنفيذها، بسبب تنوع طبيعتها.

وتناولت المناقشات أيضًا تعديل بعض تعليمات وزارة الدفاع في السنوات المقبلة، حيث كانت النصوص السابقة تسمح بحملات إعلامية شرسة للتأثير على قادة الأعداء، لكن ليس في الدول الحليفة، أو المحايدة. ويدور النقاش الحالي حول اقتراحات جديدة لتوسيع نطاق الجمهور المستهدف لمثل هذه العمليات.


الاستخبارات وأحداث 11سبتمبر

لقد كان كثير من المحللين قبل هجوم الحادي عشر من سبتمبر 2001م يعتقدون بقوة أن التهديد الإرهابي للولايات المتحدة آخذُ في التزايد، وكذلك رغبة الإرهابيين في استخدام أسلحة الدمار الشامل، وذكر تقرير أمريكي للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب أن التهديد أصبح ينذر بالخطر، وذلك قبل أيام من هجمات الحادي عشر من سبتمبر. ورغم أن المخاطر التي ذكرها التقرير كلها حقيقية، إلا أنه في الوقت نفسه لم يُقدم أحد دليلاًً قاطعًا على تزايد خطر الإرهاب الذي تتعرض له الولايات المتحدة عن ذي قبل، وعلى العكس من التقارير الصادرة عن وزارة الدفاع وعن الاستخبارات المركزية، فإن النماذج التحليلية لحوادث الإرهاب، وما نجم عنها من خسائر في الأرواح في السنوات الماضية لم يكن بها ما ينذر باحتمال تعرض الولايات المتحدة لحادث إرهابي واحد بحجم وبشاعة هجوم الحادي عشر من سبتمبر.


ولم تكن النماذج التحليلية تشير إلى شيءٍ ذي معنى، سوى أن احتمال تعرض التراب الأمريكى للهجمات الإرهابية هو احتمال ضعيف، وأن الحوادث الإرهابية تقع دائمًا بمنأى عن الأراضي الأمريكية نفسها. ورغم تعرض المصالح الأمريكية في الدول الأجنبية لهجمات عديدة، إلا أن معظم ضحايا هذه الأعمال كانوا من جنسيات أخرى، وكان عدد الضحايا الذين يحملون الجنسية الأمريكية محدوداً إذا قورن بغيرهم ممن يعملون في هذه المواقع.
وهكذا، نجد أن تقارير وزارة الدفاع الأمريكية كانت تسير في اتجاه والنماذج التحليلية لأحداث الإرهاب كانت في اتجاه آخر، وكانت التقارير تؤكد أن التفوق الأمريكي يغري كثيرًا من الإرهابيين والدول التي ترعى الإرهاب بشن حرب خفية ضد الولايات المتحدة ومصالحها في الخارج، وأن هؤلاء الإرهابيين تتزايد لديهم الرغبة في استخدام أسلحة الدمار الشامل، بمختلف أنواعها، أملاً في إلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية بالولايات المتحدة الأمريكية، أما النماذج التحليلية، فلم تكن ذات دلالة واضحة في هذا الصدد.
وكانت هناك تقارير حكومية أمريكية أخرى حول القضاء على الإرهاب، تشير إلى أن الخطوة التي تمثلها الهجمات الإرهابية قد

تكون محدودة، وأن قدرة المنظمات الإرهابية على استخدام أسلحة الدمار الشامل قد تكون محدودة أيضًا، لأن المنظمات الإرهاببة الصغيرة المستقلة لن تكون قادرة على امتلاك أو تطوير أسلحة الدمار الشامل المتقدمة، والتي تحدث خسائر ضخمة. وهذا النوع من التحليلات والاستنتاجات المنطقية يجعل الولايات المتحدة تتجاهل حقيقة أنها تواجه تهديدًا على درجةٍ كبيرةٍ من الخطورة، يكمن في احتمال تعرضها لهجمات إرهابية سرية، أو غير مباشرة، من جانب دول تمتلك تلك الأسلحة، ويمكنها أن تستخدمها من خلال المنظمات الإرهابية التي تعمل لصالحها في سرية، وبالتالي، يمكنها أن تتسبب فى حدوث خسائر بشرية، قد تتجاوز آلاف القتلى.


الخلاصة

إن مكمن الصعوبة في القضاء على الإرهاب هو أن جميع الجهود لن تكون كافية للتغلب على الأسباب الجوهرية لهذه الظاهرة، وهي: الفقر، والإحساس بالاغتراب، والعزلة، والسخط، والأحقاد العرقية ذات الجذور التاريخية؛ وفي الوقت نفسه، فإن أفضل الأسلحة الموجودة الآن هي اليقظة الدائمة، والحرص على جمع المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب.

 

 


 

   

رد مع اقتباس

إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع