عرض مشاركة واحدة

قديم 05-03-09, 06:59 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي عملية تخليص رهائن السفارة الأميركية في طهران 1982



 

عملية تخليص رهائن السفارة الأميركية في طهران 1982 -

تفاصيل العملية كما ذكرت في كتاب قوات دلتا الأميركية
بقلم العقيد بيكويرث قائد القوات.....
ترجمها بتصرف أبو سمرة المقدسي
تاريخ النشر : 2008-10-13

حدثت خلافات بين حكومة ثورة الخميني في إيران وحكومة الولايات المتحدة الأميركية. وطالبت إيران بتسليمها الشاه والإفراج عن أرصدة إيران المحتجزة في البنوك الأميركية، وتعثرت المفاوضات في هذا المجال. وظهر في إيران تيّار شعبي كبير معاد لأميركا ويتّهمها بالتدخل ضدّ الثورة، وتظاهر الطلبة في سائر أرجاء البلاد، وحاصرت مظاهرة طلابية كبيرة سفارة أميركا في طهران وفي صباح يوم 4/11/1979 احتل الطلبة مجمّع السفارة بتأييد من الحرس الثوري الإيراني، وأعلنوا احتجاز كافة موظفيها من الجنسية الأميركية كرهائن لحين استجابة الحكومة الأميركية لمطالبهم.

تم تكليف قوات دلتا للتخطيط لعملية عسكرية خاصة تهدف لتحرير الرهائن وجرى رسم عدة خطط جرى اختبارها، وتتلخص لأولى منها بتنفيذ عملية انزال مظلي حول طهران، والاقتراب إلى السفارة بالدراجات النارية، وظهرت لهذه الخطة سيئات فتم استبعادها. وتتلخص الخطة الثانية بالتسلل في شاحنات مغلقة عبر الحدود التركية، ويسلك هذا الطريق أعداد كبيرة من الشاحنات من ألمانيا الغربية حتى الباكستان والعودة، واذا لم تكن أوراقها كاملة أو ساور مفتشي الجمارك أي شك في حمولتها أوقفوها للتفتيش الدقيق. بدأت وكالة المخابرات المركزية بفحص نقاط العبور على الحدود التركية الإيرانية لتقديم خدمات فيما لو اعتمدت هذه الوسيلة. ثم بحثت المشاكل المحتمل مواجهتها فأثبتت أنها ليست سهلة وغير قابلة للتطبيق، فلو فتح رجال الجمارك والحرس الثوري إحدى الثلاجات فوجدوها ملأى بالجنود بدل لحم العجل المثلج مثلا ! ناهيك عن طول مدة الرحلة واذا اكتشفت الحمولة فالأرض وعرة ومنافذ الهرب قليلة ومحددة على الطرق. كما أن الحكومة التركية لا تستطيع أن تلعب أي دور مساند في هذا المجال لإنقاذ الرهائن، وتم استبعاد هذا الخيار أيضا.

الخطــة المعتمــدة :
استقر الرأي أن أفضل وسيلة متاحة وتوفر مجالا لمناقشة خطة منطقية وقابلة للتطبيق هي استخدام طائرات (سي 130) تهبط قرب طهران في مكان معزول ثم استخدام الشاحنات المغلقة لنقل الجنود إلى مدينة طهران واقتحام مجمع السفارة، وأثناء ذلك تصل حوامات تكون في الانتظار خارج المدينة فيغادر الرهائن والقوات في الحوامات إلى مكان خالي داخل إيران ويمكن أن تهبط فيه طائرة (سي 141) لتحمل الرهائن والقوات خارج إيران بسرعة. ونالت هذه الخطة موافقة جماعية من حيث المبدأ، وبقي وضع تفاصيلها وانتخاب الأماكن وحساب الأعداد والتوقيتات.

وبخصوص تقدير الوقت اللازم لانجاز هذه العملية تبين أنه لا يمكن تنفيذ عملية (الدخول واقتحام المجمع وتحرير الرهائن والخروج من إيران في ليلة واحدة، بل تحتاج إلى ليلتين. ومن الطبيعي أن تختفي القوات والحوامات في أماكن مستورة (قواعد أمينة) بعيدا عن نشاطات المواطنين. وتقرر التفتيش عن قاعدتين أمينتين متباعدتين عن بعضهما البعض، واحدة للرجال والأخرى للحوامات لتخفيتها بشباك التستر. قدر المخططون عدد الرجال اللازم لتنفيذ العملية مبدئيا بحدود 70 رجلا على الأقل، وتم تقدير الواجبات على ضوء عدد الأهداف وعدد وأماكن الحراس، والمسافات بين الأبنية الواجب تطهيرها، بالاضافة إلى عزل مجمع السفارة والسيطرة على الشوارع المؤدية اليه، وحماية الاستاذ الرياضي حيث ستهبط الحوامات، واقتحام مبنى وزارة الخارجية الإيرانية أيضا. وقد تم تحديد أماكن تواجد الرهائن وهي أربع بنايات، وعرفت تفاصيل أبوابها، ومواقع الحرس حولها ونظام عملهم وتحركاتهم. تم تقسيم القوة إلى خمسة مجموعات:

أ مجموعة اقتحام غرب المجمع (سوق تجاري ومباني نقليات).
ب مجموعة اقتحام شرق المجمع (مستودع ومبنى السفارة).
ج مجموعة قيادة وسيطرة واتصال. تؤمن اتصال مع قائد القوات الخاصة في (وادي قنا – بمصر)، وتسيطر على الشارع المؤدي للسفارة، وتوفر حماية لمهبط الحوامات في الاستاذ الرياضي، وتأمين اسناد ناري لمجموعتي الاقتحام وتغطية انسحابهما.
د مجموعة اقتحام مبنى وزارة الخارجية الإيرانية من القوات الخاصة الأميركية في أوروبا، تدربوا على اقتحام مبنى مماثل لتصميم مبنى الخارجية الإيرانية والتحقوا بإمرة قوات دلتا في مطار فرانكفورت أثناء رحلتها إلى مصر .
هـ مجموعة متفرقة (6 سواقين و6 مترجمين وضاطين إيرانيين برتبة عميد).
و مجموعة حماية صحراء واحد معهم دراجات نارية وسيارة جيب لحماية مهبط الطائرات ويغادروا مع آخر طائرة.

تم دراسة الخرائط والصور الجوية وانتخبت أماكن صالحة بصفة مبدأية لهبوط الطائرات وتحتاج لمزيد من الاستطلاع، وتم انتخاب مخابيء للأفراد وللطائرات ووضعت تحت المراقبة المستمرة لاستبعادها لو ظهرت أسباب تحول دون استخدامها. وتقرر أن تنفذ العملية في ليلتين:

أ الليلة الأولى :
(1) تقلع 6 طائرات (سي130) من جزيرة مصيرة في خليج عمان وتحلق بارتفاع منخفض وتهبط في (صحراء واحد) جنوب شرق طهران 320 كم . في الأولى (جماعة مقدمة) تحمل القيادة ومجموعة حماية المدرج وتقلع قبلهم بساعة واحدة لتؤسس قاعدة وتحمي المنطقة وتستقبل بقية الطائرات. يليها طائرتان فيهما بقية قوات العملية. ثم تقلع 3 طائرات حاملة الوقود لإعادة تزويد الحوامات .
(2) تقلع 8 حوامات (رهـ 53 د) من حاملة الطائرات (نيميتز) راسية في خليج عمان وتحلق في أربع مجموعات على ارتفاع منخفض نحو (صحراء واحد) حيث تصلها بعد نصف ساعة من وصول آخر طائرة سي 130. وفور وصولها تتزود بالوقود لتتجهز لتنفيذ المرحلة التالية .
(3) تحمل الحوامات القوات التي ستنفذ عملية تحرير الرهائن وعددها (118) رجل، وتحلق غربا نحو طهران لمدة 3 ساعات وتصل إلى الموقع (ب) ويقابلها عميلان لارشادهم لمخبأ يبعد 8 كم للغرب في وادي معزول (الموقع ج) ويجب وصوله قبل طلوع الفجر، ويبعد عن طهران 110 كم. تتوزع القوات في المخبأ وتختفي لتمضي بقية الليل والنهار التالي دون أي نشاط عدا حماية محلية وراحة .
(4) تقلع الحوامات فارغة إلى مخبأها ويبعد جنوبا مسافة ربع ساعة طيران في الموقع (د) ويقع في منطقة معزولة وتغطى الطائرات بشباك التستر، وتبقى هناك لحين طلبها بعد بدء اقتحام مجمع السفارة .
(5) تغادر جميع طائرات (سي 130) (صحراء واحد) بعد تفريغ حمولتها من الأفراد والوقود عائدة إلى جزيرة مسيرة العمانية، وتحمل آخر طائرة مجموعة الحماية التي دخلت في الطائرة الأولى، وتصبح القيادة في الأرض الإيرانية من مسئولية قائد قوات (دلتا) العقيد بيكويرث.
(6) للمحافظة على الأمن فقد تقرر اعتقال أي إيراني يصادف مروره في منطقة (صحراء واحد) ويبعد خارج إيران في طائرات (سي 130) المغادرة. يعادوا في الليلة الثانية مع الطائرة (سي 141) التي ستحضر لنقل الرهائن وقوات دلتا .
(7) يغادر العميلان مخبأ الأفراد في نفس الليلة بعد الوصول معهم إليه ويحضرا اليه مساء اليوم التالي في سيارتين احداهما صغيرة ليستعملها قائد (دلتا) لاستطلاع الطرق من المخبأ إلى طهران لغاية مجمع السفارة. والسيارة الثانية حافلة سعة 21 راكب لنقل السواقين والمترجمين إلى مرآب اللواري في مشارف طهران .

ب. الليلة الثانية :
(1) يجلب العميلان السيارتين إلى مخبأ الرجال عند غروب الشمس .
(2) يتحرك قائد (دلتا) ليستطلع الطرق ويرافقه أحد العميلين في السيارة ويعود ويصدر أوامره النهائية المتعلقة بالحركة إلى مجمع السفارة على ضوء ما يقرره أثناء الاستطلاع، وينهي أوامره عند المساء .
(3) يتحرك ستة سواقين وستة مترجمين في الحافلة ويرافقهم أحد العميلين إلى مرآب الشاحنات في مشارف طهران ليحضروا ستة شاحنات مرسيدس مغطاة بالأشرعة لكي لا يشاهد المارة قوات دلتا بداخلها، على أن تصل الشاحنات للمخبأ قبل الساعة الثامنة مساءا.
(4) تتحرك قوات (دلتا) حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء من المخبأ متجهة إلى طهران على طريق الرئيسي وتتباعد الشاحنات عن بعضها قليلا لكي لا تجلب الانتباه. يوجد نقطتي تفتيش على الطريق العام وفي كل منهما جنديان تقرر اعتقالهما وحملهما في الشاحنة الأولى في حالة ايقافها، واذا تعرضت الشاحنات لأي عمليات توقيف وتفتيش أخرى فقد تقرر أسر وحمل من يعترضها بالقوة .
(5) تحمل الحافلة مجموعة اقتحام وزارة الخارجية ليصلوها بالتزامن مع وصول قوات (دلتا) لمجمع السفارة بحدود الساعة الحادية عشر مساءا. ثم تترجل وتتسلق الجدار الخلفي لمبنى الخارجية، ويقتحموا الطابق الثالث ويحرروا الرهائن الثلاثة، وينزلوا إلى موقف السيارات المجاور، فتصلهم حوامة تقلع بهم وتلتحق ببقية الحوامات شمالي المدينة.

(6) تصل الشاحنات مجمع السفارة الساعة الحادية عشر مساءا، تتقدمها السيارة الصغيرة ويحمل أفرادها مسدسات كاتمة للصوت ويغتالوا الحراس في موقعين على الشارع . وتتحرك الشاحنات خلف السيارة الصغيرة بمسافة تضمن تبادل الرؤيا بينهم ،وتكون الشاحنتان الأماميتان متجاورتان وفيهما مجموعة الاقتحام تتوقف مقابل الاستاد الرياضي فتترجل مجموعة حماية الإستاذ وفي نفس الوقت تترجل مجموعة اقتحام شرق المجمع وتتسلق سور السفارة (2,7) متر مستخدمين سلالم حبال في رؤوسها خطافات حديدية، ويقفوا جوار السور من الداخل في انتظار سماع الانفجار ليبدأوا معه اقتحام المبنيين الشرقيين.

(7) تواصل شاحنتي مجموعة الاقتحام للقسم الغربي من السور فتترجل بسرعة وصمت، وتثبت حشوة متفجرات تفتح فجوة كبيرة في السور فتدخل من الفجوة وتقتحم البنايتين في آن واحد. مستغلين الذهول الذي يحدثه الانفجار.
(8) تواصل المجموعتان اقتحام الأبنية بالتتالي وتسيطر على الرهائن وتقتل كل إيراني مسلح في المجمع. وتخلي المجمع فورا باتجاه الاستاذ الرياضي حيث يرافق كل رهينة جندي مسئول عن سلامته وإيصاله وإركابه في الحوامة، وتغطي مجموعة الحماية انسحاب مجموعتي الاقتحام، وتحمي الاستاذ الرياضي لحين مغادرة آخر رهينة وجندي. وقد قدر للعملية (54) دقيقة .

(9) تزيل الحوامات شباك التستر بعد غروب الشمس، وتواصل الصيانة وتتجهز رهن طلبها فور بدء الاقتحام، فتحلق فوق الجزء الشمالي من المدينة وتهبط حوامة منها (عند الطلب) في موقف سيارات وزارة الخارجية لتحمل مجموعة الاقتحام والرهائن الثلاثة ثم تلتحق بمجموعة الحوامات التي تحلق فوق شمالي طهران. وتهبط الحوامات في الاستاذ الرياضي وتحمل الرهائن بعيدا عن طهران إلى مطار (المنزرية) الواقع جنوب غرب طهران.
(10) تتواجد طائرتي نوع (سي130 ي هـ) وتسمى القلاع الطائرة للإسناد الجوي ، وسلاحها مدافع 105 ملم ومدافع 20 ملم. تحلق الأولى فوق مجمع السفارة وتراقب لتتدخل ضد أي قوات أرضية تقترب من المجمع. تحلق الأخرى وتراقب مطار (مهرآباد) الدولي لمنع اقلاع أي طائرة مقاتلة. تستبدل بطائرتين أخريين عندما يقارب وقودهما على النفاذ. وحال أخلاء المنطقة تقوم الطائرتان بقصف مبانى السفارة وتدمرها .

11)) فور بدء اقتحام السفارة تهبط طائرة سي141 في مطار المنزرية المهجور جنوب غرب طهران (65 كم - فيه سرية هندسة إيرانية). وهي وحدة صغيرة غير مقاتلة ويسهل السيطرة عليها من قبل مجموعة قوات خاصة تحملها نفس الطائرة التي تهبط بشكل مفاجيء وتنزل منها مجموعة القوات الخاصة فتسيطر على المطار، وتحتجز أفراد الهندسة وتجردهم من السلاح وتوفر حماية للمطار .
(12) تبدأ الحوامات في الوصول حاملة الرهائن والمشاركين في العملية فيركبوا جميعا في طائرة سي 141. واذا تعطلت بعض الحوامات فقد تقرر أن تقوم الحوامات الصالحة بأكثر من رحلة بين الاستاذ الرياضي ومطار (المنزرية) لنقل بقية القوات.
(13) يركب في الطائرة (سي141) جميع المشاركين في العملية بما فيهم عملاء وزارة الدفاع والسواقين وأطقم الحوامات التي ستدمر في مطار المنزرية بعد إخلائها. وتكون جماعة الحماية آخر من يركب في الطائرة حيث تقلع قبل الضوء الأول بساعة واحدة على أبعد تقدير لكي تستطيع مغادرة الحدود الدولية الإيرانية قبل الفجر.

(14) تحلق القلاع المتحركة فوق مطار المنزرية وتراقبه وبعد اقلاع طائرة الرهائن تدمر الحوامات المهجورة. وعند إقلاع طائرة الرهائن (سي 141) تنتهي عملية تخليص الرهائن .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس