عرض مشاركة واحدة

قديم 14-06-09, 10:58 AM

  رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي انعكاس التعاون العسكرى على نظرية الامن



 

انعكاس التعاون العسكري على تطبيق نظرية الأمن الإسرائيلية.


من خلال المتغيرات الرئيسية على مستوى العالم، ومن خلال مسار التعاون الإستراتيجي الإسرائيلي-الأمريكي، فإن إسرائيل تطبَّق حالياً نظرية حديثة للأمن تقترب بشكل كبير من العقيدة القتالية التي تطبقها أمريكا، وتعتمد على العديد من الأسس التي تتناسب مع إمكانيات إسرائيل، وما تسمح به الولايات المتحدة الأمريكية لدعمها على المدى الطويل والمتوسط. وفي هذا المجال فإن الولايات المتحدة الأمريكية ـ طبقاً لمطالب إسرائيل ـ تضمن الآتي:

أ. التفوق النوعي المطلق، وتوفير التكنولوجيا الحديثة للقوة العسكرية الإسرائيلية، بما يحقق الأمن والأمان لإسرائيل لمجابهة التحديات، في المنطقة المحيطة.
ب. مد مظلة الحماية الأمريكية حول إسرائيل بغير حدود، وهذا تفسره مقولة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لإسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل في 15 مارس 1993: "إن المبدأ الأمريكي هو تقديم الدعم لإسرائيل للحفاظ على تفوقها النوعي العسكري المطلق".
ج. تحجيم القوى المناوئة لإسرائيل، وفرض رقابة أو حظر عليها، سواء كانت تلك القوى عربية مثل العراق، أو ليبيا، أو سورية، أو غير عربية مثل إيران.
د. التدخل سياسياً ـ عسكرياً ـ اقتصادياً، لصالح إسرائيل في حالة اشتعال الأزمات، أو إدانة إسرائيل في المحافل الدولية. ويعتبر التدخل الأمريكي باستخدام حق النقض في مجلس الأمن لصالح إسرائيل، عبئاً على المسيرة السياسية في المنطقة طوال العقود الماضية.

2. تطور نظرية الأمن الإسرائيلية.
فسر "إيجال آلون" Yigal Allon رئيس الأركان الإسرائيلي، في أوائل الخمسينيات، نظرية الأمن الإسرائيلية: "إنها محصلة الاتصالات لدولة ما مع بيئتها القريبة والبعيدة، التي تعكس قوتها، واستعدادها، ووسيلتها، وقدرتها التنفيذية في الدفاع عن مصالحها الحيوية، وتحقيق غاياتها وأهدافها القومية".

يعتمد جوهر نظرية الأمن على الآتي:

أ. قوة عسكرية حديثة متفوقة نوعياً.
ب. جيش عامل صغير، وجيش احتياطي كبير، يدعمه نظام تعبئة متطور ودقيق.
ج. الارتباط الإستراتيجي بالولايات المتحدة الأمريكية، ارتباطاً وثيقاً.
د. تطبيق نظريات الحرب الحديثة في حروبها المستقبلية، والاستعداد لذلك من الآن.
هـ. اعتبار أن المستوطنات على الحدود الإسرائيلية، هي خط الدفاع الأخير عن دولة إسرائيل، والتي يكون عندها استخدام وسائل الردع النووية.

وتلك المبادئ، تنفذ من خلال تطبيقات عسكرية وإستراتيجية، بالتنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، سواء من خلال الخبرة، أو الإمداد بالسلاح، أو الإمداد بالتكنولوجيا، أو التنسيق السياسي والاقتصادي، ويمكن حصر، تلك التطبيقات في الآتي:

أ. التركيز على مبدأ الحدود الآمنة، من خلال إجراءات دفاعية إسرائيلية، وضمانات دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لعدم المساس بتلك الحدود، أو حدوث أي اختراقات معادية لها حتى لا تتعرض إسرائيل " للكشف الإستراتيجي " نتيجة قلة المساحة.
ب. ضمان التفوق النوعي المطلق، عوضاً عن التفوق الكمي السائد، في دول المواجهة لإسرائيل.
ج. استحداث نظريات إستراتيجية، تنفذها إسرائيل من خلال هذا التفوق، منها:
(1) العنف، وإرهاب الدولة لردع الفلسطينيين كجار مباشر، أو ردع أي قوى مناوئة أخرى.
(2) تكثيف الاستيطان، كجدار يحمي التجمعات السكانية، والأهداف الرئيسية داخل إسرائيل، مع تفريغ السكان الأصليين من الفلسطينيين، باستخدام كل الوسائل بما فيه الإرهاب.
(3) تنفيذ إستراتيجية الردع الوقائي، بأساليب حديثة، وباستخدام عناصر محدودة، لتحقيق أهداف كبيرة، وفي الوقت نفسه تكون القوات الإسرائيلية جاهزة لتوجيه ضربات ردع ضد أي تهديدات رئيسية.
(4) الردع الانتقامي، وهو مبدأ تنفذه إسرائيل منذ نشأتها، وهو يتلخص في أنه، ما دامت إسرائيل كدولة، أو أحد أهدافها الحيوية، أو أفراد منها، قد تعرضوا لإجراء عسكري عربي، فلا بد، أن تقوم إسرائيل بالردع الانتقامي ضد أهداف مؤلمة لمنع الجانب العربي من تكرار مثل هذا العمل.
(5) تجميع كل الإستراتيجيات السابقة في إستراتيجية واحدة، وهي الردع الانتقامي والوقائي، مع تكثيف الاستيطان والضم، وهذه الإستراتيجية طبقتها إسرائيل ضد الانتفاضة الفلسطينية "انتفاضة الأقصى"، بهدف إلحاق أكبر ضرر بالفلسطينيين، دون مراعاة حقوق الإنسان، أو مراعاة مبادئ المسيرة السلمية، التي تلتزم بها الأطراف.
د. التلويح بالردع النووي: حيث بنيت السياسة النووية الإسرائيلية على أسس تساومية مخططة، وبشكل يعبر عن حقيقة القدرة النووية الجاهزة للاستخدام، وتتلخص السياسة النووية الإسرائيلية الرسمية، أو شبه الرسمية، في عبارة محددة تتكرر باستمرار، وهي: " أن إسرائيل لن تكون الدولة الأولى التي تدخل السلاح النووي إلى المنطقة، ولكنها لن تكون الدولة الثانية التي تفعل ذلك" ومن هذا المفهوم، فإن إسرائيل تتعمد فرض ضبابية على "الخيار النووي"، بمعنى أن إسرائيل لن تستخدم قدرتها على التهديد النووي استخداماً مباشراً أو علنياً، كذلك، فإنها تفترض أن الخيار النووي يشكل المخرج الوحيد، بمعنى أن هذا الاستخدام لن يكون إلا في حالة التهديد المباشر لدولة إسرائيل، ووجود أخطار على وجودها.
وهناك حسابات رياضية، تقدر أن لدى إسرائيل رؤوس نووية تتراوح ما بين 50-200 رأساً نووياً متعددة الأعيرة، على اعتبار أن طاقة المفاعلات النووية الإسرائيلية، قادرة على إنتاج 50 كيلو/ طن بلوتنيوم مخصب سنوياً. وفي نطاق التطبيقات السابقة، فإن الإستراتيجيات الحديثة لإسرائيل تنحصر في الآتي:

أ. نظرية الإستراتيجيات المتنافسة.
حيث توجد لجنة خاصة في إسرائيل تسمى لجنة الإستراتيجيات المتنافسة، والتي تخطط لخلق ظروف في المنطقة تجبر العرب للعمل " كرد فعل" لمواجهتها، وبالتالي تمتلك إسرائيل زمام المبادأة باستمرار، وتضمن عدم المفاجأة.

ب. نظرية الأسباب المبررة للحرب.
حيث تسعى إسرائيل لشن الحرب، عند توفير الظروف الملائمة لها، ومن ثم نجد تغير مفهوم (لماذا.. ومتى ؟) تشن إسرائيل الحرب.

ج. نظرية اليأس.
حيث تتسارع عجله التفوق الإسرائيلي، في عدة اتجاهات، بما يبعث اليأس في القيادات العسكرية للخصوم، بما يمنعها من المبادرة بعمل عسكري.
وتدعيماً لتلك الإستراتيجية، فإن التعاون الإستراتيجي الإسرائيلي ـ الأمريكي وطبقاً لاتفاقيات التعاون الإستراتيجي، قد خلق ظروفا مواتية، حققتها لها الولايات المتحدة الأمريكية، وأدت إلى سهولة، ويسر تطوير نظرية الأمن. ومن تلك التسهيلات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل:
أ. فتح مخزون ترسانة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل، بما يضمن التفوق على جميع الدول العربية، التي تنخرط معها في علاقات تصارعية مجتمعة، وإحداث فجوة تسليحية متعاظمة بينهما.
ب. ضمان استمرار الدعم المادي والمعنوي، من الحليف الأعظم، بالمعدلات التي تضمن الحفاظ على المستويات المعيشية داخل إسرائيل، وبما يضمن صيانة أمنها، ضد أي أخطار، أو تهديدات على مختلف صورها وأشكالها.
ج. التوسع في مجالات التكنولوجيا، والتقدم العلمي، وعلوم الفضاء، بما يضمن التفوق النوعي، وبما يضمن قناعة الآخرين، بأن إسرائيل قد أصبحت قوة إقليمية عظمى، تمتلك آليات الردع السياسي، والعسكري، والمعنوي.
د. ومن خلال تلك الاتفاقيات الإستراتيجية أيضاً ـ فقد أصبح لدي إسرائيل القدرة على تنمية صناعاتها الحربية، من خلال حجم التكنولوجيا المنقولة إليها، أو مشروعات التعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية، بما يحقق لإسرائيل الاكتفاء الذاتي.
هـ. وعلاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، تضمن فتح المخزون الإستراتيجي البشري من يهود الاتحاد السوفيتي السابق، بعد إطلاق الهجرة المكثفة، بما يحقق التفوق الديموجرافي على عرب فلسطين، كذلك ضمان تدفق المساعدات المادية لاستيعاب هؤلاء المهاجرين، حتى يندمجوا في المجتمع الإسرائيلي بسرعة.

يتبع....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس