الجزء الثالث
الدعاية النازية
إنها دعاية لا عقلانية لأنها تهدف لإثارة المشاعر والعواطف لدى الأفراد ، وتغلب الدعاية النازية الصورة على التبرير والحس الاندفاعي على المنطق .
* استفادت الدعاية النازية من الغرائز : الأبوة ، الأمومة ، الجنس ، القوة ، العنف والكراهية والتدمير.
* يقول هتلر : ( إن الرأي العام لا يعتمد على الخبرة الشخصية أو على معرفة الأشخاص وهو يستسلم للدعايات التي تسيطر عليه دون أن يشعر ، والصحافة هي الموجه الوحيد … ) وحالياً اتخذ التلفاز هذا الدور بجدارة .
* الدعاية : فن التأثير بخيال الجماهير التي تسيطر عليها الغريزة حيث تجد بعد أن تتخذ شكلاً نفسياً (سيكولوجيا) ملائماً الطريق إلى قلبها ، ويجب إخضاع جميع البرامج المدرسية والتوجيهية لخدمة الدولة ، كما يقول أدولف هتلر في كتابه (كفاحي) .
* ويشرح غوبلز ، وزير الدعاية في عهد هتلر دعائم الدعاية النازية بقوله : ولنا أن نقارنها بالدعاية الصهيونية .
(ينبغي أن نبحث عن الأقليات الموتورة ، وعن الزعماء الطموحين الفاسدين وذوي العصبيات الحادة والميول الإجرامية فنتبناهم ونحتضن أهدافهم ونهول مظالمهم ونهيج أحاسيسهم بمزيج من الدعاية والشائعة مثيرين الغني على الفقير والرأسمالي على البروليتاري ، دافع الضرائب على فارضها ، الجيل الجديد على القديم ، وبذلك نحقق درجة من الفوضى يمكن معها التلاعب بمقدرات العدو وفق ما نشاء )
* خاطبت الدعاية النازية المشاعر وتلاعبت بالعواطف فلم تترك للشعب فرصة التفكير الهادئ فتبلدت عقوله حتى كف عن التفكير سوى تفكير واحد : هتلر هو القوة ، القوة الوحيدة الحقيقية .
* في دراسة (تشاكونين) بعد الحرب العالمية الثانية (اغتصاب الجماهير بواسطة الدعاية ) يقول عن الدعاية النازية أنها تقوم على عناصر عاطفية لا عقلانية وتأخذ بمبدأ الاستجابة الشرطية لبافلوف ، والدعاية ضمن هذه النظرية تحدث تحويلاً في الاندفاعات الطبيعية للفرد وتوجهها صوب مواضيع محضرة سلفاً . (التفوق الثقافي والعرقي الجرماني… ) .